تتشبث بي
لا تمنحني فرصة
لمقاومتها
أربت علي كتفها
أفهمها أنه الوداع
تتشبث بي
أحاول في استمالة
عقلها
أحاول كسب
عواطفها
أحاول نثر
أسباب رحيلي عنها
أحاول تغير وجهتها
أحاول لف عنقها
أحاول نزع عهودي منها
أحاول رسم المستقبل
أمامها رسماً
أحاول نقش خط سيري
الذي سأرحل منه عنها
تتشبث بي
أحاول الكلام معها
تتمنع
وعني تتصدع
أحاول أن أفهمها
أن رحيلي قرار لا رجعة فيه
تبكي على ذراعي
تطيل البكاء على وداعي
تحدق بنظراتها في
تتشبث بي
أستخدم قواي
لخلع معصمها
لنزع مخلبها
لتحويل وجهتها
لتغير مسارها
لإلغاء نظرتها
تتشبث بي
تكرهني
إلا أنها تعود
تتشبث بي
أحدق بها طويلاً
أحطم ما كان مستحيلاً
وكل ذلك من أجل حبها لي
ومن أجلها أعدها
أنني لن أكون
عليها أميراً
تتشبث بي
أتمناها
أتخيلها
أعشقها
لكنني أخبرها أني
لن أكون لها ذليلاً
تتشبث بي
أسهب في وجهها
قرناً بأكمله
أدون معها مذكرات
أحلم معها أحلام
أصنع منها
إحدى الأميرات
أسلبها لبها
تتشبث بي
تسرق مني موعد رحيلي
يفوتني القطار
فأضل محتارا
هل أرحل ؟
أم أظل بانتظار
هاأنا ذا أختار
وهاأنا ذا
أتقبل الأقدار
وهاأنا ذا
أتشبث بها بعد
أن كانت
هي التي
تتشبث بي
فأفاجئ
بأنها
تما نعني
تقاومني
ترفضني
تقنعني
أنه محال
أن أتشبث بها
تقسم أيمان
تكظم غيظاً دفين
تكشر عن كره
وليد سنين
تذوقني الأنين
تمنحني الحنين
تجهض
كل محاولاتي
تكسر مجدافي
تحطم قاربي
تحرقني
قبل أن
تحرق شراعي
أعوم
أغرق
تنقذني
أتشبث بها
تمنحني
أهاتي
تقسم أيمان
لكنها كاذبة
أواعدها غداًَ
ترفض
أتخذ قراراً
بخطوبتها
ترمي
خاتماً
وهبتها
أحلم معها
بحياة
غير تلك
تلك التي مضت
التي انتهت
التي أصبحت
( كــــان )
والتي ضلت
أقصوصة
تروى
من أحاكي
( زمــان )
أتشبث بها
فتقتل الحلم
قبل أن يلد
تظهر شرفها
فتترحم
على الإخلاص
فأظهر
حزني
فأترحم
على القطار
الذي فات
أترحم
على كل
المحطات
على كل
الأزمات
أخاطبها
أ تهمها
فاتتني
رحلتي
أنت السبب
أنت مخادعة
أنت كاذبة
أنت خائبة
أنت كل
الأخطاء
أنت طريق
مسدود
لا يجب
أن يمر
به أحد
تتقبل
كل شيء
تتقبل شتائمي
تتقبل كل
ما يسيء لها
كل ما يخدش
كرامتها
لأنها تستحق
أدرك لوهلة
أنني أذنبت
عندما
خاطبتها بهذه
القسوة
أعتذر
أنتظر
أتردد
أقرر
أعود
أنسى
كل شيء
أتشبث بها
ترفض
تشرد
أمنيها
كما
كانت
تفعل
معي
ترفضني
ترفض
قراءة
قواميسي
مذكراتي
معاجمي
صحفي
وحتى
بقايا
أوراقي
ترفضني
أتشبث بها
ترفض
الحياة
في واقعي
ترفض
المرور
بطريقي
ترفض
المشي
في شارعي
واقعي بنظرها
جريمة
مكر
خداع
واقعي
بنظرها
بيئة
عديمة
التأقلم
خالية
من الأكسجين
نسيت
بل سافر
عن خاطرها
أن حبي لها
هو الهواء
هو الدواء
هو العطاء
هو النقاء
هو الصفاء
هو اللقاء
ومع نسيانها
ومع نكرانها
ومع هجرانها
ومع رفضها
التشبث بي
من جديد
إلا أنني
لا زلت أحاول
أن أتشبث بها
ترفض أحلامي
وأظنها كاذبة
ترفض أن تخطو
بدربي
وما أظنها
إلا نادمة
تتقبل
قراءة
عيوني
فتلمح
فيها
بريق
الأمس
فأنتهز
الفرصة
فأتشبث بها
تعيد لف شريط
ذاكرتها
تبحث
في دفاترها
تفتش
في مقبرتها
بين توابيت
الموتى
كأنها
تتخيلني
بينهم
وكل ذلك
لأنها تذكرت
أنها استعطفتني
طلبتني
فرفضتُ
قبولها
وقررت
الرحيل
عنها
والتخلص
منها
وأعددت
لها
مراسيم
وداعي
لكنها
انتصرت
علي حين
غيرت
وجهتي
فآلمها
ذلك
صممت
على الرحيل
تشبثت بي
من جديد
استرحمتني
استعطفتني
بأبلغ
لغات
العطف
بكت
فأحرقت
وجنتها الدموع
بكت
وأشعلت
الشموع
تشبثت بي
لكن مع
تشبثها
قرعت
طبول الوداع
بعد أن كنت
أنا من سأهاجر
سقتني العلقم
أذاقتني المرارة
قدمت لي
قدح الخمر
بيدها
وكأنها
تقول لي
خير لك
أن تعيش
في عالم
أخر
لأنني
لن أعود
إليك أبداً
هذا
جزاءك
قرعت
الطبول
وعزفت
موسيقى
الحزن
في قلبي
رحلت
لتجد قلباً
تتشبث به
لحقت بها
ولكن أنى
لي ذلك ؟
كيف أدركها
وهي رحلت
مثل غيمه
علت، واعترضت
وسرعان
ما غابت
غابت
لأنها
رأت
أنني
لست السحابة
التي تظلها
ولست الأرض
التي تستحق
أمطارها
سدت أمامي
مسارات
وخلقت
داخلي
اتجاهات
بالأمس
أطالت
مراسيم
وداعي
فأنستني
موعد رحيلي
واليوم
هاهي ترحل
بسرعة البرق
قتلت داخلي
قراراتي
وأحيت داخلي
فراق
ألم
بصيص
من الأمل
جراح
لا تندمل
أطلبها
فلا أجدها
حيث
ما أكون
هي ترحل
فأتشبث بخيالها
بل ببقاياه
وحيث ما تكون
أنا أرحل
وكأننا
وجهان
لا يتفقان
لكن
ليتني
ألتقيها
ليتها
تفكر
من جديد
بالتشبث بي
ليتها
سأقبل
ولن أرحل
سأقبل
لأنني
لن أذبل
سأتشبث
بها لو عادت
لكنها غدت
سراب
أراه من بعيد
لكن لا ألامسه
كل ما أذكره
من بقاياها
مقصوصة
صغيرة
وجدتها
في بريدي
تقول فيها
( سأعود يوماً ما لأتشبث بك )
تمر الأيام
تموت الأحلام
تنقضي الأعوام
تتراكم الأوهام
تتبعثر الأقلام
أنهار من دموع
وبقايا شموع
وأوراق متناثرة
كلها قصائد
حزن على غيابها الطويل
عشرة أعوام
تمر لألتقي بها
في حديقة
اللقاء الأول
عشرة أعوام
وكل شيء
قد تحول
أجلس
وكأني
غريب
عن المكان
وكأني
لم أشعر فيه
بمطلق الحنان
وكأني يتيم
لا زوجة
لا أولاد
لا حياة
أحس
فيها
بالاطمئنان
أتذكر كل
شيء حدث
في أول
لقاء
أعيش
سنين
مضت
وكأنها
لا زالت
ومع سرحاني
أفاجئ
بتلك الفتاة
الصغيرة
تتشبث بي
أنضر بها
وإذا هي
تحمل
صفات
تلك المرأة
التي عرفتها
وهجرتني .
**********************
* هذه هي (( ملحمة التشبث ))التي أتمنا أن تنال الإعجاب
أســــــــــــــير الغــــــــــــــروب .