كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام
بأن أمه التي أفاق منذ عام
فلم يجدها
ثم حين لج في السؤال قالوا له
بعد غدٍ تعود
لا بد أن تعود
وإن تهامس الرفاق أنَّها هناك
في جانب التل تنام نومة اللحود
تسف من ترابها وتشرب المطر
مطر
مطر
أتعلمين أيَّ حزن يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟
بلا انتهاء – كالدم المراق ، كالجياع
كالحب كالأطفال كالموتى
هو المطر
ماذا بقي من السياب بعد اربعين عاما على فترة وفاته ؟
هل لا يزال شعره حاضرا في اذهان الشعراء ؟
السياب
اليس هو الذي انشد المطر وصاح يا خليج وعاش مريضا ومات باكرا
واحدث كل هذا التغيير في القصيده العربيه
حتى اضحى تاريخا جديدا للشعر العربي الفصيح
السياب
هو الاكثر اسطورية بين الشعراء العرب الجدد او الرواد
وانشودة المطر
هي الاكثر حضورا التي احبها الناس والشعراء وغيرهم
السياب
شاعر لديه من الخصوصيه ما يجعله متفوقا على اقرانه
واهمية تجربته انها حضرت في سياق رومانسي
يتناسب مع شخصيته بل في البيئه المحليه الفوريه التي يصطدم بها نفسيا
فلا يتردد في مقاربتها بصيغة لا تجدها لدى من سبقه من الشعراء
بعد اربعون عاما لايزال السياب حاضرا بقوه في النسيج الشعري
وله جمهوره ومحبيه وهو بذلك يختلف عن غيره من الشعراء
وخصوصا بقصيدته اللغز المحير للكثيرين وبصورها اللغويه الجميله
فصاحب انشودة المطر جمع في شعره كل المفارقات
التي خلخلت البلاد العربيه وهزتها منذ بادية الخمسينات ثقافيا واجتماعيا
انه شاعر الحب والتمرد والموت
وعلى هذا الاساس نجد ان النقاد شمروا عن سواعدهم
وانشغلوا باستخراج كل ما يمكن اخراجه وما لا يمكن من هذه الانشوده
فثمة من راى في انشودة المطر قصيده غزليه
وثمة من استقصى فيها بعدا اخر عبر تظهير نزوع السياب
الى رسم صورة الام ومطر ينزل على قبرها
وثمة من ركز على البعد الصوتي القصيده
فانتبه الى تسكين السياب لمفردة المطر
يمتاز شعره
بالمناجاة الغنائيه العميقة والصوره البارعه
التي تمتزج فيها اللغة بالرؤية والايقاع في مدى شعري
ممتد بين روعة الاداء وعمق الدلاله وتشابك الايماءات
سنعود مع شخصيته