مُكّعب
الشَيء الجَميل دَائماً يستَحثَنا للبَحث عَن الأجمَل مِنه ، هَذا هو الإنسان بـِ طَبعه طَمّاع ،
وبالتأكيد إن هُنَالك طَمعٌ مَطلوب وآخَر غير مَرغوب بهِ ونَحن كـَ شَعبٍ عَربي نحتَاج
إلى الأوَل وبـِ عُنف ، فـَ صِنَاعة المَجد لا يَعني التَوقف عنده لكَي نُغني [ نَحنُ ]
الأبنَاء عَلى ماصنعَه لَيل [ أجدَادَنا ] ، نحتَاج فعلاً إلى أن نَجعل المَاضي نُقطَةً
عَميقَة نتمَركز بها بأسسٍ هَندسيَة رَاسخَة لـِ نَبنيَ حَاضراً ، نحتَاج إلى أن نُدرك
بأنّ الأفكَار لا تَنتَهي و أنّ لا شَيء بإمكَانه أن يصلَ للكَمال وإن ظَهر بأبهَى حِلّة .
مُؤمنٌ تَماماً بأنّ تَطور المُجتمَع بـِ حّد ذاتَه قَادر على صُنع الكَثير ، فإن أفترضَنا
إن كُل فَردٍ مِنّا يُفَكر بطريقَتهِ الخَاصة وأنه يَملك مَركزاً من المَعلومات الأساسية
( كأقل تَقدير ) وأنَه بَدأ بـِ شقّ طَريقهِ من ذلكَ المَخزون الفَِكري الذي يَملكه
لأصبحنَا قَوماً يُحسَب له ألفَ حِسَاب .
نَحنُ جَميعاً وبلا إستثنَاء تَعلمنا منذ نُعومَة أظفَارنا سَواءاً بالمَدرسة أو بالحّي
أو مُحــيط الــــعَائلة من حَـــــولنا ، كَانت خَلايا المُخ آنَ ذاك تستَقبل ولا تَرسل
أي شَيءٍ فهي مازَالت طَرية تحتَاج إلى أن تَقسو مِن مدرسَة الحيَاة لتَبدأ بالخَوض
بـِ غِمَارها ، الفَرق هُنا بينَ شَخصٍ وآخر هي تلكَ [ البيَانات العَقليَة ] التي
استقبلَها بتلكَ المُدة وهَل أجَادت تلكَ اللحظَات صُنع شَخصٍ تعّلم كيفَ يُنتجِ من
الحُروف جُملاً كَثيرة و أن يُنشئ من الشَيء الوَاحد العَديد من الأشيَاءَ وأن
يَخلقَ ومن الفُتَات الصَغير جِبالاً من الأفكَار ؟
" العَقل حينَها سيَكون كـَ الإسفنجِ تَماماً ، يَبدو ببَادئ الأمر جَافاً و نَظيفاً جداً
و سيَكون المُجتَمع هُو ذلكَ السَائل الذي سينغَمس بهِ الإسفنج ، فإن كَان أسوداً
سنرَى تلكَ القطعَة تمتَص السَواد لـِ تُنشئَ شيئاً مُسوَداً قَد يُبعثر نَشأة البيَاض ،
وإن كَان أبيضاً فـَ من المُؤكَد أنه سيستَطيع أن يَمحو كُل شَيءٍ ليعود لبريقهِ
المَعهود " .
لـِ نَفرض أنّ المُكعَب أعلاه هُو [ هَدفٌ ] نَود الوُصول إليه ، حيثُ أنّ تلكَ
الخُطوط الصَادرة من أطرَافهِ مُجّرد طُرق لـِ تَحقيق هذا الشَيء ، مع مُلاحظَة
تلكَ الخُطوط الرقيقَة التي تتقَاطَع مع الخُطوط السَابق ذكرِها ..
لـِ نُحَاول أن نَرسمَ لأي شَيءٍ نَود تَحقيقهِ أكثَر من مَخرج للوُصول له ، فــَ بتلكَ
الطريقة التي ذكرتَها سَابقاً سنضمَن حَتماً الكَثير من الإيجَابيات التي تتلخَص في :
1- تَخفيف حَجم الهَدف :
من المَعروف هَندسياً أنّ الأشيَاء تَفقد بعضاً من وزنَها في حَال إيجَادي للنُقطَة
العميَاء التي يرتَكز عَليها ذلكَ الهَدف ، حيثُ بإمكَاني إسقَاطه بخَيط سنّارة وإن
كَان وزنَه كَبيراً جداً .. !
لذلك فإنه حينَ أصنَع أكثَر من طَريق لأتمكَنَ من هَدفي فإنّ ذلكَ يَجعلني قَادراً
على تَحديد مَوقع النُقطَة العميَاء بأقصَر وَقتٍ مُمكِن لأعَانق لُبّ الهَدف سَريعاً .
2 - إيجَاد النُقَاط المُشتركَة :
إنطلاقنا من الطَريق الأول قَد يُعرضَنا لـِ طَريقٍ آخَر أنشَأنَاه بوقتٍ سَابق ، سنستفيد
حَتماً من هذه النُقطَة كَونها دَرباً مُختصَراً ننتَقل إليه سَريعاً ، فـَ في حَال إجتِمَاع
أكبَر قَدر ممكِن من النِقَاط يكون بذلكَ قَد حصلنَا على تَغطيَة كَاملة للهَدف و طَريقٍ
سَميك نَشأ من ( خُطوطٍ صَغيرَة ) قُمنَا بتَجميعهَا بـِ فِكرنا حَتى تصبِح حَادة تَماماً
لتقشير الهَدف و يُصبح حينَها جَاهزاً للأكَل .. !
هَمسَة مُكّعبيَة
النُقَاط بإمكَانها تَحريك و صِنَاعة أضخَم الأشيَاء
العِبرَة ليسَ بأن نَكون أجسَاداً ضخمَة ..
بَل في أن نَكون نِقَاطاً نُجيد التَحكم بالضخَامَة بذاتَها ..
منقول لجماله
مون لايت