ثانيا:ما بين عام1368وعام1373هـ كنا ننجع بالغنم إلى المناطق الجبلية التي بها مرعى للغنم وكنا نسكن في مكان اسمه امدق(المدق)يقع في مجنب(سفح) جبل جحفان من الشرق مباشرة وكنا نسمع زفير(زئير) الأسد قبيل وعند الغروب وفي الصباح الباكر0
وكان الأسد في الليل يأتي إلى أسفل المرباح[المكان الذي تبات فيه الربحة(القرود)في الجبل]ثم يزأر ونسمع زئيره فتخاف وترتج الربحة ونسمع قهيبها(صياحها) وتهرب وتتزاحم فيسقط بعض القرود من المرباح ويصطاده الأسد ويتعشى به0
وكذلك كنا نسمع زئير الأسد في جبل أبو النار عندما نسكن حول المكان المسمى(المعاين)أو نسكن شرق جبل أبو النار في المكان المسمى(دمنة مشرم)0
وفي حينه كان متعارف على زئير الأسد على أنه زفير النمر علما أن النمر ليس له زئير بل فخيخ يشبه فخيخ البس(القط)ولكن فخيخ النمر أشد قوة0
وسكان الجبال كانوا يشاهدون الأسد ولكن كان يطلق عليه مسمى(امسيب)وهذا هو الاسم المتعارف عليه محليا بمنطقتنا0
وكذلك أهل المناطق الساحلية كانوا يرون الأسود المعروفة باسم مسياب للجمع ومفردها سيب وخاصة المناطق القريبة من البحر جدا لأنها كانت تتمتع بغطاء نباتي كثيف جدا إلى عهد قريب من أشجار الشورى وأشجار الحمض والمنطقة التي تسمى امدوح كانت تشبه الغابه وكانت توجد بمنطقة امدوح أشجار القطف والعجا والحراج(الأراك)والقضب والسلام والسمر والتنعيم والصرح والمرخ والسداد وغيرها من الأشجار والنباتات0وأذكر أنه كان يصعب الرعي بمدواب(المواشي)في المنطقة المحاذية للبحر ومنطقة امدوح الكثافة الأشجار ووجود الهوام(الحوش المفترسة مثل مذياب(الذئاب) وامجعاري(الضباع)000الخ000
وكانت منطقتي الساحل القريبة جدا من البحر والجبال هما المأوى للهوام(الوحوش المفترسة)
وعندما سمعت زئير الأسد مؤخرا في الحدائق التي زرتها وفي ألأفلام تذكرت الزئير الذي كنا نسمعه في جبل جحفان وجبل أبو النار وتأكد عندي تماما أن الأسد كان موجودا في جبال منطقتنا0