[ الحمقى والأحكام المطلقة! ]
في كل يومٍ من حياتنا ؛ نرى المزيد مما يجعلنا نحمد الله على الكثير من النعم ..
إذا رأيت أعمى ؛ تحمد الله أن رزقك بصراً جلياً ..
وإن سمعتَ همهمةَ أبكم ؛ تحمد الله أن أطلق لسانك فصيحاً …
وعدّ ما شئتَ من النعم التي نغرق بها ..
من النعم التي قلمّا نشكرها : نعمة العقل “الراجح” !
العقل -بحد ذاته- نعمة جزيلة رزقَ بها البشر -أو فلنقل أغلبهم-
دون غيرهم من المخلوقات و”المجانين” .. ولكن -أحياناً- العقل لوحده لا يكفي !
يجب أن يتحلى الإنسان بالحكمة ، سعة الأفق ، الفهم … وأشياء أخرى تساعد العقل المجرّد في حكمه ..
علّمني أبي -رحمه الله- أنّي ساواجه أشكالاً مختلفة من الناس ..
يجب عليّ تجاههم جميعاً أن أتحلى بالصبر والحكمة ..
إذا هناك أصنافٌ من البشر لا يستخدمون العقل كما ينبغي ..
الحمقى -على سبيل المثال- لا يستخدمون عقولهم جيّداً ..
كثيراً ما يخطؤون عمداً وسهواً وجهلاً .. وكثيراً ما يصرّون على حمقهم
وهم يظنّون -أو يُخيّل إليهم- أنهم يحسنون صنعاً ..
“الأفكار المطلقة” لفظ أطلقه على الأشياء الجديدة على الإنسان/المجتمع/البيئة ..
العقلاء يقفون تجاه الأفكار المطلقة موقف “العاقل” ..
فهم يحكّمون عقولهم فيها .. بعد أن يمررونها على الحدود الشرعية طبعاً ..
من اليد الأخرى “الحمقى” يأخذون رأياً حدّياً تجاه الشيء الجديد ..
وتراهم إمّا يروجون ويطبلون لشيء ربما لم يفهموه جيّداً ..
بل ربما تراجعوا عنه -خزياً/خلسةً- في القريب الآتي ..
وإمّا يجعلونه جرماً عظيماً وكبيرةً من كبائر المحرمات
التي جلبت على مجتمعاتنا الخزي والعار ..
دعونا نأخذ مثالاً إفتراضياً لنفهم جميعاً :
“التدوين” .. دخل العالم العربي منذ سنوات قليلة ..
رأى الكثير بل عامة العقلاء الجانب الجيّد والرائع منه ..
وسرعان ما إنتشرت “فكرة” التدوين في العالم الإفتراضي العربي ..
وبغضّ النظر عن ذكر وتعداد فوائد التدوين إلا أنّ مجرّد أنه أنتشر
سريعاً بين كبار الكتاب والعقلاء أمرٌ لا يدع ضرورة لذكر تلك الفوائد ..
وما زالت كتابات بعض أولئك “الحمقى” تطالعنا بين الفترة والأخرى
عن أضرار المدونات والتدوين على المجتمع “المثالي” .. وأنّه خطرٌ يجب أن يصنّف ضمن قائمة “الإرهاب” الثقافي ..
وعندما يتحدث أولئك فإنّهم يجب أن يغطّوا “هرطقتهم” بأي غطاء ..
فلا تعجب -عزيزي العاقل- أن تجد الغطاء نصحاً وإرادة للخير !
وما زلنا نقرأ تلك “الهرطقة” كـ هرطقة لا تعني لنا شيئاً ولا تؤخرُ عملنا
-كمدونين ومساهمين في ميدان الثقافة الإسلامي- بل تدفعه إلى الأمام ..
ما يؤلمُ فعلاً أن الكثير من العقلاء الذين لا يملكون فكرة عن ماهية بعض
الأشياء -كالتدوين في مثالنا السابق- قد يتأثرون بالكلام و”الهرطقة”
دونما يدققون النظر في مصدرها والحكم عليها ..
وقد يؤثر ذلك على أحكامهم في أشياء قد يندموا حينما يكتشفون خطأهم فيها ..
ما أردتُ أن أوصله هنا :
نداء إلى كل العقلاء .. أن يحمدوا ربهم على النعمة الجليلة التي وهبهم بها ..
وأن يحاولوا الأخذ -بلطافة- بيد أولئك الذين ينقصونهم حكمةً ورأياً ..
وأن يراجعوا أحكامهم على “الأفكار المطلقة” جيّداً قبل أن يطلقوها ..
* وإلى تلك الأعين الناقمة : يداك أوكتا ، وفوك نفخ ..
.. ،
ذكر لي غيرُ صاحبٍ -أثق في رأيهِ وحكمتهِ .. و”حنكشته!”- أنّي أملك قلماً ساخراً !
أتمنى ان تعجبكم اول مشاركه لي معكم في هذا امنتدى الشامخ وفي نفس الوقت متواضع
ودمتم بخير