لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 90

الموضوع: شخصيتنا اليوم هي ...

  1. #41
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الملك المؤسس عبدالعزيزمع ابنائه الأمراءالكرام

    الأمير منصور بن عبدالعزيزال سعود أول وزيردفاع سعودي رحمه الله

    هو صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو الابن الثامن من الذكور للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وقد ولد في (1339هـ) وقيل (1340هـ)، في مدينة الرياض في قصر الحكم، وأمه هي شهيدة، وله أشقاء منها هم: 1- سمو الأمير مشعل، 2- سمو الأمير متعب، 3- سمو الأميرة قماشة، حفظهم الله جميعا، وقد نشأ سمو الأمير منصور في قصر والده الملك عبدالعزيز فتربى على خصال الملك عبدالعزيز وأخذ من صفاته الكثير فنشأ عظيما بعظمة الملك عبدالعزيز رحمه الله

    ولما بلغ السابعة أسند الملك تعليمه للشيخ محمد السناري يعلمه القراءة والكتابة، وقد ظهر خلال ذلك ذكاء سموه وسرعة بداهته، فدرس كثير من العلوم النافعة في مختلف التخصصات، وقد ختم القرآن الكريم مع تجويده والخط والحساب والإملاء وغيرها، ثم انتقل لمعلم آخر هو الشيخ الحساوي فدرس عنده شيء من علوم الحديث والفقه والتوحيد وغيرها، ثم درس على يد الشيخ صالح الهلالي، ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي في مكة المكرمة الذي أنشأه الملك عبدالعزيز لتعليم الطلاب العلوم النافعة، وقد تخرج منه سموه الكريم بعد حصيلة كبيرة من العلم، ثم انتقل إلى الرياض ليتلقى العلم على عدد من العلماء في الرياض غير مطالعاته في الكتب العامة والتي تتوفر في مكتبة القصر التي أنشأها الملك عبدالعزيز، ولهمته العالية وخصاله الكريمة عينه الملك عبدالعزيز رحمه الله مديرا للقصور الملكية بالرياض وهو لا زال في السابعة عشرة، مما أثبت فيها كفاءته واقتداره وقام بأعباء هذا المنصب خير قيام، وخلال ذلك كانت اهتمامات سموه العسكرية تتجلى فتدرب على الفروسية والقتال والتدريب على الأسلحة الجديدة مع ما حباه الله من قوة في الجسم والسرعة في الكر والفر، وقد قام بتجهيز الدفاعات اللازمة للقصور، ولما كان الأمر استتب للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فكر الملك في إنشاء الهجانة عام 1344هـ، ثم المديرية العامة العسكرية كأول تنظيم رسمي للوحدات العسكرية عام 1348هـ، ثم وكالة للدفاع عام 1353هـ رئاسة الأركان وأسندت رئاستها للمقدم محمد طارق الأفريقي، ليكون أول رئيس للأركان في 1-7-1358هـ، وبعد زيادة عدد الجيش وتطور الأسلحة وتشعب الفروع العسكرية رأى الملك عبدالعزيز إنشاء وزارة خاصة لشؤون الدفاع والطيران وعين أول وزير لها سمو الأمير منصور برتبة فريق أول وصدر المرسوم الملكي برقم 5- 2-1846، وتاريخ 5-11-1363هـ.

    وقد صرفت الدولة خلال توليه الوزارة مبالغ كبيرة لتأهيل الجيش السعودي وحماية الوطن، وقد قال سمو الأمير منصور: (أمنيتي في الحياة أن أخدم مليكي وبلادي وأمتي خدمة حقة، وأعمل في سبيل عزة الإسلام ومجد العروبة وأسير على نهج والدي وأنهض بالجيش)، ويقول: (والله إنني لأخشى أن أفرط في عمل من أعمال وزارتي، وألتذ التعب والسهر والكفاح إرضاء لله لأن غيرتي على هذا البلد الأمين تستمد ضرامها وقوتها من حبي لله وحبي لرسوله وإخلاصي لمليكي ووطني)، وقد مرض سموه الكريم مرضا عضال عانى منه طويلا وذهب للعلاج في فرنسا ولكنه توفى هناك عام (1370هـ)، وعمره تسع وعشرين سنة، فنقل جثمانه لمكة المكرمة وصلى عليه في المسجد الحرام وشيعه خلق كثير من الأمراء والمسؤولين والمواطنين وغيرهم، وقد حزن لموته الناس لما لسموه من المآثر الكثيرة، التي لا تعد ولا تحصى، ولسموه الكريم ولدين هما: 1- طلال بن منصور بن عبد العزيز آل سعود: وقد ولد عام 1369هـ، والتحق بمدرسة الثغر النموذجية بجدة، ثم انتقل للطائف فدرس المرحلة المتوسطة ثم رجع لجدة فدرس فيها المرحلة الثانوية من ثانوية الشاطئ، ثم درس في أمريكا، ثم رجع للسعودية لخدمة دينه ثم وطنه فترأس الاتحاد السعودي للسباحة وعضو اللجنة السعودية الأولمبية، وترأس رئاسة نادي الاتحاد مرتين، واختير رئيسا فخريا لنادي الاتحاد عام 1416هـ، ولازال له جهوده الرياضية، وكذلك هو عضو في هيئة البيعة عن أبناء الأمير منصور، وله من الأولاد: (منال، ومنصور، وسالي، وغيرهم). 2- موضي بنت منصور بن عبدالعزيز آل سعود، من مواليد مكة المكرمة وقد تلقت تعليمها حتى المرحلة الثانوية في مكة المكرمة، ثم حصلت على البكالريوس من فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة عام 1396هـ، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة عام 1401هـ، وكان موضوع الرسالة (الملك عبدالعزيز ومؤتمر الكويت 1342هـ) ثم نالت درجة الدكتوراة من قسم التاريخ والحضارة بكلية الشريعة الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى عام 1408هـ، وكان موضوع الرسالة (الهجر ونتائجها في عصر الملك عبدالعزيز)، وقد عينت معيدة بقسم التاريخ بفرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1398هـ، ثم انتقلت للجامعة بجدة، ثم ترقت إلى أستاذ مساعد بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم أستاذ مشارك بالكلية، ثم أستاذ في الكلية، ولسموها الكريم عدد من الجهود المباركة في العمل التطوعي ومن ذلك: أنها تترأس جمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكة، ورئيسة القسم باللجنة النسائية لجمعية البيئة السعودية، وتشارك في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية، ومتزوجة ولها ثلاثة من الأولاد.

    حفظ الله جميع أحياء آل سعود ورحم ميتهم وأسكنهم في فسيح جناته.

    ونشر في جريدة عكاظ ف 4/8/1427هـالعدد1898

    كتاب توثيقي عن الأمير منصور بن عبدالعزيز


    يعكف صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود على اصدار كتاب توثيقي عن حياة صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز آل سعود، أوضح ذلك رئيس هيئة البحث والتدقيق وجمع المعلومات عن الأمير الراحل الدكتور هشام عبدالحميد الجحدلي.

  2. #42
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    المربي الفاضل عثمان الصالح رحمه الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    الاسم: عثمان بن ناصر بن عبدالمحسن الصالح
    ولد عام 1335ه
    مكان الولادة المجمعة قاعدة )سدير( التابعة لمنطقة الرياض
    الصفة التي أعتز بها )معلم قديم( )ومربٍ(
    درست في المجمعة حتى أمررت القرآن جيدا مع حفظ شيء من الحديث ومعلمي في الكتاب الشيخ أحمد الصانع الوالد والمربي وأحد اعلام المدرسين في مدينة المجمعة ردحا من الزمن يربو العشرين عاما.
    انتقلت الى عنيزة في اواخر عام 1347ه ودرست على المعلم الاول والاديب المعروف الاستاذ صالح الناصر الصالح الذي درسنا عليه دراسة حديثة على احذق منهج حديث هضمه وأتقنه في دراسته في الكويت والعراق والبحرين ولقاءات مع أعلام التربية.
    وأعتقد ان دراستي في العلوم الحديثة والادب العربي تساوي مستوى الثانوي وتزيد عن ذلك.
    كما درست على العالم الشيخ الفاضل عبدالله بن عبدالعزيز العنقري احد اعلام العلماء وأجلائهم، وعلى الشيخ محمد الخيال وعلى الشيخ العم عبدالعزيز بن صالح الصالح امام الحرم المدني بالمدينة. ورئيس الدوائر الشرعية فيها كما درست على الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ واخيه عبداللطيف رحم الله الجميع .
    قمت بالعمل مديرا لمدرسة اهلية من اول عام 1354ه وعام 1355ه الى أن فتحت مدرسة المجمعة الحكومية عام 1356ه في رجب فكنت اول معلم في اول مدرسة حكومية في المجمعة تفتح وكان مديرها الشيخ سليمان بن احمد رحمه الله وبقيت معه فترة الى ان كنت فيها معاونا.
    انتقلت في أول عام 1358ه الى الرياض فكنت معلما لابناء الامير عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود أخو جلالة الملك الراحل عبدالعزيز رحمه الله ومديرا لمدرستهم فترة من الزمن.
    ثم بطلب من الامير سعود ولي العهد انتقلت الى مدرسة انجاله في عام 1360ه فكان )معهد الانجال( الذي ابتدأ ب15 طالبا اواقل في الابتدائي وانتهى ببضعة آلاف الذي الغى الدراسة بألواح الخشب ليكون معهدا ومدرسة حديثة بفرعين للبنين والبنات على منهج واختبار وزارة المعارف، وكذلك معهد الكريمات الذي استمر «14عاما» تمت مراحله الاربع من الروضة حتى الثانوي عام 1383ه وكان النواة الاولى في الثانوي في مدارس رئاسة البنات. بعد ذلك انتقل الى رئاسة البنات منفصلا عن المعهد الذي تم تغيير اسمه بعد ذلك من معهد الانجال الى معهد العاصمة النموذجي وكان لي شرف تسميته وبقيت في ادارته الى ان قدمت استقالتي وتقاعدت عام 1391ه.
    كان الملك فهد وزيراً للمعارف يشرف المعهد في زيارات متكررة ومن تلك الزيارات نوعان الاول المعهد يعمل حفلة للاوائل في الاختبارات الفصلية وكان احد ابنائه من الاوائل المتفوقين وأظنه فيصل بن فهد او محمد بن فهد لا اتذكر أيهما فحضر الحفلة باعتباره ابا لا باعتباره وزيرا.. وكان من عادة المعهد ان يلقي اكبر الآباء من الحضور كلمة الآباء فالقاها الامير فهد بصفته ابا لأحد المتفوقين وبودي لو ان الاشرطة كانت محفوظة لكن اثناء الانتقال من معهد الانجال الى معهد العاصمة الحالي )ضاعت( وفيها اشرطة الكلمات القاها عدد من زعماء وقادة العالم الذين زاروا المعهد. لكنني أذكر جملة ما زالت عالقة في ذهني من خطاب له رحمه الله إن هذه الحفلة تأديب مؤدب لمن تهاون او لم يسعده الحظ ليكون بارزا فيما بعد( الثاني يتفقد المعهد بين الحين والآخر.. وأذكر انه زاره في المعهد القديم فأحضرنا مصورا ولما اردنا تصويره، قال خذوا صورتي مع الطلبة لأنني زرت المعهد لأجلهم ،واود ان اكون بينهم للذكرى.. والصورة نشرت في احد اعداد جريدة الجزيرة في العدد 4976 الاربعاء من رمضان 1406ه وعليها تعليق مني والرجوع اليها مناسب لأنها نادرة ومناسبة مهمة.. وهنا لا انسى الرجال المخلصين الذين كانوا سندا لوزير المعارف الامير فهد بن عبدالعزيز وأذكر منهم الشيخ الوزير حسن آل الشيخ والشيخ الوزير عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ومعالي الاستاذ ناصر المنقور ومعالي الاستاذ عبدالوهاب عبدالواسع وآخرون لهم فضل كبير وشكر كثير امثال الاستاذ محمد بن عبدالرحمن الفريح المدير العام لوزارة المعارف والدكتور عبدالله بن ناصر الوهيبي في تفقدهم للمعهد ومعونتنا في اختيار الاكفاء من المدرسين.
    خلال الاربعين عاما مررت بأحداث كبيرة وكثيرة يطول الحديث عنها وهي بلا شك اعتبرها رسالة معلم.
    انه لفخر لنا ان من ايد التعليم ونشره وهو وزير شاء الله ان يتولى اندياحه واتساعه وانتشاره بهذه الصورة في بلادنا، وهو ملك ووالد )الفهد( وبيده مقاليد التوجيه والريادة رحمه الله معهد البنات كان آنذاك متكونا من مؤسستين الاولى معهد الكريمات وتنفق عليه الخاصة الملكية الثانية مبرة الكريمات وتعيش على النفقات والتبرعات من كريمات الملك سعود رحمه الله .. ومن غيرهم من الاسرة المالكة.. لكن وزارة المعارف تبذل الكتب والمطبوعات المدرسية لكليهما وتتولى الاختبار في الشهادات ادارة الامتحانات في جميع الامور، وعندما يعوزنا في كلا المعهدين اى ناحية فنية فلوزارة المعارف حلها وتيسيرها. ومنذ أنشئ المعهد فهو يتقيد بنظم وقوانين التعليم الصادرة من وزارة المعارف.
    المعهد اول من انشأ روضة للاطفال مستقلة لكل من البنين والبنات الاولى تابعة لوزارة المعارف والثانية لمعهد الكريمات.
    معهد الانجال اول من ادخل دراسة العلوم الدينية للكريمات يتولاها بجدارة احد المعلمين ممن اخذ الله ابصارهم ومنحهم بصيرة باقتناع واتقان ورضا من سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله وهو الذي اختارهم فكانوا ثلاثة متخرجين من كلية الشريعة واغلبهم الآن يحمل الدكتوراه.. وكان ذلك بأمر من الملك سعود وبمتابعة مني شخصيا حيث واجهت فيها صعوبة في إقناع الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله.
    المعهد اول من اوجد صحافة مدرسية حديثة ونشرات وكتبا يصدرها رؤساء الجمعيات الادبية والاجتماعية.
    المعهد اول من درب الطلبة على الكشافة واتجه الى التربية الرياضية.
    المعهد اول من أوجد مجلة سنوية حديثة شاملة مصورة اسمها الناصرية، ولا يزال لدى المعهد اعداد منها.
    لي عدد من المشاركات والاستشارات في جهاز الدولة من خلال المجالس واللجان بالاضافة الى عضوية مجلس الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.ولا ازال عضوا في مجلس الاوقاف الاعلى بالمملكة.
    ورئيسا لمجلس الاوقاف الفرعي في الرياض.
    متابع ومشارك من خلال الصحافة.
    لم أرغب في التأليف، ولي مشاركات بالكتابة في قضايا التربية والتعليم والقضايا الوطنية والاجتماعية والتاريخية والدينية في مجلات المنهل والبحوث الاسلامية، والفيصل، والمجلة العربية والحرس الوطني، والدفاع، والمعرفة، الى جانب الصحف والمجلات المحلية وبعض الصحف الخليجية.تقام ندوة ثقافية نصف شهرية في منزلي باسم )اثنينية عثمان الصالح( يحضرها عدد كبير من ادباء ومثقفي ورموز هذا الوطن الغالي
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لا يذكر المعلمون في المملكة العربية السعودية إلا ويذكر في مقدمتهم شيخنا وأستاذ ومربي الأجيال الشيخ عثمان الصالح - يرحمه الله - الذي كرس حياته وجهده وعمله في خدمة العلم بإخلاصه وإيمانه بعظم الرسالة الملقاة على عاتقه في تنشئة الصبية والشباب وإعدادهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة والتربية على الفضائل.. فليس كل من التحق بالعمل في التدريس والتعليم قد أوفى تلك المهنة الشريفة حقها وغرس في نفوس تلاميذه وطلابه القيم والسلوكيات التي يسترشدون بها في سيرتهم في مراحل حياتهم وهم يقبلون على الحياة العلمية بعد ترك مقاعد الدراسة.. أكثر المعلمين يحرصون على تلقين الطلاب المقررات فقط دون أن يهتموا بالجوانب التربوية، قليلون من المعلمين هم الذين تبقى بصماتهم وتأثيرهم قوياً على طلابهم في كل مراحل حياتهم، ومن تلك الفئة النادرة أستاذنا وشيخنا الجليل مربي الأجيال فقيدنا الراحل عثمان الصالح عليه رحمه الله ورضوانه، فقد حظي تلاميذه وطلابه بكريم رعايته وحرصه على غرس الفضائل والقيم في نفوسهم منذ المراحل الأولية من سنوات دراستهم حتى صنع منهم رجالاً صالحين نافعين لأمتهم ومجتمعهم.لقد افنى شيخنا الجليل جل سنوات عمره في اداء هذه الرسالة وحمل أمانة تنشئة جيل من الرجال الصالحين العاملين لخير وطنهم وأمتهم، فتخرج على يديه الكريمتين الآلاف من الطلاب النجباء الذين نهلوا من ينابيع علمه وتزودوا بفنون العلوم والتربية السليمة من مدرسته ومنهجه القويم فكانوا من خيرة الشباب والرجال الذين تبوأوا أعلى المناصب واعتلوا الدرجات الرفيعة في السلك الوظيفي وفي قيادة العمل في الدولة وفي مجال الأعمال فأصبحوا ارقاماً كل في مجاله.. والفضل بعد الله في ذلك يرجع لمربي الأجيال الشيخ الجليل عثمان الصالح - يرحمه الله - فما اعظم عطاؤه وما احسن نتاج جهده وما اطيب ثمار غرسه.. فقد انار الطريق للأجيال وفتح امامهم ابواب العلم والمعرفة ليلجوا منها وينهلوا من ينابيعها الثرة.

    جهوده رحمه الله

    ولم تقف جهود معلمنا شيخنا وأستاذنا المباركة في حقل التعليم في قاعات الدراسة بمعهد العاصمة النموذجي الذي افنى بين ردهاته وقاعات صفوفه الدراسية وقيادته وإدارته جل عمره، لم تقف جهوده في التربية عند ذلك الحد وإنما امتد عطاؤه خارج محيط المعهد ليعلم ويربي ويثقف الأجيال في ندوته الشهيرة (إثنينية عثمان الصالح) فكانت هي الأخرى جامعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. تزخر بفنون الثقافة والأدب والعلم والمعرفة، يلتقي فيها المفكرون والعلماء والمثقفون والأدباء وطلاب العلم والمعرفة لينهلوا من بحرها الزاخر بفنون المعرفة والثقافة، ويؤمها محبوه وتلاميذه ليجدوا في واحتها الجميلة ينابيع الثقافة الراقية والأدب الرفيع ويلجوا من ابوابها الى عالم المعرفة والعلم.. وقد كان لي شرف المواظبة على تلك الندوة المتميزة التي كان يرحمه الله يختار موضوعاتها والمتحدثين فيها وروادها بعناية فائقة.. فقد كانت منتدى ثقافياً وفكرياً وأدبياً راقياً يلتقي فيه الأدباء والشعراء والمفكرون والمثقفون ويجدون بواحة الإثنينية الوارفة الظلال المتعة والعلم والثقافة والأدب.. فتلك الندوة بحق امتداد لرسالة فقيدنا الراحل التي بدأها بقاعات التدريس للناشئة في المدارس وانتهى بها الى عقول الكبار من المثقفين والمفكرين والأدباء.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حب الناس له رحمه الله

    لم يجمع الناس، في وقتنا هذا - على تقدير معلم ومربي كما اجمع الناس على حب وتقدير فقيدنا الراحل والثناء على جهوده المباركة في تعليم وتربية الأجيال.. والسر في ذلك يكمن في نظرة شيخنا الجليل فقيدنا الغالي عثمان الصالح - يرحمه الله - للعملية التعليمية ودورها في بناء الأمة، فالتعليم وفقاً لنظرته وقناعته ينبغي ان ينطلق من اهداف محددة ليصل الى غايات محددة، لذلك كانت الأهداف التعليمية والتربوية التي وضعها شخينا الجليل - يرحمه الله - نصب عينيه هي ما حققت له الغايات التي خطط لبلوغها. فكانت التربية هي الأساس في العملية التعليمية بالنسبة لمدرسته الفكرية ونظريته التي طبقها وهو يمارس عمله الشريف.. لم يكن التدريس بالنسبة لفقيدنا الراحل مجرد وظيفة يتقاضى عنها الراتب آخر كل شهر وإنما كان رسالة وأمانة تحملها وأداها طيلة فترة عمله في هذا المجال بكل اخلاص وتفان.. فأعطى فيها عصارة فكره وتجاربه. لهذا ولكثير من الأسباب الأخرى المتعلقة بشخصية شيخنا الجليل - عليه رحمة الله وغفرانه - وطريقة عمله وتعامله مع تلاميذه والمتعاونين معه من المدرسين، ولما يتحلى به من دماثة الخلق وطيب المعشر والهيبة والوقار وهو يقود العملية التعليمية التربوية - تلك المواهب والصفات الحسنة هي ما اكسبته الحب والتقدير والثناء وهو ماثل امام الجميع كرمز للمعطاء والوفاء في سنوات عمره الحافلة بالعطاء، فمن حقه علينا ان نذكره بتلك الصفات والمناقب وان تعرف الأجيال التي لم تنعم بالنهل من ينابيع علمه الثرة افضال هذا الرجل المعطاء عليه رحمة الله بعد ان اختاره الله الى جواره..

    اننا مهما اوتينا من البلاغة والقدرة على التعبير لا نجد الكلمات التي نعبر بها عن صدق مشاعرنا وحبنا وتقديرنا لفقيدنا الراحل الشيخ عثمان الصالح - يرحمه الله - عن انجازاته العظمى في اشرف مهنة الا وهي مهنة صناعة الرجال الذين يصنعون الأمجاد والتاريخ لأمتهم، ومهما بالغنا في الإشادة بفقيدنا الراحل الشيخ عثمان الصالح - يرحمه الله - فلن نكافئه على عطائه المثمر، فقد اعطى بغير انقطاع ولم يبخل بعلمه ولم يترفع ويبتعد عن مجتمعه فقد واصل عطاءه حاملاً مشاعل العلم والنور حتى الرمق الأخير من حياته، فلم يقعده كبر السن او المرض من استمرار ندوته، فقد كان حاملاً للراية حتى اخر لحظة من عمره يرحمه الله، وإنما اذ نعزي انفسنا وأنجاله الأعزاء ناصر ومحمد وخالد وعبدالاله وبندر وحرمه وكريماته في فقد الأمة الجلل، ندعو الله ان يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يجزل له الثواب بقدر ما اعطى وبقدر ما علم
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    قالوا عنه رحمه الله
    يجمع المشرف التربوي بإدارة التربية والتعليم بالرياض محمد بن سعد الشريف في هذا الكتاب معظم ما قيل رثاء في عميد الأساتذة وشيخ المربين ومربي الشيوخ عثمان الناصر الصالح (رحمه الله).
    ولعل أبرز الكلمات الرثائية التي جاءت في هذا الكتاب هي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما خاطب أبناء المربي الراحل قائلا: نعرف والدكم الشيخ عثمان الصالح (رحمه الله) وإخلاصه للوطن وقيادته. أسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته.
    وأن يجعل من أبنائه وخلفه ما أولاه الله من حب للعلم وأهله والوطن والمواطنين. وأوصيكم خيرا بميراث والدكم العلمي والتربوي والوطني الذي تراكم نتاج عمر طويل وعريض في خدمة الإسلام والوطن.
    وكذلك كلمة ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز التي جاء فيها: إن الفقيد والمربي الشيخ عثمان بن ناصر الصالح (رحمه الله) كان صادقا مع نفسه ومع دينه ومليكه ووطنه، وقدم خدمة جليلة في مجال العلم والتعليم. ونسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. ثم تأتي كلمة وزير الشؤون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز إذ يقول: المربي الشيخ عثمان الصالح هو والدنا الذي ربانا وشهادتنا فيه مجروحة، وباستطاعتكم أن تسألوا الجميع، وتجدوا الإجابة الواضحة لديهم. إن الفقيد كان معلما للأجيال، وكان له مقام كبير لدى عامة الناس، وله الكلمة الطيبة لدى ولاة الأمر، وإنه واجهة من واجهات رجال البلاد.
    ويورد المؤلف أيضا كلمة وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز التي يقول فيها: إن الشيخ عثمان الصالح (رحمه الله) من الأشخاص القلائل والبارزين، وهو مثال في الإيمان بالله والعقيدة الصادقة والسليمة، وكذلك وطنيته وخدمته لدينه، وما قدمه للشباب في البلاد من تربية صالحة، وإننا سنظل نذكره، وسيبقى علما من الإعلام في مجال التربية والتعليم، ونرجو أن يكون قدوة لجميع المربين في بلادنا، وأن يقوم أحد أبنائه أو أحد المعاصرين له بتثبيت وتسجيل حياته وكيفية تعامله مع واجباته حتى يكون هذا منهجا ونبراسا لرجال التربية في بلادنا ـ إن شاء الله ـ، وإن أبنائي: الأمير سعود بن نايف والأمير محمد بن نايف والآخرين كلهم خريجو المعهد وتلامذة المربي الشيخ عثمان الصالح، ولله الحمد، وأرجو أن يكونوا صالحين في خدمتهم لدينهم ثم وطنهم ـ إن شاء الله ـ ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته. وتحت عنوان "محب لدينه ووطنه" يورد المؤلف كلمة أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز التي يقول فيها: الشيخ عثمان الصالح، رجل مخلص لدينه ووطنه، كان عالما يحب العلم وأهله. وكان (رحمه الله) لا يحده الدوام الرسمي، فقد يؤذن المغرب وهو في عمله في مجال التربية والتعليم. وكان (رحمه الله) حريصا على تلاميذه لدرجة حضوره لمنازلهم والسؤال عنهم ومتابعتهم، أسأل الله أن يغفر له ويرحمه.

  3. #43
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الخنساء بنت عمرو بن الحرث
    حياتها ونشأتها:

    هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. ويقال : إنها توفيت سنة 664 ميلادية.

    مقتل أخويها معاوية وصخر واستشهاد أولادها الأربعة
    :

    قتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م ،فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، ثم قام صخر بقتل دريد قاتل أخيه. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولا كاملا، وكان ذلك في يوم كلاب سنة 615 م. فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت . وفي الإسلام حرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب وهي تقول لهم يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم
    ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأ. يتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة
    وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا، في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر
    وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح ما لا عين رأت ولا أن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم ربهم

    شعرهـــا وخصائصه:

    تعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء. ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها. وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء ومنها :

    يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال.(7)

    قال نابغة الذبياني الخنساء أشعر الجن والإنس فإنكان كذلك فلم لم تكن من أصحاب المعلقات ، وأظن أن في هذا

    القول مبالغة . أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:

    قذى بعينيك أم بالعين عوار ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

    لنابغة الذبياني في سوق عكاظ فرد عليها قائلا : لولا أن الأعشى(أبا البصير) أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر من بالسوق . وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها

    إن الزمان ومـا يفنى له عجـب أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس

    إن الجديدين في طول اختلافهما لا يفسدان ولكن يفســد النــاس


    وكان الرسول r يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده

    وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها, وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن كثرة رثائها فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لما ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو. وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات وحرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : "يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل:

    " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "

    أتى عدي عند رسول الله r فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس. فقال له النبي سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عديأباه وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب فقال له الرسول ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه

    بعض أشعارها في الرثاء:


    تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد :

    ألا يا عين فانهمري بغدر وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر

    ولا تعدي عزاء بعد صخـر فقد غلب العزاء وعيل صبري

    لمرزئة كأن الجوف منهـا بعيد النـوم يشعــر حـــر جمـــر


    في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر.

    من حس لي الأخوين كالغصنين أو من راهما

    أخوين كالصقرين لم ير ناظر شرواهمـا

    قرميــن لا يتظالمان ولا يرام حماهـا

    أبكي على أخـوي والقبــر الذي واراهما

    لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما


    وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما .

    : ومن شعرها أيضا


    يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس

    ولولا كثرة الباكيـن حولي على إخوانهم لقتلت نفسي

    وما يبكون على أخي، ولكن أعـزي النفس عنه بالتأسي

    فلا، والله، لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشص رمسي

    فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي


    وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم فلا والله ) على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد. ثم قالت:

    أسدان محمرا المخالب نجدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر

    قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد مخير


    وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:

    أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها

    أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها

    أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها
    فقالت الخنساء:

    أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها

    وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها

    و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها

    فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها

  4. #44
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    رضي الله عنها وأرضاها
    شكري وتقديري/ اخي جبران
    طابت ليلتك



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #45
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    عمرو موسى امين عام الجامعة العربية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    عمرو موسى من مواليد أكتوبر 1936 بالقاهرة وحاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة 1957 والتحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية عام 1958.

    عمل مديرا لادارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية عام 1977 ومندوبا دائما لمصر لدى الامم المتحدة عام 1990 ووزيرا للخارجية عام 1991 وامينا عاما للجامعة العربية عام 2001.

    وسبق موسى عددا من الامناء السابقون منهم عبد الرحمن عزام أول امين عام للجامعة فيما كان محمد عبد الخالق حسونة ثاني الامناء منذ الفترة من 1952 إلى 1972 فيما حل محمود رياض ثالث امين للجامعة منذ الفترة من 1972 إلى 1979 .وحل الشاذلي القليبي رابعا كامين عام للجامعة العربية منذ عام 1979 إلى 1990 فيما اصبح الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد خامسا منذ الفترة من عام 1991 إلى 2001 ومن ثم عمرو موسى انتخب في عام 2001 إلى الان .

    وهو سياسي و وزير الخارجية المصري السابق، وأمين عام جامعة الدول العربية. ولد في 1936.تخرج من كليه الحقوق عمل كوزير للخارجية في مصر من 1991 إلى 2001. تم أنتخابه كأمين عام لجامعة الدول العربية في مايو 2001، وما زال قائما بهذا المنصب إلى يومنا هذا.


    المناصب التي تقلدها

    1958: ملحق بوزارة الخارجية المصرية .
    1958 ـ 1972 : عمل بالعديد من الإدارات والبعثات المصرية ومنها البعثة المصرية لدى الامم المتحدة
    1974 ـ 1977 : مستشار لدى وزير الخارجية المصري
    1977-1981 :1986-1990 : مدير إدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية
    1981-1983 : مندوب مناوب لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك
    1983-1986 : سفير مصر في الهند
    1990-1991 : مندوبا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك
    1991-2001 : وزيرا للخارجية المصرية
    2001 : أمينا عاما لجامعة الدول العربية
    2003 : عضو في اللجنة الرفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة المعنية بالتهديدات والتحديات والتغيير المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين

    الأوسمة والجوائز

    حاصل على وشاح النيل من جمهورية مصر العربية في مايو 2001
    حاصل على وشاح النيلين من جمهورية السودان في يونيو 2001
    حصل على عدة اوسمة رفيعة المستوى من كل من الدول التالية : الاكوادور - البرازيل - الارجنتين - ألمانيا
    عمرو موسى والسياسة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ربما كانت الاغنية الشعبية المصرية لعبد الرحيم شعبان (بحب عمرو موسي وبكره اسرائيل) أول اغنية لوزير عربي وليس لرئيس، ليعكس ذلك شعبية لم يحققها وزير عربي قبل ذلك، وهي شعبية لم تأت من فراغ بل نجمت عن خطاب سياسي تبناه رجل ذكر الناس بقامة عبد الناصر السمراء العنيدة، وبخطابه العربي المعتدّ بنفسه وتاريخه كما يقول رجاء النقاش. البعض اعتقد ان وجوده علي راس الخارجية المصرية أقلق اسرائيل والولايات المتحدة بسبب مواقفه القومية، فبدأ التربص به لابعاده، أو تحييده أو وضعه في مقعد الاحتياط. وربما حاولوا أكثر من ذلك باغتياله سياسيا، بينما حاولت دول أخري التقرب منه اتقاءا لغضبه ومحاولة لتحييده، ولم يكن عمرو موسي مستعدا لمقايضة مواقفه، وهذا ما أثار حفيظة اعدائه، وجعله عرضة لمؤامرات ودسائس حاولت اقصائه بأي ثمن.
    وربما ذهب البعض بعيدا في أن موسي أثار قلق المؤسسة الحاكمة في مصر لشعبيته الكاسحة، وأسمه الذي صار رديفا لكره اسرائيل، وسلوكة الرصين في معالجة قضايا مصر والامة العربية الي حد ان اشاعات تداولها الشارع في وقت ما بان عمرو موسي سيصبح نائبا لرئيس الجمهورية المصري.
    وموسي رجل لافت للنظر فعلا، منذ ان بدا حياته السياسية سنة 1958 ملحقا في وزارة الخارجية بعد تخرجه من كلية الحقوق في جامعة القاهرة، ويعده البعض حاملا لملامح وزير الخارجية الاسبق الدكتور محمد فوزي الذي يعتبر رائد الدبلوماسية المصرية الحديثة! وكان قد ولد في حي الروضة في القاهرة عام 1936.
    عمل موسي سفيراً لبلاده في الهند، ومندوبا لمصر في الامم المتحدة، وعاد في ايار (مايو) 1991 الي الوزارة التي بدأ عمله فيها، ولكن وزيرا هذه المرة ليبقي علي رأسها عشر سنوات متصلة.
    وموسي كان حادا في عباراته، وقاسيا في اوصافه التي أطلقها علي اسرائيل الي الحد الذي اشتكي منه مسؤولون اسرائيليون كبار معتبرين ذلك مخالفا للأعراف الدبلوماسية وعلاقات الجوار وبنود أتفاقية السلام.
    وفي ايار (مايو) 2001 كان موسي يودع الخارجية المصرية بقرار أصدره الرئيس المصري، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة موسي السياسية بتعيينه أمينا عاما للجامعة العربية خلفا للدكتور عصمت عبد المجيد.
    هناك من حزن لابتعاد موسي عن مركز القرار السياسي المصري، وهناك من وجد في ذلك فرصة لان يعيد موسي بناء كيان الجامعة العربية المتصدع.
    وبين هذا وذاك فان هناك من يعتقد ان موسي فشل في مهمته الجديدة وان الرهان علي التغيير المرتقب قد سقط، فمثلما فشل الامناء السابقون في تكريس دور حيوي للجامعة في الحياة السياسية العربية، فان موسي قد فشل ايضا، وان مايحدث ماهو الا استنفاذ للعواطف القومية وضياع للطاقات والتشبث بأوهام حلم لن يتحقق أبدا.
    موسي اتهم بالتحيز للعراق في خلافه مع الكويت، فلم يسمح للجامعة العربية باصدار بيان لأدانة اطلاق العراق بعض صواريخه علي الكويت، وبمجاملة السياسة المصرية في رحلاته المكوكية الي خيمة القذافي في الصحراء، وهي رحلات فسرها البعض اذلالا للجامعة العربية، أما الموقف الاخر فهو ما يقال من ان عمرو موسي قد امتنع عن وضع مبادرة الامارات التي تدعو الي تنحي الرئيس العراقي ضمن جدول اعمال مؤتمر قمة شرم الشيخ.
    لكن المدافعين عن عمرو موسي رأوا أن أدانة العراق في ذلك الوقت الذي يتعرض فيه لحرب كبري لم يكن مقبولآ ودليل ذلك أن الاغلبية رفضت ادانة العراق.
    وربما انعكس فشل الجامعة العربية علي عمرو موسي نفسه، وهو فشل تاريخي علي مدي عقود، فملفات الصحراء الغربية والعلاقات بين الجزائر والمغرب،والنزاع الحدودي بين قطر والبحرين، والنزاع العربي الاسرائيلي، والعراقي الكويتي، والحرب العراقية الايرانية والقضية العراقية، كلها ملفات لم تستطع الجامعة العربية أن تترك بصمات واضحة عليها، ولم تستطع تغيير الالية السياسية العربية المعتمدة علي الاجتماعات التداولية والاستنكار والشجب، والغريب ان حال الجامعة العربية لم يتغير لا في زمن موسي ولا في زمن غيره، فمنذ أمينها العام الاول عبدالرحمن باشا عزام حتي الأمين الرابع الدكتور عصمت عبدالمجيد الذي صرح ذات مرة بان قرارات الجامعة حبر علي ورق.
    لم يعبد الطريق الي نوع من التكامل الاقتصادي عن طريق سوق عربية مشتركة وبناء قوة ذاتية في إطار عربي فعال بمعاهدة دفاع مشترك حقيقية.
    شائعات تترددت ذات يوم أن موسي فكر في الاستقالة من منصبه كأمين عام للجامعة العربية وهو يود أنشاء مركز دراسات وبحوث سياسية وفكرية يشرف عليه بنفسه، فهل كان ذلك اليأس بعينه (أن حصل) من جامعة لاتريد أن تتغير ولا تقبل بمن يغير؟
    السؤال اليوم.. هل تمكن موسي من خلق سيناريو جديد لعمل الجامعة، أم الامر ظل كما هو دائما.. كيفية خلق الموازنة بين آمال منشودة وأليات مفقودة.

    عمرو موسي ترتيب 43 بين اقوى 100شخصية عربية

    احتل الترتيب الـ 43 بين اقوى 100 شخصية عربية في مقدمتهم الأمير الوليد بن طلال وسمو الشيخ محمد بن راشد

  6. #46
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الملك فاروق ملك مصر
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هو الملك فاروق بن الملك فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا (11 فبراير 1920 - 18 مارس 1965) آخر ملوك مصر وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية ولد ونشأ في القاهرة كابن وحيد بين خمسة شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول ثم أكمل تعليمه بفرنسا وبإنجلترا، أصبح ولياً للعهد وهو صغير السن، واختار الملك الوالد فؤاد الأول لولي عهده لقب أمير الصعيد. وتحمل فاروق المسؤولية وهو صغير السن، حيث أنه تولى العرش في السادسة عشر من عمره بعد وفاة والده الملك فؤاد الأول، حيث خلف أباه على عرش مصر بتاريخ 28 أبريل 1936، ولأنه كان قاصراً فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق أخ الملك فؤاد الأول وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سناً، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنه وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه فأخذت فتوى من المراغي شيخ الأزهر آنذاك بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوّج فاروق ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد. استمر حكم فاروق مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن خلع، بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، وبعد تنازله عن العرش أقام فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا وكان يزور منها أحيانا سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما، وكان قد أوصى بأن يدفن في مصر.




    زوجاته وأبنائه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الملك فاروق الأول و الملكة فريدة و ابنتهم الأميرة فريالتزوج مرتان، الأولى كانت وهو في سن الثامنة عشر وذلك من صافيناز ذو الفقار وقد تغير اسمها إلى فريدة بعد الزواج، وأنجبت له بناته الثلاث الأميرة فريال و الأميرة فوزية والأميرة فادية، ثم طلقها أثر خلافات كبيرة بينهم, ومن بين الخلافات هو عدم إنجابها لوريث للعرش، وقد اعترض الشعب على الطلاق وخرجت مظاهرات منددة بطلاقهما. وتزوج بعدها من زوجته الثانية ناريمان صادق، وكانت حينها في سن السادسة عشر، وهي التي أنجبت له ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم بعد تنازله عن العرش مجبرا تحت رغبة الجيش المصري بقيادة الضباط الأحرار وعلى رأسهم قائد مجلس قيادة الثورة اللواء محمد نجيب.


    إقصائه عن العرش

    أُجبر على التنازل عن عرشه على يد ما عرف بحركة الضباط الأحرار في يوليو 1952 فيما عرف لدى البعض بثورة يوليو 1952 لما تبعها من تغيرات اجتماعية و سياسية و يراها البعض مجرد انقلاباً عسكرياً لسيطرة الجيش على الحركة و السلطة.

    كانت مصر تعيش حياة سياسية غير مستقرة نتيجة صراع الاحزاب وضياع فلسطين وكذا انخفاض شعبية فاروق الأول عند معظم المصريين لأسباب عديدة منها فضيحة بيع وزارة نجيب الهلالي لعبود باشا بمليون جنيه مصري [بحاجة لمصدر]و اغتيال الشيخ حسن البنا على يد البوليس السياسي [بحاجة لمصدر]و طلاقه للملكة فريدة وكثرة الإشاعات التي كانت تقال عنه فضلا عن الإضرابات التي شاهدتها القاهرة من مظاهرات وعنف وحرائق مدبرة حريق القاهرة وتدخل الملك في انتخابات نادي الضباط وما قيل عن نيته لتعيين وزير حربية مكروه لدى الجيش.


    صورة للملك فاروق سنة 1938أطاحت حركة الضباط الأحرار بعرشه مجموعة من الضباط صغار السن نسبياً بقيادة اللواء محمد نجيب سميت بالحركة المباركة ثم فيما بعد بثورة يوليو 1952، ويرى البعض أن الملك فاروق الأول رفض الاستعانة بالحرس الملكي والذي كان له الأفضلية في التسليح أو بالقوات البريطانية التي عرضت المساعدة عليه لإخماد الحركة العسكرية في مهدها حيث فضل فاروق الأول ملك مصر والسودان التنازل عن العرش لإبنه فؤاد الثاني وذلك لحقن دماء المصريين والذي كان دائما يراهن على حب المصريين له ولاعتقاده أن ما يحدث مجرد أمر عارض وان الشعب سوف يقف بجانبه لأنه ملك محبوب و متواضع [بحاجة لمصدر]وزعيم عربي أسس الجامعة العربية برأيه قمة أنشاص: الإسكندرية ، مصر (28-29 مايو1946) إلا أن الأوضاع العامة في مصر ساعدت الحركة العسكرية التي أحست أن الطريق مفتوح لها للسيطرة على الحكم بدون اى مقاومة تذكر ونفي على أثر ذلك إلى إيطاليا في 26 يوليو 1952، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاته بعام.

    على صعيد آخر يرى آخرون أن الملك قد حاول فعلاً اللجوء للإنجليز من خلال اتصالات مكثفة تمت في اليوم الأول للثورة كما تذكر بعض الوثائق الإنجليزية المفرج عنها و أنهم لم يهرعوا لمساندته كما فعلوا مع جده الخديوي توفيق لتغير الظروف الدولية و عدم رغبة القوى العظمى الجديدة في استمرار نفوذ الإنجليز في المنطقة فخرج الملك من مصر بدون دعم واضح من السياسيين و لا طبقات الشعب المختلفة و سقط نظامه على يد مجموعة من الشباب الصغار في 3 أيام و ذلك بسبب ما أسماه الأستاذ هيكل في حديثه على قناة الجزيرة ضعف مؤسسات الدولة و تآكلها و تطلع المصريين لقائد جديد.

    وسرعان ما ألغي الضباط الأحرار الملكية تماما وتحول نظام الحكم في مصر من ملكي إلى جمهوري أواخر عام 1953.

    بعد الثورة سيطر ضباط الجيش على الحياة السياسية والاقتصادية و يرى البعض أن مصر تحولت يديهم إلى دولة بوليسية وتم إلغاء الأحزاب بعد ان تم عزل محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية نتيجة ميوله الديمقراطية مع سيطرة نفوذ العسكريين داخل الدولة مع قلة قدرتهم وخبراتهم السياسية تم فصل السودان عن مصر.

    بينما يرى آخرون أن كل التحولات الجذرية في تاريخ الشعوب مرت بأخطاء لا تقلل من حجم ما قدمته لأبناء وطنها من سيطرة على مقدرات الوطن و هو ما قدمته الثورة لمصر من استقلال (و هو حلم ظل يراود المصريين لقرون) و تحويل الاقتصاد المصري من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد يقوم على العديد من الصناعات التحويلية
    .


    الأحوال السياسية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع جلالة الملك عبدالعزيزال سعود

    يقول الأستاذ صلاح عيسى عن فترة حكم الملك فاروق: اللافت في فترة حكم فاروق عموماً و في أواخر عهده عدم استقرار الحكم, و عدم تطبيق الدستور و كثرة التدخل في الانتخابات, و وقع في كرهه لحزب الوفد (حزب الأغلبية) و نحالف مع الأحزاب الصغيرة كالسعديين و الدستوريين هذا إلى جانب نشاط البوليس السري في ملاحقة السياسيين و اغتيال حسن البنا على أيديهم. بعد ان قام الإخوان المسلمين اغتيال سياسيين أحزاب في ذلك الوقت.


    مغادرته مصر

    فى تمام الساعة السادسة وعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم) وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار و الذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله و نفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته و إعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.

    غادر الملك فاروق مصر إلى إيطاليا دون أدنى اعتراض منه على الرغم من صلافة جمال سالم الذي كان يمسك عصاه تحت إبطه، إلا أن فاروق اكتفى بتنبيهه بمقولته المعروفة "أنزل عصاك أنت في حضرة ملك" مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني. ولقد اعتذر اللواء محمد نجيب عن ذلك، وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه.


    بعد فترة حكمه

    بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر في 19 أكتوبر 1954، ما لبث أن اصطدم النظام الجديد بجميع الناشطين السياسيين و على رأسهم الشيوعيون و جماعة الإخوان المسلمين. واعتقل عبد الناصر الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، وعقدت لهم محاكمات عسكرية و حكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في التي حلت بتاريخ 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في عام 1955 .[1] كما ألغى الحياة النيابية و الحزبية و وحد التيارات في الاتحاد القومي عام 1959 ثم الاتحاد الاشتراكي بعام 1962.

    في 26 سبتمبر 1962 أرسل القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة اليمنية التي قامت على غرار الثورة المصرية و محاكاة لها و أيدت المملكة السعودية الأمام اليمني المخلوع خوفا من امتداد الثورة إليها وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويدعي معارضو عبد الناصر "بان ذلك كان له أثره السيئ في استنزاف موارد مصر وإضعاف قوتها العسكرية، وكانت أبرز عواقبه الوخيمة تلك الهزيمة العسكرية الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في حرب 1967".

    في يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض ، و قتل الآلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء

    على صعيد آخر يرى آخرون أن مصر شهدت في السنوات التي تلت حكم الملك فاروق مشروع للنهضة تمثل في إنشاء المصانع و إدخال الصناعات الحديثة و القضاء على الإقطاع و ازدياد التعليم و التوسع فيه باطراد و تأميم قناة السويس و تفعيل الدور المصري إقليمياً و عالمياً و سيطرة المصريين على شئون الحكم و الاقتصاد و هو ما لم يحدث منذ عهد جده محمد علي باشا.


    حياته في المنفى

    يروى عن الملكة فريدة وكذا ابنته فريال أن الملك فاروق لم يكن يملك الشئ الكثير بعد أن أخرجته ثورة يوليو من مصر وأثبت شهود العيان في المحكمة التي عقدتها الثورة لمحاكمة حاشية فاروق ومعاونيه بعد خروجه من مصر أن الملك السابق حمل معه إلى إيطاليا 22 حقيبة بها ملابسه وزوجته ناريمان وملابس الأميرات الصغيرات بالإضافة إلى مبلغ 5000 جنيه مصري علماً بأن حسابه البنكي في سويسرا كان به 20 ألف جنيه فقط. بعد أقل من عامين في المنفى طلبت الملكة ناريمان الطلاق من فاروق وسافرت إلى مصر دون إذنه، وأذنت لها حكومة الثورة بذلك وأعلن عن الطلاق أمام محكمة الأحوال المدنية وفي الصحف الرسمية. تحولت حياة فاروق بعد ذلك إلى جحيم، لم يعد يملك ما يعيل به أطفاله ويصرف به على سهراته والمظاهر الملكية التي كان يحرص عليها في شؤون حياته ونتيجة لذلك، طلب فاروق أن يحل ضيفاً على إمارة موناكو وبالفعل عاش فيها معظم سنوات المنفى ومنحه الأمير رينينه جنسية موناكو وجواز سفر دبلوماسي عام 1960 قبل وفاته بخمس سنوات.


    حياته الخاصة

    يرى البعض أنه عاش حياة البذخ والسهر في منفاه، وأنه كان له العديد من العشيقات منهم الكاتبة البريطانية باربرا سكلتون،إلا أن آراء أخرى ترى أن فاروق كان محبا مخلصا لوطنه وشعبه وهو الأمر المؤكد.

    وحول حقيقة الصورة المرسومة عن الملك فاروق تقول الدكتورة لوتس عبد الكريم وهي صديقة مقربة من ملكة مصر السابقة فريدة المطلقة من فاروق: لم يكن فاسدا كما قيل وانتشر على نطاق واسع، فعرفت من شقيقي الملكة فريدة، سعيد وشريف ذو الفقار إن ذلك غير صحيح بالمرة، فلم يرياه يشرب الخمر إطلاقا، لكن ربما لعب القمار. وتابعت: هذا أيضا ما قالته لي الملكة فريدة التي نفت عنه أنه كان زير نساء كما صورته الصحافة والسينما والدراما، فلم تكن هذه الأمور من اهتماماته أو من حقيقة حياته الشخصية.

    زادت محبة الشعب المصري لملكهم الشاب فاروق عندما تزوج من الملكة فريدة العام 1938 فقد أحبوها وشعروا بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم، وعندما طلقها لأنها لم تنجب له وريث العرش، غضبوا عليه بشدة. وقالت مستطردة: كان الشعب عاشقا لها، فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة". لقد رأوا فيها وردة مصرية طاهرة نقية.

    ورغم الطلاق وصفته الملكة فريدة بأنه كان أبيض القلب، حنونا للغاية، بريئا كطفل، ولم يكن زير نساء يحيط نفسه بالعشيقات والفنانات كما أفاضت القصص الصحفية في ذلك، ولا يشرب الخمر على عكس كل ما كتب عنه، فقد كان يكره رائحتها، خلافاً لما نشرته عنه صحف الثورة وكتابها وعلى رأسهم مصطفى أمين وإحسان عبد القدوس .

    وفاته

    توفي الملك فاروق في إيطاليا في عام 1965، وقد قيل أنه اغتيل بالسم (بأسلوب كوب عصير الجوافة) بأحد مطاعم إيطاليا على يد البغدادي بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى تحقق شائعة عودته لمصر، ولقد أوصى بأن يدفن في مصر، وقد رفض عبد الناصر هذا الطلب آنذاك، إلا أن الرئيس أنور السادات قد سمح بذلك في وقت لاحق، وتم نقل رفاته إلى مصر حيث دفن في مسجد الرفاعي ليلا وتحت حراسة أمنية مشددة.

    أعمال فنية

    من الأعمال الفنية التي تناولت حياة الملك فاروق :

    مسلسل الملك فاروق.
    مسلسل رد قلبي.
    فيلم امرأة هزت عرش مصر.
    مسلسل أم كلثوم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قصر الملك فاروق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    منظر اخر لقصر الملك فاروق

    شهادة محمد حسنين هيكل على ادعاء الملك فاروق للنسب الشريف الكاتب: محمد حسنين هيكل | 17/04/2006
    قال في قناة الجزيرة - باللهجة العامية - :" ...تجيني المؤسسة الدينية نقابة الأشراف تطلع إنه الملك فاروق من نسل النبي، كيف؟ الملك فاروق صعب جدا إنه أي حد مهما كان غرامه بالملك فاروق وأنا شخصيا ما ليش.. يعني أنا بألاقيه شخصية من شخصيات التاريخ المأساوية يعني لكن لا يمكن أقول ما فيش وسيلة أني أقول من نسل النبي.. إزاي يعني؟ وبعدين مش بس من نسل النبي لا ده من نسل النبي وعن طريق أمه عن طريق المالكة نازلي، هو في ذلك الوقت كان شهَّر بأمه تشهير شنيع جدا وكان قعد قال عليها ما لا يقول ابن.. ما لا يقوله حد أبدا عن ست، يعني لكنه تطلع فتوى من نقابة الأشراف أو تطلع يعني بيان من نقابة الأشراف يقول إيه؟ يقول إنه ثبت لنقابة الأشراف أنه بعد الإطلاع على حجة الوقف الصادرة من السيدة نازلي قرينة السيد كذا كذا لاحظوا إيه.. والغريبة جداً لاحظوا أنه كان جدها شريف باشا أو أحد أجدادها شريف باشا كان يلقب بالسيد واللي حصل أن الملك فاروق كان هو اللي طلب الحكاية هذه، شاف وزير أوقاف الوفد حكومة الوفد حسين الجندي وقال له إنه هو لاحظ في الوقفيات أو حد لفت نظره في الوقفيات إلى إنه فيه كلمة السيد مكتوبة أمام أحد أجداده فهذا يعني شيء فمن فضلكم ابحثوا عليها فإذا بها تطلع فتوى تثبت إنه مش عارف مين عملت إيه وقفية إيه وإنه إيه وإنه إيه وأنها عن طريق محمد شريف باشا ابن المرحوم السيد أحمد ابن المرحوم محمد شريف المنتهي نسبه إلى الإمام الحسين سبط سيد الكونين وقفا صحيحا مؤيدا وعلى الله قصد السبيل وأنها تبقى من جدها تبقى.. يبقى الملك فاروق من نسل سيدنا محمد، اللي عايز أقوله بقى إنه إيه هنا أنا تكلمت.. هذه مؤسسات الدولة أمامي،
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #47
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الشيخ عبد الله خياط رحمه الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    هو أبوعبدالرحمن عبدالله بن عبدالغني بن محمد بن عبدالغني خياط، ينتهي نسبه إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري .. ولد في مكة المكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفاً ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث .. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية .. درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية .. ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج فيه عام 1360هـ .. تم بتعيينه إماماً في المسجد الحرام عام 1346هـ وكان يساعد الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل.. و عين إماما و خطيبا في المسجد الحرام عام 1373هـ واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ حيث طلب من جلالة الملك إعفائه لظروفه الصحية..
    توفي الشيخ في مكة المكرمة صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والثقافة والتربية والتعليم ... رحم الله فضيلته رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.


    هو من شيوخنا الأفاضل ـ رحمه الله تعالى ـ شيخ الأمراء والوزراء والعلماء، الذي أوتي علماً نافعاً وصوتاً حسناً عذباً جميلاً، لا تكلف في قراءته ولا تقليد في خطبه ، التزم المسجد الحرام مدة من الزمن إماماً وخطيباً، متع المصلين بجمال صوته وبلاغة خطبه، إنه حقاً وحقيقة الإمام والخطيب المثالي، خفيف في صلاته يلدغ في خطبه، محبوب عند الناس.
    هو الباكي والخاشع إذا قرأ وصلى، فأبكى الناس وأشجاهم خشوعاً .. هذا هو شيخنا صاحب مزايا متعددة قارىء معروف وخطيب مفوه وكاتب اجتماعي سهل ممتع، إمام أكبر بقعة على وجه الأرض .. فمن هو الشيخ عبدالله خياط رحمه الله تعالى؟

    نسبه

    هو أبوعبدالرحمن عبدالله بن عبدالغني بن محمد بن عبدالغني خياط، ينتهي نسبه إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري.



    ولادته

    ولد في مكة المكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفاً ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.

    تعليمه

    ــ تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية.
    ــ درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية.

    ــ التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج فيه عام 1360هـ.


    مشايخه

    ــ سماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز (وقد لازمه قرابة عشر سنوات).
    ــ فضيلة الشيخ عبدالظاهر محمد أبوالسمح إمام وخطيب المسجد الحرام والمدرس فيه.

    ــ فضيلة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة إمام وخطيب المسجد النبوي والمدرس فيه.

    ــ فضيلة الشيخ أبوبكر خوقير المدرس بالمسجد الحرام.

    ــ فضيلة الشيخ عبيدالله السندي المدرس بالمسجد الحرام.

    ــ فضيلة الشيخ سليمان الحمدان المدرس بالمسجد الحرام.

    ــ فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي المدرس بالمسجد الحرام.

    ــ فضيلة الشيخ المحدث مظهر حسين المدرس بالمسجد الحرام.

    ــ فضيلة الشيخ إبراهيم الشوري مدير المعهد العلمي السعودي والمدرس فيه.

    ــ فضيلة الشيخ محمد عثمان الشاوي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.

    ــ فضيلة الشيخ محمد بن علي البيز المدرس بالمعهد العلمي السعودي.

    ــ فضيلة الشيخ بهجت البيطار المدرس في المعهد العلمي السعودي.

    ــ فضيلة الشيخ تقي الدين الهلالي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.

    ــ فضيلة الشيخ حسن عرب المدرس بالمدرسة الفخرية.

    ــ فضيلة الشيخ محمد إسحاق القاري مدير المدرسة الفخرية والمدرس بها.


    أهم أعماله

    ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه إماماً في المسجد الحرام عام 1346هـ وكان يساعد الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل.
    ــ عين عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب الأمر الملكي الصادر في 18/1/1347هـ.

    ــ عين مدرساً بالمدرسة الفيصلية بمكة بموجب خطاب مدير المعارف في 12/2/1352هـ.

    ــ اختاره الملك عبدالعزيز ليكون معلماً لأنجاله وعينه مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض عام 1356هـ واستمر في هذا العمل حتى وفاة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عام 1373هـ.

    ــ انتقل إلى الحجاز وعين مستشاراً للتعليم في مكة بموجب الأمر الملكي رقم 20/3/1001 في 7/4/1373هـ.

    ــ وفي عام 1375هـ أسندت إليه إدارة كلية الشريعة بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار واستمر في هذا العمل حتى عام 1377هـ.

    ــ وفي عام 1376هـ كلف بالإشراف على إدارة التعليم بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار.

    ــ عين إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بموجب الأمر السامي عام 1373هـ واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ حيث طلب من جلالة الملك إعفائه لظروفه الصحية.

    ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بناء على ترشيح من سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ وذلك عام 1380هـ ولكنه اعتذر عن ذلك وطلب الإعفاء لظروف خاصة.

    ــ تم اختياره عضواً في مجلس إدارة كليتي الشريعة والتربية بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/3/5/4095 في 27/11/1383هـ.

    ــ عمل رئيساً لمجلس إدارة دار الحديث المكية وعضواً في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي.

    ــ تم اختياره عضواً في اللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة بموجب خطاب سمو رئيس مجلس الوزراء رقم 1343 في 27/5/1384هـ.

    ــ تم اختياره مندوباً عن وزارة المعارف في اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/2/3/1510 في 13/10/1384هـ.

    ــ صدر الأمر الملكي باختياره عضواً في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها في 8/7/1391هـ.

    ــ تم ترشيحه عضواً في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في 28//1393هـ.

    ــ صدر الأمر الملكي في 18/6/1391هـ باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ونشر في صحيفة عكاظ يوم الجمعة 8/8/1427 هـ العدد1902

    بين الظل والضوء تنساب ذكريات ومشاوير حياتية لرجال سيرتهم مثل اريج العطر رجال ضمخوا زوايا الامس بنفحاتهم ورغم كل هذا الزخم فان هناك خصوصيات في حياتهم لايعرفها سوى المقربين منهم.. ومن هؤلاء الشيخ عبدالله عبدالغني خياط الذي امضى في امامة وخطابة المسجد الحرام قرابة الـ «30» عاما وهو من اعلام مكة المكرمة وعالم من علمائها الافاضل وشخصية علمية وقيادية نادرة ذات مواهب متعددة حرص رحمه الله على توظيفها لخدمة الاسلام والمسلمين ليحوز على لقب شيخ العلماء.
    في احد الايام نوى الملك عبدالعزيز اداء العمرة وكان الشيخ عبدالله خياط معه في الرياض وفي احدى الليالي طلب الملك عبدالعزيز من الشيخ الخياط ان يقرأ القرآن بصوته الشجي من حفظه القوى وانطلق الشيخ يقرأ قول الحق تبارك وتعالى (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لاتخافون..) ولم يتمالك الملك عبدالعزيز نفسه وهو يستمع لكلام ملك الملوك ان يبكي، ويسمع الشيخ ازيز المليك وهاطل دمعه فيمسك عن القراءة فيشير اليه الملك عبدالعزيز بالاستمرار..
    هنا يسرد انجال الشيخ الخياط كل من احمد واسامة ومحمد لمحات من ذكريات والدهم حيث يقول نجله احمد.
    ولد الشيخ عبدالله في 29 شوال في عام 1326هـ لأب كان مثقفا ثقافة دينية على المذهب الحنفي الذي كان مذهب الدولة العثمانية وقئتذ حيث كانت الشام والحجاز ولايتين عثمانيتين كان عبدالله خياط يتجول في الحرم المكي في رمضان وهو غلام ينصت لأئمة التراويح وكانوا كثيرين وذلك بحثا عن احسن الاصوات ممن يقرأ القرآن بتجويد يسر الخاطر ويشرح الصدر وقد اجتذبه صوت الشيخ حسين عرب من بين أصوات القارئين فانضم الى حلقته ولازمه ملازمة الطالب للشيخ.
    ويضيف: انتقل تولى إمامة الحرم وهو في التاسعة عشرة من عمره
    دخل الحرم صبيا لحفظ القرآن الكريم اجدادنا واباء والدي من مدينة حماة بالشام الى الحجاز في اواخر القرن الثاني عشر الهجري فكانت مكة المكرمة مكان ولادة ابي ونعم المكان، فمكة المكرمة هي قبلة الدنيا، كان والدي يتمتع بذكاء فطري وبالتالي التحق بمدرسة الخياط بالمسعى وكان الطلبة في ذلك الوقت يجلسون على الارض امام المعلم دون حراك، وانتظم ايضا في حلقات المسجد الحرام دون ان يترك دراسته النظامية في المسعى حيث درس رحمه الله القران الكريم والحساب والجغرافيا والتاريخ والاملاء والخط ونال نصيبا موفورا من دراسة القرآن الكريم وحفظه من سلوك المشايخ الاعلام السالكين الى الملك العلام عز وجل.
    كما درس الشيخ الخياط في المدرسة الفخرية وكان مديرها محمد اسحاق القاري كما استفاد من مكتبة جارهم الشيخ محمد صادق كردي فقد كانت لديه مكتبة كبيرة تحتوي على الكثير من الكتب والمراجع ودرس الحديث النبوي على يد الشيخ عبدالرحمن ابو حجر احد علماء الازهر ودرس ايضا على يد فضيلة الشيخ عبدالظاهر محمد ابو السمح خطيب وامام المسجد الحرام والمدرس فيه ومدير مدرسة دار الحديث بمكة وكان شيخا بكاء رحمه الله وكان يدعو الى الرفق واللطف وكان الشيخ ابو السمح يركز على الدعوة الحكيمة والابتعاد عن الشدة، يقول الشيخ عبدالله خياط عن استاذه ابو السمح (كان ذا موهبة في الخطابة والالقاء البارع المؤثر وفي تلاوة القرآن وفي تدريس العقيدة بالاضافة الى صوته الجهوري الذي كان يبلغ وزارة المالية بأجياد بل ابعد من ذلك قبل ايجاد مكبرات الصوت) ويضيف الشيخ الخياط واصفا هؤلاء المشايخ (اولئك ابناء مدرسة النبوة خريجو المساجد، فأين منهم ابناء الجامعات في اعقاب الزمن وخريجو الفلسفات ممن ملأوا الدنيا صخبا بمؤهلاتهم وتعالوا على الناس بانتسابهم الى جامعات الغرب).
    وعن دراسة المرحلة الثانوية يقول عنه ابنه الدكتور اسامة كان والدنا يدرس المرحلة الثانوية في المدرسة الراقية بجبل هندي في عام 1343هـ، كما حفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية والتحق بالمعهد السعودي بمكة المكرمة وحصل على الشهادة منه في عام 1350هـ.
    وفاة والده
    ويقول ابنه محمد (قبل ان يبلغ والدنا سن الرشد توفي والده الشيخ عبدالغني خياط فشارك في حمل نعشه وذلك في عام 1343هـ وكان عمره سبع عشرة سنة، لقد كان حِفْظ القرآن الكريم اكبر نعمة فاز بها والدنا قبل وفاة والده كما ان شهرته بدأت في ازدياد رغم صغر سنه بفضل الله ثم بفضل صوته الندي الشجي).
    وقد اشتهر الشيخ عبدالله خياط في قراءة القرآن لتجويده وجمال ترتيله رغم صغر سنه كما اخذ يستزيد من شتى تخصصات العلم الشرعي من توحيد وتفسير وحديث وفقه وكان من ابرز شيوخه الشيخ عبدالله بن حسن ال الشيخ وائمة المسجد الحرام ومنهم عبدالظاهر ابو السمح والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة والشيخ سلمان الحمدان ومحمد بن ابراهيم الشاوي وهما من علماء نجد البارزين.
    امامة المسجد الحرام
    وقبل ان يكمل الشيخ عبدالله خياط التاسعة عشرة من العمر اكرمه الله تعالى بأن جعله اماما للمسجد الحرام خلال هذه المرحلة ففي عام 1345هـ رشحه الشيخ عبدالله بن حسن ال الشيخ اماما لصلاة العشاء بالمسجد الحرام ثم صلى الشيخ خياط بالناس في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك وفي 23/3/1346هـ تم تعيين الشيخ عبدالله خياط اماما لمسجد الدندراوي بمكة المكرمة وفي نفس العام تلقى أمراً ملكياً ليكون إماماً للمسجد الحرام بالاشتراك مع فضيلة الشيخ عبدالظاهر أبو السمح، كما عمل مدرساً للقرآن الكريم بالمدرسة الفخرية براتب وقدره عشرة ريالات وكان هذا الراتب غير منتظم لضعف إيرادات المدرسة
    مؤلفاته

    (1) التفسير الميسّر (ثلاثة أجزاء).
    (2) الخطب في المسجد الحرام (ستة أجزاء).

    (3) دليل المسلم في الاعتقاد، على ضوء الكتاب والسنة.

    (4) اعتقاد السلف.

    (5) ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه.

    (6) حِكم وأحكام من السيرة النبوية.

    (7) تأملات في دروب الحق والباطل.

    (8) صحائف مطوية.

    (9) لمحات من الماضي.

    (10) الفضائل الثلاث.

    (11) الرواد الثلاث.

    (12) على درب الخير.

    (13) الربا في ضوء الكتاب والسنة.

    (14) الحدود في الإسلام على ضوء الكتاب والسنة.

    (15) تحفة المسافر ( أحكام الصلاة والصيام والإحرام في الطائرة).

    (16) البراءة من المشركين.

    (17) قصة الإيمان.

    (18) شخصيات إسلامية.

    (19) المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.

    (20) عندما ينعكس الوضع.

    (21) قال لي محدثي.

    (22) التربية الاجتماعية في الإسلام.

    (23) الخليفة الموهوب.

    (24) مبادىء السيرة النبوية.

    (25) دروس من التربية الإسلامية.

    (26) حركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر.

    هذا بالإضافة إلى مشاركات علمية ودعوية متعددة في مختلف وسائل الإعلام.


    وفاته

    انتقل إلى رحمة الله تعالى في مكة المكرمة صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والثقافة والتربية والتعليم ... رحم الله فضيلته وأسكنه فسيح جناته.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #48
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الأمام تركي بن عبدالله ال سعود


    تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية ولد عام 1183ه في الدرعية وهو جد حكام ال سعود وهو أول من استلم الحكم من فرع عبد الله بن محمد بن سعود حيث كان الحكم لفرع عبد العزيز بن محمد بن سعود ثاني حاكم ال سعود وهما ابني محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى عرف الامام تركي بشجاعته ورجاحة عقله وحسن تصريفه للامور


    حياته قبل تاسيس الدولة

    تولى امارة الرياض في عهد ابن عمه الامام سعود بن عبد العزيز سنة 1225ه وحارب مع القوات السعودية حتى سقطت الدولة السعودية عام 1233ه بعد استسلام الامام عبد الله بن سعود ابراهيم باشا ولجأ إلى الصحراء اثناء مطاردة ابراهيم باشا لال سعود واسروا جميع اسرة ال سعود وال الشيخ وكان الوحيد الذي لم يأسر منهم واتجه إلى بلدة الحلوة جنوب الرياض سنة 1236ه وذهب ابراهيم باشا مع اسرى ال سعود ومنهم أبناء الامام تركي ومنهم فيصل بن تركيمع الشيخ عبد الرحمن بن حسن وال الشيخ إلى مصر وترك ست حاميات في الرياض والخرج والدلم وعنيزة والزلفي ومنفوحة

    بعد خروج ابراهيم باشا تمكن محمد بن مشاري بن معمر الذي كان ابن اخت الامام عبد العزيز بن محمد بن سعود من السيطرة على الدرعية لكونه قريبا من فرع عبد العزيز بن محمد بن سعود وارسل ابنه مشاري بن محمد بن معمر إلى الرياض وضمها اليه


    مبايعة الامام تركي للامير مشاري بن سعود

    واستطاع الامير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أخو الامام عبد الله بن سعود اخر حكام الدولة السعودية الاولى الهرب من الحامية في ينبع وذهب إلى الدرعية واستقبله اهلها بالترحاب وتنازل محمد بن مشاري بن معمر عن الحكم للامير مشاري بن سعود

    علم مشاري بن سعود بوجود تركي بن عبد الله في الحلوة فامره على الرياض وجاءت الوفود من الوشم وسدير والمحمل والخرج مبايعة الامير مشاري بن سعود على السمع والطاعة ولكن محمد بن مشاري بن معمر ندم على تنازله للحكم لمشاري بن سعود فاستأذن من الامير مشاري بزيارة اقاربه في سدوس وذهب إلى فيصل بن وطبان الدويش زعيم قبيلة مطير وغبوش اغا قائد الحامية العثمانية في عنيزة طالبا عونهم في الاطاحة مشاري بن سعود وكسب تاييدهم

    تمرد ابن معمر على الامير مشاري بن سعود

    وصل محمد بن مشاري بن معمر إلى الدرعية وتمكن من القبض على مشاري بن سعود وارسله إلى جماعته في سدوس وزحف إلى الرياض وتظاهر الامام تركي بن عبد الله بالخوف وقام بالهرب إلى ضرماء

    وقام الامام تركي بن عبد الله بجمع انصاره وهاجم الدرعية وقبض على محمد بن مشاري بن معمر وهاجم الرياض وقبض على مشاري بن محمد بن معمر واشترط عليهما الامام تركي ان يطلقا سراح الامير مشاري بن سعود مقابل الافراج عنهما ولكن جماعته خافوا من انتقام العثمانيين وسلموا الامير مشاري بن سعود إلى غبوش اغا الذي سجنه في عنيزة وتوفي في السجن عام 1336ه وقام الامام تركي بقتل محمد بن مشاري بن معمر وابنه مشاري بن محمد بن معمر في الرياض لانهما تسببا في قتل الامير مشاري بن سعود


    توليه الحكم الفترة الاولى عام 1236ه

    حاول فيصل بن وطبان الدويش ومعه غبوش اغا قائد الحامية العثمانية في عنيزة حصار الامام تركي بن عبد الله في الرياض ولكن الامام تركي قاوم مع جماعته ففشل الحصار وغضب محمد علي باشا وارسل كل القوات العثمانية إلى الرياض بقيادة حسين بك وعندما شاور الامام تركي اصحابه شاروا عليه ان ينسحبوا من الرياض إلى بلدة الحلوة جنوب الرياض في الليل متسللين ونجحت الفكرة وسحب الامام انصاره من قصر الحكم بالرياض إلى بلدة الحلوة دون خسائر وبدون معرفة العثمانيين الذين اعتقدوا انه فر إلى الاحساء

    ظل الامام تركي بن عبد الله ثلاث سنوات في بلدة الحلوة يجمع انصار ال سعود حتى تمكن من هزيمة حاميتي الرياض ومنفوحة في وقت قياسي وفرح سكان نجد وثاروا على بقية الحاميات الست وهزموها واسروه الباقيين الذين وافق الامام تركي على العفو منهم بشرط معادرة نجد إلى الحجاز


    مبايعة الامام تركي حاكما الفترة الثانية (1240ه-1249ه)

    وبويع بالامامة سنة 1240ه في الرياض بعد ان كان الحكم لفرع عبد العزيز بن محمد بن سعود وعارضه عدة قبائل اهمها قبيلة مطير بقيادة فيصل بن وطبان الدويش الذي ساند ابن معمر عليه ولكنه تمكن من هزيمتهم مع جميع القوات العثمانية في نجد واصبحت نجد كلها تحت حكم الامام تركي بن عبد الله عام 1243ه

    هرب الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب سنة 1241ه من مصر ورحب به الامام تركي واصبح مفتي الشؤون الدينية في نجد كما هرب ابنه فيصل بن تركي من السجن سنة 1343ه واصبح الساعد الايمن لوالده في الشؤون العسكرية

    وتمكن خلال فترة حكمه من تحقيق الامن كما ضم منطقة الاحساء خصوصا بعد معركة السبية التي انتصر فيها ابنه فيصل بن تركي على محمد بن عريعر واخيه ماجد بن عريعر حكام الاحساء من بني خالد سنة 1245ه


    اغتياله

    كان مشاري بن عبد الرحمن ال سعود من افراد الاسرة السعودية التي نفيت كان خاله الامام تركي بن عبد الله يقدره وعندما استطاع الهرب اكرمه خاله تركي وولاه امارة منفوحة ولكن الامام تركي عزله بعد وشاية تفيد بانه يريد اغتيال الامام تركي وحقد مشاري على خاله الامام تركي

    وبعد عام قام الامام تركي بمحاربة احدى القبائل في شمال الرياض وعندما ذهب مشاري إلى الرياض اعلن تمرده على الامام ولكن فوجئ بان سكان الرياض كانوا مع خاله تركي فهرب مشاري إلى مكة وطلب مساعدة الاشراف ولكنهم خافوا من الامام تركي نظرا لقوته وذهب إلى بلدة المذنب وطلب من اعيان منطقة القصيم كلهم التوسط عند الامام تركي فعفا عنه واعطاه بيتا واولاه على منفوحة مرة اخرى وخطط لقتله في ساحة مسجد الرياض مستغلا غياب افراد اسرته خصوصا ابنه فيصل بن تركي الذي كان في القطيف

    وفي يوم الجمعة 30 ذو الحجة عام 1249ه كمن مشاري بن عبد الرحمن مع 6 من عبيده في جامع الرياض (جامع الامام تركي بن عبد الله حاليا)وعندما خرج الامام تركي بن عبد الله من المسجد طعنه العبد ابراهيم بن حمزة أحد عبيد مشاري بن عبد الرحمن ومات شهيدا بعد عشرة سنين من اعادة بناء الدولة السعودية الثانية و بعدها أشهر مشاري بن عبد الرحمن سيفه مع عبيده وقام بتهديد الناس دخل قصر خاله ويجلس يدعو الناس للبيعة ولكنه لم يتمتع بالحكم أكثر من اربعين يوم حيث فوجئ بعودة فيصل بن تركي وقتل سنة 1250ه


    اخوانه

    الامير سعود بن عبد الله بن محمد بن سعود ال سعود

    الامير محمد بن عبد الله بن محمد بن سعود ال سعود

    الامير زيد بن عبد الله بن محمد بن سعود ال سعود

    الامير ابراهيم بن عبد الله بن محمد بن سعود ال سعود


    ابناؤه

    الامام فيصل بن تركي بن عبد الله ال سعود

    الامير جلوي بن تركي بن عبد الله ال سعود

    الامير عبد الله بن تركي بن عبد الله ال سعود

    الامير مساعد بن تركي بن عبد الله ال سعود

    الامير محمد بن تركي بن عبد الله ال سعود

  9. #49
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اسير الليالي
    تاريخ التسجيل
    06 2008
    الدولة
    الدمام
    العمر
    45
    المشاركات
    365

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    يعطيك العافيه جبران حكمي

    اجمل تحيه

  10. #50
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الدكتور / مصطفى محمود
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    مصطفى محمود مفكر و كاتب و طبيب و أديب وفنان مصري من مواليد شبين الكوم -المنوفية مصر 1921) توفي والده عام 1939 بعد سنوات من الشلل ،درس الطب وتخرج عام1953 و لكنه تفرغ للكتابة و البحث عام 1960 تزوج عام 1961 و انتهى الزواج بالطلاق عام 1973 وله منه ولدين "أمل" و "أدهم". وتزوج ثانية عام 1983 وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق 1987

    وقد ألف 89 كتابا تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الفكر الديني و التصوف و مرورا بأدب الرحلات،ويتميز أسلوبه بالقوة و الجاذبية و البساطة و يشد القارئ له.

    وقدم 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وقام الدكتور مصطفى محمود بإنشاء مسجد في القاهرة باسمه هو "مسجد مصطفى محمود" عام 1979 ويتبع له "جمعية مسجد محمود" والتي تضم "مستشفى محمود"و "مركز محمود للعيون" ومراكز طبية أخرى إضافة إلى مكتبة و متحف للجيولوجيا وآخر للأحياء المائية ومركز فلكي.




    تاريخه الفكري

    المفكر د. مصطفى محمود عندما نبحر في عالم مصطفى محمود؛ تتلاقى أمواج كثيرة من الفكر والأدب، والفلسفة والتصوف، والعلم؛ فهو رجل شغل الناس بأفكاره وآرائه التي ظهرت من خلال ‏84 كتابًا، ‏ ‏تتراوح‏ ‏بين‏ ‏القصة‏ ‏والرواية‏ ‏‏والمسرحية، والمؤلفات‏ ‏العلمية‏، ‏والفلسفية‏ ‏والاجتماعية‏، ‏والسياسية‏، ‏‏وأدب‏ ‏الرحلات، فضلاً عن آلاف المقالات بالجرائد والمجلات المختلفة، و400 ‏حلقة‏ ‏من‏ ‏برنامَجه‏ ‏التليفزيوني‏ ‏الشهير‏ ‏"العلم‏ والإيمان". قال عنه الشاعر الراحل "كامل الشناوي": ”إذا كان مصطفى محمود قد ألحد فهو يلحد على سجادة الصلاة، كان يتصور أن العلم يمكن أن يجيب على كل شيء، وعندما خاب ظنه مع العلم أخذ يبحث في الأديان بدءا من الديانات الأرضية مثل الزرادشتية والبوذية ثم انتقل إلى الأديان السماوية، ولم يجد في النهاية سوى القران الكريم“.

    الصحافة لا الطب

    هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف، ينتهي نسبه إلى عليّ زين العابدين –- ولد عام 1921، وكان توأما لأخ توفي في نفس العام، وعاش مصطفى في مدينة طنطا في جوار مسجد "السيد البدوي" الشهير الذي يعد أحد مزارات الصوفية الشهيرة في مصر؛ ولعل هذا ما جعل التصوف يترك عليه مسحة امتدت معه طوال حياته. بدأ حياته متفوقًا في الدراسة، حتى ضربه مدرسٌ للغة العربية؛ فاكتأب ورفض الذهاب إلى المدرسة ثلاث سنوات، وما إن رحل ذلك المدرس عن مدرسته، حتى عاد مصطفى وبدأت تظهر موهبته وتفوقه وحبه للعلم! وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا، أخذ يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الصراصير، ثم يقوم بتشريحها، وفيما بعد -حين التحق بكلية الطب- اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.


    مصطفى محمود في المرصد

    تخرج مصطفى محمود في كلية الطب متفوقًا، وعلى الرغم من احترافه الطب متخصصًا في جراحة المخ والأعصاب، فإنه كان نابغًا في الأدب منذ كان طالبًا، وكانت تنشر له القصص القصيرة في مجلة "روز اليوسف"، وقد عمل بها لفترة عقب تخرجه، مما دفعه لاحتراف الكتابة، ‏وعندما‏ ‏أصدر‏ ‏الرئيس‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏قرارًا‏ ‏بمنع‏ ‏الجمع‏ ‏بين‏ ‏وظيفتين‏، كان‏ ‏مصطفى‏ محمود ‏وقتها‏ ‏يجمع‏ ‏بين‏ ‏عضوية‏ ‏نقابتي‏ ‏الأطباء‏ ‏والصحافيين‏، ولذا ‏قرر‏ ‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏عضوية‏ ‏نقابة‏ ‏الأطباء‏، ‏وحرمان‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏ممارسة‏ ‏المهنة‏ ‏إلى الأبد،‏ ‏مفضلا‏ ‏الانتماء إلى ‏نقابة‏ ‏الصحفيين‏، والعمل كأديب ومفكر. وعندما سئل ماذا يملك الطبيب من إمكانات تشجعه على أن يكون أديبًا وفنانًا؟ أجاب بأن ”للطب علاقة وثيقة بالحياة وأسرارها وخفاياها، فالطبيب هو الوحيد الذي يحضر لحظة الميلاد ولحظة الموت، وهو الذي يضع يده على القلب ويعرف أسرار نبضه، وكل الناس يخلعون ثيابهم وأسرارهم، بين يدي الطبيب، فهو الوحيد الذي يباشر الحياة عارية من جميع أقنعتها، وبما أن الطب علم، والأدب علم، فالتكامل في الحياة البشرية قضى بأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر، يعني الطب والأدب، وكذلك الطبيب والأديب


    ثلاثون عاماًمن الغرق

    في عنفوان شبابه كان تيار المادية هو السائد، وكان المثقفون يرفضون الغيبيات، فكان من الطبيعي أن يتأثر مصطفى محمود بما حوله، ولذلك كما يقول في أحد كتبه: ”احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين“. وبالرغم من اعتقاد الكثيرين بأن مصطفى محمود أنكر وجود الله عز وجل، فإن المشكلة الفلسفية الحقيقية التي كان يبحث عنها هي مشكلة الدين والحضارة، أو العلم والإيمان، وما بينهما من صراع متبادل أو تجاذب؛ ففي كتابه "رحلتي من الشك إلى الإيمان" ترجم لحياته الروحية قائلاً: ”إن زهوي بعقلي الذي بدأ يتفتح، وإعجابي بموهبة الكلام ومقارنة الحجج التي تفردت بها، كان هو الحافز، وليس البحث عن الحقيقة ولا كشف الصواب، لقد رفضت عبادة الله لأني استغرقت في عبادة نفسي، وأعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة“. وقد اقترب مصطفى محمود في ذلك من الإمام الغزالي -رحمه الله- وما ذهب إليه في كتابه "المنقذ من الضلال"، إذ يقول فيه: ”كان التعطش إلى إدراك حقائق الأمور دأبي وديدني، من أول أمري وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وُضعتا في جبلتي،لا باختياري وحيلتي، حتى انحلت عني رابطة التقليد، وانكسرت عليّ العقائد الموروثة على قرب عهد الصبا“.


    هاتف اليقين

    ومع هذا العقل العلمي المادي البحت بدأت رحلة مصطفى محمود في عالم العقيدة. وعلى الرغم من هذه الأرضية المادية التي انطلق منها؛ فإنه لم يستطع أن ينفي وجود القوة الإلهية، فيقول: ”تصورت أن الله هو الطاقة الباطنة في الكون، التي تنظمه في منظومات جميلة، من أحياء وجمادات وأراضٍ وسماوات، هو الحركة التي كشفها العلم في الذرة وفي الـ"بروتوبلازم" وفي الأفلاك، هو الحيوية الخالقة الباطنة في كل شيء“. وكما حدثنا الغزالي عن الأشهر الستة التي قضاها مريضًا يعاني آلام الشك، حتى هتف به هاتف باطني أعاده إلى يقين الحقيقة العقلية، وكشف له بهاء الحرية الروحية، ومكنه من معرفة الله؛ نجد مصطفى محمود يتحدث عن صوت الفطرة الذي حرره من سطوة العلم، وأعفاه من عناء الجدل، وقاده إلى معرفة الله، وكان ذلك بعد أن تعلم، في كتب الطب أن النظرة العلمية هي الأساس الذي لا أساس سواه، وأن الغيب لا حساب له في الحكم العلمي، وأن العلم ذاته هو عملية جمع شواهد واستخراج قوانين.


    في فترة الشباب

    وهكذا كانت رحلته من الشك إلى اليقين تمهيدًا لفض الاشتباك بين العلم والإيمان، وذلك عن طريق علوّ الإنسان بالمادة إلى ما هو أبعد أفقًا وأرحب مدًى. ويبدو أن هذا الأمر وراء أن يوقف جزءا كبيرا من حياته في مشروع واحد اسمه "العلم والإيمان"، سرد مراحل هذا المشروع من خلال 8 كتب، وحينما جاءته فكرة البرنامج كان تنفيذها على أرض الواقع غاية في الصعوبة، فقد عرضها على التليفزيون المصري فاعتمدوا له 30 جنيها مصريًا فقط للحلقة الواحدة! في حين أن البرنامج كان يستلزم السفر للخارج ومتابعة آخر الأبحاث، ولذا بدأ اليأس يتسرب إلى نفسه، حتى قابل رجل أعمال شهير، فحدثه في أمر البرنامج، فإذا به يخرج دفتر الشيكات، قائلا له: "لن أناقشك في النفقات، ولكن المهم خروج هذا العمل العلمي والديني إلى النور". ولاقى البرنامج نجاحًا كبيرًا، واجتذب جماهير كثيرة نظرًا لأسلوبه الذي جذب به قلوب وعقول البسطاء قبل العلماء، ولكن على الرغم من ذلك النجاح، فوجئ الدكتور محمود –بعد سنوات- بإبعاد هذا البرنامج الجماهيري عن خريطة التليفزيون المصري دون إبداء الأسباب. سار مصطفى محمود على درب المفكر والأديب عباس محمود العقاد ليؤكد أن الإسلام منهج ليس من فكره الصراعُ الطبقي، بل يهدف إلى التوازن بين الفرد والمجموع، وليس إلى تذويب الأفراد في المجموع كما في الاشتراكية، ولا إلى التضحية بالمجموع لصالح قلة من الأفراد كما في الفكر الرأسمالي. وأوضح أن الأيديولوجية الإسلامية تعمل على إشباع الحاجات الروحية للإنسان، وليس المادية فقط، فالمسلم حينما يتصدق أو يزكي فهو يتعامل مع الله، لما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد المحروم، وهذا -عند مصطفى محمود- ما يعطى للمنهج الإسلامي خصوصية وسموًا في الهدف، إذ يشعر المسلم برقابة من الله ورقابة من الضمير، وعلى ذلك فالصبغة الروحية للنشاط الاقتصادي شرط من شروط الإسلام، فليس في الإسلام انفصال بين ما هو روحي وما هو مادي.


    تصوير الأفكار

    انطلاقًا من بحثه عن الحقيقة وإشباعًا لشغفه بالنفس الإنسانية وبحثه عن المجهول، تميز مصطفى محمود بفن قصصي خاص، فبإمكاناته الفنية جمع بين إحساس الأديب وإدراك الفيلسوف ومزج هذين البعدين بأسلوب عصري فيه عمق الفكرة ودفء العبارة، فيه البصر الذي يوحي بالبصيرة، والمادي الذي يؤدي إلى المعنوي، والعبارة التي تلتقي بالرؤية كأروع ما يكون اللقاء، وكما وصفه جلال العشري في كتابه "مصطفى محمود شاهد على عصره" فهو ”يتعاطى الأشياء بعقله، ثم يعيها بوجدانه ثم يجسدها بقلمه، فإذا هي مسرحية أو رواية أو قصة قصيرة، فإذا هي قطعة من الواقع وشريحة من الحياة، أو هي بنية حية فيها دسم الواقع ونبض الحياة، فنه القصصي غير قابل للتمذهب، استطاع أن يفلسف حياته ويحيا فلسفته، وأن يتخذ من أزماته النفسية الحادة وزلازله الباطنية العنيفة وتجاربه الحية وخبراته الوجدانية مادة لأدبه“. حملت رواياته كثيرًا من التناقضات، لكنه التناقض الحيّ الذي يعبر عن تلك العملية الروحية الشاقة التي يبذلها الفنان لاستجلاء معنى الوجود، فلم يتجه في قصصه إلى تصوير نماذج كلاسيكية من الشخصيات، وإنما اتجه إلى تصوير أفكار في مواقف تحس وتتحرك وتطور من نفسها، فالشخصيات عنده وعاء للفكرة والقضية. والسؤال المحوري في قصصه القصيرة هو مشكلة تعالي الإنسان على ذاته وعلى ذوات الآخرين، أما في رواياته فكان المشكل هو: إلى أين يريد الإنسان أن يصل؟ وألاّ يؤدى هذا العلُوّ على كل شيء إلى اللاشيء؟ وما هي المستحيلات التي لابد أن يواجهها؟ وهذه المستحيلات عنده هي: الإنسان، المجتمع، الزمن، التاريخ، وروح العصر. ويبرز ذلك الفكر في رواياته: "المستحيل" و"الأفيون" و"العنكبوت" و"الخروج من التابوت" و"رجل تحت الصفر"، ذلك هو المنهج الفلسفي الذي بنى رواياته عليه، أما واقعية رواياته فهي المادة الحية التي يغترف منها أحداثه وشخصياته، إنه الواقع الأوسع أفقًا، الذي يمتد ليشمل كل معاني الحياة التي هي أشمل من المجتمع.


    معارك...فكرية

    دخل مصطفى محمود في حياته عدة معارك، ووجهت إليه عدة اتهامات، أهمها: • اتهام منتقديه له بأن مواقفه السياسية متضاربة، تصل إلى حد التناقض في بعض المواقف، إلا أنه لا يرى ذلك، ويؤكد أنه ليس في موضع اتهام، وأنّ اعترافه بأنه كان على غير صواب في بعض مراحل حياته هو ضرب من ضروب الشجاعة والقدرة على نقد الذات، وهذا شيء يفتقر إليه الكثيرون ممن يصابون بالجحود والغرور، مما يصل بهم إلى عدم القدرة على مواجهة أنفسهم والاعتراف بأخطائهم. • اتهامه‏ ‏بالكفر‏ ‏‏في‏ ‏نهاية‏ ‏الستينيات‏ ‏بعد‏ ‏سلسلة‏ ‏من‏ ‏المقالات،‏ ‏و‏صدور‏ ‏كتابه‏ "الله‏ ‏والإنسان" الذي‏ ‏تمت‏ ‏مصادرته‏ ‏وتقديمه‏ ‏بعدها‏ ‏للمحاكمة‏ ‏التي‏ ‏طلبها‏ ‏الرئيس‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏بنفسه، ‏‏‏بناءً‏ ‏على ‏تصريح‏ ‏الأزهر‏، ‏باعتبارها‏ ‏قضية‏ ‏كفر‏، ‏وقد‏ ‏اكتفت‏ ‏لجنة‏ ‏المحاكمة‏ ‏وقتها‏ ‏بمصادرة‏ ‏الكتاب‏ ‏دون‏ ‏حيثيات‏، ‏وإن كان الأمر انعكس في عهد الرئيس أنور السادات، فقد ‏أبلغه‏ ‏إعجابه‏ ‏بالكتاب‏، ‏وطلب‏ ‏منه‏ ‏طبعه‏ ‏مرة‏ ‏أخرى‏، ‏ولكنه‏ ‏استبدل ‏به كتاب‏ ‏"حوار‏ ‏مع‏ ‏صديقي‏ ‏الملحد"‏، لتتوطد‏ ‏بعدها‏ ‏علاقته‏ ‏بالرئيس‏ ‏السادات‏ ‏وتدوم‏ ‏حتى‏ ‏وفاة الرئيس‏، ‏وعندما‏ ‏طلبه‏ ‏السادات‏ ‏ليكلفه‏ ‏بمهام‏ ‏وزارة‏ ‏من‏ ‏الوزارات‏ ‏اعتذر‏ ‏قائلاً:‏ "أنا‏ ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏إدارة‏ ‏أصغر‏ ‏مؤسسة‏ ‏وهي‏ ‏زواجي‏، ‏فقد‏ ‏كنت‏ ‏مطلقًا‏ ‏لمرتين‏، فأنا‏ ‏أرفض‏ ‏السلطة‏ ‏بكل‏ ‏أشكالها". • اشتهر بهجومه المتواصل على الصهيونية، ورأيه بأن اليهود وراء هذه الشبكة الأخطبوطية للفساد والإفساد في العالم كله، مما تسبب في لزوم حارس‏ ‏بباب منزله ‏منذ‏ ‏سنوات‏،‏ ‏بتكليف‏ ‏من‏ ‏وزارة‏ ‏الداخلية،‏ ‏لحراسته بعد‏ ‏التهديدات‏ ‏التي‏ ‏تلقاها‏، أو لعزله عن الحياة العامة كما رأى البعض!. • نشر في مقالاته أفكارًا كثيرة كانت مثار جدل بين المثقفين، كدعوته إلى علم النفس القرآني، ويقصد به محاولة فهم النفس فهمًا جديدًا مؤسسًا على القرآن والسنة، وهي بمثابة محاولة للخروج بعلم نفس إسلامي جديد، ومثل تنبُئه بسقوط الحضارة الغربية وانهيار الرأسمالية وتوابعها دون أن يطلق المسلمون رصاصة واحدة، بسبب الترف والتخمة وعبادة الشهوات والغرق في الملذات، كحضارات كثيرة ذكرها لنا التاريخ. • وتأتي الأزمة الشهيرة المعروفة باسم "أزمة كتاب الشفاعة" والتي وقعت عام 2000م لتثير الكثير من الجدل حوله وحول أفكاره، وتتلخص فكرة الكتاب في أن الشفاعة التي سوف يشفع بها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأمته، لا يمكن أن تكون على الصورة التي نعتقدها نحن المسلمون، ويروِّج لها علماء وفقهاء الشريعة والحديث!! إذْ الشفاعة بهذه الصورة تمثل دعوة صريحة للتواكل الممقوت شرعًا، وتدفع المسلمين إلى الركون إلى وهم حصانة الشفاعة، التي ستتحقق لنا لمجرد الانتساب إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وعليه ظهر مصطفى محمود وكأنه منكر لوجود الشفاعة من أساسها!! وانفجرت الثورة في وجهه من جميع الاتجاهات، وكثرت الردود على كتابه، حتى تجاوزت (14) كتابًا أهمها كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس، وقد رد على إنكار الشفاعة ردًا مفحمًا وقاسيًا للغاية. وحاول مصطفى محمود الصمود والانتصار لفكره، خاصة أنه لم يكن يقصد إساءة للدين الذي قضى جل عمره حاملاً راية الدفاع عنه، ودافع عن تصرفه بحرية الفكر والرد والاعتراف بالخطأ، إلا أن هذه الأزمة مع كبر سنه وضعف صحته أدت إلى اعتزاله الحياة الاجتماعية، فامتنع عن الكتابة إلا من مقالات بسيطة في مجلة الشباب، وجريدة الأخبار. ثم أصيب عام 2003 بجلطة في المخ أثرت على الحركة والكلام، ولكن مع العلاج تحسنت حالته الصحية، واستعاد القدرة على الحركة والنطق مرة أخرى، واستمر في عزلته مع رفيقه الوحيد: الكتاب. وفي أحد حواراته اعتبر ‏حياته‏ ‏هجرة‏ ‏مستمرة‏ ‏نحو‏ ‏إدراك‏ ‏الحياة‏ ‏والبحث‏ ‏عن‏ ‏الحقيقة‏، ‏وكل‏ ‏كتاب‏ ‏قام‏ ‏بتأليفه‏ ‏هو‏ ‏محطة‏ ‏على‏ ‏طريق‏ ‏هذا‏ ‏السفر‏ ‏الطويل‏، ‏وعلى الرغم من‏ ‏ذلك‏ ‏فهو‏ ‏-‏‏على‏ ‏حد‏ ‏تعبيره‏‏-‏ ‏مازال‏ ‏في‏ ‏بداية‏ ‏الطريق‏، ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏كتبه‏ ‏يعد في‏ ‏نظره‏ ‏بعيدا‏ ‏جدًا‏ ‏عن‏ ‏أحلامه‏، ‏وبالتالي‏ ‏ابتعاده‏ ‏عن‏ ‏الحياة‏ ‏الاجتماعية‏ ‏لا‏ ‏يعني‏ ‏أنه‏ ‏أنجز‏ ‏المهمة‏، ‏ولكنه‏ ‏يعترف‏ ‏بالضعف‏ ‏البشري. كان مصطفى محمود ‏يحتفظ‏ ‏لنفسه‏ ‏بجدول‏ ‏صارم‏ ‏في‏ ‏حياته‏، قائم على الزهد في الحياة والتأمل فيها، ‏وهو‏ ‏دائمًا‏ ‏يقرأ‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏سواء‏ ‏أكان تفسيرا‏ ‏أم‏ ‏نقدا‏ ‏ولا‏ ‏يلفت‏ ‏نظره‏ ‏اسم‏ الكاتب‏ ‏فالمهم‏ ‏عنده‏ ‏موضوع‏ ‏الكتاب‏، ‏حياته‏ ‏كلها‏ ‏كانت‏ ‏قراءة‏ ‏لدرجة‏ أن ابنته "أمل" تقول إنهم كانوا يظنون أنه‏ ‏غير ‏موجود‏ ‏في‏ ‏المنزل‏ ‏بسبب‏ ‏اعتكافه‏ ‏على‏ ‏الكتب ‏بالساعات‏،‏ وازداد حبه للقراءة ‏بعدما‏ ‏اعتزل‏ ‏التأليف‏ ‏بكل‏ ‏أنواعه‏‏، ‏وكان لا يشاهد ‏التليفزيون‏ ‏إلا‏ ‏لمتابعة‏ ‏الأخبار،‏ ‏وأصبحت‏ ‏عبارة‏ "شيء‏ ‏مؤسف" ‏تعليقه‏ ‏الوحيد‏ ‏على‏ ‏معظم‏‏ ما‏ ‏يراه‏، وكان ميّالا إلى العزلة ويعترف بأنه ‏فقد‏ ‏ملكة‏ ‏الابتكار.‏


    خادم كلمة التوحيد

    في ‏‏عام‏ 1979 ‏بنى مسجده الشهير ‏مسجد‏ ‏مصطفى‏ ‏محمود‏ ‏في منطقة المهندسين بالقاهرة، و‏يضم‏ 3 ‏مراكز‏ ‏طبية‏ ‏ومستشفى تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية الجيدة،‏ ‏وشكل‏ ‏قوافل‏ ‏للرحمة‏ ‏من‏ 16 ‏طبيبًا‏، ‏وبالمركز‏ 4 ‏مراصد‏ ‏فلكية‏، ‏ومتحف‏ ‏للجيولوجيا‏، ‏ويضم‏ ‏أساتذةً‏ ‏يعطون‏ ‏دروسًا‏ ‏في‏الفلك‏، ‏الأساس‏ ‏فيها‏ ‏النظر‏ ‏والتفكر‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏كجزء‏ ‏من‏ ‏العبادة‏. ‏ويضم‏ ‏المتحف‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الصخور‏ ‏الجرانيتية،‏ ‏والفراشات‏ ‏المحنطة‏ ‏بأشكالها‏ ‏المتنوعة‏ ‏وبعض‏الكائنات‏ ‏البحرية‏. ‏وقد‏ ‏كتب‏ ‏الدكتور‏ ‏مصطفى‏ ‏محمود‏ ‏بعد‏ ‏فشل‏ ‏زواجه‏ ‏الثاني‏ ‏مقالا‏ ‏شهيرا‏ ‏يستشهد‏ ‏هو‏ ‏به‏ ‏دائما‏ ‏يلخص‏ ‏فيه‏ ‏رؤيته‏ ‏للحياة‏ ‏يقول‏: ”قررت‏ ‏بعد‏ ‏الفشل‏ ‏الثاني‏ ‏أن‏ ‏أعطي‏ ‏نفسي‏ ‏لرسالتي‏ ‏وهدفي‏ ‏كداعية‏ ‏إسلامي‏ ‏ومؤلف‏ ‏وكاتب‏ ‏وأديب‏ ‏ومفكر‏. ‏وقد‏ ‏اقتنعت‏ ‏تماما‏ ‏بأن‏ ‏هذا‏ ‏قدري‏، ‏ورضيت‏ ‏به‏. ‏ومنذ‏ ‏هذا‏ ‏الحين‏ ‏وأنا‏ ‏أعيش‏ ‏في‏ ‏جناح‏ ‏صغير‏ ‏بمسجدي‏ ‏بالمركز‏ ‏الإسلامي‏. ‏أغرق‏ ‏وحدتي‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏وتعودت‏ ‏أن‏ ‏أعطي‏ ‏ظهري‏ ‏لكل‏ ‏حقد‏ ‏أو حسد‏ ‏ولا‏ ‏أضيع‏ ‏وقتي‏ ‏في‏ ‏الاشتباك‏ ‏مع‏ ‏هذه‏ ‏الأشياء‏ ‏وأفضل‏ ‏أن‏ ‏أتجنبها‏ ‏وأتجنب‏ ‏أصحابها‏ ‏حتى‏ ‏لا‏ ‏أبدد‏ ‏طاقتي‏ ‏في‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏جدوى‏ ‏وراءه‏.. ‏انتصاراتي‏ ‏على‏ ‏نفسي‏ ‏هي‏ ‏أهم‏ ‏انتصارات‏ ‏في‏ ‏حياتي‏.. ‏وكانت‏ ‏دائما‏ ‏بفضل‏ ‏الله‏ ‏وبالقوة‏ ‏التي‏ ‏أمدني‏ ‏بها‏ ‏وبالبصيرة‏ ‏والنور‏ ‏الذي‏ ‏نور‏ ‏به‏ ‏طريقي“. وبعد رحلة العمر استطاع مصطفى محمود تحديد هويته أخيرًا، إذ يقول: ”.. ‏ولو‏ ‏سئلت‏ ‏بعد‏ ‏هذا‏ ‏المشوار‏ ‏الطويل‏ ‏من‏ ‏أكون؟‏! ‏هل‏ ‏أنا‏ ‏الأديب‏ ‏القصاص‏ ‏أو‏ ‏المسرحي‏ ‏أو‏الفنان‏ ‏أو‏ ‏الطبيب؟‏ ‏لقلت‏: ‏كل‏ ‏ما أريده‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏مجرد‏ ‏خادم‏ ‏لكلمة‏ ‏لا‏ ‏إله‏ ‏إلا‏ ‏الله‏، ‏وأن‏ ‏أكون‏ ‏بحياتي‏ ‏وبعلمي‏ ‏دالا‏ًً ‏على‏ ‏الخير“. صحافي مصري. صحفية مصرية.

    المصدر..مجلة الشباب عدد352 بتاريخ 1/ 11 / 2006 انتصار سليمان-مصطفى سليمان

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اين اختفى الدكتور مصطفى محمود


    كشفت كاتبة
    \مصرية معروفة ترتبط بصداقة قديمة مع المفكر الاسلامي د. مصطفى محمود الكثير من الأسرار حول حالته الصحية الحالية والعزلة التي يعيشها في شقته بأحد أحياء القاهرة الراقية، والتعتيم الاعلامي الذي غيبه تماما عن دائرة الضوء، حتى أن الكثيرين الذين كانوا يتابعون برنامجه التليفزيوني الشهير "العلم والايمان" يظنون أنه رحل عن الدنيا منذ سنوات.


    وقالت د.لوتس عبدالكريم ناشرة مجلة "الشموع" الثقافية لـ"العربية.نت" إن حالة د. مصطفى متدهورة جدا من آثار نزيف قديم في المخ، ومنذ عام يعاني فقدان الذاكرة حتى أنه يتذكرها بصعوبة بالغة رغم صداقتهما التي استمرت عقودا.
    وأضافت أنه يعيش وحيدا في شقته، تعاوده ابنته "أمل" التي تقيم في نفس البناية لتوفر له متطلباته، ولا يستطيع الخروج حاليا حتى إلى جامع محمود الشهير ومشفاه الخيري اللذين أسسهما في شارع جامعة الدول العربية بضاحية المهندسين ويقعان على بعد أمتار قليلة من مسكنه.



    لا يسأل عنه أحد

    وانتقدت بشدة وسائل الاعلام التي أدارت له ظهرها ولا تسأل عن أحواله مع أنه كان يشغل بقعة ضوء كبيرة طوال عشرات السنين، من خلال كتبه الكثيرة ، وبرنامجه ذائع الصيت "العلم والايمان" الذي كانت تذيعه عدة محطات تليفزيونية عربية بالاضافة إلى التليفزيون المصري، متمتعا بأكبر نسبة مشاهدة في الثمانينات من القرن الماضي.
    وكانت د.لوتس عبدالكريم قد تساءلت في مقال بالعدد الأخير من مجلة "الشموع" الفصلية التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد الشهاوي عن سر اختفاء د. مصطفى محمود، مستنكرة أن يكون هذا السؤال لم يخطر ببال أحد من رجال العلم وعلماء الدين أو من الصحافيين والاعلاميين، مع أنه حتى سنوات قليلة مضت كان يملأ الدنيا ضجيجا بمقالاته وانتاجة الأدبي والفلسفي والعلمي.
    وتحدثت لـ"العربية.نت" عن مفاجأة قالت إنه أخبرها بها شخصيا ويرى أنها سبب ما يعانيه من أمراض، وهو أنه كان على علاقة بالجن، وأقام صداقة معهم، يستدعيهم فيأتون إليه ويحتضنونه.
    وأوضحت أنه لم يفقد وعيه لكنه لم يعد يتعرف كثيرا على أصدقائه " أكلمه فيرد "وحشتيني" لكن ابنته تقول لي إنه لا يتذكرني، وأن هذه الكلمة يقول لكل من يزوره".
    وتابعت: أظل اذكره طويلا باسمي، وأحيانا بأحداث مشتركة لنا مع الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب أو الكاتبين الراحلين احسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين، فيبدأ يتعرف علي بالتدريج.



    في طريقه إلى الغيبوبة

    وعلقت: الواضح الآن أنه في طريقه إلى الغيبوبة، وهذه الحالة يعانيها منذ سنة تقريبا، قبل ذلك كان يتحدث معي بشكل طبيعي، لكنه لم يكن يخرج أو يقابل الناس. أجريت له ثلاث عمليات جراحية في المخ بعد أن تعرض لنزيف بين الجمجمة والجزء الخارجي.
    وتستطرد لوتس عبدالكريم: كان يحمد الله أن النزيف لم يتجاوز هذه المنطقة فلم يؤثر عليه في البداية، أجرى له تلاميذه في مصر العملية الأولى وانقذوه منه هذا النزيف الذي عاد ثانية فسافر الى السعودية ليخضع لعملية ثانية، ثم عملية ثالثة في لندن.
    وتضيف: أعرف مصطفى محمود منذ سنوات طويلة جدا، من أيام شبابه عندما مر بمرحلة الشك والالحاد ثم الدخول في الايمان، وأيامها كان يكتب مقالا منتظما في مجلة "صباح الخير" المصرية.



    عاش طويلا في "التابوت"

    وتذكر لوتس أنه يقيم معظم الوقت في غرفة فوق جامع "محمود" يسميها "التابوت" فقد كان الموت في مخيلته دائما، وبعد أن ساءت حالته كثيرا انتقل إلى شقته الحالية الواقعة في بناية أمام الجامع، وتقيم طليقته في نفس البناية مع ابنتهما "أمل" وهي أيضا أم ولده أدهم المشرف على الجامع.
    تضيف: تتردد الابنة عليه باستمرار لتوفر له مستلزماته، فهو لا يحب أن يقيم معه أحد. "أمل" هي الوحيدة التي يراها الآن من عالمه الخارجي بعد أن توقف تماما عن استقبال الزوار.
    وتوضح أنه كان قد تزوج من امرأة أخرى تدعى "زينب حمدي" ولم يدم الزواج سوى ثلاث أو أربع سنوات، فقد كان يصف نفسه بأنه انسان لا يحتمل، طباعه كانت صعبة ومن يعاشره لابد أن يفهمه جيدا، فهو مفكر وفيلسوف وفنان، وبالتالي فلحياته أطوار غريبة من الانطواء والعزوف والثورة أحيانا ويحتاج إلى معاملة خاصة، ولذلك لم تستمر حياته الزوجية.



    صداقته واستعانته بالجن


    وقالت إنه تعرض أيضا لعمليات جراحية في المعدة والأمعاء، مشيرة إلى أن المرض الذي يعانيه في المخ ليس خبيثا. كما كشفت عن أسرار علاقته بالجن التي سمعتها منه، وأنه لم يكن يرى شيئا يعيبه في ذلك لأن القرآن الكريم تحدث عنهم، وهم كائنات مثلنا، وأن هذه العلاقة تحققت بسبب فضوله وحبه لاستطلاع الغيبيات.
    وأضافت: حسب كلامه أقام اتصالات معهم، وأن صداقته للجن في فترة من حياته، كانت سببا فيما بعد في الأمراض التي عانى منها حيث أجرى عمليات مختلفة فى جميع أجهزة جسمه العليل دائماً، وأن الجن عندما كانوا يقتربون منه أو يحتضونه يسببون له آلاما انعكست على صحته.
    وتوضح لوتس: اخبرني بأنه كان يستعين بهم فى قضاء حاجات أصدقائه من أصحاب المشكلات، ووصف لي كيف كان الجان حين يستدعيه يأتى إليه مسرعاً فيبدو الممر المفضى إلى غرفته مشتعلا بالنيران، وحين يدخل إليه يحتضنه بشدة فيغمى عليه فترة غير قصيرة. فى البداية كان الألم هائلاً، ثم اعتاده فلم يعد يعانى من شيء لأن الجان أصبح صديقه يفضى إليه بكل ما يريد ويحقق له ولأصحابه المعجزات.
    تقول إنه كانت تدهش من هذا الكلام فيرد عليها "بأن الله ذكر الجان فى القرآن وهم مخلوقات مثلنا، وأنه فعل ذلك مدفوعا بحب الاستطلاع فى مرحلته بين الشك واليقين وأنه نجم عن لقاءاته المتعددة بالجان ما اعتراه من أمراض عديدة تعب فى علاجها بعد أن أقلع عما كان يفعل".



    اشاعة اعتناقه المسيحية


    وتكذب تماما اشاعة كانت قد انتشرت عنه قبل عدة سنوات بأنه اعتنق الديانة "المسيحية" قائلة: أنا لم اسمع بهذه الاشاعة الكاذبة، لكن هذا لا يمكن أبدا فهو مسلم ملتزم متمسك باسلامه ومؤدٍ فرائضه، ورغم مرضه وما يعانيه من آلام الجسد لم يتوقف عن أداء تلك الفروض، وعن التوجه المستمر بالدعاء الى الله سبحانه وتعالي، وسماع القرآن الكريم.
    وعن حالته المادية تقول إنها "ميسورة، علما بأن متطلباته بسيطة فهو لا يأكل سوى الجبن الأبيض والخبز، ولا يبالغ في شراء الملابس، وهناك عائد من المستشفى يصرف في الصدقات والزكاة، إضافة إلى أن أجور العلاج ليست كبيرة لأنه يستهدف الفقراء ومحدودي الدخل".



    98 كتابا مثيرة للجدل

    وفي الشأن نفسه تحدثت د.لوتس عبدالكريم في مقالها بمجلة "الشموع" عن كتبه الكثيرة المثيرة للجدل ومنها (محاولة لفهم عصري للقرآن) الذى أثار ضجة إعلامية كبيرة عند صدوره وحاوره فيه كبار علماء الدين، وبعض كتبه الأخرى مثل : الله والإنسان، الله، رأيت الله، من أسرار القرآن، الطريق إلى الكعبة، القرآن كائن حي، الإسلام ما هو؟، التوراة، محمد، لغز الموت، لغز الحياة.
    وأحصت كتبه بـ(98) كتاباً فى شتى المجالات الروحية والدنيوية، مشيرة إلى ما تميز به من أسلوب عذب جميل في الدعوة، وقدرته على التقريب من الدين بأرق المحاولات وأرقى الكلمات، يقود إلى الايمان به من خلال العلم والمنطق وفك رموز ما غمض على الآخرين فهمه.
    وعن عمله كطبيب قالت إن طبه كان مدخله العلمى والتشريحى إلى المشكلات الاجتماعية وإلى النفس الإنسانية والشخصيات التى يكتب عنها. وتقول إنه كان ناسكا زاهدا في كل متع الحياة، معتكفا في غرفة بسيطة صغيرة فى أعلى المسجد الذى شيده، جالسته فيها على مدى عشرين عاماً أغترف من فكره وعلمه وفلسفته وأتذوق متعاً لا يدركها البسطاء. الآن اختفى د. مصطفى محمود من كاميرات الإعلام ووسائل النشر ومن اهتمامات الكُتاب والصحافة والأصدقاء.



    فقد الذاكرة ولا يذكر أحدا

    وتضيف: لم يعد يذكره أحد لأنه أيضاً فقد الذاكرة ولم يعد يذكر أحداً. متساءلة: هل بالضرورة يجب أن يأتى الموت ليذكرنا بقيمة أحبائنا؟.. لقد اختفى لأنه اختار الموت فى الحياة. توارى عن الأنظار، لأن ذهنه الجبار رفض استيعاب ما يحدث بالساحة من نفاق ومهازل وسخافات.
    اعتنق د.مصطفى محمود الماركسية فى شبابه وكتب (الله والإنسان) ، أى الإنسان الذى اختار الشك والإلحاد طريقا، ثم كتب (الماركسية والإسلام) لكنه لم يستطع نشره فى عصر عبد الناصر، وفى الوقت ذاته كتب (الشيطان يحكم) ، ثم (الشيطان يسكن فى بيتنا) و(الطوفان).
    وتقول لوتس: كان مصطفى محمود يكره عبد الناصر، ويحب السادات ويسميه (صديقى..) وجرت بينهما لقاءات عديدة . تتحدث عن علاقتها الشخصية به فتقول: كنت أعتبره صديقى وطبيبى النفسى لكثرة ما كتب عن النفس.



    هو واحسان عبدالقدوس

    تستطرد لوتس: فى أخريات أيام الصديق العزيز والكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، فى الأسبوع الأخير من حياته بالتحديد، وكان يعانى من اضطراب فى المخ عقبه نزيف إثر جرح قديم غائر فى رأسه، وقد عاد من علاجه بأمريكا دون أن يتحسن. قال لى : "أريدك أن تأخذينى إلى مصطفى محمود أشوف الرجل ده عمل معجزات فى حياته بالتغلب على كل مشكلاته إزاي .. ده أصابته أمراض كثيرة وخطيرة تغلب عليها، وساءت علاقته بزوجته إلى حد العذاب لكنه نجح فى النهاية فى بلوغ الهدوء النفسى والراحة وانتصر على كل آلامه وشفى.. أود معرفة أسراره".
    تستطرد: ذهبنا وكان إحسان يكاد يسير على قدميه ويبدو بوجهه الشلل يؤثر على نطقه ونظراته.. استقبلنا د.مصطفى محمود ببشاشة ورحب بصديقه إحسان وحادثه كثيراً.. بعد أسبوع توفى إحسان.. وكان عيد ميلاد د.مصطفى محمود يوم وفاته واحتفل به.
    تواصل لوتس: قال لى يومها ما تألمت لسماعه : "إحسان استعمل مخه فى أشياء كثيرة تبعده عن الله ولم يُصل ويقترب من الله إلا بعد أن مرض، وما من مفكر استعمل مخه كأداة ضد الخالق إلا أصابه الله فيه". وهنا تستدرك بحزن: ها هو مصطفى محمود يرقد مصاباً فى مخه الذى امتلأ طيلة حياته بالتفكير فى الخالق وعبادته.
    وتذكر أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان يبكى بين يديه فى أمسيات كثيرة معترفا بذنوبه ويسأله النصيحة ليغفر الله له، فكان يقول له إن كل ذنب ارتكبه رده الله إليه مضاعفا بالعقاب.
    وتضيف: كانت الملكة فريدة ملكة مصر السابقة تتابع باهتمام بالغ برنامجه التليفزيونى (العلم والإيمان) وبعدها تتصل به تليفونيا لتستفسر منه عما غمض عليها فهمه أو عن حشرة غريبة أو حيوان أو قطعة من الخشب، وكانت تلجأ إليه فى أيامها الأخيرة لتسأله شرحاً لبعض ما ورد بالقرآن الكريم، وذات يوم استيقظت صباحا مذعورة تقول لى إنها وجدت خاتمها مكسورا وكان عليه صورة الملك فاروق ولم تكن تخلعه أبداً من أصبعها، وطلبت منى الاتصال بالدكتور مصطفى لسؤاله إذا كان هذا من تأثير السحر، فأجابها ضاحكاً بأن الكسر ليس بسبب السحر وأن من الخير لها أن تخلعه وتتبرع به ولم تقبل.



    ومن أهم كتبه

    الإسلام في خندق(أخبار اليوم)
    زيارة للجنة و النار (أخبار اليوم)
    عظماء الدنيا و عظماء الآخرة(أخبار اليوم)
    علم نفس قرآني جديد(أخبار اليوم)
    الإسلام السياسي و المعركة القادمة(أخبار اليوم)
    المؤامرة الكبرى(أخبار اليوم)
    عالم الأسرار(أخبار اليوم)
    على حافة الانتحار(أخبار اليوم)
    الله و الإنسان(دار المعارف)
    أكل العيش(دار المعارف) قصص
    عنبر 7(دار المعارف) قصص
    شلة الأنس(دار المعارف) قصص
    رائحة الدم(دار المعارف) قصص
    إبليس(دار المعارف)
    لغز الموت(دار المعارف)
    لغز الحياة(دار المعارف)
    الأحلام(دار المعارف)
    أينشتين و النسبية(دار المعارف)
    في الحب و الحياة(دار المعارف)
    يوميات نص الليل(دار المعارف)
    المستحيل (دار المعارف)قصة
    الأفيون..(سيناريو)(دار المعارف)
    العنكبوت(دار المعارف)
    الخروج من التابوت(دار المعارف)
    رجل تحت الصفر (دار المعارف)قصة
    الإسكندر الأكبر(دار المعارف)
    الزلزال(دار المعارف)
    الإنسان و الظل(دار المعارف)
    غوما(دار المعارف)
    الشيطان يسكن في بيتنا(دار المعارف)
    الغابة(دار المعارف)
    مغامرات في الصحراء (دار المعارف)
    المدينة (أو حكاية مسافر)(دار المعارف)
    اعترفوا لي(دار المعارف)
    55 مشكلة حب(دار المعارف)
    اعترافات عشاق(دار المعارف)
    القرآن محاولة لفهم عصري(دار المعارف)
    رحلتي من الشك إلى الإيمان(دار المعارف)
    الطريق إلى الكعبة(دار المعارف)
    الله(دار المعارف)
    التوراة(دار المعارف)
    الشيطان يحكم(دار المعارف)
    رأيت الله(دار المعارف)
    الروح و الجسد(دار المعارف)
    حوار مع صديقي الملحد (دار المعارف)
    محمد(دار المعارف)
    السر الأعظم(دار المعارف)
    الطوفان(دار المعارف)
    الأفيون..(رواية)(دار المعارف)
    الوجود و العدم(دار المعارف)
    من أسرار القرآن(دار المعارف)
    لماذا رفضت الماركسية (دار المعارف)
    نقطة الغليان(دار المعارف)
    عصر القرود(دار المعارف)
    القرآن كائن حي(دار المعارف)
    أكذوبة اليسار الإسلامي (دار المعارف)
    نار تحت الرماد(دار المعارف)
    أناشيد الإثم و البراءة(دار المعارف)
    جهنم الصغرى(دار المعارف)
    من أمريكا إلى الشاطئ الآخر(دار المعارف)
    أيها السادة اخلعوا الأقنعة(دار المعارف)
    الإسلام..ما هو؟(دار المعارف)
    هل هو عصر الجنون؟ (دار المعارف).
    و بدأ العد التنازلي(دار المعارف).
    حقيقة البهائية(دار المعارف).
    السؤال الحائر(دار المعارف).
    سقوط اليسار(دار المعارف).
    قراءة للمستقبل(أخبار اليوم).
    ألعاب السيرك السياسي (أخبار اليوم).
    على خط النار(دار المعارف).
    كلمة السر(أخبار اليوم).
    الشفاعة(أخبار اليوم).
    الطريق إلى جهنم (أخبار اليوم).
    الذين ضحكوا حتى البكاء (أخبار اليوم).
    حياتي و فكري .. آرائي و مواقفي(دار المعارف).
    المسيخ الدجال(دار المعارف).
    سواح في دنيا الله (أخبار اليوم).
    إسرائيل البداية والنهاية(أخبار اليوم).
    ماذا وراء بوابة الموت (أخبار اليوم).
    الغد المشتعل(أخبار اليوم).
    فيديو حلقات الدكتورمصطفى محمود

  11. #51
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    بطرس بطرس غالي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أصبح الدكتور بطرس بطرس غالي سادس أمين عام للأمم المتحدة في أول كانون الثاني/يناير 1992 حين تولي مهامه لفترة خمس سنوات. وعندما عينته الجمعية العامة لهذا المنصب في 3 كانون الأول/ديسمبر 1991، كان الدكتور بطرس غالى يتبوأ منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ أيار/مايو 1991، وكان وزيرا للدولة للشؤون الخارجية من تشرين الأول/أكتوبر 1977 وحتى 1991.

    وقد غدا الدكتور بطرس بطرس غالي عضوا في البرلمان المصري في عام 1987 وعضوا في أمانة الحزب الوطني الديمقراطي في عام 1980. كما كان نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية إلى أن تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

    الوظائف السابقة

    الدكتور بطرس بطرس غالى على صلة وثيقة منذ زمن طويل بالشؤون الدولية بوصفه دبلوماسيا وخبيرا في القانون وعالما وكاتبا نشرت مؤلفاته على نطاق واسع. وكان عضوا في لجنة القانون الدولي من عام 1979 إلى عام 1991. وهو عضو سابق في لجنة الحقوقيين الدولية، ولديه صلات مهنية وأكاديمية عديدة ترتبط بخلفيته في مجال القانون والشؤون الدولية والعلوم السياسية، ومنها عضويته في معهد القانون الدولي، والمعهد الدولي لحقوق الإنسان، والجمعية الإفريقية للدراسات السياسية، وأكاديمية العلوم الأدبية والسياسية (الأكاديمية الفرنسية، باريس).

    وقد شارك الدكتور بطرس بطرس غالى على مدى أربعة عقود، في اجتماعات عديدة تتناول القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإنهاء الاستعمار، وقضية الشرق الأوسط، والقانون الإنساني الدولي، وحقوق الأقليات الإثنية والأقليات الأخرى، وعدم الانحياز، والتنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتعاون الإفريقي العربي.

    وفي أيلول/سبتمبر من عام 1978، حضر الدكتور بطرس بطرس غالى مؤتمر القمة في كامب ديفيد وكان له دور في المفاوضات المتعلقة باتفاقات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل التي وقعت في عام 1979. وترأس وفودا عدة من بلده لحضور اجتماعات منظمة الوحدة الإفريقية وحركة بلدان عدم الانحياز وكذلك مؤتمر القمة لرؤساء الدول الإفريقية وفرنسا، كما ترأس الوفد المصري إلى دورات الجمعية العامة في عام 1979 و1982 و1990.

    وقد حصل الدكتور بطرس بطرس غالى على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس في عام 1949، وكانت أطروحته عن دراسة المنظمات الإقليمية. وهو حاصل أيضا على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1946. وعلى دبلوم في كل من العلوم السياسية والاقتصاد والقانون العام من جامعة باريس.

    وفي الفترة من عام 1949 إلى عام 1977، كان الدكتور بطرس بطرس غالى أستاذا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة. ومن عام 1974 إلى عام 1977 كان عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي العربي.

    ومن بين أنشطته المهنية والأكاديمية الأخرى، كان الدكتور بطرس بطرس غالى عالما بحاثة بمنحة من فولبرايت بجامعة كولومبيا (1954-1955) ومديرا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي (1963-1964)؛ وأستاذا زائرا بكلية الحقوق في جامعة باريس (1967-1968). وقد ألقى محاضرات في القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعات في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية.

    وكان الدكتور بطرس بطرس غالي رئيسا للجمعية المصرية للقانون الدولي منذ عام 1965، ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية (الأهرام) منذ عام 1975، وعضو مجلس الأمناء الإداري لأكاديمية لاهاي للقانون الدولي منذ عام 1978، وعضو اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام (مونتون، فرنسا) منذ عام 1978، وعضوا مشاركا في معهد الشؤون الدولية (روما) منذ عام 1979. وكان عضوا في اللجنة المعنية بتطبيق اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية من عام 1971 حتى عام 1979. وقد أسس الدكتور بطرس بطرس غالى أيضا مجلة "الأهرام الاقتصادي" التي تولى تحريرها في الفترة من 1960 إلى 1975، ومجلة "السياسة الدولية" الفصلية التي تولى تحريرها لغاية كانون الأول/ديسمبر 1991.

    وتتناول المنشورات والمقالات العديدة التي يتجاوز عددها المائة والتي كتبها الدكتور بطرس بطرس غالى مسائل الشؤون الإقليمية والدولية، والقانون والدبلوماسية، وعلم السياسة.

    وخلال حياته العملية، حصل الدكتور بطرس بطرس غالى على جوائز وأوسمة من 24 بلدا، تشمل إلى جانب مصر، بلجيكا وإيطاليا وكولومبيا وغواتيمالا وفرنسا وإكوادور والأرجنتين ونيبال ولكسمبرغ والبرتغال والنيجر ومالي والمكسيك واليونان وشيلي وبروني دار السلام وألمانيا وبيرو وكوت ديفوار والدانمرك وجمهورية إفريقيا الوسطى والسويد وجمهورية كوريا. وقد قلد أيضا وسام فرسان مالطة.

    وقد ولد الدكتور بطرس غالى في القاهرة في 14 تشرين الثاني/يناير 1992. الديانه قبطي وهو متزوج من السيدة ليا ماريا بطرس غالى.

    بطرس غالى أمينا عاما للأمم المتحدة

    تولى الدكتور ببطرس بطرس غالى مسؤولياته أمينا عاما في أول كانون الثاني/يناير 1992. وقد وضع الأمين العام نصب عينيه أولوية تعزيز منظمة الأمم المتحدة. وتمكينها من اغتنام الفرص المتاحة في أعقاب الحرب الباردة وتحقيق غايات الميثاق وأهداف السلم والتنمية والديمقراطية.

    وفي 31 كانون الثاني/يناير 1992، دعي الأمين العام في أول جلسة لمجلس الأمن تعقد في تاريخه على مستوى رؤساء الدول والحكومات إلى إعداد تحليل وتوصيات بشأن طرائق تعزيز قدرة الأمم المتحدة في ميادين الدبلوماسية الوقائية وصنع السلم وحفظ السلم، وقد أضفى الأمين العام على أبعاد السلام هذه مفهوم آخر هو مفهوم بناء السلام بعد انتهاء الصراع وقد نشر تقريره المعنون "خطة للسلام" في 17 حزيران/يونيه 1992.

    وتحدد "خطة للسلام" دور الأمم المتحدة ووظائفها في حقبة جديدة شهدت إنشاء عدة عمليات لحفظ السلم وبعثات للمراقبة خاضعة لسلطة مجلس الأمن وقيادة الأمين العام. وقد كان التقرير الذي ترجم إلى ما لا يقل عن 29 لغة. ولا يزال، محور مناقشات واسعة النطاق.

    وفي 3 كانون الثاني/يناير 1995، أصدر الأمين العام ملحقا لـ "خطة للسلام" بوصفه بيان موقف. ويبرز البيان، بعض المجالات التي نشأت فيها صعوبات غير متوقعة ، فيما يتعلق بعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلم. ويستعرض الملحق الدروس المستفادة ويقدم مبادئ توجيهية لتحسين هذه العمليات في المستقبل.

    ومنذ انتهاء الحرب الباردة ، أنشأت الأمم المتحدة عمليات لحفظ السلم يفوق عددها ما كانت أنشأته في الأربعين سنة الماضية. وقد انطوى ذلك على نشر نحو 70 ألف من الجنود والمراقبين العسكريين والشرطة المدنية، إضافة إلى موظفين مدنيين. وتشمل هذه العمليات بصورة خاصة بعثة الأمم المتحدة الثالثة للتحقق في أنغولا وبعثة مراقبي الأمم المتحدة في السلفادور وسلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا، وعملية الأمم المتحدة في الصومال، وعملية الأمم المتحدة في موزامبيق وقوة الحماية التابعة للأمم المتحدة في يوغوسلافيا السابقة.

    وقد عين الأمين العام أيضا عددا من المبعوثين والممثلين الخاصين لإسداء المشورة إليه بشأن تهيئة الظروف المواتية لإنهاء أعمال العدوان، وتبديد مظاهر التوتر أو توطيد السلم في مختلف مناطق العالم. وتشمل أنشطة بناء السلم الهادفة إلى توفير أسس تحقيق سلام دائم، تدابير لزيادة الثقة، وإصلاح المؤسسات الديمقراطية وتعزيزها، وإدماج المحاربين القدامى في المجتمع المدني، وإعادة نسيج المجتمعات التي مزقتها الحرب بما يحول دون تكرار حدوث النزاعات.

    ومنذ العام الأول لتسلمه مهام منصبه. دأب الأمين العام على وضع رؤية منشطة وموسعة للتنمية. وقد عقدت سلسلة من المؤتمرات التاريخية، منها مؤتمر القمة المعني بالنهوض الاقتصادي بالمرأة الريفية الذي عقد في جنيف في شباط/فبراير 1992، ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية الذي عقد في ريو دي جانيرو في عام 1992، والمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان المعقود في فيينا في عام 1993. في أيار/مايو 1994، عقد في يوكوهاما مؤتمر الأمم المتحدة للحد من الكوارث الطبيعية. وفي أيلول/سبتمبر 1994 عقد في القاهرة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وسوف يعقد في كوبنهاغن في آذار/مارس 1995 مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية. وسيعقد المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة في بيجين، وسوف يعقد المؤتمر الثاني المعني بالمستوطنات البشرية "قمة المدن" في اسطنبول في عام 1996. ويرى الأمين العام في هذه السلسلة من المؤتمرات نسقا متصلا يوفر فرصا فريدة لرفع مستويات الوعي ووضع القواعد والمعايير. ففي المؤتمرات واجتماعات القمة المذكورة، تعمل الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية، وكذلك الأفراد المعنيون، جنبا إلى جنب من أجل صياغة التزام عالمي بجميع جوانب التنمية. وفي هذا العام حيث تحتفل الأمم المتحدة بالذكرى الخمسين لإنشائها ، يشكل الوعي للأهمية الحاسمة للتنمية جانبا هاما من جوانب عمل المنظمة.

    إن رؤية الأمين العام الخاصة للتنمية قد تحددت في أيار/مايو 1994، في تقرير قدم الى الجمعية العامة بعنوان "خطة للتنمية" ففي هذا التقرير، تناول الأمين العام السلم والاقتصاد والبيئة والمجتمع والديمقراطية بوصفها الدعامات الخمس التي تقوم عليها التنمية. كما فحص الأمين العام العوامل المتعددة التي تدخل في عملية التنمية. وعرض رؤيته للدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة في عالم يتسم بتركيبة متزايدة التعقيد, وقد أعلن أن الاحترام العالمي لحقوق الإنسان، وحماية هذه الحقوق هما جزء لا يتجزأ من التنمية، وحقوق الإنسان، بما فيها حقوق فئات مثل السكان الأصليين والنساء والأطفال والمعوقين، هي محور اهتمام الأمين العام. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1994، أصدر الأمين العام، استجابة لطلب الجمعية العامة، توصياته من أجل تنفيذ "خطة للتنمية".

    وخطتا السلم والتنمية مرتبطتان فيما بينهما ارتباطا لا انفصام فيه. وفي شباط/فبراير 1995، نشر الأمين العام في مجلدين متتامين، وكنصين متناظرين، الصيغةالمنقحة لـ "خطة للسلام"و "خطة للتنمية".

    وما فتئ الأمين العام يدعو إلى قيام الأمم المتحدة بدور داعم قوي في التحول الديمقراطي الذي أمسى الطابع الذي تتميز به فترة ما بعد الحرب الباردة. ولقد استجابت الأمم المتحدة إلى نداء زهاء 40 دولة لمساعدتها في تنظيم الانتخابات الديمقراطية والإشراف عليها. وإن وجود ما يزيد على 100 2 مراقب في انتخابات جنوب إفريقيا في نيسان/أبريل 1994 قد جعل هذه العملية أكبر عملية مساعدة انتخابية قامت بها الأمم المتحدة في تاريخها، وإذ أدركت الأمم المتحدة أن الديمقراطية أكبر بكثير من مجر عقد انتخابات حرة ونزيهة، قامت أيضا بوضع برامج مختلفة للتعاون في ميادين تطوير المؤسسات الديمقراطية، وسيدة القانون، والمشاركة العريضة لأفراد الشعب. زد على ذلك أن أفضل دعم للديمقراطية لا بد وأن يتمثل في إضفاء الديمقراطية على الحياة الدولية، الأمر الذي توخاه الأمين العام طوال فترة ولايته.

    بيد أن الأزمة المالية التي تعانيها المنظمة بسبب عدم سداد الأنصبة المقررة في الميزانية العادية وفي عمليات حفظ السلم في حينها وبالكامل تشكل خطرا على فعالية العمليات التي تقوم بها المنظمة. وقد كلف الأمين العام بإعداد عدد من الدراسات تهدف إلى ضمان أن تكون الأمم المتحدة قادرة على مواجهة تحديات الخمسين سنة القادمة.

    وقد أضطلع الأمين العام ببرنامج لإعادة التشكيل الهيكلي والإصلاح يهدف إلى تقليل عدد الوظائف الرفيعة المستوى في الأمانة العامة والأخذ باللامركزية في ميدان صنع القرارات والحد من التكاليف وأوجه القصور الإدارية. بيد أن قدرة الأمم المتحدة على التصدي للعمليات الواسعة الانتشار كانت ولا تزال موضع قلق بالغ من جانب الأمين العام.

    وقد سافر الأمين العام بطرس بطرس غالى إلى ما يزيد على خمسين بلدا ليمثل الأمم المتحدة وليعرض مساعيه الحميدة في تعزيز قضية السلام. وفي كانون الأول/ديسمبر 1992، كان أول إنسان غير كوري يعبر المنطقة المنزوعة السلاح من سيول الى بيونج يانج.

    الدرجات الفخرية، والجوائز، والعضويات
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كان دور الأمين العام في تعزيز أهداف السلم والتنمية والديمقراطية موضع اعتراف، وتمثل ذلك في الاعتراف في عدة درجات فخرية وجوائز منحت له.

    فقد منح دكتوراه في القانون من معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو (أيلول/سبتمبر) ودكتوراه فخرية من معهد الدراسات السياسية بباريس (كانون الثاني/يناير 1992) وجائزة كريستيان أ. هيرتر التذكارية المقدمة من مجلس الشؤون العالمية، ببوسطن (آذار،مارس 1993)؛ ودكتوراه فخرية من جامعة لوفين الكاثوليكية، ببلجيكا (نيسان/أبريل 1993)؛ وجائزة "رجل السلام" المقدمة من مؤسسة "المتآزرون من أجل السلام" التي يوجد مقرها بايطاليا (تموز/يوليه 1993)؛ ودرجة دكتوراه فخرية من جامعة لافال، بكيبيك (آب/أغسطس 1993)؛ وجائزة آرثر أ. هوتون الإبن المعروفة بجائزة "ستار كريستال للامتياز" والمقدمة من المعهد الإفريقي الأمريكي، بنيويورك (تشرين الثاني/نوفمبر 1993).

    وعلاوة على ذلك، منح عضوية فخرية في أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية، بموسكو (نيسان/أبريل 1994)، وعضوية أجنبية فخرية في أكاديمية العلوم الروسية، بموسكو (نيسان/أبريل 1994)؛ وعضوية أجنبية فخرية في أكاديمية العلوم البيلاروسية، بمينسك (نيسان/أبريل 1994)؛ ودكتوراه فخرية من جامعة كارلوس الثالث، بمدريد (نيسان/أبريل 1994)؛ وشهادة فخرية من كلية السلك الخارجي التابعة لجامعة جورج تاون، بواشنطن العاصمة (أيار/مايو 1994) ودكتوراه فخرية في القانون الدولي من جامعة مونكتون، في نيو برونزويك، بكندا (آب/أغسطس)؛ ودكتوراه فخرية من جامعة بخارست (تشرين الأول/أكتوبر 1994). ومن جامعة باكو (تشرين الأول/أكتوبر 1994). ومن جامعة يريفان (تشرين الثاني/نوفمبر 1994). ومن جامعة حيفا (شباط/فبراير 1995
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #52
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سكن حبك سكن
    تاريخ التسجيل
    06 2008
    المشاركات
    74

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    مشاء الله مشكووور على المعلومة الجميلة والرائعة كنت غافلن عنها

  13. #53
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    بينظير بوتو
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بينظير بوتوبينظير بوتو و تلفظ بنزير بوتو 21 يونيو 1953 - 27 ديسمبر 2007 كانت سياسية باكستانية وابنة السياسي و رئيس باكستان السابق ذو الفقار علي بوتو. من مواليد مدينة كراتشي. وهي أكبر أربعة أبناء لذو الفقار من زوجته الثانية نصرت إصفهاني (نصرت بوتو) الإيرانية من أصل كردي. وهي من المذهب الشيعي الإسماعيلي[بحاجة لمصدر].


    حياتها


    بعد إكمالها لدراستها في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة و جامعة أوكسفورد في بريطانيا ، عادت إلى باكستان بفترة قليلة قبل الإنقلاب على أبيها الذي قاده ضياء الحق. بعد اعتقالها و نفيها، عادت مجددا عام 1986 وقادت معارضة ضد الأحكام العرفية. المحللون السياسيون أن هناك أربع صفات تميز "بنظير بوتو" المولودة يوم (21/6/1953م) والمتوفاة اغتيالا يوم (27/12/2007م)، وهي صفات تعد مدخلا مهما لتناول شخصيتها المثيرة للجدل، فقد كانت واضحة في حياتها عموما، وانعكست على حياتها السياسية خصوصا، وهي صفات استولت عليها، وملأت حياتها، ويمكن رصدها على النحو الآتي: - كلما وصلت إلى نتائج إيجابية في مسيرتها السياسية وتمكنت من كسب موقف ما كانت تعتبر كل ذلك بفضل قيادتها وجهودها الفردية، وكلما منيت بفشل، أو بتعثر كانت تعتبر ذلك نتيجة تقصير الآخرين.

    - كانت دائما تسعى لأن تثبت استحقاقها لكل تكريم ومنصب من غير أن تعترف بأي مشاكل لديها، أو بنقص فيها، أو في صلاحيتها واستعدادها وأهليتها.

    - كانت تعتبر نفسها راعية للقانون والديمقراطية مع أنها كانت بعيدة كل البعد عن الالتزام بالقانون والديمقراطية داخل حزبها وحياتها السياسية، فإنها لم تكن ترضى بحال من الأحوال بإجراء انتخابات داخل الحزب، بل قد عينت رئيسة الحزب مدى الحياة، وكان هذا سببا في أزمة القيادة في حزب الشعب الباكستاني، وكانت تعرف بـ (الدكتاتورة المدنية).

    مثال ذلك ما قاله الصحفي الهندي المعروف (K.K Katyal) بأنه كان يجري مقابلة معها وفي هذه الأثناء دخل أحد كبار أعضاء حزب الشعب، فغضبت منه، وقالت له: "ألا تعرف أن القائد إذا كان يتحدث لا يجوز لأحد أن يتدخل في الحديث!".

    وقد ورثت هذه الصفة من تربية أبيها لها ومن سيرته، فدكتاتوريته كانت أشد أنواع الدكتاتوريات طوال تاريخ باكستان، وهو المدني الوحيد الذي تولى الحكومة العسكرية طوال تاريخ باكستان، فتعرضت أحزاب المعارضة لأشد أنواع التعذيب أثناء حكمه.

    - كانت تحب الحكم والسلطة إلى أبعد الحدود، فالسلطة هي محور حياتها التي دارت أحداثها حولها، وكانت ستفعل المستحيل لأجل الوصول إلى السلطة. و"بوتو" في ذلك ليست الحالة الوحيدة في العالم الإسلامي، وأمثال هؤلاء لا يهمهم شيء مثل أهمية الوصول إلى السلطة، يهون الكثير أمام هذا الهدف، فإذا اقتضى التدين تظاهروا بالتدين، وإذا اقتضى غير ذلك فعلوه.. تسود حياتهم البرجماتية بكل معنى الكلمة، لا توجد ثوابت في حياتهم، بل هي تابع للمصلحة عندهم، وبذا حياتهم ليست شرا محضا ولا خيرا محضا، بل تتغير حسب مقتضيات مصلحتهم وهدفهم الأساسي في الحياة. خلفية الأسرة السياسية نشأت "بنظير بوتو" في أسرة سياسية عريقة فكان جدها "السير شاهنواز بوتو" الذي يعتبر أحد الشخصيات السياسية المشهورة في الهند البريطاني، فقد تولى مناصب عالية جدا في الحكومة البريطانية، كان منها مساعدة الحاكم الإنجليزي للهند، ورئاسة وزراء إقليم (جوناغر) في الهند، وحصل على عدة ألقاب من الحكومة الاستعمارية البريطانية في الهند، منها (خان بهادر) و (السير)، وكان قد شكل حزبا سياسيا باسم (حزب الشعب السندي). ذو الفقار على بوتو أما "ذو الفقار علي بوتو" الذي كان يسمى بين أصدقائه بـ "ذو لفي" اختصارا لاسمه (والد بنظير بوتو) فقد مشى على خطى أبيه، فبعد ما تخرج في كلية (بركلي) المشهورة في كاليفورنيا، وجامعة أكسفورد الشهيرة رجع إلى كراتشي عام 1953م، وبدأ يشتغل في المحاماة والتدريس، لكنه كان يرى أن مستقبله مرتبط بالسياسة، وكانت الظروف مهيأة له كون قيادة باكستان حينذاك كانت بيد أصدقاء والده (إسكندر مرزا) و (حسين شهيد سهروردي)، فذهب إليهما وكان ذلك أول مشاركته في السياسة. فتولى في البداية وزارة المعادن، ثم وزارة شئون الأقليات، ثم وزارة التعمير الوطني، ثم وزارة شئون كشمير في حكومة (إسكندر مرزا) وبداية حكومة (المشير محمد أيوب خان)، ثم تولى وزارة الشئون الخارجية في حكومة (المشير محمد أيوب خان)، ثم استقال من وزارة الشئون الخارجية عام 1966م، وشكل حزب الشعب الباكستاني يوم 30 تشرين ثاني عام 1967م، وبذلك دخل السياسة الباكستانية من أوسع أبوابها، وحصل على الأغلبية في أول انتخابات أجريت في باكستان عام 1971م. وبعد أن أجريت الانتخابات للمرة الثانية في آذار عام 1977م حصل حزب الشعب فيها على الأغلبية وشكل الحكومة، وتولى "ذو الفقار علي بوتو" رئاستها، لكنه اتهم بالتزوير وأدى ذلك إلى انقلاب عسكري بقيادة الجنرال محمد ضياء الحق في 5 تموز عام 1977م. أما "بنظير بوتو" فقد نشأت أثناء هذه الأحداث الساخنة وفي هذه الأسرة السياسية العريقة، ومن هنا كانت ترى نفسها أحق الناس بالحكم والسلطة، وترى أنها ولدت لتحكم ولتقود. تحضير لتولية الحكمدراسة "بوتو" كانت تصب في سياق وصولها للحكم، فكانت دراستها الابتدائية والثانوية في مدينة كراتشي، وروالبندي، ومدينة مري، في مدارس تبشيرية، ومن ثم سافرت إلى أمريكا عام 1969م وبقيت في Radcliff college وجامعة هارفارد إلى عام 1973م، وحصلت على شهادة البكالوريوس، ثم انتقلت إلى بريطانيا ودرست القانون الدولي والدبلوماسية في جامعة أكسفورد الشهيرة من عام 1973م إلى عام 1977م
    وأثناء هذه السنوات نفسها درست في كلية (مارغريت هال) التابعة لجامعة أكسفورد فلسفة السياسة. تقول "بنظير" في حديث لها مع إذاعة بي بي سي (بالأردو) يوم 17 أيلول عام 2003م: "مع أنني كنت قد تلقيت التربية السياسية العملية على يد والدي لكنني أدركت مدى قوة الشعوب عندما ذهبت إلى مؤسسات تعليمية مثل (أكسفورد، وهارفارد)، لم أكن أعرف شيئا عن قوة الشعوب". وبذا كان سفرها إلى هذه المؤسسات التعليمية لتتعلم ما كانت تحتاج إليه في الوصول إلى هدفها، وما كان يسهل مهمتها في الوصول إلى الحكم والسلطة والاستمرار فيهما، ومن هنا كانت دراستها قاصرة على القانون الدولي، والسياسة، والدبلوماسية. وبالعودة إلى والد "بوتو" فسنجده سياسيا محنكا، وتعتبر حكومته - منذ نشأة باكستان - هي الحكومة المستقلة الوحيدة التي لم يكن الجيش يتحكم فيها، وقد رفع شعارا أسر به لب الطبقات الكادحة، وهو (توفير الخبز واللباس والمسكن) وصار بذلك بطلا شعبيا، ومن هنا لقب بـ (قائد الشعب). وهو من البداية سعى إلى تربية "بوتو" تربية سياسية إلى آخر لحظات حياته، وكان يعدها لتتولى قيادة حزب الشعب، وبالتالي لتتولى الحكم بعده، ومن مظاهر هذا الاهتمام الأمور التالية: أ – كان يأخذ "ذو الفقار علي" "بوتو" معه في كثير من المحادثات الرسمية الحساسة والخطيرة، فعلى سبيل المثال شاركت في المحادثات التي جرت بين "ذو الفقار" الرئيس الباكستاني حينذاك وبين "أنديرا غاندي" رئيسة وزراء الهند في عام 1972م في شملة ب - كلفها بأعمال خاصة في فترة حكمه عندما كانت تعود في الإجازة من لندن، فقد عينت في عام 1976م الموظف لأداء المهمات الخاصة في وزارة الخارجية الباكستانية، وكان الغرض من ذلك هو تدريب هذه "النحيلة" (لقب أطلقه عليها والدها). حضرها والدها ذو الفقار للوصول للسلطة ج – ولما أسقطت حكومة "ذو الفقار" بانقلاب عسكري وألقي في السجن، وكان يحاكم في قضية قتل بعض الشخصيات المهمة والذين قتلوا في فترة حكمه من قبل الحكومة كان يرسل إليها رسائل خاصة يوجهها فيها ويربيها عن طريقها، كما كتب في المعتقل كتابا سماه "إن قُتلتُ"، خاطب فيه ابنته خطابا خاصا يريد به تربيتها، ووصفها بأوصاف لم يصف بها أحدا من أولاده، وكان يعلق عليها آمالا كبيرة. وريثة الوالد بعد إعدامه حصل الانقلاب العسكري ضد حكومة "ذو الفقار" يوم 5 تموزعام 1977م بعد احتجاجات شديدة من قبل جميع أحزاب المعارضة، وقاد الانقلاب الجنرال "محمد ضياء الحق" الذي رقاه بوتو الأب من غير استحقاق ليتولى قيادة الجيش، وحوكم في قضية قتل الناشطين السياسيين الذين قتلوا في فترة حكمه، وكان منهم أحمد رضا قصوري (والد خورشيد محمود قصوري وزير خارجية مشرف في الحكومة الماضية) وصدر ضده الحكم بالإعدام، وأقرت المحكمة العليا الحكم، ونفذ فيه الحكم بالإعدام يوم 4 نيسان 1979م في سجن روالبندي (المدينة التي اغتيلت فيها بنظير بوتو).

    أما مواقف أسرة "بوتو" فكانت متباينة.. أراد "مير شاهنواز بوتو" و"مير مرتضى بوتو" ابنا "ذو الفقار" أن ينتقما لقتل والدهما بعمل مسلح، فأنشآ عصابة مسلحة سميت (الذو الفقار)، آوتها الحكومة الشيوعية في أفغانستان حينذاك، وساعدتها في أداء مهمتها لتقارب فكري بين الجهتين ولأن حكومة الجنرال "محمد ضياء الحق" كانت تساعد الأحزاب الجهادية في المقاومة ضد التواجد السوفيتي في أفغانستان إلى أن تمكنت تلك العصابة (بمساعدة بعض الجهات الأجنبية القريبة من ضياء الحق) من إسقاط طائرة "ضياء" وقتله مع مجموعة كبيرة من قيادات الجيش الباكستاني عام 1988م.

    أما موقف "بنظير بوتو" فكان مختلفا عن موقف أخويها، فقد قطعت صلتها بهما، لأنها كانت تعتبر نفسها وريثة أبيها في السياسة وقيادة حزب الشعب، وكانت تريد حكم باكستان وتدرك أن الطريق إلى ذلك هو العمل السياسي، وليس العمل المسلح، ومن هنا تولت قيادة حزب الشعب الباكستاني بالاشتراك مع والدتها "نصرت بوتو" الأصفهانية (وهي من أسرة كردية من إيران تزوجها ذو الفقار علي بوتو عندما رآها في قصر الملك رضا شاه بهلوي).


    تحويل قبلة حزب الشعب

    كان حزب الشعب الباكستاني أول ما نشأ حزبا يغلب عليه الميل إلى النظرية الشيوعية، وكان من قياداته شخصيات معروفة تدعو للشيوعية مثل شيخ رشيد (الذي كان يعرف بأبي الشيوعية) وغيره، وكان الحزب يفضل النموذج الصيني للشيوعية، وكان "ذو الفقار" نفسه يرى (ماوز تونغ) نموذجا يحتذى به، لكن لما رأت "بوتو" أن الظروف قد تغيرت، وأن النموذج الليبرالي الغربي هو الأدعى للقبول لدى أمريكا والغرب، وكانت قد أدركت حقيقة أن الوصول إلى السلطة في باكستان والاستمرار فيها يتوقف على رضا أمريكا، حولت عندئذ قبلة الحزب، وغيرت اتجاهه من الشيوعية إلى الليبرالية الغربية، كون ذلك يقربها من هدف الوصول إلى السلطة.

    عاشت "بوتو" في الغالب في الخارج، وكانت عودتها إلى باكستان لممارسة الحكم، فقد خرجت إلى بريطانيا وأمريكا عام 1969م، وبقيت إلى عام 1977م، عادت لفترات لتستمتع بالسلطة فترة حكم أبيها، كما اعتقلت قبيل إعدام أبيها في عام 1979م وبقيت في المعتقل إلى عام 1984م، ثم سمح لها بمغادرة البلد إلى بريطانيا، ومن هناك تولت قيادة حزب الشعب الباكستاني، وعادت إلى باكستان 10 نيسان عام 1986 لتستعد لخوض الانتخابات التي كان يتوقع أن يجريها الجنرال "محمد ضياء الحق" في تلك الفترة، واستقبلت استقبالا ضخما في مدينة لاهور حينذاك، وبقيت بعد ذلك مرتبطة بالحكم، سواء كان ذلك الارتباط بكونها في السلطة أو بكونها في قيادة المعارضة إلى عام 1998م عندما غادرت باكستان إلى الإمارات العربية المتحدة، وبقيت مع أولادها بين بريطانيا والإمارات، ولحق بها زوجها بعد ذلك، إلى أن اقترب موعد الانتخابات وبدأت أمريكا والمجتمع الدولي بالضغط على الجنرال مشرف لإجراء الانتخابات في ضوء فقدانه شعبيته، وكانت مصالح تلك الجهات تقتضي أن يتولى السلطة شخص مخلصة لهم ويكون في نفس الوقت متمتعا بقاعدة شعبية كبيرة، وكان ذلك الشخص في نظر أمريكا هو "بنظير بوتو".


    العودة

    فرجعت إلى باكستان يوم 18 تشرين أول عام 2007م أي بعد تسعة أعوام، بعد اتفاقيات عقدتها مع الجنرال مشرف بضغوط أمريكية وبريطانية وضمانهما، بأنها ستسهل لمشرف مهمة البقاء في منصب رئاسة الدولة في مقابل أن يعطيها فرصة تولي رئاسة الوزراء في الحكومة القادمة، وكانت متيقنة من توليها المنصب المذكور عند عودتها، لكن المدبرين لحادثة اغتيالها لم يمهلوها هذه المرة، واغتالوها يوم 27/12/2007م. الزواج السياسي وتجميل الصورة زوج بوتو آصف زرداري الذي لاحقته تهم فساد كثيرة تزوجت "بنظير بوتو" يوم 18 كانون أول عام 1987م، وكان عمرها غداة ذلك 34 عاما، بـ(آصف علي زرداري) وهو ابن إحدى الأسر الإقطاعية في إقليم السند، ينتمي إلى مذهب أهل التشيع، ويبدو أن الزواج المذكور كان له دخل بقضية الحكم والسياسة. فعندما رجعت "بوتو" إلى باكستان وفكرت أسرتها جديا بالعمل على توليها الحكم مستقبلا، رغبت في أن تحسن من صورتها، ولكون المجتمع الباكستاني مجتمعًا محافظًا ولن يقبل امرأة غير متزوجة وهي في الثلاثينيات من عمرها، وخاصة بعد ما شاعت بعض الأخبار غير المقبولة عنها في فترة شبابها التي قضتها في الغرب، ولتحسين هذه الصورة استعجلت زواجها، فتم ذلك الزواج السياسي! في كراتشي قبيل الانتخابات العامة، وبعد الزواج ظهرت "بوتو" امرأة رصينة وبجانبها زوجها "آصف علي زرداري".

    ولتعميق هذه الصورة أصرت "بوتو" على الإنجاب، لأن ذلك يساعد في تحسين صورتها، فأنجبت طفلها الأول في السنة الأولى من زواجها، وعن ذلك تقول في مقابلة مع إذاعة "بي بي سي" يوم 17 أيلول 2003م: "لم يعلن ضياء الحق عن موعد الانتخابات إلا بعد أن علم بأنني حامل بطفلي الأول، وكان يظن أنني لن أقدر على القيام بحملة انتخابية موفقة قرب موعد الإنجاب، لكنني قمت بحملة انتخابية ضخمة وحصلنا على الأغلبية". فكان الإنجاب بالنسبة لها يعني أمرين؛ أحدهما تحسين صورتها، والثاني إنجاب الوريث ليتولى الأمر بعدها.


    بيين الأخ والزوج والجيش

    برجوع أخيها "مير مرتضى بوتو" من المنفى بعد مقتل "ضياء الحق" إلى باكستان عام 1993م انتخب عضوا في البرلمان الإقليمي لإقليم السند، وبدأ يعارضها في قيادة حزب الشعب، ويثير لها بعض المشاكل، كما شكل (حزب الشعب الباكستاني / جناح الشهيد بوتو) حيث كان يعتبر نفسه الأحق بقيادة حزب أبيه، كما أنه كان من أشد المعترضين على زوجها (آصف علي زرداري) الذي كان يتهمه بسرقة ووراثة أبيه وحزب الشعب الباكستاني.

    وبسبب مير انقسمت أسرة بوتو ولما زادت مشاكله قتل في كراتشي قرب قصر بنظير بوتو
    في مواجهة مع البوليس يوم 20 أيلول عام 1996م، واتهم زوج "بنظير بوتو" بقتله وبقي فترة طويلة في السجن بتلك التهمة التي أنكرها دوما.

    اللافت أن بنظير لم تحرك ساكنا تجاه القضية، ولم تتم إجراءات التحقيق، ولم تصل التحقيقات إلى نتيجة. ويرى المحللون أن هذا الموقف - سواء كان زوجها شارك في الجريمة أم تكون الجهة التي قتلته هي الجيش الباكستاني لقيادته منظمة (الذو الفقار) الإرهابية التي قامت بعمليات عديدة ضد حكومة الجيش في عهد الجنرال "محمد ضياء الحق" - هو الذي يخدم مصلحة "بنظير بوتو" لكي لا يدمر مستقبلها السياسي بإغضاب زوجها ساعدها الأيمن، وألا يغضب الجيش الذي لا يمكن حكم باكستان إلا بمباركته. تدين لتحقيق مصلحة سياسية تحرص بوتو على الظهور بمن تحترم وتؤمن بمعتقدات المجتمع الباكستاني حرص "بوتو" على نقاء صورتها كان يدفعها إلى بذل احتياطات كثيرة في ظهورها الإعلامي، فلم تظهر أمام وسائل الإعلام إلا بغطاء رأسها المميز، كما انعكس هذا الحذر حتى في وجودها في الدول الغربية، حيث لم تظهر لها أي فضيحة إعلامية لها على الرغم من كثرة تجولاتها. كما أنها سعت إلى ظهورها بمظهر المتدينة التي تحترم قناعات المجتمع الباكستاني وتمارسها، مارست ذلك باقتناع أو عدمه وبهدف واحد يتمثل في لفت انتباه الجمهور إليها، وخاصة السذج من القرويين، وأمثلة ذلك كثيرة منها حملها الدائم للمسبحة، فما كانت ترى في المجالس العامة إلا وبيدها المسبحة مغطاة الرأس لابسة الزي الباكستاني الساتر عند تواجدها في باكستان وعند تعرضها لوسائل الإعلام العالمية والمحلية. وكذلك التبرك بالمصحف الشريف وتقبيله، وكانت صور ذلك تظهر في وسائل الإعلام. والذهاب إلى الدراويش. وأمرها ببناء بعض المساجد في فترة حكومتها. ولما انتقلت من بريطانيا إلى الإمارات العربية المتحدة في منفاها الأخير، سئلت عن سبب ذلك في مقابلة نشرت في ذلك الوقت فذكرت إلى جانب الأسباب الأخرى أنها تريد أن يقرأ أولادها القرآن الكريم، وأن ينشئوا في بيئة محافظة على الدين وأنها لم تجد ذلك في لندن، ولذلك انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة. انتهازية سياسية ومغازلة أمريكية غازلت السياسة الأمريكية وتحالفت مع الجنرال مشرف أما مواقف "بنظير بوتو" من القضايا المختلفة فكانت تابعة لمصلحتها السياسية أولا وأخيرا، ولا أدل على ذلك من مواقفها الأخيرة، فهي تعتقد مثل الساسة الباكستانيين الآخرين أنه لا يمكن الوصول إلى الحكم في باكستان والاستمرار فيه إلا برضا أمريكا وموافقتها، بل قد قال بعض السياسيين منهم: "من يكون معه ثلاثة سيحكم باكستان ويقصد بذلك الله، أمريكا والجيش). ومن هنا كان هم بوتو لفت نظر السياسة الأمريكية إليها واستمالتها
    وإقناع الحكومة الأمريكية بأنها تستطيع أن تقوم بما تريده أمريكا بأحسن مما يقوم به الجنرال مشرف، وأمثلة ذلك كثيرة؛ منها: تأييد الحرب الأمريكي على ما تسميه إرهابا، وأنها تستطيع أن تلعب دورا مؤثرا في ذلك، كما أنها أيدت العملية العسكرية التي قام بها مشرف ضد مدرسة البنات (جامعة حفصة) و (لال مسجد) ولم يؤيدها من السياسيين في باكستان إلا شخصان أحدهما "بوتو" والآخر "ألطاف حسين" قائد الحركة القومية المتحدة، وحليف مشرف في الحكم.

    كما وافقت على السماح للجيش الأمريكي بإجراء عملياته داخل الأراضي الباكستانية، إذا توفرت المعلومات الاستخبارية بتواجد أسامة بن لادن في الأراضي الباكستانية، وقولها إنه يمكن إعادة التحقيق في قضية الدكتور عبد القدير خان المتهم ببيع الأسرار المتعلقة بالأسلحة النووية.

    وبعد ما حصلت على الرعاية الأمريكية دخلت في المحادثات مع الجنرال مشرف، لتصل بذلك إلى المشاركة في الحكم، وهي محادثات ضربت كل الوعود والاتفاقيات التي كانت قد وقعت عليها والتي كانت تحظر فيها التعاون مع العسكر، فقد رأت أن هذه المحادثات والتعاون مع الجيش يسهلان لها مهمة الوصول إلى الحكم.

    فقد وقعت من قبل على وثيقة الديمقراطية مع نواز شريف" في عام 2006م في اجتماع بينهما، وكانا قد قررا في الوثيقة المذكورة أن ينهيا تدخل الجيش في السياسة، وأنهما لن يتعاونا مع الحكومة العسكرية، وأن الحزبين سيتعاونان على إعادة الديمقراطية عن طريق العمل السياسي.

    كما تنازلت عن أشياء كثيرة كانت تعتبرها مبادئ وأصولا قبل ذلك مثل إعادة القضاء كما كان قبل تدخل الجنرال مشرف، وإعادة الدستور إلى الحالة التي كان عليها قبل مجيء الجنرال مشرف إلى السلطة.


    العهدة الأولى من رئاسة الوزراء

    بينظير بوتو عام 1988على رأس الحزب الإشتراكي الباكستاني الذي أسسه والدها، نجحت بالظفر بالأغلبية ضئيلة في أول إنتخابات تشريعية تجري بعد وفاة الرئيس ضياء الحق في حادث طائرة يوم 17 أغسطس 1988. في 1 ديسمبر 1988 أصبحت أول مرأة في بلد مسلم تشغل منصب رئيس الوزراء.

    بسسب إتهامات بالفساد والتسلط أقال الرئيس غلام إسحاق خان حكومة بينظير بوتو في أغسطس 1990. وظل زوج بينظير آصف علي زرداري مسجون من عام 1990 إلى 1993 [بحاجة لمصدر]. وفشل حزبها بإنتخابات 1990.


    العهدة الثانية من رئاسة الوزراء

    عادت بينظير بوتو إلى رئاسة الحكومة سنة 1993، بعدد من التحالفات ومع العسكر أيضا في مواجهة اللإسلاميين. إلى أن خسر حزبها مجددا في إنتخابات نوفمبر 1996 والتي فازت بها الرابطة الإسلامية.


    رحلة المنفى

    تم متابعة بينظير بو تو وزوجها زداري قضائيا وحكم عليهما بتهم تلقي رشاوي. ظلت بعدها في المنفى ما بين المملكة المتحدة و الإمارات. سنة 2002، صدر قرار ضدها بمنعها من دخول البلاد بسبب عدم حضورها إلى المحكمة. كما تم بنفس السنة، بطلب من الرئيس الباكستاني برفيز مشرف، إقرار تشريع بتحديد عدد المرات المسموح بها لتولي منصب رئيس الوزراء إلى إثنتين مما يحول دون عودتها لإعتلاء المنصب.


    بوتو تتحدث إلى مناصريها أثناء الإقامة الجبرية المفروضه عليهابعد العفو الذي أصدره برفيز مشرف والذي شمل بينظير، في إطار إتفاق على تقاسم السلطة، قررت بينظير العودة إلى أرض الوطن وخوض الإنتخابات التشريعية المقررة رغم كل التحذيرات التي تلقتها.

    لدى عودتها إلى باكستان يوم 18 أكتوبر 2007 استهدف موكبها ومناصريها بتفجيرين انتحاريين في كراتشي في الساعة 00:52 بعد منتصف الليل يوم 19 أكتوبر 2007 أدى إلى مقتل أكثر من 125 شخصاً لكن بنزير لم تصب بسوء.


    إغتيالها

    المقال الرئيسي: اغتيال بينظير بوتو
    يوم الخميس الموافق 27 ديسمبر 2007 بعد خروجها من مؤتمر انتخابي لمناصريها ، وقفت في فتحة سقف سيارتها لتحية الجماهير المحتشدة ، فتم إطلاق النار عليها و قتلت برصاص في العنق والصدر اتبعها عملية تفجير إنتحاري يبعد عنها 25 مترا. و قد هزّ الانفجار المنطقة التي كان يمرّ بها موكبها في مدينة روالبندي. أعلن وقتها أنّها غادرت الموكب، ثم أعلن زوجها لمحطات محلية إنّها أصيبت بجروح بالغة، ثم أضافت مصادر من حزبها إنها تخضع لعملية جراحية عاجلة. ليعاد بعد عشرين دقيقة إعلان وفاتها. حيث روت التقارير الأولية أصابتها برصاصة برأسها و أخرى بعنقها.

    اما رواية السلطات الرسمية الباكستانية، فتتحدث عن وفاة جراء ارتطام راسها بسقف السيارة المصفحة التي كانت تركبها
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يكرّس اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو "القدر" المأساوي لعائلة والدها الراحل، حاكم باكستان الأسبق ذو الفقار علي بوتو الذي جرى إعدامه بعد عامين من انقلاب الجنرال ضياء الحق فأصبحت أول وأصغر رئيسة وزراء لدولة إسلامية في العصر الحديث، متعهدة "بالانتقام على طريقتها" لرحيل والدها.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    من قتل بينظير بوتو؟.. يبدو أن هذا السؤال سيظل يتردد طويلاً، بعد أن تفرق دم رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بين العديد من المتهمين المشتبه بتورطهم في اغتيال أبرز شخصية سياسية كانت توصف بأنها "الصوت المعتدل للإصلاح الديمقراطي" في باكستان
    .

  14. #54
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    احمد ديدات
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى
    وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) سورة البقرة


    فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) سورة أل عمران

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أحمد ديدات ولد في 1918 توفى في 8 أغسطس 2005 داعية إسلامي أشتهر بمناظراته و كتاباته في المقارنة بين الدين الإسلامي و الدين المسيحي.

    سيرته الذاتية

    ولد أحمد حسين ديدات في بلدة ( تادكيشنار ) بولاية ( سوارات ) الهندية . هاجر أبوه و كان يعمل خياطا إلى جنوب أفريقيا بعد مولد ابنه مباشرة .لحق أحمد ديدات بأبيه عام 1927 لتعثر و صعوبة فرص الدراسة في الهند و توفيت والدته بعد فراقه بشهور قليلة . واجه الطفل أحمد ديدات آنذاك صعوبات جمة لكنه اجتهد بفطرته وبما وهبه الله له من ذكاء فتعلم الإنجليزية و تفوق في دراسته و توقف عند الصف السادس بسبب الظروف المادية الصعبة .


    بدء العمل الدعوي

    في السادسة عشرة من عمره بدأ أول عملٍ له كبائعٍ في متجر، ثمَّ عمل في متاجر كثيرة، ثمَّ عمل أحمد ديدات في عام 1936 في متجرٍ يملكه مسلم، وكان بالقرب من معهد تعليمٍ نصرانيٍّ على ساحل ناتال الشمالي، وقد أشعلت الإهانات المستمرَّة ضدَّ الإسلام من قبل المنصِّرين المتمرَّنين بالمعهد في نفسه الرغبة في إبطال ادعاءاتهم الباطلة.
    و توافق ذلك مع حصوله على كتاب إظهار الحق لمؤلف هندي جاور المدينة و دفن بها هو رحمة الله الهندي ، هذا الكتاب هو الذي فتح آفاق أحمد ديدات للرد على شبهات النصارى و بداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلا شرعيا يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار و طلب البرهان و الحجة من كتبهم المحرفة فكان لفكرة إقامة المناظرات أثرٌ عميقٌ عند أحمد ديدات ، ليترك لنا هذا المنهج الدعوى المبارك و الذي كان نتيجته أن أسلم على يديه آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم و البعض منهم الآن دعاة إلى الاسلام,
    بروح الحماس والعمل لإظهار الحقِّ، اشترى أحمد ديدات أوَّل إنجيلٍ له، ودرسه جيِّدا، وبدأ يقيم المناظرات والمناقشات مع المنصِّرين المتمرِّنين بالمعهد القريب، ولم يتوقَّف أحمد ديدات - بعدما كانوا ينسحبون سريعاً من مواجهة براهينه القاطعة - عند ذلك، بل تعدَّاه لدعوة معلِّميهم، وكذلك القساوسة في المناطق المحيطة.
    في عام 1936 م عمل بائعاً في دكان لبيع المواد الغذائية.
    ثم بعدها سائقاً في مصنع أثاث.
    ثم شغل وظيفة ( كاتب ) في المصنع نفسه.
    و تدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للمصنع بعد ذلك.
    في أواخر الأربعينات التحق أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأُسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى.
    فى عام 1949 م بعد أن جمع قدر من المال رحل إلى باكستان و أشتغل على تنظيم معمل للنسيج.
    بعد فترة كان منكبّاً فيها على تنظيم معمل النسيج تزوج أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً اضطر أحمد ديدات إلى العودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا بعد ثلاث سنوات للحيلولة دون فقدانه لجنسيتها ، حيث أنه ليس من مواليد جنوب أفريقيا.
    فور وصوله إلى جنوب أفريقيا عرض عليه استلام منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقاً.

    إنتاجه

    في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول : " ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ " ، ثم نشـر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته : " هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ " .

    في عام 1959 م توقف أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد ، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات . وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش

    كان أحمد ديدات العضو المؤسِّس الأوَّل للمركز الدوليِّ لنشر الإسلام "معهد السلام لتخريج الدعاة" "IPCI"،بمدينة ( ديربن ) بجنوب إفريقيا وأصبح رئيساً له.

    نشر أحمد ديدات ما يزيد على عشرين كتابا، ووزَّع ملايين النسخ منها مجَّانا، كما ألقى الآلاف من المحاضرات، فضلاً عن نجاحه في المناظرات مع القساوسة حول الإنجيل، والتي كان من أبرز نتائجها إسلام آلاف البشر

    مُنح أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 م و أعطي درجة " أستاذ" .

    يعتبر الداعية أحمد ديدات أحد أكثر المتعمقين في نصوص اللأناجيل المختلفة فهو عالم مسلم في الأنجيل المسيحى.

    أُطلِقت العديد من الألقاب على أحمد، منها: "قاهر المنصِّرين"، و"الرجل ذو المهمَّة".

    كما علَّم ديدات العديد من التلاميذ الذين ساروا على دربه، ومضَوا في طريق الجهاد في سبيل الله ضد المنصِّرين والقساوسة، من أبرزهم الدكتور زاكر نايك، والذي قال عنه ديدات: "ما قمتُ به في أربعين سنة، قام به زاكر في أربع سنوات!".
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بعد مرض عضال أقعده شليلاً منذ عام 1995 توفى في 8 أغسطس عام 2005وفقد المسلمون بموته داعية ومحاور ومناظر يشار إليه بالبنان.


    بعض من محاضرات و مناظرات أحمد ديدات

    الشيخ أحمد ديدات في مقابلة مع مبشرين منصرين أمريكي و بريطاني– دربن – جنوب إفريقيا -1983 -.
    الاسلام و الديانات الأخرى – تكنيكون دربن- جنوب إفريقيا- .1983
    المسيح في الاسلام – دربن – جنوب إفريقيا - 23 أغسطس 1983
    ندوة حول المسيح في الاسلام – دربن- جنوب إفريقيا - 1983
    حوار مفتوح مع المسيحية غينا لويس - إذاعة جنيف - السويد - 1987
    القرآن أم الحاسوب ؟ دربن – جنوب إفريقيا 26 أبريل 1991
    ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه و سلم – كيب تاون – جنوب إفريقيا- 1985
    محمد صلى الله عليه و سلم, الخليفة الطبيعي للمسيح – كيب تاون – جنوب إفريقيا -1985
    محمد صلى الله عليه و سلم – الرسول الأعظم- شهادة اليهود و النصارى – كيب تاون- جنوب إفريقيا -1985
    العرب و إسرائيل - ........... – كيب تاون- جنوب إفريقيا- 1985
    القرآن الكريم معجزة المعجزات – أبو ظبي –دولة الإمارات العربية المتحدة – 5 يوليو 1987
    هل المسيح هو الله ؟ كيب تاون – جنوب إفريقيا - 1985
    حادثة الصلب - حقيقة أم خيال ؟ - كيب تاون – جنوب إفريقيا - 1985
    الاسلام و المسيحية - مناقشة بين أحمد ديدات و جاري ميلر- كيب تاون – جنوب إفريقيا - 1985
    مناظرة تلفزيونية – قناة SABC ، الاسلام و المسيحية - كيب تاون – جنوب إفريقيا - 1984
    القرآن الكريم – دربن – جنوب إفريقيا- 1985
    تحريم زواج المسلم من المشركين
    العلاقة بين الله والانسان في الاسلام – مسجد ريجن بارك - لندن - بريطانيا - 1985
    مناظرة أحمد ديدات والبروفسور فلويد كلارك– هل صلب المسيح حقا ؟- قاعة ألبرت الملكية- لندن- بريطانيا 7 يوليو 1985
    لقاء ديدات في مع البي بي سي : ( الموضوع: احتمالات الإله) – لندن -بريطانيا 1985
    لقاء مع تلفزيون الشرق الأوسط (1)- 1985
    لقاء مع تلفزيون الشرق الأوسط (2)- 1985
    لقاء مع تلفزيون الشرق الأوسط (3)- 1985
    المسيحية و الاسلام- جامعة جنيف - سويسرا - 17-03-1987
    رسالة الشيخ أحمد ديدات إلى الطلبة المسلمين في بريطانيا -مسجد ريجن بارك- لندن-بريطانيا- 1985
    ديدات و اللقاء السنوي المسيحي الثالث و العشرون – بريطانيا – 19 ديسمبر 1985
    مناظرة أحمد ديدات و الدكتور أنيس شروش - هل المسيح هو الله ؟ قاعة ألبرت الملكية - لندن - بريطانيا – 15 ديسمبر 1985
    المرآة التاجرة و العاملة في دربن - مركز الدعوة الاسلامية - جنوب إفريقيا
    القرآن أم الكتاب المقدس .؟ نيويورك – الولايات المتحدة الأمريكية – 2 نوفمبر 1986
    تقرير حول مناظرات بريطانيا – جنوب إفريقيا – 2 إبريل 1988
    المسيح في المسيحية و الاسلام - جامعة ويجيتا ستايت – الولايات المتحدة الأمريكية - 1986
    تقرير حول مناظرات أمريكا – دولة الإمارات العربية المتحدة – 17 إكتوبر 1986
    مناظرة أحمد ديدات مع جيمي سواغارت- هل الكتاب المقدس كلام الله ؟- جامعة لويسيانا - باتون روج - الولايات المتحدة الأمريكية – 3 نوفمبر 1986
    أسئلة و أجوبة - أحمد ديدات مع جيمي سواغارت - هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - جامعة لويسيانا- باتون روج - الولايات المتحدة الأمريكية – 3 نوفمبر 1986
    الرد علي جيمي سواغارت – محمد صلى الله عليه و سلم في القرآن – نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكية - 4 نوفمبر 1986
    المسيح - رسول الاسلام العظيم- توسكون - أريزونا – الولايات المتحدة الأمريكية - 1986
    دعوة أم اجبار ؟ أحد مساجد نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكية – 14 نوفمبر 1986
    مناظرة أحمد ديدات مع روبرت دوغلاس – الصلب : حقيقة أم خيال ؟ - الولايات المتحدة الأمريكية
    طريق ووسائل المنصرين – محاضرة في جزر المالديف – 8 ديسمبر 1987
    محمد صلى الله عليه و سلم ، الرسول الأعظم- كراتشي – باكستان - 1988
    محمد صلى الله عليه و سلم, الخليفة الطبيعي للمسيح - كراتشي– باكستان - 1988
    الاسلام و المسيحية – فندق تاج محل - كراتشي- باكستان - 1988
    أحمد ديدات: أسئلة و أجوبة - الجزء الأول
    أحمد ديدات: أسئلة و أجوبة - الجزء الثاني
    أحمد ديدات: أسئلة و أجوبة - الجزء الثالث
    أحمد ديدات: أسئلة و أجوبة - الجزء الرابع
    أحمد ديدات: أسئلة و أجوبة - الجزء الخامس
    مناظرة أحمد ديدات و أنيس شروش – القرآن أم الكتاب المقدس - أيهما كلام الله ؟ - برمنجهام – بريطانيا – 7 أغسطس 1988
    أسئلة و أجوبة– أحمد ديدات و أنيس شروش – القرآن أم الكتاب المقدسأيهما كلام الله ؟ - برمنغهام – بريطانيا – 7 أغسطس 1988
    تقرير عن مناظرة برمنغهام- بريطانيا – 8 أغسطس 1988
    مناظرة أحمد ديدات و البروفسور فان روي: الاسلام و المسيحية: بوتشيفستروم - جنوب إفريقيا
    ضيف مسيحي في مسجدك - حوار مفتوح في مسجد رايفر سايد – دربن- جنوب إفريقيا - 1988
    هل المسيح بشر, روح أم إله ؟- مسجد ريجن بارك - لندن- بريطانيا - 1988
    المسيح و محمد صلى الله عليه و سلم – دراسة مقارنة – برادفورد - بريطانيا - 11 أغسطس 1988
    تحدي الاسلام- بلاكبوم – بريطانيا- 1988
    الدعوة في الولايات المتحدة الأمريكية- أطلنطا - أمريكا- 1988
    سلسلة محاضرات في الكويت - 1 فبراير 1989
    سلسلة محاضرات في الكويت- 5 فبراير 1989
    سلسلة محاضرات في الكويت- 7 فبراير 1989
    سلسلة محاضرات في الكويت- 8 فبراير 1989
    سلسلة محاضرات في الكويت- 10 فبراير 1989
    نقاش: أحمد ديدات و بول فيندلي : هل إسرائيل تعمل من أجل الاضطهاد ؟ - كيب تاون – جنوب إفريقيا- 3 أغسطس 1989
    هل يجب أن يموت سلمان رشدي ؟ رؤية شرعية اسلامية- كيب تاون - جنوب إفريقيا - 23 يونيو 1989
    هل يجب أن يموت سلمان رشدي ؟ رؤية مسيحية يهودية- كيب تاون- جنوب إفريقيا- 23 يونيو1989
    حوار مفتوح – دربن - 16 فبراير 1990
    إذا كانت العلامة تميزك, البسها ! – مناظرة في الدعوة - كيب تاون- جنوب إفريقيا - 3 يونيو 1989
    الانذار- كيب تاون –جنوب افريقيا- 1 يوليو 1989
    الخطط الجديدة في أساليب المنصرين- كيب تاون- جنوب إفريقيا- 29 يونيو 1989
    مناظرة أحمد ديدات و القس ستانلي شوبرج - هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - ستوكهولم - السويد - 27 إكتوبر 1991
    أسئلة و أجوبة : أحمد ديدات و القس ستانلي شوبرج - هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - ستوكهولم - السويد - 27 إكتوبر 1991
    الاسلام – رسالة الحق – كوالالمبور - ماليزيا - 1991
    مناظرة أحمد ديدات و القس إريك بوك : هل المسيح هو الله ؟ - كوبنهاجن - الدانمارك - 2 نوفمبر 1991
    هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - الدانمارك - 1991
    إسرائيل و إجرامها - الدانمارك
    الإسلام في إفريقيا
    الدعوة في بريطانيا
    سلسلة محاضرات رحلة كينيا (1) - محاضرة في مسجد نور - جنوب نيروبي - 1995
    سلسلة محاضرات رحلة كينيا (2) - محاضرة في مسجد جمعة - نيروبي - 1995
    سلسلة محاضرات رحلة كينيا (3) - محاضرة في نادي سيرعلي الاسلامي - نيروبي - 1995
    الدورة العلمية الأولى نيروبي- عتاد الجهاد - كينيا - 1995
    الدورة العلمية الثانية بومباسا - عتاد الجهاد - كينيا- 1995
    سلسلة محاضرات رحلة كينيا (4) - قاعة ميمون - مومباسا- 1995
    الطلبة المبشرون (زيارة المركز)- دربن - جنوب إفريقيا- 1996
    المسيحية. اليهودية, الاسلام ، أيها لها الحلول لمشاكل العالم ؟ - لندن - بريطانيا - 16 يونيو 1995
    مفهوم الإله في الاسلام و الهندوسية - 26 يوليو 1995
    الجمعة الحزينة - مالذي جعلها حزينة ( تفنيد مسألة قتل المسيح) - قاعة سيدني - أستراليا - 5 إبريل 1996
    المسيح في الاسلام- سيدني - أستراليا- 9 إبريل 1996
    مناظرة أحمد ديدات و المبشر الجنرال واكفيلد - هل صلب المسيح حقا ؟ - مابل ليف غاردن - كندا.
    محاضرات أحمد ديدات في بريطانيا (إضافة إلى ما سبق أعلاه)

    مسألة سلمان رشدي - كيف ضلل رشدي الغرب - قاعة ألبرت الملكية - لندن - بريطانيا
    رسالة القرآن الخالدة - مسجد ريجن بارك - لندن- بريطانيا.
    أم الخبائث (1)- مسجد الجامعة - ساوث هال
    م الخبائث (2)- المركز الثقافي الاسلامي- مسجد ريجن بارك
    القرآن معجزة المعجزات - حديث عن الدعوة- قاعة سانت جورج
    القرآن معجزة المعجزات - غابة ولثام - لندن
    االاسلام و الديانات الأخرى- لوتن
    أسس و مقدمات في الدعوة- برمنغهام
    أم الخبائث - مركز الشباب الاسلامي- ورسيستر - بريطانيا - 11 أغسطس 1991
    القرآن معجزة المعجزات - مركز الدعوة العالمي - بريطانيا
    تعريف الاسلام إلى غير المسلمين- مسجد كليتفون رود- بريمنغهام- 11 سبتمبر 1995
    قداسة البابا و الحوار (1)- برادفورد
    قداسة البابا و الحوار (2)- مانشستر
    محاضرات أحمد ديدات في سيري لانكا

    المونوثية و التثليث - سيري لانكا
    المسلمون و المبشرون- سيري لانكا

    محاضرات أحمد ديدات في ماليزيا

    الله و الانسان - كومتار - بينانج - ماليزيا - 1992
    لماذا الدعوة ؟ - مسجد أنديا - كوالالمبور - 21 فبراير 1992
    معجزة المعجزات - نادي رانتدري - كوالالمبور- 23 فبراير 1992
    الاسلام رسالة إلى الانسانية - مركز أبيم الاسلامي - كوالالمبور - 23 فبراير 1992
    الاسلام هو الطريق, هو الحياة - كوالالمبور - ماليزيا - 29 فبراير 1992
    دعوة أم تهديم ؟ - مركز بيتروناس - كوالالمبور - ماليزيا - 21 فبراير 1992
    الاسلام هو السلام, هو الحق - ميدان الحرية كوالالمبور - ماليزيا - 21 فبراير 1992
    دعوة أم تهديم ؟ الجامعة الاسلامية العالمية -بيتالينج جايا - ماليزيا - 29 فبراير 1992

    محاضرات أحمد ديدات في الهند

    الاسلام و الديانات الأخرى - قاعة العلامة لطيف - بومباي - الهند - 15 ديسمبر 1987
    القرآن معجزة المعجزات - قاعة عمر غيان - بومباي - الهند - 22 يونيو 1988
    القرآن أم الكتاب المقدس, أيهما كلام الله ؟ - بنغلور - الهند - 24 يونيو 1988
    من الجاهلية إلى الاسلام - قاعة باكتال - بومباي - 25 يونيو 1988
    القرآن أم الكتاب المقدس, أيهما كلام الله ؟ - كسار بوغ - بومباي - الهند - 26 يونيو 1988
    حديث عن الاسلام- جيمخانا - بومباي - الهند - 26 يونيو 1988
    الأخوة العالمية في الاسلام- أنجمان اسلام - الهند - 27 يونيو 1988
    محمد صلى الله عليه و سلم في الكتاب المقدس - أنجمان اسلام - الهند - 28 يونيو 1988
    الاسلام, الرؤية و المنهج- بيت الدكتور عبد الكريم نائق - بومباي - 29 يونيو 1988

    محاضرات أحمد ديدات في الدول العربية

    المسيح في الاسلام قاعة الكبرى - دبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه و سلم - نادي السودان - دبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    محمد صلى الله عليه وسلم الخليفة الطبيعي للمسيح - دبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    الخليفة الطبيعي الشيخ أحمد ديدات يحاضر في الجمعية النسوية - دبي
    هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - دبي - 1985
    هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - دبي - 1986
    ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه و سلم - أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    المسيحية من منظور اسلامي -أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    الاسلام و الديانات الأخرى -أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    الاسلام و أهل الكتاب -أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    المسيحية ، منزل صكوك الغفران -أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    لقاء تلفزيون أبو ظبي مع الشيخ أحمد ديدات -أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    الاسلام في افريقيا -أبو ظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة
    الاسلام اليوم - برنامج رمضان - تلفزيون الإمارات
    دور المسجد في بلدان الغرب - دبي
    حوار مع الشيخ ديدات - تلفزون الإمارات - دبي
    هل صلب المسيح ؟ غرفة التجارة - الشارقة - دولة الإمارات العربية المتحدة
    الفلسطينيون و اليهود - قاعة إفريقيا - الشارقة - دولة الإمارات العربية المتحدة
    هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - قاعة إفريقيا - الشارقة - دولة الإمارات العربية المتحدة
    لقاء مع تلفزيون البحرين - البحرين
    الاسلام و المسيحية - الجمعية الاسيوية في قطر
    مقارنة الأديان - تلفزيون قطر
    ما هو الكتاب المقدس ؟ - مركز الملك فيصل - الرياض - المملكة العربية السعودية
    محاضرة مفتوحة في جدة - المملكة العربية السعودية
    الشيخ ديدات يتحدث إلى الجيش الأمريكي في الخليج - قاعدة الملك عبد العزيز العسكرية - الظهران - المملكة العربية السعودية.
    المسيح - رسول الاسلام- الرياض - المملكة العربية السعودية
    التحدي الأخير و النداء الرائع - جبيل - المملكة العربية السعودية.
    التبشير المسيحي في العالم - الشيراتون - قطر- 11 إبريل 1989
    محاضرة الشيخ أحمد ديدات إلى المستثمرين الإماراتيين في جنوب إفريقيا - قاعة افريقيا - الشارقة - دولة الإمارات العربية المتحدة - 3 يونيو 1992
    مناظرة الشيخ أحمد ديدات مع الجنود الأمريكيين - البحرين - 19 يرنيو 1993
    المسيح في الاسلام - المركز الثقافي الاسلامي - أم زنتو - 10 سبتمبر 1993
    تلفزيون السعودية- حوار و فكر - هل الكتاب المقدس كلام الله ؟
    حوار مع الشيخ أحمد ديدات ، أجراه الدكتور محمد دباس - الرياض - المملكة العربية السعودية - انتاج قرطبة للانتاج الفني- 16 سبتمبر 1994
    القران الكريم و اليهود - المملكة العربية السعودية
    ما هو الكتاب المقدس ؟ - الرياض- المملكة العربية السعودية
    اظهار الحق - النادي الثقافي - مكة - المملكة العربية السعودية- نوفمبر - 1994
    ردود المسلمين علي شبهات النصارى حول الاسلام - معهد التدريب الصناعي - جدة - الممكلة العربية السعودية - 9 نوفمبر 1988
    الاسلام و الديانات الأخرى- رابطة العالم الاسلامي - المملكة العربية السعودية
    مخاطر التبشير - رابطة العالم الاسلامي - جدة - المملكة العربية السعودية
    محمد الرسول الأعظم - صلى الله عليه و سلم - رابطة العالم الاسلامي - جدة - المملكة العربية السعودية
    المسيح في الاسلام- المملكة العربية السعودية
    موسى و المسيح و محمد - الممكلة العربية السعودية
    القرآن أم الكتاب المقدس- أيهما كلام الله ؟ - جدة - المملكة العربية السعودية
    مهمة المرأة المسلمة في الدعوة إلى الله - المملكة العربية السعودية.
    مفهوم الإله في الاسلام - المملكة العربية السعودية
    تنبيه المسلمين
    مسؤليات الدعاة إلى الله - مركز أبو زايد - جدة - المملكة العربية السعودية.
    معجزة القرآن الكريم - مركز أبو زايد - جدة - المملكة العربية السعودية.
    الدورة الدعوية النسوية - اليوم الأول - مركز خوجة - جدة - المملكة العربية السعودية
    الدورة الدعوية النسوية - اليوم الثاني - مركز خوجة - جدة - المملكة العربية السعودية
    الدعوة و التحديات - الملكة العربية السعودية
    لماذا لا نمارس الدعوة ؟ - جامعة أم القرى - الطائف - المملكة العربية السعودية
    محاضرات أحمد ديدات في دول أخرى

    المملكة العربية السعودية نبي الاسلام و الكتاب المقدس - جامعة جنيف - سويسرا
    بنات الاسلام - باكستان
    هل الكتاب المقدس كلام الله - فندق تاج محل - كراشي - باكستان
    حوار أجراه الأستاذ قرشي - تلفزيون باكستان
    المسيح في الاسلام - باكستان
    منهج الدعوة إلى الله - باكستان
    الدورة العلمية - باكستان - 17 مايو 1993

    محاضرات أحمد ديدات في جنوب إفريقيا

    كيف وجد أمريكي ماركسي الاسلام - فيروليم - جنوب إفريقيا
    لقاء مفتوح مع الشيخ أحمد ديدات
    أحمد ديدات و المسيحي - ألفيون
    صلب المسيح - خرافة أم حقيقة تاريخية ؟
    العرب و وصولهم إلى الزولو في جنوب إفريقيا
    هناك صدَيق في حياتك !
    محمد صلى الله عليه و سلم ، الرسول الأعظم- محاضرة لدعوة طلبة معهد فونيكس للاسلام
    أحمد ديدات: أسئلة و أجوبة - عدة أجزاء
    القران الكريم - دربن - جنوب إفريقيا
    إراء حول حرب الخليج -جنوب إفريقيا
    محاضرة إلى الأفارقة و البعثة المصرية - درين - جنوب إفريقيا
    مناظرة بين أحمد ديدات وداكورث- آية يونان - هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - 19 فبراير 1984
    العدل و المساواة - دربن - جنوب إفريقيا
    حوار إلى البعثة الكينية في دربن - جنوب إفريقيا
    حوار مع مارك بايبر - دربن -جنوب إفريقيا
    أحمد ديدات و شهود يهوة - دربن- جنوب إفريقيا
    اتحاد الطلبة الدولي في زيارة لمسجد ديدات - دربن- جنوب إفريقيا
    اعلان عبد الواحد اسلامه في مكتب الشيخ أحمد ديدات
    هل تتركون المسيحية ؟ - دربن - جنوب إفريقيا - 15 يوليو 1993
    أحمد ديدات و شهود يهوة - دربن- جنوب إفريقيا- 18/11/1993
    حوار مع الصحفي المسيحي الشهير نيرود راميدو - دربن- جنوب إفريقيا
    القرآن و اليهود - محاضرة في نيور يورك
    دورة جنوب إفريقيا- محاضرة في مسجد بنيروبي
    آراء أحمد ديدات في سياسة جنوب إفريقيا- دربن
    ماذا يقول القرآن حول سياسة جنوب إفريقيا و حكومتها ؟! - دربن
    حوار أحمد ديدات مع العالم المسيحي جوزيف إلفيس
    سلسلة عتاد الجهاد (1) - دربن - 27 فبراير و 6 مارس 1993
    خطبة جمعة في جامعة ناتال 19 مارس 1993
    زيارة لووس فاراخان إلى مركز أحمد ديدات و لقاء نيلسون مانديلا
    الاسلام و الديانات الأخرى - جامعة روديس- غراهامس تاون- 05/08/1993
    الاسلام هو الجواب و الحل لمشاكل العالم الحديث - مركز ويتبوم سيفيك - كيب تاون - 27 إكتوبر 1993
    الرد على البابا - قاعة عبد العزيز - دربن - 27 مارس 1993

    محاضرات أحمد ديدات في الولايات المتحدة الأمريكية

    اختصار و مذاكرة للمناظرة الكبرى - جامعة بانو روج - لويسيانا - الولايات المتحدة الأمريكية
    لماذا مناظرة أهل الكتاب ؟ - الولايات المتحدة الأمريكية
    الخير و الشر و الشيطان - ماديسون سكوار غاردن - نيويورك -
    كيف خدع سلمان رشدي المثقفين الأمريكيين ؟ - نيويورك
    كيف خدع سلمان رشدي المثقفين الغرب ؟ - لوس أنجلس - كاليفورنيا
    اسئلة و أجوبة حول الدعوة و دور المرأة في الدعوة إلى الاسلام - برنامج اسلامي في التلفزيون الأمريكي- أي.أي.أس
    محاضرة في مسجد الأمم المتحدة.
    هل المسيح هو الله ؟ - جامعة ميسوري - 8 نوفمبر 1986
    المسيح في الاسلام - مركز نرفانا سيفيك - توليسوانيا - بيترسبورغ - تنظيم المركز الاعلامي الاسلامي- 25/08/1993
    العرب و إسرائيل - فندق وسترن - شيكاغو - 19 ديسمبر 1993
    محمد صلى الله عليه و سلم ، الرسول الأعظم- مركز ألكوي - نيويورك - 20 ديسمبر 1993
    مفهوم الإله في المسيحية, اليهودية و الاسلام - مسجد شيكاغو
    هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - شيكاغو - 13 نوفمبر 1986
    الاسلام هو الجواب !- مسجد خليفة - بروكلين - نيويورك - 16 ديسمبر 1993

    مرئيات

    هل الإنجيل كلمة الله

    الجزء الأول - 01:00:09hr
    الجزء الثاني - 00:34:19hr
    الجزء الثالث - 00:57:33hr
    الجزء الرابع - 00:50:46hr

    محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس

    الجزء الأول - 00:52:13hr
    الجزء الثاني - 00:51:31hr

    صلب المسيح حقيقة أم وهم

    الجزء الأول - 00:51:22hr
    الجزء الثاني - 00:58:32hr
    الجزء الثالث - 00:54:47hr

    هل المسيح إله

    الجزء الأول - 01:10:01hr
    الجزء الثاني - 01:09:59hr
    الجزء الثالث - 00:43:27hr

    على خطى أحمد ديدات

    أطلق بعض نشطاء الانترنت العرب مشروعا طموحا لإنشاء لوبي اسلامي من أهدافه

    الدعوة إلى الاسلام.
    مواجهة التنصير.
    اغاثة المسلمين في أنحاء العالم.
    دعوة المقصرين من المسلمين.
    الدفاع عن قضايا المسلمين كالقضية الفلسطينية و فضح ممارسات الصهاينة في لبنان في الحرب الأخيرة.
    تحسين صورة الاسلام.
    دفع التنمية في العالم الاسلامي و مواجهة البطالة.

    مصادر وصفحات خارجية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الموقع الرسمي للشيخ أحمد ديدات
    مقالات للشيخ أحمد ديدات
    عدد من تسجيلات الفيديو للشيخ أحمد ديدات
    مقالة بالإنجليزية بالجزيرة
    كتب من أمازون
    ملف خاص من الإسلام اليوم
    موقع ديدات العربي
    "

  15. #55
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين رضي الله عنها

    أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين (رضي الله عنها) نسبها: إنها أسماء بنت أبي بكر عبد الله بن قحافة أم عبد الله، القرشية التميمية، المكية، ثم المدنية.مهاجرة جليلة وسيدة كبيرة بعقلها وعزة نفسها وقوة إرادتها ولدت سنة 27 قبل الهجرة. وهي أكبر من أختها عائشة أم المؤمنين بعشر سنين. وهي شقيقة عبد الله بن أبي بكر وأمها قتيلة بنت عبدالعزى. لذلك أرى أنها من صديقة المؤمنات وسيرتها عطر للمجالس وأنس للمجالس ورحيق مختوم بالمسك رضي الله عنها. وقد جمعت بين صدق الإيمان وعمق النظرة والشجاعة ما جعلها مثلا طيبا بين نساء الإسلام ، ولهذا استحقت أن تكون من النساء المبشرات بالجنة . مولدهـا: ولدت أسماء في مكة المكرمة في قبيلة قريش، أخوها عبد الله بن أبي أبكر أكبر من ببضع سنوات وهي أكبر عن السيدة عائشة بعشر سنوات وأختها من أبيها، وهي من الذين ولدوا قبل الهجرة 27عاما. إسلامها: أسلمت أسماء رضي الله عنها قديما بمكة وكان إسلامها بعد سبعة عشر شخصاوكان عمرها آنذاك خمسة عشر سنة. وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم و آمنت به إيمانا قويا. وقد شهدت أسماء عهد البعثة النبوية، و عايشت أحداثها، ولقد كان لأبيها شرف السبق إلى الإسلام.حتى أصبح يدعو إلي الله تعالى من يثق به وبجهود حتى اسلم على يديه عثمان بن عفان و الزبير بن العوام و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله. وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بأنسابها، وكان رجلا تاجرا ذا خلق كريم، وصاحب معروف تسميتها بذات النطاقين: لقد دخلت أسماء بنت أبي بكر التاريخ الإسلامي، من خلال نطاقها الذي شقته لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شقين، فلما جاء قرار الهجرة وجب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه الرحيل، ولم يخفى ذلك على قريش التي اقترح عليهم أبو جهل أن تقوم كل قبيلة باختيار شابا منها، ثم يهجمون على الرسول صلى الله عليه وسلم فيقتلوه بضربة رجل واحدة لتهدر دمائه الطاهرة وتضيع بين القبائل جميعا. وهكذا تسلل الرسول الكريم صلى الله غليه وسلم برفقة أبي بكر الصديق للاختباء في غار ثور، وسرعان ما علمت قريش بذلك فأرسلت فرقا للبحث عنه في جميع الاتجاهات، ولرحمة الله عز وجل وحبه للرسولصلى الله عليه وسلم سخر عنكبوتا لتنسج شباكها على باب الغار وحمامة لتبيض هناك، فأبعد ذلك شكوك المشركين في احتمال اختبائهصلى الله عليه وسلم في الغار. وهنا كان الدور المهم الذي قامت به أسماء بنت أبي بكررضي الله عنهافقد كانت تحمل الطعام والشراب إليهما، فكانت رمزا للشجاعة والذكاء رغم صغر سنها لأنها كانت تمضي حاملة الزاد لهما في عتمة الليل دونا عن الخلق، ولم يفتها أن تضلل قريش ولا أي إشارة تقودهم إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلموأبيها الصديقرضي الله عنه فكانت في كل مرة تصحب معها خادمها الذي يرعى الغنم، بحيث تسير من خلفها الأغنام لتطمس خطاها فلا يعرف أحد بمكانهما. وفي الليلة التي وصل فيه عبد الله بن أريقط البكري خرج النبيصلى الله عليه وسلموصاحبه استعدادا للرحيل، فحملت أسماء الزاد لتربطه بالناقة ولكنها لم تجد ما تربط به الزاد، ففكت نطاقها وشقته إلى نصفين ربطة سفرة الزاد بأحدهما وانتطقت بالآخر، وفي تلك اللحظة أطلق عليها الرسول الكريمصلى الله عليه وسلملقب ذات النطاقين. شخصيتها: كانت على قدر كبير من الذكاء، والفصاحة في اللسان، وذات شخصية متميزة تعكس جانباً كبيراً من تصرفاتها، وكانت حاضرة القلب، تخشى الله في جميع أعمالها. .
    بلغت أسماء رضي الله عنها مكانة عالية في رواية الحديث، وقد روى عنها أبناؤها عبد الله وعروة وأحفادها ومنهم فاطمة بنت المنذر، وعباد بن عبد الله، وقد روت في الطب ، وكيفية صنع الثريد ، وفي تحريم الوصل وغيرها من أمور.وكان الصحابة والتابعون يرجعون إليها في أمور الدين ، وقد أتاح لها هذا عمرها الطويل ومنزلتها الرفيعة. تزوجها رجل عفيف مؤمن من العشرة المبشرين بالجنة ، ألا وهو الزبـير بن العوام، فكانت له خيرة الزوجات، ولم يكن له من متاع الدنيا إلا منزل متواضع وفرس، كانت تعلف الفرس وتسقيه الماء وترق النوى لناضحه، وكانت تقوم بكل أمور البيت، حيث تهيئ الطعام والشراب لزوجها ، وتصلح الثياب، وتلتقي بأقاربها وأترابها لتتحدث عن أمور الدين الجديد ، وتنقل هذا إلى زوجها ، وقد كانت من الداعيات إلى الله جل وعز.ظلت أسماء رضي الله عنها تعيش حياة هانئة طيبة مطمئنة في ظل زوجها مادام الإيمان كان صادقاً في قلوبهم ، وكان ولاؤهم لله واتباعهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. أنجبت أسماء رضي الله عنها أول غلامٍ في الإسلام بعد الهجرة ، وأسمته عبد الله، وكان الزبير قاسياً في معاملته ، ولكنها كانت تقابل ذلك بالصبر والطاعة التامة وحسن العشرة، وبعد زمن طلقها الزبير بن العوام ، وقيل: إن سبب طلاقها أنها اختصمت هي والزبير ، فجاء ولدها عبد الله ليصلح بينهما ، فقال الزبير: إن دخلت فهي طالق.فدخل، فطلقها، وكان ولدها يجلها ويبرها وعاش معها ولدها عبد الله، أما ولدها عروة فقد كان صغيراً آنذاك، فأخذه زوجها الزبير, وقد ولدت للزبير غير عبد الله وعروة: المنذر، وعاصم، والمهاجر، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة رضي الله عنهم. وفي أثناء الهجرة هاجر من المسلمين من هاجر إلى المدينة ، وبقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله علية وسلم من مكة ، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكر الصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعام والسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين وربطت به الزاد، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله ، فسماها أسمـاء ذات النطــاقين رضي الله عنها ، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة) وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبيها وذرفت الدموع ، إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبي بكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة ، لقد كانت تعلم أنها في رعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم. .
    وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب ، وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ يتطايران من عينيه ، سألها عن والدها ، فأجابت: إنها لاتعرف عنه شيئاً فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها، وكانت أسماء ذات إرادة وكبرياء قويين، ومن المواقف التي تدل على ذكائها أن جدها أبا قحافة كان خائفاً على أحفاده ، ولم يهدأ له بال ، لأنهم دون مال ، فقامت أسماء ووضعت قطعاً من الحجارة في كوة صغيرة ، وغطتها بثوب ، وجعلت الشيخ يتلمسه، وقالت: إنه ترك لهم الخير الكثير فاطمأن ورضي عن ولده ، ونجحت أسماء في هذا التصرف ، ونجح محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الوصول إلى المدينة المنورة مكانتها : تمتعت أسماء بنت أبي بكر بين نساء قريش بمنزلة مرموقة، لمكانة أبيها فيها وشاركت أباها أعباءه في الدعوة إلى الله تعالى و نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر ذلك جليا حين كان أبوها الصديق يجهز للرسول صلى الله عليه وسلم متاع الهجرة، و ما كان أحد يعلم بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم سوى أبي بكر وابنتيه أسماء وعائشة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم.ومن هنا نعلم كبير ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهؤلاء حيث أطلعهم على أخص أسراره. جهادها : تعرضت أسماء للأذى والاضطهاد في سبيل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها صديق, ذلك أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم, فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر ؟! قلت: لا أدري والله أين هو ؟! قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي!!.؟ فهذا يدل على قوة إيمانها وعلى بذل الجهد في سبيل الله كما يدل على الصبر حيث أن جهادها يعتبر ذروة الإسلام. زواجها : تزوجت أسماء رضي الله عنها من الزبير في مكة و ماله في الأرض ولا مملوك ولا أي شيء غير فرسه وهاجرت، و هي حامل بولده عبد الله في ذلك تقول : تزوجني الزبير و ما له في الأرض مال ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه، وأدق لناضخه، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير، وأدق النوى, أعجن و لم أكن أحسن أخبز، فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق. وكانت رضي الله عنها تتحمل الكثير من العنت والتعب في سبيل خدمة زوجها، و هي صابرة، وكان الزبير رضي الله عنه شديدا عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إلية، فقال يا بنية! اصبري فالتزمت وصية أبيها إلى أن كبر ابنها عبد الله، ثم طلقها الزبير فأقامت عند ابنها عبد الله . وروت أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم 58 حديثا ، و في رواية56 حديثا. اتفق البخاري و مسلم على أربعة عشر حديثا. و انفرد البخاري بأربعة و انفرد مسلم بمثلها. وفي رواية أخرج لأسماء من الأحاديث في الصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها ثلاثة عشر و للبخاري خمسة ولمسلم أربعة. روايتها عن الرسول: روت أسماء رضي الله عنها خمسة وثمانين حديثاً وفي رواية أخرى ستة وخمسين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وانفرد مسلم بمثلها، وفي رواية أخرج لأسماء من الأحاديث في الصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها ثلاثة عشر والبخاري خمسة ولمسلم أربعة. مـــواقف وأحـــــداث: كانت أسماء تأمر أبناءها وبناتها وأهلها بالصدقة تقول: أنفقوا ، أو أنفقن ، وتصدقن ، ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتن الفضل، لم تفضلن شيئاً ، وإن تصدقتن لم تجدن فقده. وكانت شاعرة ناثرة ذات منطق وبيان ، فقالت في زوجها الزبير ، لما قتله عمرو بن جرموز المجاشعي بوادي السباع ، وهو منصرف من وقعة الجمل: غدا ابن جرموز بفارس بهمة يوم الهياج وكان غير معرد يا عمرو لو نبهته لو حدته لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد وعن عبد الله بن عروة عن جدته أسماء قال: قلت لها: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم يفعلون إذا قرىء عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله ، تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم. قال: فأن ناساً إذا قرىء عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان. وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لرددت الكعبة على أساس إبراهيم ، فأزيد في الكعبة من الحجر).
    فذهب عبد الله بعدها وأمر بحفر الأساس القديم ، وجعل لها بابين ، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصح أبنها ليعمل بأمر الله ورسوله. وقد كانت امرأة جليلة تقية ورعة ، جادة في الحياة ، عندما قدم ولدها المنذر بن الزبير من العراق أرسل لها كسوة من ثياب رقاق شفافة تصف الجسد فرفضتها ، فقال المنذر: يا أماه ، إنه لا يشف ، قالت: إنها إن لم تشف فإنها تصف. ومن جرأتها وجهادها خروجها مع زوجها وأبنها في غزوة اليرموك. مقتل ابنها عبد الله بن الزبير: بويع عبد الله بن الزبير بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وستين، وبقي حتى قتل سنة ثلاث وسبعين، وحج بالناس كل هذه المدة وبنى الكعبة أيام خلافته وكساها الحرير. كانت جميع الأقطار الإسلامية قد بايعته بالخلافة، ولم يبق إلا مروان بن الحكم ومعه جزء صغير من بلاد الشام، لكن مروان بدأ يتوسع وخلفه ابنه عبد الملك فتوسع أكثر بينما تنكمش خلافة عبدالله بن الزبير حتى لم يبق مع ابن الزبير إلا بلاد الحجاز، وقد سأل عبد الملك من حوله بعد أن أنهى ضم العراق إليه: من يكفيني أمر ابن الزبير في مكة فلم يتجرأ أحد على ذلك إلا الحجاج بن يوسف الثقفي وقال: أنا له يا أمير المؤمنين فابعث بي إليه فإني قاتله. فبعثه في جيش كثيف من أهل الشام، وكتب معه أمانا لأهل مكة إن هم أطاعوه، فخرج في جمادى الأولى عام 72 للهجرة ولم يعرض على المدينة ونزل بالطائف وصار يرسل السرايا إلى عرفة ويلتقي بفرسان ابن الزبير، فيحدث قتال ثم يعود كل طرف إلى مكانه، ثم استأذن الحجاج من عبد الملك أن يدخل الحرم فيحاصر ابن الزبير فأذن له، وكان حصاره ستة أشهر وسبعة عشر يوما، إلا أن الناس قد خذلوه وصاروا يخرجون إلى أهل الشام مستسلمين طالبين النجاة ومنهم ولداه حمزة وخبيب، ولم تكن أسماء بمنأى عن ذلك فهي تتابع الموقف، فذهب إليها عبد الله فشكا إليها وكانت قد فقدت بصرها – فقال لها: يا أماه خذلني الناس حتى أهلي وولدي ولم يبق معي إلا اليسير من جندي، والناس يعطونني ما أردت من الدنيا فما رأيك؟ قالت: يا بني أنت أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنم على حق وإليه تدعو فاصبر عليه، فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن رقبتك لغلمان بني أمية يلعبون بها، وان كنت تتعلم أنك إنما أردت الدنيا، فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من معك وإن كنت على حق، فما وهن الدين إلى كم خلودك في الدنيا؟ القتل أحسن. فدنا فقبل رأسها وقال: هذا والله رأيي، ولكن يا أماه أخاف أن يمثل بي بعد القتل قالت: يا بني إن الشاة لا يؤلمها السلخ بعد الذبح. لقد أحيط به من كل مكان، والمنجنيق يضرب البيت الحرام، وهو يقاوم مع فئة قليلة من جنوده، والكثرة تغلب أشجع الشجعان مهما عظم، وليس الرأي في الآخر إلا رأي أسماء فهي التي ربته على الحق وأرضعته لبان الإيمان والعدل والجرأة في الحق وسداد الرأي. ودخلوا على ابن الزبير في المسجد وقت الصلاة وقد التجأ إلى البيت وهم ينادون: يا بن ذات النطاقين، وتكاثروا عليه فشدخ بالحجارة فانصرع، وأكب عليه موليان له وأحدهما يقول: العبد يحمي ربه ويحتمي، حتى قتلوا جميعا وتفرق من كان معه من أصحابه وأمر به الحجاج فصلب منكسا بمكة، وكان مقتله يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 73 للهجرة. .
    ولم يدفع لها الحجاج جثة ابنها رغم كل المطالب والضغوط، وبعد مدة جاء كتاب عبد الملك بن مروان أن يرفع إلى أهله، فأتي به أسماء فغسلته وطيبته ثم دفنته" وفاتها: لم تعش أسماء بعد ابنها سوى أيام معدودات، ففي رواية أنها عاشت ثلاثة أيام وفي رواية عشرة أيام وفي روايات أكثر قليلا لكن المتفق عليه أنها لم تعش بعد ابنها طويلا، وقد أوصت أسماء قبل موتها قائلة لأهلها: إذا أنا مت فأجمروا ثيابي وحنطوني ولا تجعلوا فوق كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار" "وقد عاشت أسماء رضي الله عنها دهرا طويلا فكانت إحدى الوثائق الصحيحة التي وعت أحداث قرن كامل، وكانت خاتمة المهاجرين والمهاجرات وفاة، كما نالت بالشمائل الكريمة البشارة بالجنة منذ فجر حياتها، ففي قصة الهجرة جادت أسماء بنطاقها ونفسها من أجل تأمين السعادة والطعام لرسول الله فقال لها صلى الله عليه وسلم: إن لك بهما نطاقين في الجنة

  16. #56
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    رضي الله عنها وأرضاها
    وحشرنا في زمرتها

    شكري وتقديري/ جبران
    صباح الفل



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #57
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تمثال احمد شوقي في ايطاليا


    امير الشعراء احمد شوقي


    أحمد شوقي بك هو شاعر مصري من مواليد القاهرة عام 1868 لاب كردي و أم تركية و كانت جدته لأبيه شركسية و جدته لأمه يونانية، دخل مدرسة "المبتديان" و أنهى الابتدائية و الثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره ، فالتحق بمدرسة الحقوق ، ثم بمدرسة الترجمة ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق بن إسماعيل. أقام في فرنسا ثلاثة أعوام حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18 تموز 1893م. نفاه الإنجليز إلى إسبانيا واختار المعيشة في الأندلس سنة 1914م وبقي في المنفى حتى عام 1920م. لقب بأمير الشعراء في سنة 1927 و توفي في 23 أكتوبر 1932، خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما، و هو أول شاعر يصنف في المسرح الشعري.

    اشتهر شعر أحمد شوقي باعتباره شاعراً يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس، ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصص شعرية، نظم في الغزل، وفي المديح. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة يمتدح مصطفى كمال أتاتورك بانتصاره على الإنجليز، فيقول يا خالد الترك جدد خالد العرب)، وتارة ينهال عليه بالذم حين أعلن إنهاء الخلافة فيقول
    مالي أطوقه الملامة وطالما قلدته المأثور من أمداحي فهو معبر عن عاطفة الناس بالفرح والجرح. معبراً عن عواطف الحياةالمختلفة. ومن أمثال الإختلاف في العواطف تقلبه بين مديح النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تعبير عن عاطفة التدين لديه إلى الفرح بنهاية رمضان ومديح الخمر بقوله رمضان ولى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق). مما يؤكد الحس الفني والفهم لدور الفنان في التعبير عن العواطف بغض النظر عن "صحتها" أو "مناسبتها" لأذواق الآخرين من عدمه، وهذا من بوادر إبداع الشاعر في جعل شعره أداةً أدبية فنية، قبل كونه بوقاً لفكرة ونظام ما.


    لم يكن أمير الشعراء احمد شوقي مجرد شاعر تتجسد روحُ الإسلام وقيمه وتعاليمه وآدابه في شعره، بل كان بحق شاعرا من نوع فريد يدافع عن الإسلام بإبداعاته الشعرية المتميزة، ويتصدى بشجاعة لشعراء الرذيلة، ويعبر بصدق وموضوعية عن آمال وتطلعات أمته الإسلامية ولا يهادن الاستعمار الذي ابتليت به الأقطار الإسلامية في عصره، بل قاوم بإبداعاته وفنه الراقي كل أشكال الاحتلال التي اغتصبت إرادات الشعوب، وصادرت حرياتها ونهبت ثرواتها وجثمت على صدورها. ولد شوقي في القاهرة سنة 1285 ه - 1868 م ونشأ فيها، ولكن عروقه كانت تحمل خليطا من دماء عربية وكردية وجركسية ويونانية تبعا لنسب والديه وجديه وجدتيه واهتمت به جدته اليونانية التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل.

    عبقرية مبكرة

    بدأ شوقي رحلة النبوغ مبكرا حيث تلقى العلم وهو في الرابعة من عمره بعدما أدخل مكتب الشيخ “صالح” في حي الحنفي بالسيدة زينب، ثم تلقى بعد ذلك دراسته الابتدائية والثانوية في المدرسة الخديوية وفي التجهيزية، ثم التحق بكلية الحقوق، ولما لم ترق له التحق بقسم الترجمة الذي أنشئ فيها وتخرج فيه.

    تفتحت عبقرية شوقي الشعرية باكرا حتى بهر أساتذته بها، فلما عين بعد تخرجه موظفا في رئاسة القلم الإفرنجي في القصر اتصل بالخديوي وصار شاعره، ولم تمض سنة واحدة حتى شعر الخديوي أن على شوقي متابعة تحصيله ليستكمل ثقافته فأرسله إلى فرنسا ليلتحق بكلية الحقوق ويوثق معارفه بالمدنية الغربية وآدابها، فدرس عامين في “منبلييه” وعامين في باريس، ثم عاد إلى منصبه في المعية الخديوية، وظل يتدرج في المناصب حتى تولى رئاسة القلم الإفرنجي في عهد الخديوي “عباس الثاني” وتقرب إلى هذا الأمير حتى كانت شفاعته عند ذوي الحكم لا ترد وإشارته لا تخالف.

    ولما شبت الحرب العالمية الأولى خلعت إنجلترا بقوة الاحتلال الخديوي عباس عن عرش مصر، ورأى أولياء الأمر يومئذ أن يغادر شوقي البلاد، واختار برشلونة منفى له ولأسرته، ولم يعد إلى مصر إلا بعدما عاد السلام إلى العالم، لكن صلته الوثيقة بالنظام القديم ومدائحه المروية في الخديوي في المنفى كانت مازالت تقوي بينه وبين القصر أسباب الثقة والتقريب، وقامت ثورة 1919 ومعها نهضة مصر الحديثة فانصرف الشاعر بإلهامه وأنغامه إلى الشعب يذود عن قضاياه ويهتف بمجده ويعبر عن شعوره ويتغنى بجهاده حتى حمدت له مصر والعرب هذه اليد فاستقبل عند عودته إلى مصر استقبال الأبطال، واصبح كل شاغله التقرب من الشعب وليس القصر، فذاعت شهرته واختير عضوا في مجلس الشيوخ.


    أمير الشعراء


    في العام 1927 تنادت الأقطار العربية إلى تكريمه فأقاموا له مهرجانا في دار الأوبرا اشترك فيه رجالات مصر وأقطاب الدول العربية وبويع فيه أميرا للشعراء، وقد أعلن ذلك حافظ إبراهيم بلسان الجميع:

    أمير القوافي قد أتيت مبايعا

    وهذي وفود الشرق قد بايعت معي


    ولم يزل شوقي موضع الإكبار والإكرام حتى انتقل إلى جوار ربه في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1932 فأقامت له وزارة المعارف وطائفة من أعيان الفضل والأدب حفل تأبين بدار الأوبرا دعت إليه أقطاب العلم والأدب في الأقطار العربية.

    وعاش احمد شوقي آمال أمته الإسلامية وآلامها وسجل بشعره بعض الأحداث الجسام التي مرت بها الأمة، ومن ذلك موقفه من الخلافة الإسلامية حيث برز انتماؤه وولاؤه للإسلام من خلال تناوله لثورة مصطفى كمال أتاتورك.. فما كاد العالم الإسلامي يفرح بانتصار الأتراك على أعدائهم في ميدان الحرب والسياسة ذلك النصر الحاسم الذي كان حديث الدنيا والذي تم على يد مصطفى كمال في سنة 1923م حتى أعلن إلغاء الخلافة ونفى الخليفة من بلاد الأتراك، فنظم شوقي قصيدة يرثي فيها الخلافة وينبه ممالك الإسلام إلى إسداء النصح للغازي لعله يبني ما هدم وينصف من ظلم فيقول:


    عادت أغاني العرس رجع نواح

    ونعيت بين معالم الأفراح

    كفنت في ليل الزفاف بثوبه

    ودفنت عند تبلج الأصباح

    ثم يقول موجها النصيحة:


    أدوا إلى الغازي النصيحة ينتصح

    إن الجواد يثوب بعد جماح

    ثم يحذر من انتشار الفتن:


    فلتسمعن بكل ارض داعيا

    يدعو إلى الكذاب أو لسجاح

    ولتشهدن بكل ارض فتنة

    فيها يباع الدين بيع سماح

    وانطلاقا من معايشته لمآسي وآلام أمته الإسلامية خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخها جسد شوقي في قصائده شعورا قوميا خاليا من الإقليمية الضيقة، فيوم ثورة دمشق التي جابهها الفرنسيون بقوة كان له موقف مشرف فقال:

    سلام من صبا بردى أرق

    ودمع لا يكفكف يا دمشق

    ومعذرة اليراعة والقوافي

    جلال الرزء عن وصف يدق

    دم الثوار تعرفه فرنسا

    وتعلم انه نور وحق

    وللحرية الحمراء باب

    بكل يد مضرجة يدق


    شاعر الفضيلة

    ورغم أن شوقي مثل غيره من كبار شعراء العروبة والإسلام- كانت تتنازعه في شعره كما في نفسه شخصيتان: شخصية الورع المؤمن والحكيم الإنساني، وشخصية رجل الدنيا والملذات، إلا أن الجانب الأخلاقي في شعر شوقي كان بارزا، فكان دائما يحض على الفضائل والقيم الإسلامية حتى أصبحت بعض أبياته الحكيمة أمثالا تجري على ألسنتنا:

    وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

    فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    وأيضا:

    صلاح أمرك للأخلاق مرجعه

    فقوم النفس بالأخلاق تستقم

    والنفس من خيرها في خير عافية

    والنفس من شرها في مرتع وخم


    مكانته الأدبية

    حول مكانة شوقي الأدبية يقول الدكتور محمد مصطفى سلام أستاذ الأدب والنقد: يكاد النقاد يجمعون على أن شوقي كان تعويضا عادلا عن عشرة قرون خلت من تاريخ العرب بعد “المتنبي” لم يظهر فيها شاعر موهوب يصل ما انقطع من وحي الشعر ويجدد ما اندرس من نهج الأدب.

    كان شوقي ينظم شعره عن طبع دقيق، وحس صادق، وذوق سليم، وروح قوي فيأتي به محكم السبك لا يشوبه ضعف ولا لغو ولا تجوُّز ولا قلق، وهو كالمتنبي في انه تصرف بين الناس وخالط دماءهم وأولياءهم حتى عرف كيف يصف طبائعهم ويصور منازعهم، وهو مثله في إرسال البيت النادر، والمثل السائر، والحكمة العالية، مستخلصا ذلك فيما يسوق من المعاني في المدح أو الوصف أو الرثاء، وكان شوقي ينظم الشعر بين أصحابه فيكون معهم وليس معهم، وينظم في المركبة وفي سكة الحديد، وفي المجتمع الرسمي وحين يريد وحيث يريد.

  18. #58
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الشيخ عبدالله حسين الإحمر رحمه الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عبد الله الأحمر ، الإسم الكامل هو عبد الله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر (1933 - 28 ديسمبر 2007) ولد في شعبان 1351هـ في حصن حبور بمنطقة ظليمة في اليمن - حاشد ، في أسرة عريقة برزت فيه أسماء من مشائخ حاشد بما لهم من أدوار مهمة في التاريخ اليمني المعاصر.

    تلقى الدراست الأولية في كتاب صغير بجوار مسجد حصن حبور على يد أحد الفقهاء الذي علمه القراءة والكتابة والقرآن الكريم ومبادئ الدين والعبادات. ويشغل الآن منصب رئيس مجلس النواب اليمني.



    العمل السياسي

    عقب قيام الوحدة في اليمن وإقرار التعددية والحزبية السياسية تبنى عبد الله الأحمر الدعوة إلى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح الذي ضم كافة طوائف المجتمع من علماء ومشايخ ومثقفين ورجال أعمال وشباباً ونساء من مختلف مناطق اليمنية . وتم اختيار عبدالله الأحمر لشغل منصب رئيس الهيئة التحضيرية العليا التي تولت مهام تأسيس الإصلاح السياسي في كل المحافظات اليمنية وقيادة التجمع حتى موعد انعقاد المؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر 1994م.


    المؤسسات والجمعيات الشعبية التي رأسها

    رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة الشعب الكويتي بعد الغزو العراقي لها.
    رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأقصى وفلسطين.
    رئيس اللجنة البرلمانية للقدس وفلسطين.
    عضو مجلس الأمناء في منظمة الدعوة الإسلامية العالمية.
    نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس.
    رئيس فرع مؤسسة القدس في اليمن.

    وفاتة

    توفي يوم الجمعة 17/12/1428هـ الموافق 28 ديسمبر 2007 في العاصمة السعودية الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.له من الاولاد صادق يليه الشيخ حميد و الشيخ حمير يليه الشيخ حسين وهمدان ، وهاشم ،و حاشد ، وبكيل ، ومذحج ، وقحطان رحمك الله ياشيخ عبدالله واوسع قبرك وجعله روضه من رياض الجنه


    النشأة الأولى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ولدت في حصن (حبور) من بلاد (ظليمة) حاشد وهي ناحية من نواحي لواء حجة وتتبع الآن محافظة عمران التي أنشئت مؤخراً ، وكان ميلادي في أواخر شهر شعبان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية (1351هـ) وهو ما يوافق بالتاريخ الميلادي الأول من شهر يناير سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين ميلادية (1933م) ، ولم يكن في تلك الأيام سجلات للمواليد ، وكان البعض يسجل ميلاد أولاده في غلاف المصحف الشريف.
    في هذه المنطقة كانت نشأتي الأولى في بيئة نظيفة نقية فيها الطهر والوداعة والتواضع ، وفي معظم سنوات العمر الأولى كان والدي وعمي غالب يقضون معظم أوقاتهم في صنعاء عند الإمام يحيى للمراجعة في مشكلات اختلقتها لهم الدولة أو الإمام ، ونحن في البيت الأطفال الصغار أنا وأمثالي من أولاد العم يرعانا وكيل كان مع الوالد اسمه حمود بن أحمد اليتيم حيث رافق جدي ناصر ثم رافق الوالد وكان موضع ثقته وكان اعتماد الوالد عليه اعتماداً كلياً ، فكان المسئول عن رعايتنا ، وعن إدارة البيت والأموال والمزارع ، حيث كانت بيئتنا بيئة مزارعين ولدينا أراضٍ زراعية كثيرة ، وأذكر كيف كان بيتنا وهو بيت كبير وأحواشه واسعة مملوء بالعمال والرعاة ومملوء بالمواشي من كل أنواعها؛ الخيول والحمير والجمال والبقر والغنم ، وكنا محتاجين لكل نوع من أنواع الحيوانات؛ فالحمير والجمال لنقل الحبوب وغيرها من المنتوجات الزراعية ونقل ما نحتاج إليه في الزراعة، والثيران لحراثة الأرض ، والبقر والغنم للحليب والسمن ونذبح منها، ولا زلت أذكر ذلك وكيف كنا سعداء بتلك الحالة.
    وعندما بلغت سن السابعة أو الثامنة جاءوا لنا بمدرس يعلمنا القراءة والكتابة والقرآن في البيت ، وبدأنا بتعلم القراءة والكتابة أنا ومن هم في سني من أولاد العم، أما أخي حميد والذي يكبرني بسنتين ونصف وهو الأخ الوحيد لي في تلك الفترة حيث لم يولد أخي الأخير يحيى إلا بعد ذلك (في شهر يناير سنة 1948م) ، فقد كان حميد رهينة هو وعلى غالب الأحمر -وهو الابن الكبير لعمي غالب- لدى الإمام في حجة ، وما بدأ قراءته الأولى إلا وهو
    رهينة.


    ولا زلت أتذكر أول مدرس لنا واسمه السيد حسين الفخري ، ولم يستمر معنا إلا أياماً قليلة فقط وهرب ؛ لأنه حاول أن يضربني فأخذت اللوح الخشب الذي كنا نكتب به وضربته في رأسه وهربت ، فترك تدريسنا بعد هذه الحادثة. وجاءوا لنا بمدرس آخر بديلاً عنه وهو فقيه قبيلي واسمه محسن الصوتي من نفس المنطقة جوار حصن حبور الذي كنا فيه حيث لم يكن أحد منا صغيراً أو كبيراً ينزل المدينة أو يدخل السوق أبداً ، وكان معنا مسجد في الحصن وقد نفعتني الصلاة في هذا المسجد الذي كنا نتعلم بجواره ، وإذا كان الوالد متواجداً تقام الجمعة فيه وإلا فإن الجمعة تقام في المدينة التي كان فيها مدرسة للتعليم كما هو حال التعليم في المدن.
    ولا زلت أذكر عندما كان بعض طلبة المدينة يختمون قراءة القرآن حيث يطلعون إلينا مع أساتذتهم وقد لبسوا ملابس خاصة تدل على أنهم قد أتموا حفظ القرآن مرددين الأناشيد حتى يصلوا إلى أبواب حوش البيت فنفتح لهم فيدخلوا لينشدوا أناشيدهم مثل (بلاد العرب أوطاني) من أجل أن نعطيهم بعض الريالات التي كان يعطيهم إياها الوكيل أو أي شخص كبير يكون متواجداً في البيت.

    وأذكر كيف كان اهتمام الناس -المجتمع بأكمله- بالعبادات ، كنا نصلي الفجر جميعاً الصغار والكبار ، وبعدها لا ينام أحد حيث نجلس جميعاً نقرأ القرآن -الصغار والكبار والنساء اللاتي يحفظن القرآن- كل الناس تقرأ القرآن من بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، ثم نتناول طعام الإفطار لتبدأ بعده الحركة والعمل في وقت مبكر، وكان النوم مبكراً أيضاً حيث لم تكن هناك سهرات طويلة في الليل وهذا ما كان عليه اليمنيون كلهم في ذلك الوقت.
    بقينا في التعليم فترة بسيطة حيث كان التعليم في ذلك الزمان حتى يتم الشخص قراءة القرآن، وبعد ختم القرآن يصبح يقرأ ويكتب ولديه قليل من العلوم الدينية وحساب بسيط لحاجات بسيطة جدًاً، وكان البعض بعد هذه الدراسة ينتقل إلى المدرسة العلمية وهم محصورون في بعض الأسر في المدن ، وما بلغت الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمري إلا وقد أصبحت مسئولاً عن البيت والأموال حيث كان الفرد في ذلك الوقت يشعر بالمسؤولية مبكرًا فقد يتحمل المسؤولية ويواجه مشاكل القبائل ، وهو في سن الثالثة عشرة وبعضهم أقل وذلك بخلاف ابن المدينة.
    وبالنسبة لي شخصًياً فقد كان لدي شعور بالمسؤولية ، وجدية كبيرة خاصة أن والدي كان غائباً عن البيت في معظم الأوقات ، وكذلك عمي غالب وكان البيت كما قلت سابقاً مملوءاً بالمواشي وأصبح لدي في ذلك الوقت مواشي خاصة بي من البقر والغنم فأصبحت مسئولاً عن الأموال وتنقلت من حبور إلى منطقة الخمري بالعصيمات في حوث وإلى البطنة والعشة ودنَّان ، وكنت أتنقل إلى قضاء حجة أو المناطق والنواحي التي لنا أملاك فيها من أجل التحصيل بعد موسم علاَّن إلى أن قامت ثورة 1948م وأنا في سن الخامسة عشرة.


    تأثير الأب في مسار حياتي

    توفي جدي ناصر بن مبخوت في سنة 1340هـ قبل مولدي بإحدى عشرة سنة وكان والدي عندما توفي أبوه في الثانية والعشرين من عمره.
    كان الوالد –رحمه الله – يتسم بالحزم في تربية أولاده ومع عائلته ومع الناس، حيث كان شديداً جداً في التربية وفي كل الأمور التي يلزم فيها الشدة وكنا نهابه برغم أنه لا يتواجد في البيت إلا نادراً ومعظم أوقاته في صنعاء.
    وعلى الرغم من أن اهتمامي لم يتجاوز محيط البيت والشئون الخاصة إلا بعد 1948م، إلا أنني قد اكتسبت بعض الخبرة من الاختلاط بالناس الذين كانوا يتوافدون على الوالد عندما يكون متواجداً في البيت من أجل قضايا صغيرة أو كبيرة واكتسبت معرفة بالقبائل وخاصة قبائلنا العصيمات وعذر وتوسعت هذه المعرفة أكثر فأكثر بعد 1948م، وتوسعت مسئوليتي ولم تعد محصورة بشؤوننا فقط بل أصبحتُ مسئولاً على قبائلنا بالأخص العصيمات خاصة وأن الوالد سجن بعد 1948م وأيضاً الأخ حميد.
    ومن الأشخاص الذين كان لهم أيضاٌ أثر في حياتي وعمري لا يتجاوز ثلاثة عشر سنة هو النقيب محمد علي بدوي فارع الذي قدم سنة 45 م أو 46م من عدن مشياً على الأقدام متنكرًا ومتخفياً ومرسل إلى الوالد من الأستاذ أحمد نعمان والشهيد محمد محمود الزبيري وجماعتهم الوطنيين. وكان الوالد في منطقة أخرى من مناطقنا فبقى هذا الرجل عندنا في الحصن في غرفة خاصة متخفياً حتى عاد الوالد، وقد اعتبرت وصول هذا الرجل وانفرادي به وسماعي إليه وإلى الكثير من قصصه قبل عودة الوالد في غيبته غزواً سياسياً مبكرا بالنسبة لي أتاني من عدن.
    والنقيب محمد بدوي من أبرز الأسر في العصيمات، وكان عريفة جيش براني عند الإمام في تعز، وقد فر إلى عدن بعد فرار الأستاذين الكبيرين النعمان والزبيري ودخل في حزبهم وعمل تحت قيادتهم، وقد استمر في عدن مع الأحرار حتى قيام ثورة الدستور سنة 48م وخرج مع الأستاذ النعمان والمجموعة الذين معه حيث ألقي القبض عليهم في محافظة ذمار وسِيقوا جميعا مغلغلين بالسلاسل إلى سجن نافع في محافظة حجة، وضل النقيب محمد علي بدوي في السجن سبع سنوات ثم أطلق سراحه مع غيره، وبقي في مقام الإمام أحمد في تعز تحت الإقامة الجبرية حتى قيام ثورة سبتمبر, وغادر تعز بعد ذلك واتجه إلىَّ في الشهر الأول من الثورة وأنا في القفلة وشارك في القتال وأصيب بإصابات بالغة في جبل عزًان فوق منطقة القفلة، وبعد أن عاد من رحلة العلاج من مصر واصل معنا القتال دفاعا عن الثورة التي ساهم في خلقها حتى توفاه الله جندياً مجهولا فقيراً وأولاده من بعده فقراء غير معروفين، وعندي اثنين من أحفاده، فهذا الشخص المجهول هو الذي زرع في شخصيتي الحسّ السياسي والوطني من وقت مبكر.

    الدور التاريخي لآل الأحمر

    زعامة أجدادي بيت الأحمر على حاشد هي قديمة ولكن ليس لدي مسلسل تاريخي إنما محطات متفرقة عن ذلك ، والذي أعرف عنه هو زعامة الشيخ علي بن قاسم الأحمر الجد التاسع للأسرة في المائة بعد الألف من الهجرة (1100هـ) ، كان جدي علي بن قاسم له نفوذ كبير وشخصيته قوية جداً والتفاف حاشد حوله كان قوياً وكان له أتباع من قبائل بكيل ولدينا تهجير
    حتى من قبائل أرحب ونهم ما بالك من قبائل ذو محمد وذو حسين وسفيان والقريبين منا . أما نفوذه فكان على مناطق لواء حجة أكثر لأن جميع قبائلها من حاشد نسباً ، وإذا برز شخص كبير من آل الأحمر فكان يمتد نفوذه إلى مناطق لواء حجة التي تسمى حاشد الغرب الذين هم من أولاد غريب بن جشم بن حاشد الأكبر ، ومنهم الشرفين وبلاد أسلم وكعيدنة وحجور الشام والأهنوم وكل قبائل قضاء حجة التي منها بني قيس وكُحلان وشرس وبني العوام ومبين والظفير وغيرها . أما حاشد المشرق فهم العصيمات وبني صريم وخارف وعذر وبني جديلة وظليمة وعمران وهمدان وسنحان وبلاد الروس وغيرهم ممن ينتسبون إلى قبائل حاشد وهم أولاد مالك بن جشم بن حاشد.
    والجد الأكبر علي بن قاسم هو الذي كسب أموال في مناطق لواء حجة ، وما كان كسب جدي ناصر إلا تكملة لما كسبه على بن قاسم الأحمر ، وقد انقرضت تلك الأموال وقد أمتلك بعض حصونها مثل حصن القاهرة في المحابشة ، وحصن قلعة سَنجر في حجة ، وحصن شيعان في كحلان ، وحصن الغطريف في بني العوام وغيرها.
    وكان له – كما قلنا – نفوذ قوي وعندما اختلف مع الإمام المنصور حسين ابن الإمام القاسم دعا حاشدا وبكيلا ضد الإمام بعد محاولات كثيرة لإصلاح ما كانوا ينشدون إصلاحه من الفساد من جانب الإمام ولكنه لم يستجب ، وهنا بدأ الصراع حيث قام رجال حاشد وبكيل بقيادة على بن قاسم الأحمر وزعماء من مشائخ بكيل بمحاصرة صنعاء وأحاطوا بها إحاطة جيوش ، لكن الإمام استطاع أن يخترق بعض قبائل بكيل فانسحبوا وهذا مذكور في كتاب (نشر العرف) لزبارة.
    وبعد ذلك استمر علي بن قاسم الأحمر في الحصار ورأى أن الأمور مهيأة ليتصالح معه فكلف الإمام وساطة ظلت تتردد عليه إلى أن وصلوا إلى نقاط حلول لم يأت بعدها إلا الندم واتفقوا على عقد اجتماع مع الإمام في بير الشائف خارج سور صنعاء ، وقد دبر الإمام الخدعة حيث جاءوا إلى الخيمة التي نصبها الإمام ليلتقي معهم بعد أن اتفقوا على أن يأتي جدي بمجموعة قليلة والإمام يخرج من صنعاء ، وعندما دنا موعد الاجتماع بين الإمام وجدي علي بن قاسم الذي كان منتظراً في الخيمة التي نصبت لهم وتقرر الاجتماع فيها، وصل الإمام بحصانه إلى خارج الخيمة بغتة ، وأدخل رجاله إلى الخيمة فقتلوا جدي داخل الخيمة وهرب الإمام هو ومن معه من مكان اللقاء ودخلوا صنعاء.
    هذه حلقة من حلقات الصراع بين آل الأحمر وبعض الأئمة، أما الوضع العام أو الدائم تقريباً فقد كان الولاء للأئمة لا سيما عندما يكون هناك غازٍ أجنبي سواء الأتراك أو من سبق الأتراك من الملوك الذين تواجدوا في بعض مناطق اليمن.
    وبعد علي بن قاسم الأحمر لم تظهر شخصية كبيرة لعدة أجيال ، إلى أن جاء ناصر بن مبخوت في أيام الإمام المنصور فاستعاد المكانة التي كانت لعلي ابن قاسم أو بعضها ، وفي عهده جاءت غزوات الأتراك فتبنَّى مع قبائل حاشد مناصرة الإمام ومطاردة الأتراك ، وقد حاول الأتراك من خلال الرسائل تحييد جدي ناصر بالإغراءات المالية وطلب وصوله إليهم للتفاهم ومنحه الأمان إلا أن شكوكه بالأتراك ظلت قائمة رغم المراسلات المتبادلة والأيمان المغلظة منهم ألاَّ يمسه سوء.[ وثيقة رقم (1) ]
    ولمَّا تم الصلح بين الإمام والأتراك المسمى صلح دعان( ) 1326هـ-1911م بدأ الخلاف بين الإمام يحيى وجدي ناصر بن مبخوت ومن معه من حاشد وغير حاشد.



    أسباب وتداعيات الخلاف بين جدي ناصر بن مبخوت
    والإمام يحيى


    لقد كان الخلاف بعد اتفاقية دعان التاريخية بين الأتراك العثمانيين، وبين الإمام يحيى بن محمد حميد الدين لأن جدي ناصر بن مبخوت كان له الدور الكبير في مطاردة الترك وفي الدفاع عن الإمام و دولة الإمام ، وقد اعتبر جدي ناصر ومشائخ من حاشد وبكيل الاتفاقية التي تمت مع الأتراك طعنة بالنسبة لهم ونكث بالعهد أو النهج الذي كانوا يناصرون الإمام على أساسه، وهو أنهم يدافعون عن الدين وعن الخلافة الإسلامية المتمثلة في الإمام والإمامة.
    والذي استثارهم أن الإمام كان يحرضهم ضد الأتراك ويدعوهم إلى قتالهم لأنهم كما كان يقول: بغاة وكفار وأعداء الله ، إلى حد أنه كان يقول للناس وبعض أبواقه إن من قتل تركي دخل الجنة ، وهناك رسائل بين الإمام يحيى وجدي ناصر يصف فيها الإمام الأتراكَ بأعداء الله والمقاتلين لهم من حاشد بالمجاهدين [ وثيقة رقم (2) ] . وفي ليلة وضحاها بعد أن أبرم الصلح مع الأتراك دون أخذ رأيهم أو استشارتهم، أصبح يعلن للناس أن هؤلاء إخواننا المسلمون والناس لا يعلمون ما يجري في تركيا وما هو جار من عدوان على الخلافة التي مركزها إسطنبول ، حيث لم يكن هناك وسائل إعلام أو نحوه ليعرف الناس ما يجري في العالم .
    من هنا بدأ الخلاف حادًا مما دفع جدي ومشائخ حاشد وبعض مشائخ بكيل من أرحب وذو حسين وبيت الشايف ، وبني ردمان ، وسفيان إلى التوجه لمناصرة الإمام الإدريسي ضد الأتراك الذي ظل يحاربهم في تهامة السواحل ولم يتصالح معهم ، واستمر البعض في مناصرة الإدريسي حتى بعد خروج الأتراك، ضد الإمام يحيى في بعض المناطق لفترة قصيرة حتى انتهت دولة الإدريسي، وعندما أصبحت الحرب بين الإمام يحيى والإمام الإدريسي كان موقفهم لا يزال مع الإدريسي . أما جدي ومن معه من المشائخ فإنهم لم يقطعوا صلتهم بالإمام أو يوجهوا ضده أي حرب أبداً ، وكانوا يقولون: إمامنا الذي ولاه ربنا لكنه خان وإذا كان هذا إمام الزيدية فذاك إمام الشافعية هذا إمام وذاك إمام والكل ساده من آل الرسول، هكذا كان رأيهم لكن ولاءهم في مناطقهم ظلَّ مع الإمام وفي ساحة القتال مع الإدريسي حتى تقهقرت دولة الإدريسي وانهارت وتمكن الإمام من بسط نفوذه على بعض المناطق التي كان يحكمها الإدريسي والجزء الشمالي من تهامه اليمن، أما مناطق مخلاف السليماني وما إليه ، فقد أصبحت الآن جزءاً من المملكة العربية السعودية.

    عهد الإمام يحيى

    بعد خروج الأتراك ودخول الإمام يحيى صنعاء ظل الإمام يجامل جدي ناصر بن مبخوت ويحترمه ويتجنب أي إساءة إليه أو إلى حاشد، وهناك العديد من الرسائل الموجهة إليه توضح ذلك[وثيقة رقم (3)] ، إلى أن توفي جدي وحاشد على ما كانوا عليه أنصارًا لا رعايا وهذا هو الفرق ، فالولاء للإمام موجود – ولكن هناك فرق بأن يكونوا أنصارًا أو رعية وقد كانت حاشد وبعض قبائل بكيل أنصار لا سيما حاشد فهم الذين آووا ونصروا الإمام يحيى والإمام المنصور ومن قبلهما من الأئمة ، فحاشد كانت معقل الأئمة ومناطق انطلاقتهم وحاشد هم من عملوا على حماية الأئمة من كل غازٍ حتى عندما حاول الأتراك أن يقتحموا مدينة شهارة( ) كان اعتماد الإمام على حاشد، ورغم أن قبائل أخرى من بكيل كانت تأتي لمناصرة الإمام إلا أن الاعتماد الرئيس كان على حاشد .
    وعندما توفي الإمام المنصور سنة 1322هـ اجتمع العلماء في مدينة القفلة( ) وهي منطقة في حاشد لاختيار إمام جديد ، وكان هناك أكثر من عالم يرشح نفسه للإمامة وينافس الإمام يحيى وبدأ العلماء يناظروا ويوازنوا بين الإمام يحيى ومنافسيه ؛ فقالوا : الإمام يحيى مستوفي شروط الإمامة عدا شرًطا واحدًا، فكان الدور الحاسم لجدي ناصر بقوله: هذا هو الشرط الناقص وأشار بيده إلى عصاه فتمت مبايعة الإمام يحيى ، وهكذا فقد كان جدي ناصر هو المرجح لعملية اختيار الإمام يحيى ولعب دوراً كبيراً في ترجيح كفته ، وظل الإمام يحيى يحترم جدي ناصر ويراعي هيبته ومكانته وماضيه وأدواره [وثيقة رقم (4)] ، ولهذا ترك حاشد على ما هم عليه أنصارًا إلى أن توفي جدي ناصر سنة 1340هـ، وبعد وفاته بدأ الإمام يحيى يرسل جيوشه على حاشد وأول ما بدأ به عقب وفاة جدي مباشرة بتقليص نفوذ أولاد ناصر بن مبخوت في قضاء حجة في المناطق التي كان لهم فيها نفوذ والتي كانت مصدر إمكانياتهم وتموينهم ، فقد كانت كثير من أسواق مناطق قضاء حجة ملكهم، وكانت بعض هذه المناطق تدفع الزكاة إليهم إضافة إلى امتلاكهم لحصون كان فيها مجاميع من عساكر الوالد وأعمامي والذي كان أكبرهم عمي ناصر بن ناصر.
    وبدأت المضايقات ومحاربة أولاد ناصر بن مبخوت في لواء حجة بقيادة سيف الإسلام أحمد الذي كان والياً للواء حجة وهي منطقة نفوذه، وحصلت معارك كثيرة ومتكررة كبيرة وصغيرة وفي مواقع متعددة: في سوق الأمان ، في نجرة ، في قلعة سنجر في بني موهب في حجة وبعدها جاءت حركة شيبان، وشيبان هذا كان مسئولاً للإمام في حجة وكان له اتصالات بالإدريسي الذي كان بالقرب من حجة سنة 1339هـ تقريباً ، فاستدعاه الإمام يحيى وحبسه فقام أخوه السيد محسن شيبان ومعه الوالد قبل وفاة جدي بالهجوم على حجة واحتلوا قاهرة حجة . وأعتقد أن سيف الإسلام أحمد كان خارج حجة أو في صنعاء لكن كان على حصون حجة عساكر من حاشد من خارف ومنهم الشيخ يحيى بن سرحان المحجاني في حصن نعمان والشيخ محمد غالب القديمي في حصن آخر .
    ابتدأ الهجوم من الوالد والسيد محسن شيبان ومن معهم من العصيمات على القاهرة حتى احتلوها، واستمرت الحرب بالمدافع ما بين حصن نعمان الذي فيه المحجاني ومن معه من خارف وبين شيبان والوالد الذين سيطروا على قاهرة حجة، وتحرك سيف الإسلام أحمد من صنعاء إلى حجة وأرسل الإمام يحيى وساطة لا أدري قبل وصول أحمد أو بعد، وانسحب الوالد وشيبان ومن معهما من القاهرة بسلام بموجب الواسطة واتجهوا إلى بلاد العصيمات .
    وبعدها بفترة حصل بين عمي ناصر بن ناصر وبين سيف الإسلام أحمد حوادث كثيرة ، حيث خرب حصوننا، فنكف( ) الوالد وعمي ناصر بين حاشد وأرحب، ونزلوا بجيش لاحتلال حجة حتى وصلوا منطقة نيسة( ) ، وهم في طريقهم إلى حجة التي هي الهدف من النكف ، فاعترضهم بعض عساكر الإمام بقيادة عامل منطقة نيسة فاحتربوا معهم وكان ذلك بإيعاز من الإمام يحيى بهدف عرقلة عمي ناصر ومن معه حتى يرتب سيف الإسلام أحمد أموره في حجة ، وكان أحمد غير مستقر في حجة إذ كان يتردد كثيراً بين صنعاء وحجة .
    المهم هذه الحادثة استنفدت شيئاً من قوة الوالد وعمي ناصر، لكنهم تمكنوا من احتلال حصن نيسه وقتلوا العامل واستولوا على ما فيه من الحبوب وكانت كل مراكز الإمام مملوءة بالحبوب التي كانت تعتبر أكبر غنيمة للناس في ذلك الوقت . المهم التهى الجيش، والإمام يحيى كما هي عادته كان يرسل وساطات بينه وبين عمي ناصر أو الوالد وكانت الوساطة التي أرسلها هذه المرة من العلماء الكبار والمشائخ الذين كانوا أنصار الإمام ثم استغنى عنهم وأهملهم وهم سيوف الإنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي محمد بن محسن المتوكل والسيد أحمد بن قاسم حميد الدين وسيف الإسلام أبو نيب ابن الإمام شرف الدين الهادي، والشيخ حزام بن عبدالله الصعر والشيخ راجح بن سعد وغيرهم ، وقد وصل هؤلاء للصلح بين عمي ناصر وسيف الإسلام أحمد وذبحوا العقائر أمام عمي ناصر والذين معه في رفع المطرح أي من أجل رفع الجيوش وعلى شرط أن الإمام يتوقف عن الاعتداء على مناطق وحصون آل الأحمر ، فارتفعت الجيوش ووافق عمي على هذا الأساس .
    بعدها لا أدري ما الذي حصل بين عمي الذي كان كبير الأسرة ، وكان حاد الطبع ، وبين الإمام ، مما أدى إلى خروج جيش كبير على حصن حبور في ظليمة والذي كان المعقل الرئيس لجدي ناصر وأولاده وحاصروا الحصن وضربوه بالمدافع وكان الحصن قد أخلي من العائلات وأخذوها إلى العصيمات ، واستمر الحصار فترة وقد كان المبرر في خروج الجيش على حصن حبور وعلى حجة أن أهل هذه المناطق هم رعية الإمام فلماذا تظل السيطرة لأولاد الشيخ ناصر بن مبخوت فيها وكل ما كان يحصل من نزاع بين الإمام وعمي ناصر وإخوانه في مناطق قضاء حجة هو تحت هذا المبرر كما حصل من قبل في نجرة من حرب وخراب قلعة سنجر التي كانت أحد معاقل آل الأحمر .
    وفي هذه الفترة أو بعدها خرج الجيش أيضاً على حاشد العلو وبالذات على بني صريم وخارف والعصيمات -أعتقد سنة 1343هـ- من أجل سبب بسيط كان يمكن تلافيه ، لكن مشائخ حاشد تعنتوا ، والإمام يحيى وجدها فرصة ليخرج الجيش عليهم ، وكانت البداية قريتين من عيال سريح والقريتان مجاورتين لحاشد، اختلفوا مع الشيخ راجح بن سعد الذي كان الإمام يدعمه والقريتان هما قرية المَطْرَد اللذين آخوا بني صريم وقرية صُرَبَات اللذين آخوا خارفاً ، فاحترب عيال سريح وبني صريم وخارف من أجل القريتين ، وكان الإمام يدعم عيال سريح ، وقد حاول الشيخ راجح بن سعد أن يتوسط في هذه القضية لكن حاشد رفضوا وساطته ، فخرج الجيش على حاشد بالمدافع ودارت معارك وبدأ الجيش بضرب قرى الظاهر الأعلى وهي: يشيع والعقيلي وبيت العرمزة والعذرات وغيرها، وكان تركيز الإمام على بني صريم قبل غيرها، لأن فيها مدينة خمر التي تعتبر عاصمة حاشد وهَجَرْها( ) ، وبسقوطها يسهل على الإمام السيطرة على بقية قبائل حاشد ، واستمرت المعركة ، ولم يحتلّ الإمام أي قرية من القرى إلا بعد قتال وضرب بالمدافع ، والوالد وعمي غالب هم قادة المعارك، أما عمي ناصر فقد كان مشغولاً بمراكز نفوذنا في قضاء حجة وكان هذا بداية 1344هـ. واستمر الإمام بعدها يوجه الجيش بعد الجيش ويُهزمون مرة تلو الأخرى ، فكان أول جيش بقيادة الشريف عبدالله الضُمين وآخرها بقيادة عبدالله الوزير حتى احتلوا مدينة خمر وبعدها دارت معارك حول خمر وعلى أبواب خمر بيت المشرقي وغيره، وعمي غالب كان هناك، وكان معنا مدفع واحد قاوموا به إلى أن وصل جيش الإمام إلى الجراف بعد خمر، والوالد وعمي ومن معهما انسحبوا من بني صريم ونزلوا العصيمات ، فأمر الإمام يحيى قادة الجيش بالتوقف وأخذ الرهائن من بني صريم وخارف ودخلوا تحت الطاعة .
    واستمر الوضع ثلاث سنوات تقريباً ، وفي شهر ذي القعدة أو ذي الحجة من سنة 1346هـ تقدم سيف الإسلام أحمد من حجة حيث بدأ بعِذَرْ ، وبعدها العصيمات السفلى، وتوجه للعصيمات العليا التي بيوتنا فيها ، حاول الصعود إليها من مدينة حوث( ) لكنه ما استطاع فاتجه على منطقة وادعة ، وابتدأ الحرب من اتجاه وادعة على حوث وحول حوث ، واستمر المد والجزر عدة أشهر إلى شهر محرم أو صفر من سنة 1347هـ ، حتى أرسل الإمام يحيى وساطة للصلح مع أبناء ناصر مبخوت وأبي معهم ، نفس الشخصيات التي أرسلها في المرة السابقة لأن لهم لدى حاشد مكانة وقبولاً.
    وتوصلت الوساطة إلى إنهاء الصراع على شرط أن لا تدخل الجيوش بلاد العصيمات العليا نهائياً وأن الوالد وإخوانه يعلنون ولاءهم للإمام ويسلمون ويأتون بالرهائن .
    وبعد أن حصحص الحق وأصحابنا استسلموا ، قال لهم كبيرهم عمي ناصر ابن ناصر : قدو الصدق يا أصحابنا ؟ أي: هذه إمكاناتكم وقدرتكم؟ قالوا: نعم ، قال: أما أنا يحرم عليَّ مواجهة سيف الإسلام أحمد أو أبيه وتحرم عليَّ البلاد بكلها. وخرج إلى السعودية .
    كان مع عمي والوالد جيش من برط من ذو محمد وذو حسين ، ظلوا معهم وقاتلوا حول حوث بقيادة الشيخ علي حسين بن مهفل وناجي بن أحمد الشائف ومعهم مئات من أصحابهم، قاتلوا حتى تمت المصالحة بين الإمام وأولاد ناصر ابن مبخوت ، وكانت الذخائر والحبوب والفلوس وكل المتطلبات من الوالد وإخوته للمقاتلين ، إلى أن انتهى كل شيء حتى إن الشيخ علي بن يحيى بن سيله وكان ممن ذهب مع الوالد إلى وادعة ، عندما وصل مع الوالد وعمي غالب ومشائخ العصيمات العلو إلى سيف الإسلام أحمد في وادعة وكان سيف الإسلام يعرفهم جميعاً فقال سيف الإسلام أحمد: زدنا عليكم ياشيخ علي ، قال الشيخ علي بن يحيى وهو يضحك: والله ما زدت علينا ولو كان في امريش ، حب ما رأيت من هذه الوجوه وجه لكن غلبنا الجوع ، وكان هناك مدفن كبير للحبوب اسمه أمريش .
    بعدها ارتفعت الجيوش وبقي الوالد مع سيف الإسلام أحمد، ثم دخلوا صنعاء وسلموا رهينتين للإمام على الوالد وعمي وهما عمي الصغير عسكر بن ناصر وابن عمي حمود ناصر بن ناصر ، أما بقية العصيمات فقد أخذ من كل فخذ رهينة ، وظلوا معظم أوقاتهم في صنعاء حيث كان الإمام يحيى يختلق لهم قضايا ومشاكل كثيرة مثل: أخذتم من حق الدولة الزكاة ، أو عند ناصر بن مبخوت فلوس ، أو عندكم ميراث لبيت صوفان ، أو عندكم ميراث لبيت شويل، وهم أنساب جدي، حتى انتقل كوكيل للعمات يطالب لهن بالورث. وما كانت تنتهي مشكلة إلا وابتدأ بمشكلة أخرى ، وآخرها أدخلنا في مشاكل على مال مع ناس لم يكن لهم أي حق .
    ورغم أنه لم تعد هناك أي مقاومة من قبلنا بعد أن وضعت الحرب أوزارها وانتهى كل شيء سنة 1347هـ ، إلا أن العداء والإيذاء والتغريم من قبل الإمام وأولاده ظل مستمراً ، وظل والدي وعمي في صنعاء بما يقتضي ذلك من مصروفات لهم ولمن معهم في الشريعة بشأن القضايا التي كان يختلقها لهم الإمام ، إضافة إلى مصاريف الرهائن ، وهذا أدى إلى خسائر كبيرة تكبدها الوالد وعمي غالب .
    ثم بعد وفاة الرهينتين المذكورين أعلاه في دار السعادة بصنعاء ، سمح لهم الإمام بالعودة إلى البلاد ولكن لم تمض إلا فترة بسيطة وطلبهم الإمام يحيى لإبدال الرهائن المتوفين ومن أجل قضايا ومشاكل اختلقها لهم كالسابق وهي عداوة وإيذاء وحرب استنزاف من قبل الإمام وأولاده بهدف إنهاء المال بعد الحال ، وفعلاً أوصل الوالد وإخوانه إلى حالة بؤس لم يتبق معهم سوى الأراضي الزراعية التي يعتمدون عليها وحتى أراضينا الزراعية لم تسلم من إيذاء الإمام وأولاده ، مثل الأمير الحسن في العصيمات ، ومن كان يدفعهم الإمام يحيى يطالبوننا ببعض أراضينا الزراعية التي ليس لهم فيها حق ، وكانت الإحكام القضائية تخرج لصالحنا والإمام يحيى ينقلهم إلى حاكم آخر .
    وظل الحقد على الوالد وإخوانه من قبل الإمام وأولاده ، رغم أنهم قد أجبروهم على تسليم المدفع الذي كان بحوزتهم وسببوا لهم متاعب وغرائم كثيرة سواء من أجل ذلك المدفع والذي سُلِّم ، أو من أجل قضايا أخرى ، ولكن ظل في أنفسهم حقد على الوالد وإخوانه لأنهم لم يصلوا بعد إلى تنحية مكانتهم القيادية في القبيلة ، فواصلوا محاربتهم بوسائل كثيرة حتى إنهم دفعوا من يدعي لعماتي كما أسلفنا -والتي كانت إحداهن تعيش في دار السعادة مع ابنتها زوجة المطهر بن الإمام يحيى ، والأخرى كانت زوجة البدر الذي غرق في الحديدة- من يطالب لهن بإخراج نصيبهن من التركة، وكل ذلك من أجل تشتيت التركة والأراضي الزراعية التي كانت حياتنا معتمدة عليها .

    النسب والمصاهرة مع بيت حميد الدين

    النسب والمصاهرة بين أسرتنا وبيت حميد الدين قديم من أيام جدي ناصر، حيث كانت أخت جدي ناصر زوجة سيف الإسلام محمد بن محسن بن أحمد المتوكل ، الذي ذكرناه سابقاً وكان مقره في السودة( )، ولهم في منطقة الخمري( ) بيوت وأموال ، وهذا النسب والمصاهرة مع بيت المتوكل انتقل إلى الإمام يحيى حيث تزوج الإمام يحيى بابنة سيف الإسلام محمد بن محسن أم الحسن وهي ابنة أخت جدي ناصر ، ولهذا كان جدي عندما يدخل صنعاء بعد أن يقضي عمله لا يجلس إلا في دار السعادة لدى ابنة أخته ، وتكرر النسب من بعد حيث تزوجت عمتي – أخت الوالد –بسيف الإسلام محمد البدر ابن الإمام يحيى الذي غرق في البحر بالحديدة ، كما تزوج سيف الإسلام المطهر بابنة السيد علي بن محمد المتوكل ، وأمها هي عمتي وكانت أكبر سناً من والدي وعاشت معظم وقتها في دار السعادة .
    وبالرغم من وجود هذه المصاهرة والنسب فقد ظل الإمام يسحقنا سحق إيذاء وتعد وتغريم من سنة 1347هـ إلى 1367هـ بهدف إذلال الأسرة ، ووصلنا إلى حالة بؤس واستدانة ديون للمواجهة حتى قامت ثورة 1948م.

    ثورة 1948م


    عندما قامت ثورة 1948م وقُتل الإمام يحيى ، كان عمي غالب في الحج، أما الوالد فكان في البلاد ، وسيف الإسلام الحسن كان هناك ، حيث كان معه مشاكل في القفلة ، وقد ألزم سيف الإسلام الحسن الوالد أن يحرك القبائل لمناصرة ولي العهد أحمد ، وهو توجه إلى حوث وانتقل منها إلى خمر ثم إلى ريدة( ) ومن ريدة إلى عمران التي استقر فيها يحرض الناس ويجمع الجيوش إلى صنعاء من حاشد وغير حاشد .
    أما الإمام أحمد فقد قبض على أخي حميد حيث أخذوه من سوق الأمان رهينة في حجة ، وأرسل رسالة للوالد مفادها أن ابنك عندنا والمطلوب منك تحشد الحشود ضد الثورة، والوالد تباطأ في جمع الناس ولم يكن مقتنعاً بالبديل حتى إن أحد الذين كانوا ملازمين للوالد وهو الشيخ عبدالله بن حسين فيشي يقول لي : عندما وصل الخبر للوالد عن طريق عسكري من صنعاء برسالة من القائمين بالثورة فتح الوالد الرسالة وإذا الخبر أن من قام بالخلافة بدلاً عن الإمام يحيى هو السيد عبد الله أحمد الوزير ، وبحسب كلام الشيخ فيشي أن الوالد لما قرأ الرسالة قال : والله إنهم أسوأ من بيت حميد الدين وبيت حميد الدين أشرف من هؤلاء فلا حول ولا قوة إلا بالله ، كنا ننتظر الفرج فإذا بها تأتي بما هو أسوأ.
    ولهذا ما كان مقتنعاً بما تم ، ولا متحمساً أيضاً لإجهاض ماهو حاصل، فانتقل ببطء من القفلة إلى العشة في يوم ، ومن العشة إلى حوث يومًا أو أكثر، ومن حوث إلى خمر في يومين أو ثلاثة أيام ، ومن خمر إلى ريدة ، ومن ريدة إلى عمران والحسن يستعجله وكان الحسن قد تمكن من حشد الناس حتى من حاشد ودفعهم إلى صنعاء مع غيرهم من القبائل .
    وما وصل الوالد عمران إلا والثورة قد سقطت ، وعندما دخل صنعاء لم يعد معه إلا العصيمات ، هكذا كان موقف الوالد متباطئاً حتى يتبين له كيف ستصبح الأمور ؟ لكن الإمام أحمد الذي كان في حجة كما ذكرنا أخذها نقطة على الوالد أضيفت إلى ما سبق من الضغائن السابقة ضده .
    وعندما قامت ثورة 1948م كنت في الخامسة عشرة من عمري وقد تبندقت -أي سلم لي الوالد بندقية ، وعادة القبائل يقولون لمن يحمل البندقية: (تبندق)- وحاولت أن أدخل مع القبائل الذين دخلوا صنعاء وكان لدينا الصغار _ ما بالك بالكبار _ شيء من النشوة والفرح بالثورة ضد الإمام لما كنا نعاني مما كان الإمام يمارسه من الظلم والضغط على الوالد والعم والأسرة بأكملها ، كنا فرحين جداً وأذكر أنه كان عندنا بعض كبار السن من العسكر ومنهم وكيلنا واسمه على زايد الدقيمي كانوا في حزن شديد على الإمام ، ومنهم من كان يبكي عليه ونحن الصغار في فرح ونشوة وكنا ندخل معهم في جدل .
    نظام الرهائن
    نظام الرهائن قديم في اليمن ولكن بعد أن بسط الإمام نفوذه النهائي على حاشد وبكيل وبالذات سنة 1347هـ فرض على كل بيت (أسرة صغيرة) من العصيمات أن تأتي برهينة وبالنسبة لأهل حوث (السادة) فقد فرض عليهم وحدهم ومن معهم من الباعة بأن يأتوا بتسع رهائن مثل بيت دهيش وبيت القملي وهم من التجار وكلهم جاءوا برهائن لأنهم وقفوا وفتحوا بيوتهم للعصيمات .
    وقد فرض على الوالد وإخوته رهينتين ، وفعلاً سلموه الرهائن ولم يكن للوالد أولاد في ذلك الوقت ولم يكن أيضاً مع عمي أولاد كبار، فأول من وقع رهينة هو عمي الصغير عسكر بن ناصر و حمود ابن عمي ناصر بن ناصر ولم يكن يرخص بالخروج لأحد منهم إلا قليلاً ثم يرجع حتى توفوا ، توفي حمود أولاً وبعده عسكر – في عهد الإمام يحيى- وما أن توفوا حتى ألزم الوالد برد رهينتين بدلاً عنهم فجاء بحميد أخي وكان عمره ثماني أو تسع سنوات وابن عمي علي بن غالب الثاني بدلاً عن الذين توفوا، واشترط الوالد أن ينقلوهم من صنعاء إلى حجة ليكونوا أقرب إليه وقد تم نقلهم إلى سجن حجة .
    وهكذا كان الإمام يحيى ومن بعده الإمام أحمد يستخدم نظام الرهائن لكي يضمن ولاء القبائل وعدم تمرد المشائخ عليه ، وقد عانينا من هذا النظام الكثير وتشردنا عن أهلنا وبيوتنا وأموالنا فترات طويلة بسبب نظام الرهائن.

  19. #59
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ياسر عرفات


    ياسر عرفات (4 اغسطس 1929 - 11 نوفمبر 2004)، هو محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني و كنيته أبو عمار). رئيس السلطة الفلسطينية المنتخب في عام 1996. ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969، وهو قائد حركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة. فاز مع اسحاق رابين بجائزة نوبل للسلام سنة 1994.


    نسبه

    الجذور التاريخية لعائلة عرفات القدوة الحسيني في فلسطين

    تفيد المصادر التاريخية أن لهذه العائلة جذور تاريخية تعود إلى العصر العثماني في فلسطين. ينحدر آل القدوة من حلب نزل غزة منها في القرن الحادي عشر جدها محمد بن يوسف القدوة وأخوه الحاج الشريف عرفات الشهير نسبه المبارك بابن القدوة. تذكر المصادر التاريخية التي تعود إلى العصر العثماني أن أبرز من عاشى في فلسطين من أجداد هذه العائلة هو محمد بن يوسف القدوة الذي عمل في التجارة منتقلآ بين غزة وحلب واستقر في مدينة غزة سنة 1068ه وقد أطلق عليه مؤرخ غزة لقب فخر التجار الكرام وبرز في ذلك الحين أيضآ شقيقه شيخ التجار الرئيس المحترم الحاج الشريف عرفات الشهير نسبه المبارك بابن القدوة وقد اشتهرت عائلته بغزة بإسمه وعرفت به وقد خلف الحاج الشريف عرفات القدوة وقفاً ذرياًً مؤرخاًً في الأول من ذي القعدة 1100 ه ويترجم الطباع لأبرز أبنائه قائلآ فخر الأكابر وقدوة الأعيان السيد محمد الذي عاش نحو 1090 ه وتوجه بعياله إلى أداء فريضة الحاج فولد له ولد بجبل عرفات فسماه عرفات ويضيف الطباع أيضأ أنه عاش بعد والده وصار من أعيان التجار المعتبرين والرؤساء المحترمين وحج وأوقف عقاراته على ذريته في سنة 1140هـ. تذكر المصادر التاريخية المخطوطة والمطبوعة أن للعائلة أرومة حسينية كما هو الحال مثل عدد غير قليل من عائلات فلسطين فقد أفرد ابن عميد الدين في مخطوطه ترجمة وافية لعبد الرؤوف بن داود عرفات القدوة الحسيني في كتابه الذي ألفه في تراجم السادة الأشراف فذكر صاحب الترجمة قائلآ "الحسيب النسيب السيد عبد الرؤوف بن السيد داود نقيب أشراف غزة". ونقل المؤرخ الغزي عثمان الطباع في مخطوطه كذلك تاريخاً لعائلة عرفات القدوة الحسيني فذكر في سياق تراجم رجالها "أن من البيوت القديمة بيت عرفات القدوة وهم أهل حسب ونسب وعلم و مجد وكانت فيهم نقابة الأشراف". ويؤكد سلسلة النسب شهادة عدد من العلماء والأشراف أمثال شيخ الشافعية حسن أبو السعود القدسي ومحمد أبو السعود القدسي شيخ السادة الخلوتية والمؤرخ عثمان الطباع مؤرخ مدينة غزة وأحد أبرز علمائها ومحمد الجفني امام زواية الطمار بباب الشعرية بالقاهرة ومحمد شيخ رواق الشوام وأحمد بسيسو صاحب كتاب كشف النقاب ووثائق المحكمة الشرعية في بيت المقدس.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في شبابة


    [COLOR="Black"

    و حملت الأسرة عدة ألقاب تشريف من الدول المتعاقبة وهي:

    الشريف
    السيد
    جلبي وهو لفظ تركي فارسي أطلقه العثمانيون على أصحاب البيوتات العظيمة والنبيلة ويعني سيد
    أفندي
    قائم مقام وهو لقب إداري عثماني
    النقيب
    القدوة وهو أبرزها على الإطلاق وهو لقب أعطي لجد الأسرة الشريف يوسف المتوفى ٥٦٧هـ من حاكم حماة.

    سلسلة نسب آل القدوة الحسيني

    عرفات القدوة بن الشيخ الشريف محمد القدوة بن الشيخ الشريف يوسف القدوة الجبريني نزيل مدينة حلب الشهباء بن الشيخ الشريف عبد الوهاب بن الشيخ الشريف طه بن الشريف علاء الدين علي بن الشريف محمد بن الشيخ الشريف نبهان القدوة المتوفى بقرية جبرين الفستق سنة 804 هـ بن الشيخ الشريف محمد القدوة المتوفى سنة 747 هـ بن الشيخ الشريف نبهان الجبريني السبسبي الحسيني المتوفى سنة 713 هـ وفي تاريخ أبي الفداء وفي سنة 743 هـ توفي بجبرين الشيخ محمد بن الشيخ نبهان كان له القبول التام عند الخاص والعام فكأنما ماتت بموته مكارم الأخلاق وكاد الشام يخلو من المشهورين على الأطلاق وفي حدود سنة 749 هـ توفي الشيخ علي بن الشيخ محمد بن القدوة نبهان الجبريني بجبرين وجلس على السجادة ابنه الشيخ محمد الصوفي وكان الشيخ بحرآ في الكرم وترجم السخاوي في الضوء اللامع بعضهم فقال أبو بكر بن محمد بن علي بن محمد بن نبهان بن عمر بن نبهان بن علوان بن غبار الشرف بن الشمس أبي عبد الله محمد بن العلاء بن الحسن بن القدوة الشمس أبي عبد الله الجبريني الحلبي كان شابآ حسنآ عنده حشمة ودين ورياسة ومكارم ومروءة وعصبية مع الحرمة الوا فرة عند الحلبيين مقيمآ بزاوية جدة نبهان العراقي السبسبى القدوة الحسيني نزيل جبرين الفستق التي تبعد عن حلب بساعة ونصف وهو بن الشريف أحمد بن الشريف سراج الدين عمر بن الشريف ظهر الدين بن الشريف يوسف بن الشريف محمد الحسيني المتوفى سنة 536 هـ بن الشريف أحمد الحسيني المتوفى سنة 492 هـ بن الشريف موسى السبسبى المتوفى سنة 456 هـ بن الشريف سليمان المتوفى 396 هـ بن الشريف الحسن نزيل بغداد ونقيب أشرافها المتوفى بها سنة 342 هـ بن الشريف عثمان المتوفى سنة 299 هـ بن أبي القاسم بن جعفر الزكي 277هـ بن علي الهادي المتوفى سنة 264 هـ بن محمد الجواد المتوفى سنة 225هـ نزيل البقيع بن علي الرضا المتوفى 203هـ بن موسى الكاظم المتوفى ببغداد سنة 183 هـ بن جعفر الصادق المتوفى بالمدينة سنة 148هـ بن محمد الباقر المتوفي بالمدينة المنورة سنة 114 هـ بن علي زين العابدين المتوفى 94 هـ بن الأمام الحسين بكربلاء قي عشر محرم 61 هـ بن سيدنا الأمام علي كرم الله وجهه. هذه التواريخ أعتمدت حسب وثيقة الشيخ الطباع وفيها شئ من التصحيف مثل تاريخ وفاة جعفر الزكي 271 هـ وعلي الهادي 254 هـ. وقد ترجم للشريف يوسف القدوة في بحر الأنساب للنجفي وفي حاشيتة للرفاعي.


    عن حياة ياسر عرفات

    ولد في القدس في فلسطين بتاريخ 4 أغسطس 1929و إسمه "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني. تلقى تعليمه في القاهرة، والتحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وهو حاصل على شهادة بالهندسة من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وانخرط في شبابه في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين في عام 1944 وتولى رئاسته لاحقاً. في الخمسينات أسس مع المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "حركة فتح" وأعلن الناطق الرسمي لها في 1968. وفي فبراير 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعام 1973 عين قائدا عاما لقوات الثورة الفلسطينية. وبعام 1974 ألقى كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فينيويورك. بعام 1982 قاد المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان ومعركة الصمود خلال حصار بيروت من قبل القوات الإسرائيلية. في نوفمبر 1984 وإبريل 1987 أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني. في 15 نوفمبر 1988 تلا إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وانتخب رئيسا لدولة فلسطين. في 13 ديسمبر 1988 ألقى خطابا في الجمعية العامة للامم المتحدة في جنيف والتي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وخاطبها في جنيف كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في فبراير ومايو 1995 لنفس السبب. وأطلق في 13 و 14 ديسمبر 1988 أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناء عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريغان، حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس. في 30 مارس 1989 إختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة. كما إنه أطلق ووجه سياسة "سلام الشجعان" والتي تتوجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمه التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13 سبتمبر 1993. في 12 أكتوبر 1993 اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي 31 أكتوبر 1993 إختير رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار. كما إن عرفات هو نائب رئيس حركة عدم الانحياز ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وفي 20 يناير 1996 انتخب رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية وذلك في إنتخابات عامة. في 11 نوفمبر انتقل إلى جوار ربه في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا. دفن في مقر المقاطعة في رام الله بتاريخ 12 نوفمبر 2004 وذلك بعد أن تمت مراسم الجنازة بالقاهرة.




    الأوسمة والجوائز التي حصل عليها


    1979 وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي.
    1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد الهند.
    دكتوراه من جامعة جوبا في السودان.
    يوليو 1994 نح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام.
    أكتوبر 1994 منح جائزة نوبل للسلام.
    نوفمبر 1994 منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا.
    دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999.
    1 أغسطس 2004 منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس في أبو ديس.

    تدهور صحته ووفاته

    في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، وإلتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة ، وعانى ضعفا عاما وتقلب في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.

    تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، قامت على اثره طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة اخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوبا بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الانباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين، وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 عن نبأ موت الرئيس عرفات سريرياً وأن أجهزة عرفات الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الالكترونية لا عن طريق الدماغ. وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.


    مختصر التقرير الفرنسي
    وفي ما يلي نص بيان مجلس الوزراء بهذا الخصوص والتقرير الطبي:-

    قامت لجنة تقصي الحقائق المفوضة بمتابعة الملف الطبي للرئيس ياسر عرفات، بدراسة ظروف وفاة الرئيس القائد، بانجاز المهمة التي كلفت بها حيث درست باستفاضة التقرير الطبي الفرنسي، والتقرير الطبي الفلسطيني، وقامت باستشارات ومناقشات واسعة مع عدد من الأطباء والجهات المعنية الأخرى، وتقدمت اللجنة بتقريرها حول مهماتها إلى مجلس الوزراء بتاريخ 12-10-2005.

    واستعرض التقرير الحالة الطبية للرئيس القائد ياسر عرفات بداية من 12-10-2004 ولغاية حدوث الوفاة في 11-11-2004، بما في ذلك الفحوص الطبية والعلاج، الذي تم في مدينة رام الله وما أجرى له في مستشفى بيرسي العسكري بشكل تفصيلي.

    وأفاد التقرير أن الوفاة نتجت عن نزيف دموي شديد في الدماغ وهو ما جاء لينهي حالة سريرية جمعت عدة متلازمات لم يكن بالإمكان تفسيرها في إطار علم تفسير الأمراض nosology بالرغم من استشارة عدد كبير من الخبراء المختصين وكافة الفحوص التي تم إنجازها .

    وهكذا لم يتمكن كادر الأطباء المختصين، كل في مجاله من التوصل إلى سبب أو مرض معروف يؤدي إلى الحالة السريرية، التي أدت في النهاية إلى وفاة الرئيس ياسر عرفات.[/COLOR]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ابو عمار كلأسد الكاسر

    كتبت الكثير من المقالات والدراسات التي تتسع لمجلدات ضخمة، عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقيل فيه الكثير. ولكن تبقى حقيقته البسيطة واضحة لأبناء شعبه وللعالم أجمع: فلقد ظل عرفات وفياً للثوابت التي أمن بها، كقضايا القدس واللاجئين والدولة، وكان مرناً الى أقصى درجات المرونة في كل شيء إلا في تلك الثوابت.
    محمد عبد الرحمن عبد الرءوف القدوة الحسيني، هو الاسم الحقيقي لياسر عرفات، الذي اتخذ اسم "ياسر" وكنية "أبو عمار"، أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني قتل وهو يكافح الانتداب البريطاني.
    مكان ولادة عرفات ما زال محل خلاف، فهو يقول انه من مواليد القدس في أغسطس/ آب 1929، أما جميع من تتبعوا سيرة حياته، فيعتقدون انه من مواليد مدينة القاهرة يوم 24 أغسطس/ آب 1929.
    وباستثناء الخلاف حول مكان ولادته، لا يختلف احد من المؤرخين على التاريخ النضالي المشرف لهذا الفلسطيني الذي حمل الهم الفلسطيني في قلبه وعلى كاهله، طوال اكثر من اربعة عقود.
    بدأ عرفات حياته السياسية في مطلع حقبة الخمسينيات من القرن الماضي حينما شارك في عام 1952 عندما كان طالبا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة في تأسيس اتحاد طلبة فلسطين في مصر. وقد تولى رئاسة رابطة الخريجين الفلسطينيين بعد نجاح ثورة يوليو/ تموز بقيادة جمال عبد الناصر في الاستيلاء على السلطة.
    ظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط وزعيم سياسي. وقد انجذب في البداية لجماعة الأخوان المسلمين، لكنه سرعان ما اعتنق فكر الكفاح المسلح ضد إسرائيل عقب "نكبة" عام 1948 وقيام دولة إسرائيل فوق ما يزيد عن 70 بالمئة من مساحة فلسطين التي كانت خاضعة للحكم البريطاني.
    بعد انتصار ثورة الضباط الاحرار في مصر في 23 يوليو/ تموز 1952، بعث عرفات، عام 1953، خطاباً الى اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر، حمل ثلاث كلمات فقط هي: "لا تنس فلسطين". وقيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمائه.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ياسر عرفات وعملية السلام المعقدة

    أوسلو.. غزة واريحا

    وبعد انتهاء حرب الخليج كان هناك إجماع دولي على ضرورة العمل من أجل تسوية القضية الفلسطينية دعماً للاستقرار في الشرق الأوسط.
    ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص. وفي عام 1991عقد مؤتمر السلام في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق.
    وفي 13 أيلول 1993 بعد ستة أشهر من المفاوضات السرية في اوسلو، وقّع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، في واشنطن، اتفاق أوسلو الذي جعل أضواء الإعلام الغربي تسلط عليه بكثافة، كما كان نقطة تحول بارزة في القضية الفلسطينية. وقد وقع الطرفان على "إعلان مبادئ"، هو عبارة عن اتفاق سمح للفلسطينيين بممارسة الحكم الذاتي في قطاع غزة ومدينة أريحا بالضفة الغربية مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل.
    لكن لم تحسم عدة قضايا شائكة وأبرزها مستقبل المستوطنات المقامة على أراض محتلة، ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك مدنهم وقراهم بعد حرب عام 1948، والوضع النهائي لمدينة القدس.
    وفي 1 تموز 1994 خرجت غزة عن بكرة ابيها لاستقبال عرفات والعائدين معه من "ثوار فتح" بحفاوة كبرى، بعد 27 عاماً قضاها في المنفى. واتخذ عرفات من غزة مقراً لقيادته.
    وقد بدأ عرفات فور عودته الى غزة، مسيرة سلام مرت بصعوبات بالغة. وفي نفس السنة فاز بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين وشمعون بيريز.
    وفي عام 1995 وقع عرفات ورابين بواشنطن على اتفاقية الوضع المؤقت التي مهدت الطريق لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقد اغتيل رابين اثر ذلك، في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1995، بايدي متطرف اسرائيلي، وهو ما شكّل انتكاسة لعملية السلام. وواجه عرفات تحدياً ضخماً تمثل في السعي للحفاظ على التزام الفلسطينيين والإسرائيليين بما أطلق عليه "سلام الشجعان".
    شرع عرفات لدى وصوله الى غزة، في تأسيس السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المختلفة، وعمل على إعادة تأهيل بعض المؤسسات وتدريب أفراد من الشرطة والجيش للحفاظ على الأمن، مبشرا شعبه بقرب تحقيق حلم التحرير والصلاة في المسجد الأقصى.

    مهماكتب لن يصل الى انجازات وبطولات هذا الأسد ياسر عرفات

  20. #60
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    ألف شكرلك اخي (جبران حكمي )
    بصراحة موضوع رائع وجميل
    ويعتبر مرجع للتعرف على هذه الشخصيات العظيمة
    الذين تركوا لهم اثرا لا يمحى على مر العصور
    بالنسبة لي اول مرةاشوف الموضوع
    لكني استمتعت كثيرا بقراءته
    فلك من الجميع خالص الشكر والدعاء

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •