همسات في أٌذن مصلية
أختي الصائمة:
من خصوصيات شهر رمضان المبارك أنه يتيح المجال أمام المرأة المسلمة أن تصلي كل ليلة في المسجد مع جماعة الرجال في المكان المخصص لمثلها ، وهو ما كان يحدث في كل الشهور والأوقات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحضور السنوي يمثل للمرأة في مجتمعنا فرصة ثمينة تجتمع فيها عدد من الفوائد والمصالح .
فإلى جانب المصالح الشرعية حيث تجد جواً ملائماً للعبادة بعيداً عن صخب الأطفال ومشاغل الدار التي لا تنتهي , وتستمع المرأة إلى التلاوة الصحيحة لكتاب الله , وتجد الفرصة لتسأل عما يصلح دينها ودنياها , وتستمع إلى الدروس النافعة.
كما أن حضور المرأة للصلاة في المسجد فيه مصالح اجتماعية ؛ وذلك حين تتعرف على نساء الحي الذي تعيش فيه ، ولا سيما في هذا الزمن الذي قلت فيه الصلات بين الجيران بحيث لا يكاد يعرف بعضهم بعضاً إلا قليلاً . والتعارف مطلب شرعي واجتماعي ، قال تعالى: (( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ))[الحجرات:13] ينبني عليه تلاحم المجتمع وتكافله وشيوع روح التعاون بين أفراده حينما تمتد هذه الصلات بعد رمضان وتحقق أهدافها النبيلة .
أختي الصائمة:
إن حسن نيتك في الحضور إلى المسجد لا يخفي الواقع المشهود , والذي ينضح بعدد من السلوكيات والمخالفات التي تقع فيها بعض النساء في قدومهن إلى المسجد , فهناك من تأتي وقد كشفت وجه ابنتها بحجة أنها صغيرة في نظرها وقد تجاوزت العاشرة من عمرها , وهي تتمتع بما يلفت إليها نظر الرجال وهم يدخلون المسجد بالقرب منها , أو أحياناً تسمح بذلك لخادمتها متساهلة بذلك .
ومنهن من يلبسن النقاب دون غطاء فيقع الرجال في فتنتهن .
ومنهن من تأتي وقد بالغت في زينتها ولباسها وإصباغ الوجه وكأنها قادمة على عرس تختال فيه بين النساء بجمالياتها .
وهناك من تأتي ورائحة العطور تفوح منها بحجة محاولة إطفاء رائحة المطبخ في جسدها وملابسها حتى لا تؤذي المصليات معها وهي نية حسنة ، فالحضور برائحة الطعام إلى المسجد خطأ ولا شك يقع فيه بعض النسوة فيؤذين المصلين والمصليات والملائكة الذين يتأذون مما يتأذى منه ابن آدم ، ولكن لا ينبغي أن يعالج بخطأ آخر ، فالمرأة إذا تطيبت وشم الرجال طيبها فهي زانية كما في الحديث الشريف , والحل الذي يمكن أن تفعله هو أن تغتسل جيداً وتبدل ملابسها , فخير الطيب الغسل كما ورد .
ومن العجيب جداً أنك ترى المكان المخصص للنساء في المسجد أقل نظافة وترتيباً من مكان الرجال ؛ فالمناديل تنتشر فيه انتشار الجراد ، والسجادات مرمية فيه دون تنظيم , والمصاحف لا توضع في أماكنها الطبيعية ، وكان المتوقع العكس تماماً ، فالتنظيف والترتيب من خصوصيات المرأة أكثر من الرجل في المنزل ، فلماذا يقل هذا الشعور في المسجد مع أن المفترض أن يكون الحرص على النظافة في المسجد بدافع شرعي حرصاً على نزاهة المكان المعد للصلاة والعبادة من القذر , ولتترك المرأة أثراً طيباً في البيت الذي استضافها شهراً كاملاً ، ولكي تحظى بالأجر الذي جاءت وتركت بيتها من أجله .
ولا أخفيك – أختي الصائمة – أن أصوات أطفالك في المسجد من ضوضاء وبكاء تصل إلى مصلى الرجال فكيف بمن معك من النساء ، فلا تؤذي أحداً – بارك الله فيك – بأولادك ، فإن استطعت أن تضعيهم في أيد أمينة في المنزل وإلا فاجلسي معهم وصلي في دارك ، فواجبك نحوهم مقدم على رغبتك في حضور الجماعة وهي ليست واجبة عليك .