لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 36 من 36

الموضوع: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

  1. #21
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الأسامــة
    مشرف سابق

    .
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    الدولة
    ڣﻲ ﺎلأفڨ الأعڵـۓ ،،
    العمر
    35
    المشاركات
    8,749

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    استاذي القدير عبدالصمد حكمي

    هناك بعضاً مـن المؤذنين أصواتهم متعبة ونشاز..وترفع الضغط.

    فالاذان رمز اسلامي جميل ويجب أن يكون للجمال فيه روح وعذوبة

    والقران هو كلام الله سبحانه أمرنا بالتغني به وتحسين الصوت به.

    أصوات المؤذنين متداخلة ، مكبرات الصوت غير مضبوطة على درجة معينة

    فتجد مسجدا يصم الآذان بقوة الصوت ومسجد معتدل الدرجة..

    اضافة الى نشاز وقبح الصوت وطريقة أداء الاذان.. لابد من ضبط درجات الصوت

    على مستوى معين وتعليم المؤذنين التغني بالاذان فهناك مقام الحجاز ومقام الصبا..

    ونحن نعرف مؤذن الحرم النبوي بصوته الجميل وشهرته

    في العالم الاسلامي لانريد مؤذنا يرفع الاذان بالصياح والزعيق

    الاذان يبدأ بالله أكبر وينتهي لا اله الا الله فدعونا نردد الله اكبر اعجابا وايمانا

    لاقهرا وتحياتي لكل مؤذن حسن الصوت جميله ...

  2. #22
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليتيم 1 مشاهدة المشاركة
    أ
    أخي عبد الصمد بارك الله فيك وحفظك

    الذي أعلمه أن الأذان هو الإعلام بدخول الوقت بمعنى لابد فيه من مكبرات الصوت
    أما الخطبة والمواعظ بل وإقامة الصلاة لواقتصر فيها على مكبرالصوت الداخلي لم تكن هناك
    مخالفة شرعية لأن الإقامة في الأصل هي لمن كان في داخل المسجد بدليل قول المؤذن

    (قد قامت الصلاة ) يعني لمن كانوا قعودا داخل المسجد أما من كانوا خارجه فيكفيهم الأذان

    ومن كان حريصا على الصلاة فقد سمع الأذان ولاأظن أحدا في هذه الأيام لايعلم دخول

    وقت الصلاة
    وأعرف كثيرا من المساجد في جده يقتصرون على الأذان فقط في المكبرات

    هذه قناعتي بارك الله فيك



    أيها الجميل
    لبيت الدعوة وعدت مجددا ..
    فكنت جديرا بالاحترام أنت وقناعتك

    \

    دام وعيك يقظا

  3. #23
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    النمر أهلا تليق بحضورك
    أفضت حتى لامست ضفاف الجرح
    وأضفت منقولا ملأ شاغرا
    وتجرأت مسكونا بطبيعة النمور فسكنت الدهشة

    \

    شكرا بحجم قامتك



  4. #24
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسامــة مشاهدة المشاركة
    استاذي القدير عبدالصمد حكمي

    أصوات المؤذنين متداخلة ، مكبرات الصوت غير مضبوطة على درجة معينة

    فتجد مسجدا يصم الآذان بقوة الصوت ومسجد معتدل الدرجة..
    الأسامة
    أهلا أخي الكريم
    ما تفضلت به في المقتبس أعلاه جدير بالمناقشة
    ولا بد لأصواتنا أن تصل ما دامت ( الحكمة ضالة المؤمن )

    \

    غزير تقديري



  5. #25
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عراف
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    356

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    خلونا نقول إن اللي يسكن جنب المسجد مو مسلم ونبغاه يسلم.

    انا معجب بجرأة الطرح لاننا بأمس الحاجه لمثل هذه الطروحات خصوصا واننا نعيش الكثير من المتنافضات.
    العقول الصغيرة تبدأ دوماً بمهاجمة الأفكار الــكبيرة

  6. #26
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو عمرين
    تاريخ التسجيل
    06 2008
    المشاركات
    445

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    رفع الاصوات في المساجد
    أمـر مكروه ولاحظنا بعض
    المساجد يقومون بعملية رفع جهاز الصوت
    لكي يسمع الناس حنجرتة الذهبية كما يدعي
    وهذه في نظري نظريه خاطئة

  7. #27
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عراف مشاهدة المشاركة
    خلونا نقول إن اللي يسكن جنب المسجد مو مسلم ونبغاه يسلم.

    انا معجب بجرأة الطرح لاننا بأمس الحاجه لمثل هذه الطروحات خصوصا واننا نعيش الكثير من المتنافضات.
    لا سيما إذا كان الطرح بحجم قامة أستاذي/عبد الصمد الحكمي

    فإننا نستقي الماء من النبع



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #28
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عراف مشاهدة المشاركة
    خلونا نقول إن اللي يسكن جنب المسجد مو مسلم ونبغاه يسلم.

    انا معجب بجرأة الطرح لاننا بأمس الحاجه لمثل هذه الطروحات خصوصا واننا نعيش الكثير من المتنافضات.
    أهلا عراف
    وأنا معجب بتوقيعك
    أرجو أن تزيد العبارة الأولى في مداخلتك وضوحا ليتسنى للجميع الوقوف على قناعتك
    \
    ويشرفني هطولك


  9. #29
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمرين مشاهدة المشاركة
    رفع الاصوات في المساجد
    أمـر مكروه ولاحظنا بعض
    المساجد يقومون بعملية رفع جهاز الصوت
    لكي يسمع الناس حنجرتة الذهبية كما يدعي
    وهذه في نظري نظريه خاطئة
    أهلا أبا عمرين
    يكفيه أن يسمع من هم داخل المسجد كما هي سنة نبينا وصحابته والتابعين وتابع التابعين .
    وللعلم فإن وزارات الأوقاف في بعض الدول العربية أصدرت في هذا الشأن تعاميم صارمة والتزم بها أئمة المساجد
    أما عندنا فإن تعميم وزارة الأوقاف لم يلق آذانا صاغية ، ويبدو الأمر بحاجة إلى رفع عقيرة مضادة لفرض التطبيق

    \

    غزير تقديري


  10. #30
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل مشاهدة المشاركة
    لا سيما إذا كان الطرح بحجم قامة أستاذي/عبد الصمد الحكمي

    فإننا نستقي الماء من النبع
    أهلا رمز الوفاء
    قامتي تعانق السماء بحسن ظنكم بي ولا شيء سوى ذلك

    \
    دمت جميلا كما عرفتك


  11. #31
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالصمد الحكمي مشاهدة المشاركة

    أخي عبد الله عكور
    دعك من هذه المزايدة وأجبني بكل اختصار :

    هل ترى في ما صدر عني من مطالبة باقتصار مكبرات الصوت على الأذان معصية ؟


    عبد الله عكور ( أبو زهير ) كان متواجدا ومشاركا اليوم و أمس فكيف غفل عن سؤالي ؟!
    هل كان عبد الله عكور يبحث عن أدلة ؟
    عبد الله عكور قال في مداخلته :
    "لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق"
    إذًا فقد جزم بأن طرحي معصية ، وإنْ استجاب ولي الأمر لتلك المعصية فلا طاعة له ،
    فكيف إذًا يبحث عن دليل ؟ يفترض أنه يملك الدليل سلفا ، وإلا فينطبق عليه ( يهرف بما لايعرف )
    عبد الله عكور قال أيضا في مداخلته :
    ( كيف لوكان المسموع "المعازيم "أو " زمان الصمت "أو "هجرتك " ؟ )
    فاستدعى القول السائر : ( كل إناء بالذي فيه ينضح ) ، وحضرت بقوة : ( كبر مقتا .... )
    ومن كانت تلك حدود معرفته فلنلتمس له عذرا إن بقي زمنا يتزمل بالصمت ، وحسبه حضور خاطف بين ( المعازيم ) إن قال لسؤالي : هجرتك

    يا عبد الله
    ( رب كلمة قالت لصاحبها دعني )



  12. #32
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    مشاركة: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية

    ربما خانه التعبير معلمي الفاضل

    ومن عفا واصلح فأجره على الله

    دمت شامخاً كما انت أيها الهرم

    استاذي القدير
    لك
    مودتي ماحييت



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #33
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالصمد الحكمي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    214

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض



    الإخوة والأخوات
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فهذه رسالة أعدها طالب علم - جزاه الله خيرا - في حكم مكبرات الصوت في المساجد ، اشتملت على أدلة من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم الشرعي ممن يعتد بفقههم ، أطرحها هنا ليكف أرباب الهوى عن محاكمة نية صاحب الموضوع وليعلموا أن الحق أحق أن يتبع وأن " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "
    والله من وراء القصد
    من تشق عليه قراءة الرسالة كاملة فإنني أعينه على قراءة الفائدة بتحديدها بلون مغاير

    رابط الرسالة . إسلام أون لاين

    مقدمـــة

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد.
    فحباً في نشر العلم، ورجوعاً للحق، ونصحاً لإخواني المسلمين، عملاً بقوله r - كما عند مسلم – "الدين النصيحة" جاءت هذه الرسالة الموجزة حول موضوع (استعمال مكبرات الصوت في المساجد) والتي أسأل الله U أن ينفع بها، وأن يجعلها في ميزان أعمال كاتبها وقارئها وناشرها، إنه سميع قريب.
    كما أرجو من الله القدير أن يعين كل صاحب همة ومروءة ونخوة نحو ربه ودينه إلى تطبيق ما جاء فيها. وما قصدت بذلك إلاّ الخير، فإن كان مقبولاً فدعاء من الأعماق بالرشد والصواب، وإن كان غير ذلك فدعاء بالرشد والهداية، وفي كل خير.

    مدخل إلى الموضوع:

    إن مما أنعم الله به علينا في هذه البلاد المباركة بناء المساجد وعمارتها حساً ومعنىً، عمارة حسية من خلال بناء وتشييد هذه المساجد في المدن والقرى والهجر والأحياء، وعمارة معنوية بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم. كما أن من نعم الله علينا وجود أجهزة المكبرات الصوتية والتي تسمى "بالميكروفونات" وذلك عند استخدامها في محلها الصحيح بالإعلان عن شعيرة من أهم الشعائر وهي الصلاة، وإعلام الناس بدخول وقتها، وهذا الأمر مطلوب شرعاً، وهو من الوسائل المشروعة التي نُص عليها، وما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب.
    والناس – وبالأخص الأئمة والمؤذنون – حول هذه المسألة طرفان ووسط، فقسم يرى وجوب إسماع الناس قراءة القرآن والوعظ والخطب والدروس والمحاضرات بحجة تعليم من بالبيوت وخاصة النساء وأصحاب الأعذار حتى لو تعدى الأمر إلى مسافات بعيدة قد تصل إلى مئات الأمتار في كثير من الأحيان ( [1] ) .
    وطرف آخر يرى أن تمنع هذه المكبرات حتى ولو في الأذان بحجة الضرر المترتب نتيجة الاستخدام السيئ لهذه الأجهزة، أو كونهم يرون بدعيتها، وهذا ما كان عليه بعض المشايخ في أول الأمر بحجة أنه لم يفعلها أحد من سلف الأمة ثم اتضح أنها لا تدخل في باب البدعة؛ بل في باب المصالح المرسلة.
    والحق في هذه المسألة هو القول الوسط، حيث ينبغي اقتصار هذه المكبرات الخارجية على الأذان فقط ( [2] ) ، أما الصلاة ونحوها كالخطب والمواعظ فيقتصر الأمر على الإذاعة الداخلية فقط – وخصوصاً في المساجد المجهزة بهذه التقنية – وذلك لإسماع من بالمسجد لمن يحتاج إليها، والحاجة تقدر بقدرها.

    ما المحاذير والأضرار الناتجة عن سوء استخدام مكبرات الصوت ؟

    أما استخدام هذه الأجهزة (الميكروفونات) في غير الأذان، من إذاعة الصلاة وقراءة الإمام بها، والخطب والمواعظ ففي ذلك عدة محاذير وأضرار، منها:
    1- التشويش الحاصل من بعض المساجد على بعضها الآخر، حتى تلتبس قراءة الإمام وصلاته على المأمومين خلفه، فيركعون مثلاً قبل إمامهم، أو يسجدون مع ذلك الإمام في المسجد القريب، أو لا يحسن لهم الاستماع لقراءة إمامهم، أو لا يحصل لهم الخشوع الواجب في صلاتهم، أو قد يلتبس على البعض دعاؤه حال الصلاة!!
    ولا يشك عاقل أن هذه مفسدة وضرر توجب منع موجبها، ثم إن الناس خارج المسجد لا يحتاجون إلى سماع صلاة الإمام ولا تكبيراته، وإنما المصلون الذين بداخل المسجد هم الذين بحاجة إلى ذلك.

    2- ومن هذه المحاذير والأضرار، الإزعاج الحاصل من هذه المكبرات لجيران المسجد من الأطفال ( [3] ) والمرضى والنساء ( [4] ) والنيام المعذورين، ومن لديهم أعمال أو استذكار،
    ومن لا تلزمهم الصلاة مع الجماعة، وبخاصة صلاة النافلة، كالتراويح والقيام في شهر رمضان، أو أنهم قد صلوها من أول الليل، أو أنهم يؤخرونها إلى آخره، أو قد تكون لا تلزمهم تلك الصلاة النافلة، أو قد يكون هناك من لديهم أعمال فيحتاجون إلى النوم مبكراً، أو قد يكون هناك الشيوخ المسنين المضطربين في نومهم، ونحو ذلك.
    وعلى هذا فيكون رفع الصوت بالقراءة من خلال الإذاعة الخارجية سبباً في إزعاجهم وإيذائهم بغير حق، واعتداء على حقوقهم، والشريعة سمحة – ولله الحمد والمنة – أتت لإسعاد الناس وليس لشقائهم.

    3- ومن المحاذير والأضرار المترتبة على هذه المكبرات الخارجية، أن كثيراً من المصلين عندما يسمعون أن المسجد القريب منهم قد أقام الصلاة، أو أنهم انصرفوا من صلاتهم، وإمامهم لم يشرع بعد في صلاته، فإنهم حينئذ يأخذون بلومه والتذمر منه، فيحاول بالتالي أن يعجل بهم في الصلاة مخافة لومهم، وقد يقصر في خشوع الصلاة وطمأنينتها، وهذا أمر مشاهد معلوم.

    4- ومن المحاذير كذلك أن في رفع الصوت بالقراءة في الصلاة من بعض الأئمة وعبر هذه المكبرات قد يجلب عليه الرياء والسمعة، فكم سمعنا عن إمام يتفنن في تبليغ قراءته عبر المكبرات، ويحرص على ذلك ما لا يحرص على إقامة الصلاة وخشوعها، فهذا المُخرج لصوته عبر مكبرات الصوت لا ينبغي أن يأمن على نفسه الفتنة، وهو يعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فهو يعلم أن نساء الحي وغيرهن يسمعونه، فترى الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى يدعونه للتصنع في القراءة لإطرابهم ليقولوا قارئ حسن الصوت!!! فليعلم هذا وغيره أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة: منهم القارئ يقال له قرأت ليقال قارئ فقد قيل، فيكون من أول من تسعر به النار يوم القيامة.

    5- أن رفع الصوت بالمكبرات الخارجية ليس من توقير كتاب الله وتعظيمه، فيخرج هذا الصوت خارج المسجد ويبقى كثير من الناس لا ينصتون بل هم مشغولون عنه، بل المشاهد أن الإمام يقرأ القرآن بواسطة هذه المكبرات، وبعض الناس في بيوتهم يسمعون القرآن ولا ينصتون، بل إنك لربما تجد بعضهم يستمع إلى الموسيقى والأغاني، أو يرقص في بيته، والإمام بجواره يقرأ القرآن، بل وقد تكون الأسواق عامرة بالناس بيعاً وشراءً، ولاسيما وقت صلاة التراويح، وما يتبع ذلك من لغط وكذب وغش وخداع ومنكرات، والقرآن يتلى على رؤوسهم!! وهذا كما لا يخفى خلاف ما أمر الله به، وبناء عليه فليس من تنزيه كتاب الله تعالى وتوقيره أن يرفع الإمام صوته بالقرآن من خلال أجهزة المكبرات الخارجية، فهذا من الجهر المكروه إن لم يكن من الجهر المحرم، وهو من المضارة بالقرآن الكريم.


    مسألة: هل يوجد في الشرع ما يدل على استحباب استعمال هذه المكبرات في الصلاة، والجهر بالقرآن الكريم بها ؟
    أقول – وبالله التوفيق – إن في القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ما يدل على المنع من استخدام المكبرات الصوتية الخارجية في غير الأذان.
    فمن أدلة القرآن الكريم:
    قول الله U : ] ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين [ الأعراف (55) وقوله تعالى عن عبده الصالح زكريا u ، وكيف كان يدعوه، وصفة صلاته ] ذكر رحمت ربك عبده زكريا % إذ نادى ربه نداءً خفياً [ مريم (2، 3) وقوله U : ] واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين [ الأعراف (205).
    ففي هذه الآيات الكريمات دلالة وإرشاد إلى أنه يجب أن تكون صلاتنا بخشوع وتضرع وخوف وسكينة، وخفية، لا بالضجيج والصياح والصراخ، والجهر الزائد عن قدر الحاجة، فالأصل في الصلاة السرية الإسرار، وفي الجهرية الجهر اليسير الذي يكون بقدر الحاجة من إسماع المأمومين، أو تنشيط على قيام الليل، بحيث لا يخرج عن آداب الضراعة والخوف من الله سبحانه وتعالى، فيكون الدعاء أو الصلاة أبعد عن الرياء والسمعة، وأقرب إلى الإخلاص والقبول، وفي الجهر بالصلاة أو القرآن أو الدعاء وغير ذلك عبر هذه المكبرات مخالفة صريحة لهذه النصوص الكريمة، فنحن ندعو سميعاً قريباً مجيباً لا أصم غائباً.
    من أدلة السنة النبوية:
    ومن أدلة السنة النبوية على المنع من استعمال المكبرات الصوتية الخارجية في غير الأذان.
    ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في وصف قراءة رسول الله r في قيام الليل، قال: "كانت قراءة النبي r على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت" أخرجه أبو داود، كتاب التطوع، باب في صلاة الليل، وقال عنه الألباني حسن صحيح.
    فإذا كان هذا هو هدية عليه الصلاة والسلام لاسيما في صلاة الليل، وهو الأسوة، يسمعه من كان في الحجرة، ولا يبلغ ذلك، ولا يجهر بقراءته إلى كل من في البيت، فحرى بالمسلمين اليوم أن يهتدوا بهديه ويعملوا بسنته، ولا يؤذون النائمين وغيرهم بواسطة هذه المكبرات.
    وعند أبي داود أنه r اعتكف في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: " ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذيين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة " رواه أبو داود، كتاب التطوع، بابٌ في صلاة الليل، والحديث صححه للألباني.
    وهذا إذا كان الجهر لا يؤذي أحداً، أو لا يشوش على أحد، وفيه مصلحة وحاجة، وإلاّ فإن الله U يقول: ] إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها أو تؤتوها الفقراء فهو خير لكم، ويكفر عنكم من سيئاتكم، والله بما تعملون خبير [ البقرة (271).
    فالإخفاء خير لنا وأبعد عن الرياء المحبط للأعمال، وهو سبحانه عليم خبير بأحوال عباده وأعمالهم، سواء من أسر منهم القول أو جهر به.
    فهذه الأحاديث نصوص قاطعة، مؤيدة لما ذكرت من عدم استحباب استعمال هذه المكبرات في غير الأذان، وأن الأصل هو عدم رفع الصوت بالذكر والقراءة والدعاء، إلاّ بالقدر الذي ورد للمصلحة أو الحاجة كما أسلفنا.
    كما أن هناك أيضاً نصوص أخرى قد يستدل بها على المنع من الصلاة بهذه المكبرات ومنها:
    ما رواه البخاري – رحمه الله – عن أنس t قال: (كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال لها النبي r : " أميطي قرامك فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي " كتاب الصلاة، باب: إن صلى في ثوب مصلّب أو تصاوير هل تفسد صلاته ؟ وما ينهى عن ذلك.
    فتأمل – رحمك الله – الحديث، حيث أن فيه دليل على أن كل ما يشغل المصلي، أو يشوش عليه يجب أن يزال، ومن ذلك المكبرات الصوتية لغير الأذان.
    ومما قد يستدل به على المنع أيضاً ما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة t أن رسول الله r انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: " هل قرأ معي أحد منكم آنفاً ؟ " فقال رجل: نعم يا رسول الله، قال: " إني أقول مالي أنازع القرآن " رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب: من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام. والحديث صححه الألباني.
    فهذا الحديث نص ظاهره في المنع من كل ما يشوش على المصلي صلاته سواء كان إماماً أو منفرداً، وهذه المكبرات من المشاهد والمحسوس أنها تشوش على المصلين، وعليه فتمنع.

    من أقوال أهل العلم:

    1- قال شيخ الإسلام رحمه الله (من كان يقرأ القرآن والناس يصلون تطوعاً فليس له أن يجهر جهراً يشغلهم به، فإن النبي r خرج على أصحابه وهم يصلون من السحر فقال: " يا أيها الناس كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة " مجموع الفتاوي 23/61.
    وقال رحمه الله في موضع آخر، وفي مسألة شبيهة لما نحن بصدده عندما سئل عن مسجد يقرأ فيه القرآن والتلقين بكرة وعشية ثم على باب المسجد شهود يكثرون الكلام، ويقع التشويش على القراء، فهل يجوز ذلك أم لا ؟
    فأجاب رحمه الله: (الحمد لله، ليس لأحد أن يؤذي أهل المسجد، أو أهل الصلاة، أو القراءة، أو الذكر، أو الدعاء، ونحو ذلك مما بنيت المساجد له، فليس لأحد أن يفعل في المسجد ولا على بابه أو قريباً منه ما يشوش على هؤلاء، بل قد خرج النبي r على أصحابه وهم يصلون، ويجهرون بالقراءة، فقال: " أيها الناس! كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة ".
    فإذا كان قد نهى المصلي أن يجهر على المصلي، فكيف بغيره ؟! ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك، مُنع من ذلك، والله أعلم. أ.هـ مجموع الفتاوي 22/205.
    ولا ريب أن ما يحصل من بعض المساجد من رفع الصوت بقراءة القرآن، والصلاة بالمكبرات فيه تشويش على أهل المسجد والمصلين في المساجد القريبة الأخرى، فيمنع من ذلك كما قال الشيخ – رحمه الله – في فتواه. وأظن أن الشيخ – رحمه الله – لو كان حياً اليوم، ورأى ما آلت إليه بعض المساجد من التباهي برفع الأصوات بهذه المكبرات في غير الأذان لأنكر ذلك وحذر منه، لما يعلم عنه – رحمه الله – من غيرته على دين الله U ، ومصلحة المسلمين.

    2- وقال النووي – رحمه الله – في بيان خوف السلف – رحمهم الله – من الرياء، وكراهتهم له: (وأما الآثار عن الصحابة والتابعين من أقوالهم وأفعالهم فأكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، وهذا كله فيمن لا يخاف رياءً، ولا إعجاباً، ولا نحوهما من القبائح، ولا يؤذي جماعة يلبس عليهم صلاتهم ويخلطها عليهم). التبيان في آداب حملة القرآن ص60.

    3- وقال ابن الجوزي – رحمه الله: (وقد لبس إبليس على قوم من القراء فهم يقرأون القرآن في منارة المسجد بالليل بالأصوات المجتمعة المرتفعة الجزء والجزأين فيجمعون بين أذى الناس في منعهم من النوم وبين التعرض للرياء). تلبيس إبليس ص175.

    قلت: وما أشبه أولئك الذين يقرأون القرآن في منارة المسجد بهؤلاء الذين يضعون الأجهزة المكبرة بأعلى منارة المسجد.

    4- قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (أمَّا استعمال مكبرات الصوت في الصلاة الجهرية إذا كان يشوش على المساجد الأخرى أو على المصلين في البيوت التي حوله منهي عنه، ومن المعلوم أن رفع الصوت من المنارة يحصل به التشويش على المصلين في المساجد الأخرى، إذا كانت قريبة أو كانت الرياح متجمعة إليها، كما يحصل به التشويش على المصلين في البيوت التي حول المسجد، ولا يخفى ما يحصل من تأذي من حصل عليه التشويش، ففي رفع الصوت من المنارة بالصلاة الجهرية عدة محاذير:
    § الوقوع فيما نهى عنه النبي r .
    § التشويش على إخوانه المصلين في المساجد الأخرى وإيذائهم بذلك، حتى إنَّ بعضهم ينشغل عن الاستماع لقراءة إمامه.
    § تهاون بعض الناس في الحضور إلى المسجد، لأنه يسمع صلاة الإمام ركعة ركعة وجزءاً جزءاً فيتباطأ بناء على أن الإمام في أول الصلاة، حتى يتمادى به الوقت فتفوته الصلاة أو كثير منها، وهناك أشياء أخرى لا تتسع هذه الورقة لذكرها، فنصيحتي لإخواني أن يسلكوا طريق السلامة، ويبتعدوا عما يشوش على إخوانهم ويؤذيهم. أ.هـ (تجد نسخة من هذه الفتوى مرفقة بالرسالة). وقال رحمه الله: (إن من أنعم الله به على عباده في هذا العصر مكبرات الصوت التي تبلغ صوت الإمام لمن خلقه فيسمعه جميع أهل المسجد، وينشطون لصلاتهم لذلك، ولكن بعض الناس استعمله استعملاً سيئاً، فرفعه على المنارة، وهذا حرام لأنه وقوع فيما نهى عنه النبي r حين خرج على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال: "كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن "، ولأنه أذية للمصلين حوله في المساجد والبيوت، حيث يشوش عليهم القراءة والدعاء فيحول بينهم وبين ربهم، وقد قال الله تعالى: ] والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً [ ويمكن حصول منفعة مكبر الصوت بدون مضرة بأن يفصل عن المنارة، ويوضع سمّاعات في داخل المسجد تنفع المصلين ولا تؤذي من كان خارج المسجد. أ.هـ. الضياء اللامع من الخطب الجوامع (469).

    وقال رحمه الله: (حكم قراءة الرجل في المسجد في الحال التي يشوش بها على غيره من المصلين أو الدارسين أو قارئ القرآن، حكم ذلك حرام، لوقوعه فيما نهى عنه النبي r . (مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين). المجلد 13 – آداب الخروج إلى المسجد.
    وقال رحمه الله: (إن بعض الأئمة يروق له أن يصلي على مكبر الصوت، وهذا إذا كان ينشط المأمومين لا بأس به بشرط أن يكون ذلك داخل المسجد لئلا يشوش على من حوله من المساجد أو على من حوله من البيوت فمن يصلون ويعبدون الله فإن كان يشوش عليهم فليس له أن يرفعه في مكبر الصوت، لأن رسول الله r خرج على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فأخبرهم أن كل مصلٍ يناجي ربه، وقال لهم: " لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن " فنهاهم النبي r أن يجهر بعضهم على بعض في القرآن، لأن ذلك يشوش على الناس فلا يدرون ماذا يقولون في ركوعهم وسجودهم، لاسيما إذا كانوا قريبين من ذلك، ولا يدرون ماذا يقول إمامهم الذي بين أيديهم، ولقد سمعت أن بعض المساجد المجاورة لمن يرفعون القراءة في الصوت، في صوت المكبر، سمعت أنه لمَّا قال هذا الذي رفع الصوت ] ولا الضالين [ قال المأمومون خلف إمامهم ] آمين [ يظنون أو غلطوا على أنه إمامهم، والإنسان المؤمن عليه أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فكما أن الإنسان يكره أن يكون له من يشوش عليه صلاته، فكذلك ينبغي له أن يراعي الناس في هذا حتى يتم له بذلك الإيمان، لأن رسول الله r يقول: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فاتقوا الله أيها المؤمنون، وافعلوا ما فيه المصالح من غير أن يكون في ذلك مضرة على غيركم، فإن الإنسان مسؤول أمام الله يوم القيامة. (من شريط: استقبال شهر رمضان، وصيامه وقيامه).

    5- وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في تسجيل صوتي له: " لا يجوز رفع الصوت بقراءة القرآن في المسجد إذا كان يؤثر على الآخرين على القارئين للقرآن في الصف، أو يؤثر على المصلين الذين يصلون الراتبة أو تحية المسجد، فإن كان يترتب على الجهر بقراءة القرآن إضراراً بالآخرين فإنه لا يجوز، خرج النبي r ، وأصحابه يصلون من الليل ويجهرون فقال: " كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض ". نعم، وبالمناسبة هؤلاء الذين يرفعون أصوات مكبرات الصوت خارج المسجد ويشوشون على الجيران، ويشوشون على المساجد الأخرى، هؤلاء لا يجوز لهم هذا العمل، لأن فيه إيذاء وإغرار بالآخرين، وتشويشاً عليهم في صلواتهم وعباداتهم.

    ومن الأدلة العقلية:
    ومن الأدلة العقلية التي قد يُستدل بها على منع القراءة بمثل هذه المكبرات أنه لو فرض أن إنساناً فتح مذياعاً في بيته أو في سيارته، يذيع القرآن بصوت عال، فمنعه الناس كي لا يزعج النائمين ونحوهم، فهل يعدون ظالمين مخطئين منافقين لا يحبون سماع كلام الله ؟!!
    فإذا علم ما تقدم من نصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم، فإنه يتضح بذلك عدم مشروعية استعمال هذه المكبرات في غير الأذان ( [5] ) . ولا أظن أن قائلاً يصر بعد التأصيل والنظر فيما نقلت من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، وأقوال أهل العلم على القول باستحباب مثل هذه المكبرات الصوتية لغير الأذان. والله أعلم.
    شبهة القائلين باستحباب أو جواز هذه المكبرات حتى في غير الأذان، والرد عليها:
    يمكن إجمالاً حصر شبه المستحبين أو المجيزين في الأمور التالية:
    1- تعليم النساء اللواتي في البيوت وغيرهن من أصحاب الأعذار القرآن الكريم والأحكام والمواعظ.
    2- حصول الأجر من سماع القرآن الكريم.
    3- اهتداء الغريب عن الحي إلى مكان المسجد.
    4- إعانة الناس على إدراك الصلاة جماعة في المسجد.
    5- إعطاء روحانية وبعداً نفسياً للمستمعين خارج المسجد وخاصة خلال صلاة التراويح والقيام.
    هذا إجمالاً ما أورده القائلون باستحباب أو جواز هذه المكبرات الخارجية.

    الــــرد:

    على فرض أن هذه مصالح معتبرة – وإن كنت لا أسلم ببعضها – فإن كثيراً من الناس يعتقد أن في بعض الأمور مصلحة راجحة، والأمر ليس كذلك، ثم على القول بأنها مصالح، فإن لدينا قاعدة فقهية معروفة، وهي: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، وهذه قاعدة عظيمة وأصل عظيم من أصول الشريعة، يشهد له مثل قوله U ] يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما [ (البقرة 219) فمع أنه سبحانه ذكر أن فيهما منافع للناس، لكنه U حرَّمهما معلِّلاً ذلك بأن مضرتهما أكبر من نفعهما، والشريعة الإسلامية لم تهمل مصلحة راجحة قط، وقد قال U ] وما كان ربك نسيّا [ .
    ثم إن هذه المصالح يمكن الاستغناء عنها بما هو خير وأكبر نفعاً، فمثلاً النساء وغيرهن ممن هم في البيوت من أصحاب الأعذار يمكنهم الاستماع للقرآن وتعلم الأحكام والمواعظ عن طريق أناس صالحين، أو عن طريق المذياع والأشرطة والمسجلات، وغيرها من الوسائل المنتشرة المعروفة ولله والحمد، وأمَّا خطب الجمعة فمن المعلوم أنها ليست مقررة على من كان في البيوت، بل هي مقررة على المصلي المؤدي لصلاة الجمعة، وأمَّا المحاضرات فمن أراد أن يستمع لها فسيأتي متى ما كان راغباً راجياً ثواب الله.
    ثم إنك تجد بعضاً من هؤلاء الأئمة الذين يريدون إسماع من كان في البيوت تجدهم في قراءتهم وفي خطبهم يلحنون لحناً فاحشاً يحيل ويفسد المعنى!!! فقل لي بربك كيف يتعلم الآخرون من مثل هؤلاء وكيف يستفيدون من قراءتهم، وقد قيل (فاقد الشيء لا يعطيه ( ؟!! وصدق من قال: (كم من مريد للخير لن يصيبه).
    أمَّا ما قيل عن الغريب عن الحي فهذا من النادر، والنادر لا حكم له، أو أنه يمكن للغريب الاهتداء للمسجد عن طريق السؤال أو سماع الأذان ، أو رؤية منارة المسجد، ونحو ذلك.
    وما قيل أن في استعمال هذه المكبرات عوناً للناس في إدراك الجماعة. أقول بل أرى أنه خلاف ذلك، فكثير من الناس تجده لا يذهب إلى المسجد إلاَّ إذا شرع الإمام في الصلاة، وبعضهم يأتي في الركعة الثانية أو الثالثة، وتفوت الكثير منهم بسبب ذلك صلاة الجماعة، فأي مصلحة وإعانة في ذلك ؟!! بل إن كثيراً منهم عندما يسمع الإمام يقرأ أو يصلي واقترب الإمام من الركوع يسرع في مشيه، ويخالف بذلك أمره r من عدم الإسراع في المشي إلى الصلاة ولا يبعد أن يكون هذا الإمام مشاركاً لهذا المتخلف في هذه المعصية بسبب إقراره لهذا المنكر، أعني المكبرات الخارجية ( [6] ) .
    وأمّّا كون هذه المكبرات تعطي روحانية وبعداً نفسياً وبالأخص في التراويح والقيام فهذا غير مسلم به، بل المشاهد أن أصوات أئمة المساجد مختلطة، وتداخلها ظاهر جداً، مما يتنافى مع الخشوع والتركيز والتمعن في آيات القرآن الكريم.
    وللشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – ردٌ آخر على هذه تجده مرفقاً مع هذه الرسالة.
    هذا ما تيسر للرد على هذه الشبهة، وقد رأيتَ كيف تهاوت هذه الشبهة في مواجهة القول الحق والفصل في هذه المسألة (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمَّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). أمَّا القصص والحوادث المتعلقة بهذا الأمر فمؤلمة ومحزنة جداً، ولولا خشية الإطالة لأوردت طرفاً منها، ومن القلق والإزعاج الذي تسببه هذه المكبرات الخارجية، لكن الناس ولعوامل روحية، وللمكانة التي يحتلها المسجد في قلوبهم قد لا يبوحون بهذا الأمر، لكن الحق أحق أن يتبع، والخطأ يناقش ويصحح بما يتوافق مع ما شرعه الله


    الخاتمـــة

    يتعين على المسلم أن يصحح نيته وأن يسعى في ابتغاء مرضاة الله، فكل مسجد أسس لغير نية صالحة، بل ببواعث أخرى هو مسجد لا خير فيه، ولا بركة ترجى من ورائه فيجب على أهل الإيمان أن يتخذوا موقفاً من هذا البنيان الذي أسس على غير تقوى من الله ورضوان، كما وقف النبي r من (مسجد الضرار) المعروف والذي ذكره لله تعالى في القرآن، وشدد النكير على مؤسسيه.
    كما أنه يتعين على المسلم أن يترك ما تعوده وألفه، أو وجد عمل آبائه أو الناس عليه إذا كان مخالفاً لشرع الله، فإن الله U قد أخبر عن المشركين أن حجتهم في مخالفة الرسل وعدم اتباع ما جاءوا به من الحق أنهم قالوا: ] إنَّا وجدنا آبائنا على أمة وإنَّا على آثارهم مقتدون [ الزخرف (23).
    وقال سبحانه وتعالى: ] وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون [ البقرة (170).
    فالواجب تقديم أمر الله ورسوله r على الهوى والنفس، كما قال سبحانه وتعالى: ] وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم [ الأحزاب (36).
    فالأصلح والأنفع لنا ما شرعه الله فإنه سبحانه حكيم عليم.
    فإيَّاك أخي من التكبر عن قبول الحق والامتناع عنه، فإن الكبر بطر الحق، ومن أبى قبول الحق تعاظماً عليه فهو متكبر، وجزاء المتكبرين أن يحشروا أمثال الذر في صور الرجال فيغشاهم الذل من كل مكان، وقد قال r " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه البخاري، فجانب الهوى والتعصب فقد قيل: (إذا اشتبه على العاقل أمران اجتنب أقربهما من هواه).
    وختاماً أرجو ممن يطلع على هذه الرسالة أن لا يتوانى بتوجيه أو إرشاد أو بيان خطأ، فالخطأ من طبع البشر إلاّ من عصم الله، وأتوب إلى الله وأستغفره من كل خطأ وزلل، ولا يفوتني أخيراً أن أشكر من كان سبباً في إخراج هذه الرسالة وأشار عليَّ بكتابتها، فالدال على الخير كفاعله.
    وللاستزادة في هذا الموضوع وغيره من المواضيع المتعلقة بالمساجد فيراجع:
    1- بدع القرَّاء القديمة والمعاصرة للشيخ / بكر بن عبد الله أبو زيد.
    2- رسالة في حكم استخدام مكبرات الصوت للشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن السليماني وقد استفدت منها كثيراً في هذا الموضوع.
    3- الشامل في فقه الخطيب والخطبة للشيخ / سعود بن إبراهيم الشريم.
    4- الضوابط الشرعية لبناء المساجد للدكتور / يوسف القرضاوي.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

    كتبه / سيف بن مريع بن حسن

    الإثنين 21/06/1427هـ

    الهوامش
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 1) بل وصل الأمر – كما أخبرني أحد الثقات – أنه في حي من الأحياء أصبح هناك تنافس بين أئمة المساجد حول قوة أجهزة المكبرات، بحيث يحاول كل إمام جعل الأجهزة الخاصة بالمسجد الذي يؤمه أعلى وأقوى من المساجد الأخرى!! بل قد يصل الأمر إلى تغيير دوري لهذه الأجهزة كل سنة أو سنتين، وهو الأمر الذي تصرف عليه الأموال الطائلة، والتي قد تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات؛ فيكون هذا – ولا ريب – من أخذ أموال الناس بالباطل، والله المستعان.

    ( 2) وإنما اقتصرنا على الأذان فقط لورود النصوص الصريحة الصحيحة في فضل رفع الصوت بالأذان، وللاستزادة انظر سنن أبي داود: كتاب الصلاة، باب: رفع الصوت بالأذان، وباب: الأذان فوق المنارة.

    ( 3) وقد حصل أن بعض الأطفال ليفزع من شدة هذا الصوت ويجعلهم يستيقظون من النوم فزعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    ( 4) حيث تذكر بعض النساء أنهن لا يقدرن على أداء الصلاة في البيوت في وقتها الواجب الموسع الاختياري، وذلك بسبب التشويش الذي يحصل من جراء إخراج الإمام قراءته عبر المكبرات الخارجية، فمن حقهن أن يصلين في أي وقت يردن الصلاة فيها خلال وقت الصلاة الشرعي، ومنعهن من خلال قراءة الإمام الخارجية فيه هدر لهذا الحق الشرعي.

    ( 5) وإنما قلت (في غير الأذان). لأن الأصل فيه الإعلام والإعلان، كما مر معك.

    ( 6) ثم إن الأصل في الإنسان المسلم أنه إذا سمع الأذان أن يبادر إلى الصلاة، ويترك ما لديه من عمل يشغله عنها. كما في قوله تعالى ] يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون [ وقوله تعالى ] في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال % رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار [ . فمن لم يبادر إلى المسجد حال سماع الأذان أو الإقامة فهو مقصر ولا يلتفت إليه ولا إلى تقصيره.



  14. #34
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي بن حمود
    مشرف سابق

    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    04 2007
    الدولة
    طزستان !
    العمر
    37
    المشاركات
    4,457

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    تابعت الموضوع من بدايته

    وأرى أن الجميع يريدون فرض أرائهم فقط

    ليت النقاش بدأ من نقطة الإتفاق لا من نقطة الإختلاف


    لست خبيرا بهده الأمرو لذا سألتزم الصمت

    كونوا بخير

  15. #35
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية بن ثابت
    إداري سابق
    تاريخ التسجيل
    12 2004
    الدولة
    رابغ
    المشاركات
    15,240

    رد: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    كنت متوقعا لبعض الردود هنا

    وهذا ماذكرته من البداية بأن شيئا مشابها حدث في احدى الدول وقامت الدنيا ولم تقعد

    منهم من كفر الوزير ومنهم من شمل الحكومة بأكملها ومنهم من عم الشعب بالكفر لانهم قبلوا ولم يسقطوا الحكومة بعد اقرارها منع استخدام المايكروفونات في صلاة الفجر والعشاء

    ولكن هنا الوضع يختلف
    صحيح نستخدم التكنولوجيا لكي يساعد في اهداف ديننا ومتطلباته ولكن لا يجب ان نزيد عما حدده الشرع

    الاذان هو ابلاغ الناس بدخول الوقت والابلاغ يكون بأي طريقة ممكنه
    ولكن الاقامة والصلاة فهذا يعود الى من هم أهل للافتاء فيهما ولا علم لي

    ولكن سؤالي الم يفد العلم الحديث ايضا في اقفال الغرف بحيث لا تسمع اي صوت يكون خارجها
    بكل سهولة ويسر اذا كان الضرر هو الصوت المرتفع بالامكان بتعديلات بسيطة في الغرف ان تمنع الصوت بشكل كبير بحيث لا تسمع صوتا يذكر ولا يكون بدرجة الازعاج
    وهناك فرق من ان يقول أحدهم لا اريد الازعاج أو ان يقول لا أريد أي صوت يسمع

    يا اخوان لا يجب تخرج الردود عن الاطر الراقية للحوار
    هنا المتحدث هو الاستاذ عبد الصمد حكمي
    يجب ان نسال انفسنا أكثر من مرة
    هل يضع موضوعا للنقاش وهو لا يلم بابعاده الدينية

    طبعا لا

    ولكن الموضوع للنقاش ولايجاد الحلول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم ارحم موتى المسلمين واغفر ذنوبهم

  16. #36
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: يا خادم الحرمين : راحتُنا اجتُثّت من فوق الأرض

    السلام عليكم ورحمته وبركاته:


    هذه إحدى رسائل جوال زاد للشيخ الفاضل.(د. المنجد):

    المنتقدون لمكبرات المساجد صنفان:

    الصنف الأول :صنف ناصح تؤذيه ممارسات خاطئة،

    كتشويش بعض المساجد على بعض ،

    أوالزيادة المؤذية للجيران ،

    أوالقرب المزعج من اللاقط ،

    أوالمؤثرات الصوتيةالصارفة عن الخشوع والملحقةللمساجد بأجواء المسارح ،

    وينبغي مشاورة أهل المسجد في درجة الصوت .

    الصنف الآخر :صنف ضاق صدره بسماع ذكر الله ولسان حال قرينه الشيطاني يقول ممنوع

    الإزعاج).

    منقول


    وأستاذي القدير عبدالصمد حكمي له مني تحية وإحترام
    وإني لأظنه من الصنف الأول بل وأجزم على ذلك
    وعلى ضوء ذلك نتمنى الحوار ......................................... ولكل الأعضاء تحية وإحترام

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •