هل هناك أولوية في الحقوق الأمنية
تقدمت قبل فترة بشكوى لمكتب مدير الأمن العام ناقلاً إليه معاناة أهالي تلك القرى التابعة لمركز الطوال ومحافظة صامطه مع ذلك الخطر الذي تسبب في إزهاق العديد من الأرواح والخسائر المادية بسبب تصرفات همجية يقوم بها فئة من المستهترين دون أدنى مسؤوليـة ضاربين بالأنظمة الأمنية وبحقوقنا البشرية عرض الحائط ليبقى القضاء والقدر شماعة ذلك الاستهتار, فأين المفر ؟ عندما تأتي سيارة يقودها شاب معدوم الحس والعقل يسير بها بسرعة تفـوق سـرعة أصوات التحذير منطلقاً في شوارعنا وأمام منازلنا ومدارس أبنائنا لنقف عاجزين فـي أماكننا باحثين بنظراتنا المرعوبة عن أولئك الذين أنيط بهم مسؤولية حفظ أمننا ودرء الأخطار عن أرواحنا وممتــلكاتنا فلا نجد لهم أي دورٍ يذكر إلا في حالة واحده وهي( الطامة) حيث نفاجأ أنهم طرفاً في مطاردة من نوع ( درا يفر) مع ذلك المتهور وأين داخل المناطق السكنية متجاوزين تلك الأنظمة التي تمنع ممارسة هذا النوع من المطاردات في الأماكن العامة الأمر الذي جعلـنا نشعر بانعدامَ الثقة فيهم خصوصاً بعد ما وجدنا أن دورهم يقتصر على أمرين إما المشاركة في وقوع الكــارثة أو في إحصاء الخسائر البـشرية والمادية بــعد وقــوعها متجاهلين أن الدور الحقيقي لرجال الأمن يكمن في درء الخطر ومنع الكارثة قبل وقوعها بإذن الله , وهذه المسؤولية بالذات يجب أن يستشعرها رجل الأمن حسياً قبل أن تفرض عليه عملياً , وقد ناشدت المسئولين في مكتب مدير(الأمن العام) الاهتمام بمعاناتنا هذه واتخاذ كافة ما يلزم سواءً مع أولئك المهووسين بجنون القيادة بسرعة تتجاوز الـ( 160) في شوارعنا التي لا يتعدى عرضها خمسة أمتار ولو بوضع مطبات صناعية لا تقل في متانتها عن تلك التي نجدها أمام (نقاط التفتيش الأمنية ) في الطرق السريعة , أو فيما يخص تجاوزات رجال الأمن التي تقدم ذكرها , وقد أكدوا لي اهتمامهم ومتابعتهم وطلبوا مني تلمس نتائج ذلك الاهتمام في (المستقبل!) دون أن يحددوا لي نوع الإجراء ولا توقيت محدد لتنفيذ تلك الوعود وقد مر الآن ما يقارب ستة أشهر ولم أرى على أرض الواقع ما يشعرني بذلك الاهتمام وتلك الجدية التي وعدت بها ليبقى الحال على ماهو عليه مع زيادة في الكم وتطورٍ في نوعية الخطر الذي وصل لدرجة إطلاق النار من قبل رجال الأمن أثناء المطاردات في الأماكن العامة وبين المارة دون إنذارٍ سابق , والسؤال ترى لو كان بلاغي عن إحدى خلايا تلك (الفئة ) هل كنت سأنتظر أياما وشهوراً حتى أرى النتائج ؟ أم أن الوضع سيختلف وفي وقتٍ قياسياً يكون أمرها قد حسم وكأنها في يوم لم تكن , إن الموت وان تعددت أسبابه فهو في النهاية واحد ومادام أن في الأمرين خطورة على حياة وممتلكات الناس إذاً ما الذي يتميز به ذلك الخطر عن هذا الخطر وعلى أي أساسٍ يتقبله العقل والمنطق شرعة تلك الأولوية في الحقوق الأمنية , أخيراً أتمنى أن تجد معاناتنا كل الاهتمام والجدية من قبل الجهات المعنية راجياً منهم عدم الانشغال بالتعقيب على مقالي هذا سواءً بالتشكيك أو التبرير فتكون له الأولوية من حيث الاهتمام ويصبح هــو القضية