الفندق الذي أعمل فئة خمس نجوم ويقع في أعلى مكان في تعز بعد ( جبل ربي ) حيث يطل على كامل المدينة من الجهة الغربية ويعطي لزواره وساكنيه مناظر بانورامية مميزة للمدينة, وصاحبه يمني من عائلة ( هايل ) الثرية فيه خير وصلاح حيث يمنع بيع الخمور في الفندق ويخلو من وجود ملهى ليلي كما هو حال أغلب فنادق هذه الفئة في بلادي ويتم التعامل ماديا فيه بالدولار.
أقابل يوميا في الفندق الذي أعمل فيه ناس من مختلف الجنسيات من أمريكا وبريطانيا وفرنسا والبرازيل وألمانيا واليابان والصين ولبنان ومصر والكويت والإمارات وقطر وعمان ...وكل دول العالم تقريبا . لكني أنجذب وأميل لصنفين من زوار الفندق : اليمنيين المقيمين في السعودية والخليج , والصنف الثاني : السعوديين .
اليمنيين المقيمين في الخليج ـ وتحديدا الحضارم ـ يركبون سيارات من ذوات الدفع الرباعي وتظهر عليهم علامات النعمة ويصرفون ببذخ وتتقدمهم كروشهم وتغطي الشحوم أجسادهم الغضة وأهم سبب لكل تلك النعمة الظاهرة عليهم ـ بدون شك ـ نتيجة عملهم في الخليج .
والسعوديون ـ آه يالسعوديين ـ أحب شعوب الأرض لنفسي ولعدد كبير من أبناء شعبي . لأسباب لا تخفى على لبيب .


عندما أرى سعوديا يدخل الفندق ـ وخاصة إذا كانت عائلة ـ وهم يرتادون الفندق بشكل متواصل وتحديدا في فترة الصيف أسابق أقراني من الفليبيين لخدمته خاصة أنني اليمني الوحيد وسط عدد من الفليبينيين كحاملي أمتعة وهم بشوشون على طول الدرب ويرتاحون لي أكثر من تعامل الفليبيين معهم , أبادلهم الأحاديث وأسمح لنفسي أن أطرح عليهم مجموعة تساؤلات عن ( السعودية ) لغرض مستقبلي أخطط له , فأنا أنوي في المستقبل القريب أن أدخل السعودية لأنها الحل الوحيد لتغيير حالي التعيس .