180 ألف زائر توافدوا عليها ... «عمرة» رمضان والإجازة الدراسية تشعلان إيجارات الوحدات السكنية في المدينة المنورة

المدينة المنورة - ردينة هاشم

أكد متعاملون في سوق العقار في المدينة المنورة، أن الطلب على الشقق السكنية في المدينة المنورة ازداد منذ مطلع العام الحالي بشكل ينذر بحدوث أزمة حجوزات، مؤكدين وجود نقص حاد في المعروض، واتساع الفجوة بين العرض والطلب على الوحدات السكنية.
وشهدت الشقق السكنية في المدينة المنورة عموماً، والمنطقة المركزية خصوصاً منذ الشهر الماضي، ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة اشغالها مع توافد أكثر من 180 الف زائر منذ بداية موسم العمرة في صفر الماضي، الذي بدأ بتوافد آلاف الزوار من دول مصر وباكستان وإيران في المرحلة الأولى، ثم توافد الزوار من دول أخرى عبر رحلات الطيران، التي تواصل قدومها لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة، إضافة للزوار القادمين براً عبر طرق الهجرة «مكة المكرمة - المدينة المنورة» وعبر«طريق تبوك السريع»، اذ رجح متعاملون في السوق أن يسهم نقص الوحدات السكنية في ارتفاع أسعار الشقق والعقار بشكل عام، تزامناً مع الاجازة الصيفية الى ما بين 10 و30 في المئة في الأسعار.
«الحياة» رصدت انطباعات الشارع العقاري في المدينة المنورة خلال الفترة الحالية، فأشار عبداللة الحربي (مستثمر عقاري) إلى أن الطلب الكبير يقابله عرض محدود من الشقق والوحدات السكنية المتوافرة ما يهدد برفع الإيجارات، كما أن غالبية الشقق المتوافرة مشغولة، الأمر الذي يشجع الملاك على رفع الإيجارات، ويتضح ذلك من حجز المواطنين والمقيمين على حد سواء للشقق السكنية في العمائر التي ما زالت قيد الإنشاء.
وأضاف الحربي ان السوق العقارية في المدينة المنورة شهدت خلال السنوات الخمس الماضية طفرة كبيرة، بسبب ارتفاع معدلات الطلب على الوحدات السكنية عموماً، والشقق السكنية وأراضي المنح خصوصاً، إضافة للتوسع العمراني الذي تشهده المنطقة بالنظر لهجرة أعداد كبيرة من أهالي القرى والمحافظات التابعة لها إلى حاضرة المدينة المنورة سنوياً بهدف الدراسة والتجارة وغيرهما، كما أن إنشاء وتنفيذ العديد من المخططات السكنية لاسيما في جنوب المدينة المنورة وشرقها اسهم في انتعاش سوق العقار بشكل ملحوظ، وزيادة اهتمام شريحة كبيرة من التجار والمواطنين بالاستثمار في السوق العقارية، التي تعتبر من أهم قنوات الاستثمار في الأسواق السعودية. وأوضح فلاح ردادي (مستثمر عقاري) أن متوسط النمو السكاني في حاضرة المدينة المنورة ارتفع إلى قرابة 8 في المئة بنهاية العام الماضي، وأشار إلى أنه مع بدء موسم العمرة لهذا العام خلال شهري صفر وربيع الأول الماضيين تخطى خلالهما حجم النمو السكاني في المدينة المنورة نسبة 15 في المئة ما يفوق نحو ضعفي النمو السكاني في بقية أشهر السنة «عدا موسمي الحج ورمضان».
وأكد ردادي حاجة السوق العقارية في المدينة المنورة إلى إيجاد تنظيمات تتيح التوسع في المتاجرة في العقار بحيث يمكن لتاجر العقار بيع الأراضي والوحدات السكنية بنظام التقسيط، بشكل يكفل حقوق البائع والمشتري معاً.
وقال هذه الأساليب المرنة والتقنية معمول بها في عدد من الدول المجاورة ما يدعم بشكل مباشر انتعاش سوق العقار وإيجاد أسلوب سلس ومرن في تجارة العقار، تواكب هذه الطفرة الهائلة التي تعيشها السوق العقارية في المدينة المنورة بدلا من الفوضى في عمليات بيع وشراء العقار، موضحاً أن المتعاملين في سوق العقار في المدينة المنورة يفوق عددهم أكثر من 30 ألف متعامل تقريباً، من بينهم 25 في المئة شبه متفرغين تماماً لتجارة العقار.
من جانبه أوضح علي صدّيق (مستثمر عقاري) أن سوق العقار في المدينة المنورة تحتاج خلال الفترة الحالية لأكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية لمواكبة طلبات السكن الموسمية، إذ ترغب مئات من الأسر في السكن في المدينة المنورة، لاسيما في موسم الإجازة وخلال شهر رمضان المبارك وتسعى لإيجاد منزل ومقر دائم لها في المدينة المنورة، لكن نقص المعروض يجبر العديد من الأسر على البحث عن مقر بديل موقت في كل زيارة، مستشهداً على ذلك بأن طرح الأراضي الفضاء في المخططات السكنية الحديثة تجد إقبالاً كبيراً وتنتهي مدة بيع كامل المخطط في مدة وجيزة، ما يعني أن الطلب على العقار ما زال في حالة انتعاش، متوقعاً أن يزداد خلال السنوات القليلة المقبلة بشكل كبير وسيصبح ضرورة ملحّة تمليها الظروف الاقتصادية والاجتماعية لسكان المدينة المنورة، وأشار صديق إلى أن عودة العديد من التجار للاستثمار في العقار وضخّ أموال جديدة في السوق بعد هجرتها إلى سوق الأسهم سبب آخر لعودة الانتعاش وزيادة الطلب على العقار.