لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 90

الموضوع: شخصيتنا اليوم هي ...

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عمر المختار


    عمر المختار (1862 - 16 سبتمبر/ ايلول1931) الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء قائد ادوار السنوسية بالجبل الاخضر الاشم .

    مجاهد ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من الف معركة و استشهد بأعدامه شنقاً و توفي عن عمر يناهز 73 عاما. و قد صرح القائد الايطالي ان المعارك التي حصلت بين جيوشه و بين السيد عمر المختار 263 معركة ، في مدة لا تتجاوز 20 شهرا فقط .

    نسبه

    هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير، من كبار قبائل قريش.[1]

    من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة او المنيف و التي ترجع إلى قبائل بني مناف بن هلال بن عامر اولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة . امه عائشة بنت محارب.

    مولده ونشأته

    ولد عمر المختار سنة 1858 م في قرية جنزور الشرقية منطقة بئر الأشهب شرق طبرق في بادية البطنان في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية.

    تربى يتيما، حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة.

    تلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية، فدرس علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.

    ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". و لثقة السنوسيين به ولوه شيخا على زاوية القصور بالجبل الاخضر .

    فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم.

    و قد اختاره السيد المهدي السنوسي رفيقا له إلى (( السودان الاوسط تشاد )) عند انتقال قيادة الزاوية السنوسية اليها فسافر سنة1317 ه . و قد شارك عمر المختار فترة بقائه بتشاد في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي،تشاد) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلكه) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.

    و بقي هناك إلى ان عاد إلى برقة سنة 1321 هـ و اسندت اليه مشيخة زاوية القصور للمرة الثانية .



    معلم يتحول إلى مجاهد

    عاش عمر المختار حرب التحرير و الجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم, فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م, وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي, درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس, كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف, وعندما علم بالغزو الإيطالي فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي, منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم,

    ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913, وعشرات المعارك الأخرى.

    وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة, رأى أن يعمل على ثلاث محاور:

    الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا.
    الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي.
    الثالث :قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.
    لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م, ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.


    الفاشيست والمجاهدون

    بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922, وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.

    بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة,والمجاهد المخضرم الذى لم يذكر قط صالح الطلحى(قبيله الوطن الشرقى الاصليين) وتولى هو القيادة العامة.


    بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.

    ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير 1928م, ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.


    مفاوضات السلام في سيدي ارحومة:

    وتوالت الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة,

    فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.

    تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م,

    واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو 1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليو نفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله.

    وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز او مصر أو البقاء في برقة و انهاء الجهاد والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

    تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.

    وصحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين.

    غرتسياني

    دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":

    - قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
    - إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
    - فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
    - تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
    - العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.
    إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة, وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج, وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف, وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة, وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    المختار في الأسر

    في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".

    وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.

    كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.


    الأسد أسيراوصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر ، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):

    "وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه ( بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."

    غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
    أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
    غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
    فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
    غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
    فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
    ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."


    المحاكمة


    عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،

    وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،

    وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".

    - وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :

    إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :

    - المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .

    - المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) .

    - الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل ) .

    - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) .

    - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .

    - بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة) .

    للنظر في القضية المرفوعة ضد : عمر المختار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ، قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.

    المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .

    بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع .

    كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ، كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو .

    يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :

    - نصري هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .

    يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة )) .

    فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .

    فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛

    يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،

    وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .

    ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .

    وردا عن سؤال ، يجيب :

    منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )) .

    وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .

    يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .

    وينهي الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم .

    عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم .

    أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .

    الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي) .

    كاتب المحكمة العسكرية ، الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني

    الرئيس : (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)

    الإمضاء : أومبيرتو مانزوني

    - صورة طبق الأصل -

    كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة

    التوقيع


    الإعدام

    في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931( الأول من شهر جمادىالأول من عام 1350 (، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،

    واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.

    واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،

    وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،

    وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.

    وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".

    المختار في الشعر والادب

    أحمد شوقي ينعى عمر المختار:
    ركزوا رفاتك في الرمال لــواء= يستنهض الوادي صــباح مســـاء
    يا ويحهم نصبــوا منارا من دم= يوحي إلى جيل الغد البغــضــــاء
    ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد = بين الشعــوب مــودة وإخـــــاء
    جرح يصيح على المدى وضحية= تتلمس الحــرية الحمـــــــــراء
    يأيها السيـف المجـــرَّد بالفلا= يكسو السيوف على الزمان مضاء
    تلك الصحارى غمد كل مهــند= أبلى فأحسن في العـــدو بـــلاء
    وقبور موتى من شــباب أمية= وكهولهم لم يبرحــوا أحــيــــــاء
    لو لاذ بالجــوزاء منهم معقل= دخلوا على أبــراجها الجــــــــوزاء
    فتحوا الشمال سهـوله وجباله= وتوغلوا فاستعــمروا الخضـــراء
    وبنوا حضارتهم فطاول ركنها= دار الســلام وجــلّق الشمــــــــاء
    خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى= لم تبن جاها أو تلم ثــــــراء
    إن البطولة أن تمـوت مـن الظما= ليس البطـولة أن تعب المــــاء
    أفريقيا مـهد الأسـود ولحــدها= ضجت عليك أراجـلا ونســــــــاء
    والمسلمون على اختـلاف ديارهم= لا يملكون مع المصاب عـزاء
    والجاهلية مـن وراء قبــورهم= يبكون زيد الخــيل والفلحـــــــــاء
    فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه= جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّــدَ الصحــراءَ
    لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا= تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ
    كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ= باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ
    بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على= "تَنْكٍ", ولــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ
    لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا= وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــاءَ
    لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ= لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضـاءَ
    وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه= سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ
    شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ= كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ
    وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها= فتغـــيَّرَتْ, فتـــوقَّع الضَّــراءَ
    الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى=فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِخْذاءَ
    وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ= أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّــةً رَقْطــاءَ
    عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ= ومَشَــتْ بهَيْكلــه السّــنون فنـاءَ
    تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ= لترجَّـــلَتْ هَضَباتُـــه إِعيـــاءَ
    خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها= مــن رِفْــق جُــنْدٍ قـادةً نُبَـلاءَ
    والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ= عَــرَفَ الجُــدودَ, وأَدرَكَ الآبــاءَ
    دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا= يأْسُــو الجِـراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ
    ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ= ويَصُــفُّ حَــوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ
    وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً= للَّيْــثِ يلفِــظ حَوْلَــهُ الحَوْبــاءَ
    حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا= مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ
    إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ= بـــالحقِّ هَدْمــا تــارةً وبِنــاءَ
    شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم= إِلاَّ أُبـــاةَ الضَّيْـــمِ والضُّعَفــاءَ
    يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ= فـأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثاءَ?
    أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت= أُذنَيْــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ?
    ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ= فــانقُد رِجـالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ
    وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى= واحْــمِلْ عــلى فِتْيـانِكَ الأَعْبـاءَ

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مارجريت تاتشر


    مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة من مواليد 1925م وقد حصلت على درجتين علميتين في الكيمياء والقانون، وبعدها دخلت معترك الحياة السياسية وعمرها 44 عاما كوزيرة للتعليم، ثم انتخبت رئيسة لحزب المحافظين 1975م، وكانت أول امرأة ترأس الحزب منذ تأسيسه ، ثم رأست الوزارة البريطانية عام 1979م، واستمرت فيها 11 سنة حتى استقالتها 1990، بسبب خلافات داخل حزبها، ثم حصلت على لقب "لورد" 1992م.



    وقد كان لمارجريت تاتشر دور كبير في إصلاح الاقتصاد البريطاني خلال فترة قيادتها له خصوصا مع تسارع عجلة التطور وتسارع الاتجاه نحو اقتصاد السوق وقد عبرت السيدة مارجريت تاتشر عن ذات المعنى عندما قالت وهي في اوج سطوتها وتبشيرها باقتصاد السوق الذي لا يذرف الدموع على الساقطين تحت عجلات قطار الإصلاح : « ليس هناك شئ اسمه المجتمع !» هناك افراد ينتجون ويبدعون ويبتكرون او يتبلدون ويعتمدون على ثدي الدولة ودعمها ويدمنون التلقي !!

