لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 79

الموضوع: نزار قباني والمجموعة الكاملة

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    خمس رسائل إلى أمي


    صباحُ الخيرِ يا حلوه..
    صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
    مضى عامانِ يا أمّي
    على الولدِ الذي أبحر
    برحلتهِ الخرافيّه
    وخبّأَ في حقائبهِ
    صباحَ بلادهِ الأخضر
    وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
    وخبّأ في ملابسهِ
    طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
    وليلكةً دمشقية..
    أنا وحدي..
    دخانُ سجائري يضجر
    ومنّي مقعدي يضجر
    وأحزاني عصافيرٌ..
    تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
    عرفتُ نساءَ أوروبا..
    عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
    عرفتُ حضارةَ التعبِ..
    وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
    ولم أعثر..
    على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
    وتحملُ في حقيبتها..
    إليَّ عرائسَ السكّر
    وتكسوني إذا أعرى
    وتنشُلني إذا أعثَر

    أيا أمي..
    أيا أمي..
    أنا الولدُ الذي أبحر
    ولا زالت بخاطرهِ
    تعيشُ عروسةُ السكّر
    فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
    غدوتُ أباً..
    ولم أكبر؟

    صباحُ الخيرِ من مدريدَ
    ما أخبارها الفلّة؟
    بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
    تلكَ الطفلةُ الطفله
    فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
    يدلّلها كطفلتهِ
    ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
    ويسقيها..
    ويطعمها..
    ويغمرها برحمتهِ..
    .. وماتَ أبي
    ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
    وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
    وتسألُ عن عباءتهِ..
    وتسألُ عن جريدتهِ..
    وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
    عن فيروزِ عينيه..
    لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
    دنانيراً منَ الذهبِ..

    سلاماتٌ..
    سلاماتٌ..
    إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
    إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
    إلى تختي..
    إلى كتبي..
    إلى أطفالِ حارتنا..
    وحيطانٍ ملأناها..
    بفوضى من كتابتنا..
    إلى قططٍ كسولاتٍ
    تنامُ على مشارقنا
    وليلكةٍ معرشةٍ
    على شبّاكِ جارتنا
    مضى عامانِ.. يا أمي
    ووجهُ دمشقَ،
    عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
    يعضُّ على ستائرنا..
    وينقرنا..
    برفقٍ من أصابعنا..
    مضى عامانِ يا أمي
    وليلُ دمشقَ
    فلُّ دمشقَ
    دورُ دمشقَ
    تسكنُ في خواطرنا
    مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
    كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
    قد زُرعت بداخلنا..
    كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
    تعبقُ في ضمائرنا
    كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
    جاءت كلّها معنا..

    أتى أيلولُ يا أماهُ..
    وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
    ويتركُ عندَ نافذتي
    مدامعهُ وشكواهُ
    أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
    أينَ أبي وعيناهُ
    وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
    وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
    سقى الرحمنُ مثواهُ..
    وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
    وأين نُعماه؟
    وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
    تضحكُ في زواياهُ
    وأينَ طفولتي فيهِ؟
    أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
    وآكلُ من عريشتهِ
    وأقطفُ من بنفشاهُ

    دمشقُ، دمشقُ..
    يا شعراً
    على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
    ويا طفلاً جميلاً..
    من ضفائرنا صلبناهُ
    جثونا عند ركبتهِ..
    وذبنا في محبّتهِ
    إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القصيدة الدمشقية



    هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
    إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
    أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
    لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
    و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
    سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
    زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من
    عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
    مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
    و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
    للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
    وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
    طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
    فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
    هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
    ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
    هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
    فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
    كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
    حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
    أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
    فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
    خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
    فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
    تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
    وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
    أقاتلُ القبحَ في شعري وفيأدبي
    حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
    ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
    أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
    والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
    إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
    وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
    وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
    حملت شعري على ظهري فأتعبني
    ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حب بلا حدود


    -1-

    يا سيِّدتي:
    كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
    قبل رحيل العامْ.
    أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
    بعد ولادة هذا العامْ..
    أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
    أنتِ امرأةٌ..
    صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
    و من ذهب الأحلامْ..
    أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
    قبل ملايين الأعوامْ..

    -2-

    يا سيِّدتي:
    يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.
    يا أمطاراً من ياقوتٍ..
    يا أنهاراً من نهوندٍ..
    يا غاباتِ رخام..
    يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
    و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
    لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..
    في إحساسي..
    في وجداني..في إيماني..
    فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

    -3-

    يا سيِّدتي:
    لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.
    أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
    سوف أحِبُّكِ..
    عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..
    و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..
    و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..
    و سوفَ أحبُّكِ..
    حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
    و تحترقُ الغاباتْ..

    -4-

    يا سيِّدتي:
    أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
    و وردةُ كلِّ الحرياتْ.
    يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..
    حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
    و فرعون الكلماتْ..
    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
    حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
    و ترفعَ من أجلي الراياتْ..

    -5-

    يا سيِّدتي:
    لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
    لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.
    لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
    لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
    لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
    حين يكون الحبُ كبيراً ..
    و المحبوبة قمراً..
    لن يتحول هذا الحُبُّ
    لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

    -6-

    يا سيِّدتي:
    ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني
    لا الأضواءُ..
    و لا الزيناتُ..
    و لا أجراس العيد..
    و لا شَجَرُ الميلادْ.
    لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
    لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
    لا يعنيي أي كلامٍ
    يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

    -7-

    يا سيِّدتي:
    لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ
    حين تدقُّ نواقيس الأحيادْ.
    لاأتذكرُ إلا عطرَكِ
    حين أنام على ورق الأعشابْ.
    لا أتذكر إلا وجهكِ..
    حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
    و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

    -8-

    ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
    أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
    بين بساتينِ الأهدابْ...

    -9-

    ما يبهرني يا سيِّدتي
    أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
    أعانقُهُ..
    و أنام سعيداً كالأولادْ...

    -10-

    يا سيِّدتي:
    ما أسعدني في منفاي
    أقطِّرُ ماء الشعرِ..
    و أشرب من خمر الرهبانْ
    ما أقواني..
    حين أكونُ صديقاً
    للحريةِ.. و الإنسانْ...

    -11-

    يا سيِّدتي:
    كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
    و في عصر التصويرِ..
    و في عصرِ الرُوَّادْ
    كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
    في فلورنسَا.
    أو قرطبةٍ.
    أو في الكوفَةِ
    أو في حَلَبً.
    أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

    -12-

    يا سيِّدتي:
    كم أتمنى لو سافرنا
    نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.
    حيث الحبُّ بلا أسوارْ.
    و الكلمات بلا أسوارْ.
    و الأحلامُ بلا أسوارْ.

    -13-

    يا سيِّدتي:
    لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي
    سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
    و أعنفَ مما كانْ..
    أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
    و في تاريخِ الشعْرِ..
    و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...

    -14-

    يا سيِّدةَ العالَمِ:
    لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.
    أنتِ امرأتي الأولى.
    أمي الأولى.
    رحمي الأولُ.
    شَغَفي الأولُ.
    شَبَقي الأوَّلُ.
    طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

    -15-

    يا سيِّدتي:
    يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.
    هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
    هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
    كي أستوطنَ فيها..
    قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ
    حيت تبتدئَ الأعيادْ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    قصيدة الحزن

    علمني حبك ..أن أحزن
    و أنا محتاج منذ عصور
    لامرأة تجعلني أحزن
    لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
    لامرأة.. تجمع أجزائي
    كشظايا البلور المكسور

    ***

    علمني حبك سيدتي أسوء عادات
    علمني أخرج من بيتي
    في الليلة ألاف المرات..
    و أجرب طب العطارين..
    و أطرق باب العرافات..
    علمني ..أخرج من بيتي..
    لأمشط أرصفة الطرقات
    و أطارد وجهك..
    في الأمطار..
    و في أضواء السيارات..
    و أطارد ثوبك..
    في أثواب المجهولات
    و أطارد طيفك..
    حتى..حتى..
    في أوراق الإعلانات..
    علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات
    بحثا عن شعر غجري
    تحسده كل الغجريات
    بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
    هو كل الأوجه و الأصواتْ

    ***

    أدخلني حبكِ.. سيدتي
    مدن الأحزانْ..
    و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
    مدنَ الأحزان..
    لم أعرف أبداً..
    أن الدمع هو الإنسان
    أن الإنسان بلا حزنٍ
    ذكرى إنسانْ..

    ***

    علمني حبكِ..
    أن أتصرف كالصبيانْ
    أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..
    و على أشرعة الصيادينَ
    على الأجراس, على الصلبانْ
    علمني حبكِ..كيف الحبُّ
    يغير خارطة الأزمانْ..
    علمني أني حين أحبُّ..
    تكف الأرض عن الدورانْ
    علمني حبك أشياءً..
    ما كانت أبداً في الحسبانْ
    فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
    دخلت قصور ملوك الجانْ
    و حلمت بأن تتزوجني
    بنتُ السلطان..
    تلك العيناها ..
    أصفى من ماء الخلجانْ
    تلك الشفتاها..
    أشهى من زهر الرمانْ
    و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..
    و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..
    علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ
    علمني كيف يمر العمر..
    و لا تأتي بنت السلطانْ..

    ***

    علمني حبكِ..
    كيف أحبك في كل الأشياءْ
    في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
    في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
    في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
    مساءً..قهوتنا السوداءْ..
    علمني حبك أن آوي..
    لفنادقَ ليس لها أسماءْ
    و كنائس ليس لها أسماءْ
    و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
    علمني حبكِ..كيف الليلُ
    يضخم أحزان الغرباءْ..
    علمني..كيف أرى بيروتْ
    إمرأة..طاغية الإغراءْ..
    إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
    أجمل ما تملك من أزياءْ
    و ترش العطرعلى نهديها
    للبحارةِ..و الأمراء..
    علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
    علمني كيف ينام الحزن
    كغلام مقطوع القدمينْ..
    في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

    علمني حبك أن أحزنْ..
    و أنا محتاج منذ عصور
    لامرأة تجعلني أحزنْ..
    لامرأة تجمع أجزائي..
    كشظايا البلور المكسور..






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا بد أن أستأذن الوطن

    صديقتي
    في هذه الأيام يا صديقتي..
    تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.
    تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.
    تخرج من قمصاننا
    مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.
    عصفورة مائية تدعى الوطن.
    أريد أن أراك يا سيدتي..
    لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..
    أريد أن أهتف إليك يا سيدتي
    لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.
    أريد أن أمارس الحب على طريقتي
    لكنني أخجل من حماقتي
    أمام أحزان الوطن.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هجم النفط مثل ذئب علينا


    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم
    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ
    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،
    ونارُ التغييرِ في عينيهِ
    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ
    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ
    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ
    كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ
    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ
    فأتى ماشياً على جفنيهِ
    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت
    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ
    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ
    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ
    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا
    فارتمينا قتلى على نعليهِ
    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا
    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ
    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا
    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ
    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو
    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ
    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ
    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ
    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم
    حاملاً موتهُ على كتفيهِ
    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ
    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟
    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي
    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ
    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى
    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ
    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي
    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟
    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ
    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...
    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم
    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ
    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..
    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ
    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً
    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ
    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى
    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أسألك الرحيلا


    لنفترق قليلا..

    لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

    وخيرنا..

    لنفترق قليلا

    لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

    أريدُ أن تكرهني قليلا

    بحقِّ ما لدينا..

    من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

    بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

    ما زالَ منقوشاً على فمينا

    ما زالَ محفوراً على يدينا..

    بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

    ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

    وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

    بحقِّ ذكرياتنا

    وحزننا الجميلِ وابتسامنا

    وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

    أكبرَ من شفاهنا..

    بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

    أسألكَ الرحيلا

    لنفترق أحبابا..

    فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

    تفارقُ الهضابا..

    والشمسُ يا حبيبي..

    تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

    كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

    كُن مرَّةً أسطورةً..

    كُن مرةً سرابا..

    وكُن سؤالاً في فمي

    لا يعرفُ الجوابا

    من أجلِ حبٍّ رائعٍ

    يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

    وكي أكونَ دائماً جميلةً

    وكي تكونَ أكثر اقترابا

    أسألكَ الذهابا..

    لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

    لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

    فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

    أريدُ أن تراني

    ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

    أريدُ أن تراني..

    لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

    فقد نسينا

    نعمةَ البكاءِ من زمانِ

    لنفترق..

    كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

    وشوقنا رمادا..

    وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

    كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

    فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

    ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

    ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

    يا فارسي أنتَ ويا أميري

    لكنني.. لكنني..

    أخافُ من عاطفتي

    أخافُ من شعوري

    أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

    أخاف من وِصالنا..

    أخافُ من عناقنا..

    فباسمِ حبٍّ رائعٍ

    أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

    أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

    وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

    أسألك الرحيلا..

    حتى يظلَّ حبنا جميلا..

    حتى يكون عمرُهُ طويلا..

    أسألكَ الرحيلا..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    إغضب


    إغضبْ كما تشاءُ..

    واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

    حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

    هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

    فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

    كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

    فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

    نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

    إغضبْ!

    فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

    إغضب!

    فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

    كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

    فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

    إغضب!

    فلنْ أجيبَ بالتحدّي

    فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

    يملؤهُ الغرورُ..

    وكيفَ من صغارها..

    تنتقمُ الطيورُ؟

    إذهبْ..

    إذا يوماً مللتَ منّي..

    واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

    أما أنا فإني..

    سأكتفي بدمعي وحزني..

    فالصمتُ كبرياءُ

    والحزنُ كبرياءُ

    إذهبْ..

    إذا أتعبكَ البقاءُ..

    فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

    وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

    فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

    فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

    وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

    إغضبْ كما تشاءُ

    واذهبْ كما تشاءُ

    واذهبْ.. متى تشاءُ

    لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

    وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنا مع الإرهاب


    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...

    والقصيدة العصماء ...

    وزرقة السماء ...

    عن وطن لم يبق في أرجائه ...

    ماء ... ولاهواء ...

    لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...

    أو قهوة سوداء ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا بكل جرأة

    عن شعر بلقيس ..

    وعن شفاه ميسون ...

    وعن هند ... وعن دعد ...

    وعن لبنى ... وعن رباب ...

    عن مطر الكحل الذى

    ينزل كالوحى من الأهداب !!

    لن تجدوا فى حوزتى

    قصيدة سرية ...

    أو لغة سرية ...

    أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب

    وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...

    تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا كتبنا عن بقايا وطن ...

    مخلع .. مفكك مهترئ

    أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

    عن وطن يبحث عن عنوانه ...

    وأمة ليس لها أسماء !

    عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى

    سوى قصائد الخنساء !!

    عن وطن لم يبق فى افاقه

    حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..

    عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة

    أو نسمع الأنباء ...

    عن وطن كل العصافير به

    ممنوعة دوما من الغناء ...

    عن وطن ...

    كتابه تعودوا أن يكتبوا ...

    من شدة الرعب ..

    على الهواء !!

    عن وطن ..

    يشبه حال الشعر فى بلادنا

    فهو كلام سائب ...

    مرتجل ...

    مستورد ...

    وأعجمى الوجه واللسان ...

    فما له بداية ...

    ولا له نهاية

    ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..

    أو بمأزق الانسان !!

    عن وطن ...

    يمشى الى مفاوضات السلم ..

    دونما كرامة ...

    ودونما حذاء !!!

    عن وطن ...

    رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...

    ولم يبق سوى النساء !!

    الملح فى عيوننا ..

    والملح .. فى شفاهنا ...

    والملح .. فى كلامنا

    فهل يكون القحط في نفوسنا ...

    ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟

    لم يبق فى أمتنا معاوية ...

    ولا أبوسفيان ...

    لم يبق من يقول (لا) ...

    فى وجه من تنازلوا

    عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...

    وحولوا تاريخنا الزاهى ...

    الى دكان !!...

    لم يبق فى حياتنا قصيدة ...

    ما فقدت عفافها ...

    فى مضجع السلطان !!

    لقد تعودنا على هواننا ...

    ماذا من الانسان يبقى ...

    حين يعتاد على الهوان؟؟

    ابحث فى دفاتر التاريخ ...

    عن أسامة بن منقذ ...

    وعقبة بن نافع ...

    عن عمر ... عن حمزة ...

    عن خالد يزحف نحو الشام ...

    أبحث عن معتصم بالله ...

    حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...

    ومن ألسنة النيران !!

    أبحث عن رجال أخر الزمان ..

    فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...

    تخشى على أرواحها ...

    من سلطة الفئران !!...

    هل العمى القومى ... قد أصابنا؟

    أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا رفضنا موتنا ...

    بجرافات اسرائيل ...

    تنكش فى ترابنا ...

    تنكش فى تاريخنا ...

    تنكش فى انجيلنا ...

    تنكش فى قرآننا! ...

    تنكش فى تراب أنبيائنا ...

    ان كان هذا ذنبنا

    ما أجمل الارهاب ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ... اذا رفضنا محونا

    على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...

    اذا رمينا حجرا ...

    على زجاج مجلس الأمن الذى

    استولى عليه قيصر القياصرة ...

    .... متهمون نحن بالارهاب

    .. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب

    .. وأن نمد كفنا ل..

    أميركا ...

    ضد ثقافات البشر ..

    وهى بلا ثقافة ...

    ضد حضارات الحضر ...

    وهى بلا حضارة ..

    أميركا ..

    بناية عملاقة

    ليس لها حيطان ...

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفضنا زمنا

    صارت به أميركا

    المغرورة ... الغنية ... القوية

    مترجما محلفا ...

    للغة العبرية ...

    ... متهمون نحن بالارهاب

    واذا رمينا وردة ..

    للقدس ..

    للخليل ..

    أو لغزة ..

    والناصرة ..

    اذا حملنا الخبز والماء

    الى طروادة المحاصرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفعنا صوتنا

    ضد الشعوبيين من قادتنا

    وكل من غيروا سروجهم

    وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا اقترفنا مهنة الثقافة

    اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة

    اذا ذكرنا ربنا تعالى

    اذا تلونا ( سورة الفتح)

    وأصغينا الى خطبة الجمعة

    فنحن ضالعون في الارهاب

    متهمون نحن بالارهاب

    ان نحن دافعنا عن الارض

    وعن كرامــــــة التــراب

    اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..

    واغتصابنا ...

    اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...

    وآخر النجوم فى سمائنا ...

    وآخر الحروف فى اسمآئنا ...

    وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..

    ..... ان كان هذا ذنبنا

    فما اروع الارهــــــــاب!!

    أنا مع الإرهاب...

    ان كان يستطيع أن ينقذنى

    من المهاجرين من روسيا ..

    ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..

    وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...

    ليسرقوا مآذن القدس ...

    وباب المسجد الأقصى ...

    ويسرقوا النقوش .. والقباب ...

    أنا مع الارهاب ..

    ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..

    ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..

    من سفراء الموت والخراب ..

    بالأمس

    كان الشارع القومى فى بلادنا

    يصهل كالحصان ...

    وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...

    ... وبعد أوسلو

    لم يعد فى فمنا أسنان ...

    فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟

    أنا مع الارهاب ..

    اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب

    من الطغاة والطغيان

    وينقذ الانسان من وحشية الانسان

    أنا مع الإرهاب

    ان كان يستطيع ان ينقذني

    من قيصر اليهود

    او من قيصر الرومان

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد ..

    مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..

    بالمناصفة !!!

    أنا مع الإرهاب

    بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب

    ما دام هذا العالم الجديـــد

    بيـن يدي قصــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد

    قد صنفنا

    من فئة الذئاب !!

    أنا مع الإرهاب

    ان كان مجلس الشيوخ في أميركا

    هو الذى فى يده الحساب ...

    وهو الذي يقرر الثواب والعقـــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العـالم الجديد

    يكــــره في أعمـاقه

    رائحــة الأعــراب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العالم الجديد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يريد ذبح أطفالي

    ويرميهم للكلاب

    من أجل هذا كله

    أرفــــع صوتـي عاليا

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب


  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    سبتمبر


    الشعر يأتي دائما

    مع المطر.

    و وجهك الجميل يأتي دائماً

    مع المطر.

    و الحب لا يبدأ إلا عندما

    تبدأ موسيقى المطر..

    ***

    إذا أتى أيلول يا حبيبتي

    أسأل عن عينيك كل غيمة

    كأن حبي لك

    مربوط بتوقيت المطر…

    ***

    مشاهد الخريف تستفزني.

    شحوبك الجميل يستفزني.

    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

    و كنزة الكشمير..

    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

    جريدة الصباح..

    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

    تستفزني..

    فما الذي أفعله ؟

    بين اشتعال البرق في أصابعي..

    و بين أقوال المسيح المنتظر؟

    ***

    ينتابني في أول الخريف

    إحساس غريب بالأمان و الخطر..

    أخاف أن تقتربي..

    أخاف أن تبتعدي..

    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

    ***

    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

    ***

    أنت جنون شتوي نادر..

    يا ليتني أعرف يا سيدتي

    علاقة الجنون بالمطر!!

    ***

    سيدتي

    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

    حاملة في يدها قصيدة..

    و في اليد الأخرى قمر..

    ***

    يا امرأة أحبها..

    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

    يا امرأة تحمل في شحوبها

    جميع أحزان الشجر..

    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

    يا امرأة توجز تاريخي..

    و تاريخ المطر!!.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    المهرولون

    -1-

    سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.

    و فرِحنا.. و رقَصنا..

    و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ

    لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..

    و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..

    فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

    -2-

    سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..

    دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..

    أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

    و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..

    و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

    و ركَضنَا.. و لَهثنا..

    و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

    -3-

    جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.

    و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..

    بَصَلَة...

    -4-

    سَقَطَتْ غرناطةٌ

    -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.

    سَقَطتْ إشبيلَة.

    سَقَطتْ أنطاكيَه..

    سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..

    سَقَطتْ عمُّوريَة..

    سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

    فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ

    و لا ثَمَّ رُجُولَة...

    -5-

    سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا

    في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟

    لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ

    تصنع القهوةَ و الجِنسَ..

    فعن ماذا ندافِعْ؟؟

    -6-

    لم يَعُدْ في يدِنَا

    أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..

    سَرَقُوا الابوابَ

    و الحيطانَ و الزوجاتِ, و الأولادَ,

    و الزيتونَ, و الزيتَ

    و أحجار الشوارعْ.

    سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ

    و هو ما زالَ رضيعاً..

    سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..

    و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..

    و قَناديلَ الجوامِعْ...

    -7-

    تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا

    تُسمَّى (غَزَّةً)..

    عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..

    فُندقاً يُدعى فلسطينَ..

    بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..

    تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ

    و يداً دونَ أصابعْ...

    -8-

    لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.

    كيف تبكي أمَّةٌ

    أخَذوا منها المدامعْ؟؟

    -9-

    بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو

    خرجنا عاقرينْ..

    وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..

    وطَناً نبلعه من غير ماءٍ

    كحبوب الأسبرينْ!!..

    -10-

    بعدَ خمسينَ سَنَةْ..

    نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..

    ما لنا مأوى

    كآلافِ الكلاب!!.

    -11-

    بعدَ خمسينَ سنةْ

    ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..

    ليس صُلحاً,

    ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..

    إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

    -12-

    ما تُفيدُ الهرولَةْ؟

    ما تُفيدُ الهَرولة؟

    عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً

    كفَتيلِ القنبلة..

    لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..

    خَردلَة!!..

    -13-

    كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

    و هلالٍ أبيضٍ..

    و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..

    و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

    -14-

    مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟

    لا سلام الأقوياء القادرينْ.

    من ترى يسألهم

    عن سلام البيع بالتقسيطِ..

    و التأجير بالتقسيطِ..

    و الصَفْقاتِ..

    و التجارِ و المستثمرينْ؟.

    من ترى يسألهُم

    عن سلام الميِّتين؟

    أسكتوا الشارعَ

    و اغتالوا جميع الأسئلة..

    و جميع السائلينْ...

    -15-

    ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..

    من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..

    مضغتْ أكبادنا..

    و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..

    و سكِرْنا.. و رقصنا..

    و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..

    ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ

    لهم شكلُ الضفادعْ..

    و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,

    فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..

    أو من وَلَدْ!!

    -16-

    لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ

    أو طعامٌ عربي.ٌّ

    أو غناءٌ عربي.ٌّ

    أو حياء عربي.ٌّ ٌ

    فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..

    -17-

    كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..

    كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

    كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..

    و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

    و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,

    و موسيقى المارينزْ..

    كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

    -18-

    و انتهى العُرسُ..

    و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.

    بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..

    و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

    نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

    و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

    ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

    ليس هذا العارُ عاري..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مورفين

    اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

    يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

    ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

    ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

    اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

    أرجوازٌ بارعْ

    يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

    ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

    ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

    وأساورَ من خرزٍ لامعْ

    ويبيعُ لهمْ..

    فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

    اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

    ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

    وضاجعهُ ......

    اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

    يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

    منَ القرنِ السابعْ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية shabi82
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    المشاركات
    76

    رد: مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . واقول لك أخي ابو فيه زدنا دررازدنا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •