لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سديم الإنتظار
    تاريخ التسجيل
    09 2008
    المشاركات
    56

    ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
    :



    اقتضت حكمة الله ان يخفى ليلة القدر فى رمضان ليجتهد الصائم

    فى طلبها وخاصة فى العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان

    يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاً فى أن توافقه ليلة

    القدر التى قال الله تعالى فيها: "ليلة القدر خير من ألف شهر

    تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى

    مطلع الفجر" "القدر 3-5"


    فتكون حظه من الدنيا وينال رضا الله فى دنياه وفى آخرته،


    لذلك أخفى الله ليلة القدر فى أيام شهر رمضان حثا للصائمين


    على مضاعفة العمل فى رمضان، وقد كان النبى صلى الله عليه


    وسلم يجتهد فى طلبها فى العشر الأواخر من رمضان، وقد


    اختلف الفقهاء فى تعيينها، ونظراً للخلاف القائم بين العلماء


    ينبغى للمسلم ألا يتوانى فى طلبها فى العشر الاواخر،


    وقد ورد فى فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخارى


    ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه


    وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم


    من ذنبه" اما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه


    الليلة فعن عائشة رضى الله عنها قالت: قلت: يارسول الله، أرأيت

    إن وافقت ليلة القدر، بم أدعو؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب


    العفو فاعف عني" أخرجه الترمذى وصححه النسائى


    وابن ماجة وأحمد وصححه الحاكم.


    ها هو شهر الخير قد قوضت خيامه ، وتصرمت أيامه ،


    فحق لنا أن نحزن على فراقه ، وأن نذرف الدموع عند وداعه .


    وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري هل ندرك غيره أم لا ؟


    كيف لا تجري دموعنا على رحيله ؟ ونحن لا ندري هل رفع لنا


    فيه عمل صالح أم لا ؟ وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا أم لا ؟ كيف


    لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات ، وتكفير السيئات ،


    وإقالة العثرات ؟! .




    يمضى رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون ،


    يمضى وهو شاهد لنا أو علينا ،


    شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه ،


    وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه .

    رمضان سوق قام ثم انفض ،



    ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ،


    فلله كم سجد فيه من ساجد ؟ وكم ذكر فيه من ذاكر ؟


    وكم شكر فيه من شاكر ؟ وكم خشع فيه من خاشع ؟


    وكم فرّط فيه من مفرِّط ؟ وكم عصى فيه من عاص ؟ .


    ارتحل شهر الصوم ، فما أسعد نفوس الفائزين ،


    وما ألذ عيش المقبولين ، وما أذل نفوس العصاة المذنبين ،


    وما أقبح حال المسيئين المفرطين .


    لابد من وقفة محاسبة جادة ننظر فيها ماذا قدمنا في شهرنا من عمل ؟

    وما هي الفوائد التي استفدناها منه ؟


    وما هي الأمور التي قصرنا فيها ؟


    فمن كان محسناً فليحمد الله وليزدد إحسانا وليسأل الله الثبات

    والقبول والغفران ، ومن كان مقصراً فليتب إلى مولاه قبل حلول الأجل .

    تذكر أيها الصائم وأنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام ،


    وانقضاء الأعوام ، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ،


    وعظة للمتعظين قال عز وجل: { يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } (النور 44) ،


    بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه ،


    واليوم نودعه بكل أسىً ، ونتلقى التعازي برحيله ،


    فما أسرع مرور الليالي والأيام ، وكر الشهور والأعوام .



    والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ،


    فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ، فهيهات أن تعود مرة أخرى ،

    فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان ما دمت في زمن الإمكان ،


    قال عمر بن عبد العزيز : " إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل


    أنت فيهما " ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على


    شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه



    عملي " .







  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سديم الإنتظار
    تاريخ التسجيل
    09 2008
    المشاركات
    56

    رد: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

    "
    .

    وتذكر دائماً أن العبرة بالخواتيم ، فاجعل ختام شهرك الاستغفار والتوبة ،



    فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة ، وقد قال عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم-


    في آخر عمره : {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً


    فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً } (سورة النصر) ، وأمر سبحانه الحجيج بعد


    قضاء مناسكهم وانتهاء أعمال حجهم بالاستغفار


    فقال جل وعلا : { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } (البقرة 199) .


    كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده ،



    كما وصف الله عباده المؤمنين بأنهم : {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } ( المؤمنون 60)


    ، فهل شغلك أخي الصائم هذا الهاجس وأنت تودع شهرك ، قال علي رضي الله عنه :


    " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ،


    ألم تسمعوا إلى قول الحق عز وجل : {إنما يتقبل الله من المتقين } ( المائدة 27) ،



    وكان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان : " ياليت شعري من هذا المقبول منَّا فنهنيه


    ومن هذا المحروم فنعزيه ، أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك " .



    اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ،




    وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة


    وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ،



    واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين




    الكاتب :إسحاق



    "وأسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر"



    "




  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

    ألف شكر لك اختي ( سديم الانتظار ) وجزاك الله الف خير
    ليلة القدر : الوظائف والفضل



    د. مهران ماهر عثمان


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ؛
    فليلة القدر منة ومنحة لهذه الأمة التي يريد الله بها خيراً بتكرار مواسم الخير لها ، ومن هذه المواسم ليلة القدر ، وأريد هنا أن أكتب في نقطتين اثنتين:
    الأولى : فضل ليلة القدر .
    اشتملت سورة القدر على ست فضائل لهذه الليلة :
    الفضيلة الأولى : أن الله أنزل القرآن فيها .
    قال تعالى :{ إنا أنزلناه في ليلة القدر} .
    وهذه الآية دليل على أربع فوائد :
    1/ فضل ليلة القدر .
    2/ فضل القرآن الكريم .
    وذلك من وجهين :
    الأول : أنه أسند إنزاله إليه سبحانه .
    الثاني : أنه جاء بضميره دون اسمه لاشتهاره .
    3/ أنّ ليلة القدر في رمضان خلافا لمن زعم غير ذلك ، قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة :185] .
    4/ علوُّ الله تعالى ، فنزول الأشياء منه وصعودها إليه دليل على علوه على خلقه .
    فإن قيل : لماذا سُميت بليلة القدر ؟
    فالجواب : لما يكون فيها من التقدير ، قال تعالى :{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:4] .
    قال ابن كثير رحمه الله :" وقوله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر، وأبي مالك، ومجاهد، والضحاك، وغير واحد من السلف" [تفسير القرآن العظيم (7/246)] .
    ويقول ابن عثيمين رحمه الله :" وقوله تعالى: {في لوح محفوظ} يعني بذلك اللوح المحفوظ عند الله عز وجل الذي هو أم الكتاب كما قال الله تبارك وتعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} [الرعد: 39]. وهذا اللوح كتب الله به مقادير كل شيء، ومن جملة ما كتب به أن هذا القرآن سينزل على محمد صلى الله عليه وسلّم فهو في لوح محفوظ، قال العلماء {محفوظ} لا يناله أحد، محفوظ عن التغيير والتبديل، والتبديل والتغيير إنما يكون في الكتب الأخرى؛ لأن الكتابة من الله عز وجل أنواع:
    النوع الأول: الكتابة في اللوح المحفوظ وهذه الكتابة لا تبدل ولا تغير، ولهذا سماه الله لوحاً محفوظاً، لا يمكن أن يبدل أو يغير ما فيه.
    الثاني: الكتابة على بني آدم وهم في بطون أمهاتهم، لأن الإنسان في بطن أمه إذا تم له أربعة أشهر، بعث الله إليه ملكاً موكلاً بالأرحام، فينفخ فيه الروح بإذن الله، لأن الجسد عبارة عن قطعة من لحم إذا نفخت فيه الروح صار إنسانًا، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد.
    النوع الثالث: كتابة حولية كل سنة، وهي الكتابة التي تكون في ليلة القدر، فإن الله سبحانه وتعالى يقدر في هذه الليلة ما يكون في تلك السنة، قال الله تبارك وتعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان: 4]. فيكتب في هذه الليلة ما يكون في تلك السنة .
    النوع الرابع: كتابة الصحف التي في أيدي الملائكة، وهذه الكتابة تكون بعد العمل، والكتابات الثلاث السابقة كلها قبل العمل، لكن الكتابة الأخيرة هذه تكون بعد العمل، يكتب على الإنسان ما يعمل من قول بلسانه، أو فعل بجوارحه، أو اعتقاد بقلبه، فإن الملائكة الموكلين بحفظ بني آدم أي بحفظ أعمالهم يكتبون قال الله تعالى: {كلا بل تكذبون بالدين. وإن عليكم لحافظين. كراماً كاتبين. يعلمون ما تفعلون} [الانفطار: 9 ـ 12]. فإذا كان يوم القيامة فإنه يعطى هذا الكتاب كما قال تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيب} " ا.هـ من تفسيره لسورة البروج.
    وقيل في سبب تسميتها بما يلي :
    2/ لأنها ذات قدْر وشرف .
    3/ من عبد الله فيها كان ذا قدر ، ومن لم يكن ذا قدر صار بقيامها ذا قدر.
    4/ القدر الضيق ؛ لأن الأرض تضيق بالملائكة .
    5/ نزل فيها كتاب ذو قد على أمة ذات قدر بواسطة ملك ذي قدر .

    الفضيلة الثانية في قوله : {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}
    قال الرازي رحمه الله :" يعني ولم تبلغ درايتك غاية فضلها، ومنتهى علو قدرها" .

    الفضيلة الثالثة : {ليلة القدر خير من ألف شهر}
    في المرسل عن مجاهد رحمه الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فعجب المسلمون من ذلك ، فأنزل الله عز وجل :{إنا أنزلناه في ليلة القدر *وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر} .
    وفي بلاغات مالك رحمه الله : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك ، فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر ، فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر. انظر تفسير ابن كثير (4/533) .
    والصواب في تأويل الآية : أن العمل فيها خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، والله ذو الفضل العظيم.

    الفضيلة الرابعة : { تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ }
    قال ابن كثير رحمه الله : " أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحلق الذكر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق؛ تعظيما له ، وأما الروح فقيل المراد به ها هنا جبريل عليه السلام ، فيكون من باب عطف الخاص على العام " [تفسير ابن كثير (4/532)] .
    وتعجبني كلمةٌ للعلامة ابن عثيمين رحمه الله قالها عند تفسير هذه السورة :" وقوله: {من كل أمر} قيل إن {من} بمعنى الباء ، أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول : إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة".

    الفضيلة الخامسة : { سلام هي حتى مطلع الفجر }
    أي سالمة من الشرور ، فلا يكون فيها شيء من ذلك كما قال قتادة وغيره من السلف .
    وقبل أن أنتقل إلى وظائف هذه الليلة أرى أنّ من المتعين هنا أن أسترسل في ذكر ثلاثة أمور :
    الأول : وقت هذه الليلة .
    ثبت في السنة ما يدل على أنها ليلة إحدى وعشرين ، وأنها ليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة من رمضان .
    وثبت في الصحيح قول نبينا صلى الله عليه وسلم:«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» .
    وهذا يدل على أنها متنقلة في العشر الأخيرة من رمضان كما يقول المحققون من أهل العلم .
    فعلى المسلم أن يجتهد في العشر كلها أكثر من غيرها كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    الأمر الثاني : في صحيح البخاري قال عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه : إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ :«إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ» .
    وتلاحى : تخاصم ، وفيه شؤم الخصومات، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على الخير لأمته، وعدم علمه الغيب، وعدم الكفر بالمعصية، وأنّ الخير فيما يختاره الله .
    قال الرازي رحمه الله في تفسيره :" المسألة الخامسة : أنه تعالى أخفى هذه الليلة لوجوه أحدها : أنه تعالى أخفاها ، كما أخفى سائر الأشياء ، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل ، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات ، وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء ، وأخفى في الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة ، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف ، فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان .
    وثانيها : كأنه تعالى يقول : لو عينت ليلة القدر ، وأنا عالم بتجاسركم على المعصية ، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية ، فوقعت في الذنب ، فكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتك لا مع علمك ، فلهذا السبب أخفيتها عليك" .
    الأمر الثالث : علاماتها .
    ثبت في معجم الطبراني الكبير عَنْ وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:«لَيْلَةُ الْقَدْرِ بَلْجَةٌ، لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ، ، وَلا يُرْمَى فِيهَا بنجْمٍ، وَمِنْ عَلامَةِ يَوْمَهَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ لا شُعَاعَ لَهَا». وزيادة :« لا سحاب فيها ، و لا مطر ، و لا ريح» لا تثبت .

    المسألة الثانية : وظائف هذه الليلة
    ست وظائف ينبغي أن يشغل المسلم بها ليالي العشر الأخيرة كلها ؛ طلباً لليلة القدر ، وهي :
    1/ القيام .
    لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [أخرجه البخاري] .
    2/ الدعاء :
    لقول عائشة رضي الله عنها : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ : «قُولِي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» [الترمذي] .
    3/ المحافظة على الفرائض .
    والمحافظة على الفرائض مطلوب في كل وقت، ولما كانت الفرائض أحب الأعمال إلى الله كانت المحافظة عليها في ليلة القدر من آكد الأعمال ، قال الله تعالى في الحديث القدسي : (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ) [البخاري] .
    وأحب هنا يجوز فيها الرفع والنصب .
    4/ المحافظة على المغرب والعشاء في جماعة .
    لحديث مسلم الذي حدث به عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ» .
    5/ الاجتهاد في العبادة .
    فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ" [البخاري ومسلم] ، وفي رواية لمسلم : "وجدَّ".
    قولها : "شد مئزره" فيه تفسيران :
    الأول : قيل : اعتزل نساءه .
    قال الأول :
    قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم عن النساء ولو باتت بأطهار
    الثاني : اجتهد في عبادته فوق عادته .
    وهو الصحيح ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف كل رمضان في العشر الأخيرة، ومعلوم أنّ المعتكف لا يقرب نساءه، قال تعالى :{وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187] ، فما فائدة الإخبار بذلك؟ فيكون المراد الثاني ، والعلم عند الله تعالى.
    وأحيا ليله : استغرقه في السهر للعبادة .
    وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ [مسلم] .
    قال العلماء : كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ؛ طلباً لليلة القدر .
    6/ الاعتكاف .
    وبه يتمكن الإنسان من التشمير عن ساعد الجد في طاعة الله ، ولذا "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ" كما قالت عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري .
    اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي بن حمود
    مشرف سابق

    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    04 2007
    الدولة
    طزستان !
    العمر
    37
    المشاركات
    4,457

    رد: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

    هي خير من ألف شهر

    اللهم اجعلنا ممن يقوم ليلة القدر
    شكرا لــ
    سديم الانتظار
    والشفق

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

    اللهم وفقنا لقيام هذه الليلة المباركة

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هطول
    تاريخ التسجيل
    04 2008
    المشاركات
    284

    رد: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

    أسأل الله أن يبلغنا إياها

    جزاكم الله الجنة

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سديم الإنتظار
    تاريخ التسجيل
    09 2008
    المشاركات
    56

    رد: ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر وداع رمضان

    الشفق


    شاكرة لك إضافتك


    جزاك الله خير
    :



    دلش الطائف


    هطول



    شاكرة لكم المرور


    وبارك الله فيكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •