نهر العطاء
قد تغفل يا ابن آدم من حيث لا تدري ... نعم حتى لو كنت من أهل الخيرات
قد يعتريك داء الغفلة وذلك لا يعني أن ما تفعله خطأً يتحتم عليك تركه ...
بل قد تكون غارقاً في عمل الخير ، منغمساً فيه ولكنك أهملت شيئاً أو
انشغلت عنه ... أهملت قلبك الذي لا تصلحه إلا العبادة والخلوة لله عز وجل ..
قد تستغرب أيها الإنسان كيف يمكن للأخيار أن يقصروا في العبادة؟
إذا كنت ممن يعمل في الدعوة إلى الله ولك زمن في ذلك ، فانظر إلى نفسك
نظرة فاحصة من حين بدأت إلى حيث أنت الآن ، فإذا وجدت أن الملل قد تسلل
إلى نفسك بعد أن قلَّت عبادتك أو قلَّ خشوعها فاعلم أنك ممن غفل وانتبه ...
لتتفادى تفاقم الغفلة في قلبك فتخرج من عبادتك صفراً .
أما ترى عدسة المجهر كيف تكتشف الجراثيم في كل شيء يوضع تحتها؟
عامل نفسك كذلك ...
فأنت أيها المؤمن نهر من العطاء يستقي منه العطاش ، فإن
أصاب القذى ماؤك فمن يسقيهم؟.
م.ن