*الجوار :***


للجوار في الدين الإسلامي اهتمام كبير ، وعناية فائقة ، وحقوق عظيمة .

فهو في تعاليم الشريعة المقدسة يقتضي حقوقاً زائدة على الحقوق التي تقتضيها الاخوة
الإسلامية ،
إذ يستحق الجار المسلم على جاره المسلم ما يستحق المسلم غير الجار
وزيادة .
وهدف الإسلام من وراء سن تلك الحقوق

هو القضاء على أسباب الشقاء من المجتمع ،

وصيانة الأمة من الضعف وتحصينها عن الحزازات والعداوات بما يكون بين

أفرادها من التجاوب والتحابب والتواصل والتساعد الشيء الذي حقق لها السعادة

والقوة في الحياة .

وقبل أن نستعرض حقوق الجار في الإسلام نتعرف على الحدود

التي حددها الإسلام للجوار .


**حدود الجار :

إن حدود الجوار في الإسلام أوسع منها في العرف إذ أن العرف يحدد الجوار

تحديداً ضيقاً ،
فالجار في عرف الناس هو من يتصل بيته ببيتك من الأطراف الأربعة

، أما في الإسلام فالجار هو الذي يتصل بيته ببيتك إلى مسافة عشرة بيوت من
الجهات الأربع .

** حقوق الجار :
**

تقدم أن الجار له حقوق زائدة على حقوق الأخوة الإسلامية ، اي : المسلم غير
الجار ،
وذلك لما روي عن النبي الأعظم (ص) قال : ((الجيران ثلاثة ، فمنهم من له ثلاثة حقوق : حق الجار ، وحق الإسلام وحق القرابة
. ومنهم من له حقان : حق الإسلام وحق الجوار

. ومنهم من له حق واحد : الكافر له حق الجوار))

****وفي هذا الحديث الشريف بالاضافة إلى ما ينص عليه من زيادة حق الجار ـ

ما يلفت النظر إلى عظمة الشريعة الإسلامية وما جاءت به من السماح والإنسانية
العالية ،
حيث اتسع موضوع الجوار في الإسلام حتى شمل الكافر فاثبت له حق الجوار

. إن التعاليم الإسلامية تنص على أن الذين يؤذون جيرانهم بأي لون من ألوان
الإيذاء ليسوا من الإسلام في شيء
. جاء في مناهي النبي (ص) قال : ((من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ، ومأواه جهنم وبئس المصير ، ومن ضيع حق جاره فليس منا
وما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) .

وحقوق الجار في الإسلام أكثر وأسمى من (كف الأذى) فذلك امر واجب على المسلم
تجاه كل فرد من افراد المجتمع .


**قائمة الحقوق :

بالإضافة إلى الحقوق الإسلامية التي اسلفنا ذكرها في الكتاب تحت عنوان (حقوق المسلم)

اثبت الإسلام للجار ما يلي

: قال رسول الله (ص ) : اتدرون ما حق الجار ؟ إن استعان بك اعنته ؛ وان استقرضك أقرضته ، وإن افتقد عدت إليه ،
وإن مرض عدته وأن مات اتبعت جنازته ، وإن اصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ،

ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ،

وإذا اشتريت فاكهة فأهده منها ، فإن لم تفعل فأدخلها سراً ،

ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغزف له منها))

وهذه قائمة تقريبية لحقوق الجار لم تستوعب جميع حقوقه ،

فقد جاءت أحاديث أخرى بأكثر مما ورد في هذا الحديث فمن ذلك

: أن يصفح عن زلاته ، ولا يتطلع من السطح على عوراته ، ولا يضايقه في وضع الجذع
على جداره ،
ولا في صب الماء من ميزابه ، ولا في مطرح النزاب من فنائه ، ولا
يضيق طريقه إلى الدار ،
ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره ، ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته ،

ولا يتسمع عليه كلامه ، ويغض بصره عن حرمته ، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.

((ولا شك بأن لكل إنسان داراً تتصل بها جيرانه ، فإذا طبق كل مسلم هذه

القائمة مع جيرانه فقد طبقها البلد كله ، ومعنى ذلك : إن المدينة ستكون هي

المدينة الفاضلة التي حلم بها افلاطون ، بل هي أفضل منها في شؤون الحياة ، لأنه

إذا صار كل إنسان يفكر في جاره وفي أداء حقوقه ، وتسابق الجيران إلى تأدية هذه
الحقوق ،
فإن اسباب الشقاء ستنزاح بنفسها عن تلك البلدة ، وسينام كل فرد من
أفراد تلك الأمة وهو مستريح))

*حرمة الجار :

****قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : ((إن رسول الله (ص) كتب بين المهاجرين
والانصار ومن لحق بهم من أهل يثرب : ان الجار كالنفس غير مضار ولا آثم وحرمة
الجار على الجار كحرمة أمة))
**
**حسن الجوار :**

****قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : ((حسن الجوار زيادة في الاعمار وعمارة في الديار))

وقال : ((حسن الجوار يزيد الرزق))
**
**سوء الجوار :

قيل للرسول الأكرم (ص) : فلانه تصوم النهار وتقوم الليل وتتصدق وتؤذي جارها

بلسانها فقال (ص) : ((لا خير فيها هي من اهل النار)) .

وقال (ص) : ((لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه)) .

وقال : ((ما آمن بي من بات شبعان وجاره المسلم جائع)) .

وفي بعض الأخبار ((ان الجار الفقير يتعلق بجاره الغني يوم القيامة ، ويقول : سل يا رب هذا لم
منعني معروفه وسد بابه دوني))

منقول للفائدة