أيها الجميل

آبـَــاءُ هذا العصر ِ يَـعـْـتـري جَـمَـاجمَـهم
لــَـوثــة ُ التهوّر في أكثر ِ الأشياء ِ التي
تحيطــُ بأبعادهم الثلاثية !

غالبيتهم لا يفقهونَ مِـنَ الدنيا إلا ّ بعضَ مفاهيم ِ
السـّــــــــــابقينَ الذينَ كانتْ حياتهم لا تـتجَـاوزُ
الزوجة َ ، البيتَ ، مصدرَ الرزق ِ فقط !

أكثرُ آباء ِ هذا العصر يُفكرونَ كيفَ يحصلُ
أبناؤهم على الوظيفةِ ( المال ِ ) فقط ، ولمْ
ينفثوا في أدمغتهم كيفَ يفكرون ؟ كيفَ
يتعاملون معَ الآخرين ، كيفَ يُـحبّون !
كيفَ يتحدثون معَ الناس ِ الغرباء !
كيفَ يُواجهونَ مصاعبَ الحياة !
كيفَ يكونونَ رجالا ً في كلّ اللحظاتْ !

والمصيبة ُ الكبرى أنّ ما تحويهِ جماجمُهم
ترثهُ جماجمُ الأبناءِ ، وتستمرُّ قوانينُ الوراثة ِ
زاحفة ً ومُـهلكة ً لكلّ شيء !

صدقني أيها الجميلُ ، حتى لوْ تركَ الآباءُ
أبناءهم يختارونَ ما يريدونَ في حياتهم
فلنْ يُـجدي ذلكَ نفعا .. لأنّ الأمرَ مُـرتبطــٌ
بالتربيةِ مُنذ ّ الصّـغر ِ ، وكيفَ يقومُ الأبُ
بغرز ِ أساليب ِ الإعتماد ِ الكليّ للإبن ِ على
نفسهِ ، ويجعلهُ يُـواجهُ الدنيا بما فيها وهوَ
في كامل ِ الثقةِ والجاهزيـّـةِ لذلك !

المشكلة ُ ليستْ في الآباء ِ فقطــْ
وإنما في طريقة ِ التربية ِ مُـنذ ّ
ولادة ِ أطفالهم !


تحية لكَ وحـْـدكَ أيها الجميل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي