( الاستغفار )
أحاديث كثيرة تحكي لنا عن أهمية هذه الخصله
ومن أعظم ما شرعه الله لنا: ( الأستغفار )
والاستغفار: طلب المغفرة، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها.
وقد أمر الله عزَّ وجلَّ نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستغفار في مواطن كثيرة: قال تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ }
وجاء في الصحيح عن الْمُغِيرَة - رضي الله عنه - قال إِنْ كَانَ النبي -
صلى الله عليه وسلم - لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ،فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ:
(أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ).
وكان يصوم حتى يُقال لا يفطر، وكان يقوم من الليل أكثره، أو نصفه، أوثلثه،
وربما قام الليل كله إلا قليلاً، وكانت حياته عليه وسلم جهاداً متواصلاً ودعوة وابتلاءً ومع ذلك قال له ربه:
{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}
{ وَاسْتَغْفِرْلِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ }
وقال له: { وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًارَّحِيمًا }
,,
حالات الاستغفار
أولاً: حال التلبس بالعبادة أو فراغه منها فيقبل العبد على الاستغفار،
يدفع به عن نفسه تبعة التقصير .
وفي آخر ما أنزل على رسوله: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }
,,
وشرع أن يختم العبد عمل يومه بالاستغفار، فمما يقول عند النوم:
كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة ( باسمك رب وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها...(.
،،
ثانياً: بعد المعصية ؛ لقوله تعالى:
{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْفَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْعَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
,,
ثالثاً: حالة الغفلة، وكلنا خطاءون وكلنا غافلون وما أكثر الغافلين الشاردين عن ربهم،
ومن تأمل هدي سيد البشر وجده لا يفتر عن الاستغفار،
وفي حديث الأَغَرِّ المزني أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - عليه وسلم - قَالَ ) :
إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قلبي وإني لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ في الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ).
وقوله: ليُغان من الغَين، وهو ما يتغشى القلب من الفترات والغفلات عن الذكر.
وأفضل أنواع الاستغفار:
أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه،
ثم يسأل الله المغفرة، كما في حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَاإِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى
عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَاصَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ
بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ) ..
,,
فواصـ,,ـل
فيها راحة البال. وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب
فيها قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض والاوصاب
فيها الغيث المدرار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع
فيها تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات
فيها دواؤك الناجح وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا
,,
والله يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يعترف بذنبه ويستقبل ربه فكأنه يقول:
يارب أخطأت وأسأت وأذنبت وقصرت في حقك، وتعديت حقوقك،
وظلمت نفسي وغلبني شيطاني، وقهرني هواي وغرتني نفسي الأمارة بالسوء،
واعتمت على سعت حلمك وكريم عفوك، وعظيم جودك وكبير رحمتك.
فالأن جئت تائباً نادماً مستغفراً، فاصفح عني، وأعف عني، وسامحني،
وأقل عثرتي، وأقل زلتي، وأمح خطيئتي، فليس لي رب غيرك، ولا إله سواك.
هذه هي رحمة الله على عبادة بالإستغفار يمحو الله كل الخطايا ,, فيها تحلو حياة المسلم
وتنعم بلإيمان والتقرب منه سبحانه
كلمتان خفيفتان عنى اللسان تقال بكل رحابه صدر ينقصها النية الحسنة لتكتمل
روعة مناجاة الموالى بها
{ أستغفر الله }
أحبتي أتمنى أن أكون قد وفقت في التعرف عليها وتوضيح بعض النقاط
أستغفر الله لي ولكم