لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 90

الموضوع: شخصيتنا اليوم هي ...

  1. #61
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ علي الطنطاوي


    الأسم / علي مصطفى الطنطاوي

    الدولة : سوريا

    سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :


    أصل الشيخ و أسرته:

    أسرة الشيخ علي الطنطاوي أصلها من من طندتا المعروفة حالياً بطنطا عاصمة إقليم الغربية في مصر ،نزح منها عام 1255هـ جده وعمه .
    أبوه مصطفى الطنطاوي كان واحداً من العلماء المعدودين آنذاك في الشام ووصفه علي الطنطاوي بأنه : ( من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين والمربين (
    وقال عنه أيضاً : ( كنت منذ وعيت أجد - إذا اصبحت - مشايخ بعمائم ولحى يقرؤون على أبي (
    وقد توفي والد الشيخ في عام 1925 وقد كان عمر الشيخ آنذاك ست عشرة سنة وثلاثة اشهر .
    فإذا علمنا أن والده كان كما رأينا فلا ريب بأن يصبح الولد عالماً من العلماء ، ونزداد يقيناً بذلك إذا علمنا أن أسرة أمه من الأسر العلمية الكبيرة في الشام فمثلاً : خاله ، أخو أمه ، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي الفتح و الزهراء ، وكان له اثر كبير في الدعوة هنالك .

    نشأة الشيخ وتعليمه :

    يعتبر علي الطنطاوي من الآوائل الذين درسوا بطريقتين، هما :
    1- التلقي على المشايخ.
    2- الدراسة في المدارس النظامية.

    حصل على شهادة البكالوريا المعروفة بشهادة الثانوية العامة سنة 1928م.
    بعد ذلك ذهب إلى مصر وكان هو الطالب الأول من الشام الذي يؤم مصر للدراسة العالية ، ولكنه لم يكمل السنة الأولى فعاد إلى دمشق في السنة التالية فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس أو ما يعرف بالبكالوريوس .
    وقد علمنا أن أباه توفي وعمره ست عشرة سنه ، فكان عليه أن يقوم بمسؤوليات أسرته التي تضم أمه وخمسة من الإخوة والأخوات كان هو كبيرهم .
    لذلك فكر شيخنا علي الطنطاوي بترك الدراسة والإشتغال بالتجارة ، ولكن الله أبعده عن طريق العمل بالتجارة وعاد إلى الدراسة وكان مّما قال : ( لقد فقدت أبي وأنا في مطلع الشباب، واضطررت إلى أن أكتسب قبل سن الاكتساب ، وتعلمت ودرست على ضيق الحال وقلّة الأسباب، وأكرمني الله فعلمني وكفاني، فما أحوجني أن أمدّ يدي يوماً إلى أحد ممّن خلق الله(.
    ثم ماتت أمه وهو في الرابعة والعشرين، فكانت تلك واحدة من أكبر الصدمات التي تلقاها في حياته ، وقد قال حفيده مجاهد : ( ولقد شهدته مراراً يذكرها ويذكر موتها -وقد مضى على موتها ستين سنة - وأشهد ما كان ذلك إلا وفاضت عيناه(

    إشتغاله بالصحافه:

    بدأ الشيخ الطنطاوي العمل في الصحافة عام 1926 حيث نشرت له أول مقالة ، ولهذه المقالة قصة طريفة نذكرها لأخذ العبرة بعدم التقليل من النفس ، وقد رواها الشيخ بنفسه : ( كتبت مقالاً و قرأته على رفيقي أنور العطار ، فأشار علي أن أنشره. فاستكبرت(1) ذلك، فما فتئ يزينه لي حتى لنت له، وغدوت على إدارة المقتبس(2) فسلمت على الأستاذ أحمد كرد علي -رحمه الله ورحم جريدته- ودفعت إليه المقال.
    فنظر فيه فرأى كلاماً مكتهلاً(3)، ونظر في وجهي فرأى فتى فطيراً، فعجب أن يكون هذا من هذا، وكأنه لم يصدقه فاحتال عليّ حتى امتحنني بشيء أكتبه له زعم أن المطبعة تحتاج إليه فليس يصح تأخيره، فأنشأته له إنشاء من يسابق قلمه فكره، فازداد عجبه مني و وعدني بنشر المقال غداة الغد. فخرجت من حضرته وأنا أتلمس جانبيّ أنظر هل نبت لي أجنحه أطير بها لفرط ما استخفني السرور(
    ثم أكمل قائلاً : (حتى إذا انبثق الصبح وأضحى النهار أخذت الجريدة، فإذا فيها المقال وبين يديه كلمة ثناء لو قيلت للجاحظ لرآها كبيره عليه (
    وقد كتب الشيخ في الكثير من الصحف منها على سبيل المثال لا الحصر( الفتح و الزهراء و ألف باء و الأيام و الرسالة(
    أما من الصحف الحالية فقد كتب في ( الشرق الأوسط والمدينة بالإضافة إلى مجلة الحج(
    والصحافة هي العمل الأفضل لديه على حسب كلامه .

    حياته و التعليم :

    التعليم فهو العمل الذي ملأ حياته بأكملها، فقد بدأ بالتعليم وهو ما يزال طالباً في الثانوية في إحدى مدارس الشام.
    ثم انتقل بعد ذلك ليعلم في مناطق أخرى في داخل سوريا وخارجها حيث عمل مدرساً في العراق، وللعراق قصص مشوقة في مذكراته ، كما معلماً في الرياض ومكة وبيروت .

    الشيخ والقضاء :

    ربع قرن قضاها الشيخ في القضاء كانت من أخصب سنيّ حياته .
    وقد قال الشيخ عن تلك الفترة : ( لقد تنقلت في البلاد ورأيت اصنافاً من العباد، ولكني لم أخالطهم ولم أداخلهم. كنت ألقاهم من فوق أعواد المنابر أو من خلال أوراق الصحف والمجلات أو من على منبر التدريس، والذين لقيتهم إنما كان لقائي بهم عارضاً؛ ألامسهم ولا أداخلهم، فلما وليت القضاء رأيت ما لم أكن أعرف من قبل (
    وعند توليه القضاء ظهر نبوغ علي الطنطاوي وبان تميزه مجدداً ، فلقد أراد أن يكون متقناً لعمله ، مجيداً ومخلصاً له، فلما نجح في امتحان القضاء وعين ، طلب من الوزارة أن تمهله شهراً ، هل تعرفون لمّ ؟؟
    إليكم ماقاله الشيخ : ( لا لألعب فيه وأستمتع، ولا لأسافر وألهو، بل لأواظب في المحكمة الشرعية في دمشق حتى أعرف المعاملات كلها: من عقد النكاح، وحصر الأرث، وتنظيم الوصية، إلى الحكم في قضايا الإرث والوقف والزواج...(
    وقد عمل الشيء الكثير حين توليه القضاء وغير كثيراً من الأخطاء الواقعة في تلك الأيام .
    وفي عام 1960 كُلف بوضع مناهج الدروس فوضعها وحده بعد سفره لمصر والتقاءه بعلماء الأزهر وإدارة التعليم واعتمدت كلها كما وضعها .
    ولا تفوتكم قراءة مذكراته لمعرفة المزيد والمزيد عن تلك الفترة وغيرها.

    إنتقال الشيخ إلى المملكة العربية السعودية :

    1963 إنتقل الشيخ للرياض مدرساً في (الكليات والمعاهد ) المعروفة حالياً ( بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميه(
    وعاد نهاية العام إلى دمشق لإجراء عملية جراحية مبيتاً النية على عدم العودة مجدداً للمملكة إلا أن عرضاً بالتدريس في مكة قد جعله يغير قراره .
    إنتقل بعدها الشيخ ليقيم في مكة وجدة خمسة وثلاثين سنة أي إلى أن توفاه الله .
    بدأ علي الطنطاوي بالتدريس في كلية التربية بمكة، ثم لم يلبث أن كُلف بتنفيذ برنامج للتوعية الإسلامية، فترك الكلية و ذهب ليجوب مدراس وجامعات السعودية لإلقاء المحاضرات والندوات، ثم تفرغ للإجابة عن الفتاوى في مجلس خصّص له في الحرم أو في بيته، ثم بدأ بإذاعة برنامجيه: ( مسائل ومشكلات) في الإذاعة ، وبرنامج (نور وهداية(في الرائي(4)والشيخ يعد من أقدم مذيعي العالم بأسره حيث بدأ يذيع لأول مرة في أوائل الثلاثينات من القرن الفائت

    ذكرياته:
    كان الشيخ ينشر كل يوم خميس حلقة من ذكرياته في الصحف إلى أن تعب من العمل فودع القراء( وكانت حلقات الذكريات قد قارب مئتين وخمسين حلقة) أقول : فودع القراء قائلاً : ( لقد عزمت على أن أطوي أوراقي، وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين، فلا أكاد أخرج من بيتي، ولا أكاد ألقى أحداً من رفاقي وصحبي(

    آخر آيامه ووفاته :

    ذكرت فيما سبق إعتزال الشيخ للرائي والإذاعة والصحف ، فقد أغلق بيته واعتزل الناس إلا قليلاً من المقربين .
    وقد قال حفيدة مجاهد عن آخر أيام شيخنا الحبيب علي الطنطاوي: (وبات الشيخ في - في آخر أيامه- ينسى بعضاً من شؤون حياته ؛ فيصلي الصلاة مرتين خشية أن يكون نسيها، ولكن الله منّ عليه وأكرمه بأن حفظ له توقد ذهنه ووعاء ذاكرته حتى آخر يوم من حياته. وصار يتورع من الفتوى خشية الزلل والنسيان، وكان حتى الشهر الذي توفي فيه تفتح بين يديه القصيدة لم يرها منذ عشرات السنين فيُتم أبياتها ويبين غامضها،وربما اختلُلف في ضبط مفردة من مفردات اللغة أو في معناها فيقول هي كذلك، فنفتح القاموس المحيط ( وهو إلى جواره، بقي كذلك حتى آخر يوم )فإذا هي كما قال.
    فلما كانت آخر السنوات تعب قلبه الكبير فأدخل المستشفى مراراً، فصار يتنقل بين البيت والمستشفى، حتى فاضت روحه لبارئها بعد عشاء يوم الجمعة، الثامن عشر من حزيران، عام 1999 في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة، ودفن في مكة في اليوم التالي بعدما صُلي عليه في الحرم المكيّ الشريف.
    اللهم ارحمه برحمتك رحمة واسعة ، اللهم اغفر له وأحسن إليه حيث هو، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ، آمين يارب العالمين.

    مؤلفاته
    :

    1-ذكريات علي الطنطاوي(8أجزاء)
    2- فِكَر ومباحث
    3-صور وخواطر
    4-مع الناس
    5-هتاف المجد
    6- مقالات في كلمات
    7-فصص من الحياة
    8-صيد الخاطر(تحقيق وتعليق)
    9-من حديث النفس
    10-من نفحات الحرم
    11-بغداد:مشاهد وذكريات
    12-في أندونيسيا
    13-أبو بكر الصديق
    14-أخبار عمر
    15-رجال من التاريخ
    16-أعلام من التاريخ(7أجزاء(
    17-قصص من التاريخ
    18-حكايات من التاريخ
    19-دمشق
    20-الجامع الأموي
    21-فصول إسلاميه
    22-في سبيل الإصلاح
    23-تعريف عام بدين الإسلام(مترجم للكثير من اللغات(
    24-فتاوى علي الطنطاوي

    ولم يكن ما سبق إلا جزءاً يسيراً للغاية من سيرة علي الطنطاوي الذي يحق لنا وصفه بـ ( أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء


    وصية الشيخ على الطنطاوي للشباب والشابات

    البلدان ولقيت الناس وخبرت الدنيا فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني وتجاربي لم تسمعيها من غيري، لقد كتبت وناديت ندعو الى تقويم الاخلاق ومحو الفساد وقهر الشهوات حتى كلت منا الاقلام وملت الالسنة وما صنعنا شيئا ولا ازلنا منكرا بل ان المنكرات لتزداد والفساد ينتشر والسفور والحسور والتكشف تقوى شرّته وتتسع دائرته ويمتد من بلد الى بلد حتى لم يبق .
    بلد اسلامي - فيما احسب - في نجوة منه حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة وفيها الغلو في حفظ الاعراض وستر العورات قد خرج نساؤها سافرات حاسرات كاشفات السواعد والنحور.. ما نجحنا وما اظن اننا سننجح ، اتدرين لماذا؟ لاننا لم نهتد الى اليوم الى باب الاصلاح ولم نعرف طريقه ، ان باب الاصلاح امامك انت يا بنتي ومفتاحه بيدك فاذا امنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال ، صحيح ان الرجل هو الذي يخطو الخطوة الاولى في طريق الاثم لا تخطوها المراة ابدا ولكن لولا رضاك ما اقدم ولولا لينك ما اشتد انت فتحت له وهو الذي دخل ، قلت للص تفضل .. فلما سرقك اللص صرخت اغيثوني يا ناس سرقت ..... ولو عرفت ان الرجال جميعا ذئاب وانت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب ، وانهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص0 واذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها . فالذي يريده منك الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة ، وشر عليك من الموت عليها ، يريد منك أعز شئ عليك : عفافك الذي تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها ، أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها ... إي والله، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب. إي والله ، أحلف لك مرة ثانية ، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال ، من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ، ويودونها ود الصديق ، كذب والله، ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم ، لسمعت مهولا مرعبا ، وما يبسم لك الشاب بسمة ، ولا يلين لك كلمة ، ولا يقدم لك خدمة ، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد ، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد.
    وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري. تشتركان في لذة ساعة ، ثم ينسى هو ، وتظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها ، يمضي (خفيفا) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك ، والهم في نفسك ، والوصمة على جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم ، ويقول : شاب ضل ثم تاب ، وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا. ولو انك إذ لقيته نصبت له صدرك ، وزويت عنه بصرك ، وأريته الحزم والاعراض ... فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد ، وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ، ونزلت به على رأسه ، لو أنك فعلت هذا ، لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار ، ولجاءك _ إن كان صالحا _ تائبا مستغفرا ، يسأل الصلة بالحلال ، جاءك يطلب الزواج. والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه ، لا تجد البنت أملها الاكبر وسعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجا صالحة ، وأما موقر’ ، وربة بيت . سواء في ذلك الملكات و الاميرات ، وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء . وأنا أعرف أدبيبتين كبيرتين في مصر والشام ، أديبتين حقا ، جمع لهما المال والمجد الادبي ، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين ، ولا تحرجيني بسؤالي عن الاسماء إنها معروفة!! .

    الزواج اقصى اماني المراة ولو صارت عضوة البرلمان وصاحبة السلطان ، والفاسقة المستهترة لا يتزوجها احد، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج ان هي غوت وسقطت تركها وذهب- اذا اراد الزواج- فتزوج غيرها من الشريفات لانه لا يرضى ان تكون ربة بيته وام بنته امراة ساقطة والرجل وان كان فاسقا داعرا اذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى ان تريق كرامتها على قدميه وان تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت الفاسقة او البنت المغفلة التي تشاركه في الزواج على دين ابليس وشريعة القطط في شباط طلب من تكون زوجته على سنة الاسلام فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور .. فلماذا لا تعملن ، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء ؟ انتن اولى به واقدر عليه منا لأنكن اعرف بلسان المراة وطرق افهامها ولانه لا يذهب ضحية هذا الفساد الا انتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصيّنات الديّنات في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجا ، لان الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ، ولعل مثل هذا في غير الشام ايضا ... فألفن جماعات منكن من الاديبات والمتعلمات و مدرسات المدرسة و طالبات الجامعة تعبد أخواتكن الضالات الى الجادة، خوّفنهن الله ، فان كن لا يخفنه فحذرهن المرض ، فان كن لا يحذرنه فخاطبهن بلسان الواقع ، قلن لهن : انكن صبايا جميلات فلذلك يقبل عليكن الشباب ويحومون حولكن ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال ؟ ومتى دام في الدنيا شئ حتى يدوم على الصبيّة صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف يكن اذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعّدات الوجوه من يهتم يومئذ بكنومن يسأل عنكن ، اتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها ؟ اولادها وبناتها وحفدتها وحفيداتها ، هناك تكون عجوز ملكة في رعيتها ومتوجة على عرشها على حين تكون الاخرى ... انتن اعرف بما تكون عايه.فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ?. وأمثال هذا الكلام لا تحتجن الى من يدلكن عليه، ولا تعدمن وسيلة الى هداية أخواتكن المسكينات الضالات ، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السلمات من مرضهن ، والناشئات
    الغافلات من أن يسلكن طريقهن .

    وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت علية المرأة المسلمة حقا، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن قصرتن الثياب شعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ، وصبرتن الدهر الاطول تعلمن لهذا الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحث عليه ، والفساق يفرحون به ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام ، ولا ترضى بها النصرانية ، ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلى حال تأباها الحيوانات. إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذودا عنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الاجنبي ، لا أن يرى وجوههن ...ولا أكفهن...ولا نحورهن... بل كل شيء فيهن!! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجعل ستره ، وهو حلقتا العورتين ، وحلمتا الثديين.....
    وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للاجنبي ليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن، والفم الخد، والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات المسلمات شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا ينكر ذلك الآباء والامهات المسلمات ، وأمثال هذا!!. وأمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد ، ولا بوثبة عاجلة ، بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآن طويلا، وإن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا، وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط غير السفور ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ، وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر.
    السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته، وإن كنا نرى الستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا. أما الاختلاط فشيء آخر ، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ، أو لقيته في الشارع ، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق ، وتستعد معه للامتحان ، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كل الميل إلى الآخر ، فلا تستطيع هي ولا هو ولا الاهل الارض جميعا ، أن يغيروا خلقة اله ، وأن (يساووا) بين الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل. وإن دعاة المساواة والاختلاط باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لانهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر ، وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به ، فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ، التي ليس وراءها شيء : التقدمية، والتمدن ، والفن ، والحياة الجامعية ، والروح الرياضية ، وهذا الكلام الفارغ (على دويه) من المعنى فكأنه الطبل.

    وكذابون لان أوروبة التي يأتمون بها ، ويهتدون بهديها ، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة ، والاختلاط في الجامعة ، والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ما جاء من هنا : من الازهر والاموي وهاتيك المدارس الشرقية ، والمساجد لاسلامية ولو كان الشرف والهدى والعفاف والطهارة ، طهارة القلب وطهارة الجسد. إن في أوروبا وفي أمريكا ، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما ، أسرا كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه ، وإن في باريز (في باريس يا ناس ) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع الشاب ، أو يصحبنه إلى السينما ، بل هم لا يدخلونهن إلا إلى روايات عرفوها ، وأيقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ، اللذين لا يخلو منهما مع الاسف واحد من هذه (التهريجات) و الصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة ( الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين ) تسميها أفلاما!!يقولون : إن الاختلاط يكسر شرة الشهوة ، ويهذب الخلق ، وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي . وأنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، روسيا التي لا تعودإلى دين ، ولا تسمع رأي شيخ ولا قسيس ، ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها؟

    وأميركا ، ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) من الطالبات؟ فمن يسره أن يكون في جامعات مصر والشام ، وسائر بلاد الاسلام مثل هذه المشكلة. وأنا لا أخاطب الشباب ، ولا أطمع في أن يسمعوا لي ، وأنا أعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي ، لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقا ، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات ، يا بناتي الشريفات العفيفات ، إنه لا يكون الضحية إلا أنتن ، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس ، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفن والحياة الجامعية ، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد ، ولا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة ، أما أنا فإني أبو بنات ، فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي ، وأنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن . إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب ، ولا يرجع لها شرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة ، وإذا سقطت البنت لم تجد واحدا منهم يأخذ بيدها ، أو يرفعها من سقطتها ، إنما تجدهم جميعا يتزاحمون على جمالها ، ما بقي فيها جمال ، فإذا ولى ولوا عنها ، كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم ! هذه نصيحتي إليك يا بنتي ، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره ، واعلمي أن بيدك أنت ، لا بأيدينا معشر الرجال ، بيدك مفتاح باب الاصلاح ، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الامة كلها.

    هذه المقالة كتبها الشيخ علي الطنطاوي سنة 1406هـ رحمه الله

  2. #62
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأخضر الأبراهيمي



    الأخضر الإبراهيمي 1 يناير 1934 في عزيزة جنوب الجزائر، هو سياسي وديبلوماسي جزائري، كان الإبراهيمي وزيراً للخارجية بين عامي 1991-1993، كما كان مبعوثا للأمم المتحدة في أفغانستان و العراق.


    المناصب التي تقلدها

    -بدء رحلته الدبلوماسية بتمثيل جبهة التحرير الوطني في جاكارتا (1954-1961) أي إبان الثورة الجزائرية.
    -مسؤول سامي في الجامعة العربية (1984-1991)
    -مبعوث للأمم المتحدة في لبنان 1989.
    -وزير خارجية الجزائر (1991-1993)
    -مبعوث للأمم المتحدة في العراق 2004.

    بداية تمثيله الديبلوماسي لدى الأمم المتحدة

    كان الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً للأمم المتحدة إلى هايتي وجنوب إفريقيا واليمن والزائير في الفترة الممتدة بين عامي 1994-1996، وفي السنوات الأخيرة كلف من طرف الأمم المتحدة لحل تفاوضي في العديد من بؤر التوتر والتي كللت في العديد من الأزمات بنجاح، وبين عامي 1997 حتى عام 1999 كان مبعوثاً أمميا لأول مرة إلى أفغانستان


    خدم الأخضر الإبراهيمي، في وقت باكر، سفيرا لبلاده في القاهرة و الخرطوم و نيويورك مبعوثا لدى الأمم المتّحدة. و مستشارا دبلوماسيا للرئيس الشاذلي بن جديد (1982 ـ 1984)، و كيلا للجامعة العربية (1984 ـ 1991)، و من ثم وزيرا للخارجية الجزائرية (1991 ـ 1993).


    . خدم الإبراهيمي حاكما لهاييتي في تسعينيات القرن الماضي باسم الأمم المتحدة، و من ثم مبعوثا دوليا لأفغانستان تحت إدارتين أميركيتين إحداهما ديموقراطية و الأخرى جمهورية. و اشتهر كمبعوث في أفغانستان، للمرّة الثانية بعد اتّفاق الطائف، كعراب لترتيب اتّفاق الزعماء الأفغان الشهير باسم الـ (لويا جارقا)، الذي انتهى باستصدار وثيقة دستورية لأفغانستان. و لم تكن خدمته مبعوثا أمميا في العراق أقل أهميّة بالرغم من تحكّم واشنطن و لندن في الملف العراقي أكثر ممّا تفعل الأمم المتّحدة.

    اشتهر الإبراهيمي دوليا ببراعته التفاوضية، و في هذا المجال حصل الإبراهيمي على جائزة "المفاوض العظيم" من مدرسة القانون بجامعة هارفارد في العام 2002. أمّا أكثر ما سيثبت في سيرة الإبراهيمي الذاتية فهو تقرير الإبراهيمي الشهير المتعلّق بتقييم فاعلية بعثات حفظ السلام الأممية.


    وكان الإبراهيمي قد شغل عدة مناصب في المنظمة من بينها ممثلها لدى جنوب أفريقيا وهايتي وأفغانستان. ولعب دورا مهما في مرحلة ما بعد إسقاط طالبان كمنسق للمعونة الدولية لأفغانستان بين عامي 2001 و2004، كما كان مبعوثا للمنظمة إلى العراق ومنسقا لإجراء الانتخابات وصياغة الدستور في هذا البلد عام 2004.

    وقاد الابراهيمي الذي سبق ان شغل منصب وزير الخارجية في بلاده الجزائر بوقف الحرب الاهلية اللبنانية

    كما تولى الابراهيمي رئاسة لجنة رئيسية في الامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام تولت عام 2002 تقييم عيوب النظام القائم لتلك العمليات وتوصلت الى ان المنظمة الدولية تحتاج الى مزيد من الاموال والموظفين والخطط المدروسة وان عليها التخلي عن حيادها بين المعتدين والضحايا.

    لكن الابراهيمي أثار غضب عنان عام 2004 عندما وصف اسرائيل بأنها "سم في المنطقة" وقال ان "سياسة اسرائيل الامنية العنيفة والقمعية وتصميمها على احتلال مزيد ومزيد من الاراضي الفلسطينية" ادت الى تعقيد مهمته في العراق. وكان الابراهيمي قبل انضمامه الى الامم المتحدة يتولى منصب نائب الامين العام لجامعة الدول العربية بين عامي 1984 و1991 ومثل الجامعة في لجنة ثلاثية توسطت في انهاء الحرب الاهلية في لبنان. كما تولى منصب سفير الجزائر لدى بريطانيا ومصر والسودان قبل تعيينه وزيرا للخارجية في بلاده بين عامي 1991 و1993.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    منح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الجنسية الأفغانية للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي تكريما لجهوده كممثل للأمم المتحدة في أفغانستان.

    وقال الرئيس الأفغاني أثناء الاحتفال الذي أقيم في القصر الرئاسي لتسليم الإبراهيمي جواز سفر دبلوماسيا: إن هذا التكريم "يعدّ عرفانا بالجميل لمساهمته الفريدة والنشيطة لإحلال السلام والاستقرار وتعزيز العلاقات بين أفغانستان والأمم المتحدة والدول الصديقة".

    ومن جهته وقّع الإبراهيمي على جوازه الأفغاني أمام كرزاي وأعضاء حكومته الانتقالية، واعتبر التكريم "شرفا لا يستحقه"، مشيرا إلى رغبته في مشاطرة عرفان الجميل الذي عبّر عنه كرزاي مع زملائه من موظفي الأمم المتحدة في كابول، مؤكدا أن المجتمع الدولي سيكون وفيا بتعهداته حيال أفغانستان.

    وقال الإبراهيمي ممازحا: إنه قد يفقد مهمته في أفغانستان "لأن الأمم المتحدة لا تسمح لمواطن إحدى الدول بالعمل في وطنه الأم كممثل لها".
    ويذكر أن الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري السابق يتولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان منذ عامين.

    خطبة الأمير علي بن الحسين على كريمة الأخضر الابراهيمي
    الجمعة 23 أبريل 2004 19:01
    "ايلاف" من عمان :
    قالت مصادر أردنية مطلعة في عمان اليوم لـ"ايلاف"، أن زيارة العاهل الأردني عبدالله الثاني" المفاجئة" الى العاصمة الفرنسية باريس، لم تكن مقررة لاجراء مباحثات سياسية وانما هدف عاهل الأردن الشاب من خلال زيارته القصيرة الى مباركة خطوبة أخيه غير الشقيق الأمير علي بن الحسين قائد قوات الحماية الملكية الخاصة منذ العام 2000، على كريمة الدبلوماسي الجزائري المرموق الأخضر الابراهيمي التي تعمل صحافية في باريس، حيث تقيم مع أسرتها في العاصمة الفرنسية باريس، وتشغل خطيبة الأمير علي حاليا منصب مديرة مكتب سي أن أن القناة الاخبارية الأمريكية، ذائعة الصيت حول العالم .
    وطبقا لبيان الديوان الملكي الأردني، فقد أفيد بأن مراسم الخطوبة قد تمت في باريس على أن يعقد القران في التاسع من سبتمبر المقبل .
    ويشغل الأمير علي بن الحسين الى جانب اهتماماته العسكرية والانسانية، منصبا رياضيا رفيعا قربه من الجماهير الأردنية بشكل غير مسبوق ،حيث يرئس الاتحاد الأردني لكرة القدم منذ خمسة أعوام خلفا للعاهل الأردني عبدالله الثاني، الذي تسلم نفس المناصب قبل أن يعتلي عرش أبيه الملك الراحل حسين بن طلال في فبراير عام 1999.
    وللأمير علي، وهو الابن الثالث في ترتيب الذكور للملك حسين ، فيما هو الابن الثاني لملكة الأردن المتوفاه علياء طوقان، التي أنجبت أيضا الأميرة هيا التي عقد قرانها هي الأخرى قبل اسبوعين على ولي عهد دبي ووزير الدفاع فيها الشخ محمد بن راشد آل مكتوم، شعبية واسعة في الأردن بسبب ترؤسه لكثير من الهيئات الانسانية تي التي تعنى بأحوال المحرومين والفقراء والأيتام ،شأن والدته علياء التي قضت بحادث تحطم مروحية خلال جولاتها الانسانية على مدن الجنوب في الأردن.
    والأمير علي (28 عاما)، هو خريج كلية سانت هيرست الملكية البريطانية للدراسات العسكرية شأنه شأن أشقائه جميعا، ويحمل رتبة عسكرية متقدمة في القوات المسلحة الأردنية.
    ومن المتوقع، أن يشهد العام الحالي زفاف ثلاثة أمراء أردنيين هم ولي العهد الأمير حمزة الذي تقرر السابع والعشرين من مايو المقبل موعدا لزفافه على أميرة أردنية، وهي نور بنت عاصم بن علي (ابن عم الملك الراحل حسين)، وكذلك الأميرة هيا على الشيخ ممد بن راشد، خلافا لمعلومات سابقة لاتزال متداولة تؤكد رغبة الأميرة بعدم اقامة حفل زفاف، والاكتفاء بمراسم الخطوبة في القصر الملكي لأخيها غير الشقيق ملك الأردن.
    اضافة الى الأمير علي الذي قد يعلن بشكل لاحق موعدا لزفافه على الأميرة الأردنية الجديدة، حيث تمنح طبقا للتقاليد الملكية في الأردن خطيبة الأمير في الأردن، لقب أميرة على الفور، حتى وان كانت من أصول غير أردنية، فيما لايحظى قرين الأميرة الأنثى طبقا لنفس القواعد بنفس اللقب


    شجاعة الأخضر الإبراهيمي
    د. معن أبو نوار

    ترى الرجل النحيل فتزدريه=
    ويعجبك الطرير إذا تراه=
    ضعاف الأسد أكثرها زئيرا=


    عرفته عام 1973 قبل ثلاثين عاما سفيراً للجزائر في لندن خلال وجودي سفيرا لوطني فيها، تعلمت الكثير منه، وأيدني تأييدا كاملا في مهمتي، وقامت بيننا صداقة بل إخوة صافية. وبانت بيننا السنين.. حتى التقيته في أوكسفورد منذ خمس سنوات؛ ثم افترقنا حتى سمعت عن مهمته في أفغانستان التي نجح فيها نجاحا باهراً.
    الأخضر رجل نحيل الجسم، معتدل القامة، خفيض الصوت، هادئ حتى السكون، يكاد يزن كل حرف ينطقه، عميق التفكير، نقي الضمير والوجدان، عربي اللسان لكنه يتقن الانجليزية والفرنسية اتقانا عفويا كالعربية، مسلم الانسانية حتى النخاع، أهم ما في شخصيته وكيانه وقيمه شجاعته الفائقة، وتنطبق عليه أبيات الشعر السابق ذكرها.
    لماذا؟
    قرأت الخبر التالي عن موقفه حول الحرب على العراق:«بدء الاقتباس»
    «أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، الأخضر الابراهيمي أن الحرب التي شنت على العراق لم تكن مشروعة ولذلك فإن ما يتعرض له العراق الآن هو احتلال من قبل القوات الأمريكية والبريطانية.
    وأضاف الابراهيمي في مقابلة مع محطة دورداشان العامة الهندية ان هذه الحرب لم تكن ضرورية. وان اللجوء الى القوة لا يمكن ان تقرره غير الأمم المتحدة وهذا لم يحدث في العراق. وأوضح أن «العراق تعرض للغزو ومهما قال الشعب العراقي، فالحقيقة ان العراق يخضع حالياً للاحتلال».
    وأشار الابراهيمي الى الفرق بين الحرب التي شنت في أفغانستان ضد نظام طالبان وشبكة القاعدة، والحرب على العراق «لازاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين». وقال: إن هناك فرقاً أساسياً بين هاتين الحربين «فأفغانستان لم تتعرض للاجتياح».
    وانتقد الابراهيمي من جهة ثانية موقف الولايات المتحدة في أفغانستان مؤكداً ان واشنطن تتحمل مسؤولية التدهور الأمني الأخير، وقال إنها ركزت على توقيف «ارهابيين محتملين» عوضا عن البحث عن سبل تحسين الوضع في البلاد عموما». «انتهى الاقتباس».
    شجاعة الأخضر الابراهيمي شجاعة الصدق في القول والموقف، فهو يعلن ما يبطن بكل صدق وصراحة.. قال ما لم يقله غالبية الدبلوماسيين العرب الذين يبطنون المواقف المناوئة لأقوالهم تحت ستار الدبلوماسية.
    حياك الله أيها الأسد الهصور.. الأخضر الابراهيمي الجزائري المقدام.

  3. #63
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    المهاتما غاندي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ولد المهاتما غاندي فلقد عرف الإنجليز أن وجود الحكم الإسلامي في الهند كفيل بتعطيل أحلامهم الصليبية لذا فقد اكتفوا بما كان من تأسيسهم لشركة الهند الشرقية للتجارة الإنجليزية في الهند والأقطار المجاورة في عام (1009هـ /1600م). ومع الوقت كانت شركة الهند الشرقية تتوسع وتزداد فروعها في أرجاء الهند ، ومع الوقت بدأت حقيقة هذه الشركة وفروعها تتكشف فلم تكن إلا قواعد عسكرية إنجليزية ، وبؤر تجسسية كان هدفها تجنيد المنافقين من أبناء

    المسلمين ، والعملاء من أبناء الهندوس ، والسيخ.

    وفي عام (1170هـ / 1757م) وفي إبان الغزو الشيعي الصفوي الإيراني للهند قام الجيش البريطاني التابع لشركة الهند الشرقية باستغلال هذا الظرف الحرج فتمكن من هزيمة المسلمين في منطقة البنغال في معركة (بلاسي) التي تعد أول المعارك الحاسمة بين الطرفين ، وقد تم لهم ذلك بمساعدة المنافقين والعملاء الذين تم تجنيدهم عبر عشرات السنين ، إلا أن احتلال الإنجليز للهند لم يتم إلا بعد قرن من الزمان وبعد معارك طاحنة بين الطرفين ، انتهت بعزل (بهادر شاه) آخر السلاطين المسلمين ونفيه إلى بورما حيث توفي عام (1279هـ / 1862م) لذلك فقد قامت بريطانيا في عام (1275هـ /1858م) بضم الهند إلى التاج البريطاني رسمياً ، لتصبح درة التاج البريطاني منذ ذلك التاريخ.

    تقريب الهنادكة :

    لقد عرف الاحتلال البريطاني أنه من المستحيل أن يقبل المسلمون في الهند الرضوخ لسياسة الأمر الواقع وفي ذلك يقول (النبرو) الحاكم البريطاني في الهند : (إن العنصر الإسلامي في الهند عدو بريطانيا اللدود ، وإن السياسة البريطانية يجب أن تهدف إلى تقريب العناصر الهندوكية إليها ، لتساعدهم في القضاء على الخطر الذي يتهدد بريطانيا في هذه البلاد).

    وفي عام (1303هـ / 1885م) قامت بريطانيا بتأسيس حزب المؤتمر الوطني الهندي ، ومن خلال هذا الحزب تم إحياء القومية الهندوسية الوثنية القديمة ، لتكون عوناً لبريطانيا في محاربتها للإسلام والمسلمين في شبه القارة الهندية.

    سياسة بريطانيا تجاه المسلمين
    :
    لقد كانت بريطانيا تعلم أن بقاءها في الهند لن يكتب له الاستمرار في ظل مقاومة إسلامية صلبة ترفض الذوبان والانبطاح والتوسل للمحتل ، لذا فقد لجأت إلى تنفيذ سلسلة من الخطوات الرامية إلى خلخلة هذه المقاومة وكسرها ، ومن ذلك :

    1- إقامة المذابح للمسلمين في كل مكان ، وفي ذلك يقول أحد الكتاب الإنجليز : (إن ما ارتكبه جنودنا من ظلم ووحشية ، ومن حرق وتقتيل ، لا نجد له مثيلاً في أي عصر).

    2- زرع العصبية الجاهلية داخل المجتمع المسلم ، حيث قسموا المسلمين إلى طوائف اجتماعية ، وأجبروهم على تسجيل أنفسهم رسمياً حسب هذا التقسيم الطائفي.

    3- العبث بمناهج التعليم لتخدم سياسة الاحتلال البريطاني ، مما جعل المسلمين ينفرون من المدارس العلمانية خوفاً على عقيدة أبنائهم.

    4- نشر الانحلال والمجون والإباحية والفساد.

    5- تأسيس الحركات الهدامة التي تتسمى باسم الإسلام مثل القاديانية ، التي نفت مبدأ ختم النبوة ، ونبذت الجهاد ومقاومة المحتل ، ودعت إلى طاعة الإنجليز والقبول بسياسة الأمر الواقع.

    6- تزوير التاريخ الجهادي للأمة المسلمة عن طريق نشر الكتب والمؤلفات التي تنبذ الجهاد والمقاومة ، ومن ذلك كتاب المستشرق ، تومس آرنولد : الدعوة إلى الإسلام.

    7- إبعاد العلماء وعزلهم عن قيادة وتوجيه الجماهير المسلمة.

    8- إيجاد زعامات قومية إسلامية ، تفتخر بقوميتها على حساب انتمائها إلى دينها وإسلامها ، وقد كان هؤلاء ممن تخرجوا من المدارس والكليات العلمانية.

    صناعة غاندي :

    عندما توفي السلطان العثماني محمد الفاتح رحمه الله (886هـ) وهو يحاصر روما دعا بابا الفاتيكان في روما النصارى في أوروبا إلى الصلاة شكراً لله ابتهاجاً بوفاة محمد الفاتح.

    هذه الحالة من الرعب والفزع لم تكن لتغيب عن أوروبا الصليبية في نظرتها إلى العالم الإسلامي ، لذا فقد كان أخطر عمل قامت به بريطانيا هو إلغاء الخلافة الإسلامية وإسقاط الدولة العثمانية وتفتيت العالمين العربي والإسلامي ، حتى لا تضطر أوربا لإقامة صلاة الشكر مرة أخرى.

    لقد أدى قيام بريطانيا الصليبية بإلغاء الخلافة الإسلامية إلى إذكاء روح المقاومة الإسلامية في الهند ، ومن ذلك تأسيس المسلمين جمعية إنقاذ الخلافة في عام (1920م) ، وقاموا بجمع (سبعة عشر مليون روبية) لأجل هذا الغرض.

    وهنا طفا على السطح فجأة شخص هندوسي اسمه (غاندي) وقام بالتقرب إلى جمعية إنقاذ الخلافة وطرح عليهم فكرة التعاون مع حزب المؤتمر الوطني الهندي ، فرحب المسلمون بذلك ، ولما عقد أول اجتماع بين الطرفين ، طرح المسلمون شعار استقلال الهند عن بريطانيا ، بدلاً عن فكرة إصلاح حالة الهند التي كانت شعار المؤتمر الوطني ، لكن (غاندي) عارض هذا المقترح وثبط الهمم ، وفي عام (1921م) عقد الطرفان اجتماعاً مهما تمكن فيه المسلمون من فرض شعار الاستقلال عن بريطانيا وقاموا بتشكيل حكومة وطنية لإدارة البلاد.

    هذا التطور الخطير لم تكن بريطانيا لتسمح له بإفساد فرحتها بإسقاط الدولة العثمانية وتقسيم العالم الإسلامي ، لذا فقد قام (ريدينج) الحاكم البريطاني للهند بالاجتماع (بغاندي) وقال له : (إن مصدر الحركة الاستقلالية في الهند هم المسلمون ، وأهدافها بأيدي زعمائهم ، ولو أجبنا مطالبكم ، وسلمنا لكم مقاليد الحكم ، صارت البلاد للمسلمين ، وإن الطريق الصحيح هو أن تسعوا أولاً لكسر شوكة المسلمين ، بالتعاون مع بريطانيا ، وحينئذ لن تتمهل بريطانيا في الاعتراف لكم بالاستقلال ، وتسليم مقاليد الحكم في البلاد إليكم).

    وبناء على التنسيق والتفاهم الذي تم بين (ريدينج) و (غاندي) قامت بريطانيا بالقبض على الزعماء المسلمين المنادين بالاستقلال ، فأصبح الطريق ممهداً أمام (غاندي) الذي طلب من هيئة المؤتمر الإسلامي الهندوسي ، بأن تسلم له مقاليد الأمور بصفة مؤقتة نظراً لقبض بريطانيا على الزعماء المسلمين ، وعندما عقد أول اجتماع برئاسة (غاندي) نفذ ما تم الاتفاق عليه مع الحاكم البريطاني (ريدينج) وأعلن أن الوقت لم يحن بعد لاستقلال الهند.

    وفي الفترة من (1921- 1948م) نجد أن بريطانيا قد طبقت في الهند ما طبقته في فلسطين مع الصهاينة [ انظر الجذور التوراتية للسياسة البريطانية – مقال بصفحة الكاتب في الموقع ]، حيث قامت بتسليح الهندوس وتدريبهم ، والتنسيق معهم لإقامة المذابح للمسلمين ، أما غاندي الذي أصبح كل شيء بعد تلميعه في مسرحية نفيه المؤقت إلى جنوب أفريقيا فقد قام بمذبحة ثقافية بشعة للحضارة الإسلامية في الهند ، وفي ذلك يقول الأستاذ أنور الجندي رحمه الله : (لقد كانت دعوة غاندي إلى ما سماه اكتشاف الروح الهندي الصميم ، والرجوع إلى الحضارة الهندية ، هو بمثابة إعلان حرب على الحضارة الإسلامية التي عاشت على أرض الهند أربعة عشر قرناً ، وغيرت كل مفاهيم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، بل إنها قد غيرت مفاهيم الهندوكية نفسها).

    وعندما اطمأنت بريطانيا على مقدرة الهندوس على حكم الهند قامت بترتيب الأمور لاستقلال الهند.

    لقد كان عام (1948م) الفصل الأخير من مسرحية غاندي وبريطانيا حيث سلب الحق من أهله بإعلان استقلال الهند عن بريطانيا في تلك السنة ، لكن مسرحية المقاومة السلمية التي قام غاندي فيها بدور البطل لا تزال تعرض إلى يومنا هذا.

    بقي أن نشير إلى أن من يطلق شرارة الحقد والكراهية لا بد أن يكتوي بنارها ، فقد مات غاندي مقتولاً عند استقلال الهند ، ثم تبعه في عام 1978م آخر حاكم بريطاني للهند حيث قتل على أيدي الثوار الإيرلنديين ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
    ي الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.

    دراسته

    سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1882 لدراسة القانون، وعاش في الشهور الأولى من إقامته في لندن في حال من الضياع، وعدم التوازن، والرغبة في أن يكون رجلاً جنتلماناً انكليزياً. غير أنه سرعان ما أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد، خاصةً أن وضعه المالي والاجتماعي لم يكونا يسمحان له باللهو وضياع الوقت. وسرعان ما عاد غاندي إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق. فأخذ يتعلم القانون، ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه، ويقبل ما يشبع العقل، ويوحِّد عقله مع دينه، ويطابقه بما يملي عليه ضميره.

    بدأت ملامح شخصية غاندي تتضح؛ وكانت نباتيته مصدراً دائماً لإحراجه، فهذه النباتية موروث ثقافي تحول عنده إلى قناعة وإيمان، فأنشأ نادياً نباتياً، رأسه الدكتور أولدفيلد محرِّر مجلة "النباتي"، وصار السير ادوين آرنولد نائباً للرئيس، وغاندي أميناً للسر. ويبدو أن حياة غاندي في انكلترا، وتجاربه فيها، كانتا تتقيدان بوجهة نظره الاقتصادية وومفهومه للصحة.

    عاد غاندي إلى الهند في تموز عام 1891، بعد حصوله على الإجازة الجامعية التي تخوله ممارسة مهنة المحاماة. إلا أنه واجه مصاعب كثيرة، بدأت بفقدانه والدته التي غيبها الموت، واكتشافه أن المحاماة ليست طريقاً مضمونةً للنجاح. وقد أعاده الإخفاق من بومباي إلى راجكوت، فعمل فيها كاتباً للعرائض، خاضعاً لصلف المسؤولين البريطانيين. ولهذا السبب لم يتردد في قبول عرض للتعاقد معه لمدة عام، قدَّمته له مؤسسة هندية في ناتال بجنوب إفريقيا. وبدأت مع سفره إلى جنوب إفريقيا مرحلة كفاحه السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية.


    الانتماء الفكر

    أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.


    اللاعنف ليس عجزا

    وقد أوضح غاندي أن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا، ذلك لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا"، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا "إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هي إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه.

    أساليب اللاعنف

    وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.


    شروط نجاح اللاعنف

    يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.

    كتب أثرت في غاندي

    وقد تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.

    مـاذا قـال غـاندي عن الإسلام :

    "أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر......

    لقد أصبحت مقتنعا كل الإقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها إكتسب الإسلام مكانته, بل كان ذالك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود,وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه, وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.هذه الصفات هي التي مهدت الطريق. وتخطت المصاعب وليس السيف."

    قال أيضـا
    :

    ‘‘بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد أجد نفسي بحاجة أكثر إلى التعرف على حياته العظيمة ‘‘


    حياته في جنوب أفريقيا

    سافر غاندي وعائلته إلى جنوب إفريقيا عام 1893 ، وسكن ولاية "ناتال" الواقعة على المحيط الهندي، مقيماً في أهم مدنها "دوربان" التي عُرفت بصناعة السكر والتبغ، ويوجد الفحم فيها في المرتفعات الداخلية. عمل غاندي في جنوب إفريقيا مدافعاً عن حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير(3) العاملين في مزارع قصب السكر. وكان مجتمع العمال في جنوب إفريقيا منقسماً إلى جماعات مختلفة: جماعة التجار المسلمين "العرب"، وجماعة المستخدمين الهندوس، أما الجماعة الثالثة فهي الجماعة المسيحية، وكانت بين هذه الجماعات الثلاث بعض الصلات الاجتماعية.

    لم يكن غاندي يعرف معلومات كثيرة عن الاضطهاد والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا، ولكن مع مرور الأيام على وجوده في جنوب إفريقيا؛ اطلع على عديد من الحقائق والوقائع المفزعة الخاصة بممارسة التمييز العنصري. حيث شجعت حكومة جنوب إفريقيا على الاضطهاد العرقي، وعملت على تنفيذ إجراءات جائرة لمنع هجرة المزيد من الآسيويين إليها، وإكراه السكان المقيمين منهم في جنوب إفريقيا على الرحيل عنها، من خلال فرض ضرائب باهظة عليهم، ومطاردتهم من الشرطة، إضافة إلى أعمال النهب وتدمير المحلات والممتلكات تحت سمع حكومة البيض وبصرها.

    دافع غاندي عن العمال الهنود والمستضعفين من الجاليات الأخرى، واتخذ من الفقر خياراً له، وتدرب على الإسعافات الأولية ليكون قادراً على إسعاف البسطاء، وهيّأ منـزله لاجتماعات رفاقه من أبناء المهنة ومن الساسة، حتى إنه كان ينفق من مدخرات أسرته على الأغراض الإنسانية العامة. وقاده ذلك إلى التخلي عن موكليه الأغنياء، ورفضه إدخال أطفاله المدارس الأوربية استناداً إلى كونه محامياً، يترافع أمام المحاكم العليا.

    كان تعاقده مع المؤسسة الهندية لمدة عام قابلة للتمديد إن رغب. وقد رغب في مغادرة جنوب إفريقيا، ولكنّ حادثة شهيرة وقعت جعلته يصمم على البقاء للدفاع عن حقوق الهنود هناك. فقد أعلنت حكومة جنوب إفريقيا نيتها إصدار تشريع يحظر حق الاقتراع العام على الهنود. وكان هؤلاء من الضعف والعجز بحيث لا يستطيعون الدفاع عن حقوقهم، كما افتقروا إلى القيادة القوية. وكان ذلك الأمر إيذاناً ببدء كفاح غاندي غير العنيف، في مواجهة السلطة البيضاء العنصرية. وقد مكنته معرفته بالقوانين من البرهنة على عدم شرعية قانون الاقتراع العام، وتمكن من أن يكسب معركته.

    بدأ غاندي كفاحه السلمي بتحرير آلاف العرائض وتوجيهها إلى السلطة البيضاء في جنوب إفريقيا. وقام بتنظيم "المؤتمر الهندي" في الناتال، وأسس صحيفة (الرأي الهندي) Indian Opinion التي صدرت باللغة انكليزية وبثلاث لغات هندية أخرى. وعمل على إقامة مستعمرة "فينيكس" الزراعية قرب "داربان" في العام 1904. وهي مستعمرة صغيرة أسسها مع قليل من أصدقائه الذين شاركوه أفكاره بأهمية الابتعاد عن صخب المدن وتلوثها، وعن طمع وكراهية و حقد البشر في المدن، فانسحب الهنود من المدن الرئيسية، مما أصاب الأعمال الصناعية بالشلل التدريجي.

    ولقد اعتقل غاندي غير مرة، ولكن في عام 1906 بعد أن أصدرت حكومة إقليم الترانسفال قانوناً جديداً سمي بالقانون الآسيوي الجديد، وهو قانون يفرض على من يريد من الهنود من الرجال والنساء والأطفال، فوق سن الثامنة، الإقامة في الترانسفال أن يعيد تسجيل نفسه من جديد، ويحصل على إقامة جديدة. ومن يخالف القانون يكن مذنباً ويتعرض للسجن أو الترحيل. ووصلت العنصرية إلى حد اقتحام قوات البوليس منازل الهنود للتفتيش. فاندلعت مظاهرات في جوهانسبرج، وتعاطف الصينيون مع الهنود وانضموا إلى حركتهم. ولقد امتلأت السجون بالمعتقلين. فأرسل غاندي وفداً من ممثلي الهنود في جنوب إفريقيا إلى انكلترا وكان اقترح ثلاثة شروط في مجال مقاومة القانونية، واعتبر هذه المهمة تكليفاً، وهذه الشروط هي:

    يجب على من هم مستعدون للمقاومة ضد القانون، في حال تنفيذه، أن يجددوا تعهدهم بالمقاومة.
    ينبغي جمع تبرعات لتغطية نفقات سفر الوفد وإقامته في لندن.
    يجب أن يكون عدد الوفد ثابتاً
    وقد التقى الوفد بوزير المستعمرات البريطاني، حيث كانت الترانسفال مستعمرة تابعة للتاج البريطاني. فأظهر الوزير الانكليزي عدم رضاه علناً عن القانون، في حين أوعز في السر إلى حكومة إقليم الترانسفال بأن بريطانيا ستمنح الإقليم الحكم الذاتي إذا ما نفذت القانون. ألقت قوات الشرطة القبض على غاندي وقادة آخرين بعد تطبيق القانون، وأطلق سراحه بعد مدة قصيرة، ثم قبض عليه مرة أخرى عام 1908، واقتيد إلى قلعة جوهانسبرج بملابس السجن. ووصلت أنباء الاضطرابات الواسعة والاجتماعات الجماهيرية والمسيرات السلمية إلى الهند، ففرضت على نائب الملك فيها للورد "هاربنك" تقديم احتجاج إلى حكومة جنوب إفريقيا لمعاملتها المشينة للهنود.

    وجد غاندي وجماعته أنفسهم هدفاً لهراوات الشرطة التي عملت على تفتيت إدارة المقهورين من خلال تكسير العظام، فخرج إلى العالم بالإخلاص للحقيقة على أنه سلاح يغير بوساطته المظالم. يتحمل الألم، ويقاوم الأعداء بلا ضغينة، ويحارب الخصوم بلا عنف. واستمر نضال غاندي على هذا النحو طوال تلك السنوات. قطع معه الألوف الشوط حتى النهاية، مضحين بالعمل والحرية، دخلوا السجون، وتعرضوا للجوع والجلد والمهانة والرصاص، حتى رأت السلطات أن تقلل من تعسفها، فعرضت على غاندي تسوية بين الجانبين وافق عليها، وغادر بعدها جنوب إفريقيا متوجهاً إلى الهند في يوليو 1914. وقد حققت حركة اللاعنف التي قادها غاندي النصر والحياة الكريمة، وضمنت كرامة الهنود في جنوب إفريقيا وحقوقهم، بعد عشرين عاماً من الكفاح.


    إنجازاته هناك

    كانت جنوب أفريقيا مستعمرة بريطانية كالهند وبها العديد من العمال الهنود الذين قرر غاندي الدفاع عن حقوقهم أمام الشركات البريطانية التي كانوا يعملون فيها. وتعتبر الفترة التي قضاها بجنوب أفريقيا (1893 - 1915) من أهم مراحل تطوره الفكري والسياسي حيث أتاحت له فرصة لتعميق معارفه وثقافاته والاطلاع على ديانات وعقائد مختلفة، واختبر أسلوبا في العمل السياسي أثبت فعاليته ضد الاستعمار البريطاني. وأثرت فيه مشاهد التمييز العنصري التي كان يتبعها البيض ضد الأفارقة أصحاب البلاد الأصليين أو ضد الفئات الملونة الأخرى المقيمة هناك. وكان من ثمرات جهوده آنذاك:

    إعادة الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من عقد الخوف والنقص ورفع مستواهم الأخلاقي.
    إنشاء صحيفة "الرأي الهندي" التي دعا عبرها إلى فلسفة اللاعنف.
    تأسيس حزب "المؤتمر الهندي لنتال" ليدافع عبره عن حقوق العمال الهنود.
    محاربة قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت.
    تغيير ما كان يعرف بـ"المرسوم الآسيوي" الذي يفرض على الهنود تسجيل أنفسهم في سجلات خاصة.
    ثني الحكومة البريطانية عن عزمها تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب أفريقيا.
    مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية.

    العودة إلى الهند

    عاد غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين واعتبر الفئة الأخيرة التي سماها "أبناء الله" سبة في جبين الهند ولا تليق بأمة تسعى لتحقيق الحرية والاستقلال والخلاص من الظلم.


    صيام حتى الموت

    قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.


    مواقفه من الاحتلال البريطاني

    تميزت مواقف غاندي من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانا المرونة التكتيكية، وتسبب له تنقله بين المواقف القومية المتصلبة والتسويات المرحلية المهادنة حرجا مع خصومه ومؤيديه وصل أحيانا إلى حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه، فعلى سبيل المثال تعاون غاندي مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ضد دول المحور، وشارك عام 1918 بناء على طلب من الحاكم البريطاني في الهند بمؤتمر دلهي الحربي، ثم انتقل للمعارضة المباشرة للسياسة البريطانية بين عامي 1918 و1922 وطالب خلال تلك الفترة بالاستقلال التام للهند. وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني صعدت من الغضب الشعبي الذي وصل في بعض الأحيان إلى صدام بين الجماهير وقوات الأمن والشرطة البريطانية مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة، ورغم ذلك حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات ثم عادت وأفرجت عنه في عام 1924.


    مسيرة الملح


    تحدى غاندي القوانين البريطانية التي كانت تحصر استخراج الملح بالسلطات البريطانية مما أوقع هذه السلطات في مأزق، وقاد مسيرة شعبية توجه بها إلى البحر لاستخراج الملح من هناك، وفي عام 1931 أنهى هذا العصيان بعد توصل الطرفين إلى حل وسط ووقعت "معاهدة دلهي".


    الاستقالة من حزب المؤتمر

    قرر غاندي في عام 1934 الاستقالة من حزب المؤتمر والتفرغ للمشكلات الاقتصادية التي كان يعاني منها الريف الهندي، وفي عام 1937 شجع الحزب على المشاركة في الانتخابات معتبرا أن دستور عام 1935 يشكل ضمانة كافية وحدا أدنى من المصداقية والحياد.

    وفي عام 1940 عاد إلى حملات العصيان مرة أخرى فأطلق حملة جديدة احتجاجا على إعلان بريطانيا الهند دولة محاربة لجيوش المحور دون أن تنال استقلالها، واستمر هذا العصيان حتى عام 1941 كانت بريطانيا خلالها مشغولة بالحرب العالمية الثانية ويهمها استتباب أوضاع الهند حتى تكون لها عونا في المجهود الحربي. وإزاء الخطر الياباني المحدق حاولت السلطات البريطانية المصالحة مع الحركة الاستقلالية الهندية فأرسلت في عام 1942 بعثة عرفت باسم "بعثة كريبس" ولكنها فشلت في مسعاها، وعلى أثر ذلك قبل غاندي في عام 1943 ولأول مرة فكرة دخول الهند في حرب شاملة ضد دول المحور على أمل نيل استقلالها بعد ذلك، وخاطب الإنجليز بجملته الشهيرة "اتركوا الهند وأنتم أسياد"، لكن هذا الخطاب لم يعجب السلطات البريطانية فشنت حملة اعتقالات ومارست ألوانا من القمع العنيف كان غاندي نفسه من ضحاياه حيث ظل معتقلا خلف قضبان السجن ولم يفرج عنه إلا في عام 1944.


    حزنه على تقسيم الهند

    بانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل.

    وتم ذلك بالفعل في 16 أغسطس/آب 1947، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حدا تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 1947/1948وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.


    وفاته


    لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهر 79 عاما.

    يلاحظ أن غاندي قد تعرض في حياته لستة محولات لإغتياله، و قد لقي مصرعه في المحاولة السادسة

  4. #64
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عباس فائق غزاوي رحمه الله

    نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للعلم المعروف الأستاذ عباس فائق غزاوي:-
    - سعادته من مواليد مكة المكرمة بتاريخ 1/7/1932م.
    - تسلم عمله في 9/4 لعام 1986م، سفيراًُ للمملكة العربية السعودية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
    - حاصل على مؤهل جامعي بكالوريوس في القانون من جامعة القاهرة.
    - بدأ حياته العملية عام 1952م كمذيع ومقدم برامج، ثم مدير إنتاج البرامج الإذاعية، ثم تولى الإشراف على تحرير صحيفة "أم القرى"، ثم عُين مديراً عاماً للإذاعة، وعند إنشاء التلفزيون أصبح مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون.
    - في الإذاعة قدم سعادته الكثير من البرامج التي نجحت ولقيت رواجاً مثل برامج: "دنيا"، و "في الطريق" والبرنامج الذي حظي بشهرة كبيرة وهو برنامج الأطفال حيث عُرِفَ من يومها وإلى الآن باسم "بابا عباس".
    - وفي التلفزيون قدم سعادته برنامج "ندوة التلفزيون"، كما قدم برنامجا اجتماعياً باسم "وقفة تأمل".
    - نُقلت خدماته إلى وزارة الخارجية بناء على طلبه عام 1966م، حيث شغل منصب مدير عام الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية.
    - في عام 1970م عُين في سفارة المملكة العربية السعودية في روما وزيراً مفوضاً.
    - وفي عام 1972م تولى منصب سفير المملكة العربية السعودية في جمهورية تشاد.
    - ما بين عام 1977 إلى عام 1984م شغل منصب رئيس إدارة الشؤون الإفريقية والآسيوية والإدارة الإسلامية في وزارة الخارجية السعودية.
    - في عام 1984م عُين سفيراً للمملكة العربية السعودية في جمهورية تونس.
    - انتهت خدمته كسفير في ألمانيا في 22/أكتوبر/2001م، وعاد إلى المملكة كشريك مؤسس لشركة المحاماة والاستشارات القانونية التي تحمل اسمه والتي أسسها كمكتب خاص للمحاماة والاستشارات القانونية عام 1977م.
    - سعادة السفير عباس فائق غزاوي حاصل على وسام الملك عبد العزيز آل سعود من الدرجة الممتازة في 13/7/1398هـ.
    - وسعادته كاتب للقصة والمقالات حيث نُشر له العديد من المواضيع السياسية والاجتماعية في الصحف والإذاعة.
    - أهم هواياته القراءة وممارسة الرياضة.
    - سعادته يجيد اللغة الإنجليزية، الفرنسية، والإيطالية مع إلمام بالألمانية.
    - متزوج وهو أب لعصام ورضا من رجال الأعمال، وماجد وحاتم من المحامين، وهو أب لثلاث بنات.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عباس فائق غزاوي


    مشوار حافل بين الإعلام والدبلوماسية والمحاماة



    لقاء خاص مع معالية رحمه الله

    هو واحد من الرعيل الإعلامي الأول، ينظر إلى العمل الإعلامي كهواية وليس كوظيفة، محب للتغيير دائماً، ولذلك نراه وقد تنقل من عمل لآخر، درس القانون وفتح مكتباً للمحاماة، ثم انتقل للعمل الدبلوماسي، في حياته أكثر من محطة، وله أكثر من هواية.



    إنه السفير والإعلامي والمحامي والكاتب عباس فائق غزاوي الذي يجيد أكثر من لغة، الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وإن كانت اللغة الألمانية قد استعصت عليه، وغير ذلك فقد نال شرف الحصول على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة عام1398هـ، وأخيراً فهو أب لأربعة من الأبناء وثلاث من البنات.

    "عالم السعودية" التقته لتسليط الضوء على الجوانب المضيئة في حياته والتي قد تكون مجهولة لكثير من القراء.



    · كيف تشكلت شخصيتكم حتى أصبحتم اسماً إعلامياً لامعاً قبل أن تنتقلوا للعمل الدبلوماسي؟

    - شكراً لـ"عالم السعودية" على هذه المناسبة الطيبة، وفي الواقع أن الإذاعة أو الإعلام ككل كان من هواياتي منذ أن كنت في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية، ووجدت نفسي أنخرط في هذا المجال في ذلك الوقت بالإضافة إلى الدراسة، وبعد أن التحقت بالجامعة وجدت نفسي في ذلك الوقت أجمع بين الدراسة الجامعية والعمل في الإعلام حتى أصبح مهمة رسمية بدأت من مذيع ومقدم برامج ثم مديراً لإنتاج البرامج الإذاعية فمشرفاً على تحرير صحيفة "أم القرى" حتى أصبحت مديراً عاماً للإذاعة، وبعد إنشاء التلفزيون جمعت بين مدير عام الإذاعة والتلفزيون.

    برامج الأطفال

    · ما هي البرامج أو الأعمال الإعلامية التي لا زالت عالقة في وجدانك حتى الآن؟

    - إن كنت تريد أن تسأل عن البرامج التي قمت بتقديمها فهي كثيرة، ومن أهمها برنامج الأطفال "بابا عباس"، فقد أتيحت لي الفرصة لكي أقدم مثل هذا البرنامج رغم أن ذلك لا يتناسب مع طبيعة الرجل، وأفضل من يقدم مثل هذه البرامج هي المرأة، وكانت زاوية برنامج الأطفال من الزوايا المهمة، والحقيقة أن هذه البرامج أدت دوراً كبيراً جداً، وقد عشت فيها بكل مشاعري، كما عاش الجميع معنا في ذلك، كالآباء والأمهات والأطفال، وكانت الإذاعة هي النافذة الوحيدة في ذلك الوقت، وكان التجاوب واضحاً من كل أفراد المجتمع صغاراً وكباراً، وما زلت أحن لهذه البرامج التي كانت جزءاً من اهتماماتي

    - وعندما بدأ الإرسال التلفزيوني في المملكة فتح صفحة جديدة ومهمة في حياة الناس، ولم تكن هناك قنوات فضائية، وكان الإرسال التلفزيوني محدوداً، وكان أكثر ما يغطيه التلفزيون مسافة محدودة من خلال حوالى خمس محطات في مدن مختلفة ومتباعدة، ومع ذلك فقد استطعنا في ذلك الوقت أن نستغل هذه الإمكانات المحدودة، وقدمت برنامجاً أعتقد أنه كان مفيداً وكان اسمه "ندوة التلفزيون"، وكان يجمع العديد من الشخصيات والتي لها تأثير ولها فكر ثاقب، وكنا نتناول الكثير من الموضوعات والقضايا الحيوية.

    العمل الإعلامي هواية

    · كيف كان التعاون في ذلك الوقت، وكيف تصفونه كمقدمين للبرامج، وكيف كانت الإمكانات أيضاً؟

    - كنا نقول، وما زلت أؤمن بذلك، وكثير من الزملاء بأن العمل الإعلامي ليس وظيفة، بل هو هواية، وإذا أديت عملك الإذاعي أو التلفزيوني أو الصحفي على أنه وظيفة فهو محكوم بالفشل، وإذا أديته على اعتباره حباً وهواية فإنه ينجح

    العلاقة بالعمل الدبلوماسي

    · وكيف بدأت علاقتكم بالعمل الدبلوماسي؟

    - بعد فترة عملي في مجال الإعلام جذبني عالم التمثيل الدبلوماسي وسلكت هذا الاتجاه وهو من أهم وأصعب المجالات التي يعمل فيها الإنسان إذا أراد أن يمثل بلاده تمثيلاً مشرفاً

    مرحلة النضج

    · خلال عملكم بالعمل الدبلوماسي، ما هي الاستفادة التي عادت عليكم في تكوين شخصيتكم؟

    - لقد بدأت العمل الدبلوماسي وأنا في الأربعين من عمري، وفي الأربعين عادة تكون شخصية الإنسان قد نضجت، وقد دخلت إلى عالم الدبلوماسية بفكر معين والحمد لله أنني لا زلت أحمله رغم أن فيه بعض السلبيات وفيه بعض الأشياء الجيدة، والإنسان عادة لا يخلو من السلبيات والإيجابيات

    قلب أوروبا

    · عملتم سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في ألمانيا فترة طويلة، فكيف وجدتم المجتمع الألماني؟

    - في الحقيقة أن أطول فترة عملت بها في حياتي كانت في ألمانيا سفيراً لخادم الحرمين الشريفين لحوالى 15 عاماً، وأدركت أن ألمانيا بلد يتمتع بمكانة عالية، ليس في العالم فقط ولكن أيضاً في أوروبا، فهي قلب أوروبا النابض، والشـعب الألمـاني كمـا هـو معـروف مشهور بالجديـة والمحافظـة علـى المواعيـد واحتـرام العمـل، وهـذا ما جعلـه بلـداً صناعيـاً متقـدمـاً وصناعته تمـتاز بخصـوصيـة أنهـا مضمـونـة الجـودة، كمـا أن العمـل الدبلوماسـي فـي ألمانيـا مريــح، وكـل من تخاطبه أو تتعامل معه تشعر بأنه جاد كل الجدية وممكن التعامل معه بدون خوف أو شكوك في أن يتغير موقفه، ولكن عندما تجد نفسك تعـايش بعض المجتمعات التي هي أقرب إلى المادية فإنك تضطر لأن تحيا حياة بعيدة عن الطبيعية والانطلاق. والألمان في معظم حالاتهم يعانون من ذلك، فمنذ الصباح الباكر وحتى المساء عندما يكون الواحد منهم في وقت راحته، تجده يفكر بنفس الأسلوب الذي يفكر فيه وقت عمله، أقصد من ذلك أن الشعب الألماني شعب يدرك قيمة العمل والوقت، وبطبيعة الحال أنا أتحدث كشرقي، والشرقيون ونحن العرب منهم لنا عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الخاصة بنا

    صعوبة اللغة

    · وماذا عن صعوبة التفاهم مع الألمان من حيث اللغة؟

    - الواقع أن الإنسان لا بد وأن يتعلم يومياً، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يحثنا على طلب العلم من المهد إلى اللحد، وقد حاولت أن أتعلم اللغة الألمانية، صحيح أنني لم أتمكن من إجادتها رغم جمالها لأنها صعبة ولا يحب الكثير من الألمان الذين تعاملنا معهم أن يكلفوننا مشقة الحديث معهم بلغتهم، وهم يريدون الدقة ويريدون أن يساعدوك في التعامل معهم باللغة التي تستطيع أن تشرح بها ما تريد لكي يفهموك، وبالتالي فإنهم لا يصرون على أن تتحدث بلغتهم في تعاملاتك اليومية رغم اعتزازهم بها وهذا يعود إلى ناحيتين، الأولى أن الألمان شعب عملي كما قلنا ولا يريد إضاعة الوقت، لذلك يفضلون لضيفهم أن يتعامل معهم باللغة التي يستطيع أن ينقل بها رسالته إلى من يتحدث معه، ومن ناحية أخرى وجدت أن الاهتمام بالجوهر لدى الألمان أهم كثيراً من المظاهر، لكن وبطبيعة الحال هناك الكثير الذي يتعلمه الإنسان في حياته سواءً داخل بلاده أو خارجها، فالحياة مدرسة مستمرة ولا تنتهي

    واجهة حضارية

    · هل يقتصر العمل الدبلوماسي على المجال السياسي وحده؟

    - أحب أن أؤكد أن الدبلوماسية ليست واجهة سياسية فقط كما يعتقد البعض، ولكنها واجهة حضارية وثقافية وإعلامية، ومن هذه الناحية ولله الحمد كنا وما زلنا حريصين على أن يكون العمل الدبلوماسي السعودي كما خططت له قيادتنا الحكيمة بهدف تقديم المملكة العربية السعودية للعالم بصورتها الحضارية وقيمها الاجتماعية وخصوصيتها الثقافية، وفي هذا الإطار كنا ننتهز المناسبات المختلفة لإلقاء المحاضرات وإقامة المعارض ودعوة بعض الشخصيات المهمة لزيارة بلادنا، كما تمكنا ولله الحمد من إقامة جسور قوية بين البلاد التي شرفنا بالعمل فيها مثل ألمانيا وإيطاليا وتشاد وتونس وبين المملكة، ولا شك أن الجانب الثقافي والإعلامي في البلد المضيف له أهمية كبرى، فالعمل على المستوى السياسي سواءً كان بين رؤساء الدول أو بين الأجهزة المختلفة بين الدولتين سائر ومستمر ويمضي ضمن ضوابط معينة، والذي أريد أن أقوله باختصار أن السفير أو الدبلوماسي في أي بلد مفترض فيه أن يكون واجهة لبلاده بكل ما فيها من مظاهر الإشراق والتحضر والأصالة، وهذه أمور مهمة جداً، والدبلوماسية علمتني أن خير ما يتركه الإنسان في بلد ما هو أن يقدم لهذا البلد صورة لبلاده تبقى ذكرى، وهذه الصورة قد لا تنقلها الكتب أو الرسائل أو الوسائل الإعلامية الأخرى كما ينقلها السفير

    هذه صورتنا

    · كيف كانت الصورة لدى المواطن الأوروبي، وكيف استطعتم تقديم صورة المملكة العربية السعودية والمواطن السعودي لشعوب الدول التي عملتهم بها؟

    - الصورة العامة لأي دولة عربية وخاصة المملكة التي عرفت في الغرب بصفة عامة هي أنها بلاد صحراء وظهر بها البترول وأصبح لهذا البترول أهمية كبرى، وكانوا ينظرون إلينا على أننا شعب من البدو يعيش في الصحارى ويرعى الإبل، وهذا أمر لا نخجل منه، ومع ذلك استطعنا أن نقول لهم بأننا بلد الحرمين الشريفين الذي له ثقافته وعاداته وتقاليده وقيمه وتاريخه، وأننا استطعنا اللحاق بركب الحضارة وأنجزنا خططاً للتنمية الشاملة وأقمنا الصروح العلمية والحضارية على كل شبر من أرضنا.

    - والحقيقة أن المشكلة ليست من هذه الناحية فقط، ولكن المشكلة تأتي من أن الإعلام الغربي، رغم أن المجتمعات الغربية ديمقراطية، إلا أنه هو الديكتاتور الوحيد الذي يعيش في هذه المجتمعات، وتحكمه مصالح شخصية ومادية، وهذا شيء مؤسف بطبيعة الحال، رغم أن هذه الشعوب نشأت على الحرية، وهذه الكلمة عامة كما نعلم ومطاطة وممكن إساءة استعمالها، وهنا يأتي دور رجل الدبلوماسية في إبراز الوجه المشرق والأفضل لبلاده، وهي مهمة صعبة خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع وسائل الإعلام في البلد المضيف، وبالتالي يصبح أمامك الشعب الذي يمكن أن تتعامل معه من خلال الدعوات والمحاضرات ومن خلال الاتصال بقيادات الرأي العام والشخصيات المثقفة المستنيرة، وهذا ما يمكن أن يمنحك الفرصة في إعطاء الصورة المشرفة والحقيقية لبلادك.

    تأثير الكلمة

    · العمل الدبلوماسي تحكمه الكثير من عوامل الشد والجذب، ويحتاج لمواصفات خاصة، فكيف تنظرون إليه؟

    - العمل في المجال الدبلوماسي يوجب عليك أن تحسب كل كلمة وتزنها قبل أن تقولها سواء كانت في وسائل الإعلام أو الاجتماعات أو غير ذلك، فأنت هنا لا تعبر عن رأيك الشخصي وإنما تتحدث باسم بلادك، لذلك فإن الكلمة يجب أن توزن بميزان دقيق جداً لأن حرفاً واحداً قد يغير المقصود من الكلمة خاصة إذا كنت تتحدث بلغة غير لغتك، والكلمة قد تؤدي إلى الخير وقد تقود إلى المهالك، فالكلمة خطيرة ويجب أن يوزن ميزانها في كل وقت.

    أطفالنا الضحية

    · خلال المسيرة الطويلة في العمل الدبلوماسي خارج المملكة، كيف استطعت أن تتأقلم وأفراد أسرتك مع المجتمعات التي عشت فيها؟

    - هذا السؤال مهم، ويمكن القول بأن الضحايا الأوائل لكل من اشتغل بالعمل الدبلوماسي هم أبناؤه وبناته، فدراساتهم ليست على الشكل المستقر كما لو كان الإنسان يدرس في بلاده، فالأطفال الذين يعيشون في مجتمعهم ويذهبون إلى مدارسهم، وعندما يصلون إلى سن معينة لا مانع من أن يسافروا للدراسة في المعاهد والكليات الأجنبية، لكن مع الأسف أطفال الدبلوماسيين ليسوا كذلك، وهذه المشكلة تواجه أسرة كل من يعمل في الدبلوماسية، ولكن ولله الحمد هذه المشكلة تكاد تكون قد حلت في السنوات الأخيرة بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة، إذ تمكنت من إقامة مدارس وأكاديميات عربية إسلامية في معظم البلاد التي ليس فيها تعليم عربي إسلامي، ونحمد الله أننا وفقنا في تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله بإقامة صرح علمي كبير في مدينة بون الألمانية، حيث أنشئت أكاديمية الملك فهد وأصبحت صرحاً من صروح العلم وجسراً من جسور الحوار والتفاهم والتعارف بين الحضارات العربية والإسلامية والغربية، ويدرس بها الآن ما يزيد عن ستمائة طالب وطالبة من مختلف دول العالم.

    مسيرة الأبناء

    · هل لك أن تحدثنا عن تعليم أبنائكم وتخصصاتهم؟

    - واجه أبنائي في الحقيقة العديد من المشاكل في الدراسة وخاصة الأصغر سناً، فقد رزقني الله بأربعة من الأولاد وثلاث من البنات، والثلاثة الأوائل درسوا في المملكة والجامعات الخارجية، والحمد لله ليس لديهم أي مشاكل من هذا النوع.أما باقي الأولاد والبنات وهم ولدان وبنتان فقد درسوا في الخارج، واستطعنا أن نتجاوز هذه المشكلة بحيث أصبح البيت له واجب، وأصبحنا نعلم أولادنا وبناتنا في البيت إلى أن تهيأوا للجامعات، والحمد لله لا أجد أي مشاكل لديهم الآن، ولكن ربما تشتت الدراسة أحياناً والانتقال من مكان لآخر كان له تأثيره، ولكنني أعول دائماً على دور البيت ممثلاً في الأب والأم، فهما المدرسة الحقيقة التي يتعلم فيها الإنسان ما لا يجده في الكتب ولا في المدارس.

    حرية الاختيار

    · وهل تتدخلون في اختيار نوعية تعليم الأبناء أم أنكم تتركون لهم حرية الاختيار؟

    - في الواقع لم أتدخل شخصياً في دراسة أي من الأبناء، فالإبن الأكبر عصام درس إدارة الأعمال في الخارج وعاد إلى البلاد ليمارس الآن الأعمال التجارية بالإضافة إلى هواية أخرى يحبها ويعشقها وهي تنسيق الحدائق والديكور الداخلي والحمد لله أصبح مدرساً فيها.

    - والابن الثاني رضا درس أيضاً إدارة الأعمال وتفرغ لها، والآن يملك شركات خاصة ولله الحمد وهو يديرها بنجاح، وهذا أيضاً ينطبق على الإبنين الآخرين ماجد وحاتم، وقد تخرجا من كلية الحقوق وهما يعملان في مهنة المحاماة في المكتب الذي أسسته قبل 82 عاماً في جدة، وهما ولله الحمد والمنة محاميان ناجحان، ونحن كآباء وأمهات نقدم النصيحة العامة ونترك حرية اختيار نوع التعليم والعمل للأبناء.

    التعليم حق للجميع

    · هل تمنحون البنات نفس الحقوق؟

    - في الحقيقة إنني لا أجد أي مانع من تعليم الفتاة جميع العلوم النافعة لدنياها ولدينها، فالمرأة كالرجل تحتاج للعلم في كل مرحلة، والتعليم المختص تحتاجه المرأة كما يحتاجه الرجل، ربما كانت المرأة تحتاج لنوع التعليم الذي يتفق مع طبيعتها كامرأة، لكن إذا اختارت أنواعاً أخرى واستطاعت أن تبرز وتتفوق فيها دون أن يكون في ذلك مساساً بعقيدتها فلا مانع.

    مهنة المحاماة

    · ذكرتم أن لكم مكتباً للمحاماة منذ أكثر من 82 عامـــــــاً، ومنذ فترة طويلة لم تكن مهنة المحاماة معروفة، فما هو الدافع وراء إنشاء هذا المكتب؟

    - لا يمكن أن تكون المحاماة لشغل وقت الفراغ، ولا يمكن أن تكون مغامرة غير محسوبة، لأنها أمر متعلق بمصالح الناس ومصائرهم، فمن يعمل بها يجب أن يكون قادراً على أداء رسالتها ومقدراً لقيمتها وأهميتها، ولقد درست المحاماة بكلية الحقوق وتخرجت محامياً، وكانت رغبتي أن أبدأ مشواري بالمحاماة، لكن ولظروف معينة وجدت نفسي أنتقل من مجال إلى آخر إلى أن قررت أن أفتتح مكتباً للمحاماة، وكان هناك القليل من مكاتب المحاماة، وعملت بالمكتب بالإضافة إلى عملي بالسلك الدبلوماسي، وتعاونت مع محامين سعوديين ومن خارج المملكة، وأصبح المكتب الآن جزءاً لا يتجزأ من تفكيري ومن حياتي ومن التزاماتي.

    الضمير أولاً

    · بماذا تشعر عندما تترافع في قضية ما تجد فيها أن المتهم الذي تدافع عنه مظلوماً والمظلمة غير واضحة؟

    - يجب على كل محام أن يخاف الله ويحترم الناس، وكل من له حق لا بد أن يحصل على حقه، فمنذ البداية عليه أن يرفض القضية التي يشعر أن بها غموضاً أو شكاً في الموكل الذي قام بتوكيله، فالقضية ليست سعياً لكسب المادة وإنما هي ضميرية في المقام الأول وحساسة، ولله الحمد لم أجد نفسي في ذلك الموقف حتى الآن، وعلى المحامي أن يكون مطلعاً على جميع تفاصيل القضية التي سيقوم بنظرها أمام المحكمة، الصغيرة منها قبل الكبيرة، ومع الإطلاع ومراقبة الضمير لا بد عند قبول المحامي لقضية ما أن يرتاح ضميرياً لهذه القضية ويتأكد أنه ليس ظلماً للآخرين، فأنت لا تطلب العدالة لموكلك على حساب الآخرين.

    هذه هوايتي

    · ما الهواية التي لا زالت تجد منك اهتماماً بها؟

    - هوايتي الرئيسية التي أحبها هي القراءة ثم الكتابة، وهذا ما قادني إلى العمل، واستمرت هذه الهواية معي بقدر ما سمح لي الوقت إلى اليوم، لذلك أنا من المنهمكين والشغوفين بالقراءة والمقلين جداً في الكتابة، لأنه لا بد من القراءة كي يتعلم الإنسان، فقراءة كتاب ما تعلم ومتعة، أما الكتابة فأنا لا أقبل عليها إلا عندما أستطيع أن أضيف جديداً لما أكتبه، وهذا ما يجب أن يلزم الإنسان نفسه به طالما كانت الكتابة ليست مهنته الأساسية

    لا يهمني اسم الكاتب

    · ما أبرز المجالات التي تستهويكم في القراءة؟

    - كثير من المجالات في الواقع، ومنها السير الشخصية والمذكرات والشعر الممتاز وليس العادي والقصص، ولا ألتزم باسم كاتب معين حينما أقرأ بل أحاول عندما يقع في يدي كتاب أشتريه بنفسي أن أقرأ السطور الأولى من الصفحات، وإذا جذبني الكاتب واصلت قراءته، وإن لم يحدث ذلك تجدني أنصرف عنه إلى كتاب آخر

    حقيقة مرة

    · وكيف تنظر للأدباء والكتاب والحركة الأدبية في المملكة؟

    - لا شك في أن الحركة الأدبية في المملكة جيدة، ولدينا كتاباً فطاحل في العديد من المجالات، وأصبحت شهرتهم تتعدى حدود البلاد، ونعتز بالكثير منهم، ولكنني لا أستطيع أن أقول أن ليس في الإمكان أبدع مما كان، فيجب في نظري أن يجد الكاتب الجيد المبدع من التشجيع أكثر بكثير مما يجده الآن، ولقد صُدمت عندما سألت أحد الكتاب كم نسخة تتوقع أن يتم بيعها من كتابك؟ وهذا الكاتب للعلم ليس سعودياً، صدمني برقم لم أكن أتوقعه وقال بالصداقات والوساطات من 500 إلى ألف نسخة، كما قال لي أحد الكتاب أيضاً وهو صديق لي، إذا كان الكتاب رياضياً يباع منه من 50 إلى 100 ألف نسخة، وقياساً إلى الكتاب الأول هذه حقـــــيقة مرة، وللأسف الكتاب الجيد يبدو وكـــــــأنه يتيم، وهذا ليس في بلادنا فقط وإنما في العــالم العربي بشكل عام، وأتمنى أن نجد الكاتب الذي يعتمد في حياته على الكتابة وأن يلقى الانتشار المناسب، ولكن هذه قضية يطول شرحها

    وقفة تأمل

    · وهل تفسر ذلك بعدم الإقبال على القراءة بسبب انتشار الإعلام المرئي؟

    - أنا أتفق معك في هذا السؤال بالذات، وأذكر أنني كنت أقدم برنامجاً تلفزيونياً منذ أكثر من عشرين عاماً اسمه "وقفة تأمل"، وأثرت في البرنامج هذه النقطة بالذات، كم كتاباً نقرأ في الشهر؟ فكان الجواب أن هناك أناساً كثيرين مرت عليهم شهوراً ولم يقرأوا كتاباً واحداً، والطبيعي ألا يقل ما يقرأه الإنسان عن كتاب كل شهر، وعندما كان الفيديو منتشراً، كان يذهب إلى محلات الفيديو ويحضر من 10 إلى 12 شريطا في اليوم أو الأسبوع، أما الكتاب فلا مكان له في اهتماماته، وهذا شيء مؤسف

    البداية من هنا

    · وكيف يمكن أن نعيد للقراءة أهميتها من وجهة نظرك؟

    - قضــية القــراءة تبدأ مــن بداية المراحــل التعليـــــمية الأولى وهــي المــدارس الابتــدائية إذ يجــب أن تعــلم المدرســة الأولاد والــبنات أهمية وفوائد القــــــــراءة وأهمــــية الكــتاب، وتســتمر هــذه العــملية إلــى الجامــعة ومــا بعــدها، إضافــة إلــى أن للمــنزل دور كبــير لا يقــــل أهمية عـــن المدرسة.

    الوفاه

    انتقل الى رحمة الله في 1 /8 /2005 في باريس

  5. #65
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله


    الاسم : الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي ولد في منطقة القصيم عام 1313 هـ المنشأ : نشأ وترعرع في مدينة البكيريةفي ظل بيئة دينية واعية في ظل والده الشيخ محمد الخليفي الذي كان عالما كبيرا وقاضيا في نفس المدينة حفظ القران على يد والده جزاه الله الف خيرواتم الحفظ عندما كان في السابعة عشرة طلب العلم في بداية نشأته على يد والده وممن طلب العلم على أيديهم أيضاً الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبدالعزيز بن سبيّل وسماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد فضيلة شيخنا المحبوب عبدالله الخليفي ـ رحمه الله ـ جمع بين الدراسة الحديثة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة إضافة إلى حلقات العلم على أيدي المشائخ السالف ذكرهم
    رحمه الله حاصل على شهادة كفاءة المعلمين من المعارف كما انه حاصل على شهادة التجويد في القراءات ولديه اجازة التدريس في السجد الحرام .
    بدأت علاقة الشيخ/عبدالله الخليفي رحمه الله بالامامة في المسجد التحتي بالبكرية وهو اول مسجد في المدينة في ذلك الوقت ثم اصبح اماما للتراويح والقيام في مسجد المدينة وهو مسجد يقع في احدى المزارع وبعد ان انتهى من طلب العلم على المشايخ ذاع صيته بين ابناء المنطقة فذكر ذلك بعض المقربين للامير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله فامر باستدعائه للصلاة معه كامام خاص به في مدينة الطائف وكان ذلك حوالي سنة 1365هـ واستمر اماما عنده لمدة سنتين .
    وعندما ذاع صيته أعجب به الشيخ / عبدالله بن حسن آل الشيخ رحمه الله فطلبه ليكون اماما مساعدا للشيخ عبدالظاهر ابو السمح رحمه الله في المسجد الحرام فكان له ما طلب حيث انتقل الشيخ عبدالله الخليفي الى المسجد الحرام اماما مساعدا للشيخ عبدالظاهر أبوالسمح واستمر في ذلك الى ان توفى الشيخ ابو السمح واصبح الخليفي اماما رسميا للمسجد الحرام عام 1373هـ حيث كان يصلي بالناس الفروض الخمسة والجمعة والتراويح طوال السنوات العشر التى تلت وفاة الشيخ ابو السمح وعندما جاء بعض الائمة للمسجد الحرام اصبح يؤم الناس في صلاتي العصر والمغرب ثم اصبح يؤم الناس في صلاة المغرب فقط الى ان توفى رحمه الله وهكذا قضى في امامة المسجد الحرام ما يربوا على اربعين عاما..
    لقد ساهم الشيخ/عبدالله الخليفي رحمه الله في مجالات دعوية شتى منها الخطابة والتدريس في المسجد الحرام .....والتدريس في مدارس وزارة المعارف فقد عين عام 1372هـ مدرسا للعلوم الدينية في الثانوية العزيزية في مكة المكرمة ثم مديرا للمدرسة العزيزية الابتدائية ثم عين مديرا لمدرسة القرارة الابتدائية ثم انشئت مدرسة جديدة بحي المعابدة وهي مدرسة حراء الابتدائية فطلب الانتقال اليها فانتقل مديرا لها .كما عين ملاحظا على المدرسين في المسجد الحرام ...كما اثرى الشيخ الخليي رحمه الله المكتبة الاسلامية بمجموعة من الكتب..
    كما ان للشيخ مشاركات في اذاعة نداء الاسلام من خلال برنامج دروس في الفقه الاسلامي كما ان له مصحفا مرتلا بصوته يذاع من خلال اذاعة القران الكريم.

    وفضيلة الشيخ عبدالله من كبار المربين، فلقد اشتغل بالتدريس والإدارة منذ عام 1373هـ وكان آخرها مدير مدرسة حراء الابتدائية بمكة المكرمة. وفضيلة شيخنا المحبوب الشيخ عبدالله الخليفي شيخ وقور عليه سمة الصالحين تعلوه المهابة وتحفه السكينة متواضعاً محبوباً، دمث الأخلاق، جميل الألفاظ، رقيق الإحساس، بكاء بالقرآن تغلبه

    العبرة، شديد التأثير. يَبكي ويُبكي، تشهد له جناب المسجد الحرام كم بكى وكم أبكى فيها من أنفس مؤمنة وأرواح طاهرة.

    ولفضيلة شيخنا المحبوب مشاركات كثيرة في مجال الإرشاد والتوعية العامة والتأليف وذلك من خلال أحاديثه المذاعة أسبوعياً تحت عنوان دروس من الفقه الإسلامي.

    أنشد فيه العديد من الشعراء ...... للشيخ سعود الشريم ومنها:

    فالله نسأل أن يثيب إمامنا

    بحبوحة في جنة الرضوان

    وكذا زواج الحور في جناته

    بل نظرة في الواحد الديّان

    وصلاة ربي وسلامه

    للمصطفى الطيب الأردان

    ومما يجدر ذكره ولا يحق لنا أن نتجاهله ونغفله أن فضيلة الشيخ عبدالله ابن محمد الخليفي إمام وخطيب المسجد

    الحرام ـ رحمه الله ـ هو أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام فبدأها ـ رحمه الله ـ بعدد يسير من المصلين في حصوة باب السلام جهة بئر زمزم فتزايد العدد يوماً بعد يوم وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة، وهكذا بدأ يتزايد عدد المصلين ويكثر توافدهم للصلاة خلف فضيلته وازداد عددهم عاماً بعد عام وظل كذلك ـ رحمه الله ـ حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف ثم شاركه فيها باقي الأئمة واستمرت تقام هذه الصلاة في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر يصليها مئات الألوف من المقيمين والوافدين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل الله ذلك في موازين حسناته.



    مؤلفاته ووفاته

    وكتاباته في الصحف منها مقال أسبوعي ينشر في جريدة عكاظ الغراء، ومن مؤلفاته المباركة:

    1ـ إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.

    2ـ القول المبين في رد بدع المبتدعين.

    3ـ المسائل النافعة.

    4ـ فضل الإسلام.

    5ـ الثقافة العامة.

    6ـ خطب الجُمع في المسجد الحرام.

    7ـ أدب الإسلام.

    8ـ التربية الإسلامية.

    9ـ دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.

    10ـ المعاملات الربوية.

    11ـ مناسك الحج.

    توفى الشيخ رحمه الله بالطائف عصر يوم الاثنين 28/2/1414هـ .. رحم الله الشيخ رحمة واسعة و أسكنه فسيح
    جناته
    ..

  6. #66
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شبيه الجاحظ

    أبو عثمان عمرو بن بحر محبوب الكناني الليثي البصري، (159-255 هـ) أديب عربي من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها.

    كان ثَمَّةَ نتوءٌ واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ، ، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، وإن كان البيان والتبيين، كتاب الحيوان، البخلاء أشهر هذه الكتب. كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها.

    قال ابن خلدون عند الكلام على علم الأدب: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي: أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها».


    المولد و النشأة

    ولد في مدينة البصرة نشأ فقيرا، وكان دميما قبيحا جاحظ العينين. طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته.

    كانت ولادة الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين ووفاته في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية، فعاصر بذلك 12 خليفة عباسياً هم: المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله، وعاش القرن الذي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها.

    أخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة صاحب عيون الأخبار، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيات وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري.

    كان متصلا -بالإضافة لاتصاله للثقافة العربية- بالثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق قراءة أعمال مترجمة أو مناقشة المترجمين أنفسهم، كحنين بن إسحق وسلمويه.

    توجه إلى بغداد، وفيها تميز وبرز، وتصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كان الجاحظ موسوعة تمشي على قدمين، وتعتبر كتبه دائرة معارف لزمانه، كتب في كل شيء تقريبًا؛ كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء والسلطان والجند والقضاة والولاة والمعلمين واللصوص والإمامة والحول والعور وصفات الله والقيان والهجاء.
    أما عن منهجه في معرفة الحلال والحرام فيقول : "إنما يعرف الحلال والحرام بالكتاب الناطق، وبالسنة المجمع عليها، والعقول الصحيحة، والمقاييس المعينة" رافضًا بذلك أن يكون اتفاق أهل المدينة على شيء دليلاً على حله أو حرمته؛ لأن عظم حق البلدة لا يحل شيئا ولا يحرمه، ولأن أهل المدينة لم يخرجوا من طباع الإنس إلى طبائع الملائكة "وليس كل ما يقولونه حقًا وصوابًا".
    فقد كان الجاحظ لسان حال المعتزلة في زمانه، فرفع لواء العقل وجعله الحكم الأعلى في كل شيء، ورفض من أسماهم بالنقليين الذين يلغون عقولهم أمام ما ينقلونه ويحفظونه من نصوص القدماء، سواء من ينقلون علم أرسطو، أو بعض من ينقلون الحديث النبوي.
    فإذا كان بعض فلاسفة الشرق والغرب فد وقفوا أمام أرسطو موقف التلميذ المصدق لكل ما يقوله الأستاذ فإن الجاحظ وقف أمام أرسطو عقلا لعقل؛ يقبل منه ما يقبله عقله، ويرد عليه ما يرفضه عقله، حتى إنه كان يسخر منه أحيانا.. ففي كتابه الحيوان يقول الجاحظ عن أرسطو وهو يسميه صاحب المنطق: "وقال صاحب المنطق: ويكون بالبلدة التي تسمى باليونانية "طبقون"، حية صغيرة شديدة اللدغ إلا أنها تُعالج بحجر يخرج من بعض قبور قدماء الملوك-، ولم أفهم هذا ولمَ كان ذلك؟!"
    ويقول الجاحظ: "زعم صاحب المنطق أن قد ظهرت حية لها رأسان، فسألت أعرابيًا عن ذلك فزعم أن ذلك حق، فقلت له: فمن أي جهة الرأسين تسعى؟ ومن أيهما تأكل وتعض؟ فقال: فأما السعي فلا تسعى؛ ولكنها تسعى على حاجتها بالتقلب كما يتقلب الصبيان على الرمل، وأما الأكل فإنها تتعشى بفم وتتغذى بفم، وأما العض فأنها تعض برأسيها معًا. فإذا هو أكذب البرية".
    وكان الجاحظ يؤمن بأهمية الشك الذي يؤدي إلى اليقين عن طريق التجربة، فهو يراقب الديكة والدجاج والكلاب ليعرف طباعها، ويسأل أرباب الحرف ليتأكد من معلومات الكتب.. قال أرسطو: إن إناث العصافير أطول أعمارًا، وإن ذكورها لا تعيش إلا سنة واحدة… فانتقده الجاحظ بشدة لأنه لم يأت بدليل، ولامه لأنه لم يقل ذلك على وجه التقريب بل على وجه اليقين.
    كما هاجم الجاحظ رجال الحديث، لأنهم لا يحكّمون عقولهم فيما يجمعون ويروون، ويقول: ولو كانوا يروون الأمور مع عللها وبرهانها خفّت المؤنة، ولكن أكثر الروايات مجردة، وقد اقتصروا على ظاهر اللفظ دون حكاية العلة ودون الإخبار عن البرهان.
    فهو لا يقبل ما يرويه الرواة من أن الحجر الأسود كان أبيض اللون واسودَّ من ذنوب البشر، فيقول ساخرًا: "ولماذا لم يعد إلى لونه بعد أن آمن الناس بالإسلام؟
    والجاحظ يرفض الخرافات كلها ، وينقد من يرويها من العلماء أمثال أبي زيد الأنصاري، فيقول: إن أبا زيد أمين ثقة، لكنه ينقصه النقد لأمثال هذه الأخبار التي يرويها عن السعالي والجن، وكيف يراهم الناس ويتحدثون إليهم ويتزوجونهم وينجبون؟.
    وكان الجاحظ يرفض وضع صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكانة أعلى من البشر، بحيث لا يحق لأحد أن يتعرض لأعمالهم ويقيمها وينقدها، فهو يرى أن من حق المؤرخ أن يتناول أعمالهم بميزان العقل، لأنهم بشر كالبشر يخطئون ويصيبون، وليسوا ملائكة، وإذا كانت صحبتهم للرسول -صلى الله عليه وسلم- تعطيهم حق التوقير فإن هذه الصحبة نفسها تجعل المخطئ منهم موضع لوم شديد؛ لأنه أخطأ رغم صحبته وقربه من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    ورفض الجاحظ بشدة القول بأن سب الولاة فتنة ولعنهم بدعة"، وعجب من أن الذين يقولون بذلك الرأي مجمعون على لعن من قتل مؤمنًا متعمدًا، ثم إذا كان القاتل سلطانًا ظالمًا لم يستحلوا سبه ولا لعنه ولا خلعه، وإن أخاف العلماء وأجاع الفقراء وظلم الضعفاء..، فالجاحظ -كمعتزلي- كان يرى ضرورة الخروج على الإمام الظالم في حالة وجود إمام عادل، مع الثقة في القدرة على خلع الظالم وإحلال العادل محله، دون إحداث أضرار أكثر مما يتوقع جلبه من المنافع.
    وكان الجاحظ يؤكد أن العقل الصحيح أساس من أسس التشريع.
    والأسلوب أحد المميزات الكبرى التي تمتع بها الجاحظ، فهو سهل واضح فيه عذوبة وفكاهة واستطراد بلا ملل، وفيه موسوعية ونظر ثاقب وإيمان بالعقل لا يتزعزع.
    ويعد الجاحظ من أغزر كتّاب العالم ؛ فقد كتب حوالي 360 كتابًا في كل فروع المعرفة في عصره… وكان عدد كبير من هذه الكتب في مذهب الاعتزال.. وبحث مشكلاته.. والدفاع عنه… لكن التعصب المذهبي أدى إلى أن يحتفظ الناس بكتب الجاحظ الأدبية.. ويتجاهلوا كتبه الدينية فلم يصل إلينا منها شيء.
    ومن أشهر وأهم كتب الجاحظ كتابا "البيان والتبيين" و"الحيوان".
    ويعتبر البيان والتبيين من أواخر مؤلفات الجاحظ.. وهو كتاب في الأدب يتناول فيه موضوعات متفرقة مثل الحديث عن الأنبياء والخطباء والفقهاء والأمراء… والحديث عن البلاغة واللسان والصمت والشعر والخطب والرد على الشعوبية واللحن والحمقى والمجانين ووصايا الأعراب ونوادرهم والزهد.. وغير ذلك.
    ويعد كتاب الحيوان -وهو من مؤلفات الجاحظ الأخيرة أيضا- أول كتاب وضع في العربية جامع في علم الحيوان.. لأن من كتبوا قبل الجاحظ في هذا المجال أمثال الأصمعي وأبي عبيدة وابن الكلبي وابن الأعرابي والسجستاني وغيرهم.. كانوا يتناولون حيوانًا واحدًا مثل الإبل أو النحل أو الطير.. وكان اهتمامهم الأول والأخير بالناحية اللغوية وليس العلمية.. ولكن الجاحظ اهتم إلى جانب اللغة والشعر بالبحث في طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته.
    ولأن الجاحظ كان غزير العلم.. مستوعبًا لثقافات عصره.. فقد كانت مراجعه في كتبه تمتد لتشمل القرآن الكريم والحديث النبوي والتوراة والإنجيل وأقوال الحكماء والشعراء وعلوم اليونان وأدب فارس وحكمة الهند بالإضافة إلى تجاربه العلمية ومشاهداته وملاحظاته الخاصة.
    وقد كان للجاحظ أسلوب فريد يشبه قصص ألف ليلة وليلة المتداخلة… إذ أن شهرزاد تحكي لشهريار قصة… ثم يحكي أحد أبطال هذه القصة قصة فرعية.. وتتخلل القصة الفرعية قصة ثالثة ورابعة أحيانًا..ثم نعود للقصة الأساسية.. فالجاحظ يتناول موضوعًا ثم يتركه ليتناول غيره.. ثم يعود للموضوع الأول.. وقد يتركه ثانية قبل أن يستوفيه وينتقل إلى موضوع جديد… وهكذا.
    فكتابه "الحيوان" مثلاً لم يقتصر فيه على الموضوع الذي يدل عليه عنوان الكتاب.. بل تناول بعض المعارف الطبيعية والفلسفية.. وتحدث في سياسة الأفراد والأمم.. والنزاع بين أهل الكلام وغيرهم من الطوائف الدينية.. كما تحدث في كتاب الحيوان عن موضوعات تتعلق بالجغرافيا والطب وعادات الأعراب وبعض مسائل الفقه … هذا عدا ما امتلأ به الكتاب من شعر وفكاهة تصل إلى حد المجون بل والفحش.
    فكل فصل من الفصول -كما يقول أحمد أمين عن كتاب البيان والتبيين- "فوضى لا تضبط، واستطراد لا يحد… والحق أن الجاحظ مسئول عن الفوضى التي تسود كتب الأدب العربي، فقد جرت على منواله، وحذت حذوه، فالمبرد تأثر به في تأليفه، والكتب التي ألفت بعد كعيون الأخبار والعقد الفريد فيها شيء من روح الجاحظ، وإن دخلها شيء من الترتيب والتبويب.. والجاحظ مسئول عما جاء في الكتب بعده من نقص وعيب، لأن البيان والتبيين أول كتاب ألف في الأدب على هذا النحو وأثر فيمن جاءوا بعده.. وأوضح شئ من آثار الجاحظ في كتب الأدب إذا قورنت بالعلوم الأخرى الفوضى والمزاح ومجون يصل إلى الفحش أحيانًا.
    وقد أوضح الجاحظ في "الحيوان" أسلوب تأليفه للكتاب قائلاً : "متى خرج -القارئ- من آي القرآن صار إلى الأثر، ومتى خرج من أثر صار إلى خبر، ثم يخرج من الخبر إلى الشعر، ومن الشعر إلى النوادر، ومن النوادر إلى حكم عقلية ومقاييس شداد، ثم لا يترك هذا الباب ولعله أن يكون أثقل والملال أسرع حتى يفضي به إلى مزح وفكاهة وإلى سخف وخرافة ولست أراه سخفًا".
    ويبدو أن عدم ثقة الجاحظ في القراء على وجه العموم كانت سبباً في سلوكه هذا السبيل… فهو يقول: "ولولا سوء ظني بمن يظهر التماس العلم في هذا الزمان، ويظهر اصطناع الكتب في هذا الدهر لما احتجت إلى مداراتهم واستمالتهم، وترقيق نفوسهم وتشجيع قلوبهم -مع فوائد هذا الكتاب- إلى هذه الرياضة الطويلة، وإلى كثرة هذا الاعتذار، حتى كأن الذي أفيده إياهم أستفيده منهم، وحتى كأن رغبتي في صلاحهم رغبة من رغب في دنياهم"
    والأسلوب أحد المميزات الكبرى التي تمتع بها الجاحظ، فهو سهل واضح فيه عذوبة وفكاهة واستطراد بلا ملل، وفيه موسوعية ونظر ثاقب وإيمان بالعقل لا يتزعزع.
    والجاحظ بهذا الفكر الذي يعلي من شأن العقل، وهذه الثقافة المتنوعة الجامعة، وهذا العمر المديد بما يعطيه للمرء من خبرات وتجارب، وهذا الأسلوب المميز: استحق مكانه المتميز في تاريخ الثقافة العربية بما له من تأثير واضح قوي في كل من جاءوا بعده.
    أما ما يؤخذ عليه فهو ما يؤخذ على المعتزلة عمومًا .


    ثقافته

    كان للجاحظ منذ نعومة أظفاره ميلٌ واضحٌ ونزوعٌ عارمٌ إلى القراءة والمطالعة حَتَّى ضَجِرَتْ أُمُّهُ وتبرَّمت به(8). وظلَّ هذا الميل ملازماً لـه طيلة عمره، حتَّى إنَّه فيما اشتُهِرَ عنه لم يكن يقنع أو يكتفي بقراءة الكتاب والكتابين في اليوم الواحد، بل كان يكتري دكاكين الورَّاقين ويبيت فيها للقراءة والنَّظر ويورد ياقوت الحموي قولاً لأبي هفَّان ـ وهو من معاصريه ومعاشريه ـ يدلُّ على مدى نَهَمِ الجاحظ بالكتب، يقول فيه: «لم أر قطُّ ولا سمعت من أحبَّ الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ، فإنَّه لم يقع بيده كتاب قَطُّ إلا استوفى قراءته كائناً ما كان ولا عَجَبَ إذ ذاك في أن يُفْرِد الصَّفحات الطِّوال مرَّات عدَّة في كتبه، للحديث عن فوائد الكتب وفضائلها ومحاسنها. والحقُّ أنَّه «كان أشبه بآلة مصوِّرةٍ، فليس هناك شيءٌ يقرؤه إلاَّ ويرتسم في ذهنه، ويظلُّ في ذاكرته آماداً متطاوله.‏

    ولكن الجاحظ لم يقصر مصادر فكره ومعارفه على الكتب، وخاصَّةً أنَّ ذلك عادةٌ مذمومةٌ فيما أخبرنا هو ذاته وأخبرنا كثيرون غيره، إذ العلم الحقُّ لا يؤخذ إلا عن معلم، فتتلمذ على أيدي كثيرٍ من المعلمين العلماء واغتنى فكره من اتصاله بهم، وهو وإن لم يتَّفق مع بعضهم أو لم يرض عن فكرهم فإنَّهُ أقرَّ بفضل الجميع ونقل عنهم وذكرهم مراراً بين طيات كتبه.‏

    لقد تكوَّنَتْ لدى الجاحظ ثقافةٌ هائلةٌ ومعارفُ طائلةٌ عن طريق التحاقه بحلقات العلم المسجديَّة التي كانت تجتمع لمناقشة عددٍ كبيرٍ وواسعٍ من الأسئلة، وبمتابعة محاضرات أكثر الرِّجال علماً في تلك الأيَّام، في فقه اللغة وفقه النَّحو والشِّعر، وسرعان ما حصَّل الأستاذيَّة الحقيقيَّة في اللغة العربيَّة بوصفها ثقافةً تقليديَّة، وقد مَكنَّهُ ذكاؤُه الحادُّ من ولوج حلقات المعتزلة حيث المناقشات الأكثر بريقاً، والمهتمَّة بالمشكلات الَّتي تواجه المسلمين، وبالوعي الإسلامي في ذلك الوقت».‏

    ونظراً لسعة علمه وكثرة معارفه وَصَفَهُ ابن يزداد بقوله: هو نسيج وَحْدِهِ في جميع العلوم؛ علم الكلام، والأخبار، والفتيا، والعربيَّة، وتأويل القرآن، وأيَّام العرب، مع ما فيه من الفصاحة.‏

    وإن كان معاصرو الجاحظ من العلماء، على موسوعيَّة ثقافتهم، أقرب إلى التَّخصص بالمعنى المعاصر، فإن «تردُّد الجاحظ على حلقات التَّدريس المختلفة قد نجَّاه من عيب معاصريه ذوي الاختصاص الضَّيِّقِ. فهو بدرسه العلوم النقليَّة قد ارتفع فوق مستوى الكُتَّاب ذوي الثَّقافة الأجنبيَّة في أساسها القليلة النَّصيب من العربيَّة وغير الإسلاميَّة البتَّة»، ولذلك «لم يكتف بالتردُّد على أوساطٍ معيَّنةٍ بغية التَّعمق في مادَّة اختارها بل لازمَ كلَّ المجامع، وحضر جميع الدُّروس، واشترك في مناقشات العلماء المسجديين، وأطال الوقوف في المربد ليستمع إلى كلام الأعراب، ونضيف إلى جانب هذا التكوين، الذي لم يعد لـه طابع مدرسي محدود، المحادثات التي جرت بينه وبين معاصريه وأساتيذه في مختلف المواضيع».‏


    أساتذة الجاحظ

    أما أساتذة الجاحظ الذين تتلمذ عليهم وَرَوَى عنهم في مختلف العلوم والمعارف فهم كثيرون جدًّا، وهم معظم علماء البصرة إبَّان حياته، المظنون أنَّ الجاحظ لم ينقطع عن حضور حلقاتهم. ولكنَّ مترجميه يكتفون بقائمةٍ صغيرةٍ منهم غالباً ما تقتصر على العلماء الأَجِلَّة المشهورين. ومهما يكن من أمر، وبناءً على بعض المصادر، نستطيع القول: إنَّ أهمَّ هؤلاء الأساتذة هم:‏

    ـ في ميدان علوم اللغة والأدب والشِّعر والرِّواية: أبو عبيدة معمر بن المثنَّى التميمي و الأصمعي وأبو زيد بن أوس الأنصاري ومحمد بن زياد بن الأعرابي و خلف الأحمر وأبو عمرو الشَّيباني وأبو الحسن الأخفش وعلي بن محمد المدائني.‏
    ـ في علوم الفقه والحديث: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ويزيد بن هارون والسري بن عبدويه والحجَّاج بن محمد بن حماد بن سلمه بالإضافة إلى ثمامة بن الأشرس الذي لازمه الجاحظ في بغداد.‏
    ـ في الاعتزال وعلم الكلام: أبو الهذيل العلاَّف والنَّظَّام ومويس بن عمران وضرار بن عمر والكندي وبشر بن المعتمر الهلالي وثمامة بن أشرس النُّميري(17). و أحمد بن حنبل.‏
    وثَمَّةَ علماء ومفكرون آخرون لا تقلُّ أهمِّيَّتهم عن هؤلاء، والجاحـظ ذاته لم يَغفل عن ذكر معظمهم.‏

    وإذا ما أضفنا إلى ذلك أصالة الجاحظ ونبوغه وألمعيَّته واتِّقاد قريحته، وجليل إسهامه وإبداعاته وجدناه يستحقُّ بجدارةٍ كاملةٍ كلَّ ما قاله فيه مريدوه ومحبُّوه والمعجبون به من تقريظاتٍ ساحرةٍ باهرةٍ، تكاد تبدو لمن لم يطَّلع على آثار الجاحظ وحياته وفكره أنَّها محض مبالغات. ومما أورده ياقوت الحموي، ويوجز فيه لنا ما سبق بلفظٍ أنيقٍ وتعبيرٍ رشيقٍ قولـه: «أبو عثمان الجاحظ، خطيبُ المسلمين، وشيخُ المتكلِّمين، ومَدْرَهُ المتقدمين والمتأخِّرين. إن تكلَّم حكى سحبان في البلاغة، وإن ناظر ضارع النَّظَّام في الجدال، وإن جدَّ خرج في مسك عامر بن عبد قيس، وإن هَزَلَ زاد على مزبد، حبيب القلوب، ومزاج الأرَّواح، وشيخ الأدب، ولسان العرب، كتبه رياضٌ زاهرةٌ، ورسائله أفنانٌ مثمرةٌ، ما نازعه منازعٌ إلا رشاه أنفاً، ولا تعرَّض لـه منقوصٌ إلا قدَّم لـه التَّواضع استبقاءً. الخلفاء تعرفه، والأمراء تصافيه وتنادمه، والعلماء تأخذ عنه، والخاصَّة تسلِّم له، والعامَّة تحبُّه. جَمَعَ بَيْنَ اللسان والقلم، وبَيْنَ الفطنة والعلم، وبين الرأي والأدب، وبين النثر والنظم، وبين الذكاء والفهم، طال عمره، وفشت حكمته، وظهرت خلَّته، ووطئ الرِّجال عقبه، وتهادوا أدبه، وافتخروا بالانتساب إليه.‏

    منهجه العلمي‏

    انتـهج الجاحظُ في كتبه ورسـائله أسلوباً بحثيًّا أقلُّ ما يقال فيه إنَّهُ منهجُ بحثٍ علميٍّ مضبوطٌ ودقيقٌ، يبدأ بالشَّك لِيُعْرَضَ على النَّقد، ويمرُّ بالاسـتقراء على طريق التَّعميم والشُّـمول بنـزوعٍ واقعيٍّ وعقلانيٍّ، وهو «في تجربته وعيانه وسماعه ونقده وشكِّه وتعليله كان يطلع علينا في صورةِ العالم الذي يُعْمِلُ عقله في البحث عن الحقيقة، ولكنَّه استطاع برهافة حسِّه أن يسبغ على بحثه صبغة أدبيَّةً جماليَّة تُضفي على المعارف العلميَّة رواءً من الحسن والظَّرْف، يرفُّ بأجنحته المهفهفة رفيف العاطف الحاني على معطيات العلم في قوالبها الجافية، ليسيغها في الأذهان ويحببها إلى القلوب، وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التُّراث الإنساني.‏


    الشك‏

    لم يكتف أبو عثمان بالشَّك أساساً من أسس منهجه في البحث العلميِّ بل عَرَضَ لِمَكانة الشَّك وأهمِّيَّته من النَّاحية النَّظريَّة في كثيرٍ من مواضع كتبه، ومن أهم ما قاله في ذلك: «واعرف مواضع الشَّك وحالاتها الموجبة لها لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة لـه، وتعلَّم الشَّك في المشكوك فيه تعلُّماً، فلو لم يكن في ذلك إلا تعرُّف التَّوقُّف ثُمَّ التَّثبُّت ، لقد كان ذلك مما يُحتاج إليه. ثمَّ اعلم أنَّ الشَّكَّ في طبقاتٍ عند جميعهم، ولم يُجمعوا على أنَّ اليقين طبقات في القوَّة والضَّعف



    النـقـد

    إنَّ تتبـُّعَ كتب الجاحظ ورسائله يكشفُ لنا عن عقليَّة نقديَّةٍ بارعةٍ؛ نقديَّةٍ بالمعنى الاصطلاحي المنهجي وبالمعنى الشَّائع للانتقاد، فنقده بالمعنى الشَّائع يتجلَّى أكثر ما يتجلَّى في تهكُّمه وتعليقاته السَّاخرة التي لم يسلم منها جانبٌ من جوانب المعرفة ولا مخطئٌ أمامه أو واصلٌ إليه خبره، ومن ذلك مثلاً تهكُّمه بالخليل بن أحمد الفراهيدي من خلال علم العروض الذي قال فيه: «العروض علمٌ مردود، ومذهبٌ مرفوض، وكلام مجهول، يستكدُّ العقول، بمستفعل ومفعول، من غير فائدة ولا محصول».‏

    أما نقده المنهجيُّ فما أكثر ما تجلَّى في كتبه ورسائله في تعامله مع مختلف الموضوعات المعرفيَّة؛ العلميَّة والأدبيَّة، ومن ذلك نقده لعلماء عصره ومحدِّثيه ورواته وفقهائه والعلماء السَّابقين، والشَّواهد على ذلك جدِّ كثيرة، تجعلنا حقًّا في حيرة أمام اختيار واحد منها.‏

    انتقد بعضهم اتجاه علماء الكلام نحو الأمور الطَّبيعية بالعناية والدِّراسة فقال: «لو كان بدلُ النَّظرِ فيهما النَّظرَ في التَّوحيد، وفي نفي التَّشبيه، وفي الوعد والوعيد، وفي التَّعديل والتَّجويد، وفي تصحيح الأخبار، والتَّفضيل بَيْنَ علم الطَّبائع والاختيار، لكان أصوب. فردَّ عليه الجاحظ ناقداً ادعاءه بقوله: العَجَبُ أنَّك عمدت إلى رجالٍ لا صناعة لهم ولا تجارة إلا الدُّعاءُ إلى ما ذكرت، والاحتجاجُ لما وصفت، وإلاَّ وضع الكتب فيه والولايةُ والعداوةُ فيه، ولا لهم لذَّة ولا همٌّ ولا مذهبٌ ولا مجازٌ إلاَّ عليه وإليه؛ فحين أرادوا أن يقسِّطوا بَيْنَ الجميع بالحِصص، ويَعْدِلوا بين الكلِّ بإعطاء كلِّ شيءٍ نصيبه، حَتَّى يقع التَّعديلُ شاملاً، والتَّقسيط جامعاً، ويظهر بذلك الخفيُّ من الحكم، والمستور من التَّدبير، اعترضتَ بالتعنُّت والتَّعجُّب، وسطَّرت الكلام، وأطلت الخطب، من غير أن يكون صوَّب رأيك أديبٌ، وشايعك حكيمٌ».‏

    وبنظرةٍ عجلى في آثار الجاحظ « فإنك تراهُ وهو يطلق العنان لقلمه في جلِّ كتبه ـ يزيِّف الخرافات والتُّرَّهات في عصره وقبل عصره، ويورد عليك نقداته ومباحثاته، فيقطع في نَفْسك أنَّه لو جاء كثيرٌ مثله في عقلاء العلماء لخلت كتب الأقدمين من السَّخافات، إذ إنَّ الجاحظ نفسه يقول: ومما لا أكتبه لك من الأخبار العجيبة التي لا يجسر عليها إلا كلُّ وقاح أخبار ولذلك ما أكثر ما كان يستفتح الأخبار المغلوطة أو الأسطورية بقوله زعم فلان، وزعموا، ثُمَّ يُعَقِّبُ بتحليله ونقده «بعقلٍ راجحٍ، ونظرٍ صائبٍ، وأسلوبٍ سهلٍ عَذْبٍ متنوِّعٍ دقيقٍ فكهٍ، يَتَتَبَّعُ المعنى ويقلِّبُه على وجوهه المختلفة، ولا يزال يولِّده حَتَّى لا يترك فيه قولاً لقائل»‏


    التجريب والمعاينة‏

    إذا كان النَّقد هو الخطوة اللاحقة على الشَّكِّ فإنَّ المعاينة والتَّجريب هي الخطوةُ المقترنة بالنَّقد والمتلازمة معه، وخاصَّةً في مسائل العلم الطَّبيعي، والجاحظ لم ينس هذه الخطوة ولم يتناسها بل جعلها عماداً لازماً من أعمدة منهجه البحثي، وقد بدا ذلك في اتجاهين؛ أولهما قيامه هو ذاته بالمعاينة والتَّجريب، وثانيهما نقل تجارب أساتذته ومعاصريه.

    وقـد أجرى الجاحظ كما أخبرنا تجارب ومعايناتٍ كثيرةً للتَّثبُّت من معلومةٍ وصلت إليه، أو لنفي خبرٍ تناهى إلى سمعه ولم يستسغه عقله، والأمثلة على ذلك جدُّ كثيرة نذكر منها تجربته في زراعة شجرة الآراك وقصَّته الطَّويلة معها للتَّأكُّد مما قيل عن تكاثر الذَّرِّ عليها ويصف لنا بُرنيَّةَ زجاجٍ وُضِع فيها عشرون فأراً مع عشرين عقرب، وما فعلته العقارب بالفئران وكذلك عندما أجمع أناس، بينهم طبيبٌ، على أنَّ الجمل إذا نُحِر ومات والتمست خصيته وشقشقته فإنهما لا توجدان، فأرسل إلى جزَّار أن يأتيه بالخصية والشقشقة إذا نحر جملاً، ففعل، فلم يكتف بذلك، فبعث إليه رسولاً يقول: «ليس يشفيني إلا المعاينة» ففعل ودحض هذا الادعاء ولجأ أيضاً إلى تجريب بعض المواد الكيماويَّة في الحيوان ليعلم مبلغ تأثيرها فيها، وليتأكَّد مما قيل في ذلك ومما أورده من تجارب غيره تجربة أستاذه النَّظَّام عندما سقى الحيوانات خمراً ليعرف كيف يؤثِّر الخمر في الحيوان، ولم يكتف بنوعٍ واحدٍ بل جرَّب على عددٍ كبيرٍ من الحيوانات كالإبل والبقر والجواميس والخيل والبراذين والظِّباء والكلاب والسَّنانير والحيَّات وغيرها.‏

    أما عن منهجه في معرفة الحلال والحرام فيقول : "إنما يعرف الحلال والحرام بالكتاب الناطق، وبالسنة المجمع عليها، والعقول الصحيحة، والمقاييس المعينة" رافضًا بذلك أن يكون اتفاق أهل المدينة على شيء دليلاً على حله أو حرمته؛ لأن عظم حق البلدة لا يحل شيئا ولا يحرمه، ولأن أهل المدينة لم يخرجوا من طباع الإنس إلى طبائع الملائكة "وليس كل ما يقولونه حقًا وصوابًا".

    فقد كان الجاحظ لسان حال المعتزلة في زمانه، فرفع لواء العقل وجعله الحكم الأعلى في كل شيء، ورفض من أسماهم بالنقليين الذين يلغون عقولهم أمام ما ينقلونه ويحفظونه من نصوص القدماء، سواء من ينقلون علم أرسطو، أو بعض من ينقلون الحديث النبوي.

    فإذا كان بعض فلاسفة الشرق والغرب فد وقفوا أمام أرسطو موقف التلميذ المصدق لكل ما يقوله الأستاذ فإن الجاحظ وقف أمام أرسطو عقلا لعقل؛ يقبل منه ما يقبله عقله، ويرد عليه ما يرفضه عقله، حتى إنه كان يسخر منه أحيانا.. ففي كتابه الحيوان يقول الجاحظ عن أرسطو وهو يسميه صاحب المنطق: "وقال صاحب المنطق: ويكون بالبلدة التي تسمى باليونانية "طبقون"، حية صغيرة شديدة اللدغ إلا أنها تُعالج بحجر يخرج من بعض قبور قدماء الملوك-، ولم أفهم هذا ولمَ كان ذلك؟!"

    ويقول الجاحظ: "زعم صاحب المنطق أن قد ظهرت حية لها رأسان، فسألت أعرابيًا عن ذلك فزعم أن ذلك حق، فقلت له: فمن أي جهة الرأسين تسعى؟ ومن أيهما تأكل وتعض؟ فقال: فأما السعي فلا تسعى؛ ولكنها تسعى على حاجتها بالتقلب كما يتقلب الصبيان على الرمل، وأما الأكل فإنها تتعشى بفم وتتغذى بفم، وأما العض فأنها تعض برأسيها معًا. فإذا هو أكذب البرية".


    وفاته

    ويتحدّث كتّاب السير عن نهايته في عام 868 م الموافق لسنة(255) هـ وقد نيف على التسعين سنة. وله مقالة في أصول الدين وإليه تنسب الجاحظية. وقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما كان جالسا في مكتبته يطالع بعض الكتب المحببة إليه,فوقع عليه صف من الكتب اردته ميتاً,لقد مات الجاحظ مدفونا بالكتب, مخلفاً وراءه كتباً ومقالات وافكاراً ما زالت خالدةً حتى الان.


    كتبه

    البيان والتبيين كتاب الحيوان البخلاء الأضداد و المتشابهات

    كتاب البخلاء

    كتاب البخلاء، وهو كتاب ادب وعلم وفكاهة. وهو من أنفس الكتب التي يتنافس فيها الادباء والمؤرخون. فلا نعرف كتابا يقوقه للجاحظ، ظهرت فيه روحه الخفيفة تهز الارواح، وتجتذب النفوس. ولا نعرف كتابا يفوقه للجاحظ، تجلى فيه اسلوبه الفياض، وبيانه الجزل الرصين، وقدرته النادرة، على صياغة النادرة، في اوضح بيان، وادق تعبير، وابرع وصف. ولا نعرف كتابا غيره للجاحظ او لغيره، وصف الحياة الاجتماعية في صدر الدولة العباسية كما وصف: فقد اطلعنا على اسرار الاسر، ودخائل المنازل، واسمعنا حديث القوم في شؤونهم الخاصة والعامة، وكشف لنا عن كثير من عاداتهم وصفاتهم واحوالهم.

    وقد كان الذي يغلب على الظن ان يكون الجاحظ قد كتب ( كتاب البخلاء) وهو في سن الشباب، وابان الفتوة، لان هذه السن في الغالب سن العبث والسخرية، والتندر والدعابة، والتفكه بعيوب الناس. ولكنا نقرأ في كتاب البخلاء من الاخبار ما يحملنا على انه كتب الكتاب او جمعه وهو هرم، يحمل فوق كتفيه اعباء السنين.

    والجاحظ يشير في طليعة كتاب البخلاء انه قدمه إلى عظيم من عظماء الدولة، ولكنه لم يبح باسمه. واننا نرجح ان يكون الكتاب كتب لواحد من ثلاثة، هم: محمد ابن عبد الملك الزيات، وزير المعتصم والواثق، لما كان بينه وبين الجاحظ من وثيق الصلة، والفتح بن خاقان وزير المتوكل، لما اثر عن الفتح من الاعجاب بكتب الجاحظ، وحثه على التأليف في مختلف الشؤون، وابن المدبر، وقد كان للجاحظ صديقا حميما.

    و قد صور الجاحظ في كتابه البخلاء الذين قابلهم وتعرفهم في بيئته الخاصة خاصة في بلدة مرو عاصمة خراسان ، وقد صور الجاحظ البخلاء تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً ، فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم واطلعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً، ولكنه لا يكرهنا بهم لأنه لا يترك لهم أثراً سيئاً في نفوسنا.

    ـ وقصص الكتاب مواقف هزلية تربوية قصيرة.

    ـ والكتاب دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية لهذا الصنف من الناس وهم البخلاء.

    و لكتاب البخلاء أهمية علمية حيث يكشف لنا عن نفوس البشر وطبائعهم وسلوكهم علاوة على احتوائه على العديد من أسماء الأعلام والمشاهير والمغمورين وكذلك أسماء البلدان والأماكن وصفات أهلها والعديد من أبيات الشعر والأحاديث والآثار فالكتاب موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية

  7. #67
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عمر المختار


    عمر المختار (1862 - 16 سبتمبر/ ايلول1931) الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء قائد ادوار السنوسية بالجبل الاخضر الاشم .

    مجاهد ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من الف معركة و استشهد بأعدامه شنقاً و توفي عن عمر يناهز 73 عاما. و قد صرح القائد الايطالي ان المعارك التي حصلت بين جيوشه و بين السيد عمر المختار 263 معركة ، في مدة لا تتجاوز 20 شهرا فقط .

    نسبه

    هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير، من كبار قبائل قريش.[1]

    من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة او المنيف و التي ترجع إلى قبائل بني مناف بن هلال بن عامر اولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة . امه عائشة بنت محارب.

    مولده ونشأته

    ولد عمر المختار سنة 1858 م في قرية جنزور الشرقية منطقة بئر الأشهب شرق طبرق في بادية البطنان في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية.

    تربى يتيما، حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة.

    تلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية، فدرس علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.

    ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". و لثقة السنوسيين به ولوه شيخا على زاوية القصور بالجبل الاخضر .

    فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم.

    و قد اختاره السيد المهدي السنوسي رفيقا له إلى (( السودان الاوسط تشاد )) عند انتقال قيادة الزاوية السنوسية اليها فسافر سنة1317 ه . و قد شارك عمر المختار فترة بقائه بتشاد في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي،تشاد) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلكه) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.

    و بقي هناك إلى ان عاد إلى برقة سنة 1321 هـ و اسندت اليه مشيخة زاوية القصور للمرة الثانية .



    معلم يتحول إلى مجاهد

    عاش عمر المختار حرب التحرير و الجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم, فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م, وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي, درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس, كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف, وعندما علم بالغزو الإيطالي فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي, منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم,

    ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913, وعشرات المعارك الأخرى.

    وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة, رأى أن يعمل على ثلاث محاور:

    الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا.
    الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي.
    الثالث :قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.
    لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م, ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.


    الفاشيست والمجاهدون

    بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922, وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.

    بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة,والمجاهد المخضرم الذى لم يذكر قط صالح الطلحى(قبيله الوطن الشرقى الاصليين) وتولى هو القيادة العامة.


    بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.

    ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير 1928م, ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.


    مفاوضات السلام في سيدي ارحومة:

    وتوالت الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة,

    فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.

    تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م,

    واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو 1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليو نفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله.

    وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز او مصر أو البقاء في برقة و انهاء الجهاد والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

    تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.

    وصحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين.

    غرتسياني

    دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":

    - قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
    - إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
    - فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
    - تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
    - العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.
    إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة, وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج, وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف, وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة, وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    المختار في الأسر

    في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".

    وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.

    كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.


    الأسد أسيراوصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر ، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):

    "وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه ( بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."

    غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
    أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
    غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
    فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
    غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
    فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
    ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."


    المحاكمة


    عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،

    وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،

    وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".

    - وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :

    إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :

    - المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .

    - المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) .

    - الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل ) .

    - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) .

    - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .

    - بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة) .

    للنظر في القضية المرفوعة ضد : عمر المختار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ، قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.

    المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .

    بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع .

    كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ، كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو .

    يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :

    - نصري هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .

    يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة )) .

    فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .

    فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛

    يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،

    وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .

    ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .

    وردا عن سؤال ، يجيب :

    منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )) .

    وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .

    يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .

    وينهي الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم .

    عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم .

    أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .

    الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي) .

    كاتب المحكمة العسكرية ، الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني

    الرئيس : (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)

    الإمضاء : أومبيرتو مانزوني

    - صورة طبق الأصل -

    كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة

    التوقيع


    الإعدام

    في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931( الأول من شهر جمادىالأول من عام 1350 (، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،

    واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.

    واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،

    وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،

    وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.

    وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".

    المختار في الشعر والادب

    أحمد شوقي ينعى عمر المختار:
    ركزوا رفاتك في الرمال لــواء= يستنهض الوادي صــباح مســـاء
    يا ويحهم نصبــوا منارا من دم= يوحي إلى جيل الغد البغــضــــاء
    ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد = بين الشعــوب مــودة وإخـــــاء
    جرح يصيح على المدى وضحية= تتلمس الحــرية الحمـــــــــراء
    يأيها السيـف المجـــرَّد بالفلا= يكسو السيوف على الزمان مضاء
    تلك الصحارى غمد كل مهــند= أبلى فأحسن في العـــدو بـــلاء
    وقبور موتى من شــباب أمية= وكهولهم لم يبرحــوا أحــيــــــاء
    لو لاذ بالجــوزاء منهم معقل= دخلوا على أبــراجها الجــــــــوزاء
    فتحوا الشمال سهـوله وجباله= وتوغلوا فاستعــمروا الخضـــراء
    وبنوا حضارتهم فطاول ركنها= دار الســلام وجــلّق الشمــــــــاء
    خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى= لم تبن جاها أو تلم ثــــــراء
    إن البطولة أن تمـوت مـن الظما= ليس البطـولة أن تعب المــــاء
    أفريقيا مـهد الأسـود ولحــدها= ضجت عليك أراجـلا ونســــــــاء
    والمسلمون على اختـلاف ديارهم= لا يملكون مع المصاب عـزاء
    والجاهلية مـن وراء قبــورهم= يبكون زيد الخــيل والفلحـــــــــاء
    فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه= جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّــدَ الصحــراءَ
    لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا= تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ
    كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ= باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ
    بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على= "تَنْكٍ", ولــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ
    لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا= وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــاءَ
    لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ= لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضـاءَ
    وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه= سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ
    شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ= كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ
    وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها= فتغـــيَّرَتْ, فتـــوقَّع الضَّــراءَ
    الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى=فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِخْذاءَ
    وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ= أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّــةً رَقْطــاءَ
    عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ= ومَشَــتْ بهَيْكلــه السّــنون فنـاءَ
    تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ= لترجَّـــلَتْ هَضَباتُـــه إِعيـــاءَ
    خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها= مــن رِفْــق جُــنْدٍ قـادةً نُبَـلاءَ
    والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ= عَــرَفَ الجُــدودَ, وأَدرَكَ الآبــاءَ
    دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا= يأْسُــو الجِـراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ
    ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ= ويَصُــفُّ حَــوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ
    وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً= للَّيْــثِ يلفِــظ حَوْلَــهُ الحَوْبــاءَ
    حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا= مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ
    إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ= بـــالحقِّ هَدْمــا تــارةً وبِنــاءَ
    شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم= إِلاَّ أُبـــاةَ الضَّيْـــمِ والضُّعَفــاءَ
    يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ= فـأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثاءَ?
    أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت= أُذنَيْــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ?
    ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ= فــانقُد رِجـالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ
    وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى= واحْــمِلْ عــلى فِتْيـانِكَ الأَعْبـاءَ

  8. #68
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مارجريت تاتشر


    مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة من مواليد 1925م وقد حصلت على درجتين علميتين في الكيمياء والقانون، وبعدها دخلت معترك الحياة السياسية وعمرها 44 عاما كوزيرة للتعليم، ثم انتخبت رئيسة لحزب المحافظين 1975م، وكانت أول امرأة ترأس الحزب منذ تأسيسه ، ثم رأست الوزارة البريطانية عام 1979م، واستمرت فيها 11 سنة حتى استقالتها 1990، بسبب خلافات داخل حزبها، ثم حصلت على لقب "لورد" 1992م.



    وقد كان لمارجريت تاتشر دور كبير في إصلاح الاقتصاد البريطاني خلال فترة قيادتها له خصوصا مع تسارع عجلة التطور وتسارع الاتجاه نحو اقتصاد السوق وقد عبرت السيدة مارجريت تاتشر عن ذات المعنى عندما قالت وهي في اوج سطوتها وتبشيرها باقتصاد السوق الذي لا يذرف الدموع على الساقطين تحت عجلات قطار الإصلاح : « ليس هناك شئ اسمه المجتمع !» هناك افراد ينتجون ويبدعون ويبتكرون او يتبلدون ويعتمدون على ثدي الدولة ودعمها ويدمنون التلقي !!

    وقد بدأت رئيسة الوزراء السيدة مارجريت تاتشر موجة من التحرير، بخصخصة الاتصالات التليفونية والمرافق العامة، مثل : الكهرباء والغاز والمياه. وأجرت تعديلات أساسية على القوانين المنظمة للخدمات المالية، بهدف تعزيز حي المال " السيتي" ليواصل دوره في مقدمة المراكز المالية في العالم، وألغت القيود التي كانت مفروضة على تحويلات رؤوس الأموال. وحررت الحكومة البريطانية أيضاً خدمات النقل البري والجوي وخصخصت شركاتها، كما خصخصت الموانئ البحرية والجوية.



    وصفت بالمرأة الحديدية لأنها كانت قوية شديدة وتتخذ قرارات كبيرة وتتحمل تبعاتها وتواجه الظروف بقوة تحمل ربما تفوق فيها الكثير من الرجال حيث أنه في منتصف شهر مارس عام 1983م قبل 22عاماً كانت رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر قد وصلت إلى مقر إقامتها في مدينة برايتون الساحلية جنوب انجلترا استعدادا لمؤتمر دولي في اليوم التالي. وما أن استقرت في الفندق المعد لإقامتها إلا وقد حدث انفجار ضخم في نفس الفندق قامت به جماعة من الإرهابيين. فما كان من تاتشر إلا أن انتقلت إلى جناح آخر في الفندق لم تصله آثار الانفجار تحمل أوراقها ومذكراتها وأكملت فيه بقية المساء لتقف في صباح اليوم التالي وكما هو محدد سابقاً في تمام الساعة التاسعة أمام جموع الحاضرين في المكان المعد للمؤتمر. وقفت وهي تقول: «ها آنذا أقف أمامكم في نفس اليوم وفي نفس الساعة المحددة للمؤتمر لأقول للإرهابيين أنهم لن يستطيعوا أن يمنعونا من متابعة مسيرتنا نحو البناء والتشييد !!

    وقد لعبت مارجريت تاتشر دوراً كبيراً مع رؤساء الولايات المتحدة وخصوصاً رونالد ريجان في إسقاط نظام الاتحاد السوفيتي وفتح الباب أمام الولايات المتحدة ( حليفتها اللدودة ) في قيادة العالم والتبوء بصدارة القيادة الدولية حتى تحقق أمريكا وبريطانيا مطامعهما في السيطرة على العالم والتحكم في مجريات الأحداث .

    سميت مارجريت تاتشر ( سارقة الحليب ) لأنها منعت الحليب المجاني عن الطلاب في المدارس البريطانية كسياسة تقشف لتخفيف الإنفاق والمصاريف طبقتها في ذلك الوقت !


    استغلت تاتشر ما وهبه الله لها من سرعة البديهة وطلاقة الحديث في ارتقاء سلم حزب المحافظين وفي غضون فترة وجيزة تمكنت تاتشر من تمثيل المرأة البريطانية في الحكم كوزيرة للتعليم ولم تتعد الرابعة والأربعين من عمرها وبدا ذلك كما لو كان تتويجا لعملها الدؤوب .
    وقد لعب الحظ والصدفة دورهما في صياغة المستقبل السياسي لها .
    وتعد حالتها شهادة مثيرة للاعجاب على اهميةالصدفة المحضة في التاريخ .
    ففي عام 1975 اتيحت لها فرصة خوض معركة زعامة حزب المحافظين امام ادوارد هيث بعد خروج مرشح الجناح اليميني بالحزب من سباق الانتخابات في آخر لحظة !! لم تضع تاتشر الكثير من الوقت، بل سارعت إلى مكتب ادوارد هيث لابلاغه بقرارها ومن الغريب ان هيث لم يكن يدرك قبل ذلك الوقت انه امام خصم عنيد مبديا عدم اهتمامه واكتفى بالقول لها سوف تخسرين .. اتمنى لك يوما سعيدا.
    كانت تاتشر تتصرف في هذا الموقف وفي ذهنها مقولة فيكتور هوجو "ليس هناك اقوى من فكرة تظهر في وقتها" كان حزب المحافظين قد أصابه السأم والملل بحلول منتصف سبعينات القرن الماضي من ادوارد هيث ومايعرف باسم "تاثير راتشيت" وهو الاسلوب الذي يتبعه حزب المحافظين في اختيار رجل الدولة.
    السياسة وحدها لا تكفي
    لم تكن سياسات تاتشر هي وحدها العامل الحاسم في ذيوع صيتها على الساحة الدولية بل تضافرت صفات اخرى توافرت لها في صياغة شخصيتها الدولية في مقدمتها ما تمتعت به من الجمع بين قوة الارادة المتوهجة مع رقة الانوثة.
    وفي عام1982 سنحت لها فرصة لفت انتباه العالم إليها عندما قادت بريطانيا إلى نصر مؤزر على الارجنتين وادركت في ذلك الوقت انه يتعين على السياسيين اصدارالاوامر الواضحة للعسكريين بشأن تنفيذ الاهداف وترك الفرصة لهم لاختيار الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه الاهداف.
    كانت شخصية تاتشر لاتتحمل أي خسارة في الرجال أو السفن أو الطائرات .
    وقد قال لها عدد من الادميرالات: لعل هذا هو السبب في انه يوجد لدينا المزيد من السفن والطائرات التي تكفي لالحاق الخسائر بالعدو.
    لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جمعت شخصية تاتشر بين الاخلاص والشجاعة والولاء والمثابرة وهي من الفضائل التي تتحلى باكبر قسط منها وليس غريبا ان تتجه الانظار إليها من مختلف بقاع الارض للتعرف على أساليبها

    ومحاولة تقليدها

    اعجاب متبادل كان الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريجان واحدا من أوائل المعجبين بشخصية مرجريت تاتشر وهو الذي وصل إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة بعد جلوس تاتشر على كرسي رئاسة الوزارة البريطانية بثمانية عشر شهرا. وكان ريجان ايضا قد بدا في التصرف على عكس ما يقضي به مبدأ "تاثير راتشيت" حيث عمد إلى اجراء تخفيض فعال في العملة وخفض الضرائب واتاحة المزيد من الفرص في السوق امام المؤسسات الحرة.
    بلغ اعجاب الرئيس الأمريكي الأسبق بمرجريت تاتشر حدا جعله يحرص على سماع كل المحاضرات التي تلقيها عن فضائل السوق أو الدولة الصغيرة وهو الذي قال فيها: لن انسى تاتشر .. لقد كانت تصغي إلى فكاهاته وتحاول فهمها وتضحك في المواضع المناسبة لذلك شراكة فعالة نجح ريجان وتاتشر في تحويل ميولهما المشتركة إلى شراكة فعالة في السياسة الخارجية. ومع وجودهما في السلطة تحولت عملية ممارسة الضغوط الحكيمة على الدولة السوفيتية الرامية إلى تشجيعها على الاصلاح أو محو نفسها والا سوف يتحقق انفجارها من الداخل إلى سياسة مقبولة وقد شجعت تاتشر الرئيس الأمريكى في ذلك الوقت على تسليح روسيا بشكل افضل وجذبه إلى مائدة المفاوضات.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تاتشر مع ريجان



    شاركت تاتشر ريجان الرأي في ان
    موسكو تحكم "امبراطورية شر" ومن الافضل الاسراع بنزع سلاحها، لذا عملا معا على دفع ميخائيل جوربتشوف إلى اتباع سياسة البيروسترويكا واستغلالها لاقصى حدودها الممكنة الامر الذي كان له دوره في القضاء على الثقة بالذات لدى النخبة السوفيتية ولاشك في ان المؤرخين سوف يتحدثون بحماس عن الدور الدقيق الذي لعبته الكثير من العناصر التي وضعت نهاية للشيوعية السوفيتية الا انه من الواضح بالفعل ان تاتشر احتلت مكانا هاما في انجاز هذا الحدث العظيم كانت هناك بداية لحقبة تاريخية جديدة.
    ان كل القوى التي جعلت من القرن العشرين فترة مخيبة للآمال شابها العنف من منظور أصحاب المذهب المثالي بما فيها من الشمولية والدولة العظمى وسحق اختيار الفرد والمبادرات الفردية قد لحقت بها الهزيمة العلنية المشهودة.
    ساندت تاتشر مبدا السيادة في مواجهة معارضة قوية في بعض الاحيان: السوق الحر، التفكير الحر .. سوف يسجل التاريخ ان ابنة صاحب متجر صغير ساهمت في دخول القرن الحادي والعشرين والالفية الثالثة بحكمة اكبر وهي التي اثبتت انه ليس هناك ما هو اكثر فعالية من الجمع بين قوة الارادة وقليل من الافكارالواضحة والبسيطة والعملية.


    في 28 نوفمبر 1990 استقالت مارجريت تاتشر من رئاسة الوزراء البريطانية ليخلفها جون ميجور وقد ارتبط خروج تاتشر من المسرح السياسى بحرب الخليج الثانية /1991، فبالرغم من النصر الذى حققته قوات التحالف فيها، فإن تداعيات داخلية بعضها اتصل بالحرب والبعض الآخر نتج عن اعتبارات داخلية بريطانية بحتة دفعت تاتشر للخروج من المسرح السياسى مع استمرار المحافظين فى الحكم، ولكن بدون تلك القيادة التاريخية والفولاذية لليمين البريطانى.



    أصبحت مارجريت تاتشر بحنكتها السياسية وقراراتها الحكيمة مثالاً لكل نساء العالم وأصبح وجودها في هذا المنصب دعوة عامة لكل نساء الأرض للانخراط في معترك الحياة السياسية ومزاحمة الرجال على الوظائق والمراكز السياسية وقيادة الشعوب والتحكم في مقدراتها ومصائرها.

  9. #69
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ احمدبن يحيى النجمي

    اسمه ونسبه:

    هو شيخنا الفاضل العلامة، المحدث، المسند، الفقيه، مفتي منطقة جازان حالياً، وحامل راية السنة والحديث فيها الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي آل شبير من بني حُمَّد، إحدى القبائل المشهورة بمنطقة جازان.
    ولادته:
    ولد الشيخ ـ حفظه الله ـ بقرية النجامية في الثاني والعشرين من شهر شوال عام ستة وأربعين وثلاثمائة والف للهجرة النبوية، 22/10/1346هـ ونشأ في حجر أبوين صالحين ليس لهما سواه.
    ولهذا فقد نذرا به لله ـ أي لا يكلفانه بشئ من أعمال الدنيا ـ وقد حقق الله ما أرادا.
    فكانا محافظين عليه محافظة تامة، حتى إنهما لا يتركانه يلعب بين الأولاد ولما بلغ سن التمييز أدخلاه كتاتيب القرية فتعلم القراءة والكتابة وقرأ القرآن في الكتاتيب الأهلية قبل مجئ الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ ثلاث مرات آخرها في العام (1358هـ) الذي قدم فيه الشيخ القرعاوي.
    حيث قرأ القرآن أولاً على الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي عام 1355هـ، ثم قرأ أيضاً على الشيخ: يحيى فقيه عبسي وهو من أهل اليمن وكان قد قدم على النجامية وبقي بها ودرس عليه شيخنا في عام 1358هـ ولما قدم الشيخ عبدالله القرعاوي، حصلت بينه وبين هذا المعلم مناظرة في مسألة الاستواء ـ وكان أشعرياً ـ فهزم، وهرب على إثر ذلك {وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}.
    نشأته العلمية:
    وبعدما هرب مدرسهم الأشعري تردد الشيخ مع عمَّيه الشيخ حسن بن محمد، والشيخ حسين بن محمد النجميين على الشيخ عبدالله القرعاوي في مدينة صامطة أياماً ولكنه لم يستمر، وكان ذلك في عام (1359هـ) وفي عام (1360) وفي صفر بالتحديد التحق شيخنا بالمدرسة السلفية وقرأ القرآن هذه المرة بأمر الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ على الشيخ عثمان بن عثمان حملي ـ رحمه الله ـ حيث قرأ عليه القرآن مجوداً وحفظ (تحفة الأطفال) و (هداية المستفيد) و(الثلاثة الأصول) و (الأربعين النووية) و (الحساب) وأتقن تعلم الخط.
    وكان يجلس في الحلقة التي وضعه الشيخ فيها إلى أن يتفرق الطلبة الصغار بعد صلاة الظهر، ثم ينظم إلى الحلقة الكبرى التي يتولى الشيخ عبدالله القرعاوي تدريسها بنفسه فيجلس معهم من بعد صلاة الظهر إلى صلاة العشاء، ثم يعود مع عميه المذكورين سابقاً إلى قريته (النجامية).
    وبعد أربعة أشهر أذن له الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ أن ينضم إلى هذه الحلقة ـ حلقة الكبار ـ التي يدرسها الشيخ بنفسه، فقرأ على الشيخ فيها: (الرحبية) في الفرائض، و(الآجرومية) في النحو، و(كتاب التوحيد) و(بلوغ المرام) و(البيقونية)، و(نخبة الفكر) وشرحها (نزهة النظر)، و(مختصرات في السيرة)، و(تصريف الغزي)، و(العوامل في النحو مائة)، و(والورقات) في أصول الفقه، و(العقيدة الطحاوية) بشرح الشيخ عبدالله القرعاوي، قبل أن يروا شرح ابن أبي العز عليها، ودرس أيضاً شيئاً من (الألفية) لابن مالك، و(الدرر البهية) مع شرحها (الدراري المضية) في الفقه، وكلاهما للشوكاني ـ رحمه الله ـ وغير ذلك من الكتب سواء منها ما درسوه كمادة مقررة كالكتب السابقة أو ما درسوه على سبيل التثقف لبعض الرسائل والكتب الصغيرة، أو كانوا يرجعون إليه عند البحث كـ (نيل الأوطار) و (زاد المعاد) و (نور اليقين) و (الموطأ) و (الأمهات).
    وفي عام (1362هـ) وزع عليهم الشيخ عبدالله ـ رحمه الله ـ أجزاء الأمهات الموجودة في مكتبته وهي: (الصحيحين) و (سنن أبي داود) و (سنن النسائي) و (موطأ الإمام مالك) فقرؤا عليه فيها ولم يكملوها؛ لأنهم تفرقوا بسبب القحط.
    وفي عام (1364هـ) عادوا فقرؤا عليه ثم أجازه الشيخ عبدالله ـ رحمه الله تعالى ـ برواية الأمهات الست.
    وفي عام (1369هـ) درس على الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي ـ رحمه الله ـ قاضي صامطة في ذلك الوقت كتاب إصلاح المجتمع، وكتاب الشيخ عبدالرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ في الفقه المرتب على صيغة السؤال والجواب واسمه الإرشاد إلى معرفة الأحكام
    كما درس على الشيخ على بن الشيخ عثمان زياد الصومالي بأمر من الشيخ عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله ـ في النحو كتاب (العوامل في النحو مائة) وكتب أخرى في النحو والصرف.
    وفي عام (1384هـ) حضر في حلقة الشيخ الإمام العلامة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله لمدة تقارب شهران في التفسير في (تفسير ابن جرير الطبري) بقراءة عبدالعزيز الشلهوب كما حضر في العام نفسه في حلقة شيخنا الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ حفظه الله ـ لمدة شهر ونصف تقريباً في صحيح البخاري بين المغرب والعشاء.

    شيوخه:

    مما مضى يتبين لنا شيوخه ـ حفظه الله ـ وهذا ترتيبهم:
    1 ـ الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي ـ قاضي صامطة في حينه.
    2 ـ الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله.
    3 ـ الشيخ العلامة الداعية المجدد في جنوب المملكة عبدالله القرعاوي ـ رحمه الله تعالى ـ وبه تخرج الشيخ أحمد، فهو أكثر شيوخه إفادة له.
    4 ـ الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي.
    5 ـ الشيخ عثمان بن عثمان حملي.
    6 ـ الشيخ علي بن الشيخ عثمان زياد الصومالي.
    7 ـ الشيخ الإمام العلامة مفتي البلاد السعودية السابق محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله.
    8 ـ الشيخ يحيى فقيه عبسي اليمني.

    تلاميذه :

    ولشيخنا ـ حفظه الله تعالى ـ كثير وكثير من التلاميذ ، فمن أمضى مثل هذه المدة في التدريس التي تقارب النصف قرن، كم يتصور أن يكون تلاميذه، ولو ذهبت أعددهم لاحتجت إلى مجلد ضخم؛ وإنما أذكر نموذجاً يستدل به على الباقين فمنهم :
    1 ـ شيخنا العلامة المحدث ناصر السنة الشيخ ربيع بن هادي .
    2 ـ شيخنا العلامة الفقيه زيد بن محمد هادي المدخلي .
    3 ـ شيخنا العالم الفاضل علي بن ناصر الفقيهي .
    وإنما اكتفيت بذكر هؤلاء الثلاثة لشهرتهم في الأوساط العلمية، فلا يعتب علينا أحد
    .
    ذكاؤه ـ وفقه الله ـ :

    يتمتع الشيخ بدرجة من الذكاء عالية جداً وهاك قصة تدل على ذكائه وحافظته منذ صغره ـ حفظه الله:
    يقول العم الشيخ عمر بن أحمد جردي المدخلي ـ وفقه الله:
    ((لما كان الشيخ أحمد يحضر مع عميه حسناً وحسيناً النجميين إلى المدرسة السلفية بصامطة ـ أي في عام ـ 1359هـ ـ وعمره آنذاك 13 سنة كان يسمع الدروس التي يلقيها الشيخ عبدالله القرعاوي على تلاميذه الكبار، وكان يحفظها حفظاً)).
    قلت: وهذا هو ما جعل الشيخ عبدالله القرعاوي يلحقه بحلقة الكبار الذين كان الشيخ يتولى تدريسهم بنفسه؛ لأنه رأى نجابته وسرعة حفظه وذكائه.

    أعماله:

    عمل شيخنا ـ حفظه الله ـ مدرساً بمدارس شيخه القرعاوي ـ رحمه الله ـ احتساباً، وعندما بدأت الوظائف عين مدرساً بقريته (النجامية) وكان ذلك في عام 1367هـ، وفي عام 1372هـ نقل إماماً ومدرساً في قرية (أبو سبيلة) في (بالـحُرَّث)، وفي عام 1374هـ وفي 1/1/1374هـ بالتحديد عندما فتح المعهد العلمي في (صامطة) عين مدرساً به حتى عام 1384هـ حيث استقال من التدريس بالمعهد على أمل أن يدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وسافر إليها؛ لكن حصلت له ظروف حالت دون ذلك، فعاد إلى المنطقة وكتب الله له التعيين واعظاً مرشداً بوزارة العدل بمنطقة جازان فقام بالوعظ والإرشاد أحسن قيام.
    وفي عام (1387هـ) وبالتحديد في 1/7 منه عاد مدرساً بالمعهد العلمي بمدينة (جازان) حسب طلبه، وفي ابتداء الدراسة عام 1389هـ عاد إلى التدريس بمعهد (صامطة) وبقي به مدرساً حتى أحيل على التقاعد في 1/7/1410هـ.
    ومنذ ذلك الحين إلى كتابة هذه الأسطر، وهو مشتغل بالتدريس في بيته والمسجد المجاور له ومساجد أخرى في المنطقة في دروس أسبوعية مع القيام بأمر الفتوى.
    وهو في هذا كله قد عمل بوصية شيخه له في مداومته على التعليم والمحافظة على المتعلمين وخاصة الغرباء والمنقطعين منهم، وله ـ حفظه الله ـ على ذلك صبر عجيب، فجزاه الله عنا خيراً.
    وقد عمل أيضاً بوصية شيخه القرعاوي ـ رحمه الله ـ فواصل الدراسة والبحث والاستفادة، وخاصة في علمي الحديث والفقه وأصولهما حتى فاق أقرانه وأصبح له في ذلك اليد الطولى، بارك الله في عمره وعلمه ونفع بجهوده.
    آثاره العلمية:
    لشيخنا ـ حفظه الله ـ آثار علمية كثيرة بعضها طبع وبعضها لم يطبع، نسأل الله تعالى أن ييسر طبعه حتى يحصل الانتفاع به ومن ذلك:
    1 ـ أوضح الإشارة في الرد على من أباح الممنوع من الزيارة.
    2 ـ تأسيس الأحكام شرح عمدة الأحكام ـ طبع منه جزء صغير جداً جداً.
    3 ـ تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة.
    4 ـ رسالة الإرشاد إلى بيان الحق في حكم الجهاد.
    5 ـ رسالة في حكم الجهر بالبسملة.
    6 ـ فتح الرب الودود في الفتاوى والردود.
    7 ـ المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال.
    وغير ذلك من المؤلفات النافعة التي قدمها للمسلمين جزاه الله خير الجزاء ونفع به الإسلام والمسلمين.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كتبه تلميذه محمد بن هادي بن علي المدخلي
    المحاضر بكلية الحديث بالجامعة
    الإسلامية بالمدينة النبوية

    الشيخ أحمد النجمي على السرير الأبيض

    مانشر في جريدة الرياض يوم الأثنين 5 محرم 1429هـ العدد 14448

    جازان - أنور خواجي:
    يرقد على السرير الأبيض بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي أحد العلماء الشرعيين البارزين في منطقة جازان ومن كبار الدعاة إلى الله بالمنطقة إثر جلطة دماغية تعرض لها فضيلته، وقد تم نقله من العناية المركزة بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان على وجه السرعة. هذا وقد قام عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين وأصحاب الفضيلة العلماء بزيارة فضيلته في المستشفى للاطمئنان على صحته والدعاء له بعاجل الشفاء والعافية، ويرافق فضيلته في مدينة الملك فهد الطبية ابنه الشيخ محمد النجمي
    .

  10. #70
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    ياله من علامة جهبذ
    أسأل الله العظيم
    رب العرش العظيم أن يشفيه

    شكرأ/اخوي جبران



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #71
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود ولد في الرياض عام1946م / 1366 هـ

    امة هي الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي آل سعود
    متزوج من الأميرة منيرة بنت سلطان بن عبد العزيز آل سعود وله من الأولاد الذكور الأمراء : نواف نائب الرئيس العام لرعاية الشباب خالد والبنات الاميرات:هيفاء شاهيناز نسرين
    حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية والإدارة من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية .
    الرئيس العام لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية .
    رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية
    رئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية
    رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم
    رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم
    رئيس الجمعية العمومية السعودية لبيوت الشباب
    رئيس الاتحاد السعودي لرياضة المعوقين
    رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي
    رئيس اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي
    عضو اللجنة الأولمبية الدولية
    رئيس اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية في الأدب بالمملكة العربية السعودية
    الرئيس الفخري للمنظمة الدولية للفن الشعبي في النمسا
    رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات
    --الأوسمة والميداليات التي تقلدها سموه :

    منح سموه الكثير من

    الأوسمة والميداليات والنياشين تقديراً لعطائه وجهده السخي لخدمة الشباب والثقافة والرياضة العربية منها :

    وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى ( أعلى وسام بالمملكة )
    وشاح الملك فيصل تقديراً لما بذله سموه في خدمة شباب المملكة .
    وسام العرش المغربي من دلالة الملك الحسن الثاني عام
    1985م .

    وسام الجمهورية التونسية ( من الطبقة الأولى ) من فخامة الرئيس حبيب بو رقيبه عام 1986م .
    وسام صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح من الدرجة الممتازة عام 1993م .
    وسام فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية .
    وسام Oنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيER عضوية اللجنة الأولمبية الدولية من اللجنة الأولمبية الدولية.
    الميدالية الذهبية من مجلة بطل أفريقيا الرياضية في تونس عام 1983م .
    وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من جمعية بيوت الشباب العربية
    عام 1989م .

    شهادة الزمالة للمنظمة الكشفية العالمية ( زمالة بادن بأول عام 1993م ) .
    الوسام العالمي للاتحاد الدولي لكرة اليد عام 1997م .



    حصل سموه على لقب رجل العام بعد اختياره أفضل شخصية رياضية عربية قيادية لعام 1998م من مجلة الاعتدال السورية التي تصدر في ولاية نيوجرسي .
    درع [[مهرجان الجنادرية]] ( 15) عام 1420هـ . •
    وسام الأرز اللبناني من الطبقة الأولى برتبة ضابط من دولة رئيس الوزراء اللبناني الأستاذ سليم الحص عام 2000م ، تقديراً لسموه من حكومة وشعب لبنان .
    الميدالية الذهبية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1999م تقديراً لجهوده وعرفاناً بما قدمه من دعم وخدمات للاتحاد الآسيوي لكرة القدم .
    وسام الاستحقاق من الاتحاد الدولي لكرة القدم نظير إسهاماته المميزة لنمو وتطور كرة القدم العالمية وإنجازاته على الصعيد العربي والقاري والدولي .
    حصل سموه على جائزة المفتاحة من لجنة التنشيط السياحي بعسير عام 1421هـ .
    حصل سموه على جائزة الاتحاد العالمي للمنظمات غير الحكومية للوقاية من المخدرات عام 2000م تقديراً لجهود سموه في مجال الوقاية من المخدرات .

    وسام من الدرجة الممتازة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
    (الايسيسكو) عام 2000م تقديراً للجهود الكبيرة التي قام بها سموه في دعم العالم الإسلامي .

    حصل سموه على جائزة الاستحقاق الدولية لاتحاد اللجان الأولمبية
    الوطنية (الأكنو) عام 2001م .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الى جنة الفردوس أبونواف أن شاءالله

    الوفاه

    أصدر الديوان الملكي مساء أمس بيانا نعى فيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب عن 54 عاما , وفيما يلي نص البيان:
    انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد ظهر هذا اليوم السبت "أمس" 10/5/1420هـ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب إثر نوبة قلبية تعرض لها عن عمر يناهز اربعة وخمسين عاما قضى معظمها مكرسا جهوده لخدمة رعاية الشباب ورفع مستوى الرياضة في المملكة العربية السعودية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من مستوى مشرف.
    وسيصلى عليه بعد عصر غد الاحد "اليوم" الموافق 11/5/1420هـ إن شاء الله في مسجد الامام تركي بن عبدالله بالرياض


    رأس نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر امس الاثنين في قصر السلام بمحافظة جدة.
    وأعرب سموه الكريم في مستهل الجلسة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود عن تقديره للمشاعر الفياضة والدعوات الصادقة والمشاركة المعبرة عن الأسى والألم من اخوانه قادة وملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية الشقيقة والدول الصديقة ومن شعب المملكة العربية السعودية وأبناء الأمتين العربية والاسلامية ومختلف ارجاء العالم في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله.
    وافاد معالي وزير الاعلام بالنيابة الدكتور مدني عبد القادر علاقي في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة ان صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز قال: ان الفقيد - تغمده الله برحمته - كان سباقاً على الدوام الى اعمال الخير والاحسان وخدمة امته ووطنه ودينه وخدمة الانسانية وقد بذل من الجهد الكثير في سبيل الارتقاء بمستوى الثقافة والشباب والرياضة ليس على الصعيد المحلي فحسب وانما على المستوى العربي ووصل بشبابنا ورياضتنا الى العالمية .
    ودعا سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الله سبحانه وتعالى ان يغفر لسمو الأمير الفقيد فيصل بن فهد بن عبد العزيز ويجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة ويشمله بواسع رحمته ورضوانه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نعش الراحل قدحمل على اكتاف الأمراء والمواطنون

    لم يكن يعلم الرياضيون ان الأمير فيصل بن فهد سوف يرحل عنهم قبل ان يشهد حفل ختام دورة الألعاب الرياضية العربية في الأردن ولكنه القدر والمشيئة,, وصدق الله حينما قال كل نفس ذائقة الموت وصدق الله حينما قال كل من عليها فان وقال إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولايستقدمون .
    بكل الحزن والأسى استقبل الرياضيون خبر وفاة راعي الرياضة والرياضيين في كل الاقطار العربية.
    الجميع فوجىء بخبر وفاة الأمير فيصل بن فهد ولم يتمالك نفسه وانقطعت انفاسه واحتبست الكلمات في فمه وهذا ان دل فانما يدل على قمة الوفاء لشخصية عروبية الوطن الذي جعل من كافة البلدان العربية موطنا له وجميع الرياضيين ابناء وإخوة وبادلهم حباً بحب وشملهم برعايته ولم يتوان عن تقديم كل الدعم والعون لمن حوله ولمن لجأ إليه.
    قال اللواء منير ثابت رئيس اللجنة الاولمبية المصرية: إن الأمير فيصل بن فهد رحمه الله من الشخصيات العربية التي أعتز بها جداً وبصماته على الرياضة في المملكة العربية السعودية وباقي الاقطار العربية واضحة ونتيجة لجهوده المتواصلة في مسيرة العمل الرياضي العربي ماحققته الرياضة السعودية والعربية عموماً من انتصارات وتطلعات في كافة المسابقات الاولمبية والدولية وأصبح الآن للعرب فرق في مختلف الألعاب الرياضية تحقق نتائج وبطولات على المستوى القاري والدولي.
    وأوضح اللواء منير ثابت ان الرياضة العربية فقدت شخصية لها قيمتها ووزنها وقدرها بين العرب ودول العالم بأسره وان الرياضية العربية سوف تشهد فراغاً كبيراً من بعده، ويعجز الرياضيون عن سد هذا الفراغ لأن بصماته كانت واضحة وكان دعمه للنهوض بالرياضة ورعاية الرياضيين يفوق الخيال وان وفاته مفاجأة للجميع.
    وقال: ان الامير فيصل - رحمه الله - خسارة كبيرة صعب تعويضها ونسأل الله ان يلهم الجميع الصبر والسلوان لأنه فقيد كل العرب والمسلمين وليس السعودية فقط وندعو الله ان يجزيه خير الجزاء لما فعل.
    وقال اللواء حرب الدهشوري مساعد وزير الداخلية ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم: ان الامير فيصل بن فهد له بصمات واضحة على الرياضة العربية عامة والسعودية خاصة وبفضله وحنكته كانت بطولة العالم للقارات التي اقيمت لأول مرة في تاريخها على ارض المملكة العربية السعودية واستطاع بجهوده المخلصة ان تقام تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وهكذا استطاعت المملكة العربية السعودية خلال فترة حياته ان تجذب انظار العالم كله، كما ان منتخب السعودية لكرة القدم حقق انجازاً كبيراً وصعد لنهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم أكثر من مرة بفضل توجيهاته ورعايته المستمرة وتذليل كافة الصعوبات والاستعانة بافضل المدربين في العالم.
    واضاف اللواء حرب الدهشوري رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ان مجلس الادارة بالكامل فوجىء بخبر وفاته وكانت صدمة شديدة لما يمثله الامير فيصل بن فهد من جهد وقيمة ودعم لكل المصريين والرياضيين بوجه خاص وللرياضة العربية عموما وليس للسعودية فقط.
    وقال: كان الامير فيصل مهتما جداً بقضايا الشباب والرياضة ورجلاً كريماً وسوف اذهب للتعزية اذا سمحت الظروف ونقدم التعازي لخادم الحرمين الشريفين ولأسرة الأمير فيصل بن فهد وكافة اخواننا في المملكة العربية السعودية.
    أكد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم السابق ان الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي للالعاب الرياضية كان له باع كبير جداً مع الكرة المصرية والشعب المصري ومواقفه الخيرية ودعمه للرياضة العربية لاينكرها أحد وكان - رحمة الله عليه - يدعمني في المحافل الدولية والاتحاد العربي والاتحاد الافريقي كمرشح في الانتخابات القادمة.
    وقال زاهر: عند اي مشكلة كان يستعصي حلها كنا نلجأ إليه، وإلى الأمير فيصل بن فهد يرجع الفضل في دعم الاتحاد المصري لكرة القدم بمبلغ مليون جنيه كما انه صاحب اتفاقية التوأمة بين الاتحادين المصري والسعودي لكرة القدم التي تنص على اقامة مباريات باسم الملك فهد خادم الحرمين الشريفين وباسم الرئيس محمد حسني مبارك.
    وقال زاهر ان رحيل الأمير فيصل بن فهد خسارة كبيرة للعرب جميعاً لأنه من الشخصيات البارزة والمرموقة وتعويض هذه الشخصية اصبح في هذا الوقت صعباً للغاية.
    واضاف زاهر انني اتقدم بخالص العزاء للمملكة العربية السعودية وللأمير سلطان بن فهد نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد العربي للالعاب الرياضية.
    وقال: لقد تأثرت جداً حينما سمعت خبر وفاته وأدعو له بالرحمة لأنه علامة بارزة ورمز مشرف لكافة الرياضيين العرب.
    أكد اللواء حسين عمران رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة وأمين عام الاتحاد العربي للشرطة ان وفاة الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية كانت مفاجأة لنا وكان - رحمه الله - شخصية بارزة على المستوى العربي والعالمي وفضله وجهوده على جميع الرياضيين العرب وكانت مؤازرته لكافة الانشطة العربية سواء عن طريق الاتحاد العربي للالعاب الرياضية او في المحافل والبطولات العالمية واضحة وخلال فترة حياته شهدت الرياضة العربية ازدهارا وتقدما كبيراً.
    وقال اللواء عمران ان الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - قام بتدعيم انشاء مقر جديد للاتحاد العربي للالعاب الرياضية الشرطية بالقاهرة.
    واضاف ان الأمير فيصل بن فهد رمز لجميع العرب والمسلمين وليس للسعوديين فقط.
    ولقد استطاع ان يحبب الجميع حوله وكانت آراؤه بناءة، وانني اتقدم بالعزاء لجميع افراد اسرته متمنيا للرياضة العربية والسعودية كل ازدهار ويجب ان نعمل جميعاً لتحقيق اهدافه وطموحاته لنكون أوفياء للعهد.
    وقال طلعت جنيدي مسئول قطاع الرياضة بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة ومدرب كرة السلة سابقا انني اعرف الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - معرفة جيدة واتذكر حبه الشديد لكافة الرياضيين العرب وكانت امنيته في المستقبل اقامة دورة رياضية للدول الاسلامية على غرار دورة الالعاب العربية وتناقشنا في هذا الأمر اثناء انعقاد مؤتمر وزراء الشباب والرياضة للدول الاسلامية في جدة منذ عامين وكنت ممثلاً لمصر ومعي عبد العزيز الشافعي وكان - رحمه الله - قلبه مملوءاً بالحيوية والحماس الشديد وقال طلعت جنيدي ان الأمير فيصل بن فهد رجل من الطراز الأول وراعي الرياضة والرياضيين في كافة الدول العربية والاجنبية وعلى يديه تطورت الالعاب الرياضية ويرجع اليه الفضل في استمرار وصمود مسيرة دورة الالعاب الرياضية العربية حتى الآن مؤكدا ان مثل هذه البطولات تحتاج دائما الى قيادات وشخصيات بارزة ذات مواصفات خاصة وكل ذلك تجسد في شخصية الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله -.
    وقال: خلال وجودي في المملكة العربية السعودية لتدريب فرق الهلال والشباب والوحدة كان الجميع يحبونه حباً شديدا وتوجيهاته دائماً هي كيفية النهوض بمستوى كافة الالعاب الرياضية العربية لتحقيق المنافسة القوية امام دول العالم.

  12. #72
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    رحمه الله واسكنه فسيح جناته

    شكراً/جبران



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #73
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كوفي عنان


    كوفي عطا عنان ولد في 8 أبريل 1938 دبلوماسي غاني والأمين العام السابع للأُمم المتحدة. متزوج من المحامية ناني عنان ولديهما ثلاثة أطفال.

    النشأة

    ولد كوفي في مدينة كوماسي بغانا، وكوفي عنان اسم مركب، حيث تعني كلمة كوفي يوم الجمعة وتعني كلمة عنان الرابع، ويوم الجمعة هو اليوم الذي ولد فيه، والرابع هو ترتبه بين اخوته.


    كـوفي عنـان الأمين العـام للأمـم المتحـدة

    السيرة الذاتية

    يضفي كوفي عنان، الأمين العام السابع للأمم المتحدة، والذي كان قبل تعيينه بهذا المنصب وكيلا للأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، على منصب الأمين العام ثروة من الخبرة والخبرة الفنية التي اكتسبها طوال ما ينوف على ثلاثين عاما من الخدمة في المنظمة العالمية. والسيد كوفي عنان، الغاني الجنسية، والذي يتحدث الإنكليزية والفرنسية وعدة لغات أفريقية بطلاقة، عينته الجمعية العامة في 17 كانون الأول/ديسمبر لشغل هذا المنصب للفترة من 1 كانون الثاني/يناير 1997 إلى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2001.

    وقد شغل السيد عنان بالأمم المتحدة مناصب متنوعة تنوعا ملحوظا، فهي لا تركز على مسائل التنظيم - الإدارة والميزانية والمالية وشؤون الموظفين - فحسب وإنما تشمل أيضا قضايا اللاجئين وحفظ السلام. كما اضطلع بعدد من المهام الدبلوماسية الحساسة، شملت التفاوض من أجل عودة أكثر من 900 من الموظفين الدوليين إلى أوطانهم، وإطلاق سراح الرهائن الغربيين في العراق عقب غزو ذلك البلد للكويت في عام 1990؛ وبدء المناقشات بشأن صيغة "النفط مقابل الغذاء" للتخفيف من الأزمة الإنسانية في العراق؛ والإشراف على عملية الانتقال من قوة الأمم المتحدة للحماية في يوغوسلافيا السابقة إلى قوة التنفيذ الدولية بقيادة منظمة حلف شمال الأطلسي عقب إبرام اتفاق دايتون للسلام في عام 1995.

    وهذه الخبرة المكينة بالتنظيم وبشؤون حفظ السلام - وهما مجالان عظيما الأهمية لمستقبل المنظمة في مرحلة حرجة من وجودها - يكملها الالتزام القوي للأمين العام الجديد تجاه التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. وكما أعلن في خطاب له أمام الجمعية العامة عقب تعيينه، "لا بد من ظهور مفهوم جديد للسلم والأمن". وقال إن العالم قد بدأ يسلم بأن الصراع له جذور كثيرة وأن السلم يقوم على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وأن "عدم التسامح والظلم والقهر - وما يترتب عليها من آثار - لا تعرف الحدود الوطنية". وتابع حديثة على نفس الغرار قائلا "إننا ندرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن التنمية الاقتصادية المستدامة ليست مجرد مسألة مشاريع وإحصاءات. بل هي قبل كل هذا مسألة تتعلق بالناس - الناس أنفسهم واحتياجاتهم الأساسية: الغذاء والملبس والمأوى والرعاية الطبية".

    والسيد عنان بصفته أول أمين عام يأتي من بين صفوف موظفي الخدمة المدنية الدولية وقد خدم في أديس أبابا والقاهرة وجنيف والإسماعيلية (مصر) وبمقر الأمم المتحدة في نيويورك، له معرفة وثيقة بأنشطة المنظمة في الميدان، وعلى مستوى القاعدة، وكذلك بآراء الموظفين على جميع المستويات وفي مراكز العمل في جميع أنحاء العالم.

    المناصب التي شغلها بالأمم المتحدة

    في الآونة الأخيرة، أي في الفترة من 1 آذار/مارس 1993 حتى تعيينه أمينا عاما - باستثناء الفترة من 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1995 إلى آذار/مارس 1996، التي كان فيها ممثلا خاصا للأمين العام في يوغوسلافيا السابقة - تقلد السيد عنان منصب وكيل الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، وشغل لمدة عام قبل ذلك منصب الأمين العام المساعد لشؤون عمليات حفظ السلام. وفي هذه المناصب عمل على صياغة نهج جديدة للتعامل مع الأوضاع المعقدة التي اتسمت بعدم اليقين والتي سادت عالم ما بعد الحرب الباردة والذي شهد مستويات لم يسبق لها مثيل من التعاون الدولي، فضلا عن انتشار الصراع على نطاق واسع أزكت ناره تأكيدات عنيفة للهويات القومية والعرقية. وطوال هذه الفترة المتقلبة، عمل السيد عنان على تقوية قدرة المنظمة على الاضطلاع ببعثات حفظ السلام التقليدية والعمليات المتعددة المهام على السواء، وعلى الاضطلاع بمهام جديدة في مجال السلم والأمن الدوليين مثل "الانتشار الوقائي".

    ولمسايرة النمو الكبير في عدد العمليات - حيث أنشئ 26 من الـ 41 عملية التي يضمها تاريخ الأمم المتحدة بعد عام 1989، وأنشئ أغلبها بعد عام 1993 - أشرف السيد عنان على إنشاء "مركز العمليات" الذي يرصد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على مدار الساعة. كما ركز على تعزيز تأهب المنظمة للاضطلاع بعمليات حفظ السلام، فناشد الدول الأعضاء أن تضطلع بالتزامات بشأن وضع "ترتيبات احتياطية" لتوفير القوات والمعدات والموارد الأخرى. وحتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1996، كانت 62 دولة عضوا قد أكدت استعدادها لتوفير موارد احتياطية يبلغ مجموعها حوالي 000 80 فرد.

    وقد عمل السيد عنان أيضا مع الدول الأعضاء على تحسين "زمن الاستجابة" باتخاذ خطوات من أجل إنشاء مقر للبعثات المتأهبة للانتشار السريع، تخصص له أمانته وأفراده الآخرون، ومن المتوقع أن يبدأ عمله في أوائل عام 1997. ولضمان استيعاب وتطبيق الدروس المستفادة من تجارب حفظ السلام، سواء كانت ناجحة أو غير ذلك، أنشأ السيد عنان وحدة "الدروس المستفادة" داخل إدارة عمليات حفظ السلام. وسيتم عما قريب توسيع نطاق أنشطة الوحدة ليشمل الدروس المستفادة من الإدارات الأخرى - بما في ذلك إدارات الشؤون السياسية والشؤون الإنسانية وشؤون الإعلام - في مجال السلم والأمن

    كما أكد السيد عنان، بوصفه الأمين العام، التزامه بالدخول في حوار مع الدول الأعضاء بشأن أفضل استخدام ممكن لأدوات حفظ السلام، والدبلوماسية الوقائية، وبناء السلام بعد انتهاء الصراع.

    وسجل الأمين العام في مجال التنظيم واسع النطاق بنفس القدر، وما برح السيد عنان يشارك عن كثب في كامل نطاق المسائل التي تتصدر حاليا الجهود الرامية إلى إصلاح المنظمة وترشيدها وهما يمثلان أولوية يتوقع أن يعين لها مستشارا خاصا في إطار مكتبه. ومن بين المناصب التي تقلدها في الأمم المتحدة في مجال التنظيم منصب الأمين العام المساعد لتخطيط البرامج والميزانية والمالية والمراقب المالي (1990-1992)؛ والأمين العام المساعد في مكتب إدارة الموارد البشرية ومنسق الأمن لمنظومة الأمم المتحدة (1987-1990)؛ ومدير الميزانية في مكتب الخدمات المالية (1984-1987)؛ ونائب مدير شؤون الإدارة ورئيس شؤون الموظفين في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف (1980-1983). وقد استهل السيد عنان عمله في الأمم المتحدة في عام 1962 كموظف إداري وموظف ميزانية في منظمة الصحة العالمية في جنيف.

    ويعتزم السيد عنان، بوصفه الأمين العام، أن يركز بصفة خاصة على تحقيق توافق في الآراء فيما بين الدول الأعضاء بشأن الدور الذي ينبغي للأمم المتحدة أن تضطلع به في ميادين نشاطها العديدة. وكما قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب تعيينه، "إننا بحاجة إلى تشجيع الدول الأعضاء على المحافظة على إرادة مستمرة لدعم المنظمة". وأضاف قائلا إنه من المهم بالقدر ذاته ضرورة "إزالة الغموض الذي يكتنف الأمم المتحدة وعدم جعلها بهذه الدرجة من البيروقراطية والبعد عن إدراك الشخص العادي. وينبغي علينا أن نجعل المنظمة أقرب إلى عامة الناس". ومن بين أولويات السيد عنان الرئيسية الأخرى القيام بمبادرات رئيسية لحل الأزمة المالية التي تعاني منها المنظمة.

    وقد اضطلع السيد عنان، بالإضافة إلى مناصبه العادية، بعدد من المهام الخاصة. ففي الفترة من 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1995 إلى آذار/مارس 1996، عمل ممثلا خاصا للأمين العام ليوغوسلافيا السابقة.

    وعمل في هذا السياق مبعوثا خاصا لدى منظمة حلف شمال الأطلسي. وقام بهذه الصفة، عقب توقيع اتفاق دايتون للسلام في كانون الأول/ديسمبر 1995، بتنسيق دور الأمم المتحدة في تحقيق انتقال سلس في البوسنة والهرسك من قوة الأمم المتحدة للحماية في البوسنة والهرسك إلى قوة التنفيذ المتعادلة الجنسيات بقيادة منظمة حلف شمال الأطلسي. كما أشرف على إنشاء عمليات حفظ السلام الثلاث التي تلت ذلك في يوغوسلافيا السابقة.

    وعقب قيام العراق بغزو الكويت، في عام 1990، أوفد الأمين العام السيد عنان إلى العراق لتيسير عودة أكثر من 900 من الموظفين الدوليين إلى أوطانهم ولإجراء مفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن الغربيين. وأثناء وجوده هناك، ساعد السيد عنان على تركيز الاهتمام على محنة أكثر من 000 500 من الآسيويين كانوا محصورين في العراق والكويت بسبب اندلاع الأعمال الحربية. وفي وقت لاحق، كان السيد عنان هو أول من شجع حكومة العراق على مناقشة مسألة بيع النفط لتمويل مشتريات المعونة الإنسانية، وترأس أول فريق للأمم المتحدة للتفاوض مع العراق لتحقيق هذه الغاية. وقد أثمرت تلك المبادرة منذ ذلك الحين اتفاق عام 1996 بين حكومة العراق والأمم المتحدة بشأن تنفيذ صيغة "النفط مقابل الغذاء" وفقا لقرار مجلس الأمن 986 (1995).

    وإلى جانب مناصبه الرسمية، شارك السيد عنان طويلا في مجالات التعليم ورعاية وحماية الموظفين الدوليين. وأسهم في عمل مجلس التعيين والترقية والفريق الرفيع المستوى للاستعراض (وقد رأس كليهما)؛ وفي المجلس الإداري والتنظيمي والمالي؛ وفي فرقة عمل الأمين العام المعنية بحفظ السلام؛ وفي الصندوق المشترك للمعاشات التقاعدية لموظفي الأمم المتحدة. كما عمل رئيسا لمجلس أمناء المدرسة الدولية للأمم المتحدة في نيويورك (1987-1995) ومحافظا للمدرسة الدولية في جنيف (1981-1983).

    الخلفية والتعليم

    درس السيد عنان في جامعة العلوم والتكنولوجيا في كوماسي بغانا، وأكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد في كلية ماك ألستر في سانت بول، مينيسوتا (1961). وفي الفترة من 1961 إلى 1962، أجرى دراسات عليا في الاقتصاد بالمعهد الجامعي للدراسات العليا الدولية في جنيف. وكحاصل على زمالة "سلون" في الفترة 1971-1972 في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نال درجة ماجستير العلوم في الإدارة. وقد ترك السيد عنان العمل بالأمم المتحدة مدة عامين، من 1974 إلى 1976، شغل خلالها منصب مدير عام الشركة الغانية لتنمية السياحة، حيث عمل في وقت واحد في مجلس إدارتها وفي مجلس مراقبة السياحة الغاني. ويعمل الأمين العام حاليا في مجلس أمناء كلية ماك ألستر، التي منحته في عام 1994 جائزة الخدمة المتميزة للأمناء تكريما له لجهوده في خدمة المجتمع الدولي. وهو أيضا عضو في مجلس أمناء معهد المستقبل، في مينلو بارك بكاليفورنيا.


    تكريم كوفي عنان بإطلاق اسمه على وحيد قرن .. في كينيا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أطلقت منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الحيوانات اسم الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان على وحيد قرنٍ ولد قبل بضعة أيام في كينيا تكريماً له.
    ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، عن مسؤولين في المحمية قولهم إن إطلاق اسم الأمين العام السابق للأمم المتحدة على صغير حيوان وحيد القرن لم يكن الرغبة في إجراء مقارنة بين الاثنين. وأشار هؤلاء إلى أن عنان، الذي يتوسط بين الرئيس مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا أودينغا بسبب الاختلاف على نتائج الانتخابات التي جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قد يكون بحاجة ل"جلد سميك" وأن يتمتع بالصبر والجلد من أجل دفع المفاوضات الصعبة قدماً بينهما. وقال هؤلاء "إن كوفي عنان ذا الجلد السميك قد يمضي سنوات في البرية". وتهدف الإستراتيجية الجديدة إلى زيادة عدد حيوانات وحيد


    كوفي أنان في اليوم العالمي لمكافحة التصحّر:
    المشكلة تهدد حياة أكثر من مليار إنسان



    وجّه الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، رسالة في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحّر في 17 حزيران، حذّر فيها من أن حياة أكثر من مليار إنسان مهددة بسبب توسع رقعة التصحّر في العالم، لافتاً الى أن 135 مليون إنسان هم عرضة لترك أراضيهم جراء تدهور الأراضي. وجاء في الرسالة:
    "يتزامن اليوم العالمي لمكافحة التصحّر هذه السنة مع مرور عشرة أعوام على تأسيس ميثاق الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر الذي يلعب دوراً أساسياً في المساعي الدولية للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وأهداف الألفية للتنمية.
    ان هذا الميثاق هو الأداة الوحيدة المعترف بها دولياً والملزمة قانونياً، والذي يطرح مشكلة تدهور الأراضي في المناطق الريفية الجافة. كما وأنه يتمتع بعضوية عالمية في 191 منظمة وقادر على توجيه الموارد المحتاجة في مشاريع تهدف الى مكافحة المشكلة وفي افريقيا تحديداً من خلال مرفق البيئة العالمي.
    ان الأضرار الناتجة عن التصحّر كبيرة وواضحة، فهي تهدد خصوبة الأرض وتلحق ضرراً بالإنتاج الى حد يصل الى 50 في المئة في بعض المناطق، كما تسهم في تفاقم المجاعة والفقر وقد تؤدي الى حصول توتر على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتي يمكن أن تؤدي الى النزاعات والمزيد من الفقر وتدهور الأراضي. تكشف التقديرات الحالية أن التصحّر يهدد حياة أكثر من مليار إنسان وبالتالي فإن 135 مليون إنسان هم عرضة لترك أراضيهم.
    ان الرفيين الفقراء، خصوصاً في البلدان النامية، مهددون أكثر من غيرهم. وللتعرّف على الحاجات الملحّة لمواجهة العواقب البعيدة الأمد لهذه المشكلة، فقد أعلنت الجمعية العامة سنة 2006 السنة العالمية للصحراء والتصحّر.
    لمناسبة مرور عشرة أعوام على تبني الاتفاقية، أود أن أهنئ جميع المعنيين على إنجازاتهم خلال العقد المنصرم وأن أشجعهم على تأكيد وتمتين التزامهم قمة الريو للأرض ومعاهدة الأمم المتحدة لمحاربة التصحّر. إنني أتطلّع قدماً للعمل مع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية وآخرين للتركيز على المسائل الأساسية وجعل كل يوم يوماً لمكافحة التصحّر ووضع العالم في مسار أكثر أماناً واستدامة التنمية"

  14. #74
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    جلالة السلطان قابوس

    جلالة السلطان المعظم ' هو اللقب الرسمي لسلطان عُمان قابوس بن سعيد بن تيمور البوسعيدي " هو رأس الدولة ورئيسها والسلطة العليا والنهائية لها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة.


    المولد و النشأة

    ولد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ، سلطان عمان ، في مدينة صلالة بمحـافظة ظفار في 18 شوال 1360هـ الموافق 18 نوفمبر 1940 (1940-11-18) (العمر 67 سنة)، وهو في الترتيب يعد السلطان الثامن المنحدر من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة البوسعيد.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في شبابه
    و في طفولته تلقى مبادئ اللغة العربية و الدين الإسلامي على أيدي أساتذة مختصين كل في مجاله، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة، و في سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى إنجلترا حيث واصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة هي مدرسة (سافوك) الشهيرة، ثم إلتحق في عام 1379هـ الموافق1960م بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية كضابط مرشح، حيث أمضى فيها عامين من عمره درس خـلالها العلوم العسكرية وتلقى فنون الجندية ، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية - قبل الوحدة الألمانية - حيث أمضى ستة أشهر كمتدرب في القيادة العسكرية.

    بعد أن أتم تلك الفترة الهامة ، والتي شكلت خبراته العسكرية للمراحل التي تلت، عاد إلى بريطانيا حيث درس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة. ثم هيأ له والدة الفرصة التي شكلت جزءاً من اتجاهه بعد ذلك، فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة اشهر، زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة.

    وعلى امتداد السنوات الست التالية التي تلت عودته ، تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الإسلامي، وكـل ما يتصل بتاريخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور. وقد أشار في أحد أحاديثه - القليلة - إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الاسلامي وتاريخ وثقافة عمان ، كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العماني والإنسانية عموماً. كما أنه قد استفاد كثيراً من التعليم الغربي الذي تلقاه وخضع لحياة الجندية ولنظام العسكرية في بريطانيا ، ثم كانت لديه الفرصه في السنوات التي تلت عودته إلى صلالة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم.


    قابوس سلطاناً

    بعد عودته بأفكار جديدة للإصلاح، فوجئ قابوس بوالده الذي يضعه في شبه عزلة تامة بعيداً عن الحل و العقد في أمور الدولة، الأمر الذي لا يتناسب مع مكانته كولي للعهد.
    الشيوعية تزداد قوة، و تكاد توشك على الإطاحة بحكم آلبوسعيد إلى الأبد، أدرك قابوس أن الحل لن يكمن في والده سعيد بن تيمور فأنقلب على أبيه، و وثب على الحكم ليبدأ تصحيح الأمور.
    وصل قابوس بن سعيد الحكم في وضع كانت معه سلطنة عمان ترزح تحت وطأة الفقر والتخلف، و واقعة بين فكي حرب أهلية ضروس بسبب ثورة ظفار الشيوعية ضد والده، لكنه تمكن من إخماد الثورة بعد خمس سنوات، و ثبت أركان حكمه جيداً ، كما شرع بإتخاذ الخطوات التي من شأنها وضع نظام أساسي للدولة وكذلك إعمار السلطنة مستعيناً بمساعدات وخبرات خارجية، و من ثم بالإستعانة بعائدات النفط العماني.



    رؤية الدولة العمانية الحديثة


    استفاد قابوس من سفراته المتعددة واحتكاكه بالعالم الخارجي ففهم طبيعة ودوافع الثورة على والده، كما أنه تفهم طبيعة المجتمع العماني التي تقدم الولاء للقبيلة على أي ولاء آخر - ولذلك كانت القبائل العمانية متناحرة - ( أنظر مقالة : قبائل سلطنة عمان)، فاستفاد من الأمرين لتقديم نفسه كبديل متوازن عن والده، يجمع بين اتساع الأفق، و بين تقليدية أركان المجتمع. و جاء هو نفسه بإنقلاب على أبيه.
    كما أنه أدرك وضع العمانيين المتردي خلال جولاته في الجزيرة العربية، فعزم على انتشال السلطنة من وهدتها، و الإرتقاء بالعمانيين، دون تهديد الحكم الشيوعي الذي كاد يقضي على حكم أسرته.
    و في هذا الغرض الذي أجمع عليه العمانيون على اختلاف مشاربهم و انتماءاتهم السياسية و القبلية قال في خطبة له بمناسبة العيد الوطني العماني الثاني 1972:
    "إن هدفنا السامي هو إعادة أمجاد بلادنا السالفة. هدفنا ان نرى عمان وقد استعادت حضارتها الآفلة وقامت من جديد واحتلت مكانتها العظيمة بين شقيقاتها العربيات في النصف الثاني من القرن العشرين، وأن نرى العماني يعيش على أرضه سعيدا وكريماً."
    فقابوس لم يكتف بالوثوب على السلطة و قمع الثورة في خمس سنوات، بل إنه بدأ حركة عملاقة للرفع من شأن عمان بالعمل، فأعاد لم شتات العمانيين بعد أن كانوا مشتتين سعياً وراء العيش الكريم، و ضمن لهم العيش الكريم اللائق، كما عمر البلاد، وأنشأ بنيتها التحتية، مستعيناً في ذلك بعدد من مصادر التمويل كان منها النفط العماني الذي اكتشف في وقت متأخر. فتوفرت الأموال لرفع مستوى الحياة في دولة كانت تفتقر أدنى مقومات العيش الكريم، فلم تعرف السلطنة قبله البنية التحتية ، ولم تكن هناك الكثير من الطرق المرصوفة والمستشفيات والمدارس و لم يكن العمانيين يتمتعون بأدنى المقومات الطبيعية للعيش التي تتمتع بها الدول المجاورة الأخرى.
    جاء قابوس بمشروع طموح للوصول ببلاده من حالة الخراب البلقع إلى حالة الدولة، وأصاب نجاحاً كبيراً جداً في مشروعه. فعمان التي تتطور بهدوء و بطء تتطور بثقة.
    و لأنه على علم عميق بلعبة التوازنات القبلية في عمان، و بالولاءات القبلية، و الإرتباط المباشر بالحاكم اعتمد السلطان قابوس منذ بدايات حكمه عادة الجولات السنوية والتي تستمر حوالي 60 يوماً يمر خلالها على محتلف أرجاء السلطنة، والتي يحاول من خلالها أن يلتقى وجهاً لوجه بأفراد شعبه حتى يستمع إليهم مباشرة لمتابعة مطالبهم ومتابعة الإنجازات التي تمت وتحديد المطلوب إنجازه، و يتواصل فيها مباشرة مع الوجوه و الزعماء رجلاً لرجل.
    وبهذا ضمن قابوس سيطرته المطلقة على كل أمور الدولة العمانية، و ارتباط كل أمورها به، و بقاء آثاره في كل أجزاءها ومنها سلاسل مساجد السلطان قابوس المنتشرة في طول البلاد وعرضها، و الطرق و المنشآت المسماة باسمه.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اهتماماته و هواياته

    لعل اهتمام السلطان قابوس بدفع عمان إلى حالة متقدمة من المعاصرة مع الإبقاء على الأصالة العمانية التقليدية بحيث لا تفقد عمان هويتها ، وفي إطار ذلك يكون اهتمام قابوس بالثقافة هو الشيء الأبرز، و الذي ترك آثاره الواضحة في عمان، فبفضل قراره أصبح لدى السلطنة أوركسترا سلطانية من عازفين و عازفات على مستوى عالٍ من التدريب.

    كما رعت مؤسسات الدولة مشروعاً ضخماً لتوثيق تاريخ عُمان منذ فجر التاريخ، و مشاريع ثقافية أخرى كثيرة.

    وللسلطان قابوس اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة، حيث يظهر ذلك جليا في الدعم الكبير والمستمر للعديد من المشروعات الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.

    ومن أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر، موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية ، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن سواء في السلطنة أو في عدد من الدول العربية، وكذلك بعض مشروعات جـامعة الأزهر، وجامعة الخليج وعدد من الجامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن (جـائزة السلطان قابوس لصون البيئة) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع دراسة طريق الحرير والنمر العربي والمها العربي و غيرها.

    وعن هواياته يتحدث السلطان فيقول: منذ طفولته كان يهوى ركوب الخيل ، فيذكر أنه قد وضع على ظهر حصان وهو في الرابعة من عمره، ومنذ ذلك الحين وهو يحب ركوب الخيل ولهذا توجد الإصطبلات السلطانية التي تعنى بتربية وإكثار الخيول العمانية الأصيلة وإفتتح مدارس الفروسية التي تضم بين تلاميذها البنين والبنات، كما أن الرماية أيضاً من الهوايات المحببه له كونه تدرب عسكرياً ، ويؤكد أن هذه الهواية تعد جزءاً مهماً لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة ، كما يحب تجربة لكل ما هو جديد من أسلحة في القوات المسلحة العمانية، سواء كان ذلك السلاح بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل بالنسبة له، وكذلك ـ كنوع من الترفيه ـ يستخدم أحياناً القوس والنشاب.

    هناك هوايات أخرى كالمشي، فهو يحب المشي منذ الصغر، قبل الذهاب إلى النوم ويقضي وقتاً بالمشي على البحر فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة للتفكير في شؤون الدولة، كذلك يهوى التصوير، وكانت لديه هواية رسم المناظر الطبيعية في وقت من الأوقات، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان له بممارسة هذه الهوايات، والقراءة أيضا كونها هواية قديمة بالنسبة له، إلا أنها أصبحت جزءاً من العمل، وأصبح من الصعب مطالعة الكتب كهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية.

    وأيضاً فإن من الهوايات المحببة لديه علم الفلك ومراقبة الكواكب، حيث يملك مرصداً صغيراً ، وعندما تكون الفرصة سانحة في الليالي المناسبة حسب النشرات الفلكية قهو يقضي بعض الوقت في مراقبة هذه الكواكب.

    كما أنه يمارس لعبة التنس، ويحب متابعتها، وكذلك ألعاب القوى.


    سياسته الخارجية

    تلتزم عمان عادة سياسة الحياد فلا تتدخل في النزاعات بين جيرانها،أو النزاعات الخارجية الدولية، عملاً بقاعدة "لا ضرر و لا ضِرار". إلا أنها تحتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية و دول العالم بشكل عام ، وتشارك في المؤتمرات الدولية ولها ممثل في جامعة الدول العربية.
    و للسلطنة مواقف قوية في مجلس التعاون الخليجي و خط سياسي خاص ينبع مما تمليه مصالح السلطنة.
    السلطنة تعيش شبه عزلة سياسية بسبب إيمان السلطان قابوس بأن " من يتدخل - على المستوى الدولي - في شأن ليس من شأنه كأنهما ينعق في واد غير واديه" ، لكن هذا لم يمنع السلطان قابوس من رعاية اتفاقات الهدنة بين شطري اليمن المتحاربين في 1994، كما لم يمنع السلطنة من توقيع عدد كبير من الإتفاقيات السياسية والعسكرية والاقتصادية مع جيرانها وغيرهم، على أنها تبقى بلداً هادئاً جداً، لا يسمع صوته.
    بشكل عام فإن سياسات السلطنة تتجنب التورط في معارضة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، و لا تخضع لها في الوقت عينه.
    و عمان تعلن موقفاً واضحاً من قضيتي فلسطين و العراق لا يشذ عن الموقف العربي العام من هاتين القضيتين.


    التقدير الدولي

    السلطان قابوس محط اهتمام دولي بسياساته الحكيمة و الحذرة، كما بمشاريعه الإصلاحية المهمة، و دوره في رعاية المشاريع الثقافية، و نتيجة لهذا الاهتمام صدر عنه الكثير من الكتب التي تناولت سيرته أو سيرة الدولة الحديثة في عمان، و منها كتاب من تأليف كاتب روسي ، يشيد فيه بالإنجازات التي تمت في عهد قابوس. الكتاب أسمه « مصلح على العرش » صدر بالروسية و تُرجم إلى عدة لغات منها العربية.




    حكام عُمان

    أحمد بن سعيد البوسعيدي - سعيد بن أحمد بن سعيد - سلطان بن أحمد بن سعيد - ثويني بن سعيد بن سلطان - سالم بن ثويني بن سعيد - عزان بن قيس بن عزان - تركي بن سعيد بن سلطان - فيصل بن تركي بن سعيد - تيمور بن فيصل - سعيد بن تيمور - قابوس بن سعيد

  15. #75
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فضيلة الدكتور عبدالرحمن السديس
    الشيخ عبد الرحمن السديس امام الحرم المكي الشريف يتلوا القرآن الكريم على رواية حفص عن عاصم ، عبدالرحمن السديس هو أبو عبد العزيز عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله الملقب بالسديس ، ولد في الرياض عام 1382هـ وهو من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم


    نشأته ودراسته

    نشأ في الرياض والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية‚ ثم بمعهد الرياض العلمي حفظ القرآن في سن الثانية عشرة درسه في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض ، تخرج في المعهد عام 1399هـ بتقدير (ممتاز) ومن ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج فيها عام 1403هـ فاز بجائزة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم الفرع الأول عام 1400.


    عمله

    عين معيداً في كلية الشريعة بعد تخرجه فيها في قسم اصول الفقه واجتاز المرحلة التمهيدية المنهجية بتقدير ممتاز ، عمل اماماً وخطيباً في عدد من مساجد مدينة الرياض‚ كان آخرها مسجد الشيخ عبدالرزاق العفيفي ، عمل اضافة إلى الاعادة في الكلية مدرساً في معهد امام الدعوة العلمي.

    في عام 1404هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه اماما وخطيبا في المسجد الحرام وقد باشر عمله في شهر شعبان من العام نفسه يوم الأحد الموافق 22/8/1404هـ في صلاة العصر وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه بتاريخ 15/9‚ وفي عام 1408هـ حصل على درجة «الماجستير» بتقدير «ممتاز» من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «قسم أصول الفقه» عن رسالته «المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي»‚ وقد حظيت أولاً باشراف فضيلة الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي عليها‚ ونظراً لظروفه الصحية فقد أتم الاشراف فضيلة الشيخ د‚ عبدالرحمن الدرويش‚ انتقل للعمل ــ بعد ذلك ــ محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة حصل على درجة «الدكتوراه» من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير «ممتاز» مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة «الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق» وكان ذلك عام 1416هـ‚ وقد أشرف على الرسالة الاستاذ احمد فهمي أبو سنة‚ وناقشها معالي الشيخ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي‚ والدكتور علي بن عباس الحكمي رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة عين بعدها استاذا مساعدا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى

    أعماله الدعوية

    يقوم بجانب عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام حيث صدر توجيه كريم بذلك عام 1416هـ ووقت التدريس بعد صلاة المغرب في فنون العقيدة والتفسير والحديث مع المشاركة في الفتوى في مواسم الحج وغيره. وله عدة مشاركات في الإذاعات الدينية .. وتحظى برامجه بالقبول -ولله الحمد - وهو نشط ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل على مستوى العالم ويحظى بشعبية كبيرة . فله عدة سفرات إلى بلدان شتى في بقاع العالم الغربي والشرقي ليلتقي بالجاليات الإسلامية . وقد منع من الدخول إلى كندا لإقامة ملتقاه السنوي مع الجاليات .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ السديس في احدى زياراته الخارجية

    السديس امام وخطيب المسجد الحرام هذا الاسم الذي يعرفه المسلمون
    في مشارق الارض ومغاربها اكثر من عقدين من الزمان وهو يام المصلين بحفظه لكتاب
    الله عز وجل وترتيله له وندرت اخطائه في ايات الله لا يمكن ان
    تسال صغير او كبير او سعودي او اجنبي من المسلمين عن هذا الامام الا وتجد كلمة ماشاء الله عليه امام كل كلمه تقال عنه


  16. #76
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ بن باز رحمه الله

    هو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز. وُلد في ذي الحجة سنة 1330هـ
    22 نوفمبر 1912 إلى 14 مايو 1999 في مدينة الرياض

    طلبه للعلم

    حفظ القران الكريم قبل سن البلوغ واشتغل بطلب العلم للعلماء في الرياض، عُين في القضاء عام 1350هـ ولم ينقطع عن طلب العلم حيث لازم البحث والتدريس . وقد عني عناية خاصة بالعلم الذي هو جل ما تربى عليه وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه

    لم يكن الشيخ يحفظ شيئاً من أمهات الكتب. إذ لما سألته مجلة المجلة تحفظون عن ظهر قلب عدداً من أمهات الكتب قال لا، لا أحفظها. قرأنا الكثير ولكن لا أحفظ منها الشيء الكثير، قرأنا البخاري ومسلم مرات، قرأنا سنن النسائي وسنن أبي داود وما أكملناهما. قرأنا سنن ابن ماجه لكن ما أكملناه. قرأنا جملة كبيرة من المسند أي مسند أحمد والدارمي وصحيح ابن قتيبة يقصد صحيح ابن خزيمة


    شيوخه

    تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم:

    محمد بن إبراهيم ال الشيخ قاضي الرياض.
    صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
    الصوفي حمد كمال آل القرش الحوتي.
    سعد بن حمد بن عتيق1قاضي الرياض.
    حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض.
    محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ التميمي مفتي المملكة العربية السعودية، وقد لازم حلقاته نحوا من عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ.
    سعد وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة أخذ عنه علم التجويد في عام 1355هـ.


    الأعمال التي زاولها

    صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ،ثم مفتيا عاما للملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء،وكان نائبه في رئاسة هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الرزاق عفيفي،وبعد وفاته أصبح المغتي العام الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ نائبًا له.
    رئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي أصدرت هذه الفتاوى،وكان نائبه المفتي الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ.
    رئيسا وعضوا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
    رئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد.
    رئيسا للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
    عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
    عضوا في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية.
    ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقد كان يلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح صفة ملازمة له .



    فقده لبصره

    كان سماحة الشيخ عبد العزيز - رحمه الله - مبصرا في أول حياته، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم أشد الاستفادة، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والحرص على معالي الأمور، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة، مما كان له أعظم الأثر، وأكبر النفع في استمراره.

    ومما ينبغي أن يعلم أن سماحة الشيخ عبد العزيز - رحمه الله- قد استفاد من فقده لبصره فوائد عدة نذكر على سبيل المثال منها أربعة أمور:

    الأمر الأول: حسن الثواب، وعظيم الأجر من الله سبحانه وتعالى، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه في حديث قدسي أن الله تعالى يقول: إذا ابتليت عبدي بفقد حبيبتيه عوضتهما الجنة (البخاري).

    الأمر الثاني: قوة الذاكرة، والذكاء المفرط: فالشيخ - رحمه الله - حافظ العصر في علم الحديث فإذا سألته عن حديث من الكتب الستة، أو غيرها كمسند الإمام أحمد والكتب الأخرى تجده في غالب أمره مستحضرا للحديث سندا ومتنا، ومن تكلم فيه، ورجاله وشرحه.

    الأمر الثالث: إغفال مباهج الحياة، وفتنة الدنيا وزينتها، فالشيخ - رحمه الله - كان متزهدا فيها أشد الزهد، وتورع عنها، ووجه قلبه إلى الدار الآخرة، وإلى التواضع والتذلل لله سبحانه وتعالى.

    الأمر الرابع: استفاد من مركب النقص بالعينين، إذ ألح على نفسه وحطمها بالجد والمثابرة حتى أصبح من العلماء الكبار، المشار إليهم بسعة العلم، وإدراك الفهم، وقوة الاستدلال وقد أبدله الله عن نور عينيه نورا في القلب، وحبا للعلم، وسلوكا للسنة، وسيرا على المحجة، وذكاءً في الفؤاد.



    المكانة العلمية لأسرته

    وأسرة آل باز معروفة بالعلم والفضل، والزهد والورع ويغلب على بعض أفرادها العناية بالتجارة، وعلى بعضها العناية بالزراعة، ولعل من أبرز علماء هذه الأسرة الشيخ عبد المحسن بن أحمد بن عبد الله بن باز - رحمه الله - المتوفى سنة 1342 هـ، كانت له دراية تامة في الفقه، واطلاع واسع على العلوم الشرعية، ومحبة لطلبة العلم والاعتناء بهم، مع حسن الأخلاق، وكريم الشمائل، وطيب التعليم والتدريس.

    ومن العلماء البارزين من تلك الأسرة، الشيخ مبارك بن عبد المحسن بن باز المكنى " بأبي حسين " وهو من كبار حملة العلم المعروفين بالعلم والفضل وحسن السيرة، وكان والده الشيخ / عبد المحسن - رحمه الله - هو قاضي بلدة الحلوة فقرأ عليه في بعض العلوم الشرعية في أول طلبه للعلم، ثم لما توفي والده، تولى القضاء بعده، ثم نقل بعد ذلك إلى قضاء عدة بلدان منها بيشة والأرطاوية ورنية.

    ولما تولى الملك عبد العزيز - رحمه الله - على الحجاز عينه قاضيا في الطائف، والشيخ مبارك - رحمه الله - يعتبر أحد العلماء الذين بعثهم الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى مكة لكي يناظروا علمائها ويناقشوهم في مسائل تتعلق بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وقد أبلى الشيخ مبارك - رحمه الله - في ذلك بلاء حسنا وكانت له اليد الطولى في تبيين بعض المسائل وإيضاحها، وظهر الحق إلى جانب علماء الدعوة.

    وخلاصة القول أن الطابع الغالب على هذه الأسرة، هو طابع الجد في ممارسة الخير، سعيا في نشدان الكسب الحلال، والمذاكرة الحيّة في مسائل الدين، مع الالتزام بالفضائل والأخلاق الحميدة - رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم، وجعل منهم العلماء الصالحين.



    من أخلاق بن باز

    كانت للشيخ هيبة فيها عزة العلماء مع عظيم مكانتهم وكبير منزلتهم، وهذه الهيبة قذفها الله في قلوب الناس، وهي تنم عن محبة وإجلال وتقدير له، لا من خوف وهلع وجبن معه، بل إن الشيخ - رحمه الله - قد فرض احترامه على الناس، بجميل شمائله وكريم أخلاقه، مما جعلهم يهابونه حياء منه، ويقدرونه في أنفسهم أشد التقدير.

    ومما زاد هيبته أنه ابتعد عن ساقط القول، ومرذول اللفظ، وما يخدش الحياء أشد الابتعاد، فلا تكاد تجد في مجلسه شيئا من الضحك إلا نادرا ولماما، بل كنت تجد مجالسه عامرة بذكر الله، والتفكر والتأمل في الدار الآخرة.

    ومع هذه المكانة العظيمة، والمنزلة السامية، والهيبة، فإنه آية في التواضع، وحسن المعاشرة، وعلو الهمة، وصدق العزيمة، مع عزة في النفس، وإباء في الطبع، بعيد كل البعد عن الصلف والتكلف المذموم كأنه وضع بين نصب عينيه قوله تعالى: {وما أنا من المتكلفين}.

    لعل من أبرز ما تميز به شيخنا - رحمه الله - الزهد في هذه الدنيا، مع توفر أسبابها، وحصول مقاصدها له، فقد انصرف عنها بالكلية، وقدم عليها دار البقاء، لأنه علم أنها دار الفناء، متأسيا بزهد السلف الصالح - رحمهم الله - الذين كانوا من أبعد الناس عن الدنيا ومباهجها وزينتها الفانية، مع قربها منهم، فالشيخ - رحمه الله -كان مثالا يحتذي به، وعلما يقتدى به، وقدوة في الزهد والورع وإنكار الذات، والهروب من المدائح والثناءات العاطرة، وكم من مرة سمعته في بعض محاضراته، حين يطنب بعض المقدمين في ذكر مناقبه وخصاله الحميدة، وخلاله الرشيدة، يقول: "لقد قصمت ظهر أخيك، وإياكم والتمادح فإنه الذبح، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون" بمثل هذه الكلمات النيرة، والتوجيهات الرشيدة نراه يكره المدح والثناء كرها شديدا، وهذا يدل على زهد في القلب وعفة في الروح، وطهارة في الجوارح، وخشية للمولى جل وعلا.



    فصاحته وخطابته

    يعد الشيخ بن باز ـ رحمه الله ـ من أرباب الفصاحة، وأساطين اللغة وخاصة في علم النحو، وفي علوم اللغة العربية كافة.

    وفصاحته تبرز في كتاباته ومحادثاته، وخطبه ومحاضراته وكلماته، فهو ذو بيان مشرق، ونبرات مؤثرة حزينة، وأداء لغوي جميل، ويميل دائما إلى الأسلوب النافع الذي كان عليه أكثر أهل العلم وهو الأسلوب المسمى "السهل الممتنع" فتجده - رحمه الله - من أكثر الناس بعدا عن التعقيد والتنطع في الكلام والتشدق في اللفظ والمعنى، والتكلف والتمتمة، بل هو سهل العبارة، عذب الأسلوب، تتسم عباراته وكتاباته بالإيجاز والإحكام والبيان.

    ومن نوافل الأمور أن يقدر القارئ الكريم ثقافة الشيخ - رحمه الله - في اللغة والأدب وحسن البيان، لأن معرفة ذلك وإتقانه من الأسس الرئيسية في فهم آيات الكتاب ونصوص السنة النبوية، ومعرفة مدلولات العلماء، ولهذا كان الشيخ - رعاه الله - متمكنا مجيدا للخطابة والكتابة.

    والشيخ – رحمه الله ـ خطيب مصقع، وواعظ بليغ سواء في محاضراته الكثيرة النافعة أو تعقيباته على محاضرات غيره، ومن مميزاته وخصائصه الخطابية قدرته على ترتيب أفكاره حتى لا تتشتت، وضبطه لعواطفه حتى لا تغلب عقله، ثم سلامة أسلوبه، الذي لا يكاد يعتريه اللحن في صغير من القول أو كبير، وأخيرا تحرره من كل أثر للتكلف والتنطع.

    وكان الشيخ عبد العزيز – رحمه الله - صاحب بصيرة نافذة، وفراسة حادة، يعرف ذلك جيدا من عاشره وخالطه، وأخذ العلم على يديه. ومما يؤكد على فراسته أنه يعرف الرجال وينزلهم منازلهم، فيعرف الجادّ منهم في هدفه ومقصده من الدعاة وطلبة العلم فيكرمهم أشد الإكرام، ويقدمهم على من سواهم، ويخصهم بمزيد من التقدير ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائما، وله فراسة في معرفة رؤساء القبائل والتفريق بين صالحهم وطالحهم، وله فراسة أيضا في ما يعرض عليه من المسائل العويصة، والمشكلات العلمية؛ فتجده فيها متأملا متمعنا لها، تقرأ عليه عدة مرات، حتى يفك عقدتها، ويحل مشكلها، وله فراسة أيضا في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبارة ووصول المقصد إن كان المستفتي عاميا من أهل البادية، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على الترجيح في المسألة، أطال النفس في جوابه مع التعليلات وذكر أقوال أهل العلم، وتقديم الأرجح منها، وبيان الصواب بعبارات جامعة مانعة.



    قوة حافظته

    ومما تميّز به سماحته - رحمه الله - قوة الحافظة، وسرعة البديهة، واستحضار مسائل العلم بفهم واسع، ووفرة في العلم، وشدة في الذكاء، وغزارة في المادة العلمية، فهو - رعاه الله - صاحب ألمعية نادرة، ونجابة ظاهرة.

    وإن نعمة الحفظ، وقوة الذاكرة، هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنه من طلبه للعلم، وازدياد ثروته العلمية، المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم، مما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة.

    ومما يؤكد على ذلك أنه ربما سُئِلَ عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فيجيب عليها مع تخريجها والتكلم على أسانيدها ورجالها، وذكر أقوال أهل العلم فيها، وهو ممَّن منَّ الله عليه بحفظ الصحيحين واستحضارهما، ولا يكاد يفوته من متونهما شيء.

    ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافظته وحضور بديهته، أنه في كلماته ومحاضراته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال أهل العلم الشرعية، يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها، وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء، تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها مبينا الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول.

    وثم أمر آخر يؤكد قوة حافظته أنه يميز بين أصوات محبيه الذين يقدمون للسلام عليه، مع كثرتهم عددهم، وقد حدَّثني بعض من عاصر الشيخ قديما وحديثا أنني قدمت للسلام عليه بعد مدة من الزمن طويلة، فبادرته بالسلام، فعرفني من أول وهلة، ورد عليَّ السلام مناديا باسمي، وهذا دأبه في أغلب من يقدمون عليه للسلام.

    وأيضا مما يؤكد قوة ذاكرته أنك تجده يورد القصص القديمة التي حصلت قبل ستين سنة أو أكثر كأنه مطلع عليها، ينظر إليها ويتأمل في أمرها، وهذا أمر معلوم عند من خالط الشيخ وعرفه تمام المعرفة.



    مؤلفاته وآثاره العلمية

    لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة تنوعت بين كتب في العقيدة الإسلامية بأنواعها وأقسامها المختلفة، ونبه إلى البدع والمنكرات، وألف في الفقه وأصوله وقواعده، وفي العبادات والمعاملات والبيوع المحرمة، وكتب في الحديث وأصوله ومصطلحاته، وفي الأذكار وفوائدها.

    وفي التراجم، وعن المرأة المسلمة ودورها في بناء المجتمع، وإنقاذها من براثن الكفر والشبه الضالة، وفي التشريع والجهاد في سبيل الله، وفي فضل الدعوة إلى الله، ومسئولية الشباب المسلم، وفي الحض على الزواج المبكر، كما أنه كتب كتبا تدفع المطاعن والشبهات في الدين، وكتب في الغزو الفكري، والقومية العربية، والحداثة الشعرية. فهذه الكتب المتنوعة يجمعها صدق النصيحة، مع صدق العبارة، مع الأسلوب الواضح المفهوم لخاصة الناس وعامتهم، فنفع الله بهذه المؤلفات نفعا عظيما، حتى أن كثيرا منها قد ترجم لعدة لغات ؛ لكي يستفاد منه، حتى أنني رأيت بعض كتب سماحته - في أدغال أفريقيا - وقد وصلت إلى كل بقعة من العالم الإسلامي ويحكي لي بعض الأساتذة المصريين: أنه رأى في معرض الكتاب الدولي في القاهرة صفا طويلا فاستغرب لهذا المنظر الغريب، والأمر العجيب، فأخذه حب الاستطلاع إلى الوقوف مع الناس، فإذا به يفاجأ بأن الصف من أجل أنه يوزع كتاب "التحذير من البدع" لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - يقول: فكبرت بأعلى صوتي وقلت: "جاء الحق وزهق الباطل".

    وهكذا - يهيئ الله لمن أخلص نيته، وأحسن قصده، القبول في جميع الأرض، وعند جميع طبقات العالم الإسلامي.

    وإليك بعضاً من مؤلفاته رحمه الله:

    أولاً: الرسائل الكبيرة والمتوسطة.

    1- الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب.

    2-الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض.

    3- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين.

    4- الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته.

    5- بيان معنى كلمة لا إله إلا الله.

    6-التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة.

    7-- تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل.

    8- العقيدة الصحيحة وما يضادها.

    9- الدعوة إلى الله.

    10-تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد.

    11-وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها.

    12-الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة.

    13-الرسائل والفتاوى النسائية: اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري.

    14-الفتاوى.

    15-فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين.

    16-فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.

    17-فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند.

    18-فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة.

    19-فتاوى وتنبيهات ونصائح.

    20-الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.

    21-مجموع فتاوى ومقالات متنوعة أشرف على تجميعه وطبعه د. محمد بن سعد الشويعر. من ا - 12 طبعة دار الإفتاء.

    22-مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء.

    23-مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية.

    24-نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع.

    25-وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    26-وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها.

    27- شرح الأصول الثلاثة.



    ثناء العلماء عليه

    يقول سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن سليمان بن منيع - رعاه الله - قاضي التمييز بمكة المكرمة وعضو هيئة كبار العلماء.

    إن الحديث عن سماحة شيخنا الجليل تنشرح له الصدور، وتتفتح له النفوس، ويحلو بذكره اللسان فقد كان لي مع سماحته أكثر من علاقة أهمها وأحلاها علاقتي به شيخا كريما لقد درست على يد سماحته في المراحل الدراسية الثلاث: الثانوية والجامعية والدراسات العليا في المعهد العالي للقضاء، فاستفدت من علمه الغزير، وفقهه الواسع، وأدبه الجم في التعليم والتعلم، الشيء الذي أعتز بتحصيله من سماحته، وكان ولا يزال - رحمه الله - نعم الشيخ معلما وموجها وناصحا وحريصا على الاهتمام والعناية بطلابه، فلقد أخذنا عنه - رحمه الله - العناية بالدقة في إصدار القرار الحكيم أو الفتوى أو الرأي، وأخذنا عنه المرونة في النقاش، وتبادل الآراء والوقوف عند الحقيقة والبعد عن التعصب للرأي، حيث كان - رحمه الله - يقرر " رجوعه إلى رأي الأكثرية من زملائه وإخوانه وأبنائه في بحث أمر يكون له فيه رأي مخالف فيرجع ويقول: "اللهم اهدنا فيمن هديت" وذلك حينما يظهر له رجحان الرأي المخالف له.

    وقد ضرب - رحمه الله - رقما قياسيا في كرم النفس وكرم المال لم يجاره في ذلك أحد من العلماء المعاصرين فيما علمنا.

    ويقول سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن آل بسام عضو هيئة كبار العلماء:

    شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - هو المستحق الآن للقب - شيخ الإسلام والمسلمين - لما يبذله من مساع في خدمة الإسلام والمسلمين، فهو الداعية الكبير وهو المفتي الأول في الداخل والخارج، وهو الموجه إلى فعل كل خير، وهو رئيس المجلس التأسيسي في رابطة العالم الإسلامي، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي، ورئيس مجلس هيئة كبار العلماء، وهو المرجع في كل شأن من شئون الإسلام؛ لما حباه الله تعالى من إخلاص لدينه وأمته؛ ولما امتاز به من سعة علم وبعد نظر، وقبول لدى المسلمين، فقد وزع وقته على خدمة الإسلام ومصالح المسلمين.

    ويقول فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الرحمن الأطرم - رعاه الله - عضو الإفتاء، وعضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ بكلية الشريعة بالرياض:

    إن صفات سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز واضحة لا تخفى على معاصريه من عالم ومتعلم، فهو ذو علم جم وخلق فاضل ونظر ثاقب، وحسن خلق، وحسن معاملة مع الصغير والكبير، والعالم والمتعلم، والعامي والغريب والمعروف، والقريب والبعيد، يفيد المتعلم ويرشد الجاهل.

    ونرى سماحته يزداد علوا في العلم والمعرفة وبذل العطاء من المعلومات، وقد انتشر علمه في جميع الأقطار وتزداد علاقته بالكتب من شتى الفنون من توحيد وفقه وحديث وتفسير ولغة وأصول فقه في القراءة والكتابة والإفتاء ابتداء وجوابا عليها.

    وكثيرا ما يحضر لدرسه تحضيرا علميا دقيقا بأن يراجع أمهات الكتب، وكتب الشروح، وقد يقرأ عليه وهو يتناول الطعام حرصا على إفادة الطلاب؛ كما هو دأب العلماء السابقين.

    وكل مواقف شيخنا - رحمه الله - طيبة ومؤثرة، تأثرت بعلمه وأخلاقه وبقبول توجيهه، وبتواضعه وانشراح صدره وتأثيره على العامة والخاصة ، فهو محل ثقة في المعتقدات وفي علم الحلال والحرام والوعظ والإرشاد والترغيب والترهيب؛ فلا يكاد يقف موقفا ويعدم التأثير.

    ويقول الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد (سابقا):

    قد وهب الله عز وجل سماحة والدنا وشيخنا العلامة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز، من الصفات الحسنة، والخلال الحميدة، والشمائل الكريمة ؛ الشيء الكثير، فهو في مقدمة علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية، بل وعلى مستوى العالم، وهو إلى جانب ما وهبه الله من العلم الواسع تجتمع فيه خلال قلّ أن تجتمع في غيره، فقد عرفته كما عرفه غيري عالما فاضلا، ضرب من نفسه المثل والقدوة في التواضع والسماحة والكرم والإيثار، والزهد والورع والتقوى، والسعي في حاجات المسلمين أفرادا وهيئات، والاهتمام بهم حيث كانوا.

    وقد سبق أن منح سماحته - رحمه الله - جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام تقديرا لعلمه وجهوده في هذا المجال المهم. جزى الله سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كل خير عنا وعن الإسلام والمسلمين على ما قدم من جهود وخدمات، وعلى نصحه وإخلاصه، وضاعف له الثواب..

    ويقول فضيلة الشيخ: عبد الله بن إبراهيم الفنتوخ مدير عام الدعوة بالداخل والجزيرة العربية سابقا.

    منذ عرفته في عام 1363 هـ، وحتى الآن وسمعته ومكانته الحسنة، تتمدد تمدد أشعة النور النافذ، ترتفع مع النجاد، وتنزل إلى الوهاد، لا تغلق دونها الأبواب، وليس لها حجاب، ولا يحرم منها هياب، ولا يمحوها ضباب، كأنها شمس لا تغيب، يستضيء بها البعيد والقريب.

    تحلى سماحته بصفة الأمانة في الدين، وجمع إليها صفات نادرة، فحاز من المكارم ما لم يحزه ذو سلطان، ولا ذو فصاحة وبيان، ولا ذو نسب ومال وكيان؛ بل جمع الله له محاسن الأخلاق شيماً ومروءة وشمما يندر أن تجتمع لأحد، فسبحان من يختص بفضله من يشاء.

    وأما تعامله مع الناس فسماحته يتعامل معهم تعامل الأخ مع إخوانه، ويتبادل معهم البساطة ونوادر المرح الرفيع بما لا يضيع الوقت عن الأهم. وأود أن أشير هنا إلى أنه ليس للمناصب أي أثر على حياته العلمية لأن صفات الأمانة الإسلامية التي فيه لم تبنها المناصب، وإنما بناها الله بما حباه الله من علم شرعي وأعمال صالحة وأخلاق نبيلة وهكذا علاقته مع الناس، وأثر المناصب يتجلى في توفير الإمكانيات والنفوذ.

    و يقول معالي الشيخ د. صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو مجلس الشورى: لقد عاش الشيخ حياة علمية دعوية متوازنة يتوافق فيها الفكر مع العمل، ويقترن فيها العلم بالسلوك، حياة تجلي في توازنها الفكر الثاقب، والعطاء النير، والإسهام العميق، والمدد الغزير في ميادين الحياة كافة، امتداد في العلم والدعوة والتربية والتوجيه، شمل أصقاعا عريضة من العالم الفسيح من خلال أثره الفكري المقروء والمسموع ومشاركاته الميدانية في المؤتمرات والمجامع والحلقات والمنابر والمجالس واللجان، رئاسة وأستاذية وعضوية، إنه رجل شاء الله أن يقع على كاهله، أعباء جسام في الدعوة والإرشاد والبحث العلمي والإفتاء، وخدمة قضايا المسلمين كافة.

    إن العطاء والتوازن والتثبت في حياة الشيخ وسيرته - علما وتعليما ودعوة - جلي بارز من خلال الرصد للقنوات التي صبغت عطاء الشيخ وأطرت أثره في إطار متميز، ولعل ذلك يتبين من هذه القنوات الثلاث الكبرى:

    الأولى: الإيمان العميق، والعقيدة الراسخة في الله ورسوله وكتابه ودين الإسلام، وأثر ذلك في سيرته ومسيرته، سلوكا حسنا، وورعا وزهدا، وصدقا في اللهجة، وحبا للناس، وثقة متبادلة وعطفا ورقة، وكرما وبذلا.

    الثانية: التأصيل العلمي المبني على أصلي الدين: الكتاب والسنة فالشيخ يحفظ القرآن كله ويتدبره، ويحفظ الكثير من السنة ويفقهها، فهو دائم التلاوة للقرآن بتدبر، قدير في الاستحضار للسنة بتفهم، سريع الاستشهاد بها، ملتزم للاسترشاد بنورهما، مع دعوته الظاهرة في كل مجلس وناد للأخذ بهما والرجوع إليهما والحث على مداومة قراءتهما ومطالعتهما، وحفظ المتيسر منهما.

    الثالثة: روح الاجتهاد والاستنباط المنبثقة من الفقه المتين والدارسة الواعية والفهم العميق والفكر المستنير مع الإحاطة البينة بمقاصد الشريعة وأصولها وقواعدها وضوابطها. ومن يسبر ذلك ويرصده في حياة هذا الإمام يدرك وضوح الطريق عنده، وانسجامه مع نفسه، ومن حوله في توافق سوي وسيرة معتدلة ونهج قويم. هذا هو الشيخ الذي يزكو شكره، ويعلو عند أهل العصر ذكره، ويعني الأمة أمره.



    مواقف من حياته

    وفي حياة سماحته مواقف كثيرة منها ما يناسب ذكره، ومنها ما أحتفظ به وهو كثير. ومما يناسب ذكره أن ضيفا من تلاميذه الأفاضل، أفريقي متجنس، بات عنده، فقام سماحة الشيخ آخر الليل للتهجد، وكانت غرفة الضيف بعيدة عن مقر الماء، وفي هذه الساعة يندر من يكون مستيقظا، وهو يكره الإزعاج، فذهب - سماحته - بنفسه إلى مقر الماء بالإبريق، رغم أنه كريم العينين، وملأ الإبريق وجاء به إلى مقر باب غرفة الضيف ثم أيقظه برفق لعلمه بالرغبة في ذلك.

    ثم ذهب عن الباب، حتى لا يحرج الضيف، فخرج الضيف مسرعا، فرأى الشيخ - رحمه الله - قد ولى وترك الإبريق عند الباب من خارجه، والضيف من أهل العلم، وهو من تلاميذ الشيخ.




    وفاته

    توفّي رحمه الله يوم الخميس 27/1/1420 هـ عن عمر يناهز 89 سنة ولقد صلى على جثمانه بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام في مكة المكرمه وحضره امة من الناس


    وكان بيان الديوان الملكي قد ذكر بأن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز توفي في مدينة الطائف،وتُلي البيان على الرائي السعودي في نشرات الأخبار

    وكما صُلي عليه في المسجد الحرام فقد صُلِّي عليه في أنحاء المملكة العربية السعودية صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة مباشرة.

    كان رحمه الله إماما جليلا عظيما حافظ على العلاقة الوطيدة التي تربط الدين بالدولة,لم يملئ مكانه أحد حتى الآن أن يعيد التوازن الموجود في عهده رحمه الله مابين المتدينين والدولة ومابين تمسك الدولة بالإسلام وعقائده بشكل كامل, عم الأمة الإسلامية حزن عميق لفقدها أحدى أعظم رجالات الدين في العصر الحديث ..عوض الله الأمة الإسلامية من هم أفضل بإذن الله


  17. #77
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ابو الفيصل
    تاريخ التسجيل
    03 2008
    المشاركات
    24

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    شكررررررررررا جزيلا على الموضوع الرائع.....

  18. #78
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    الملكة المؤمنة/ اسيا بنت مزاحم


    نشأتْ ملكة فى القصور، واعتادتْ حياة الملوك، ورأَتْ بطش القوة، وجبروت السلطان، وطاعة الأتباع والرعية، غير أن الإيمان أضاء فؤادها، ونوَّر بصيرتها، فسئمتْ حياة الضلال، واستظلتْ بظلال الإيمان، ودعتْ ربها أن ينقذها من هذه الحياة، فاستجاب ربها دعاءها، وجعلها مثلا للذين آمنوا، فقال : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11].
    وقال رسول اللَّه (: "أفضل نساء أهل الجنة :خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية
    إنها آسية بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد -امرأة فرعون- التى كانت نموذجًا خلّده القرآن للمؤمنة الصادقة مع ربها، فهى عندما عرفت طريق الحق اتبعتْه دون خوف من الباطل، وظلم أهله، فلقد آمنت باللَّه إيمانًا لا يتزعزع ولايلين، ولم تفلح تهديدات فرعون ولا وعيده فى ثنيها عن إيمانها، أو إبعادها عن طريق الحق والهدي. لقد تاجرتْ مع اللَّه، فربحَتْ تجارتها، باعتْ الجاه والقصور والخدم، بثمن غال، ببيتٍ فى الجنة، وزواج الرسول ( فى الآخرة ونعم أجر المؤمنين.
    وقد جاء ذكر السيدة آسية - رضى اللَّه عنها - فى قصة موسى - عليه السلام - حينما أوحى اللَّه إلى أُمِّه أن تُلْقيه فى صندوق، ثم تلقى بهذا الصندوق فى البحر، وفيه موسى، ويلْقِى به الموج نحو الشاطئ الذى يطلّ عليه قصر فرعون ؛ فأخذته الجواري، ودخلن به القصر، فلما رأت امرأة فرعون ذلك الطفل فى الصندوق؛ ألقى الله فى قلبها حبه، فأحبته حبَّا شديدًا.
    وجاء فرعون ليقتله - كما كان يفعل مع سائر الأطفال الذين كانوا يولدون من بنى إسرائيل - فإذا بها تطلب منها أن يبقيه حيا؛ ليكون فيه العوض عن حرمانها من الولد. وهكذا مكن اللَّه لموسى أن يعيش فى بيت فرعون، قال تعالي: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِ ولا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ. وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص 7-9] .وكانت السيدة آسية ذات فطرة سليمة، وعقل واعٍ، وقلب رحيم، فاستنكرت الجنون الذى يسيطر على عقل زوجها، ولم تصدق ما يدعيه من أنه إله وابن آلهة.
    وحينما شَبَّ موسى وكبر، ورحل إلى "مدين"، فرارًا من بطش فرعون وجنوده ثم عاد إلى مصر مرة أخرى - بعد أن أرسله اللَّه - كانت امرأة فرعون من أول المؤمنين بدعوته . ولم يخْفَ على فرعون إيمان زوجته باللَّه، فجن جنونه، فكيف تؤمن زوجته التى تشاركه حياته، وتكفر به، فقام بتعذيبها حيث عَزَّ عليه أن تخرج زوجته على عقيدته، وتتبع عدوه، فأمر بإنزال أشد أنواع العذاب عليها؛ حتى تعود إلى ما كانت عليه، لكنها بقيت مؤمنة بالله، واستعذبت الآلام فى سبيل اللَّه .
    وقد أمر فرعون جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين أربعة أوتاد، وأخذت السياط تنهال على جسدها، وهى صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب، ثم أمر بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة، لكنها دعتْ ربها أن ينجيها من فرعون وعمله .
    فاستجاب اللَّه دعاءها، وارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها؛ لتسكن فى الجنة، فقد آمنت بربها، وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب، فاستحقت أن تكون من نساء الجنة الخالدات.
    وصدق رسول اللَّه ( حين قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" [البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة].

    لقد أكرمها الله ومن عليها عندما ساق إليها تابوت موسى عليه السلام الذي ألقته أمه في اليم خوفا من فرعون وملئه فأحبته بكل جوارحها وأحاطته برعايتها وعنايتها ودافعت عنه ضد جبروت زوجها الذي ملأ الكفر قلبه فلم يعد فيه مكان للرحمة ولا الشفقة علي أي أحد خوفا على حياته وملكه.
    يقول الله عز وجل {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }القصص 9
    وافق فرعون على مضض وردَّ في غلظة وجلافة "بل قرة عين لك", ونجحت آسية في الحفاظ على حياة موسى عليه السلام وقامت على تربيته خير قيام ولم تأل جهدا في رعايته , فكان بركة عليه وسببا لدخولها الجنة , وأهلك الله علي يديه الطاغية وجنوده.
    بداية المعاناة
    جاء في تفسير القرطبي قال أبو العالية: اطلع فرعون على إيمان امرأته فخرج على الملأ فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟ فأثنوا عليها. فقال لهم: إنها تعبد ربا غيري, فقالوا له: اقتلها! فأوتد لها أوتادا وشد يديها ورجليها, فقالت: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة, ووافق ذلك حضور فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنة فقال فرعون ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك فقبض روحها
    وقال سلمان الفارسي فيما روى عنه عثمان النهدي: كانت تعذب بالشمس فإذا أذاها حر الشمس أظلتها الملائكة بأجنحتها
    وقيل: سمر يديها ورجليها في الشمس ووضع على ظهرها رحى فأطلعها الله حتى رأت مكانها في الجنة
    وقيل: لما قالت رب بن لي عندك بيتا في الجنة, أريت بيتها في الجنة يبنى وقيل إنه من درة
    ولما قالت ونجني نجاها الله أكرم نجاة فرفعها إلى الجنة فهي تأكل وتشرب وتتنعم.
    ما عند الله خير وأبقى
    نجحت آسية في الامتحان الصعب الذي يرسب فيه الكثير من الرجال الأشداء , وآثرت ما عند الله من خير واستعلت بإيمانها على زخارف الدنيا , وماذا تساوي كل هذه الدنيا بما فيها من مباهج وبهرج كاذب إذا خسر المرء نفسه في الآخرة؟! وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله" يؤتى بأنعم الناس في الدنيا من الكفار فيقال : اغمسوه في النار غمسة ثم يقال له: هل رأيت نعيما قط؟ فيقول: لا , ويؤتى بأشد الناس ضرا في الدنيا فيقال: اغمسوه في الجنة غمسة ثم يقال له: هل رأيت ضرا قط؟ فيقول : لا"
    حقاً.... إن كل ما يلقاه المرء في هذه الدنيا من عنت ومشقة لا يساوي شيئا إذا كُتب له النجاة من النار والفوز بالجنة .
    أختي المسلمة حريٌ بك أن تعلمي أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئا وأن تسمي بروحك إلى الملأ الأعلى وأن تعملي لدين الله لا تخشي شيئا , فإن أقصى ما يستطيع الطغاة فعله هو أخذ جسدك الفاني أما روحك المتطلعة إلى الجنان ورضا الرحمن فلن يستطيع أحد أن يسلبها منكِ ولتكن آسية بنت مزاحم قدوة لك في حبها لربها وثباتها على دينها , ومهما تكن لديك من عوائق فلن يكون لديك فرعون كفرعونها!

  19. #79
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأمام البدر وبجانبه الأمير محمد الأحمد السديري عندمكان امير جازان



    هو الإمام البدر محمد بن أحمد،بن يحيى حميد الدين آخر حكام المملكة المتوكلية اليمنية أطيح به على يد الثوار غدرا في السادس والعشرون من سبتمبر للعام 1962م، بعد توليه السلطة بأسبوع خلفاً لأبيه الأمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وانتهى بذلك عهد الأمامية العهد المشرق في تاريخ اليمن الحديث, توفي في العام 1417هـ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأمام البدر ايام الثورة

    هروب الإمام البدر


    بعد أن خسر الملكيون آخر مواقعهم في بعض مناطق سنحان وبلاد الروس عادوا مرة أخري بقيادة الإمام البدر نفسه بعد أن تلقي دعماً وتمويلاً من الخارج علي أساس يحتل مدينة حجة وإذا استعادوا حجة فبإمكانهم أن يستعيدوا المناطق التي خرجوا منها.
    خرج البدر ليستقر في المحابشة وتوافد عليه الناس من هنا وهناك وكان الأخ عبد الوهاب الشهاري رحمه الله الذي عمل معي من أول الثورة هو همزة الوصل بيننا وبين تلك المناطق لأن المحابشة منطقته وكان يعلم أيضاً أن البدر من عناصر بيت حميد الدين السلميين وكلنا نفهم هذا. قام بزيارة البدر إلي مقر إقامته فوق المحابشة وقال له: أنا مرسل من الشيخ عبدالله إليك يقول لك أنه يعلم أنك رجل عظيم ورجل سلم فإذا لديك الرغبة بالخروج من اليمن أو أي شيء ترغب فيه فسوف يضمنه لك. فقال البدر: أريد رسالة من القاضي عبد الرحمن الإرياني والتزامًا وعهدًا من الشيخ عبدالله أنهم لا يخدعوني وأريد طائرة تقلني من عبس أقرب منطقة إلي خارج اليمن لكن بصورة سريعة فالناس يدفعوني دفعاً نحو حجة والمناطق المجاورة لها وأنا مضطر للاستجابة لمطالبهم.

    جاء عبد الوهاب إلينا وأخذ منا الرسالة والالتزام والعهد وعاد للبدر لكنه لم يصل هناك إلا وقد تحرك البدر نحو حجة فقال له البدر: لقد تأخرت قليلاً ولم أستطع أن أقنع الناس فدفعوني للزحف علي حجة. وقد بعث إلينا برسالة للتثبيط يؤكد فيها رغبته في الصلاح وجمع الشمل.

    طوق البدر ومن معه علي حجة وكان المحافظون عليها ـ من أول الثورة ـ هم رجال حاشد سواءً قبل الحصار أو بعده حتي في أيام المصريين كان يوجد في حجة أثناء حصار الملكيين لها جيش من حاشد بقيادة حمود عاطف وعلي صلاح ومعه سرية أو سريتان من لواء الوحدة والمحافظ محمد عبدالله الكحلاني وهو قائد محنك وشجاع، اجتمع هؤلاء القادة الثلاثة ورتبوا أوضاعهم واستعدوا للصمود والدفاع عن المدينة وتوزعوا وتولي كل واحد منهم مسؤولية الدفاع عن جهة من جهات المدينة وحفر كل واحد منهم قبره في مترسه، فلما ضاق الخناق واشتد عليهم جهزنا العميد مجاهد مع قوم من حاشد لفك الحصار علي المدينة، وأنا خرجت بقوم طريق ثلاء وشبام وكوكبان لمناوشة الأمير علي بن إبراهيم الذي كان في الطويلة حتي لا يقطعوا الطريق علي مجاهد ويحولوا بينه وبين الوصول إلي حجة، وفعلاً ظنوا أنني متقدم في اتجاههم فتوقفوا استعداداً للمواجهة معي ومجاهد تحرك حتي وصل منطقة كحلان ليواصل توجهه إلي حجة وكان أمامه حصن جرع وهو حصن مهم بالنسبة للطريق وكان فيه السيد محمد عبدالله أبو منصر قائد قوات الملكية والذي وصله الخبر أن مجاهد وصل بقوم علي كحلان متوجهاً إلي حجة فاتصل به بالجهاز الذي كان يستخدمه الجنود أين ستتجه؟ قال مجاهد: حجة



    كذبة أشعب

    من المؤكد أن صنعاء كانت محطة أنظار العالم والنقطة الأكثر سخونة في الخارطة الاخبارية صبيحة خميس الثورة - على الأقل في تقدير وكالات الأنباء - ففي الساعة العاشرة من مساء اليوم السابق كان راديو صنعاء قد أذاع خبراً قال فيه: «إن ضباط الجيش حاصروا القصور الملكية وطلبوا من الإمام أن يسلم ولكنه رفض وظل قصره يقاوم وعندئذ قصفت المدفعية القصر ودفن الإمام البدر تحت الأنقاض» وفي العاشرة والنصف من صباح اليوم التالي كان راديو صنعاء يذيع خبر قيام الثورة وإعلان النظام الجمهوري في اليمن، وعندها كان خبر مصرع الإمام البدر قد أصبح في حكم المؤكد وتناقلته كبريات الصحف العربية والأجنبية «بالمانشيت العريض» في الصفحات الأولى منها فجاء: «مانشيت جريدة الأهرام المصرية - على سبيل المثال - على هذا النحو «الجيش ضرب قصر الملك بالمدافع بعد أن رفض التسليم وهدم القصر على رأس الإمام»، وهي صياغة تميل إلى ترجيح مصرع البدر، أما «مانشيت الجمهورية المصرية أىضاً» فكان مباشراً وأكد مصرعه حيث جاء فيه: «اغتيال الملك البدر.. إعلان الجمهورية في اليمن»، وفي جريدة الأخبار نقرأ بالبنط العريض «الملك البدر هو الذي حدد ساعة الصفر لمصرعه»، وعنواناً آخر في الجريدة نفسها «أراد الملك أن يقتل عمه فقتله الثوار».. غير أن السؤال هو: هل كان الثوار أنفسهم مقتنعين بأن البدر قد دفن تحت أنقاض قصره «دار البشائر» ولقي مصرعه بالفعل؟!.. بالطبع.. لا!! وإلا لكان حالهم كحال «أشعب» الذي أوهم الصبية بأن هناك وليمة في الطرف الآخر من الحي - حتى يتفرقوا من حوله - ثم سابقهم إلى الوليمة المزعومة مصدقاً نفسه.
    - لقد هرب البدر وتأكد للثوار ذلك في وقت مبكر، بيد أنه لم يكن أمامهم - وقد فشلوا في تصفيته جسدياً - إلا أن يسعوا لتصفيته إعلامياً وكان هدفهم من تأكيد وإذاعة خبر مصرعه، زعزعة صفوف أنصاره والموالين له، وبث اليأس في نفوسهم، لضمان عدم المقاومة من جانبهم، على حد تعبير اللواء عبدالله جزيلان «في التاريخ السري للثورة» فإن إعلان نبأ وفاة البدر تحت أنقاض القصر كان له «أصداء عميقة في الداخل والخارج»، ففي الداخل استسلم كل المسئولين وحاولوا التقرب من الثورة، أما بالنسبة للخارج فقد بادرت الدول إلى الاعتراف بالنظام الجمهوري كأمر واقع»، وبصرف النظر عن أن «كل المسئولين» قد استسلموا أم لا أو أن «الدول» بادرت إلى الاعتراف بالجمهورية أو تأخرت مبادرة بعضها لأيام وشهور وسنوات عقب ذلك؟! بصرف النظر عن كل ماسبق، فإن تضخيم حجم المكسب من وراء إذاعة خبر مصرع البدر المكذوب يبدو - في نظر البعض - قفزاً على حقيقة: إن الثوار قد عجزوا في إحكام الطوق حول «دار البشائر» ماتمكن معه البدر من الفرار وهو - أي نجاة البدر - ماكان يفترض ألا يحدث، في حين يذهب - آخروون - إلى القول: بأن ضباط الثورة على الأقل بعضهم لم يكن في نيته تصفية البدر جسدياً، فوقف ضد هذه الفكرة في «سره» وقام بتسهيل هروب الإمام المخلوع... إن أحداً من الثوار لم يبد استياءه لدى معرفته بهروب البدر، ولم يكلف نفسه مجرد السؤال: كيف تمكن من الهرب؟ ويصف جزيلان - برضا واضح - قصة هروبه بهذه السطور الباردة «أدرك البدر أن الموقف لم يعد في صالحه، وأن الرياح تأتي بما لاتشتهي سفنه، فخرج من منزله متخفياً وتسلق الجدار إلى منزل صديقه وسكرتيره عبدالحميد الشوكاني، كما بلغني ومن هنا فر هارباً.. «وبينما تقول رواية: إن السلال هو من أذاع نبأ مقتل البدر فإن رواية جزيلان تنسب هذا الفعل إلىه «توقف إطلاق النار تماماً مما جعلنا نشك في أن البدر مازال على قيد الحياة فطلبنا إذاعة خبر موته..» و «نشك» هذه تحتمل أن يكون قد مات بالفعل أو لم يمت بالفعل، فلماذا هذه العجلة في إذاعة نبأ الموت؟ ولماذا هذا الاجماع حول ضرورة إذاعته؟!
    تقرير الماني
    إذا كان البيان الرسمي الذي زعم بأن الإمام المخلوع قد لقي حتفه تحت أنقاض دار البشائر قد بدا مصدقاً في الساعات الأولى للثورة فإنه سرعان مادخل دائرة الشك والمساءلة مع دخول العديد من الصحافيين إلى صنعاء، حيث بدأ هؤلاء يبحثون عن دليل ىؤكد موته فعلاً، وأمام الحاحهم اضطرت حكومة الثورة المشكلة للتو إلى إجراء تعديل في بيانها الأول حول نهاية البدر فقالت: إن جندياً القى عليه النار أثناء محاولته الفرار فأصابه بجراح بليغة توفي على إثرها في مكان غير معلوم.. غير أن اختفاء جثة البدر قد ترك المجال مفتوحاً للشك في هذه الرواية رغم أن الحكومة كانت قد عرضت على الصحافيين جندياً أدعى أنه من أطلق النار على البدر.. وفي 3 أكتوبر نشر ألماني يدعى «جورجن جريشباخ» تقريراً إذاعياً من عدن ذكر فيه أنه كان في صنعاء أثناء قيام الثورة وأنه - يعرف على نحو ما - أن الإمام قد هرب من القصر المدمر بعد أن حصل على بعض المساعدات، كما صرحت حكومة المنفى التي شكلها الحسن بعد إعلان نفسه إماماً بأن البدر على اتصال معها وتوالت أنباء التكذيب لوفاته فأذاع راديو عمان - الأردن - إن البدر قد بعث رسالة إلى الملك حسين يبلغه فيها بهربه، وقضى الإمام المخلوع في جبل نادر على آخر فرصة لإدعاء وفاته بظهوره هناك في مؤتمر صحافي يحكي قصة هروبه، وكان ذلك في العاشر من نوفمبر بعد شهر ونصف الشهر على وفاته تحت أنقاض القصر.
    حركة غير عادية
    نصف الساعة هي الفاصل بين مغادرة العقيد عبدالله السلال دار البشائر وبين قصف الدار بالمدفعية.. كان السلال يشغل منصب رئيس لأركان الجيش - حينها - وكان من ضمن الوجوه التي «سعدت» برؤية البدر - قبل دخوله طور الأفول في تلك الليلة التي شهدت هي الأخرى ـ آخر اجتماع وزاري لآخر حكومات المملكة المتوكلية اليمنية، وضم الاجتماع إلى جانب السلال شخصيتين بارزتين هما عبدالرحمن الإرياني ووزير مالية البدر محمد علي عثمان، علاوة على بقية أعضاء الحكومة، وباستثناء الرواية التي تقول: إن السلال قد غادر القصر فور انتهاء الاجتماع في الساعة الحادية عشرة مساء، ليس هناك خبر عن الكيفية التي غادر بها بقية المجتمعين، لاسيما وأن المدفعية الثائرة قد باشرت قصف القصر بعد ذلك بنصف ساعة.. وتذكر الرواية أن مغادة السلال بتلك السرعة أثارت ريبة الإمام البدر خصوصاً وأنه كان قد طلب إليه البقاء لمناقشة بعض الأمور.. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الإمام المخلوع عقب ظهوره في العاشر من نوفمبر لم يدل البدر بتفصيلات ذات قيمة عن الطريقة التي تجاوز بها طوق المحاصرين الثائرين حول قصره، واكتفى بصب جام غضبه على «المصريين» ... إن القصة مثيرة بالفعل وتزداد إثارتها بتقرير «دانا آمر شمدت» الذي تذكر: «إن موعد الثورة قد جرى تقديمه، وأن الضابط الذي جاء بالمدرعات من الحديدة، قام بقصف القصر على مسئوليته الشخصية ودون تعليمات بذلك».
    وأنه - أي الضابط - «أرسل سيارة إلى السلال الذي كان قد أوى إلى فراشه ولم يعرف عن القصف شيئاً، وطلب إليه المشاركة في الثورة، ويزعم التقرير أن السلال رد عليه: «نعم إذا ما أصبحت رئيساً للجمهورية، وقد تمت الموافقة على هذا الشرط» وبعد أيام خرج - الضابط السابق - «علي عبدالمغني» في مهمة عسكرية إلى منطقة خولان وهناك تم اغتياله.. وفي «التاريخ السري» لجزيلان: يورد رواية مناقضة تماماً للرواية السابقة حيث يقول: «جاء الزعيم السلال إلى الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة بصحبة جندي من الحرس الملكي و ... أخبرني الشاويش حنيش بوجوده.. فرحبت به وكان هدفي نحصل على ذخيرة من قصر السلاح... اقترب مني الشاويش وهمس في أذني أنه سيطلق النار على الزعيم السلال إذا أحس بأي شىء فقلت له - الكلام لجزيلان -: إذا لاحظت أي حركة غير عادية فأطلق النار على العكفي».. ويورد جزيلان: إن الحوار التالي الذي قال إنه دار بينه وبين السلال: «قال الزعيم السلال ووجهه مكفهراً: ماذا فعلت ؟!.. قلت له بصراحة: قمنا بالثورة، والطائرات والدبابات والأسلحة المختلفة قادمة في الطريق.
    فسأل: هل أنت متأكد أن المساعدات والطائرات قادمة؟!
    يقول جزيلان: بدأت أشك في تحركاته وأسئلته وكنت على حذر شديد منه فقلت: إنني متأكد وإلا ما قمنا بالثورة «انتهى» ويبقى أن نذكر أن «ضابطاً من متخرجي الكلية الحربية أرتدى ملابسه العسكرية إثر سماعه دوي قصف المدافع وتحرك صوب القصر بهدف «السلب» وهناك التقى الإمام المخلوع فقام بتسهيل فراره مقابل حفنة من الذهب» حسب ما أورده ناجي علي الأشول في كتابه «الجيش والحركة الوطنية» الصادر عن دائرة التوجيه السياسي في القوات المسلحة وتتنوع الروايات حول هروب البدر وتختلف كل رواية عن الأخرى، غير أن جميعها تتفق على أنه قد هرب بمساعدة أحدهم ولعل أطرف الروايات على الإطلاق تلك التي تقول: إن عجوزاً قد صادفت البدر أثناء هروبه وكان لايزال في لباسه الملكي وقد نصحته العجوز بتغييرها وأخذته إلى منزلها فألبسته ملابس فلاحية رثة مهلهلة مكنته من التعمية على الآخرين والمرور من أوساط الناس دون أن يتبين ملامحه أحد.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الأمام البدر في شيخوخته


    قصص بلاد اليمن كثيرة وضاربة في أعماق التاريخ. بعضها أساطير وبعضها ورد على لسان الأنبياء والرسل وفي كتبهم.. هذه القصص تعيشها كما لو انك تشاهد افلام »الفانتازيا« والخيال, ويبدو ان الاميركيين خصبوا مخيلتهم بهذه القصص التي تروى عن اليمن السعيد وأساطيره, وملاحم سيف بن ذي يزن والف ليلة وليلة.
    للبلاد الأخرى أساطيرها, وقصصها, لكن لا نشاهدها الا في افلام الرعب والعنف وغزو الفضاء, اما اليمن فبلاد مختلفة التراث. كانت تسمى ب¯ »اليمن السعيد«, ولكثرة الخير والجمال فيه كان اهله يدعون ربهم ويقولون » اللهم باعد بين اسفارنا« حتى يروا شيئا آخر غير تلك الجنات الارضية المترابطة.وفعلا استجاب لدعائهم, وباعد بين اسفارهم.
    اما المزاج اليمني فيختلف بين الشمال والجنوب, بعضه حار وساخن, وبعضه هادئ, وبعضه غدار, وبعضه هائم يحلق في سماوات »القات«, يصحو وقت القيلولة, ويشرب في الليل ليمحو صحوة النهار.
    ويقولون ان يحيى حميد الدين, امام اليمن الاخير, كان اقل قسوة على شعبه من ابنه الامام احمد الذي مات مقتولا...كان قاسيا على الناس, وخصوصا الذين يعبثون بالأمن, كان مثل الحجاج الذي امر المصلين لو ان احدهم طلب منه ان يخرج من هذا الباب وخرج من الباب الآخر لقطع عنقه. وقد قطع الحجاج بالفعل عنق شخص عندما خرج من باب آخر, وقد ظن ان الحجاج لن يقطع عنقه, اي يقول ولا يفعل, ولا يبتغي الا ارهاب الناس.
    الامام احمد قال لابيه, وكان وليا للعهد, لا ترحم من لا ينفذ الأوامر, ومن يخل بالامن, فرفض الاب حميد الدين أن يأخذ بنصيحة ابنه, لكنه قال له, وهو على فراش الموت ليتني عملت بنصيحتك يا ولدي, فقد فاق التلميذ استاذه, وقد سأل الامام احمد, قبل ان يقتل, احد العرافين ان يكشف له الطالع, فقال له العراف انك ستقتل, وسيحكم ابنك اليمن لبعض الوقت وسيموت, وسيأتي من بعده ابنه ويحكم ثمانية, فصرخ في وجه العراف وقال ثمانية ماذا فقال لا ادري, فقد يحكم ثماني ساعات, او ثمانية ايام, او ثماني سنوات... ولا ادري اي التوقيت صائب, فالله وحده علام الغيوب, لكنه سيزاح عن الحكم بفعل فاعل, وحذر ابنك احمد ان يحذر ابنه البدر من مصاحبة اي شخص اسمه عبدالله.
    وبالتواتر نصح الامام احمد ابنه البدر ان يبعد عن جيشه, وعن رجال امنه الشخصي اي واحد اسمه عبدالله. كان الامام البدر يومها صغيرا يافعا ووليا للعهد, فرد على ابيه قائلا يا ابي لدينا اربعة في الجيش والامن الخاص يحملون اسم عبدالله, وكان من بينهم عبدالله السلال, ولا اعرف الآن اي عبدالله سابعده منهم. واضاف علينا ان ندخل مرحلة جديدة في التاريخ لا تعتمد على توقعات العرافين.
    وعندما تولى البدر الإمامة خلفا لابيه, تمت ازاحته عن السلطة بانقلاب عسكري قاده ضابط في الجيش اسمه عبدالله السلال, ولما يمضي عليه في الإمامة سوى ثمانية ايام.. نام يوم الخميس إماما واستيقظ بعد ثمانية ايام مخلوعا, وهو الرقم ثمانية الذي توقعه العراف للإمام يحيى. وبعد سقوطه ظل الإمام البدر يحارب لاستعادة ملكه ولكن بلا جدوى, واستقر في نهاية الامر في لندن ومات فيها.
    وبالمناسبة ليس الإمام يحيى وحده من زعماء العالم الذين يطلبون العرافين ويصدقونهم. وقد رويت قصص كثيرة عن هؤلاء تشبه الاساطير, منهم من آمن بالعرافين, وطالع النجوم, وحسابات الفلك, وصاحب المنجمين ولاحق اخبارهم وسعى للتعرف على حالهم واحوالهم, واستمع الى احاديثهم التي يجودون بها ببلاغة شديدة, ومقنعة وواضحة. وبعض هؤلاء السلاطين كان يأخذ كلام العراف على محمل الجد, ويتابعه اما بحذر واما بتوتر ذهني وشدة انتباه, سواء اصاب العراف أو لم يصب.
    وفي قديم الزمان كان السلاطين يقررون في مسائل السلم والحرب بعد سماع توقعات العرافين, حتى لو لم يصدق شيء منها, ولدى هؤلاء العرافين ما يكفي ليقولوه عندما تفشل توقعاتهم, ولديهم ما يكفي من المبررات, ورمي الاخطاء على غيرهم, لا على انفسهم ولا على ما توقعوه.
    انتهت الإمامة في اليمن, ومات الإمام حميد الدين مقتولا وكذلك الإمام احمد, ولم يدم حكم البدر الا ثمانية ايام, ازيح بعدها وخلع من الحكم على يد واحد اسمه عبدالله السلال.

  20. #80
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية جبران حكمي
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    الاحساء
    المشاركات
    1,364

    رد: شخصيتنا اليوم هي ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    المشير عبدالله السلال



    عبدالله يحيى السلال (1917-1994) ، هو أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية في الفترة 1962 – 1967. الميلاد في قرية شعسان مديرية سنحان محافظة صنعاء عام 1917. التحق بمدرسة الايتام بصنعاء عاصمة اليمن آنذاك عام 1929، وبعد اتمامة للمرحلة الثانوية سافر إلى العراق عام 1936 في بعثة عسكريةأرسلها حاكم اليمن وقتهاالإمام يحيى حميد الدين حيث دخل الكلية العسكرية العراقية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان عام 1939 .شارك في الإنقلاب الدستوري عام 1948 بقيادة عبدالله الوزير حيث قتل الإمام يحيى. ثم سجن في إثرها كما أعدم الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين الذي تولي الحكم بعد ابيه الكثير ممن شاركوا في الإنقلاب . أخرجه ولي العهد سيف الإسلام محمد البدر حميد الدين-الإمام لاحقا- من السجن وكانت هذه غلطة ولي العهد التي قد يقال أنها كلفته عرشه. وبعدها أصبح رئيس الحرس لولي العهد وقد كان مشتركا في تنظيم الضباط الاحرار ولم يكن يعلم الإمام البدر بهذا فقربه إليه أكثر. وفي السادس والعشرين من سبتمبر بعد إسبوع واحد من وفاة الإمام أحمد وتسلم الإمام البدر الحكم قامت الثوره على النظام الإمامي الملكي في اليمن من قبل مجموعة من الظباط في الجيش حيث ايدها بعض من مشائخ بعض القبائل ودعمت دعم عسكري واسع من الجانب المصري ليصبح أول رئيس للجمهورية اليمنية في شمال اليمن. ثم اطيح به في انقلاب تم في 5 نوفمبر 1967 اثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا زالت قائمة.انتقل بعدها للاقامة في مصر التي ظل فيها حتى صدور قرار الرئيس علي عبدالله صالح في سبتمبر/ ايلول 1981 بدعوته مع القاضي عبد الرحمن الارياني للعودة إلى الوطن. توفى بمدينة صنعاء في 5 مارس 1994. ومن أبنائه الدكتور خالد السلال دكتور في الهندسةالمعمارية



    ترجمة الشخصية

    عسكري ورجل دولة يمني، قاد أول انقلاب عسكري ناجح ضد حكم الإمامة في اليمن، وأقام النظام الجمهوري فيها بدعم عسكري سياسي ومادي، الرئيس المصري جمال عبدالناصر.
    البدايات
    في عام 1938 اعتقل بسبب آرائه السياسية الداعية لتغيير سياسة البلاد، والمناهضة لسياسة العزلة التي كان يفرضها حكم الإمامة على البلاد، ثم أفرج عنه والتحق بالجيش اليمني من جديد في 1940، وظل فيه ثماني سنوات متتالية.
    وفي عام 1948، شارك في محاولة انقلابية فاشلة ضد حكم الإمام يحيي، فحُكم عليه بالسجن لمدة ثمانية أعوام، قضى سبعة منها ثم أفرج عنه عام 1955، وعينه الإمام البدر رئيساً لحرسه الخاص.
    في عام 1959، عين محافظ للحديدة وهي ميناء رئيس وهام لليمن علي البحر الأحمر، ثم سجن للمرة الثالثة في عام 1961، لأسباب سياسية تتعلق أيضاً بنشاطه في أوساط الضباط اليمنيين ضد حكم الإمامة. وخرج من السجن في عام 1962، فعينه الأمام البدر، رئيساً لأركان حرب الجيش اليمني.
    وفي 26 سبتمبر 1962، قاد السلال حركة انقلابية ـ بدعم من القوات المصرية ـ أطاحت بالإمام البدر. الذي كان قد تسلم حكم البلاد خلفاً لأبيه الإمام يحي. وفي اليوم التالي لقيام الثورة اليمنية، اختير السلال رئيساً لمجلس قيادة الثورة.
    وفي أغسطس 1963، أصبح السلال أول رئيس للجمهورية، بعد صدور دستور مؤقت للجمهورية اليمنية.
    وأعلنت الثورة إلغاء الفوارق القبليّة والدينية، كما أعلنت المساواة بين الطوائف وإلغاء الرق، وخلال عام 1964، وضعت خطة كبيرة لنشر المدارس، والتعمير، وتعبيد الطرق، ودعم الرعاية الصحية، بالتعاون مع مصر.
    واجه السلال معارضة من بعض القبائل، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية. وتفاقمت الأمور بينه وبين بعض الجمهوريين اليمنيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء اليمني، آنذاك، عبدالله العمري.




    الثورة

    وكانت القوى الوطنية من المشائخ والمثقفين قد بدأت تفصح عن نفسها وترفض البيعة للامام الجديد الا بشروط، شروط ماهذه اللهجة الجديدة التي يتجرأ مشائخ كانوا يعتبرونهم عبيدهم وخدامهم فيتقدمون اليوم بشروط على مولاهم الإمام، وكان الطلاب قد احيوا ذكرى المظاهرات الطلابية التي قامت سنة 1956م احتجاجاً على العدوان الثلاثي على مصر و1958م المطالبة للإمام بالانضمام الى الاتحاد بين مصر والسعودية سنة 1962م قبيل قيام الثورة التي طالبوا فيها بالتغيير وهتفوا بسقوط الإمام وداسوا الاعلام المتوكلية.

    كانت اليمن في تلك الساعات الحرجة الرهيبة تسعى بكل قواها الوطنية للزحف على قصر الإمام الجديد محمد البدر لتتحداه وتتحدى حاشية ابيه الفاسده وترفض كل ماجاء في خطبة الجمعة جملة وتفصيلاً وتقول له انها لاتخاف من التهديد والوعيد الذي اطلقه في خطبته الشهيرة.

    وفي هذه اللحظات كانت هناك داخل الكلية الحربية حركة غير عادية وتجمع غير مسبوق ونشاط مكثف لجمع وتنظيف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة فالزمن يحاول ان يسبق الضباط بعد ان صدرت الأوامر باعتقال المشائخ والتنكيل بالطلبة وارسالهم سجون حجه ووشحه والسناره، لم تعد الامور تحتمل التأخير خصوصاً وان مناسبة الاحتفال بذكرى الانفصال انفصال وحدة سوريا ومصر قريبة جداً 28 سبتمبر بعد ثلاثة ايام من تحديد ساعة الصفر فقد كان التنظيم قد حسم امره واختار قائده بالاجماع وابلغه بساعة التحرك وكلمة السر وبدأت التعليمات وتوزيع الواجبات حسب الخطة التي وضعتها قيادة التنظيم تذاع داخل الكلية بميكرفون صغير ولحظتها وبدون رهبة ولاخوف قفز كل ضابط الى دبابته ومدرعته وفوق مدفعه المسحوب بسيارة المدفعية وتوزعت الذخائر وتم تموين الدبابات، المدرعات والسيارات بمادة الوقود اللازمة وصدرت الاوامر بادارة المحركات وماهي الا دقائق حتى اتجه الجميع خارج مبنى الكلية الحربية مقر عمليات القيادة التي اختيرت لهذا الغرض وبعد دقائق دوت اصوات الانفجارات فتأكدنا نحن المكلفين بواجبات اخرى ان ساعة العمل الثوري قد دقت وان قصور الامامة وقلاعها قد دكت، ورغم استمرار الاشتباكات طوال الليل وجزء من النهار فوالله ان مشاعر الهزيمة وشبح الفشل لم يداخل نفس بطل من ابطال الثورة رغم شحة الذخيرة ونفاذ البنزين وعدم قدرة بعض المكلفين بمهام على القيام بمهامهم بسبب ظروف طارئة لم تكن في الحسبان، وظلت القيادة على اتصال بالقائد المشير عبدالله السلال واتصالات من المناضل الثائرعبد السلام صبره والقائد البطل لحصار السبعين الفريق حسن العمري الا ان المدرعه التي كان التنظيم قد وضعها لتنقل القائد عليها الى مبنى القيادة لم تصل رغم حرج الموقف، وهنا يأتي التفسير الصحيح لتأخر المدرعة رغم ان والدي المشير عبدالله السلال كان قد حاول اختراق حصار النيران والوصول الى القيادة عبر البونية الا ان احد ضباط الثوره واحد تلاميذه وهو الملازم عبدالله الراعي حذره من خطورة المرور بسبب الاشتباكات المسلحة والدوريات العسكرية وقرار حظر التجول وطلب منه العودة الى منزله واعداً باستعجال القيادة لارسال المدرعه، والحقيقة ان احد المشاركين في الثورة وهو المقدم عبد الله جزيلان كان قد تلقى وعداً من بعض قيادات التنظيم بأنه قائد الثورة فقرر ان يجرب حظه في تلك الليلة الملىئة بالمواقف الخطرة وعندما ساء الموقف العسكري واصبحت الثورة معرضة للخطر قرر الاخوة ارسال المدرعة صحبة الملازمين احمد الرحومي احد قادة التنظيم والبطل الشهيد صالح الرحبي لاصطحاب المشير الى القيادة وما كادا يصلان حتى وجداه مرتدياً ملابسه العسكرية مستعداً للموت معهم كما قال لهم عندما فاتحوه في اختياره قائداً للثورة ومهما قيل عن تأخره ووصوله في الفجر او الصباح فانه قد تمكن من حسم الأمور وحل المشاكل التي اعترضت طريق الثورة وانقذها وانقذ عناصرها من المصير المجهول فيما لوتعرضت للفشل لاسمح الله فكان بحق قائدها الشجاع وربان سفينتها الماهر، لقد كان وصول السلال للقيادة شمعة اضاءت من جديد ظلام التخبط الذي حصل في صفوف تنظيم الضباط الاحرار، فقد شهدت بنفسي عندما شرفت بالمشاركة بعض عناصره يهربون ويتركون مواقعهم ومهامهم لغيرهم، كما فشل المكلفون باحتلال وفتح قصر السلاح في فتحه لتموين الضباط واسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ورفضت مخازن الوقود التابعة للامام تموينها بالوقود وكانت الظروف القاهرة وتراجع بعض عناصر التنظيم وغياب بعضهم سبباً من اسباب الخطورة التي تعرضت لها الثورة وكانت المقاومة الشرسة والشديدة من الامام المخلوع محمد البدر وحاشيتة والامراء والانصار والامكانيات التي يملكونها وهي تفوق امكانيات التنظيم عشرات المرات.

    لكن الله قد اراد ولا راد لمشيئته وابت شجاعة وفدائية واقدام عناصر تنظيم الضباط الأحرار على التراجع او تغيير المواقع حتى بعد الشعور بخطورة الموقف فقد اصر البطل الشجاع الشهيد/عبد الرحمن المحبشي ورفيقه البطل الشجاع محمد الشراعي على عدم ترك دبابتهما رغم سقوط سقف باب قصر دار البشائر عليها وحتى بعد ان سكب عليها عبدالله طميم خادم البدر الخاص البنزين وبدأ في حرقها، اصروا ومن معهما داخلها على التمسك بسلاحهما حتى الموت كما اقسما في قسم التخرج.

    لقد دارت معارك طاحنه وسجلت ليلة الثورة مواقف وبطولات نادرة فكانت بحق ملحمة خالدة سيسجلها التاريخ في انصع صفحاته وسيحفظ لكل شهيد وبطل وصامد حقه في التكريم والخلود من خلال هذه الندوة التوثيقية التي يجب علينا اولاً ان نبدأ بتسجيل ادوار ابطالنا الشهداء البطل/علي عبد المغني والبطل/ محمد مطهر زيد والبطل/ احمد الكبسي، والبطل/ محمد الشراعي والبطل/ عبد الرحمن المحبشي والبطل الشهيد/علي علايه، والبطل/ احمد الداعري، والبطل/احمد بيدر، والبطل/مثنى الخضيري، والبطل/محمد الحمزي، والبطل/صالح الرحبي، والبطل/فيصل عوفان، والبطل/عبد اللطيف هادي سالم، والبطل/مهدي الترابي ، والبطل/عبد الكريم الامير، والبطل/الرازقي وبقية الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم تربة الوطن الغالي وهم قوافل من الشهداء امثال مانع العميثلي، ومحمد علي الزنداني وحسين الحماني وغيرهم من الشهداء الضباط والمشائخ والمثقفين امثال الشهيد الاحمدي، والشهيد الصباحي، والشهيد الحلبي، والذين لم اتذكر اسماءهم لكثرتهم فهم الأولى والأحرى بالتكريم والتخليد، وكذلك من تبقى على قيد الحياة من الثوار فان واجب التنظيم وعناصره اعطائهم حقهم من التخليد والتكريم انصافاً لهم ولادوارهم البطولية الشجاعة فلولا دماء الشهداء وشجاعة الاحياء لما كتب للثورة البقاء ولنظامها الجمهوري الاستمرار.

    لقد جاء الأبطال والثوار الشجعان والمناضلون الأشاوس من كل مكان هبوا لنجدة الثورة، وتحركت الجماهير منذ الصباح الباكر للهتاف بحياة الثورة وسقوط الامامة وتقاطرت جماهير شعبنا وقواه ا لوطنية لتقدم نفسها للمجهود الحربي، جأت الجماهير من المحافظات الجنوبية القريبة والنائية ومن تعز وإب والحجرية وذمار ويريم ورداع والبيضاء وصعدة، وحجة وكل شبر من ارضنا العزيزه لتضع نفسها تحت السلاح وتذهب بعد تدريب قصير نحو الجبهات التي كات المرتزقة قد اشعلوها قبل ان يتأكدوا من هروب الإمام وخروجه سالماً فنصبوا عمه الحسن عميد الرجعية والتخلف إماماً بدلاً منه وهو اكبر دليل على سؤ النية ورفضوا قبول وفد من الجمهورية الجديدة لعرض اهداف التغيير وعدم نية الثوار تصدير الثورة اليهم، بل انهم ارغموا الامام المخلوع محمد البدر على القتال بعد ان سلم بارادة الشعب في التغيير واقر انه لم يكن امام الشعب اليمني سوى الثورة على الامامة ووضعها المتخلف المتعفن وسوف تصدر مذكراته كما ذكر في الايام قريباً لتدين اولئك الذين انكروا على الشعب اليمني حقه في الحياة والحرية واستعادة كرامته وعزته وامجاده..لقد شارك الشعب كله في الثورة والدفاع وماطلائعه من ابنائه الا معبرين عن ارادته في التغيير ومن لبوا طموحاته في التحديث والتحضر والتنمية والذين يعيبون على عناصره التي بقيت على قيد الحياة عدم التعرض لادوار من شاركوهم وانصاف الجنود المجهولين عليهم ان يكتبوا مذكراتهم وادوارهم ويشاركوا في الندوات والتوثيق فليس هناك حرج ولا منع او مصادرة لحق الآخرين، كما ان عناصر تنظيم الضباط الاحرار الذين لم يتعرضوا في كتاباتهم ومداخلاتهم الا لفترة اعداد وتجهيز التنظيم للقيام بالثورة فأنا اتقدم للاخوة الحاضرين هنا من عناصر التنظيم باقتراح بأن يجمعوا كل المداخلات والوثائق لتذكرهم بمن فاتهم ذكره ويشكلون لجنة لصياغة تاريخ الثورة بعد ان ترسخت واصبحت حقيقة واقعة يقودها ويرعاها ويحافظ عليها ويحتفل بذكراها الفارس السبتمبري البطل المشير علي عبدالله صالح ويحيي ذكراها ومناضليها بمثل هذه الندوات الثمينة الرائعة والمفتوحة والصريحة..الشكر الجزيل لقائد المسيرة المشير علي عبدالله صالح والشكر مجدداً لكل العاملين في التوجيه المعنوي على الجهود الجبارة التي بذلوها لانجاح الندوة وفي مقدمتهم الاخ العميد الركن علي حسن الشاطر.. والخلود لشهداء الثورة الأبرار وللوحدة اليمنية المباركة..

    كيف انتهى حكم السلال

    في محاولة لإخراج البلاد من أزمتها، استجاب السلال في الأول من أكتوبر 1965، لاقتراح الرئيس جمال عبدالناصر، بالعودة إلى القاهرة، تاركاً للمجموعة الأخرى من الجمهوريين فرصة ممارسة الحكم من دونه من أجل تحقيق السلام وحماية الجمهورية.
    وبقي السلال في القاهرة، بينما مُنح عبدالله العمري رئيس الوزراء، كل صلاحيات السلال. وفي يوليه 1966، طالب اللواء المصري، طلعت حسن، قائد القوات المصرية في اليمن بعودة الرئيس السلال إلى اليمن، الذي استعاد صلاحياته مرة أخرى، واستقرت الأوضاع باليمن.
    وفي يونيو 1967 اندلعت الحرب بين مصر وإسرائيل، وتطلب الأمر سحب القوات المصرية من اليمن، وفي أغسطس 1967 انعقد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم وتم الاتفاق علي انسحاب القوات المصرية من اليمن.
    وأثناء وجود السلال، في زيارة إلى بغداد في 5 نوفمبر 1967، أطاح انقلاب عسكري بحكومته، فلجأ السلال إلى بغداد. وشكل الانقلابيون مجلساً رئاسياً لإدارة البلاد برئاسة القاضي عبدالرحمن الأرياني

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •