تشتهي قصيدة ياعم
لو قلنا ظاهرة لكان الأمل يحدونا باختفائها . وإن قلنا أصبحت عادة لقلنا ستتغير مع مرور الزمن .ولكن هي في الحقيقة مصيبة ( ياساتر ) لا أريد أن أضخم الموضوع وأعطيه أكبر من حجمه ولكن هذه هي الحقيقة إنها مصيبة وظاهرة اجتماعية خطيرة . إن مانراه في الأسواق والشوارع ومحطات الوقود وعند إشارات المرور من وجود أولئك الأطفال ذكوراً وإناثاً وهم يتوسلون ويطلبون الصدقة مما تجود به النفس تجدهم في سبيل الحصول على ذلك الريال يدعون لك بدعوات أكثر من دعاء القنوت من طول العمر وحفظ الأولاد وأحسن دعوة عندهم (الله يزوجك ياعم ) ومنهم من يتفنن فيأتيك صامتاً هادئاً يتخاطب معك بلغة العيون . ومنهم من يمسح قزاز السيارة ومنهم من يلمع ومنهم من يبكي كذباً ومنهم من اكتشف وسيلة جذب جديدة وهي الأجمل بحيث يعرض عليك ( تشتهي قصيدة ياعم ) ولكن يشترط مقابل ذلك ريال . وإن كان هذا العمل سيئاً منه ولكن لعله قد أخذ القدوة من شعراء الجاهلية وشعراء الخلفاء والوزراء مثل أبو نواس والمتنبي ...
فعلاً أيها الأخوة إن الأمر خطير جداً فهؤلاء أصبحوا يفتحون السيارات من غير أذن على زوجاتنا وبناتنا ومنهم من يسرق ما يجده داخل السيارة .. ولعل المصيبة الأعظم وجود تلك الفتيات المنقبات اللاتي استعضن طلب الصدقة والتعب بالكسب السريع ( خمسون ريال دقة وحدة ) أتمنى أن يكون كلامي مفهوماً ...
قال تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )