من شروط الرجولة أن تكون ماركة مسجلة وعلوم الرجال موضة قديمة

وبما أنني أنتمي إلى الجنس اللطيف كما هو انتمائي إلى الإنسانية , أو الجنس الذي لا تروقني بعض عيوبه والكل يعلمها ولازلت على عزلة وبعد عن تلك المجالس التي لا تمت للنماء الفكري أو الإستفادة بصله ,فجميع الجلسات النسائية التي أتهرب منها لاتناقش إلا (شغل النسوان ) فلانة لا تعرف كيف تلبس وفلانة بشعة وكيف تتزوج دكتور ذا منصب وجاه وفلانة زوجها يعشقها وهي لا تستحق وفلانة التي لا تلبس إلا ملابس رخيصة من محلات رخيصة أو من البسطات وفلانة لا تعرف كيف تشتري ملابس وفلانه فلانه وفلانه ... وحسبي الله عليك يا فلانه لأنك لم تلبسي ملابس أنقية جعلت من فلانة تتضايق منك أو تحتقرك ..
و خلاصة هذه الجمعات أنها تنحدر في منحدر يدعي ...... كلاااااااااام فاضي .

وأنا لا أعارض الشاعر علقمه بن عبده التميمي معارضة في قصيدته التى قال فيها :




فــإن تسالـونـي بالنـسـاء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب






إذا شاب رأس المرء أو قل ماله فليس له من ودهـن نصيـب






يردن ثراء المال حيث علمنه وشرخ الشباب عندهن عجيب



البيت لا يحتاج إلى شرح أو تفصيل أو تطريز ، نتقبل كثير ما يطرح النساء من عيوب ونقد خصوصا ً من قبل الجنس الخشن ( الرجال ) و مما لاشك فيه الذي يفترض أن لا يتصنفر (هذه معلومة قديمه تداولتها الأوساط الرجالية ). أن يكون الرجل رجل لاينكسر ابدا ً وأقوى من الاسد واكثر صبر من الجمل ووووو الخ المهم أن تكون النهاية ( رجال ) .

ولكن لا نتقبل أو لا يتقبل المجتمع بصفيه الرجالي والنسائي عيوب الرجل التى تميل إلى انعدام في الفكر أو الحضور . بل يعيبها ويشهرها عبر وسائل الاتصال التي تعددت في هذا الزمن .

أصبح حال المجتمع الرجالي الآن يفوق بكثير المجتمع النسائي في ما ذا فلان لبس وفلان سيارته وفلان ساعاته وفلان شماغه وفلان ما يعرف يكشخ وفلان وفلان.

وان سألته أي سؤال تجد وجهه يضرب إلى الحمرة والصفرة من كثره الحياء ناهيك عن الحبال الصوتية التي ضعفت نتيجة فقدان الثقة في النفس أمام ذلك الرجل الذي يستجوبه , وان سألته عن أي مبادئ يتمسك بها تجد أنه خالى من المبادئ والأفكار بمعني أن خدمه ( زيرو بلس ) تعمل لديه بكل أريحيه ومن دون أي عطل فني .

ضائع , ضعيف ، هش , سهل الدخول إليه وسهل تدميره , لأنه خالي من أي أساسيات ، خالى من ركائز صحيحة لايتحمل المسؤلية ولايعلمها فقط يبحث عن المظاهر يشترى رجولته كما يتزعم من أفخم الماركات العالميه ليس له أي قيمه تذكر في مجتمعه بل قد تجد السيارة التي يقودها لها أضعاف قيمته كإنسان أضعاف مضاعفه . إنتاجه في المجتمع لا يذكر منه شي. تطأطئ الرؤؤس الشامخة حينما تسمع لمثل أحاديث هؤلاء (الرجال ) الصغار في أي مكان عام .لا أعلم أين الخلل داخل المنزل أم أنها الحلقه التى تحيط بهؤلاء الشباب كانت فارغة أيضا ومهمله ابتدأ من المنزل حتى المدرسه.

أنا لا أنكر أن الله جميل يحب الجمال ، والنظافة من الإيمان ، وثيابك فطهر ، لا أنكر مثل هذه الأمور أبدا ً وأنها ضرورية جدا ً وليس حولها جدل أو خلاف .

ولكن الذي أتحدث عنه أن العقول الآن التى بدأت تسير عليها خطوات الشباب منذ ماقبل عشر سنوات أو أكثر حتى الآن ليس هناك رجال يرفع الرأس لذكر إلا قلائل . نعم نريد المزيد . حتى وإن كان العدد اكثر من مليون شخص .. نريد شبابا ً لهذا الجيل مفعل جدا واعي جدا ً لما له وما عليه .نعم الخير في أمه محمد قائم ولكن أين هو الخير مع هؤلاء الشباب إذا كانو هم ضائعون ينامون نهارا ً يسهرون ليلا ً وياليت ..قومي يعلمون .

نعم نحن مع هذا الجيل في تراجع . يستطيع العدو الدخول إليهم بلا غزو أو دمار أو حرب .لطالما أنهم مشلولون عن الحراك .

دعوني أسرد بعض القصص لكم و ربما لديكم الكثير من القصص ..ولكن دعونا نذكر هذه القصص التي قرأتها من كتاب للكاتبة سلوى العضيدان (هكذا هزموا اليأس) وقد أعجبت بهذا الكتاب الرائع والذي أنصحكم باقتنائه وقراءته وجزاها الله خير الجزاء على ما جلبت لنا فيه من معلومات وكلمات رائعة .

تناولت فيه مجموعه من القصص عن الرجال الطموحين والناضجين فكريا ً كثر الله من أمثال قصصهم . الشيخ سليمان الراجحي الذي بدأ من لاشئ حتى أصبح أعلى رقما على خارطة رجال الأعمال البارزين أعجبتني قصه حياته حيث بدأ حمالا ً يتقاضى ريالا ً واحدا ً وأصبح الآن مديرا ً يدير 15000 موظف في مواقع عمله العديدة.

شاب أيضا سعودي اسمه محمد إبراهيم التويجري بدأ مراسل وخلال عمله كمراسل كان مواصلا إكمال تعليمه في المدارس الليلة وانتقل من مراسل إلى كاتب بريد وأكمل دراسة البكالوريوس من جامعه دنفر بالولايات المتحدة الامريكيه ثم ماجستير ثم أكاديمي متخصص في علم الإداره ثم أستاذ إداره الأعمال بأكاديمية الإدراة السعودية ثم مدير عام المنظمة العربية للتنمية الادارية ، هذه المنظمة ومقرها القاهرة هي إحدى المنظمات المتخصصة المنبثقة من جامعه الدول العربية .

شاب أيضا ً كان جندي وأصبح دكتور . الذي تنقلت كتبه معه إلى المرعى حينما كان يرعى الأغنام وحبه للعلم لم يجعله يقف عند حد معين أو يتهاون أو يتكاسل لم يستمر في العسكرية لأنه كان يعشق العلم مما جعله يستقيل ويكمل دراسته بعد عمر قضاه في صفوف الجيش . تغرب في سبيل الحصول على العلم , وعين عميد لشؤون المكتبات في جامعه الإمام محمد بن سعود الاسلامية.

ثم عميد لكلية الشريعة وأصول الدين بأبها وعضوا ً بمجلس الشورى والآن هو الدكتور زاهر بن عواض الألمعي الأديب السعودي والأكاديمي المعروف .

أما ما في جعبتي من قصص حول هؤلاء الشباب فإن هذه القصة تختصر ما أود ذكره لهؤلاء الشباب الطموحين شباب الماركة المسجلة . لأن الذاكرة لديهم فارغة تحتاج إلى إضافه برامج مع برنامج ضد الفيروسات .

شاب سعودي أيضا حصل على بعثه ليكمل دراسته الجامعية في إحدى جامعات كاليفورنيا تعلق والده في أمل حتى آخر قطره أو لحظه من عمره لهذا الابن للتباهي به أمام الناس ابني الدكتور فلان ؟؟؟

ظل هذا الأب ينفق ( تحويشة ) العمر على هذا الإبن حتى لا يمد يده ويكسر أنفه كبريائه وعزه ليقترض من فلان وعلان وحتى لا يعمل في الفنادق ليغسل الأطباق ,وحتى تبقى يده لا تعرف جفاء الحياة في سبيل الحصول على لقمه العيش , قام هذا الابن الصالح بزيارة لوالديه وإذا بورقه تسقط من ابنه وقد غفل الإبن عنها أخذها الأب ليرى ما بداخل هذه الورقة ولكن للأسف لم تكن مترجمه بالعربي مما جعل الأب يأخذها إلى ابن جارهم الذي درس في ظروف غامضة وقهرية حتى أصبح ابن الجار دكتور , يصاب الأب بصدمة كادت تشله عن الحراك لان ابنه البار لم يحضر طيلة عام كامل للجامعة .

مما جعل الجامعة تكتب خطاب فصله, لأنه باختصار كان يلهو بكل ريال كان ينفقه والده عليه في كل مكان ولك ان تختار أيها القارئ أين كان يبعثر هذا الابن تلك المبالغ التى كان يدخرها هذا الأب في سبيل تعليم هذا الإبن , لذلك لمثل هذه النماذج البائسة كثيرة جدا منها تلك القصص الحزينة. وأرى من وجهه نظري لو كان الشاعر علقمه على قيد الحياه لكتب قصيده هجاء في رجال ( الماركة المسجلة ) وختمها بردد ياليل مطولك.

بدرية عوض الشهري
كاتبة سعودية



صورة مع التحية للشباب نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي