الحب كما ورد عن ابن حزم .. أوله هزل وآخره جدّ , لايدرُك معانيه الا بالمعانآة , ليس بمنكر في الديانه ولا محظور في الشريعه , أذ ان القلوب بيد الله عز وجل , فهو استحسان روحاني وامتزاج نفساني .. يتصل المحب بروح من يحب قاصداً له , باحثاً عنه , منجذباً إليه بكل صوره ..فكلما اتفقت الصفات والطبائع زادت المودّه وتأكدت , كما في قول الرسول " الأرواح جنودٌ مجنّده ماتعارف منها ائتلف , وماتناكر منها اختلف "
وقد وصفه الشاعر فقال عنه :
والحــب أول مايكون لجـــــاجة
تأتــــــي به وتســوقه الأقـــدار
حتى اذا اقتحم الفتى لجج الهوى
جـاءت أمــور لاتـــطاق كـــبار
وقد قال عنه الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : ( العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض )
وكما أغرى الحب هذا الشاعر المعاصر حتى جعله يقول :
أحبك جدا
واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل
واعرف انك ست النساء
وليس لدي بديل
واعرف أن زمان الحبيب انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول..
احبك جدا..
احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى..وبيني وبينك
ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار.
واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار
ويسعدني..
أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني
أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله ..لا تتركيني
لا تتركيني..
فما أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك..
أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
فهو قد أغوى من قبل فرسانا أشداء لم يضعفوا الا أمامه وترك ذاك الفتى العذري
النسيب الوسيم الفصيح الفارس طريدا يهذي في الفيافي ..
ألا قاتل الله الهوى كيف قادني
كما قيد مغلول اليدين أسير
أعـوذ بـك اللهم أن تشحط النـــوى
بـبثينة في أدني حياتي ولا حشري
وجـاور إذا مـا مـت بيني وبينــــها
فـيا حـبذا موتي إذا جاورت قبري
هـي الـبدر حُسناً والنساء كواكــب
وشـتان مـابين الـكواكب والبدر
لـقد فظلت حسناً على الناس مثلما
عـلى ألـف شهر فظلت ليلة القدر
أيـبكي حـمام الأيـكِ من فقد إلــــفه
وأصبر ؟ مالي عن بثينة من صبرِ
يـقولون مــــسحور يـجن بـذكـــرها
وأقـسم مـابي من جنون ولا سحرَ
لـقـد شـغــفت نـــفسي بـــذكركم
كـما شغف المخمور يابثن بالخمرِ
ذكـرت مـقامي لـيلة البانِ قابضاً
عـلى كـف حوراء المدامع كالبدرِ
فـكدت ولـم أمـلك إلـيها صــبابةً
أهيم وفاض الدمع مني على نحري
فـيا لـيت شـعري هل أبـيتن ليلةً
كـليلتنا حـتى نـرى ساطع الفجرِ
تـجـود عـلينا بـالحديث وتـــارةً
تـجود عـلينا بالرضاب من الثغرِ
فـيا لـيت ربي قد قضى ذاك مرةً
فـيعلم ربـي عـند ذلك ما شكري
ولـو سـألت مـني حـياتي بــذلتها
وجـدت بها إن كان ذلك من أمري
مــضى لـي زمـان لو أخــير بينه
وبـين حـياتي خـالداً آخر الدهرِ
لـقـلت ذرونـــي سـاعة وبـثينة
على غفلة الواشين ثم أقطعوا عمري
مـفـلجة الأنـــياب لـو أن ريـــقها
يـداوى به الموتى لقاموا من القبرِ
إذا ما نظمت الشعر في غير ذكرها
أبـي وأبـيها أن يطاوعني شعريِ
