مقدمه :
لا شك أن اغتيال الطفولة وسلب البراءة وقتل النفس من الأمور التي نشاهدها ونسمع عنها في البلاد التي تهتكها الحروب وكذلك بأسباب الارهاب الغاشم ولكن حينما يكون ذلك في منشأة صحيه حكومية تعني باهتمام صحة المواطنين فذلك أمرا أخرس وجبروت طاغي تتبرأ منه كل كل معاني الانسانية والرحمه والقيم والمفاهيم والديانات أجمع ولا تقبله البشرية بأي شكل من الأشكال .
ولا شك أن قتل النفس التي حرم الله الا بالحق لأمر عظيم , وحينما يندرج ذلك تحت مسمى اهمال أو خطأ طبي فذلك تقليل بلا شك لهولة ذلك الأمر لأن قتل النفس بسبب تقصير واهمال ملحوظ وبطريقة تكون ملازمة للقتل المتعمد فذلك يعني طلب تسليط الضوء بشكل أكبر على تلك الجهة التي من المفترض أن تكون عكس ذلك .
ان ماحدث مع ولدي خالد الأمير ( رحمه الله ) في مستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالرياض لأمر يستدعي للوقوف على بؤرة ملازمه لاحقاق الحق وتطبيق أشد الأنظمة التي يجب أن تكون ملازمة للدين والمبادئ التي تنهجها كل دول العالم بلا استثناء مقابل كل من يرتكب مثل هذا .
بداية الموضوع :
وصلت لمدينة الرياض من سفري برا من الجنوب وكان ابني خالد قد بدت معه الحرارة بارتفاعها واسهال فقط مع العلم انني قد أعطيته مهدئا للحراة في طريقي حتى أصل لمدينة الرياض وقد هدأت الحرار وحين وصولي للرياض لاحظت ارتفاع الحراة قد عاد له قليلا وين وصولنا لمنزلنا بالرياض بجوار مستشفى الأمير سلمان فضلت الذهاب بالطفل خالد الذي يبلغ من العمر حوالي سنة وثمانية أشهر تقريبا وذلك فقط للاطمئنان عليه قبل أن نخلد للنوم بعد عناء السفر وكنت أعتقد ذلك للأسف !!!
وصلت لطوارئ المستشفى ودخلت على ذلك الطبيب السوداني الأرعن ولا داعي لذكر اسمه هنا ليس للخوف من مسائلة بعد كتابة النص وانما كي لا تتسخ صفحة خالد باسم ذلك الطبيب الذي أعتقد أنه لا ينفع حتى لرعي البهائم للأسف وفوق ذلك يمضغ علكة بفمه وهو يتكلم دون مراعاة لشعور المرضى أو المظهر العام لمستشفى يحمل اسم الأمير سلمان حفظه الله !!
أخبرت الطبيب أن خالد يعاني من ارتفاع بالحراة والاسهال فقط وقبل أن أنتهي من حديثي كانت ورقته جاهزة ماشاء الله بتحويل خالد لغرفة التمريض وكأنه ذلك الطبيب المحنك الذي يعلم مايعاني منه المريض امامه دون أن يكشف عليه ولم يعمل سوى وضع السماعة علي صدره فسألته كيف صدر خالد يادكتور فقال نظيف !!!
ذهبنا للتمريض فطلبت الممرضه وضعه على السرير الأبيض ووضعت له الأكسجين مباشرة حينما قرأت ماكتبه الطبيب ثم بدأت بوضع المغذي بالوريد فسألتها عن سبب وضع الأكسجين بما أن الطبيب أخبرني بأن صدره نظيف !! فقالت هكذا كتب الطبيب فسألتها عمّا كتبه الطبيب لخالد بخصوص الحراة التي زادت عليه فقالت لم يكتب شيء لذلك وأيظا لم يقم بتشييك الحراة وضغط ادم والنبض وهي من الأساسيات التي يبدأ بها كل طبيب مع أي مريض مهما كانت حالته الصحيه للاطمئنا وهذا بالتأكيد معلوم لدى الجميع ناهيك عن معرفتي بذلك كوني أحد الموظفين بأحد المستشفيات بالرياض ولكنه الحمدلله أنني لا أعمل بمستشفى يعمل به أمثال هذا الشخص الذي كثير عليه لقب طبيب .
عموما بدأ الطفل يتضايق من الأكسجين حتى أنني رأيته يحاول ابعاد الأكسجين عن وجهه وكأنه يعلم بأن ذلك الأكسجين وضع لقتله مسكين حتى أنه بدأ نفسه يتعب من خلال نظرتي لحركة التنفس لديه !! فذهبت للطبيب مسرعا وأخبرته أن الحراة مرتفعه وأنه لم يكتب له شيء بخصوص ذلك فقال لي : وماذا تريدني أن أفعل بل أنه قال أيظا اعطه ماء يشرب فقلت كيف اعطيع ماء وأنت قد طلبت له مغذي وعلى فمه الأكسجين !!
عرفت وقتها أن ذلك الطبيب مجرد مسمى ببطاقة العمل ليس الاّ !!
رجعت الى ولدي خالد فوجدت أمه المسكينه تنادي ابنها ياخالد .. ياخالد !! فقلت لها ماذا بك فقالت خالد كأنه لا يجد نفسه ويحاول التنفس بصعوبه وبدأ خالد يلفظ انفاسه الأخيره وهو ينظر لنا وكأنه يقول لم تجيد الاختيار يا أبي بهذا الطبيب لأنه قد قتلني وفجأة طلعت روح خالد بين أيدينا فصرخت أمه فحظر الطبيب الأرعن على صوت الصرخة واذا بخالد قد مات !!!!!!!!!!!!!!!
أخذ الطبيب خالد وذهب به الى غرفة الانعاش القلبي وبدأ بعمل الانعاش له وهو مازال يمضغ علكته !!
تجمع الاطباء والتمريض لمساعدته بخالد ولكن خالد قد مات لأسف فانتهى الوقت المحدد لعمل الانعاش القلبي لمن توقف قلبه عندها اعلنت وفاة خالد وأنا اتابع خالد الميّت الذي جئت به حيّا يلعب ولا يشتكي سوى الحراة والاسهال والان لا أرى سوى جثة هامده أمام عيني وأمه التي تبكي خلف الباب وهي حامل في شهرها الأخير فذهبت اليها خوفا من أن أفقد الثلاثه في وقت واحد بسبب الطبيب الأحمق !!
وعند دخولي مرة أخرى كان جسد خالد على الكرسي وشهادة وفاته بجانبه فأخذتها وقرأت مافيها وهنا كانت مصيبة أعظم وهي أن الطبيب كتب فيها أن المتوفي حظر وهو يعاني من نزلة معويه شديده وجفاف شديد وحاد !!!
فقلت له لماذا تكتب ذلك وهو ليس صحيا وأخبرته بأنني لن أترك له قتل ابني بسب اهماله الغبي يمر بسهولة لو وصل الأمر لمليكنا حفظه الله عبدالله بن عبدالعزيز وأنني سأشتكيه بالتأكيد لكل جهة مسئولة عن مثل هذا الجرم وفجأة اختفى الطبيب فذهبت وأخبرت المدير الاداري بذلك فكان لي مواسيا وعونا بأن استدعى طبيب آخر مختص بالأطفال فطلبت من الطبيب اعادة الفحص على خالد المتوفى رحمه الله وأخبرته بأن الطبيب لم يكتب الحقيقه وأن ذلك مجرد تغطية على فعلته الشنعاء وفعل ذلك الطبيب جزاه الله خيرا وقال لي نعم كلامك صحيح ابنك لا يعاني مما ذكر بشهاد الوفاه وطلب من رئيس قسم الأطفال الحظور والكشف معه وكأن الأمر قد أصبح واظحا لهم بأنه اهمال كهذا لا يغفر وقاموا بالاتصال على نائب المدير الطبي وجاء فبانت عليه الصدمة من ذلك الأمر بعدأن تأكد بنفسه من فحص خالد أيظا .
أخبروني بأن الحق معي وأن الطبيب مخطئ ومهمل في حق المرحوم فطلبت منهم قبول شكوتي على ذلك الطبيب المجرم وبالفعل كتبت شكوتي وأرفقوها بالملف الطبي لخالد وأخبروني أن اتابع الموضوع باليوم الثاني مع نائب المدير الطبي لمعرفة ماسيحدث لأنهم قرروا تشكيل لجنة طبيه و التحقيق معه وبالفعل باليوم الثاني جئت وقد عقدت اللجنة واتخذت قرار التحفظ على الطبيب ومنعه من السفر وسيتم رفع الأمر لوزارة الصحه واستطيع المتابعة هناك للموضوع !!
عندها ذهبت لثلاجة المتوفين وأخذت ابني الذي ضاع مني في لحظة بسب ذلك الطبيب وقمت بدفنه وقلب وعيني وروحي وجسدي جميعا تحترق !!!!
فأي قرار سيكون ياوزارة الصحه كي يكون هو الشيء الذي سيرضيني في ذلك الطبيب بعد هذا الاهمال الذي تسبب في قتل و رحيل خالد للأبد !!
وأي حال سيكون بعد رحيل خالد لأسرتي التي غاب عنها خالد الذي كان أحد بهجاتها وأفراحها وبرائتها ونورها !!
وأي قرار سيكون حتى نضمن أن لا يلحق بخالد عدد آخر بخالد بسب أمثال هذا الطبيب المجرم الذي خان أمانته وجلب لمستشفى الأمير سلمان سمعة جديده بل أضاف لوزارة الصحة غلطة فوق غلطاتها في توظيف أمثاله !!
وأي قرار فيك أيها الطبيب الأحمق سيرضيني بعد أن أصبح خالد بين التراب بسبب اهمالك واجرمك !!
وأي قرار سيرضي أم خالد التي لم يبقى لديها من خالد سوى علبة حليبه وقنيه وملابس وعربة كان يلعب بها !!!! واخوته الذين مازالوا يتسائلون متى سيرجع خالد !!!!!!!
رحمك الله ياخالد واعلم أنه يراودني أمل بأن يكون القرار فيمن قتلك عظيم يكون موازيا لفعلته الشنعاء بك وقتلك بدون حق ورحيلك للأبد !!
ولا حول ولا قوة الا بالله .