|
( 2 رمضان)
مع الدكتور عبدالرحمن عمر مدخلي
مدير فرع لرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الصيام عن التقنية
إن الله ذو الفضل والإحسان بعباده الرحيم بهم،ومن فضله سبحانه أنه جعل مواسم للخيرات ليزداد العباد إيماناً وخيراً، ولتتضاعف أرصدتهم من الحسنات فيكون ذلك سبباً لتبوء المنازل العاليات في جنات النعيم، وهذا الصيام من تلك الأعمال ،ولكن الله لايكافيء عليه مثل بقية الأعمال وإنما زيادة لايعلمها إلاّ الله ، واسمع إلى ذلك الحديث القدسي الذي يقول فيه ربنا سبحانه: ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلاّ الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)فماذا تظن أيها الصائم من الرب الكبير الذي بيده خزائن السماوات والأرض ،وماذا تؤمل ممن بيده مفاتيح كل شيء،وإنما أمره أن يقول للشيء كن فيكون.
أيها الصائم : ليس كل صيام مقبول ،فكم من صائم يُردّ عليه وكم من صائم حظه من الصيام الجوع والعطش،بل كم من صائم كان صيامه عليه وبالاً،وكمثال على ذلك نذكر قول رسولنا-صلى الله عليه وسلم-: ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )،والزور هو كل شيء يخالف الواقع ليدخل فيه الكذب والفحش والسباب قولاً وفعلاً، وكأني بمن يتقمص شخصيات الآخرين ويكتب في بعض المنتديات كلاماً زوراً أو يتحدث عبر غرف الدردشة بالسوء والفحشاء، أو يستدرج الآخرين إلى شباكه التي ينصبها زوراً ، ويعطي حلاوة من لسانه وقلبه قلب ذئب غادر أو السطو على خصوصيات الآخرين وأسرارهم ..ألا يصوم هؤلاء صياماً صحيحاً ويحافظوا عليه .
فإن لم تكن ممن يقول الحق ويعمل بالصدق فكفّ شرك عن الناس فإنه صدقة منك على نفسك ، وسوف يأتي اليوم الذي يبعثر فيه مافي القبور من الناس ويُحصّل فيه ماكان في الصدور من غلّ وحقد وحسد وبغضاء وسوء وشرّ، أو إيمان وبِرّ وتقوى وإخلاص وخشية لله.
والله الموفق |
|