    وقد بدأت رئيسة الوزراء السيدة مارجريت تاتشر موجة من التحرير، بخصخصة الاتصالات التليفونية والمرافق العامة، مثل : الكهرباء والغاز والمياه. وأجرت تعديلات أساسية على القوانين المنظمة للخدمات المالية، بهدف تعزيز حي المال " السيتي" ليواصل دوره في مقدمة المراكز المالية في العالم، وألغت القيود التي كانت مفروضة على تحويلات رؤوس الأموال. وحررت الحكومة البريطانية أيضاً خدمات النقل البري والجوي وخصخصت شركاتها، كما خصخصت الموانئ البحرية والجوية.



    وصفت بالمرأة الحديدية لأنها كانت قوية شديدة وتتخذ قرارات كبيرة وتتحمل تبعاتها وتواجه الظروف بقوة تحمل ربما تفوق فيها الكثير من الرجال حيث أنه في منتصف شهر مارس عام 1983م قبل 22عاماً كانت رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر قد وصلت إلى مقر إقامتها في مدينة برايتون الساحلية جنوب انجلترا استعدادا لمؤتمر دولي في اليوم التالي. وما أن استقرت في الفندق المعد لإقامتها إلا وقد حدث انفجار ضخم في نفس الفندق قامت به جماعة من الإرهابيين. فما كان من تاتشر إلا أن انتقلت إلى جناح آخر في الفندق لم تصله آثار الانفجار تحمل أوراقها ومذكراتها وأكملت فيه بقية المساء لتقف في صباح اليوم التالي وكما هو محدد سابقاً في تمام الساعة التاسعة أمام جموع الحاضرين في المكان المعد للمؤتمر. وقفت وهي تقول: «ها آنذا أقف أمامكم في نفس اليوم وفي نفس الساعة المحددة للمؤتمر لأقول للإرهابيين أنهم لن يستطيعوا أن يمنعونا من متابعة مسيرتنا نحو البناء والتشييد !!

    وقد لعبت مارجريت تاتشر دوراً كبيراً مع رؤساء الولايات المتحدة وخصوصاً رونالد ريجان في إسقاط نظام الاتحاد السوفيتي وفتح الباب أمام الولايات المتحدة ( حليفتها اللدودة ) في قيادة العالم والتبوء بصدارة القيادة الدولية حتى تحقق أمريكا وبريطانيا مطامعهما في السيطرة على العالم والتحكم في مجريات الأحداث .

    سميت مارجريت تاتشر ( سارقة الحليب ) لأنها منعت الحليب المجاني عن الطلاب في المدارس البريطانية كسياسة تقشف لتخفيف الإنفاق والمصاريف طبقتها في ذلك الوقت !


    استغلت تاتشر ما وهبه الله لها من سرعة البديهة وطلاقة الحديث في ارتقاء سلم حزب المحافظين وفي غضون فترة وجيزة تمكنت تاتشر من تمثيل المرأة البريطانية في الحكم كوزيرة للتعليم ولم تتعد الرابعة والأربعين من عمرها وبدا ذلك كما لو كان تتويجا لعملها الدؤوب .
    وقد لعب الحظ والصدفة دورهما في صياغة المستقبل السياسي لها .
    وتعد حالتها شهادة مثيرة للاعجاب على اهميةالصدفة المحضة في التاريخ .
    ففي عام 1975 اتيحت لها فرصة خوض معركة زعامة حزب المحافظين امام ادوارد هيث بعد خروج مرشح الجناح اليميني بالحزب من سباق الانتخابات في آخر لحظة !! لم تضع تاتشر الكثير من الوقت، بل سارعت إلى مكتب ادوارد هيث لابلاغه بقرارها ومن الغريب ان هيث لم يكن يدرك قبل ذلك الوقت انه امام خصم عنيد مبديا عدم اهتمامه واكتفى بالقول لها سوف تخسرين .. اتمنى لك يوما سعيدا.
    كانت تاتشر تتصرف في هذا الموقف وفي ذهنها مقولة فيكتور هوجو "ليس هناك اقوى من فكرة تظهر في وقتها" كان حزب المحافظين قد أصابه السأم والملل بحلول منتصف سبعينات القرن الماضي من ادوارد هيث ومايعرف باسم "تاثير راتشيت" وهو الاسلوب الذي يتبعه حزب المحافظين في اختيار رجل الدولة.
    السياسة وحدها لا تكفي
    لم تكن سياسات تاتشر هي وحدها العامل الحاسم في ذيوع صيتها على الساحة الدولية بل تضافرت صفات اخرى توافرت لها في صياغة شخصيتها الدولية في مقدمتها ما تمتعت به من الجمع بين قوة الارادة المتوهجة مع رقة الانوثة.
    وفي عام1982 سنحت لها فرصة لفت انتباه العالم إليها عندما قادت بريطانيا إلى نصر مؤزر على الارجنتين وادركت في ذلك الوقت انه يتعين على السياسيين اصدارالاوامر الواضحة للعسكريين بشأن تنفيذ الاهداف وترك الفرصة لهم لاختيار الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه الاهداف.
    كانت شخصية تاتشر لاتتحمل أي خسارة في الرجال أو السفن أو الطائرات .
    وقد قال لها عدد من الادميرالات: لعل هذا هو السبب في انه يوجد لدينا المزيد من السفن والطائرات التي تكفي لالحاق الخسائر بالعدو.
    لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جمعت شخصية تاتشر بين الاخلاص والشجاعة والولاء والمثابرة وهي من الفضائل التي تتحلى باكبر قسط منها وليس غريبا ان تتجه الانظار إليها من مختلف بقاع الارض للتعرف على أساليبها

    ومحاولة تقليدها

    اعجاب متبادل كان الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريجان واحدا من أوائل المعجبين بشخصية مرجريت تاتشر وهو الذي وصل إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة بعد جلوس تاتشر على كرسي رئاسة الوزارة البريطانية بثمانية عشر شهرا. وكان ريجان ايضا قد بدا في التصرف على عكس ما يقضي به مبدأ "تاثير راتشيت" حيث عمد إلى اجراء تخفيض فعال في العملة وخفض الضرائب واتاحة المزيد من الفرص في السوق امام المؤسسات الحرة.
    بلغ اعجاب الرئيس الأمريكي الأسبق بمرجريت تاتشر حدا جعله يحرص على سماع كل المحاضرات التي تلقيها عن فضائل السوق أو الدولة الصغيرة وهو الذي قال فيها: لن انسى تاتشر .. لقد كانت تصغي إلى فكاهاته وتحاول فهمها وتضحك في المواضع المناسبة لذلك شراكة فعالة نجح ريجان وتاتشر في تحويل ميولهما المشتركة إلى شراكة فعالة في السياسة الخارجية. ومع وجودهما في السلطة تحولت عملية ممارسة الضغوط الحكيمة على الدولة السوفيتية الرامية إلى تشجيعها على الاصلاح أو محو نفسها والا سوف يتحقق انفجارها من الداخل إلى سياسة مقبولة وقد شجعت تاتشر الرئيس الأمريكى في ذلك الوقت على تسليح روسيا بشكل افضل وجذبه إلى مائدة المفاوضات.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تاتشر مع ريجان



    شاركت تاتشر ريجان الرأي في ان
    موسكو تحكم "امبراطورية شر" ومن الافضل الاسراع بنزع سلاحها، لذا عملا معا على دفع ميخائيل جوربتشوف إلى اتباع سياسة البيروسترويكا واستغلالها لاقصى حدودها الممكنة الامر الذي كان له دوره في القضاء على الثقة بالذات لدى النخبة السوفيتية ولاشك في ان المؤرخين سوف يتحدثون بحماس عن الدور الدقيق الذي لعبته الكثير من العناصر التي وضعت نهاية للشيوعية السوفيتية الا انه من الواضح بالفعل ان تاتشر احتلت مكانا هاما في انجاز هذا الحدث العظيم كانت هناك بداية لحقبة تاريخية جديدة.
    ان كل القوى التي جعلت من القرن العشرين فترة مخيبة للآمال شابها العنف من منظور أصحاب المذهب المثالي بما فيها من الشمولية والدولة العظمى وسحق اختيار الفرد والمبادرات الفردية قد لحقت بها الهزيمة العلنية المشهودة.
    ساندت تاتشر مبدا السيادة في مواجهة معارضة قوية في بعض الاحيان: السوق الحر، التفكير الحر .. سوف يسجل التاريخ ان ابنة صاحب متجر صغير ساهمت في دخول القرن الحادي والعشرين والالفية الثالثة بحكمة اكبر وهي التي اثبتت انه ليس هناك ما هو اكثر فعالية من الجمع بين قوة الارادة وقليل من الافكارالواضحة والبسيطة والعملية.


