قال سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز - طيب الله ثراه - : ( الحساب لا يُعَوَّلُ عليه في رؤية هلال رمضان ولا غيره من الأحكام الشرعية بإجماع أهل العلم ، حكى الإجماع في ذلك شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية - رحمه الله - .
والحجة في ذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم ؛ فأكملوا العدة ثلاثين » .
أما الآلات ؛ فظاهر الأدلة الشرعية عدم تكليف الناس بالتماس الهلال بها بل تكفي رؤية العين .
ولكن من طالع الهلال بها وجزم بأنه رآه بواسطتها بعد غروب الشمس ، وهو مسلم عدل ؛ فلا أعلم مانعًا من العمل برؤيته ؛ لأنها رؤية العين لا الحساب .
وأما المملكة العربية السعودية فهي تعتمد الرؤية بالعين في جميع الأحكام الشرعية كدخول رمضان وخروجه ، وتعيين أيام الحج ، وغير ذلك من الأحكام الشرعية ، وفق الله الجميع للفقه في الدين ، والثبات عليه . إنه جواد كريم ) .
وقال أيضًا - غفر الله له - : ( والمحاكم الشرعية في السعودية تعمل بالرؤية وتحكم بها ، ونحن نؤيدها في ذلك طاعة لله - سبحانه - ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الذي عليه المحققون من أهل العلم ) .
وقال أيضًا - رحمه الله تعالى - : ( أما ما ذكرتم عن صومكم معنا وفطركم معنا لكونكم أقمتم في أسبانيا أيام رمضان ؛ فلا بأس ولا حرج عليكم في ذلك ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ؛ فإن غم عليكم ؛ فأكملوا العدة ثلاثين » ، وهذا عام لجميع الأمة ، والمملكة العربية السعودية أولى الدول بالاقتداء بها ، لاجتهادها في تحكيم الشريعة ، زادها الله توفيقًا وهداية ؛ ولأنكم في بلاد لا تحكّم الإسلام ، ولا يبالي أهلها بأحكام الإسلام ) . " مجموع فتاوى ومقالات " : ( الجزء الخامس عشر ) .