يا جُنُونِيْ
زِدْنيْ وَلعاً فيكَ
دونَ أنْ تنتشلَنيْ منْ عُشْبٍ مَطِير
دَعنِيْ أَتَخبّطْ حتّى يغتسلَ قوسُ قُزَح
خُذْ مَرْمَرِيْ
واحْمِلْنيْ عَلَى حِصَانِكَ الأَزْرَق
وتمهلْ
وتوغلْ
ولا ترحلْ
اقتحمْ تلكَ الزوايا والانكساراتِ لجسدٍ مُترعٍ رواءَ ..
يالشوقِ النجومِ المضيئةِ بلا قمرٍ !
يا مشْكَاتيْ التيْ تُضيءُ ما حولِيْ
مزّقْنيْ
بَعثرنِيْ
انْثُرْ جُنُونَكَ
اضربْ بمجاديفِ الوَلَه
واغمسْ زهرتَكَ الحمراءَ فيْ خلجانِ بركانيَ الخامدِ
افترشْهُ
افترسْهُ
واقرعْ طبولَ الحربِ
بينَ ثنايا روحِكَ واقضِ ماتبقىْ منْ فلولِ حجمِ البعدِ والتمنيْ
خذْ بينَ ذراعيكَ عنفوانَ البحرِ
وحلّ ضفائرَ الرغبةِ
وأبحرْ
وتوغلْ
واجعلْ أوراقَ الهوى
ترتعدْ
ولا تكثرثْ
فسوف ننجو منَ الحمائمِ والطوفانِ
بعثرَ أشلاءَ المرايا
فرائحةُ طَلْعِ الحقولِ منْ وجنتيكَ هوَ خبزُ فراشاتيْ المرتعشةِ
ياصباحاً أَتَرَفّهُ بهِ مثلَ مرآتيْ رَشْحُها منْ ماءِ العنَب
فلا البحرُ على امتدادهِ
أكثرُ رحابةً منْ رجولتِكَ
ولا الصولجانُ أكثرُ روعةً منْ قوتِكَ
تخطّ كلّ الحواجزِ
بحماسٍ
واقهرْ صمتَ اللهفةِ
ولظى جمرِ الانتظارِ
واحترقْ دونَ أنْ تحترقَ
ابرقْ
ارعدْ
أزبدْ
فرمالُ الشاطئِ عَطشَى بينَ أمواجيَ العاتيةِ
ياقاتليْ
رحْ فيْ جُنُونكَ الأهوجِ
واستمتعْ
بغيّكَ
لَظلٌّ منكَ هُو غَيمتي البيضاءُ أتذكرُ أنّي غفوتُ عليها فانسكبَتْ عطراً على نَهْدِ الوَرَق
مزّقِ الهَوَىْ بهديرِكَ
واسحقَ وهجاً منيْ أكتنزُهُ لمكتشفٍ مثلِكَ يلعبُ بالنّيرَان
أيّها الجامحُ بلا هوادةٍ
أشعلِ الهَوَىْ
واجعلِ الفلقَ أحمرَ
يا جنونيْ
سأريكَ أعشاشَ السباعِ
فاقتحمْها ولا ترحلْ