الكاتب بجريدة الوطن محمد ناصر الاسمري طرح مقالا بجريدة الوطن ولا ادري ما هو هدفه من طرحه
المقال لا يخلو من التجني على لهجة المنطقة (( فهل نحن نقلب العين الفا كما يدعي )) .. ارجو قراءة المقال وابداء رايك في ذلك ....؟
مواطن الجمال بين لبنان وجازان
لبنان بلد جميل بكل ما فيه من أرض وإنسان رغم الطائفية البغيضة التي تلفح الوجه من آن لآخر. اللبنانيون في غالب أحوالهم يطبقون مقولة الشاعر العربي "وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى وفيها لمن رام القلى متحول" لكنهم يعودون ليبنوا تلال الضياع لتثمر في السهل والجبل والبقاع. أما جيزان أو جازان، فهي بلد موعود مع التاريخ ودور العلم كأكبر رابط في السهل التهامي على طول امتداد البحر الأحمر كله واسألوا التاريخ عن الحكامية والبهكلية والأشراف والمؤرخ أبا الرجال؟ مثلما اللبنانيون جادون في العمل، وأنيقون في طرد الملل، هكذا أهل جازان سهلا وجبلا وخبتا.
الفرح في نفسية الجازانيين سمة طاغية، رغم تسلل بعض الغلاة بشهب لا تلبث أن تسقط.
لم يتأفف الأهل والعشيرة في جازان سكنا أو تطوافا من أجل العمل في ربوع الوطن. كانوا قوام تشغيل المشافي، وزارعي البحر في سواحل عسير والليث، وجامعي فاكهة كثيرة في شركة جازان الزراعية، التي لم تعدل في أجرها للسواعد السمراء التي تعمل في مرح مستمر لم تفارقه مسحة حزن من حاجة القوت.
في جازان، يغلب عبق الفل ويطغى على مسرات الأحلام، ينتظم بأنامل بنات وبنين من صبيا الغواني ناشرات الفل والنقش اليماني في الكفوف. دون حساب للمدامع من عيون فيها خوف يشفي الناظرين، كما رسم هذه الكلمات شاعر الوطن إبراهيم خفاجي وشدا بها سيد النغم والصوت الشجي محمد عبده.
جازان غانية، امتلكت جمالا في كل شيء تقريبا، لا تستحي أن تشمر عن ساقيها في ماء البحر صيدا للحريد، فقد كانت دائما على صلة بمدن الملح منذ خرج الجازاني عبده خال من جازان إلى حارة المظلوم.
لم تؤثر فيها " زيفة " ظلم التنمية، ولا حمى المتصدع إداريا ولا بيئيا، فقد الفت تذوق الملح وبات الملح سمة لها في كل شيء حتى لدى صناديق الإقراض.
جازان المدينة ليست هي كل جازان، ففي الجبال والخبوت مدن تصحو وتغفو على أمل هطول الرحمة، والاقتراب من خطط الزحمة عمرانا وعملا وتقانة.
لم تهمل هذه الغانية، المليحة، نسبا لسعد العشيرة، ولا شرافة هاشمية وصلة بنسب عدناني. هي عقد فل ليس إلا كما قال سيد المبدعين علي النعمي يوما ما.
جازان فاتنة عشقت مشيتها، يوما ما في عشة في أحد أركان جزيرة في شمال أمريكا. كانت طالبة علم، يتردد صدى شجن محمد عبده واصفا لها: الله عليها إذا أقبلت معزومة من بين المعازيم، أما أنا فكنت طالبا ساهم الطرف أحيي ملكا.
وأردد مع شاعر جازاني يوما ما:
حلوة العينين مري كما
بالأمس مثل النسمة الحالية
مرّي كما كنت، وكان الهوى
يخضلّ في وجنتك الزاهية
مرّي فبي شوقّ لدفق الرؤى
وللنجاوى العذبة الحالية
عيناك - يا هيفاء - ما زالتا
أشهى إلى قلبي من العافية
أما العلاقة بين لبنان وجازان، فهي في خطوط عرض وطول تحتكم إلى سهيل وثريا.
اللهجة ونطق الحروف متشابهة بين أهل لبنان وجازان، من سمع سيدة الطرب فيروز أو الصبوحة، أو ماجدة الرومي، أو حتى ست الواوا ونانسي عجرم، أو أي مذيعة في الفضاء، يرددن: أهلا وسهلا فيكن كلنا بنحبكن. فلن يجد ملجأ في القول إن التأثر والتأثير جد كبير بين منابت الجمال في جازان ولبنان.
بعض يعير بلهجة جازان، ليس لعدم عذوبة فيها، بل ربما لأن صدى الناي في "عبادل "الطوال "فيفا" الداير" الخوبة " عيبان، العالية، ضمد، صبيا، وحلة بن هيجان، القياس وحلي بن يعقوب. مبحوحا أكثر من ناي نصري ووديع الصافي.
الجوازنة، يقلبون العين، ألفا، كما يفعل غالبية العرب، في مصر ولبنان وسوريا " يلأن خامسكن "، ما لكن تستلأون علينا " تستعلون "، شا نوريكن، مثل حا نوريكم.
انتن هي انتم. إذا قالها اللبنانيون خرجت من الحناجر يطلبها المشاهدون والمستمعون، ولو خرجت من شادية في أعالي بني مالك لَولش منشد وتلاه ثان فما تعرف أي الشهيق من الزفير كما صور الهود على النعمي، شفاه الله وأدام فكره وعقله وقلبه.
ترى هل ينكشف " الغطاء "عن " غبرة " التنمية بعد ما زال الرحيق التنموي، في مدينة جازان الاقتصادية أمل كبير، وفي استثمارات الزراعة للذرة والجلجلان، والمنجا، والخضروات والفواكه الموسمية مدارات سوف تغير ألوان مساحيق الجمال، لكن لا بد من إبعاد خبراء تخطيط الأراضي وتوزيعاتها التي لن تنفع معها دراسات التربة، ولا عقوم ولا سدود، ففي الأرض طمي ووحل وما كل " سباح " يشرع الماء!
كان في دروس التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية: جازان سلة خبز المملكة.
هل تغيرت المناهج أم الدارسون والمدرسون؟