العينَ الثالثة
تلكَ الأسطرُ التي كتبتها ، وطرحتها باسم ِ
ذلكَ السـّـوق ، وادّعيتَ فيها أمورا ً يندى
لها الجبينُ ، وتعافها الفطرة ُ السليمَـة !
كــُـلُّ ذلكَ أيها الجميلُ حَـاصِـلٌ في كثير ٍ
مِـنْ أسواق ِ صامطة َ والمنطقةِ عُـموما ً
وما تخصيصُـكَ ذلكَ السوقَ بالقضيةِ إلا ّ
لأمْـر ٍ وحَـاجة ٍ في نفسِـكْ !
أنتَ تعلمُ جيدا ً أنّ مكانَ السوق ِ يُـعتبرُ
مرتعا ً خصبا ً لكثير ٍ مِـنَ المجْـــهولينَ
الذينَ تعـُــجّ بهم صامطة ، وكثيرٌ منهم
يدخلونَ ذلكَ السوقَ ، وغالبيتهم من فئةِ
الشباب ، وبالتالي لنْ يكونَ لديهم رادعٌ
في اقترافِ أيّ شيء !
وأنتَ تعلم أيضا ً أنّ الكثيرَ الكثيرَ مِـنْ
الشباب ِ لديهمْ خللٌ كـبـيـرٌ فـي جَـوانبِ
حياتهم الإجتماعية ، وقـــدْ ولــّـدَ ذلكَ
الخللُ نفوسا ً مريضة ً وناقصة ً وغيرَ
سَـويـّـة !
فماذا تنتظرُ مِـنْ شباب ٍ يرزحُ تحتَ
وطأة ِ الجهل ِ والفقر ِ والمرض ِ إلا ّ
اقترافا ً للمنكراتِ ورذائل ِ الأعمال !
أيها الجميل
عندما يأتي نساءٌ إلى ذلكَ السوق ِ
وهـُـنّ بلا مَحْـرم ٍ ، فاعـْــلمْ جيدا ً
أنهنّ يرغبنَ شيئا ً غيرَ التسوّق !
وعندما يأتونَ معَ مَحْرم ٍ ويحصلُ
لهمْ ما قلتهُ في موضوعِـكَ ، فإنّ
ذلكَ المَـحْـرمَ ليسَ جَـــــديرا ً بهم
ويستحقّ البصْـقَ عليه !
العينَ الثالثة
روى البيهقي وابن ماجه من حديث ابن عمر
رضي الله عنهما قال : كنتُ عاشرَ عشرة رهطٍ
من المهاجرين عند رسول الله ، فأقبل علينا
بوجهه فقال : (( يا معشر المهاجرين ، خمسُ
خصال أعوذ بالله أن تدركوهن : ما ظهرتِ
الفاحشةُ في قوم حتى أعلَنوا بها إلاَّ ابتُلوا
بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم
الذين مضـوا ، ولا نَقَص قومٌ المكيالَ إلا ابتُلوا
بالسنين وشِدّة المؤونة وجَور السلطان ، وما
منع قومٌ زكاةَ أموالهم إلاَّ مُنِعوا القطر من
السماء ، ولولا البهائم لم يمطَروا ، ولا خَفَر
قومٌ العهدَ إلاَّ سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم
فأخذوا بعضَ ما في أيديهم ، وما لم يعمَل أئمَّتُهم
بما أنزل الله في كتابه إلاَّ جعَل الله بأسَهم بينهم ))