    في 28 نوفمبر 1990 استقالت مارجريت تاتشر من رئاسة الوزراء البريطانية ليخلفها جون ميجور وقد ارتبط خروج تاتشر من المسرح السياسى بحرب الخليج الثانية /1991، فبالرغم من النصر الذى حققته قوات التحالف فيها، فإن تداعيات داخلية بعضها اتصل بالحرب والبعض الآخر نتج عن اعتبارات داخلية بريطانية بحتة دفعت تاتشر للخروج من المسرح السياسى مع استمرار المحافظين فى الحكم، ولكن بدون تلك القيادة التاريخية والفولاذية لليمين البريطانى.



    أصبحت مارجريت تاتشر بحنكتها السياسية وقراراتها الحكيمة مثالاً لكل نساء العالم وأصبح وجودها في هذا المنصب دعوة عامة لكل نساء الأرض للانخراط في معترك الحياة السياسية ومزاحمة الرجال على الوظائق والمراكز السياسية وقيادة الشعوب والتحكم في مقدراتها ومصائرها.

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ احمدبن يحيى النجمي

    اسمه ونسبه:

    هو شيخنا الفاضل العلامة، المحدث، المسند، الفقيه، مفتي منطقة جازان حالياً، وحامل راية السنة والحديث فيها الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي آل شبير من بني حُمَّد، إحدى القبائل المشهورة بمنطقة جازان.
    ولادته:
    ولد الشيخ ـ حفظه الله ـ بقرية النجامية في الثاني والعشرين من شهر شوال عام ستة وأربعين وثلاثمائة والف للهجرة النبوية، 22/10/1346هـ ونشأ في حجر أبوين صالحين ليس لهما سواه.
    ولهذا فقد نذرا به لله ـ أي لا يكلفانه بشئ من أعمال الدنيا ـ وقد حقق الله ما أرادا.
    فكانا محافظين عليه محافظة تامة، حتى إنهما لا يتركانه يلعب بين الأولاد ولما بلغ سن التمييز أدخلاه كتاتيب القرية فتعلم القراءة والكتابة وقرأ القرآن في الكتاتيب الأهلية قبل مجئ الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ ثلاث مرات آخرها في العام (1358هـ) الذي قدم فيه الشيخ القرعاوي.
    حيث قرأ القرآن أولاً على الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي عام 1355هـ، ثم قرأ أيضاً على الشيخ: يحيى فقيه عبسي وهو من أهل اليمن وكان قد قدم على النجامية وبقي بها ودرس عليه شيخنا في عام 1358هـ ولما قدم الشيخ عبدالله القرعاوي، حصلت بينه وبين هذا المعلم مناظرة في مسألة الاستواء ـ وكان أشعرياً ـ فهزم، وهرب على إثر ذلك {وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}.
    نشأته العلمية:
    وبعدما هرب مدرسهم الأشعري تردد الشيخ مع عمَّيه الشيخ حسن بن محمد، والشيخ حسين بن محمد النجميين على الشيخ عبدالله القرعاوي في مدينة صامطة أياماً ولكنه لم يستمر، وكان ذلك في عام (1359هـ) وفي عام (1360) وفي صفر بالتحديد التحق شيخنا بالمدرسة السلفية وقرأ القرآن هذه المرة بأمر الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ على الشيخ عثمان بن عثمان حملي ـ رحمه الله ـ حيث قرأ عليه القرآن مجوداً وحفظ (تحفة الأطفال) و (هداية المستفيد) و(الثلاثة الأصول) و (الأربعين النووية) و (الحساب) وأتقن تعلم الخط.
    وكان يجلس في الحلقة التي وضعه الشيخ فيها إلى أن يتفرق الطلبة الصغار بعد صلاة الظهر، ثم ينظم إلى الحلقة الكبرى التي يتولى الشيخ عبدالله القرعاوي تدريسها بنفسه فيجلس معهم من بعد صلاة الظهر إلى صلاة العشاء، ثم يعود مع عميه المذكورين سابقاً إلى قريته (النجامية).
    وبعد أربعة أشهر أذن له الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ أن ينضم إلى هذه الحلقة ـ حلقة الكبار ـ التي يدرسها الشيخ بنفسه، فقرأ على الشيخ فيها: (الرحبية) في الفرائض، و(الآجرومية) في النحو، و(كتاب التوحيد) و(بلوغ المرام) و(البيقونية)، و(نخبة الفكر) وشرحها (نزهة النظر)، و(مختصرات في السيرة)، و(تصريف الغزي)، و(العوامل في النحو مائة)، و(والورقات) في أصول الفقه، و(العقيدة الطحاوية) بشرح الشيخ عبدالله القرعاوي، قبل أن يروا شرح ابن أبي العز عليها، ودرس أيضاً شيئاً من (الألفية) لابن مالك، و(الدرر البهية) مع شرحها (الدراري المضية) في الفقه، وكلاهما للشوكاني ـ رحمه الله ـ وغير ذلك من الكتب سواء منها ما درسوه كمادة مقررة كالكتب السابقة أو ما درسوه على سبيل التثقف لبعض الرسائل والكتب الصغيرة، أو كانوا يرجعون إليه عند البحث كـ (نيل الأوطار) و (زاد المعاد) و (نور اليقين) و (الموطأ) و (الأمهات).
    وفي عام (1362هـ) وزع عليهم الشيخ عبدالله ـ رحمه الله ـ أجزاء الأمهات الموجودة في مكتبته وهي: (الصحيحين) و (سنن أبي داود) و (سنن النسائي) و (موطأ الإمام مالك) فقرؤا عليه فيها ولم يكملوها؛ لأنهم تفرقوا بسبب القحط.
    وفي عام (1364هـ) عادوا فقرؤا عليه ثم أجازه الشيخ عبدالله ـ رحمه الله تعالى ـ برواية الأمهات الست.
    وفي عام (1369هـ) درس على الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي ـ رحمه الله ـ قاضي صامطة في ذلك الوقت كتاب إصلاح المجتمع، وكتاب الشيخ عبدالرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ في الفقه المرتب على صيغة السؤال والجواب واسمه الإرشاد إلى معرفة الأحكام
    كما درس على الشيخ على بن الشيخ عثمان زياد الصومالي بأمر من الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ في النحو كتاب (العوامل في النحو مائة) وكتب أخرى في النحو والصرف.
    وفي عام (1384هـ) حضر في حلقة الشيخ الإمام العلامة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله لمدة تقارب شهران في التفسير في (تفسير ابن جرير الطبري) بقراءة عبدالعزيز الشلهوب كما حضر في العام نفسه في حلقة شيخنا الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ حفظه الله ـ لمدة شهر ونصف تقريباً في صحيح البخاري بين المغرب والعشاء.

    شيوخه:

    مما مضى يتبين لنا شيوخه ـ حفظه الله ـ وهذا ترتيبهم:
    1 ـ الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي ـ قاضي صامطة في حينه.
    2 ـ الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله.
    3 ـ الشيخ العلامة الداعية المجدد في جنوب المملكة عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله تعالى ـ وبه تخرج الشيخ أحمد، فهو أكثر شيوخه إفادة له.
    4 ـ الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي.
    5 ـ الشيخ عثمان بن عثمان حملي.
    6 ـ الشيخ علي بن الشيخ عثمان زياد الصومالي.
    7 ـ الشيخ الإمام العلامة مفتي البلاد السعودية السابق محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله.
    8 ـ الشيخ يحيى فقيه عبسي اليمني.

    تلاميذه :

    ولشيخنا ـ حفظه الله تعالى ـ كثير وكثير من التلاميذ ، فمن أمضى مثل هذه المدة في التدريس التي تقارب النصف قرن، كم يتصور أن يكون تلاميذه، ولو ذهبت أعددهم لاحتجت إلى مجلد ضخم؛ وإنما أذكر نموذجاً يستدل به على الباقين فمنهم :
    1 ـ شيخنا العلامة المحدث ناصر السنة الشيخ ربيع بن هادي .
    2 ـ شيخنا العلامة الفقيه زيد بن محمد هادي المدخلي .
    3 ـ شيخنا العالم الفاضل علي بن ناصر الفقيهي .
    وإنما اكتفيت بذكر هؤلاء الثلاثة لشهرتهم في الأوساط العلمية، فلا يعتب علينا أحد
    .
    ذكاؤه ـ وفقه الله ـ :

    يتمتع الشيخ بدرجة من الذكاء عالية جداً وهاك قصة تدل على ذكائه وحافظته منذ صغره ـ حفظه الله:
    يقول العم الشيخ عمر بن أحمد جردي المدخلي ـ وفقه الله:
    ((لما كان الشيخ أحمد يحضر مع عميه حسناً وحسيناً النجميين إلى المدرسة السلفية بصامطة ـ أي في عام ـ 1359هـ ـ وعمره آنذاك 13 سنة كان يسمع الدروس التي يلقيها الشيخ عبدالله القرعاوي على تلاميذه الكبار، وكان يحفظها حفظاً)).
    قلت: وهذا هو ما جعل الشيخ عبدالله القرعاوي يلحقه بحلقة الكبار الذين كان الشيخ يتولى تدريسهم بنفسه؛ لأنه رأى نجابته وسرعة حفظه وذكائه.

    أعماله:

    عمل شيخنا ـ حفظه الله ـ مدرساً بمدارس شيخه القرعاوي ـ رحمه الله ـ احتساباً، وعندما بدأت الوظائف عين مدرساً بقريته (النجامية) وكان ذلك في عام 1367هـ، وفي عام 1372هـ نقل إماماً ومدرساً في قرية (أبو سبيلة) في (بالـحُرَّث)، وفي عام 1374هـ وفي 1/1/1374هـ بالتحديد عندما فتح المعهد العلمي في (صامطة) عين مدرساً به حتى عام 1384هـ حيث استقال من التدريس بالمعهد على أمل أن يدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وسافر إليها؛ لكن حصلت له ظروف حالت دون ذلك، فعاد إلى المنطقة وكتب الله له التعيين واعظاً مرشداً بوزارة العدل بمنطقة جازان فقام بالوعظ والإرشاد أحسن قيام.
    وفي عام (1387هـ) وبالتحديد في 1/7 منه عاد مدرساً بالمعهد العلمي بمدينة (جازان) حسب طلبه، وفي ابتداء الدراسة عام 1389هـ عاد إلى التدريس بمعهد (صامطة) وبقي به مدرساً حتى أحيل على التقاعد في 1/7/1410هـ.
    ومنذ ذلك الحين إلى كتابة هذه الأسطر، وهو مشتغل بالتدريس في بيته والمسجد المجاور له ومساجد أخرى في المنطقة في دروس أسبوعية مع القيام بأمر الفتوى.
    وهو في هذا كله قد عمل بوصية شيخه له في مداومته على التعليم والمحافظة على المتعلمين وخاصة الغرباء والمنقطعين منهم، وله ـ حفظه الله ـ على ذلك صبر عجيب، فجزاه الله عنا خيراً.
    وقد عمل أيضاً بوصية شيخه القرعاوي ـ رحمه الله ـ فواصل الدراسة والبحث والاستفادة، وخاصة في علمي الحديث والفقه وأصولهما حتى فاق أقرانه وأصبح له في ذلك اليد الطولى، بارك الله في عمره وعلمه ونفع بجهوده.
    آثاره العلمية:
    لشيخنا ـ حفظه الله ـ آثار علمية كثيرة بعضها طبع وبعضها لم يطبع، نسأل الله تعالى أن ييسر طبعه حتى يحصل الانتفاع به ومن ذلك:
    1 ـ أوضح الإشارة في الرد على من أباح الممنوع من الزيارة.
    2 ـ تأسيس الأحكام شرح عمدة الأحكام ـ طبع منه جزء صغير جداً جداً.
    3 ـ تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة.
    4 ـ رسالة الإرشاد إلى بيان الحق في حكم الجهاد.
    5 ـ رسالة في حكم الجهر بالبسملة.
    6 ـ فتح الرب الودود في الفتاوى والردود.
    7 ـ المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال.
    وغير ذلك من المؤلفات النافعة التي قدمها للمسلمين جزاه الله خير الجزاء ونفع به الإسلام والمسلمين.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كتبه تلميذه محمد بن هادي بن علي المدخلي
    المحاضر بكلية الحديث بالجامعة
    الإسلامية بالمدينة النبوية

    الشيخ أحمد النجمي على السرير الأبيض

    مانشر في جريدة الرياض يوم الأثنين 5 محرم 1429هـ العدد 14448

    جازان - أنور خواجي:
    يرقد على السرير الأبيض بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي أحد العلماء الشرعيين البارزين في منطقة جازان ومن كبار الدعاة إلى الله بالمنطقة إثر جلطة دماغية تعرض لها فضيلته، وقد تم نقله من العناية المركزة بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان على وجه السرعة. هذا وقد قام عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين وأصحاب الفضيلة العلماء بزيارة فضيلته في المستشفى للاطمئنان على صحته والدعاء له بعاجل الشفاء والعافية، ويرافق فضيلته في مدينة الملك فهد الطبية ابنه الشيخ محمد النجمي
    .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •