لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 90

الموضوع: شخصيتنا اليوم هي ...

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    رضي الله عنها وأرضاها
    وحشرنا في زمرتها

    شكري وتقديري/ جبران
    صباح الفل



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تمثال احمد شوقي في ايطاليا


    امير الشعراء احمد شوقي


    أحمد شوقي بك هو شاعر مصري من مواليد القاهرة عام 1868 لاب كردي و أم تركية و كانت جدته لأبيه شركسية و جدته لأمه يونانية، دخل مدرسة "المبتديان" و أنهى الابتدائية و الثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره ، فالتحق بمدرسة الحقوق ، ثم بمدرسة الترجمة ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق بن إسماعيل. أقام في فرنسا ثلاثة أعوام حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18 تموز 1893م. نفاه الإنجليز إلى إسبانيا واختار المعيشة في الأندلس سنة 1914م وبقي في المنفى حتى عام 1920م. لقب بأمير الشعراء في سنة 1927 و توفي في 23 أكتوبر 1932، خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما، و هو أول شاعر يصنف في المسرح الشعري.

    اشتهر شعر أحمد شوقي باعتباره شاعراً يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس، ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصص شعرية، نظم في الغزل، وفي المديح. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة يمتدح مصطفى كمال أتاتورك بانتصاره على الإنجليز، فيقول يا خالد الترك جدد خالد العرب)، وتارة ينهال عليه بالذم حين أعلن إنهاء الخلافة فيقول
    مالي أطوقه الملامة وطالما قلدته المأثور من أمداحي فهو معبر عن عاطفة الناس بالفرح والجرح. معبراً عن عواطف الحياةالمختلفة. ومن أمثال الإختلاف في العواطف تقلبه بين مديح النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تعبير عن عاطفة التدين لديه إلى الفرح بنهاية رمضان ومديح الخمر بقوله رمضان ولى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق). مما يؤكد الحس الفني والفهم لدور الفنان في التعبير عن العواطف بغض النظر عن "صحتها" أو "مناسبتها" لأذواق الآخرين من عدمه، وهذا من بوادر إبداع الشاعر في جعل شعره أداةً أدبية فنية، قبل كونه بوقاً لفكرة ونظام ما.


    لم يكن أمير الشعراء احمد شوقي مجرد شاعر تتجسد روحُ الإسلام وقيمه وتعاليمه وآدابه في شعره، بل كان بحق شاعرا من نوع فريد يدافع عن الإسلام بإبداعاته الشعرية المتميزة، ويتصدى بشجاعة لشعراء الرذيلة، ويعبر بصدق وموضوعية عن آمال وتطلعات أمته الإسلامية ولا يهادن الاستعمار الذي ابتليت به الأقطار الإسلامية في عصره، بل قاوم بإبداعاته وفنه الراقي كل أشكال الاحتلال التي اغتصبت إرادات الشعوب، وصادرت حرياتها ونهبت ثرواتها وجثمت على صدورها. ولد شوقي في القاهرة سنة 1285 ه - 1868 م ونشأ فيها، ولكن عروقه كانت تحمل خليطا من دماء عربية وكردية وجركسية ويونانية تبعا لنسب والديه وجديه وجدتيه واهتمت به جدته اليونانية التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل.

    عبقرية مبكرة

    بدأ شوقي رحلة النبوغ مبكرا حيث تلقى العلم وهو في الرابعة من عمره بعدما أدخل مكتب الشيخ “صالح” في حي الحنفي بالسيدة زينب، ثم تلقى بعد ذلك دراسته الابتدائية والثانوية في المدرسة الخديوية وفي التجهيزية، ثم التحق بكلية الحقوق، ولما لم ترق له التحق بقسم الترجمة الذي أنشئ فيها وتخرج فيه.

    تفتحت عبقرية شوقي الشعرية باكرا حتى بهر أساتذته بها، فلما عين بعد تخرجه موظفا في رئاسة القلم الإفرنجي في القصر اتصل بالخديوي وصار شاعره، ولم تمض سنة واحدة حتى شعر الخديوي أن على شوقي متابعة تحصيله ليستكمل ثقافته فأرسله إلى فرنسا ليلتحق بكلية الحقوق ويوثق معارفه بالمدنية الغربية وآدابها، فدرس عامين في “منبلييه” وعامين في باريس، ثم عاد إلى منصبه في المعية الخديوية، وظل يتدرج في المناصب حتى تولى رئاسة القلم الإفرنجي في عهد الخديوي “عباس الثاني” وتقرب إلى هذا الأمير حتى كانت شفاعته عند ذوي الحكم لا ترد وإشارته لا تخالف.

    ولما شبت الحرب العالمية الأولى خلعت إنجلترا بقوة الاحتلال الخديوي عباس عن عرش مصر، ورأى أولياء الأمر يومئذ أن يغادر شوقي البلاد، واختار برشلونة منفى له ولأسرته، ولم يعد إلى مصر إلا بعدما عاد السلام إلى العالم، لكن صلته الوثيقة بالنظام القديم ومدائحه المروية في الخديوي في المنفى كانت مازالت تقوي بينه وبين القصر أسباب الثقة والتقريب، وقامت ثورة 1919 ومعها نهضة مصر الحديثة فانصرف الشاعر بإلهامه وأنغامه إلى الشعب يذود عن قضاياه ويهتف بمجده ويعبر عن شعوره ويتغنى بجهاده حتى حمدت له مصر والعرب هذه اليد فاستقبل عند عودته إلى مصر استقبال الأبطال، واصبح كل شاغله التقرب من الشعب وليس القصر، فذاعت شهرته واختير عضوا في مجلس الشيوخ.


    أمير الشعراء


    في العام 1927 تنادت الأقطار العربية إلى تكريمه فأقاموا له مهرجانا في دار الأوبرا اشترك فيه رجالات مصر وأقطاب الدول العربية وبويع فيه أميرا للشعراء، وقد أعلن ذلك حافظ إبراهيم بلسان الجميع:

    أمير القوافي قد أتيت مبايعا

    وهذي وفود الشرق قد بايعت معي


    ولم يزل شوقي موضع الإكبار والإكرام حتى انتقل إلى جوار ربه في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1932 فأقامت له وزارة المعارف وطائفة من أعيان الفضل والأدب حفل تأبين بدار الأوبرا دعت إليه أقطاب العلم والأدب في الأقطار العربية.

    وعاش احمد شوقي آمال أمته الإسلامية وآلامها وسجل بشعره بعض الأحداث الجسام التي مرت بها الأمة، ومن ذلك موقفه من الخلافة الإسلامية حيث برز انتماؤه وولاؤه للإسلام من خلال تناوله لثورة مصطفى كمال أتاتورك.. فما كاد العالم الإسلامي يفرح بانتصار الأتراك على أعدائهم في ميدان الحرب والسياسة ذلك النصر الحاسم الذي كان حديث الدنيا والذي تم على يد مصطفى كمال في سنة 1923م حتى أعلن إلغاء الخلافة ونفى الخليفة من بلاد الأتراك، فنظم شوقي قصيدة يرثي فيها الخلافة وينبه ممالك الإسلام إلى إسداء النصح للغازي لعله يبني ما هدم وينصف من ظلم فيقول:


    عادت أغاني العرس رجع نواح

    ونعيت بين معالم الأفراح

    كفنت في ليل الزفاف بثوبه

    ودفنت عند تبلج الأصباح

    ثم يقول موجها النصيحة:


    أدوا إلى الغازي النصيحة ينتصح

    إن الجواد يثوب بعد جماح

    ثم يحذر من انتشار الفتن:


    فلتسمعن بكل ارض داعيا

    يدعو إلى الكذاب أو لسجاح

    ولتشهدن بكل ارض فتنة

    فيها يباع الدين بيع سماح

    وانطلاقا من معايشته لمآسي وآلام أمته الإسلامية خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخها جسد شوقي في قصائده شعورا قوميا خاليا من الإقليمية الضيقة، فيوم ثورة دمشق التي جابهها الفرنسيون بقوة كان له موقف مشرف فقال:

    سلام من صبا بردى أرق

    ودمع لا يكفكف يا دمشق

    ومعذرة اليراعة والقوافي

    جلال الرزء عن وصف يدق

    دم الثوار تعرفه فرنسا

    وتعلم انه نور وحق

    وللحرية الحمراء باب

    بكل يد مضرجة يدق


    شاعر الفضيلة

    ورغم أن شوقي مثل غيره من كبار شعراء العروبة والإسلام- كانت تتنازعه في شعره كما في نفسه شخصيتان: شخصية الورع المؤمن والحكيم الإنساني، وشخصية رجل الدنيا والملذات، إلا أن الجانب الأخلاقي في شعر شوقي كان بارزا، فكان دائما يحض على الفضائل والقيم الإسلامية حتى أصبحت بعض أبياته الحكيمة أمثالا تجري على ألسنتنا:

    وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

    فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    وأيضا:

    صلاح أمرك للأخلاق مرجعه

    فقوم النفس بالأخلاق تستقم

    والنفس من خيرها في خير عافية

    والنفس من شرها في مرتع وخم


    مكانته الأدبية

    حول مكانة شوقي الأدبية يقول الدكتور محمد مصطفى سلام أستاذ الأدب والنقد: يكاد النقاد يجمعون على أن شوقي كان تعويضا عادلا عن عشرة قرون خلت من تاريخ العرب بعد “المتنبي” لم يظهر فيها شاعر موهوب يصل ما انقطع من وحي الشعر ويجدد ما اندرس من نهج الأدب.

    كان شوقي ينظم شعره عن طبع دقيق، وحس صادق، وذوق سليم، وروح قوي فيأتي به محكم السبك لا يشوبه ضعف ولا لغو ولا تجوُّز ولا قلق، وهو كالمتنبي في انه تصرف بين الناس وخالط دماءهم وأولياءهم حتى عرف كيف يصف طبائعهم ويصور منازعهم، وهو مثله في إرسال البيت النادر، والمثل السائر، والحكمة العالية، مستخلصا ذلك فيما يسوق من المعاني في المدح أو الوصف أو الرثاء، وكان شوقي ينظم الشعر بين أصحابه فيكون معهم وليس معهم، وينظم في المركبة وفي سكة الحديد، وفي المجتمع الرسمي وحين يريد وحيث يريد.

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الشيخ عبدالله حسين الإحمر رحمه الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عبد الله الأحمر ، الإسم الكامل هو عبد الله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر (1933 - 28 ديسمبر 2007) ولد في شعبان 1351هـ في حصن حبور بمنطقة ظليمة في اليمن - حاشد ، في أسرة عريقة برزت فيه أسماء من مشائخ حاشد بما لهم من أدوار مهمة في التاريخ اليمني المعاصر.

    تلقى الدراست الأولية في كتاب صغير بجوار مسجد حصن حبور على يد أحد الفقهاء الذي علمه القراءة والكتابة والقرآن الكريم ومبادئ الدين والعبادات. ويشغل الآن منصب رئيس مجلس النواب اليمني.



    العمل السياسي

    عقب قيام الوحدة في اليمن وإقرار التعددية والحزبية السياسية تبنى عبد الله الأحمر الدعوة إلى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح الذي ضم كافة طوائف المجتمع من علماء ومشايخ ومثقفين ورجال أعمال وشباباً ونساء من مختلف مناطق اليمنية . وتم اختيار عبدالله الأحمر لشغل منصب رئيس الهيئة التحضيرية العليا التي تولت مهام تأسيس الإصلاح السياسي في كل المحافظات اليمنية وقيادة التجمع حتى موعد انعقاد المؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر 1994م.


    المؤسسات والجمعيات الشعبية التي رأسها

    رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة الشعب الكويتي بعد الغزو العراقي لها.
    رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأقصى وفلسطين.
    رئيس اللجنة البرلمانية للقدس وفلسطين.
    عضو مجلس الأمناء في منظمة الدعوة الإسلامية العالمية.
    نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس.
    رئيس فرع مؤسسة القدس في اليمن.

    وفاتة

    توفي يوم الجمعة 17/12/1428هـ الموافق 28 ديسمبر 2007 في العاصمة السعودية الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.له من الاولاد صادق يليه الشيخ حميد و الشيخ حمير يليه الشيخ حسين وهمدان ، وهاشم ،و حاشد ، وبكيل ، ومذحج ، وقحطان رحمك الله ياشيخ عبدالله واوسع قبرك وجعله روضه من رياض الجنه


    النشأة الأولى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ولدت في حصن (حبور) من بلاد (ظليمة) حاشد وهي ناحية من نواحي لواء حجة وتتبع الآن محافظة عمران التي أنشئت مؤخراً ، وكان ميلادي في أواخر شهر شعبان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية (1351هـ) وهو ما يوافق بالتاريخ الميلادي الأول من شهر يناير سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين ميلادية (1933م) ، ولم يكن في تلك الأيام سجلات للمواليد ، وكان البعض يسجل ميلاد أولاده في غلاف المصحف الشريف.
    في هذه المنطقة كانت نشأتي الأولى في بيئة نظيفة نقية فيها الطهر والوداعة والتواضع ، وفي معظم سنوات العمر الأولى كان والدي وعمي غالب يقضون معظم أوقاتهم في صنعاء عند الإمام يحيى للمراجعة في مشكلات اختلقتها لهم الدولة أو الإمام ، ونحن في البيت الأطفال الصغار أنا وأمثالي من أولاد العم يرعانا وكيل كان مع الوالد اسمه حمود بن أحمد اليتيم حيث رافق جدي ناصر ثم رافق الوالد وكان موضع ثقته وكان اعتماد الوالد عليه اعتماداً كلياً ، فكان المسئول عن رعايتنا ، وعن إدارة البيت والأموال والمزارع ، حيث كانت بيئتنا بيئة مزارعين ولدينا أراضٍ زراعية كثيرة ، وأذكر كيف كان بيتنا وهو بيت كبير وأحواشه واسعة مملوء بالعمال والرعاة ومملوء بالمواشي من كل أنواعها؛ الخيول والحمير والجمال والبقر والغنم ، وكنا محتاجين لكل نوع من أنواع الحيوانات؛ فالحمير والجمال لنقل الحبوب وغيرها من المنتوجات الزراعية ونقل ما نحتاج إليه في الزراعة، والثيران لحراثة الأرض ، والبقر والغنم للحليب والسمن ونذبح منها، ولا زلت أذكر ذلك وكيف كنا سعداء بتلك الحالة.
    وعندما بلغت سن السابعة أو الثامنة جاءوا لنا بمدرس يعلمنا القراءة والكتابة والقرآن في البيت ، وبدأنا بتعلم القراءة والكتابة أنا ومن هم في سني من أولاد العم، أما أخي حميد والذي يكبرني بسنتين ونصف وهو الأخ الوحيد لي في تلك الفترة حيث لم يولد أخي الأخير يحيى إلا بعد ذلك (في شهر يناير سنة 1948م) ، فقد كان حميد رهينة هو وعلى غالب الأحمر -وهو الابن الكبير لعمي غالب- لدى الإمام في حجة ، وما بدأ قراءته الأولى إلا وهو
    رهينة.


    ولا زلت أتذكر أول مدرس لنا واسمه السيد حسين الفخري ، ولم يستمر معنا إلا أياماً قليلة فقط وهرب ؛ لأنه حاول أن يضربني فأخذت اللوح الخشب الذي كنا نكتب به وضربته في رأسه وهربت ، فترك تدريسنا بعد هذه الحادثة. وجاءوا لنا بمدرس آخر بديلاً عنه وهو فقيه قبيلي واسمه محسن الصوتي من نفس المنطقة جوار حصن حبور الذي كنا فيه حيث لم يكن أحد منا صغيراً أو كبيراً ينزل المدينة أو يدخل السوق أبداً ، وكان معنا مسجد في الحصن وقد نفعتني الصلاة في هذا المسجد الذي كنا نتعلم بجواره ، وإذا كان الوالد متواجداً تقام الجمعة فيه وإلا فإن الجمعة تقام في المدينة التي كان فيها مدرسة للتعليم كما هو حال التعليم في المدن.
    ولا زلت أذكر عندما كان بعض طلبة المدينة يختمون قراءة القرآن حيث يطلعون إلينا مع أساتذتهم وقد لبسوا ملابس خاصة تدل على أنهم قد أتموا حفظ القرآن مرددين الأناشيد حتى يصلوا إلى أبواب حوش البيت فنفتح لهم فيدخلوا لينشدوا أناشيدهم مثل (بلاد العرب أوطاني) من أجل أن نعطيهم بعض الريالات التي كان يعطيهم إياها الوكيل أو أي شخص كبير يكون متواجداً في البيت.

    وأذكر كيف كان اهتمام الناس -المجتمع بأكمله- بالعبادات ، كنا نصلي الفجر جميعاً الصغار والكبار ، وبعدها لا ينام أحد حيث نجلس جميعاً نقرأ القرآن -الصغار والكبار والنساء اللاتي يحفظن القرآن- كل الناس تقرأ القرآن من بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، ثم نتناول طعام الإفطار لتبدأ بعده الحركة والعمل في وقت مبكر، وكان النوم مبكراً أيضاً حيث لم تكن هناك سهرات طويلة في الليل وهذا ما كان عليه اليمنيون كلهم في ذلك الوقت.
    بقينا في التعليم فترة بسيطة حيث كان التعليم في ذلك الزمان حتى يتم الشخص قراءة القرآن، وبعد ختم القرآن يصبح يقرأ ويكتب ولديه قليل من العلوم الدينية وحساب بسيط لحاجات بسيطة جدًاً، وكان البعض بعد هذه الدراسة ينتقل إلى المدرسة العلمية وهم محصورون في بعض الأسر في المدن ، وما بلغت الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمري إلا وقد أصبحت مسئولاً عن البيت والأموال حيث كان الفرد في ذلك الوقت يشعر بالمسؤولية مبكرًا فقد يتحمل المسؤولية ويواجه مشاكل القبائل ، وهو في سن الثالثة عشرة وبعضهم أقل وذلك بخلاف ابن المدينة.
    وبالنسبة لي شخصًياً فقد كان لدي شعور بالمسؤولية ، وجدية كبيرة خاصة أن والدي كان غائباً عن البيت في معظم الأوقات ، وكذلك عمي غالب وكان البيت كما قلت سابقاً مملوءاً بالمواشي وأصبح لدي في ذلك الوقت مواشي خاصة بي من البقر والغنم فأصبحت مسئولاً عن الأموال وتنقلت من حبور إلى منطقة الخمري بالعصيمات في حوث وإلى البطنة والعشة ودنَّان ، وكنت أتنقل إلى قضاء حجة أو المناطق والنواحي التي لنا أملاك فيها من أجل التحصيل بعد موسم علاَّن إلى أن قامت ثورة 1948م وأنا في سن الخامسة عشرة.


    تأثير الأب في مسار حياتي

    توفي جدي ناصر بن مبخوت في سنة 1340هـ قبل مولدي بإحدى عشرة سنة وكان والدي عندما توفي أبوه في الثانية والعشرين من عمره.
    كان الوالد –رحمه الله – يتسم بالحزم في تربية أولاده ومع عائلته ومع الناس، حيث كان شديداً جداً في التربية وفي كل الأمور التي يلزم فيها الشدة وكنا نهابه برغم أنه لا يتواجد في البيت إلا نادراً ومعظم أوقاته في صنعاء.
    وعلى الرغم من أن اهتمامي لم يتجاوز محيط البيت والشئون الخاصة إلا بعد 1948م، إلا أنني قد اكتسبت بعض الخبرة من الاختلاط بالناس الذين كانوا يتوافدون على الوالد عندما يكون متواجداً في البيت من أجل قضايا صغيرة أو كبيرة واكتسبت معرفة بالقبائل وخاصة قبائلنا العصيمات وعذر وتوسعت هذه المعرفة أكثر فأكثر بعد 1948م، وتوسعت مسئوليتي ولم تعد محصورة بشؤوننا فقط بل أصبحتُ مسئولاً على قبائلنا بالأخص العصيمات خاصة وأن الوالد سجن بعد 1948م وأيضاً الأخ حميد.
    ومن الأشخاص الذين كان لهم أيضاٌ أثر في حياتي وعمري لا يتجاوز ثلاثة عشر سنة هو النقيب محمد علي بدوي فارع الذي قدم سنة 45 م أو 46م من عدن مشياً على الأقدام متنكرًا ومتخفياً ومرسل إلى الوالد من الأستاذ أحمد نعمان والشهيد محمد محمود الزبيري وجماعتهم الوطنيين. وكان الوالد في منطقة أخرى من مناطقنا فبقى هذا الرجل عندنا في الحصن في غرفة خاصة متخفياً حتى عاد الوالد، وقد اعتبرت وصول هذا الرجل وانفرادي به وسماعي إليه وإلى الكثير من قصصه قبل عودة الوالد في غيبته غزواً سياسياً مبكرا بالنسبة لي أتاني من عدن.
    والنقيب محمد بدوي من أبرز الأسر في العصيمات، وكان عريفة جيش براني عند الإمام في تعز، وقد فر إلى عدن بعد فرار الأستاذين الكبيرين النعمان والزبيري ودخل في حزبهم وعمل تحت قيادتهم، وقد استمر في عدن مع الأحرار حتى قيام ثورة الدستور سنة 48م وخرج مع الأستاذ النعمان والمجموعة الذين معه حيث ألقي القبض عليهم في محافظة ذمار وسِيقوا جميعا مغلغلين بالسلاسل إلى سجن نافع في محافظة حجة، وضل النقيب محمد علي بدوي في السجن سبع سنوات ثم أطلق سراحه مع غيره، وبقي في مقام الإمام أحمد في تعز تحت الإقامة الجبرية حتى قيام ثورة سبتمبر, وغادر تعز بعد ذلك واتجه إلىَّ في الشهر الأول من الثورة وأنا في القفلة وشارك في القتال وأصيب بإصابات بالغة في جبل عزًان فوق منطقة القفلة، وبعد أن عاد من رحلة العلاج من مصر واصل معنا القتال دفاعا عن الثورة التي ساهم في خلقها حتى توفاه الله جندياً مجهولا فقيراً وأولاده من بعده فقراء غير معروفين، وعندي اثنين من أحفاده، فهذا الشخص المجهول هو الذي زرع في شخصيتي الحسّ السياسي والوطني من وقت مبكر.

    الدور التاريخي لآل الأحمر

    زعامة أجدادي بيت الأحمر على حاشد هي قديمة ولكن ليس لدي مسلسل تاريخي إنما محطات متفرقة عن ذلك ، والذي أعرف عنه هو زعامة الشيخ علي بن قاسم الأحمر الجد التاسع للأسرة في المائة بعد الألف من الهجرة (1100هـ) ، كان جدي علي بن قاسم له نفوذ كبير وشخصيته قوية جداً والتفاف حاشد حوله كان قوياً وكان له أتباع من قبائل بكيل ولدينا تهجير
    حتى من قبائل أرحب ونهم ما بالك من قبائل ذو محمد وذو حسين وسفيان والقريبين منا . أما نفوذه فكان على مناطق لواء حجة أكثر لأن جميع قبائلها من حاشد نسباً ، وإذا برز شخص كبير من آل الأحمر فكان يمتد نفوذه إلى مناطق لواء حجة التي تسمى حاشد الغرب الذين هم من أولاد غريب بن جشم بن حاشد الأكبر ، ومنهم الشرفين وبلاد أسلم وكعيدنة وحجور الشام والأهنوم وكل قبائل قضاء حجة التي منها بني قيس وكُحلان وشرس وبني العوام ومبين والظفير وغيرها . أما حاشد المشرق فهم العصيمات وبني صريم وخارف وعذر وبني جديلة وظليمة وعمران وهمدان وسنحان وبلاد الروس وغيرهم ممن ينتسبون إلى قبائل حاشد وهم أولاد مالك بن جشم بن حاشد.
    والجد الأكبر علي بن قاسم هو الذي كسب أموال في مناطق لواء حجة ، وما كان كسب جدي ناصر إلا تكملة لما كسبه على بن قاسم الأحمر ، وقد انقرضت تلك الأموال وقد أمتلك بعض حصونها مثل حصن القاهرة في المحابشة ، وحصن قلعة سَنجر في حجة ، وحصن شيعان في كحلان ، وحصن الغطريف في بني العوام وغيرها.
    وكان له – كما قلنا – نفوذ قوي وعندما اختلف مع الإمام المنصور حسين ابن الإمام القاسم دعا حاشدا وبكيلا ضد الإمام بعد محاولات كثيرة لإصلاح ما كانوا ينشدون إصلاحه من الفساد من جانب الإمام ولكنه لم يستجب ، وهنا بدأ الصراع حيث قام رجال حاشد وبكيل بقيادة على بن قاسم الأحمر وزعماء من مشائخ بكيل بمحاصرة صنعاء وأحاطوا بها إحاطة جيوش ، لكن الإمام استطاع أن يخترق بعض قبائل بكيل فانسحبوا وهذا مذكور في كتاب (نشر العرف) لزبارة.
    وبعد ذلك استمر علي بن قاسم الأحمر في الحصار ورأى أن الأمور مهيأة ليتصالح معه فكلف الإمام وساطة ظلت تتردد عليه إلى أن وصلوا إلى نقاط حلول لم يأت بعدها إلا الندم واتفقوا على عقد اجتماع مع الإمام في بير الشائف خارج سور صنعاء ، وقد دبر الإمام الخدعة حيث جاءوا إلى الخيمة التي نصبها الإمام ليلتقي معهم بعد أن اتفقوا على أن يأتي جدي بمجموعة قليلة والإمام يخرج من صنعاء ، وعندما دنا موعد الاجتماع بين الإمام وجدي علي بن قاسم الذي كان منتظراً في الخيمة التي نصبت لهم وتقرر الاجتماع فيها، وصل الإمام بحصانه إلى خارج الخيمة بغتة ، وأدخل رجاله إلى الخيمة فقتلوا جدي داخل الخيمة وهرب الإمام هو ومن معه من مكان اللقاء ودخلوا صنعاء.
    هذه حلقة من حلقات الصراع بين آل الأحمر وبعض الأئمة، أما الوضع العام أو الدائم تقريباً فقد كان الولاء للأئمة لا سيما عندما يكون هناك غازٍ أجنبي سواء الأتراك أو من سبق الأتراك من الملوك الذين تواجدوا في بعض مناطق اليمن.
    وبعد علي بن قاسم الأحمر لم تظهر شخصية كبيرة لعدة أجيال ، إلى أن جاء ناصر بن مبخوت في أيام الإمام المنصور فاستعاد المكانة التي كانت لعلي ابن قاسم أو بعضها ، وفي عهده جاءت غزوات الأتراك فتبنَّى مع قبائل حاشد مناصرة الإمام ومطاردة الأتراك ، وقد حاول الأتراك من خلال الرسائل تحييد جدي ناصر بالإغراءات المالية وطلب وصوله إليهم للتفاهم ومنحه الأمان إلا أن شكوكه بالأتراك ظلت قائمة رغم المراسلات المتبادلة والأيمان المغلظة منهم ألاَّ يمسه سوء.[ وثيقة رقم (1) ]
    ولمَّا تم الصلح بين الإمام والأتراك المسمى صلح دعان( ) 1326هـ-1911م بدأ الخلاف بين الإمام يحيى وجدي ناصر بن مبخوت ومن معه من حاشد وغير حاشد.



    أسباب وتداعيات الخلاف بين جدي ناصر بن مبخوت
    والإمام يحيى


    لقد كان الخلاف بعد اتفاقية دعان التاريخية بين الأتراك العثمانيين، وبين الإمام يحيى بن محمد حميد الدين لأن جدي ناصر بن مبخوت كان له الدور الكبير في مطاردة الترك وفي الدفاع عن الإمام و دولة الإمام ، وقد اعتبر جدي ناصر ومشائخ من حاشد وبكيل الاتفاقية التي تمت مع الأتراك طعنة بالنسبة لهم ونكث بالعهد أو النهج الذي كانوا يناصرون الإمام على أساسه، وهو أنهم يدافعون عن الدين وعن الخلافة الإسلامية المتمثلة في الإمام والإمامة.
    والذي استثارهم أن الإمام كان يحرضهم ضد الأتراك ويدعوهم إلى قتالهم لأنهم كما كان يقول: بغاة وكفار وأعداء الله ، إلى حد أنه كان يقول للناس وبعض أبواقه إن من قتل تركي دخل الجنة ، وهناك رسائل بين الإمام يحيى وجدي ناصر يصف فيها الإمام الأتراكَ بأعداء الله والمقاتلين لهم من حاشد بالمجاهدين [ وثيقة رقم (2) ] . وفي ليلة وضحاها بعد أن أبرم الصلح مع الأتراك دون أخذ رأيهم أو استشارتهم، أصبح يعلن للناس أن هؤلاء إخواننا المسلمون والناس لا يعلمون ما يجري في تركيا وما هو جار من عدوان على الخلافة التي مركزها إسطنبول ، حيث لم يكن هناك وسائل إعلام أو نحوه ليعرف الناس ما يجري في العالم .
    من هنا بدأ الخلاف حادًا مما دفع جدي ومشائخ حاشد وبعض مشائخ بكيل من أرحب وذو حسين وبيت الشايف ، وبني ردمان ، وسفيان إلى التوجه لمناصرة الإمام الإدريسي ضد الأتراك الذي ظل يحاربهم في تهامة السواحل ولم يتصالح معهم ، واستمر البعض في مناصرة الإدريسي حتى بعد خروج الأتراك، ضد الإمام يحيى في بعض المناطق لفترة قصيرة حتى انتهت دولة الإدريسي، وعندما أصبحت الحرب بين الإمام يحيى والإمام الإدريسي كان موقفهم لا يزال مع الإدريسي . أما جدي ومن معه من المشائخ فإنهم لم يقطعوا صلتهم بالإمام أو يوجهوا ضده أي حرب أبداً ، وكانوا يقولون: إمامنا الذي ولاه ربنا لكنه خان وإذا كان هذا إمام الزيدية فذاك إمام الشافعية هذا إمام وذاك إمام والكل ساده من آل الرسول، هكذا كان رأيهم لكن ولاءهم في مناطقهم ظلَّ مع الإمام وفي ساحة القتال مع الإدريسي حتى تقهقرت دولة الإدريسي وانهارت وتمكن الإمام من بسط نفوذه على بعض المناطق التي كان يحكمها الإدريسي والجزء الشمالي من تهامه اليمن، أما مناطق مخلاف السليماني وما إليه ، فقد أصبحت الآن جزءاً من المملكة العربية السعودية.

    عهد الإمام يحيى

    بعد خروج الأتراك ودخول الإمام يحيى صنعاء ظل الإمام يجامل جدي ناصر بن مبخوت ويحترمه ويتجنب أي إساءة إليه أو إلى حاشد، وهناك العديد من الرسائل الموجهة إليه توضح ذلك[وثيقة رقم (3)] ، إلى أن توفي جدي وحاشد على ما كانوا عليه أنصارًا لا رعايا وهذا هو الفرق ، فالولاء للإمام موجود – ولكن هناك فرق بأن يكونوا أنصارًا أو رعية وقد كانت حاشد وبعض قبائل بكيل أنصار لا سيما حاشد فهم الذين آووا ونصروا الإمام يحيى والإمام المنصور ومن قبلهما من الأئمة ، فحاشد كانت معقل الأئمة ومناطق انطلاقتهم وحاشد هم من عملوا على حماية الأئمة من كل غازٍ حتى عندما حاول الأتراك أن يقتحموا مدينة شهارة( ) كان اعتماد الإمام على حاشد، ورغم أن قبائل أخرى من بكيل كانت تأتي لمناصرة الإمام إلا أن الاعتماد الرئيس كان على حاشد .
    وعندما توفي الإمام المنصور سنة 1322هـ اجتمع العلماء في مدينة القفلة( ) وهي منطقة في حاشد لاختيار إمام جديد ، وكان هناك أكثر من عالم يرشح نفسه للإمامة وينافس الإمام يحيى وبدأ العلماء يناظروا ويوازنوا بين الإمام يحيى ومنافسيه ؛ فقالوا : الإمام يحيى مستوفي شروط الإمامة عدا شرًطا واحدًا، فكان الدور الحاسم لجدي ناصر بقوله: هذا هو الشرط الناقص وأشار بيده إلى عصاه فتمت مبايعة الإمام يحيى ، وهكذا فقد كان جدي ناصر هو المرجح لعملية اختيار الإمام يحيى ولعب دوراً كبيراً في ترجيح كفته ، وظل الإمام يحيى يحترم جدي ناصر ويراعي هيبته ومكانته وماضيه وأدواره [وثيقة رقم (4)] ، ولهذا ترك حاشد على ما هم عليه أنصارًا إلى أن توفي جدي ناصر سنة 1340هـ، وبعد وفاته بدأ الإمام يحيى يرسل جيوشه على حاشد وأول ما بدأ به عقب وفاة جدي مباشرة بتقليص نفوذ أولاد ناصر بن مبخوت في قضاء حجة في المناطق التي كان لهم فيها نفوذ والتي كانت مصدر إمكانياتهم وتموينهم ، فقد كانت كثير من أسواق مناطق قضاء حجة ملكهم، وكانت بعض هذه المناطق تدفع الزكاة إليهم إضافة إلى امتلاكهم لحصون كان فيها مجاميع من عساكر الوالد وأعمامي والذي كان أكبرهم عمي ناصر بن ناصر.
    وبدأت المضايقات ومحاربة أولاد ناصر بن مبخوت في لواء حجة بقيادة سيف الإسلام أحمد الذي كان والياً للواء حجة وهي منطقة نفوذه، وحصلت معارك كثيرة ومتكررة كبيرة وصغيرة وفي مواقع متعددة: في سوق الأمان ، في نجرة ، في قلعة سنجر في بني موهب في حجة وبعدها جاءت حركة شيبان، وشيبان هذا كان مسئولاً للإمام في حجة وكان له اتصالات بالإدريسي الذي كان بالقرب من حجة سنة 1339هـ تقريباً ، فاستدعاه الإمام يحيى وحبسه فقام أخوه السيد محسن شيبان ومعه الوالد قبل وفاة جدي بالهجوم على حجة واحتلوا قاهرة حجة . وأعتقد أن سيف الإسلام أحمد كان خارج حجة أو في صنعاء لكن كان على حصون حجة عساكر من حاشد من خارف ومنهم الشيخ يحيى بن سرحان المحجاني في حصن نعمان والشيخ محمد غالب القديمي في حصن آخر .
    ابتدأ الهجوم من الوالد والسيد محسن شيبان ومن معهم من العصيمات على القاهرة حتى احتلوها، واستمرت الحرب بالمدافع ما بين حصن نعمان الذي فيه المحجاني ومن معه من خارف وبين شيبان والوالد الذين سيطروا على قاهرة حجة، وتحرك سيف الإسلام أحمد من صنعاء إلى حجة وأرسل الإمام يحيى وساطة لا أدري قبل وصول أحمد أو بعد، وانسحب الوالد وشيبان ومن معهما من القاهرة بسلام بموجب الواسطة واتجهوا إلى بلاد العصيمات .
    وبعدها بفترة حصل بين عمي ناصر بن ناصر وبين سيف الإسلام أحمد حوادث كثيرة ، حيث خرب حصوننا، فنكف( ) الوالد وعمي ناصر بين حاشد وأرحب، ونزلوا بجيش لاحتلال حجة حتى وصلوا منطقة نيسة( ) ، وهم في طريقهم إلى حجة التي هي الهدف من النكف ، فاعترضهم بعض عساكر الإمام بقيادة عامل منطقة نيسة فاحتربوا معهم وكان ذلك بإيعاز من الإمام يحيى بهدف عرقلة عمي ناصر ومن معه حتى يرتب سيف الإسلام أحمد أموره في حجة ، وكان أحمد غير مستقر في حجة إذ كان يتردد كثيراً بين صنعاء وحجة .
    المهم هذه الحادثة استنفدت شيئاً من قوة الوالد وعمي ناصر، لكنهم تمكنوا من احتلال حصن نيسه وقتلوا العامل واستولوا على ما فيه من الحبوب وكانت كل مراكز الإمام مملوءة بالحبوب التي كانت تعتبر أكبر غنيمة للناس في ذلك الوقت . المهم التهى الجيش، والإمام يحيى كما هي عادته كان يرسل وساطات بينه وبين عمي ناصر أو الوالد وكانت الوساطة التي أرسلها هذه المرة من العلماء الكبار والمشائخ الذين كانوا أنصار الإمام ثم استغنى عنهم وأهملهم وهم سيوف الإنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي محمد بن محسن المتوكل والسيد أحمد بن قاسم حميد الدين وسيف الإسلام أبو نيب ابن الإمام شرف الدين الهادي، والشيخ حزام بن عبدالله الصعر والشيخ راجح بن سعد وغيرهم ، وقد وصل هؤلاء للصلح بين عمي ناصر وسيف الإسلام أحمد وذبحوا العقائر أمام عمي ناصر والذين معه في رفع المطرح أي من أجل رفع الجيوش وعلى شرط أن الإمام يتوقف عن الاعتداء على مناطق وحصون آل الأحمر ، فارتفعت الجيوش ووافق عمي على هذا الأساس .
    بعدها لا أدري ما الذي حصل بين عمي الذي كان كبير الأسرة ، وكان حاد الطبع ، وبين الإمام ، مما أدى إلى خروج جيش كبير على حصن حبور في ظليمة والذي كان المعقل الرئيس لجدي ناصر وأولاده وحاصروا الحصن وضربوه بالمدافع وكان الحصن قد أخلي من العائلات وأخذوها إلى العصيمات ، واستمر الحصار فترة وقد كان المبرر في خروج الجيش على حصن حبور وعلى حجة أن أهل هذه المناطق هم رعية الإمام فلماذا تظل السيطرة لأولاد الشيخ ناصر بن مبخوت فيها وكل ما كان يحصل من نزاع بين الإمام وعمي ناصر وإخوانه في مناطق قضاء حجة هو تحت هذا المبرر كما حصل من قبل في نجرة من حرب وخراب قلعة سنجر التي كانت أحد معاقل آل الأحمر .
    وفي هذه الفترة أو بعدها خرج الجيش أيضاً على حاشد العلو وبالذات على بني صريم وخارف والعصيمات -أعتقد سنة 1343هـ- من أجل سبب بسيط كان يمكن تلافيه ، لكن مشائخ حاشد تعنتوا ، والإمام يحيى وجدها فرصة ليخرج الجيش عليهم ، وكانت البداية قريتين من عيال سريح والقريتان مجاورتين لحاشد، اختلفوا مع الشيخ راجح بن سعد الذي كان الإمام يدعمه والقريتان هما قرية المَطْرَد اللذين آخوا بني صريم وقرية صُرَبَات اللذين آخوا خارفاً ، فاحترب عيال سريح وبني صريم وخارف من أجل القريتين ، وكان الإمام يدعم عيال سريح ، وقد حاول الشيخ راجح بن سعد أن يتوسط في هذه القضية لكن حاشد رفضوا وساطته ، فخرج الجيش على حاشد بالمدافع ودارت معارك وبدأ الجيش بضرب قرى الظاهر الأعلى وهي: يشيع والعقيلي وبيت العرمزة والعذرات وغيرها، وكان تركيز الإمام على بني صريم قبل غيرها، لأن فيها مدينة خمر التي تعتبر عاصمة حاشد وهَجَرْها( ) ، وبسقوطها يسهل على الإمام السيطرة على بقية قبائل حاشد ، واستمرت المعركة ، ولم يحتلّ الإمام أي قرية من القرى إلا بعد قتال وضرب بالمدافع ، والوالد وعمي غالب هم قادة المعارك، أما عمي ناصر فقد كان مشغولاً بمراكز نفوذنا في قضاء حجة وكان هذا بداية 1344هـ. واستمر الإمام بعدها يوجه الجيش بعد الجيش ويُهزمون مرة تلو الأخرى ، فكان أول جيش بقيادة الشريف عبدالله الضُمين وآخرها بقيادة عبدالله الوزير حتى احتلوا مدينة خمر وبعدها دارت معارك حول خمر وعلى أبواب خمر بيت المشرقي وغيره، وعمي غالب كان هناك، وكان معنا مدفع واحد قاوموا به إلى أن وصل جيش الإمام إلى الجراف بعد خمر، والوالد وعمي ومن معهما انسحبوا من بني صريم ونزلوا العصيمات ، فأمر الإمام يحيى قادة الجيش بالتوقف وأخذ الرهائن من بني صريم وخارف ودخلوا تحت الطاعة .
    واستمر الوضع ثلاث سنوات تقريباً ، وفي شهر ذي القعدة أو ذي الحجة من سنة 1346هـ تقدم سيف الإسلام أحمد من حجة حيث بدأ بعِذَرْ ، وبعدها العصيمات السفلى، وتوجه للعصيمات العليا التي بيوتنا فيها ، حاول الصعود إليها من مدينة حوث( ) لكنه ما استطاع فاتجه على منطقة وادعة ، وابتدأ الحرب من اتجاه وادعة على حوث وحول حوث ، واستمر المد والجزر عدة أشهر إلى شهر محرم أو صفر من سنة 1347هـ ، حتى أرسل الإمام يحيى وساطة للصلح مع أبناء ناصر مبخوت وأبي معهم ، نفس الشخصيات التي أرسلها في المرة السابقة لأن لهم لدى حاشد مكانة وقبولاً.
    وتوصلت الوساطة إلى إنهاء الصراع على شرط أن لا تدخل الجيوش بلاد العصيمات العليا نهائياً وأن الوالد وإخوانه يعلنون ولاءهم للإمام ويسلمون ويأتون بالرهائن .
    وبعد أن حصحص الحق وأصحابنا استسلموا ، قال لهم كبيرهم عمي ناصر ابن ناصر : قدو الصدق يا أصحابنا ؟ أي: هذه إمكاناتكم وقدرتكم؟ قالوا: نعم ، قال: أما أنا يحرم عليَّ مواجهة سيف الإسلام أحمد أو أبيه وتحرم عليَّ البلاد بكلها. وخرج إلى السعودية .
    كان مع عمي والوالد جيش من برط من ذو محمد وذو حسين ، ظلوا معهم وقاتلوا حول حوث بقيادة الشيخ علي حسين بن مهفل وناجي بن أحمد الشائف ومعهم مئات من أصحابهم، قاتلوا حتى تمت المصالحة بين الإمام وأولاد ناصر ابن مبخوت ، وكانت الذخائر والحبوب والفلوس وكل المتطلبات من الوالد وإخوته للمقاتلين ، إلى أن انتهى كل شيء حتى إن الشيخ علي بن يحيى بن سيله وكان ممن ذهب مع الوالد إلى وادعة ، عندما وصل مع الوالد وعمي غالب ومشائخ العصيمات العلو إلى سيف الإسلام أحمد في وادعة وكان سيف الإسلام يعرفهم جميعاً فقال سيف الإسلام أحمد: زدنا عليكم ياشيخ علي ، قال الشيخ علي بن يحيى وهو يضحك: والله ما زدت علينا ولو كان في امريش ، حب ما رأيت من هذه الوجوه وجه لكن غلبنا الجوع ، وكان هناك مدفن كبير للحبوب اسمه أمريش .
    بعدها ارتفعت الجيوش وبقي الوالد مع سيف الإسلام أحمد، ثم دخلوا صنعاء وسلموا رهينتين للإمام على الوالد وعمي وهما عمي الصغير عسكر بن ناصر وابن عمي حمود ناصر بن ناصر ، أما بقية العصيمات فقد أخذ من كل فخذ رهينة ، وظلوا معظم أوقاتهم في صنعاء حيث كان الإمام يحيى يختلق لهم قضايا ومشاكل كثيرة مثل: أخذتم من حق الدولة الزكاة ، أو عند ناصر بن مبخوت فلوس ، أو عندكم ميراث لبيت صوفان ، أو عندكم ميراث لبيت شويل، وهم أنساب جدي، حتى انتقل كوكيل للعمات يطالب لهن بالورث. وما كانت تنتهي مشكلة إلا وابتدأ بمشكلة أخرى ، وآخرها أدخلنا في مشاكل على مال مع ناس لم يكن لهم أي حق .
    ورغم أنه لم تعد هناك أي مقاومة من قبلنا بعد أن وضعت الحرب أوزارها وانتهى كل شيء سنة 1347هـ ، إلا أن العداء والإيذاء والتغريم من قبل الإمام وأولاده ظل مستمراً ، وظل والدي وعمي في صنعاء بما يقتضي ذلك من مصروفات لهم ولمن معهم في الشريعة بشأن القضايا التي كان يختلقها لهم الإمام ، إضافة إلى مصاريف الرهائن ، وهذا أدى إلى خسائر كبيرة تكبدها الوالد وعمي غالب .
    ثم بعد وفاة الرهينتين المذكورين أعلاه في دار السعادة بصنعاء ، سمح لهم الإمام بالعودة إلى البلاد ولكن لم تمض إلا فترة بسيطة وطلبهم الإمام يحيى لإبدال الرهائن المتوفين ومن أجل قضايا ومشاكل اختلقها لهم كالسابق وهي عداوة وإيذاء وحرب استنزاف من قبل الإمام وأولاده بهدف إنهاء المال بعد الحال ، وفعلاً أوصل الوالد وإخوانه إلى حالة بؤس لم يتبق معهم سوى الأراضي الزراعية التي يعتمدون عليها وحتى أراضينا الزراعية لم تسلم من إيذاء الإمام وأولاده ، مثل الأمير الحسن في العصيمات ، ومن كان يدفعهم الإمام يحيى يطالبوننا ببعض أراضينا الزراعية التي ليس لهم فيها حق ، وكانت الإحكام القضائية تخرج لصالحنا والإمام يحيى ينقلهم إلى حاكم آخر .
    وظل الحقد على الوالد وإخوانه من قبل الإمام وأولاده ، رغم أنهم قد أجبروهم على تسليم المدفع الذي كان بحوزتهم وسببوا لهم متاعب وغرائم كثيرة سواء من أجل ذلك المدفع والذي سُلِّم ، أو من أجل قضايا أخرى ، ولكن ظل في أنفسهم حقد على الوالد وإخوانه لأنهم لم يصلوا بعد إلى تنحية مكانتهم القيادية في القبيلة ، فواصلوا محاربتهم بوسائل كثيرة حتى إنهم دفعوا من يدعي لعماتي كما أسلفنا -والتي كانت إحداهن تعيش في دار السعادة مع ابنتها زوجة المطهر بن الإمام يحيى ، والأخرى كانت زوجة البدر الذي غرق في الحديدة- من يطالب لهن بإخراج نصيبهن من التركة، وكل ذلك من أجل تشتيت التركة والأراضي الزراعية التي كانت حياتنا معتمدة عليها .

    النسب والمصاهرة مع بيت حميد الدين

    النسب والمصاهرة بين أسرتنا وبيت حميد الدين قديم من أيام جدي ناصر، حيث كانت أخت جدي ناصر زوجة سيف الإسلام محمد بن محسن بن أحمد المتوكل ، الذي ذكرناه سابقاً وكان مقره في السودة( )، ولهم في منطقة الخمري( ) بيوت وأموال ، وهذا النسب والمصاهرة مع بيت المتوكل انتقل إلى الإمام يحيى حيث تزوج الإمام يحيى بابنة سيف الإسلام محمد بن محسن أم الحسن وهي ابنة أخت جدي ناصر ، ولهذا كان جدي عندما يدخل صنعاء بعد أن يقضي عمله لا يجلس إلا في دار السعادة لدى ابنة أخته ، وتكرر النسب من بعد حيث تزوجت عمتي – أخت الوالد –بسيف الإسلام محمد البدر ابن الإمام يحيى الذي غرق في البحر بالحديدة ، كما تزوج سيف الإسلام المطهر بابنة السيد علي بن محمد المتوكل ، وأمها هي عمتي وكانت أكبر سناً من والدي وعاشت معظم وقتها في دار السعادة .
    وبالرغم من وجود هذه المصاهرة والنسب فقد ظل الإمام يسحقنا سحق إيذاء وتعد وتغريم من سنة 1347هـ إلى 1367هـ بهدف إذلال الأسرة ، ووصلنا إلى حالة بؤس واستدانة ديون للمواجهة حتى قامت ثورة 1948م.

    ثورة 1948م


    عندما قامت ثورة 1948م وقُتل الإمام يحيى ، كان عمي غالب في الحج، أما الوالد فكان في البلاد ، وسيف الإسلام الحسن كان هناك ، حيث كان معه مشاكل في القفلة ، وقد ألزم سيف الإسلام الحسن الوالد أن يحرك القبائل لمناصرة ولي العهد أحمد ، وهو توجه إلى حوث وانتقل منها إلى خمر ثم إلى ريدة( ) ومن ريدة إلى عمران التي استقر فيها يحرض الناس ويجمع الجيوش إلى صنعاء من حاشد وغير حاشد .
    أما الإمام أحمد فقد قبض على أخي حميد حيث أخذوه من سوق الأمان رهينة في حجة ، وأرسل رسالة للوالد مفادها أن ابنك عندنا والمطلوب منك تحشد الحشود ضد الثورة، والوالد تباطأ في جمع الناس ولم يكن مقتنعاً بالبديل حتى إن أحد الذين كانوا ملازمين للوالد وهو الشيخ عبدالله بن حسين فيشي يقول لي : عندما وصل الخبر للوالد عن طريق عسكري من صنعاء برسالة من القائمين بالثورة فتح الوالد الرسالة وإذا الخبر أن من قام بالخلافة بدلاً عن الإمام يحيى هو السيد عبد الله أحمد الوزير ، وبحسب كلام الشيخ فيشي أن الوالد لما قرأ الرسالة قال : والله إنهم أسوأ من بيت حميد الدين وبيت حميد الدين أشرف من هؤلاء فلا حول ولا قوة إلا بالله ، كنا ننتظر الفرج فإذا بها تأتي بما هو أسوأ.
    ولهذا ما كان مقتنعاً بما تم ، ولا متحمساً أيضاً لإجهاض ماهو حاصل، فانتقل ببطء من القفلة إلى العشة في يوم ، ومن العشة إلى حوث يومًا أو أكثر، ومن حوث إلى خمر في يومين أو ثلاثة أيام ، ومن خمر إلى ريدة ، ومن ريدة إلى عمران والحسن يستعجله وكان الحسن قد تمكن من حشد الناس حتى من حاشد ودفعهم إلى صنعاء مع غيرهم من القبائل .
    وما وصل الوالد عمران إلا والثورة قد سقطت ، وعندما دخل صنعاء لم يعد معه إلا العصيمات ، هكذا كان موقف الوالد متباطئاً حتى يتبين له كيف ستصبح الأمور ؟ لكن الإمام أحمد الذي كان في حجة كما ذكرنا أخذها نقطة على الوالد أضيفت إلى ما سبق من الضغائن السابقة ضده .
    وعندما قامت ثورة 1948م كنت في الخامسة عشرة من عمري وقد تبندقت -أي سلم لي الوالد بندقية ، وعادة القبائل يقولون لمن يحمل البندقية: (تبندق)- وحاولت أن أدخل مع القبائل الذين دخلوا صنعاء وكان لدينا الصغار _ ما بالك بالكبار _ شيء من النشوة والفرح بالثورة ضد الإمام لما كنا نعاني مما كان الإمام يمارسه من الظلم والضغط على الوالد والعم والأسرة بأكملها ، كنا فرحين جداً وأذكر أنه كان عندنا بعض كبار السن من العسكر ومنهم وكيلنا واسمه على زايد الدقيمي كانوا في حزن شديد على الإمام ، ومنهم من كان يبكي عليه ونحن الصغار في فرح ونشوة وكنا ندخل معهم في جدل .
    نظام الرهائن
    نظام الرهائن قديم في اليمن ولكن بعد أن بسط الإمام نفوذه النهائي على حاشد وبكيل وبالذات سنة 1347هـ فرض على كل بيت (أسرة صغيرة) من العصيمات أن تأتي برهينة وبالنسبة لأهل حوث (السادة) فقد فرض عليهم وحدهم ومن معهم من الباعة بأن يأتوا بتسع رهائن مثل بيت دهيش وبيت القملي وهم من التجار وكلهم جاءوا برهائن لأنهم وقفوا وفتحوا بيوتهم للعصيمات .
    وقد فرض على الوالد وإخوته رهينتين ، وفعلاً سلموه الرهائن ولم يكن للوالد أولاد في ذلك الوقت ولم يكن أيضاً مع عمي أولاد كبار، فأول من وقع رهينة هو عمي الصغير عسكر بن ناصر و حمود ابن عمي ناصر بن ناصر ولم يكن يرخص بالخروج لأحد منهم إلا قليلاً ثم يرجع حتى توفوا ، توفي حمود أولاً وبعده عسكر – في عهد الإمام يحيى- وما أن توفوا حتى ألزم الوالد برد رهينتين بدلاً عنهم فجاء بحميد أخي وكان عمره ثماني أو تسع سنوات وابن عمي علي بن غالب الثاني بدلاً عن الذين توفوا، واشترط الوالد أن ينقلوهم من صنعاء إلى حجة ليكونوا أقرب إليه وقد تم نقلهم إلى سجن حجة .
    وهكذا كان الإمام يحيى ومن بعده الإمام أحمد يستخدم نظام الرهائن لكي يضمن ولاء القبائل وعدم تمرد المشائخ عليه ، وقد عانينا من هذا النظام الكثير وتشردنا عن أهلنا وبيوتنا وأموالنا فترات طويلة بسبب نظام الرهائن.

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ياسر عرفات


    ياسر عرفات (4 اغسطس 1929 - 11 نوفمبر 2004)، هو محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني و كنيته أبو عمار). رئيس السلطة الفلسطينية المنتخب في عام 1996. ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969، وهو قائد حركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة. فاز مع اسحاق رابين بجائزة نوبل للسلام سنة 1994.


    نسبه

    الجذور التاريخية لعائلة عرفات القدوة الحسيني في فلسطين

    تفيد المصادر التاريخية أن لهذه العائلة جذور تاريخية تعود إلى العصر العثماني في فلسطين. ينحدر آل القدوة من حلب نزل غزة منها في القرن الحادي عشر جدها محمد بن يوسف القدوة وأخوه الحاج الشريف عرفات الشهير نسبه المبارك بابن القدوة. تذكر المصادر التاريخية التي تعود إلى العصر العثماني أن أبرز من عاشى في فلسطين من أجداد هذه العائلة هو محمد بن يوسف القدوة الذي عمل في التجارة منتقلآ بين غزة وحلب واستقر في مدينة غزة سنة 1068ه وقد أطلق عليه مؤرخ غزة لقب فخر التجار الكرام وبرز في ذلك الحين أيضآ شقيقه شيخ التجار الرئيس المحترم الحاج الشريف عرفات الشهير نسبه المبارك بابن القدوة وقد اشتهرت عائلته بغزة بإسمه وعرفت به وقد خلف الحاج الشريف عرفات القدوة وقفاً ذرياًً مؤرخاًً في الأول من ذي القعدة 1100 ه ويترجم الطباع لأبرز أبنائه قائلآ فخر الأكابر وقدوة الأعيان السيد محمد الذي عاش نحو 1090 ه وتوجه بعياله إلى أداء فريضة الحاج فولد له ولد بجبل عرفات فسماه عرفات ويضيف الطباع أيضأ أنه عاش بعد والده وصار من أعيان التجار المعتبرين والرؤساء المحترمين وحج وأوقف عقاراته على ذريته في سنة 1140هـ. تذكر المصادر التاريخية المخطوطة والمطبوعة أن للعائلة أرومة حسينية كما هو الحال مثل عدد غير قليل من عائلات فلسطين فقد أفرد ابن عميد الدين في مخطوطه ترجمة وافية لعبد الرؤوف بن داود عرفات القدوة الحسيني في كتابه الذي ألفه في تراجم السادة الأشراف فذكر صاحب الترجمة قائلآ "الحسيب النسيب السيد عبد الرؤوف بن السيد داود نقيب أشراف غزة". ونقل المؤرخ الغزي عثمان الطباع في مخطوطه كذلك تاريخاً لعائلة عرفات القدوة الحسيني فذكر في سياق تراجم رجالها "أن من البيوت القديمة بيت عرفات القدوة وهم أهل حسب ونسب وعلم و مجد وكانت فيهم نقابة الأشراف". ويؤكد سلسلة النسب شهادة عدد من العلماء والأشراف أمثال شيخ الشافعية حسن أبو السعود القدسي ومحمد أبو السعود القدسي شيخ السادة الخلوتية والمؤرخ عثمان الطباع مؤرخ مدينة غزة وأحد أبرز علمائها ومحمد الجفني امام زواية الطمار بباب الشعرية بالقاهرة ومحمد شيخ رواق الشوام وأحمد بسيسو صاحب كتاب كشف النقاب ووثائق المحكمة الشرعية في بيت المقدس.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في شبابة


    [COLOR="Black"

    و حملت الأسرة عدة ألقاب تشريف من الدول المتعاقبة وهي:

    الشريف
    السيد
    جلبي وهو لفظ تركي فارسي أطلقه العثمانيون على أصحاب البيوتات العظيمة والنبيلة ويعني سيد
    أفندي
    قائم مقام وهو لقب إداري عثماني
    النقيب
    القدوة وهو أبرزها على الإطلاق وهو لقب أعطي لجد الأسرة الشريف يوسف المتوفى ٥٦٧هـ من حاكم حماة.

    سلسلة نسب آل القدوة الحسيني

    عرفات القدوة بن الشيخ الشريف محمد القدوة بن الشيخ الشريف يوسف القدوة الجبريني نزيل مدينة حلب الشهباء بن الشيخ الشريف عبد الوهاب بن الشيخ الشريف طه بن الشريف علاء الدين علي بن الشريف محمد بن الشيخ الشريف نبهان القدوة المتوفى بقرية جبرين الفستق سنة 804 هـ بن الشيخ الشريف محمد القدوة المتوفى سنة 747 هـ بن الشيخ الشريف نبهان الجبريني السبسبي الحسيني المتوفى سنة 713 هـ وفي تاريخ أبي الفداء وفي سنة 743 هـ توفي بجبرين الشيخ محمد بن الشيخ نبهان كان له القبول التام عند الخاص والعام فكأنما ماتت بموته مكارم الأخلاق وكاد الشام يخلو من المشهورين على الأطلاق وفي حدود سنة 749 هـ توفي الشيخ علي بن الشيخ محمد بن القدوة نبهان الجبريني بجبرين وجلس على السجادة ابنه الشيخ محمد الصوفي وكان الشيخ بحرآ في الكرم وترجم السخاوي في الضوء اللامع بعضهم فقال أبو بكر بن محمد بن علي بن محمد بن نبهان بن عمر بن نبهان بن علوان بن غبار الشرف بن الشمس أبي عبد الله محمد بن العلاء بن الحسن بن القدوة الشمس أبي عبد الله الجبريني الحلبي كان شابآ حسنآ عنده حشمة ودين ورياسة ومكارم ومروءة وعصبية مع الحرمة الوا فرة عند الحلبيين مقيمآ بزاوية جدة نبهان العراقي السبسبى القدوة الحسيني نزيل جبرين الفستق التي تبعد عن حلب بساعة ونصف وهو بن الشريف أحمد بن الشريف سراج الدين عمر بن الشريف ظهر الدين بن الشريف يوسف بن الشريف محمد الحسيني المتوفى سنة 536 هـ بن الشريف أحمد الحسيني المتوفى سنة 492 هـ بن الشريف موسى السبسبى المتوفى سنة 456 هـ بن الشريف سليمان المتوفى 396 هـ بن الشريف الحسن نزيل بغداد ونقيب أشرافها المتوفى بها سنة 342 هـ بن الشريف عثمان المتوفى سنة 299 هـ بن أبي القاسم بن جعفر الزكي 277هـ بن علي الهادي المتوفى سنة 264 هـ بن محمد الجواد المتوفى سنة 225هـ نزيل البقيع بن علي الرضا المتوفى 203هـ بن موسى الكاظم المتوفى ببغداد سنة 183 هـ بن جعفر الصادق المتوفى بالمدينة سنة 148هـ بن محمد الباقر المتوفي بالمدينة المنورة سنة 114 هـ بن علي زين العابدين المتوفى 94 هـ بن الأمام الحسين بكربلاء قي عشر محرم 61 هـ بن سيدنا الأمام علي كرم الله وجهه. هذه التواريخ أعتمدت حسب وثيقة الشيخ الطباع وفيها شئ من التصحيف مثل تاريخ وفاة جعفر الزكي 271 هـ وعلي الهادي 254 هـ. وقد ترجم للشريف يوسف القدوة في بحر الأنساب للنجفي وفي حاشيتة للرفاعي.


    عن حياة ياسر عرفات

    ولد في القدس في فلسطين بتاريخ 4 أغسطس 1929و إسمه "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني. تلقى تعليمه في القاهرة، والتحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وهو حاصل على شهادة بالهندسة من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وانخرط في شبابه في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين في عام 1944 وتولى رئاسته لاحقاً. في الخمسينات أسس مع المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "حركة فتح" وأعلن الناطق الرسمي لها في 1968. وفي فبراير 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعام 1973 عين قائدا عاما لقوات الثورة الفلسطينية. وبعام 1974 ألقى كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فينيويورك. بعام 1982 قاد المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان ومعركة الصمود خلال حصار بيروت من قبل القوات الإسرائيلية. في نوفمبر 1984 وإبريل 1987 أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني. في 15 نوفمبر 1988 تلا إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وانتخب رئيسا لدولة فلسطين. في 13 ديسمبر 1988 ألقى خطابا في الجمعية العامة للامم المتحدة في جنيف والتي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وخاطبها في جنيف كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في فبراير ومايو 1995 لنفس السبب. وأطلق في 13 و 14 ديسمبر 1988 أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناء عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريغان، حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس. في 30 مارس 1989 إختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة. كما إنه أطلق ووجه سياسة "سلام الشجعان" والتي تتوجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمه التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13 سبتمبر 1993. في 12 أكتوبر 1993 اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي 31 أكتوبر 1993 إختير رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار. كما إن عرفات هو نائب رئيس حركة عدم الانحياز ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وفي 20 يناير 1996 انتخب رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية وذلك في إنتخابات عامة. في 11 نوفمبر انتقل إلى جوار ربه في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا. دفن في مقر المقاطعة في رام الله بتاريخ 12 نوفمبر 2004 وذلك بعد أن تمت مراسم الجنازة بالقاهرة.




    الأوسمة والجوائز التي حصل عليها


    1979 وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي.
    1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد الهند.
    دكتوراه من جامعة جوبا في السودان.
    يوليو 1994 نح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام.
    أكتوبر 1994 منح جائزة نوبل للسلام.
    نوفمبر 1994 منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا.
    دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999.
    1 أغسطس 2004 منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس في أبو ديس.

    تدهور صحته ووفاته

    في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، وإلتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة ، وعانى ضعفا عاما وتقلب في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.

    تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، قامت على اثره طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة اخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوبا بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الانباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين، وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 عن نبأ موت الرئيس عرفات سريرياً وأن أجهزة عرفات الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الالكترونية لا عن طريق الدماغ. وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.


    مختصر التقرير الفرنسي
    وفي ما يلي نص بيان مجلس الوزراء بهذا الخصوص والتقرير الطبي:-

    قامت لجنة تقصي الحقائق المفوضة بمتابعة الملف الطبي للرئيس ياسر عرفات، بدراسة ظروف وفاة الرئيس القائد، بانجاز المهمة التي كلفت بها حيث درست باستفاضة التقرير الطبي الفرنسي، والتقرير الطبي الفلسطيني، وقامت باستشارات ومناقشات واسعة مع عدد من الأطباء والجهات المعنية الأخرى، وتقدمت اللجنة بتقريرها حول مهماتها إلى مجلس الوزراء بتاريخ 12-10-2005.

    واستعرض التقرير الحالة الطبية للرئيس القائد ياسر عرفات بداية من 12-10-2004 ولغاية حدوث الوفاة في 11-11-2004، بما في ذلك الفحوص الطبية والعلاج، الذي تم في مدينة رام الله وما أجرى له في مستشفى بيرسي العسكري بشكل تفصيلي.

    وأفاد التقرير أن الوفاة نتجت عن نزيف دموي شديد في الدماغ وهو ما جاء لينهي حالة سريرية جمعت عدة متلازمات لم يكن بالإمكان تفسيرها في إطار علم تفسير الأمراض nosology بالرغم من استشارة عدد كبير من الخبراء المختصين وكافة الفحوص التي تم إنجازها .

    وهكذا لم يتمكن كادر الأطباء المختصين، كل في مجاله من التوصل إلى سبب أو مرض معروف يؤدي إلى الحالة السريرية، التي أدت في النهاية إلى وفاة الرئيس ياسر عرفات.[/COLOR]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ابو عمار كلأسد الكاسر

    كتبت الكثير من المقالات والدراسات التي تتسع لمجلدات ضخمة، عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقيل فيه الكثير. ولكن تبقى حقيقته البسيطة واضحة لأبناء شعبه وللعالم أجمع: فلقد ظل عرفات وفياً للثوابت التي أمن بها، كقضايا القدس واللاجئين والدولة، وكان مرناً الى أقصى درجات المرونة في كل شيء إلا في تلك الثوابت.
    محمد عبد الرحمن عبد الرءوف القدوة الحسيني، هو الاسم الحقيقي لياسر عرفات، الذي اتخذ اسم "ياسر" وكنية "أبو عمار"، أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني قتل وهو يكافح الانتداب البريطاني.
    مكان ولادة عرفات ما زال محل خلاف، فهو يقول انه من مواليد القدس في أغسطس/ آب 1929، أما جميع من تتبعوا سيرة حياته، فيعتقدون انه من مواليد مدينة القاهرة يوم 24 أغسطس/ آب 1929.
    وباستثناء الخلاف حول مكان ولادته، لا يختلف احد من المؤرخين على التاريخ النضالي المشرف لهذا الفلسطيني الذي حمل الهم الفلسطيني في قلبه وعلى كاهله، طوال اكثر من اربعة عقود.
    بدأ عرفات حياته السياسية في مطلع حقبة الخمسينيات من القرن الماضي حينما شارك في عام 1952 عندما كان طالبا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة في تأسيس اتحاد طلبة فلسطين في مصر. وقد تولى رئاسة رابطة الخريجين الفلسطينيين بعد نجاح ثورة يوليو/ تموز بقيادة جمال عبد الناصر في الاستيلاء على السلطة.
    ظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط وزعيم سياسي. وقد انجذب في البداية لجماعة الأخوان المسلمين، لكنه سرعان ما اعتنق فكر الكفاح المسلح ضد إسرائيل عقب "نكبة" عام 1948 وقيام دولة إسرائيل فوق ما يزيد عن 70 بالمئة من مساحة فلسطين التي كانت خاضعة للحكم البريطاني.
    بعد انتصار ثورة الضباط الاحرار في مصر في 23 يوليو/ تموز 1952، بعث عرفات، عام 1953، خطاباً الى اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر، حمل ثلاث كلمات فقط هي: "لا تنس فلسطين". وقيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمائه.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ياسر عرفات وعملية السلام المعقدة

    أوسلو.. غزة واريحا

    وبعد انتهاء حرب الخليج كان هناك إجماع دولي على ضرورة العمل من أجل تسوية القضية الفلسطينية دعماً للاستقرار في الشرق الأوسط.
    ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص. وفي عام 1991عقد مؤتمر السلام في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق.
    وفي 13 أيلول 1993 بعد ستة أشهر من المفاوضات السرية في اوسلو، وقّع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، في واشنطن، اتفاق أوسلو الذي جعل أضواء الإعلام الغربي تسلط عليه بكثافة، كما كان نقطة تحول بارزة في القضية الفلسطينية. وقد وقع الطرفان على "إعلان مبادئ"، هو عبارة عن اتفاق سمح للفلسطينيين بممارسة الحكم الذاتي في قطاع غزة ومدينة أريحا بالضفة الغربية مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل.
    لكن لم تحسم عدة قضايا شائكة وأبرزها مستقبل المستوطنات المقامة على أراض محتلة، ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك مدنهم وقراهم بعد حرب عام 1948، والوضع النهائي لمدينة القدس.
    وفي 1 تموز 1994 خرجت غزة عن بكرة ابيها لاستقبال عرفات والعائدين معه من "ثوار فتح" بحفاوة كبرى، بعد 27 عاماً قضاها في المنفى. واتخذ عرفات من غزة مقراً لقيادته.
    وقد بدأ عرفات فور عودته الى غزة، مسيرة سلام مرت بصعوبات بالغة. وفي نفس السنة فاز بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين وشمعون بيريز.
    وفي عام 1995 وقع عرفات ورابين بواشنطن على اتفاقية الوضع المؤقت التي مهدت الطريق لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقد اغتيل رابين اثر ذلك، في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1995، بايدي متطرف اسرائيلي، وهو ما شكّل انتكاسة لعملية السلام. وواجه عرفات تحدياً ضخماً تمثل في السعي للحفاظ على التزام الفلسطينيين والإسرائيليين بما أطلق عليه "سلام الشجعان".
    شرع عرفات لدى وصوله الى غزة، في تأسيس السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المختلفة، وعمل على إعادة تأهيل بعض المؤسسات وتدريب أفراد من الشرطة والجيش للحفاظ على الأمن، مبشرا شعبه بقرب تحقيق حلم التحرير والصلاة في المسجد الأقصى.

    مهماكتب لن يصل الى انجازات وبطولات هذا الأسد ياسر عرفات

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    ألف شكرلك اخي (جبران حكمي )
    بصراحة موضوع رائع وجميل
    ويعتبر مرجع للتعرف على هذه الشخصيات العظيمة
    الذين تركوا لهم اثرا لا يمحى على مر العصور
    بالنسبة لي اول مرةاشوف الموضوع
    لكني استمتعت كثيرا بقراءته
    فلك من الجميع خالص الشكر والدعاء

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ علي الطنطاوي


    الأسم / علي مصطفى الطنطاوي

    الدولة : سوريا

    سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :


    أصل الشيخ و أسرته:

    أسرة الشيخ علي الطنطاوي أصلها من من طندتا المعروفة حالياً بطنطا عاصمة إقليم الغربية في مصر ،نزح منها عام 1255هـ جده وعمه .
    أبوه مصطفى الطنطاوي كان واحداً من العلماء المعدودين آنذاك في الشام ووصفه علي الطنطاوي بأنه : ( من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين والمربين (
    وقال عنه أيضاً : ( كنت منذ وعيت أجد - إذا اصبحت - مشايخ بعمائم ولحى يقرؤون على أبي (
    وقد توفي والد الشيخ في عام 1925 وقد كان عمر الشيخ آنذاك ست عشرة سنة وثلاثة اشهر .
    فإذا علمنا أن والده كان كما رأينا فلا ريب بأن يصبح الولد عالماً من العلماء ، ونزداد يقيناً بذلك إذا علمنا أن أسرة أمه من الأسر العلمية الكبيرة في الشام فمثلاً : خاله ، أخو أمه ، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي الفتح و الزهراء ، وكان له اثر كبير في الدعوة هنالك .

    نشأة الشيخ وتعليمه :

    يعتبر علي الطنطاوي من الآوائل الذين درسوا بطريقتين، هما :
    1- التلقي على المشايخ.
    2- الدراسة في المدارس النظامية.

    حصل على شهادة البكالوريا المعروفة بشهادة الثانوية العامة سنة 1928م.
    بعد ذلك ذهب إلى مصر وكان هو الطالب الأول من الشام الذي يؤم مصر للدراسة العالية ، ولكنه لم يكمل السنة الأولى فعاد إلى دمشق في السنة التالية فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس أو ما يعرف بالبكالوريوس .
    وقد علمنا أن أباه توفي وعمره ست عشرة سنه ، فكان عليه أن يقوم بمسؤوليات أسرته التي تضم أمه وخمسة من الإخوة والأخوات كان هو كبيرهم .
    لذلك فكر شيخنا علي الطنطاوي بترك الدراسة والإشتغال بالتجارة ، ولكن الله أبعده عن طريق العمل بالتجارة وعاد إلى الدراسة وكان مّما قال : ( لقد فقدت أبي وأنا في مطلع الشباب، واضطررت إلى أن أكتسب قبل سن الاكتساب ، وتعلمت ودرست على ضيق الحال وقلّة الأسباب، وأكرمني الله فعلمني وكفاني، فما أحوجني أن أمدّ يدي يوماً إلى أحد ممّن خلق الله(.
    ثم ماتت أمه وهو في الرابعة والعشرين، فكانت تلك واحدة من أكبر الصدمات التي تلقاها في حياته ، وقد قال حفيده مجاهد : ( ولقد شهدته مراراً يذكرها ويذكر موتها -وقد مضى على موتها ستين سنة - وأشهد ما كان ذلك إلا وفاضت عيناه(

    إشتغاله بالصحافه:

    بدأ الشيخ الطنطاوي العمل في الصحافة عام 1926 حيث نشرت له أول مقالة ، ولهذه المقالة قصة طريفة نذكرها لأخذ العبرة بعدم التقليل من النفس ، وقد رواها الشيخ بنفسه : ( كتبت مقالاً و قرأته على رفيقي أنور العطار ، فأشار علي أن أنشره. فاستكبرت(1) ذلك، فما فتئ يزينه لي حتى لنت له، وغدوت على إدارة المقتبس(2) فسلمت على الأستاذ أحمد كرد علي -رحمه الله ورحم جريدته- ودفعت إليه المقال.
    فنظر فيه فرأى كلاماً مكتهلاً(3)، ونظر في وجهي فرأى فتى فطيراً، فعجب أن يكون هذا من هذا، وكأنه لم يصدقه فاحتال عليّ حتى امتحنني بشيء أكتبه له زعم أن المطبعة تحتاج إليه فليس يصح تأخيره، فأنشأته له إنشاء من يسابق قلمه فكره، فازداد عجبه مني و وعدني بنشر المقال غداة الغد. فخرجت من حضرته وأنا أتلمس جانبيّ أنظر هل نبت لي أجنحه أطير بها لفرط ما استخفني السرور(
    ثم أكمل قائلاً : (حتى إذا انبثق الصبح وأضحى النهار أخذت الجريدة، فإذا فيها المقال وبين يديه كلمة ثناء لو قيلت للجاحظ لرآها كبيره عليه (
    وقد كتب الشيخ في الكثير من الصحف منها على سبيل المثال لا الحصر( الفتح و الزهراء و ألف باء و الأيام و الرسالة(
    أما من الصحف الحالية فقد كتب في ( الشرق الأوسط والمدينة بالإضافة إلى مجلة الحج(
    والصحافة هي العمل الأفضل لديه على حسب كلامه .

    حياته و التعليم :

    التعليم فهو العمل الذي ملأ حياته بأكملها، فقد بدأ بالتعليم وهو ما يزال طالباً في الثانوية في إحدى مدارس الشام.
    ثم انتقل بعد ذلك ليعلم في مناطق أخرى في داخل سوريا وخارجها حيث عمل مدرساً في العراق، وللعراق قصص مشوقة في مذكراته ، كما معلماً في الرياض ومكة وبيروت .

    الشيخ والقضاء :

    ربع قرن قضاها الشيخ في القضاء كانت من أخصب سنيّ حياته .
    وقد قال الشيخ عن تلك الفترة : ( لقد تنقلت في البلاد ورأيت اصنافاً من العباد، ولكني لم أخالطهم ولم أداخلهم. كنت ألقاهم من فوق أعواد المنابر أو من خلال أوراق الصحف والمجلات أو من على منبر التدريس، والذين لقيتهم إنما كان لقائي بهم عارضاً؛ ألامسهم ولا أداخلهم، فلما وليت القضاء رأيت ما لم أكن أعرف من قبل (
    وعند توليه القضاء ظهر نبوغ علي الطنطاوي وبان تميزه مجدداً ، فلقد أراد أن يكون متقناً لعمله ، مجيداً ومخلصاً له، فلما نجح في امتحان القضاء وعين ، طلب من الوزارة أن تمهله شهراً ، هل تعرفون لمّ ؟؟
    إليكم ماقاله الشيخ : ( لا لألعب فيه وأستمتع، ولا لأسافر وألهو، بل لأواظب في المحكمة الشرعية في دمشق حتى أعرف المعاملات كلها: من عقد النكاح، وحصر الأرث، وتنظيم الوصية، إلى الحكم في قضايا الإرث والوقف والزواج...(
    وقد عمل الشيء الكثير حين توليه القضاء وغير كثيراً من الأخطاء الواقعة في تلك الأيام .
    وفي عام 1960 كُلف بوضع مناهج الدروس فوضعها وحده بعد سفره لمصر والتقاءه بعلماء الأزهر وإدارة التعليم واعتمدت كلها كما وضعها .
    ولا تفوتكم قراءة مذكراته لمعرفة المزيد والمزيد عن تلك الفترة وغيرها.

    إنتقال الشيخ إلى المملكة العربية السعودية :

    1963 إنتقل الشيخ للرياض مدرساً في (الكليات والمعاهد ) المعروفة حالياً ( بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميه(
    وعاد نهاية العام إلى دمشق لإجراء عملية جراحية مبيتاً النية على عدم العودة مجدداً للمملكة إلا أن عرضاً بالتدريس في مكة قد جعله يغير قراره .
    إنتقل بعدها الشيخ ليقيم في مكة وجدة خمسة وثلاثين سنة أي إلى أن توفاه الله .
    بدأ علي الطنطاوي بالتدريس في كلية التربية بمكة، ثم لم يلبث أن كُلف بتنفيذ برنامج للتوعية الإسلامية، فترك الكلية و ذهب ليجوب مدراس وجامعات السعودية لإلقاء المحاضرات والندوات، ثم تفرغ للإجابة عن الفتاوى في مجلس خصّص له في الحرم أو في بيته، ثم بدأ بإذاعة برنامجيه: ( مسائل ومشكلات) في الإذاعة ، وبرنامج (نور وهداية(في الرائي(4)والشيخ يعد من أقدم مذيعي العالم بأسره حيث بدأ يذيع لأول مرة في أوائل الثلاثينات من القرن الفائت

    ذكرياته:
    كان الشيخ ينشر كل يوم خميس حلقة من ذكرياته في الصحف إلى أن تعب من العمل فودع القراء( وكانت حلقات الذكريات قد قارب مئتين وخمسين حلقة) أقول : فودع القراء قائلاً : ( لقد عزمت على أن أطوي أوراقي، وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين، فلا أكاد أخرج من بيتي، ولا أكاد ألقى أحداً من رفاقي وصحبي(

    آخر آيامه ووفاته :

    ذكرت فيما سبق إعتزال الشيخ للرائي والإذاعة والصحف ، فقد أغلق بيته واعتزل الناس إلا قليلاً من المقربين .
    وقد قال حفيدة مجاهد عن آخر أيام شيخنا الحبيب علي الطنطاوي: (وبات الشيخ في - في آخر أيامه- ينسى بعضاً من شؤون حياته ؛ فيصلي الصلاة مرتين خشية أن يكون نسيها، ولكن الله منّ عليه وأكرمه بأن حفظ له توقد ذهنه ووعاء ذاكرته حتى آخر يوم من حياته. وصار يتورع من الفتوى خشية الزلل والنسيان، وكان حتى الشهر الذي توفي فيه تفتح بين يديه القصيدة لم يرها منذ عشرات السنين فيُتم أبياتها ويبين غامضها،وربما اختلُلف في ضبط مفردة من مفردات اللغة أو في معناها فيقول هي كذلك، فنفتح القاموس المحيط ( وهو إلى جواره، بقي كذلك حتى آخر يوم )فإذا هي كما قال.
    فلما كانت آخر السنوات تعب قلبه الكبير فأدخل المستشفى مراراً، فصار يتنقل بين البيت والمستشفى، حتى فاضت روحه لبارئها بعد عشاء يوم الجمعة، الثامن عشر من حزيران، عام 1999 في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة، ودفن في مكة في اليوم التالي بعدما صُلي عليه في الحرم المكيّ الشريف.
    اللهم ارحمه برحمتك رحمة واسعة ، اللهم اغفر له وأحسن إليه حيث هو، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ، آمين يارب العالمين.

    مؤلفاته
    :

    1-ذكريات علي الطنطاوي(8أجزاء)
    2- فِكَر ومباحث
    3-صور وخواطر
    4-مع الناس
    5-هتاف المجد
    6- مقالات في كلمات
    7-فصص من الحياة
    8-صيد الخاطر(تحقيق وتعليق)
    9-من حديث النفس
    10-من نفحات الحرم
    11-بغداد:مشاهد وذكريات
    12-في أندونيسيا
    13-أبو بكر الصديق
    14-أخبار عمر
    15-رجال من التاريخ
    16-أعلام من التاريخ(7أجزاء(
    17-قصص من التاريخ
    18-حكايات من التاريخ
    19-دمشق
    20-الجامع الأموي
    21-فصول إسلاميه
    22-في سبيل الإصلاح
    23-تعريف عام بدين الإسلام(مترجم للكثير من اللغات(
    24-فتاوى علي الطنطاوي

    ولم يكن ما سبق إلا جزءاً يسيراً للغاية من سيرة علي الطنطاوي الذي يحق لنا وصفه بـ ( أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء


    وصية الشيخ على الطنطاوي للشباب والشابات

    البلدان ولقيت الناس وخبرت الدنيا فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني وتجاربي لم تسمعيها من غيري، لقد كتبت وناديت ندعو الى تقويم الاخلاق ومحو الفساد وقهر الشهوات حتى كلت منا الاقلام وملت الالسنة وما صنعنا شيئا ولا ازلنا منكرا بل ان المنكرات لتزداد والفساد ينتشر والسفور والحسور والتكشف تقوى شرّته وتتسع دائرته ويمتد من بلد الى بلد حتى لم يبق .
    بلد اسلامي - فيما احسب - في نجوة منه حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة وفيها الغلو في حفظ الاعراض وستر العورات قد خرج نساؤها سافرات حاسرات كاشفات السواعد والنحور.. ما نجحنا وما اظن اننا سننجح ، اتدرين لماذا؟ لاننا لم نهتد الى اليوم الى باب الاصلاح ولم نعرف طريقه ، ان باب الاصلاح امامك انت يا بنتي ومفتاحه بيدك فاذا امنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال ، صحيح ان الرجل هو الذي يخطو الخطوة الاولى في طريق الاثم لا تخطوها المراة ابدا ولكن لولا رضاك ما اقدم ولولا لينك ما اشتد انت فتحت له وهو الذي دخل ، قلت للص تفضل .. فلما سرقك اللص صرخت اغيثوني يا ناس سرقت ..... ولو عرفت ان الرجال جميعا ذئاب وانت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب ، وانهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص0 واذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها . فالذي يريده منك الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة ، وشر عليك من الموت عليها ، يريد منك أعز شئ عليك : عفافك الذي تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها ، أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها ... إي والله، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب. إي والله ، أحلف لك مرة ثانية ، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال ، من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ، ويودونها ود الصديق ، كذب والله، ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم ، لسمعت مهولا مرعبا ، وما يبسم لك الشاب بسمة ، ولا يلين لك كلمة ، ولا يقدم لك خدمة ، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد ، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد.
    وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري. تشتركان في لذة ساعة ، ثم ينسى هو ، وتظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها ، يمضي (خفيفا) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك ، والهم في نفسك ، والوصمة على جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم ، ويقول : شاب ضل ثم تاب ، وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا. ولو انك إذ لقيته نصبت له صدرك ، وزويت عنه بصرك ، وأريته الحزم والاعراض ... فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد ، وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ، ونزلت به على رأسه ، لو أنك فعلت هذا ، لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار ، ولجاءك _ إن كان صالحا _ تائبا مستغفرا ، يسأل الصلة بالحلال ، جاءك يطلب الزواج. والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه ، لا تجد البنت أملها الاكبر وسعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجا صالحة ، وأما موقر’ ، وربة بيت . سواء في ذلك الملكات و الاميرات ، وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء . وأنا أعرف أدبيبتين كبيرتين في مصر والشام ، أديبتين حقا ، جمع لهما المال والمجد الادبي ، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين ، ولا تحرجيني بسؤالي عن الاسماء إنها معروفة!! .

    الزواج اقصى اماني المراة ولو صارت عضوة البرلمان وصاحبة السلطان ، والفاسقة المستهترة لا يتزوجها احد، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج ان هي غوت وسقطت تركها وذهب- اذا اراد الزواج- فتزوج غيرها من الشريفات لانه لا يرضى ان تكون ربة بيته وام بنته امراة ساقطة والرجل وان كان فاسقا داعرا اذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى ان تريق كرامتها على قدميه وان تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت الفاسقة او البنت المغفلة التي تشاركه في الزواج على دين ابليس وشريعة القطط في شباط طلب من تكون زوجته على سنة الاسلام فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور .. فلماذا لا تعملن ، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء ؟ انتن اولى به واقدر عليه منا لأنكن اعرف بلسان المراة وطرق افهامها ولانه لا يذهب ضحية هذا الفساد الا انتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصيّنات الديّنات في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجا ، لان الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ، ولعل مثل هذا في غير الشام ايضا ... فألفن جماعات منكن من الاديبات والمتعلمات و مدرسات المدرسة و طالبات الجامعة تعبد أخواتكن الضالات الى الجادة، خوّفنهن الله ، فان كن لا يخفنه فحذرهن المرض ، فان كن لا يحذرنه فخاطبهن بلسان الواقع ، قلن لهن : انكن صبايا جميلات فلذلك يقبل عليكن الشباب ويحومون حولكن ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال ؟ ومتى دام في الدنيا شئ حتى يدوم على الصبيّة صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف يكن اذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعّدات الوجوه من يهتم يومئذ بكنومن يسأل عنكن ، اتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها ؟ اولادها وبناتها وحفدتها وحفيداتها ، هناك تكون عجوز ملكة في رعيتها ومتوجة على عرشها على حين تكون الاخرى ... انتن اعرف بما تكون عايه.فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ?. وأمثال هذا الكلام لا تحتجن الى من يدلكن عليه، ولا تعدمن وسيلة الى هداية أخواتكن المسكينات الضالات ، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السلمات من مرضهن ، والناشئات
    الغافلات من أن يسلكن طريقهن .

    وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت علية المرأة المسلمة حقا، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن قصرتن الثياب شعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ، وصبرتن الدهر الاطول تعلمن لهذا الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحث عليه ، والفساق يفرحون به ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام ، ولا ترضى بها النصرانية ، ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلى حال تأباها الحيوانات. إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذودا عنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الاجنبي ، لا أن يرى وجوههن ...ولا أكفهن...ولا نحورهن... بل كل شيء فيهن!! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجعل ستره ، وهو حلقتا العورتين ، وحلمتا الثديين.....
    وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للاجنبي ليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن، والفم الخد، والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات المسلمات شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا ينكر ذلك الآباء والامهات المسلمات ، وأمثال هذا!!. وأمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد ، ولا بوثبة عاجلة ، بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآن طويلا، وإن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا، وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط غير السفور ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ، وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر.
    السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته، وإن كنا نرى الستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا. أما الاختلاط فشيء آخر ، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ، أو لقيته في الشارع ، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق ، وتستعد معه للامتحان ، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كل الميل إلى الآخر ، فلا تستطيع هي ولا هو ولا الاهل الارض جميعا ، أن يغيروا خلقة اله ، وأن (يساووا) بين الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل. وإن دعاة المساواة والاختلاط باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لانهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر ، وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به ، فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ، التي ليس وراءها شيء : التقدمية، والتمدن ، والفن ، والحياة الجامعية ، والروح الرياضية ، وهذا الكلام الفارغ (على دويه) من المعنى فكأنه الطبل.

    وكذابون لان أوروبة التي يأتمون بها ، ويهتدون بهديها ، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة ، والاختلاط في الجامعة ، والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ما جاء من هنا : من الازهر والاموي وهاتيك المدارس الشرقية ، والمساجد لاسلامية ولو كان الشرف والهدى والعفاف والطهارة ، طهارة القلب وطهارة الجسد. إن في أوروبا وفي أمريكا ، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما ، أسرا كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه ، وإن في باريز (في باريس يا ناس ) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع الشاب ، أو يصحبنه إلى السينما ، بل هم لا يدخلونهن إلا إلى روايات عرفوها ، وأيقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ، اللذين لا يخلو منهما مع الاسف واحد من هذه (التهريجات) و الصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة ( الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين ) تسميها أفلاما!!يقولون : إن الاختلاط يكسر شرة الشهوة ، ويهذب الخلق ، وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي . وأنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، روسيا التي لا تعودإلى دين ، ولا تسمع رأي شيخ ولا قسيس ، ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها؟

    وأميركا ، ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) من الطالبات؟ فمن يسره أن يكون في جامعات مصر والشام ، وسائر بلاد الاسلام مثل هذه المشكلة. وأنا لا أخاطب الشباب ، ولا أطمع في أن يسمعوا لي ، وأنا أعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي ، لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقا ، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات ، يا بناتي الشريفات العفيفات ، إنه لا يكون الضحية إلا أنتن ، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس ، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفن والحياة الجامعية ، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد ، ولا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة ، أما أنا فإني أبو بنات ، فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي ، وأنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن . إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب ، ولا يرجع لها شرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة ، وإذا سقطت البنت لم تجد واحدا منهم يأخذ بيدها ، أو يرفعها من سقطتها ، إنما تجدهم جميعا يتزاحمون على جمالها ، ما بقي فيها جمال ، فإذا ولى ولوا عنها ، كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم ! هذه نصيحتي إليك يا بنتي ، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره ، واعلمي أن بيدك أنت ، لا بأيدينا معشر الرجال ، بيدك مفتاح باب الاصلاح ، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الامة كلها.

    هذه المقالة كتبها الشيخ علي الطنطاوي سنة 1406هـ رحمه الله

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأخضر الأبراهيمي



    الأخضر الإبراهيمي 1 يناير 1934 في عزيزة جنوب الجزائر، هو سياسي وديبلوماسي جزائري، كان الإبراهيمي وزيراً للخارجية بين عامي 1991-1993، كما كان مبعوثا للأمم المتحدة في أفغانستان و العراق.


    المناصب التي تقلدها

    -بدء رحلته الدبلوماسية بتمثيل جبهة التحرير الوطني في جاكارتا (1954-1961) أي إبان الثورة الجزائرية.
    -مسؤول سامي في الجامعة العربية (1984-1991)
    -مبعوث للأمم المتحدة في لبنان 1989.
    -وزير خارجية الجزائر (1991-1993)
    -مبعوث للأمم المتحدة في العراق 2004.

    بداية تمثيله الديبلوماسي لدى الأمم المتحدة

    كان الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً للأمم المتحدة إلى هايتي وجنوب إفريقيا واليمن والزائير في الفترة الممتدة بين عامي 1994-1996، وفي السنوات الأخيرة كلف من طرف الأمم المتحدة لحل تفاوضي في العديد من بؤر التوتر والتي كللت في العديد من الأزمات بنجاح، وبين عامي 1997 حتى عام 1999 كان مبعوثاً أمميا لأول مرة إلى أفغانستان


    خدم الأخضر الإبراهيمي، في وقت باكر، سفيرا لبلاده في القاهرة و الخرطوم و نيويورك مبعوثا لدى الأمم المتّحدة. و مستشارا دبلوماسيا للرئيس الشاذلي بن جديد (1982 ـ 1984)، و كيلا للجامعة العربية (1984 ـ 1991)، و من ثم وزيرا للخارجية الجزائرية (1991 ـ 1993).


    . خدم الإبراهيمي حاكما لهاييتي في تسعينيات القرن الماضي باسم الأمم المتحدة، و من ثم مبعوثا دوليا لأفغانستان تحت إدارتين أميركيتين إحداهما ديموقراطية و الأخرى جمهورية. و اشتهر كمبعوث في أفغانستان، للمرّة الثانية بعد اتّفاق الطائف، كعراب لترتيب اتّفاق الزعماء الأفغان الشهير باسم الـ (لويا جارقا)، الذي انتهى باستصدار وثيقة دستورية لأفغانستان. و لم تكن خدمته مبعوثا أمميا في العراق أقل أهميّة بالرغم من تحكّم واشنطن و لندن في الملف العراقي أكثر ممّا تفعل الأمم المتّحدة.

    اشتهر الإبراهيمي دوليا ببراعته التفاوضية، و في هذا المجال حصل الإبراهيمي على جائزة "المفاوض العظيم" من مدرسة القانون بجامعة هارفارد في العام 2002. أمّا أكثر ما سيثبت في سيرة الإبراهيمي الذاتية فهو تقرير الإبراهيمي الشهير المتعلّق بتقييم فاعلية بعثات حفظ السلام الأممية.


    وكان الإبراهيمي قد شغل عدة مناصب في المنظمة من بينها ممثلها لدى جنوب أفريقيا وهايتي وأفغانستان. ولعب دورا مهما في مرحلة ما بعد إسقاط طالبان كمنسق للمعونة الدولية لأفغانستان بين عامي 2001 و2004، كما كان مبعوثا للمنظمة إلى العراق ومنسقا لإجراء الانتخابات وصياغة الدستور في هذا البلد عام 2004.

    وقاد الابراهيمي الذي سبق ان شغل منصب وزير الخارجية في بلاده الجزائر بوقف الحرب الاهلية اللبنانية

    كما تولى الابراهيمي رئاسة لجنة رئيسية في الامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام تولت عام 2002 تقييم عيوب النظام القائم لتلك العمليات وتوصلت الى ان المنظمة الدولية تحتاج الى مزيد من الاموال والموظفين والخطط المدروسة وان عليها التخلي عن حيادها بين المعتدين والضحايا.

    لكن الابراهيمي أثار غضب عنان عام 2004 عندما وصف اسرائيل بأنها "سم في المنطقة" وقال ان "سياسة اسرائيل الامنية العنيفة والقمعية وتصميمها على احتلال مزيد ومزيد من الاراضي الفلسطينية" ادت الى تعقيد مهمته في العراق. وكان الابراهيمي قبل انضمامه الى الامم المتحدة يتولى منصب نائب الامين العام لجامعة الدول العربية بين عامي 1984 و1991 ومثل الجامعة في لجنة ثلاثية توسطت في انهاء الحرب الاهلية في لبنان. كما تولى منصب سفير الجزائر لدى بريطانيا ومصر والسودان قبل تعيينه وزيرا للخارجية في بلاده بين عامي 1991 و1993.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    منح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الجنسية الأفغانية للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي تكريما لجهوده كممثل للأمم المتحدة في أفغانستان.

    وقال الرئيس الأفغاني أثناء الاحتفال الذي أقيم في القصر الرئاسي لتسليم الإبراهيمي جواز سفر دبلوماسيا: إن هذا التكريم "يعدّ عرفانا بالجميل لمساهمته الفريدة والنشيطة لإحلال السلام والاستقرار وتعزيز العلاقات بين أفغانستان والأمم المتحدة والدول الصديقة".

    ومن جهته وقّع الإبراهيمي على جوازه الأفغاني أمام كرزاي وأعضاء حكومته الانتقالية، واعتبر التكريم "شرفا لا يستحقه"، مشيرا إلى رغبته في مشاطرة عرفان الجميل الذي عبّر عنه كرزاي مع زملائه من موظفي الأمم المتحدة في كابول، مؤكدا أن المجتمع الدولي سيكون وفيا بتعهداته حيال أفغانستان.

    وقال الإبراهيمي ممازحا: إنه قد يفقد مهمته في أفغانستان "لأن الأمم المتحدة لا تسمح لمواطن إحدى الدول بالعمل في وطنه الأم كممثل لها".
    ويذكر أن الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري السابق يتولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان منذ عامين.

    خطبة الأمير علي بن الحسين على كريمة الأخضر الابراهيمي
    الجمعة 23 أبريل 2004 19:01
    "ايلاف" من عمان :
    قالت مصادر أردنية مطلعة في عمان اليوم لـ"ايلاف"، أن زيارة العاهل الأردني عبدالله الثاني" المفاجئة" الى العاصمة الفرنسية باريس، لم تكن مقررة لاجراء مباحثات سياسية وانما هدف عاهل الأردن الشاب من خلال زيارته القصيرة الى مباركة خطوبة أخيه غير الشقيق الأمير علي بن الحسين قائد قوات الحماية الملكية الخاصة منذ العام 2000، على كريمة الدبلوماسي الجزائري المرموق الأخضر الابراهيمي التي تعمل صحافية في باريس، حيث تقيم مع أسرتها في العاصمة الفرنسية باريس، وتشغل خطيبة الأمير علي حاليا منصب مديرة مكتب سي أن أن القناة الاخبارية الأمريكية، ذائعة الصيت حول العالم .
    وطبقا لبيان الديوان الملكي الأردني، فقد أفيد بأن مراسم الخطوبة قد تمت في باريس على أن يعقد القران في التاسع من سبتمبر المقبل .
    ويشغل الأمير علي بن الحسين الى جانب اهتماماته العسكرية والانسانية، منصبا رياضيا رفيعا قربه من الجماهير الأردنية بشكل غير مسبوق ،حيث يرئس الاتحاد الأردني لكرة القدم منذ خمسة أعوام خلفا للعاهل الأردني عبدالله الثاني، الذي تسلم نفس المناصب قبل أن يعتلي عرش أبيه الملك الراحل حسين بن طلال في فبراير عام 1999.
    وللأمير علي، وهو الابن الثالث في ترتيب الذكور للملك حسين ، فيما هو الابن الثاني لملكة الأردن المتوفاه علياء طوقان، التي أنجبت أيضا الأميرة هيا التي عقد قرانها هي الأخرى قبل اسبوعين على ولي عهد دبي ووزير الدفاع فيها الشخ محمد بن راشد آل مكتوم، شعبية واسعة في الأردن بسبب ترؤسه لكثير من الهيئات الانسانية تي التي تعنى بأحوال المحرومين والفقراء والأيتام ،شأن والدته علياء التي قضت بحادث تحطم مروحية خلال جولاتها الانسانية على مدن الجنوب في الأردن.
    والأمير علي (28 عاما)، هو خريج كلية سانت هيرست الملكية البريطانية للدراسات العسكرية شأنه شأن أشقائه جميعا، ويحمل رتبة عسكرية متقدمة في القوات المسلحة الأردنية.
    ومن المتوقع، أن يشهد العام الحالي زفاف ثلاثة أمراء أردنيين هم ولي العهد الأمير حمزة الذي تقرر السابع والعشرين من مايو المقبل موعدا لزفافه على أميرة أردنية، وهي نور بنت عاصم بن علي (ابن عم الملك الراحل حسين)، وكذلك الأميرة هيا على الشيخ ممد بن راشد، خلافا لمعلومات سابقة لاتزال متداولة تؤكد رغبة الأميرة بعدم اقامة حفل زفاف، والاكتفاء بمراسم الخطوبة في القصر الملكي لأخيها غير الشقيق ملك الأردن.
    اضافة الى الأمير علي الذي قد يعلن بشكل لاحق موعدا لزفافه على الأميرة الأردنية الجديدة، حيث تمنح طبقا للتقاليد الملكية في الأردن خطيبة الأمير في الأردن، لقب أميرة على الفور، حتى وان كانت من أصول غير أردنية، فيما لايحظى قرين الأميرة الأنثى طبقا لنفس القواعد بنفس اللقب


    شجاعة الأخضر الإبراهيمي
    د. معن أبو نوار

    ترى الرجل النحيل فتزدريه=
    ويعجبك الطرير إذا تراه=
    ضعاف الأسد أكثرها زئيرا=


    عرفته عام 1973 قبل ثلاثين عاما سفيراً للجزائر في لندن خلال وجودي سفيرا لوطني فيها، تعلمت الكثير منه، وأيدني تأييدا كاملا في مهمتي، وقامت بيننا صداقة بل إخوة صافية. وبانت بيننا السنين.. حتى التقيته في أوكسفورد منذ خمس سنوات؛ ثم افترقنا حتى سمعت عن مهمته في أفغانستان التي نجح فيها نجاحا باهراً.
    الأخضر رجل نحيل الجسم، معتدل القامة، خفيض الصوت، هادئ حتى السكون، يكاد يزن كل حرف ينطقه، عميق التفكير، نقي الضمير والوجدان، عربي اللسان لكنه يتقن الانجليزية والفرنسية اتقانا عفويا كالعربية، مسلم الانسانية حتى النخاع، أهم ما في شخصيته وكيانه وقيمه شجاعته الفائقة، وتنطبق عليه أبيات الشعر السابق ذكرها.
    لماذا؟
    قرأت الخبر التالي عن موقفه حول الحرب على العراق:«بدء الاقتباس»
    «أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، الأخضر الابراهيمي أن الحرب التي شنت على العراق لم تكن مشروعة ولذلك فإن ما يتعرض له العراق الآن هو احتلال من قبل القوات الأمريكية والبريطانية.
    وأضاف الابراهيمي في مقابلة مع محطة دورداشان العامة الهندية ان هذه الحرب لم تكن ضرورية. وان اللجوء الى القوة لا يمكن ان تقرره غير الأمم المتحدة وهذا لم يحدث في العراق. وأوضح أن «العراق تعرض للغزو ومهما قال الشعب العراقي، فالحقيقة ان العراق يخضع حالياً للاحتلال».
    وأشار الابراهيمي الى الفرق بين الحرب التي شنت في أفغانستان ضد نظام طالبان وشبكة القاعدة، والحرب على العراق «لازاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين». وقال: إن هناك فرقاً أساسياً بين هاتين الحربين «فأفغانستان لم تتعرض للاجتياح».
    وانتقد الابراهيمي من جهة ثانية موقف الولايات المتحدة في أفغانستان مؤكداً ان واشنطن تتحمل مسؤولية التدهور الأمني الأخير، وقال إنها ركزت على توقيف «ارهابيين محتملين» عوضا عن البحث عن سبل تحسين الوضع في البلاد عموما». «انتهى الاقتباس».
    شجاعة الأخضر الابراهيمي شجاعة الصدق في القول والموقف، فهو يعلن ما يبطن بكل صدق وصراحة.. قال ما لم يقله غالبية الدبلوماسيين العرب الذين يبطنون المواقف المناوئة لأقوالهم تحت ستار الدبلوماسية.
    حياك الله أيها الأسد الهصور.. الأخضر الابراهيمي الجزائري المقدام.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •