منهج الفرقة الناجية
الوسطية منهج سليم للسلفيين أهل السنّة والجماعة المنصورة والفرقة الناجية وأهل الحق فهم وسط في فرق الأمة، وعدول وخيار وغيرهم أهل انحراف قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ } [البقرة: 143] . فهم أهل الخيرية وأكرم الناس على الله تعالى، ففي باب الأسماء والصفات وسط بين الذين فرطوا في نصوص الصفات حتى أنكروها وهم فرق التعطيل الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وبين الذين غلوا حتى شبهوا صفات الله بصفات المخلوقين وهم الرافضة وغيرهم.
فأهل المنهج السليم يثبتون ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله من غير تمثيل وينفون عن الله ما لا يليق بجلاله وعظمته من غير تعطيل فهم الوسط لا غلو في النفي ولا تعطيل وهم أهل الصراط المستقيم والمنهج القويم أتباع سيد المرسلين والصحابة والتابعين فمن شبه الله بخلقه ضل ومن نفى عنه ما وصف به نفسه ضل، قال العلماء: "المعطِّل يعبد عدماً والمشبه يعبد صنماً والموحد يعبد إلهاً واحداً فرداً صمداً".
وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية الذين ينفون فعل العبد والقدرية الذين يقولون الأفعال يفعلها العبد، فما شاء فعل وما لم يشأ لم يفعل ولم يخلقها الله فَغَلاً القدرية والأشاعرة وجعلوا العبد مجبوراً على أفعاله والقدرية نفوا القدر وقالوا إن الذي يفعل العبد من غير قضاء الله وقدره وأن العبد يخلق مع الله.
أما أهل المنهج السليم فيثبتون أفعال الله ولا يغلون فيها فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فالعبد له فعل ومشيئة وقدرة تابعة لمشيئة الله وقدرته وهم وسط بين المرجئة الذين يعطلون بنصوص الوعيد والوعيدية الذين يثبتون ويغلون في نصوص الوعيد ويزيدون ويرون أن العصاه مخلدون في النار مثل الكفار والمشركين. أما أهل المنهج السليم فيثبتون نصوص الوعيد كما جاءت ولا يعطِّلونها مع مراعاة أن كل ذنب دون الشرك تحت المشيئة.
وهم وسط بين الحرورية والمعتزلة، فالحرورية وهم الخوارج يكفرون بالمعصية أو ترك الطاعة والمعتزلة تجعل له منزلة بين منزلتين، أما أهل المنهج السليم فيقولون الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فالتصديق بالقلب وحده ليس بإيمان والفاسق لا يكفر بالمعاصي والكبائر.
أما أهل المنهج السليم فتوسطوا في أهل البيت ويقولون لهم مزية القربى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبونهم لذلك ولا يغلون فيهم ولا ينصبون العدى لهم كالخوارج.
وكذلك يرى أهل السنّة والجماعة والمنهج السليم الوسطية في كل أمر من الأخلاق فالكرم مثلاً وسط بين التبذير والبخل والشجاعة وسط بين التهور والجبن وهكذا، حتى العبادات إذا لم يكن فيها توازن اختلت، فمن تصوَّف وحرم متاع الدنيا مخالف للشرع ومن انغمس فيها مخالف أيضاً. ومن غلا وتشدد ومخالف ومن ميع وتهاون مخالف. (كلا طرفي قصد الأمور ذميم).
فالخير في الوسطية، فهم أهل الوسطية والعدل والقسط وعدم الغلو والتطرف والتشدد والتهاون والتمييع قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } [البقرة: 143] .
إن هذه الانحرافات التي بدأت تظهر أعناقها من الإرهابيين المتشددين أو من الليبراليين والعلمانية ممن حادوا عن الوسطية في المنهج هي التي سببت البعد عن المنهج السليم الذي ندعو إليه وتدعو إليه حكومتنا الرشيدة التي قامت على عقيدة التوحيد ومنهج الوسطية والعدل والقسط منذ بدايتها على يد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله تعالى- والتي جددها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود غفر الله له ولوالدينا ولجميع المسلمين.