فـلا أنعمت بعدي ولا عُشت بعدها
ودامـت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشرِ
وجعله عليلا لا ينفعه طبيب أو دواء
ارحــميني ، فقد بلــيت ، فحسبي
بـــعض ذا الداء ، يا بثينة حسبي
لامنــــي فيك ، يا بثينة ، صحبي
لا تلوموا قــد أقرح الحب قلبي
زعـــم النــــاس أن دائــي طبي
أنـــت والله ، يا بــثينة طـــبي
انه ذلك الذي جعله لايرى في هذا العالم غير معشوقته رغم كثرة العارضات أنفسهن
عليه .. الطامحات في نيل بعض اهتمامه :
فلربّ عارضـة علينا وصلها
بالجـدّ تخلطه بقـول الهـازل
فأجبتــهـا بالقــول بــعد تستّــر
حبّي بثينة عن وصالك شاغلي
لو كان في صدري كقدر قلامة
فضـل وصلتك أو أتتك رسائلي
*************
حلفت لها بالبدن تدمى نحورها
لقد شقيت نفسي بكم ، وعــنيت
حلفت يمينا ، يا بثينة ، صــادقا
فان كنت فيها كــاذبا ، فــعميت
إذا كان جلد غير جلدك مــسني
وباشرني ، دون الشعار ، شريت
ولو أن داع منك يدعو جنــازتي
وكنت على أيدي الرجال ، حييت
********
أرى كل معشوقين غيري وغيرها
يــلـــذّان في الدنيـــا ويغتبــطان
وأمشي وتمشي في البـلاد كأننـا
أسيـــــران للأعـداء مرتـهنان
أصلي فأبكي في صلاتي لذكرهـا
لي الويــل مما يكتـــب المـلكان
ضمنت لها أن لا أهيـم بغيرهـــا
وقد وثقت مني بغيــــر ضمــان
انه حب يختلف في مواعيده عن كل المواعيد
ألا ليـــتنا نـــحيا جميــعا ، وان نـــمت
يجاور، في الموتى ، ضريحي ضريحها
أظــل نهـــاري ، مســتهاما، ويلتــــقي
مع الليل ، روحي ، في المنام ، وروحها
*****************
وإني لأستغشي وما بي نعسةٌ
لعلّ لقـاءً في المنـام يـــكون
انه ذلك السحر الذي يجعلك تتمنى لوكنت الى جانب من تحب بأي صورة وأي شكل
وفي أي وضع .. حتى ولو سلبت حواسك وبقي لك الحبيب :
ألا ليتني أعمى أصمّ تقودني
بثينة لا يخفى عليّ كلامها
انه ذلك الاحساس الغريب الذي لا يجعلك تتوقف عن حد عشق شخص ما
بل يدفعك بقوة لحب كل ما يتعلق به ويرتبط به ويشبهه :
احــب الأيــامى ،إذا بــثينة أيـــم
و أحببت ، لما أن غنيت، الغوانيا
احب من الأسماء ما وافق اسمها
و أشـــبهه، أو كان منه مــدانيا
انه ذلك الاحساس الذي يدفعك لتحب كل ماله صلة بالحبيب حتى أعدى الأعداء
وقالوا ياجـــميل أتـى أخــوها
فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب
وهو الذي يجعل كل نصائح الآخرين وخلاصة حكمتهم .. من أبغض الكلام الى نفس العاشق فيقول وقد ضاق ذرعا بهم :
فلا تكــثــرا لومــي، فما أنــا بــالــذي
سننت الهوى في الناس أو ذقته وحدي
****************
وودت على حبّي الحيـاة لو أنّها
يزاد لها في عمرها من حــياتيا
فما زادني الواشـون إلا صبابـة
ولا زادني النّاهون إلا تـماديـا
انه يجعلك مثله تسير الى قدرك مستسلما له .. وأنت تعرف أي نهاية تنتظرك :
أظن هواهـــــا تاركي بمضـــيعة
من الأرض لا مال لديّ ولا أهل
ولا أحد أوصي إليه وصــــيّتي
ولا وارث إلا المطيّة والرّحـل
ورغم كل المخاطر .. يظل يتحدى العالم كله غبر آبه بما قد ينتظره :
ولـو أن ألـــفاً دون بــثنة كــلهم
غيارى وكل حارب مزمع قتلـي
لحــاولتها إما نهــارا مــجاهــرا
وإما سرى ليل ولو قطعت رجلي