إن الشمس لا تحجب بغربال والحق يدمغ الباطل فيزهقه.. قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}.
ولأن النور يضيء الظلمات فقد نطقت ألسنةُ الكفر والظلمة بالحق، في حق رسول الحق صلى الله عليه وسلم..
1- يقول "مايكل هارت" في كتابه "الخالدون مئة" حيث جعل أول المئة سيدَنا محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقد اخترته في أول هذه القائمة... لأن محمدا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي، وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 13 قرناً من وفاته، فإن أثر محمد ما يزال قويا متجددا".
2- وكذلك "برناردشو" الإنكليزي قال في كتابه بعنوان "محمد"، وقد أحرقته السلطة البريطانية:
"إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، وإنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".
3- وأما "آن بيزيت" فيقول: "من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء".
4- والفيلسوف الإنجليزي "توماس كارليل" الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه "الأبطال":
"لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث في هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر. وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم، كريماً بَرًّا رؤوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً، شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب. كان عادلاً، صادق النية ذكي اللب، شهم الفؤاد، ذكياًّ، سريع الخاطر، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم، ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك".
5- ويقول "جوته" الأديب الألماني: "إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد، وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".
6- وتقول الكاتبة "كارين أرمسترونج" في كتابها "محمد": "لقد دأبنا على وضع أنماط وقوالب جديدة للتعبير عن كراهيتنا للإسلام التي يبدو أنها أصبحت راسخة في وجداننا، ففي السبعينات تملكتنا صور أثرياء النفط، وفي الثمانينات كانت الصورة صورة آية الله المتعصب، وأما منذ مسألة سلمان رشدي فقد أصبحت صورة الإسلام هي صورة الدين الذي يُهدر دم الإبداع وحرية الفنان، لكن الواقع لا تمثله أي صورة من هذه الصور، بل يتضمن عناصر أخرى لا حصر لها. ولكن ذلك لا يمنع الناس من إصدار الأحكام العامة التي تفتقر إلى الدقة".
7- وأيضا فيقول "ول ديورانت": "إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا: إن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان من أعظم عظماء التاريخ، فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يُدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله".
8- قال "كلود كاهن": "يبدو للمؤرخ المنصف أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في عداد الشخصيات النبيلة السامية التي سعت في كثير من الحماس والإخلاص إلى النهوض بالبيئة التي عاش فيها أخلاقياً وفكرياً".
وأخيرا قال الأمير "تشارلز": "يمكن للإسلام أن يعلمنا اليوم طريقة للفهم والعيش في عالم كانت فيه المسيحية هي الخاسرة عندما فقدته؛ ذلك أننا نجد في جوهر الإسلام محافظته على نظرة متكاملة إلى الكون، فهو يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة، وبين الدين والعلوم، وبين العقل والمادة".
بقاء الدين الحق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد أخبرت الأنبياء المتقدمون أن المتنبئ الكذاب لا يدوم إلا مدة يسيرة، وهذه من بعض حجج ملوك النصارى، حيث رأى رجلا يسب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من رؤوس النصارى، ويرميه بالكذب فجمع علماء النصارى وسألهم عن المتنبئ الكذاب: كم تبقى نبوته؟ فأخبروه بما عندهم من النقل عن الأنبياء أن الكذاب المفتري لا يبقى إلا كذا وكذا سنة، لمدة قريبة إما ثلاثين سنة أو نحوها!!
فقال لهم: هذا دين محمد له أكثر من خمسمئة سنة، أو ستمئة سنة (يعني: في أيام هذا الملك) وهو ظاهر مقبول متبوع، فكيف يكون هذا كذابا؟! ثم ضرب عنق ذلك الرجل!!" انتهى.
البشرى بالهزيمة لن سب الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "وإنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب ـ يعني المغرب - حالهم مع النصارى كذلك. اهـ.
( منقول للفائده )