عصابات تبتز السعوديين في الخارج
عيون (غريبة) تتربص بالسائح السعودي لحظة وصوله الى محطته السياحية سواء في العواصم العربية أو دول آسيا واوروبا.. أفراد وجماعات بل عصابات و«مافيا» دولية منظمة تنتظر وصوله لتفوز بصيدها (الثمين) وبنصيبها من (الكعكة كاملة الدسم)!!. فالصورة النمطية المرتسمة في أذهان اولئك (الغرباء) ان السعودي ذلك الثري القادم من الصحراء وبلاد النفط أو الساذج البسيط الطيب الذي يمكن خداعه وابتزازه والنصب عليه!!. وإزاء هذه الصورة النمطية التي انطبعت زماناً في اذهان هؤلاء يصبح السائح السعودي دون سائر السياح من بلاد العالم هدفاً لممارسة كل اساليب الاحتيال والسرقة والاستغفال، ما يستوجب أخذ المزيد من الحيطة والحذر والوعي من السائح السعودي خاصة الذي يذهب لأول مرة في رحلة سياحية خارج الوطن للتقليل من ضحايا النصب السياحي. رجل الأعمال المعروف ابراهيم الحصين يشير الى ان عمليات النصب هذه تتخذ عدة اشكال وأساليب ملتوية تبدأ منذ لحظة وصول السائح القادم من المملكة الى محطته السياحية حيث يتم رصده في المطار ومتابعة تحركاته حتى انه من السهل «بيعه» من قبل سائق سيارة الأجرة أو سرقته داخل الفندق من العامل الذي يقوم بحمل أمتعته أو تنظيف الغرف، فيما يظن الكثيرون ان الفنادق آمنة ولا يحدث فيها مثلما يحدث مثلاً في الشقق المفروشة والمنتجعات الأخرى ما يجعل البعض يهملون اغراضهم في حين يفترض ان يتركوا اشياءهم الثمينة (جواز السفر، الذهب، والمجوهرات... الخ) لدى صندوق الأمانات.
النصب في المطاعم
وقد يُمارس النصب على السائح السعودي -يضيف الحصيني- في المطاعم فعندما يفرغ من طعامه يؤتى اليه بالفاتورة فيقوم بتوقيعها فيما يتم سحب المبلغ من بطاقة الفيزا ليكتشف انه وقع ضحية عملية نصب فيما بعد من ان المبلغ المسحوب اكبر من الفاتورة!.
مافيا للمسافرين
سعيد ظافر الزهراني- 34 عاماً، يتذكر ما حدث له في احد البلدان الاوروبية حينما تعرف على شاب من احد البلدان الافريقية قائلاً: لم اتوقع ان ذلك الشاب الذي يجلس امامي كان يبيعني ويشتريني ولم اكن اعلم ذلك لأنه كان يتكلم بطريقة يفهمها الطرف الآخر في حين كنت اظنهما يتكلمان في مسائل خاصة بهما. المهم هذا الشاب أصر على ان اكون ضيفه في بيته وعندما الح في طلبه ظننت هذا كرماً منه لكن عندما حضرت كانت المفاجأة ان التأم شمل العصابة هناك حيث وجدت اربعة من (الفتوات) واصحاب الاجسام الضخمة وبادروني بالضرب مطالبين بأن أسلمهم كل النقود التي بحوزتي بل أصروا على ان اسحب لهم مبالغ اخرى من آلة الصراف.
الله وحده انقذني منهم حينما تصادف مجيء البوليس في مهمة لهم في تلك العمارة وكان ان طرقوا على باب الشقة كإجراء في بحثهم عما يبحثون عنه وبالرغم من تهديدهم إلا انني استعنت بالبوليس الذي أنهى الموقف وتم تحرير الموضوع هناك وسلمني الله منهم!.
هذا الموقف جعلني وبكل ألم لا اثق ابداً في أي انسان خارج البلد، وبالذات من اخواننا العرب، فأغلبهم لا يتقدم للتعرف عليك أو ان يقدم لك خدمة أو يعرض عليك المساعدة الا وهو يخطط لسرقتك أو نهبك!. أنا أقول هذا بكل الأسف ولكن هذا ما يحدث مع الجميع.
لهفوا قيمة البضاعة
أما الشاب محمد احمد الغامدي فيروي ما حدث لصديق له قائلاً: سافر الرجل الى احد بلدان شرق آسيا من اجل شراء بضاعة تجارية وعندما اتم كل شيء سحب المبلغ لكي يدفع قيمة البضاعة في تلك اللحظة ظهر له شخص من احدى الجنسيات العربية رافقه حتى شقته اقصد شقة صديقي التي كان يسكن بها هناك اعطاه (حلوى)، هذه الحلوى حالما بلعها صديقي حتى غط في نوم عميق عندما استيقظ اتضح له ان الرجل سرق المبلغ وكل البطاقات التي كانت بحوزته ولم يترك له شيئاً لكن من فضل الله ان صديقي كان يحتفظ بجواز سفره في مكان آخر وبالتالي تمكن من العودة.
سرقوني شخصياً
وقدم الشاب نايف محمود غبان للتو من سفر الى احد البلدان العربية المجاورة ويحكي عن موقف تعرض له سبّب له الكثير من المعاناة قائلاً: قبل ايام كنت في احد البلدان العربية حيث صعدت في سيارة للانتقال من مكان الى مكان ولكن عندما وصلت الى المكان ونزلت من السيارة تحركت السيارة مغادرة والحقيبة بحوزة السائق!.
لم استطع أخذ رقم السيارة ولا اعرف حتى السائق، المشكلة ان كل اوراقي الرسمية كانت بالحقيبة، بطاقة الاحوال وبطاقات الصراف الآلي الخاصة بالبنك وجواز السفر كل ذلك كان في تلك الحقيبة وقد ابلغت الجهات الرسمية هناك لكن الى هذه اللحظة لم استعد أي منها ولعلها فرصة للقول انه يجب على كل من يسافر الى الخارج ألا يرضخ لطلب السائق بوضع الحقيبة في حقيبة السيارة الخلفية بل يجب ان تكون الحقيبة في يدك أو على الأقل امام ناظريك.
التايم شير
عن النصب الذي قد يتعرض له السائح السعودي من قبل بعض الوكالات السياحية، يروي المواطن بندر محمد انه عند تسوقه في احد المراكز التجارية الكبيرة بدولة عربية كان يقضي فيها اجازته السنوية التقى بموظفين تبدو عليهم اناقة الملبس ولباقة الحديث يطلبون منه التوجه لمكتبهم في مركز تجاري آخر مجاور حيث شرحوا له هناك كيفية تملك اجازته السنوية أو ما يسمى بنظام «التايم شير».
وقال بندر ان الموظـــفين أوهموه بأنهـــم يتبعون الى جهات سياحية رسمية حيث باعوه اجازة سنوية لمدة اسبوعين مدى الحياة في شاليه يتسع لستة اشـــخاص بقرية سياحية بقيمة تبلغ اكثر من 57 الف ريال استلموا منها 22 ألفا دفعة اولى فيما تم الاتفاق على تقسيط المبلغ المتبقي (35 ألفا) على ثلاث سنوات موضحاً ان موظـــفي المكتب أكدوا له استلام العقد الرسمي المصدق من وزارة السياحة قبل عودته الى بلاده بيومين، مضيفــاً قــوله: عند ذهابي للمنطقة التي اتفقنا على الشراء فيها اكتشفت ان القرية التي باعني فيها هذا المكتب اجازتي السنوية لا زالت تحت الانشاء وليست مشغلة كما يدعون وان المكتب السياحي لم يسلمه أي عقد رسمي كما كان الاتفاق بل تهربوا من مقابلته وماطلوا في وعودهم بتسليم العقد مما أجبره على العودة الى المملكة مع نهاية الاجازة وتوكيل شقيقه بملاحقة المكتب السياحي الوهمي لدى الجهات القضائية هناك حتى يسترد حقوقه وطالب السياح السعوديين بالحذر من الوقوع في الفخ الذي وضعه هذا المكتب له والذي يزعم حصوله على تراخيص من قبل وزارة السياحة لممارسة هذا النشاط، مشيراً الى ان هذه المكاتب تستغل المراكز التجارية الكبرى وتتربص بالسياح في المطارات وأماكن تواجدهم!.
النصب بالحجوزات الوهمية
وهناك العديد من الأمثلة والقصص والحكايات لضحايا النصب السياحي الذي لا يتسع المجال لذكرها جميعاً ويكفي ان نشير هنا الى اكثر من 50 حالة نصب واحتيال تعرض لها سياح سعوديون خلال الصيف الماضي منها ما تعرض له المواطن خالد (هـ.ع) عندما قابله ثلاثة اشخاص لحظة وصوله المطار حيث استمع لشرح مفصل لحجز غرفة في فندق فخم بعد ان اخرج له احدهم بطاقة تؤكد انه يعمل لدى ذلك الفندق وامعاناً في النصب منحه خصماً يعادل 50% فقط اشترط عليه دفع جزء من المبلغ مقدماً وأخذ فاتورة بذلك ليكتشف تعرضه لعملية نصب محكمة لدى توجهه الى الفندق المذكور.
زواج المسيار
ومن انواع النصب التي قد يتعرض لها البعض في الخارج وقوع سعوديين ضحية مكاتب لزواج المسيار في احدى دول جنوب شرق آسيا عندما فوجئوا بمن ينادي عن توافر شابات صغيرات للزواج ويذهب من يريد منهم الى مكاتب تزويج متخصصة في ذلك حيث تعرض عليه مجموعة من الفتيات يختار من بينهن مع طمأنته بأنهن أخذن حقناً تمنع الحمل 6 أشهر.
ويحضر مأذون بملابسه الرسمية ومعه الشهود وبعد ان يكتب عقد الزواج ويأخذ العريس زوجته المسيار يفاجأ بهروبها بعد ان يكون قد دفع مهرها الذي يزيد في العادة عن الف ريال سعودي. ولذلك يشكل الزواج من فتيات جميلات صغيرات لا تتجاوز اعمارهن الـ18 عاماً بداية الوقوع في فخ مجموعات تخصص افرادها في النصب على طالب المتعة «الحلال» من السائحين العرب الذين يكثرون في تلك البلاد الجميلة، فبعد ان تعقد قرانك على احداهن وتأخذها معك الى محل اقامتك تفاجأ بهروبها منك، وعندما تلجأ للمكتب الذي سهل هذا الزواج يتنصل منك ويقول انه ليس مسؤولاً عن هروبها ولا يعلم عنها شيئاً. وينتشر افراد تلك المجموعة في الأماكن التي يتردد عليها العرب مثل المطاعم التي تقدم وجبات عربية، ويقدمون عروضهم تحت غطاء مكاتب الزواج الشرعي حتى تبعد عنها أية شبهة، فتستطيع بسهولة اصطياد الضحايا. وبعد ان يقتنع «الزبون» ويسيل لعابه لمواصفات الفتيات الابكار، يذهب للمكتب المعني ويتم اختيار صاحبة النصيب ويكتب عقد النكاح بالطريقة الشرعية بحضور مأذون وشاهدين ومهر يتراوح ما بين (1000-1500) ريال سعودي.
عدد من ضحايا هذا الزواج من السعوديين حكوا قصصهم وما تعرضوا له من نصب منظم:
يقول (أ.ح.ص) من مدينة جدة: اثناء تواجدي في دولة آسيوية كنت حريصاً على تناول وجباتي بالمطاعم العربية، وفي احدى المرات وعقب وجبة الغداء سمعت مجموعة من الشباب تنادي «من يريد الزواج من فتاة جميلة صغيرة».. فاندهشت للأمر، لكن لم أبال كثيراً في المرتين الاولى والثانية، ولكن في المرة الثالثة شدني الأمر فأبديت لهم رغبتي في ذلك الزواج، فأخذوني الى مكتب للزواج قابلت فيه شخصاً يدعى حيدر، وكانت الكتب الدينية تنتشر في جميع اركان المكتب، وبعد برهة صغيرة أحضر حيدر 5 فتيات اجلسهن امامي، وقال ان اعمارهن لا تتجاوز الـ18 عاماً.
واضاف: وقع اختياري على احداهن وحدد مهرها بما يعادل 1500 ريال، وبالفعل حضر المأذون بزيه الرسمي ومعه الشهود وكتب عقد القران بالطريقة الشرعية، بعدها اصطحبت زوجتي التي كانت تتظاهر بالخوف والقلق الى الفندق، لكنها طلبت مني ان تشتري بعض الاغراض من الصيدلية المجاورة فسمحت لها لكنها اختفت ولم اعثر لها على اثر.
اما (ج.هـ.ب) من الدمام فقد تكررت معه نفس القصة بكل تفاصيلها، لكنه عندما اختفت عروسه ذهب الى مكتب الزواج واخبرهم باختفائها فوعدوه بالبحث عنها أو اعادة ما دفعه واخذوا في مماطلته، لكنه في احدى المرات شاهد عروسه الهاربة تدخل الى المكتب برفقة عدد من الفتيات للعرض على مجموعة اخرى من الضحايا فحاول اللحاق بها لكن حراس المكتب اوصدوا الباب في وجهه.
عدد من الضحايا لم يستسلموا للامر بعد ان ايقنوا انهم وقعوا ضحية عملية نصب محكمة فذهبوا بعقود نكاحهم الى الشرطة وفتحوا بلاغات ضد احد المكاتب، وتولى الشرطي تسجيل البلاغات بل انتقل معهم الى المكتب والتقى باحدى العاملات فيه والتي ذكرت ان المسؤول حيدر غير موجود. العاملة حاولت بقوة منع تصوير المكتب لكن دون جدوى.
الشرطي اكد ان هذا المكتب يحترف النصب على السائحين في محاولة للخروج بأكبر المكاسب في موسم السياحة.. وبالطبع انتهى الأمر عند هذه النقطة وفضل الضحايا عدم تصعيد الأمر خوفاً من الفضيحة.
سرقة الجوازات
ولعل اكثر ما يتعرض له السائح السعودي سرقة جواز سفره وما يترتب على ذلك من مشكلات امنية خطيرة وربما لهذا السبب بدأت الجوازات منذ عام 1420هـ حملة توعية للحفاظ على جواز السفر السعودي كان شعارها: «جواز السفر أمانة في حلك وترحالك» وأعقبتها بحملة أخرى كان شعارها: «جواز السفر هويتك فلا تفقدها»، مما كان له أكبر الأثر في توضيح المخاطر التي قد يتعرض لها المواطن في الخارج حيث ثبت ان هناك علاقة بين موسم الاصطياف والسياحة وبين فقدان البعض لجوازاتهم في الخارج بسبب ارتياد بعض المواقع المشبوهة وغير الآمنة الأمر الذي يوقع جواز السفر في ايدي تلك العصابات ومن ثم استغلالها في اعمال غير مشروعة.
وفي هذا السياق تشير الاحصائيات الى ان كلاً من مصر والاردن وسوريا والبحرين تأتي في طليعة الدول التي تتعرض فيها جوازات سفر السعوديين للسرقة في حين تأتي كل من تركيا واندونيسيا وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة الامريكية في مقدمة الدول التي يتعرض فيها السعوديون لسرقة جوازاتهم في الخارج. فيما تشير الاحصائيات الى ان كلاً من الرياض وجدة والدمام والاحساء تتصدر قائمة المدن التي تشهد فقدان أو تلف وثائق سفر المسافرين للخارج.
ابو خالد يروي ان شنطة سامسونايت صغيرة كان يحملها بعد وصوله من السفر تحتوي على بعض المستندات والاوراق والصكوك وجواز سفره، وترك الشنطة في احدى المرات في السيارة ليعود ويجد زجاج السيارة وقد كسر وسرقت منه الشنطة ويقول انه يشعر بندم وخطأ فادح بأنه ترك اغراضاً مهمة في السيارة.
ويروي محسن كيف فقد جواز سفره في احدى الدول العربية في شقة مفروشة حيث سرقت شنطة سفر صغيرة سامسونايت كان فيها جواز سفره.
ويقول عاصم الناشر ان ابنه سافر الى دول عربية وفوجئ باتصال منه بأن الشقة التي يسكنها تعرضت لعملية سرقة وكان جواز سفره من المسروقات وهو ما جعله يعاني كثيراً.
قرأته فأحببت مشاركتي بإطلاعكم عليه
فهل نأخــــــــــــــــــذ العبرة؟![]()