لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 79

الموضوع: نزار قباني والمجموعة الكاملة

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    إغضب


    إغضبْ كما تشاءُ..

    واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

    حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

    هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

    فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

    كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

    فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

    نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

    إغضبْ!

    فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

    إغضب!

    فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

    كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

    فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

    إغضب!

    فلنْ أجيبَ بالتحدّي

    فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

    يملؤهُ الغرورُ..

    وكيفَ من صغارها..

    تنتقمُ الطيورُ؟

    إذهبْ..

    إذا يوماً مللتَ منّي..

    واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

    أما أنا فإني..

    سأكتفي بدمعي وحزني..

    فالصمتُ كبرياءُ

    والحزنُ كبرياءُ

    إذهبْ..

    إذا أتعبكَ البقاءُ..

    فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

    وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

    فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

    فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

    وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

    إغضبْ كما تشاءُ

    واذهبْ كما تشاءُ

    واذهبْ.. متى تشاءُ

    لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

    وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنا مع الإرهاب


    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...

    والقصيدة العصماء ...

    وزرقة السماء ...

    عن وطن لم يبق في أرجائه ...

    ماء ... ولاهواء ...

    لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...

    أو قهوة سوداء ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا بكل جرأة

    عن شعر بلقيس ..

    وعن شفاه ميسون ...

    وعن هند ... وعن دعد ...

    وعن لبنى ... وعن رباب ...

    عن مطر الكحل الذى

    ينزل كالوحى من الأهداب !!

    لن تجدوا فى حوزتى

    قصيدة سرية ...

    أو لغة سرية ...

    أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب

    وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...

    تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا كتبنا عن بقايا وطن ...

    مخلع .. مفكك مهترئ

    أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

    عن وطن يبحث عن عنوانه ...

    وأمة ليس لها أسماء !

    عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى

    سوى قصائد الخنساء !!

    عن وطن لم يبق فى افاقه

    حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..

    عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة

    أو نسمع الأنباء ...

    عن وطن كل العصافير به

    ممنوعة دوما من الغناء ...

    عن وطن ...

    كتابه تعودوا أن يكتبوا ...

    من شدة الرعب ..

    على الهواء !!

    عن وطن ..

    يشبه حال الشعر فى بلادنا

    فهو كلام سائب ...

    مرتجل ...

    مستورد ...

    وأعجمى الوجه واللسان ...

    فما له بداية ...

    ولا له نهاية

    ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..

    أو بمأزق الانسان !!

    عن وطن ...

    يمشى الى مفاوضات السلم ..

    دونما كرامة ...

    ودونما حذاء !!!

    عن وطن ...

    رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...

    ولم يبق سوى النساء !!

    الملح فى عيوننا ..

    والملح .. فى شفاهنا ...

    والملح .. فى كلامنا

    فهل يكون القحط في نفوسنا ...

    ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟

    لم يبق فى أمتنا معاوية ...

    ولا أبوسفيان ...

    لم يبق من يقول (لا) ...

    فى وجه من تنازلوا

    عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...

    وحولوا تاريخنا الزاهى ...

    الى دكان !!...

    لم يبق فى حياتنا قصيدة ...

    ما فقدت عفافها ...

    فى مضجع السلطان !!

    لقد تعودنا على هواننا ...

    ماذا من الانسان يبقى ...

    حين يعتاد على الهوان؟؟

    ابحث فى دفاتر التاريخ ...

    عن أسامة بن منقذ ...

    وعقبة بن نافع ...

    عن عمر ... عن حمزة ...

    عن خالد يزحف نحو الشام ...

    أبحث عن معتصم بالله ...

    حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...

    ومن ألسنة النيران !!

    أبحث عن رجال أخر الزمان ..

    فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...

    تخشى على أرواحها ...

    من سلطة الفئران !!...

    هل العمى القومى ... قد أصابنا؟

    أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا رفضنا موتنا ...

    بجرافات اسرائيل ...

    تنكش فى ترابنا ...

    تنكش فى تاريخنا ...

    تنكش فى انجيلنا ...

    تنكش فى قرآننا! ...

    تنكش فى تراب أنبيائنا ...

    ان كان هذا ذنبنا

    ما أجمل الارهاب ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ... اذا رفضنا محونا

    على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...

    اذا رمينا حجرا ...

    على زجاج مجلس الأمن الذى

    استولى عليه قيصر القياصرة ...

    .... متهمون نحن بالارهاب

    .. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب

    .. وأن نمد كفنا ل..

    أميركا ...

    ضد ثقافات البشر ..

    وهى بلا ثقافة ...

    ضد حضارات الحضر ...

    وهى بلا حضارة ..

    أميركا ..

    بناية عملاقة

    ليس لها حيطان ...

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفضنا زمنا

    صارت به أميركا

    المغرورة ... الغنية ... القوية

    مترجما محلفا ...

    للغة العبرية ...

    ... متهمون نحن بالارهاب

    واذا رمينا وردة ..

    للقدس ..

    للخليل ..

    أو لغزة ..

    والناصرة ..

    اذا حملنا الخبز والماء

    الى طروادة المحاصرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفعنا صوتنا

    ضد الشعوبيين من قادتنا

    وكل من غيروا سروجهم

    وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا اقترفنا مهنة الثقافة

    اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة

    اذا ذكرنا ربنا تعالى

    اذا تلونا ( سورة الفتح)

    وأصغينا الى خطبة الجمعة

    فنحن ضالعون في الارهاب

    متهمون نحن بالارهاب

    ان نحن دافعنا عن الارض

    وعن كرامــــــة التــراب

    اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..

    واغتصابنا ...

    اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...

    وآخر النجوم فى سمائنا ...

    وآخر الحروف فى اسمآئنا ...

    وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..

    ..... ان كان هذا ذنبنا

    فما اروع الارهــــــــاب!!

    أنا مع الإرهاب...

    ان كان يستطيع أن ينقذنى

    من المهاجرين من روسيا ..

    ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..

    وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...

    ليسرقوا مآذن القدس ...

    وباب المسجد الأقصى ...

    ويسرقوا النقوش .. والقباب ...

    أنا مع الارهاب ..

    ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..

    ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..

    من سفراء الموت والخراب ..

    بالأمس

    كان الشارع القومى فى بلادنا

    يصهل كالحصان ...

    وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...

    ... وبعد أوسلو

    لم يعد فى فمنا أسنان ...

    فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟

    أنا مع الارهاب ..

    اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب

    من الطغاة والطغيان

    وينقذ الانسان من وحشية الانسان

    أنا مع الإرهاب

    ان كان يستطيع ان ينقذني

    من قيصر اليهود

    او من قيصر الرومان

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد ..

    مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..

    بالمناصفة !!!

    أنا مع الإرهاب

    بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب

    ما دام هذا العالم الجديـــد

    بيـن يدي قصــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد

    قد صنفنا

    من فئة الذئاب !!

    أنا مع الإرهاب

    ان كان مجلس الشيوخ في أميركا

    هو الذى فى يده الحساب ...

    وهو الذي يقرر الثواب والعقـــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العـالم الجديد

    يكــــره في أعمـاقه

    رائحــة الأعــراب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العالم الجديد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يريد ذبح أطفالي

    ويرميهم للكلاب

    من أجل هذا كله

    أرفــــع صوتـي عاليا

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    سبتمبر


    الشعر يأتي دائما

    مع المطر.

    و وجهك الجميل يأتي دائماً

    مع المطر.

    و الحب لا يبدأ إلا عندما

    تبدأ موسيقى المطر..

    ***

    إذا أتى أيلول يا حبيبتي

    أسأل عن عينيك كل غيمة

    كأن حبي لك

    مربوط بتوقيت المطر…

    ***

    مشاهد الخريف تستفزني.

    شحوبك الجميل يستفزني.

    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

    و كنزة الكشمير..

    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

    جريدة الصباح..

    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

    تستفزني..

    فما الذي أفعله ؟

    بين اشتعال البرق في أصابعي..

    و بين أقوال المسيح المنتظر؟

    ***

    ينتابني في أول الخريف

    إحساس غريب بالأمان و الخطر..

    أخاف أن تقتربي..

    أخاف أن تبتعدي..

    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

    ***

    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

    ***

    أنت جنون شتوي نادر..

    يا ليتني أعرف يا سيدتي

    علاقة الجنون بالمطر!!

    ***

    سيدتي

    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

    حاملة في يدها قصيدة..

    و في اليد الأخرى قمر..

    ***

    يا امرأة أحبها..

    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

    يا امرأة تحمل في شحوبها

    جميع أحزان الشجر..

    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

    يا امرأة توجز تاريخي..

    و تاريخ المطر!!.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    المهرولون

    -1-

    سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.

    و فرِحنا.. و رقَصنا..

    و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ

    لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..

    و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..

    فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

    -2-

    سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..

    دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..

    أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

    و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..

    و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

    و ركَضنَا.. و لَهثنا..

    و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

    -3-

    جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.

    و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..

    بَصَلَة...

    -4-

    سَقَطَتْ غرناطةٌ

    -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.

    سَقَطتْ إشبيلَة.

    سَقَطتْ أنطاكيَه..

    سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..

    سَقَطتْ عمُّوريَة..

    سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

    فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ

    و لا ثَمَّ رُجُولَة...

    -5-

    سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا

    في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟

    لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ

    تصنع القهوةَ و الجِنسَ..

    فعن ماذا ندافِعْ؟؟

    -6-

    لم يَعُدْ في يدِنَا

    أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..

    سَرَقُوا الابوابَ

    و الحيطانَ و الزوجاتِ, و الأولادَ,

    و الزيتونَ, و الزيتَ

    و أحجار الشوارعْ.

    سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ

    و هو ما زالَ رضيعاً..

    سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..

    و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..

    و قَناديلَ الجوامِعْ...

    -7-

    تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا

    تُسمَّى (غَزَّةً)..

    عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..

    فُندقاً يُدعى فلسطينَ..

    بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..

    تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ

    و يداً دونَ أصابعْ...

    -8-

    لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.

    كيف تبكي أمَّةٌ

    أخَذوا منها المدامعْ؟؟

    -9-

    بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو

    خرجنا عاقرينْ..

    وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..

    وطَناً نبلعه من غير ماءٍ

    كحبوب الأسبرينْ!!..

    -10-

    بعدَ خمسينَ سَنَةْ..

    نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..

    ما لنا مأوى

    كآلافِ الكلاب!!.

    -11-

    بعدَ خمسينَ سنةْ

    ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..

    ليس صُلحاً,

    ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..

    إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

    -12-

    ما تُفيدُ الهرولَةْ؟

    ما تُفيدُ الهَرولة؟

    عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً

    كفَتيلِ القنبلة..

    لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..

    خَردلَة!!..

    -13-

    كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

    و هلالٍ أبيضٍ..

    و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..

    و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

    -14-

    مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟

    لا سلام الأقوياء القادرينْ.

    من ترى يسألهم

    عن سلام البيع بالتقسيطِ..

    و التأجير بالتقسيطِ..

    و الصَفْقاتِ..

    و التجارِ و المستثمرينْ؟.

    من ترى يسألهُم

    عن سلام الميِّتين؟

    أسكتوا الشارعَ

    و اغتالوا جميع الأسئلة..

    و جميع السائلينْ...

    -15-

    ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..

    من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..

    مضغتْ أكبادنا..

    و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..

    و سكِرْنا.. و رقصنا..

    و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..

    ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ

    لهم شكلُ الضفادعْ..

    و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,

    فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..

    أو من وَلَدْ!!

    -16-

    لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ

    أو طعامٌ عربي.ٌّ

    أو غناءٌ عربي.ٌّ

    أو حياء عربي.ٌّ ٌ

    فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..

    -17-

    كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..

    كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

    كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..

    و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

    و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,

    و موسيقى المارينزْ..

    كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

    -18-

    و انتهى العُرسُ..

    و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.

    بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..

    و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

    نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

    و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

    ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

    ليس هذا العارُ عاري..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مورفين

    اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

    يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

    ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

    ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

    اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

    أرجوازٌ بارعْ

    يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

    ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

    ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

    وأساورَ من خرزٍ لامعْ

    ويبيعُ لهمْ..

    فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

    اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

    ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

    وضاجعهُ ......

    اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

    يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

    منَ القرنِ السابعْ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •