لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 79

الموضوع: نزار قباني والمجموعة الكاملة

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة


    قصيدة معها في باريس

    لا الشعرُ ، يُرضي طُمُوحاتي ، ولا الوَتَرُ
    إنّي لعَيْنَيْكِ ، باسمِ الشِعْرِ ، أَعتذِرُ..
    حاولت وصفك فاسعصى الخيال معي
    يا مَنْ تَدُوخُ على أقدامِكِ الصُوَرُ
    يُروِّجُونَ كلاماً لا أُصَدِّقُهُ
    هل بين نهديك حقاً يسكن القمر
    كم صَعْبةٌ أنتِ .. تَصْويراً وتَهْجِيَةً
    إذا لَمَسْتُكِ ، يبكي في يدي الحَجَرُ
    نَهْداكِ .. كان بودِّي لو رَسَمْتُهُمَا
    إذا عجزت فحسبي أنني بشر
    أيا غَمَامةَ مُوسيقى .. تُظلِّلُني
    كذا ينقط فوق الجنة المطر
    الحَرْفُ يبدأُ من عَيْنَيْكِ رحْلتَهُ
    كلُّ اللُغاتِ بلا عينيكِ .. تَنْدثِرُ
    يا من أحبك حتى يستحيل دمي
    إلى نبيذٍ ، بنار العِشْق يَخْتَمِرُ
    هزائمي في الهوى تبدو مُعَطَّرَةً
    إني بحبك مهزوم ومنتصر
    تركتُ خَلْفيَ أمجادي .. وها أنذا
    بطُولِ شَعْرِكِ _ حتى الخَصْرِ _ أفْتَخِرُ
    ماذا يكون الهوى إلا مخاطرة
    وأنتِ .. أجملُ ما في حُبِّكِ الخَطَرُ
    يا مَنْ أُحِبُّكِ .. حتى يستحيلَ فمي
    إلى حدائق فيها الماء والثمر
    ما دمت لي فحدود الشمس مملكتي
    والبر والبحر والشطاَن والجزر
    ما دامَ حُبُّكِ يُعْطيني عباءتَهُ
    فكيفَ لا أفتحُ الدنيا .. وأنتصِرُ ؟
    سأركبُ البحرَ .. مَجنوناً ومُنْتَحراً..
    والعاشقُ الفذُّ .. يحيا حين ينتحِرُ ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    في رثاء بلقيس

    شُكراً لكم ..

    شُكراً لكم . .

    فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم

    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ

    وقصيدتي اغْتِيلتْ ..

    وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..

    - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

    بلقيسُ ...

    كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ

    بلقيسُ ..

    كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

    كانتْ إذا تمشي ..

    ترافقُها طواويسٌ ..

    وتتبعُها أيائِلْ ..

    بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

    ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

    هل يا تُرى ..

    من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

    يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..

    يا غجريَّتي الشقراءَ ..

    يا أمواجَ دجلةَ . .

    تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

    أحلى الخلاخِلْ ..

    قتلوكِ يا بلقيسُ ..

    أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

    تلكَ التي

    تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟

    أين السَّمَوْأَلُ ؟

    والمُهَلْهَلُ ؟

    والغطاريفُ الأوائِلْ ؟

    فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..

    وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..

    وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..

    قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..

    تأوي ملايينُ الكواكبْ ..

    سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

    فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟

    أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.


    بلقيسُ ..

    تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..

    وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..

    فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ

    ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ

    حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..

    تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ

    ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..

    على الستائرِ ..

    والمقاعدِ ..

    والأوَاني ..

    ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..

    من الخواتم تطْلَعِينَ ..

    من القصيدة تطْلَعِينَ ..

    من الشُّمُوعِ ..

    من الكُؤُوسِ ..

    من النبيذ الأُرْجُواني ..

    بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

    لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..

    في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..

    وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..


    تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..

    فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..

    هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟

    بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..

    وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..

    وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...


    بلقيسُ :

    أسألكِ السماحَ ، فربَّما

    كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..

    إنّي لأعرفُ جَيّداً ..

    أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ

    أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!

    نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ

    فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..

    والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ

    سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..

    تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..

    وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ

    تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...

    وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..

    أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    ق .. ت .. ل ..و .. ا

    ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو فييه ; 07 -11- 2008 الساعة 10:55 PM سبب آخر: لعدم التكرار

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    قصيدة معها في باريس

    لا الشعرُ ، يُرضي طُمُوحاتي ، ولا الوَتَرُ
    إنّي لعَيْنَيْكِ ، باسمِ الشِعْرِ ، أَعتذِرُ..
    حاولت وصفك فاسعصى الخيال معي
    يا مَنْ تَدُوخُ على أقدامِكِ الصُوَرُ
    يُروِّجُونَ كلاماً لا أُصَدِّقُهُ
    هل بين نهديك حقاً يسكن القمر
    كم صَعْبةٌ أنتِ .. تَصْويراً وتَهْجِيَةً
    إذا لَمَسْتُكِ ، يبكي في يدي الحَجَرُ
    نَهْداكِ .. كان بودِّي لو رَسَمْتُهُمَا
    إذا عجزت فحسبي أنني بشر
    أيا غَمَامةَ مُوسيقى .. تُظلِّلُني
    كذا ينقط فوق الجنة المطر
    الحَرْفُ يبدأُ من عَيْنَيْكِ رحْلتَهُ
    كلُّ اللُغاتِ بلا عينيكِ .. تَنْدثِرُ
    يا من أحبك حتى يستحيل دمي
    إلى نبيذٍ ، بنار العِشْق يَخْتَمِرُ
    هزائمي في الهوى تبدو مُعَطَّرَةً
    إني بحبك مهزوم ومنتصر
    تركتُ خَلْفيَ أمجادي .. وها أنذا
    بطُولِ شَعْرِكِ _ حتى الخَصْرِ _ أفْتَخِرُ
    ماذا يكون الهوى إلا مخاطرة
    وأنتِ .. أجملُ ما في حُبِّكِ الخَطَرُ
    يا مَنْ أُحِبُّكِ .. حتى يستحيلَ فمي
    إلى حدائق فيها الماء والثمر
    ما دمت لي فحدود الشمس مملكتي
    والبر والبحر والشطاَن والجزر
    ما دامَ حُبُّكِ يُعْطيني عباءتَهُ
    فكيفَ لا أفتحُ الدنيا .. وأنتصِرُ ؟
    سأركبُ البحرَ .. مَجنوناً ومُنْتَحراً..
    والعاشقُ الفذُّ .. يحيا حين ينتحِرُ ...
    الزر لليسار للإقتباس

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    في رثاء بلقيس

    شُكراً لكم ..

    شُكراً لكم . .

    فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم

    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ

    وقصيدتي اغْتِيلتْ ..

    وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..

    - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

    بلقيسُ ...

    كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ

    بلقيسُ ..

    كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

    كانتْ إذا تمشي ..

    ترافقُها طواويسٌ ..

    وتتبعُها أيائِلْ ..

    بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

    ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

    هل يا تُرى ..

    من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

    يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..

    يا غجريَّتي الشقراءَ ..

    يا أمواجَ دجلةَ . .

    تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

    أحلى الخلاخِلْ ..

    قتلوكِ يا بلقيسُ ..

    أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

    تلكَ التي

    تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟

    أين السَّمَوْأَلُ ؟

    والمُهَلْهَلُ ؟

    والغطاريفُ الأوائِلْ ؟

    فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..

    وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..

    وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..

    قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..

    تأوي ملايينُ الكواكبْ ..

    سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

    فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟

    أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.


    بلقيسُ ..

    تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..

    وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..

    فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ

    ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ

    حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..

    تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ

    ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..

    على الستائرِ ..

    والمقاعدِ ..

    والأوَاني ..

    ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..

    من الخواتم تطْلَعِينَ ..

    من القصيدة تطْلَعِينَ ..

    من الشُّمُوعِ ..

    من الكُؤُوسِ ..

    من النبيذ الأُرْجُواني ..

    بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

    لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..

    في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..

    وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..


    تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..

    فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..

    هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟

    بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..

    وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..

    وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...


    بلقيسُ :

    أسألكِ السماحَ ، فربَّما

    كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..

    إنّي لأعرفُ جَيّداً ..

    أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ

    أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!

    نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ

    فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..

    والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ

    سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..

    تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..

    وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ

    تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...

    وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..

    أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    ق .. ت .. ل ..و .. ا

    ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    السيرة الذاتية لسياف عربى
    1
    أيها الناس:
    لقد أصبحت سلطانا عليكم
    فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...
    إننى لا أتجلى دائما..
    فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
    اتركوا أطفالكم من غير خبز
    واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
    إحمدوا الله على نعمته
    فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
    والتاريخ لا يكتب دونى
    إننى يوسف فى الحسن
    ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
    وجبينا نبويا كجبينى
    وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
    فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
    أيها الناس:
    أنا مجنون ليلى
    فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
    واعبثوا أزواجكم كى يشكرونى
    شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
    شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
    شرف أن تشبهونى..
    فأنا حادثة ما حدثت
    منذ آلاف القرون..
    2
    أيها الناس:
    أنا الأول والأعدل،
    والأجمل من بين جميع الحاكمين
    وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
    وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
    كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
    من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
    من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
    ومن يحيى عظام الميتين؟
    من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
    من ترى يرسل للناس المطر؟
    من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
    من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
    من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
    ويموتوا كالبقر؟
    كلما فكرت أن أتركهم
    فاضت دموعى كغمامة..
    وتوكلت علىلا الله ...
    وقررت أن أركب الشعب..
    من الآن.. الى يوم القيامه..
    3
    أيها الناس:
    أنا أملككم
    كما أملك خيلى .. وعبيدى
    وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى
    فاسجدوا لى فى قيامى
    واسجدوا لى فى قعودى
    أولم أعثر عليكم ذات يوم
    بين أوراق جدودى ؟؟
    حاذروا أن تقرأوا أى كتاب
    فأنا أقرأ عنكم..
    حاذروا أن تكتبوا أى خطاب
    فأنا أكتب عنكم..
    حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
    فإنى بنواياكم عليم
    حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
    فهذا عندنا إثم عظيم
    والزموا الصمت، إذا كلمتكم
    فكلامى هو قرآن كريم..
    4
    أيها الناس:
    أنا مهديكم ، فانتظرونى
    ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
    أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
    فى حب الوطن
    فأنا صرت الوطنه.
    إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
    وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
    وزرق الأغنيات
    إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
    وغطونى بغيم الكلمات
    واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..
    فأنا لست أشيخ..
    جسدى ليس يشيخ..
    وسجونى لا تشيخ..
    وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..
    أيها الناس:
    أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى
    وأنا جنكيز خان جئتكم..
    بحرابى .. وكلابى.. سوجونى
    لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى
    فأنا أقتل كى لاتقتلونى....
    وأنا أشنق كى لا تشنقونى..
    وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
    لكيلا تدفونى..
    5
    أيها الناس :
    اشتروا لى صحفا تكتب عنى
    إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
    إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
    ومدادا .. ومطابع
    كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..
    إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
    واطبخوا لى شاعرا،
    واجعلوه، بين أطباق طعامى..
    أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
    فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..
    واجعلونى نجم كل الأغلفة
    فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
    فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
    أشترى ديوان بشار بن برد
    وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..
    فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
    هى ميراث قديم لأبى
    فخذوا من ذهبى
    واكتبوا فى أمهات الكتب
    أن عصرى عصر هارون الرشيد...
    6
    يا جماهير بلادى:
    ياجماهير العشوب العربية
    إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية
    سجلوا صوتى على أشرطة
    إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
    صورونى باسما مثل الجوكندا
    ووديعا مثل وجه المدلية
    صورونى...
    وأنا أفترس الشعر بأسنانى..
    وأمتص دماء الأبجدية
    صورونى
    بوقارى وجلالى،
    وعصاى العسكرية
    صورونى..
    عندما أصطاد وعلا أو غزالا
    صورونى..
    عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية
    يا جماهير العشوب العربية...
    7
    أيها الناس:
    أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..
    وأنا المسؤول عهن كل رغيب تأكلون
    وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون
    فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
    بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
    ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
    أيها الناس: أنا سجانكم
    وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
    إننى المنفى فى داخل قصرى
    لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
    منذ أن جئت الى السلطة طفلا
    ورجال السيرك يلتفون حولى
    واحد ينفخ ناياً..
    واحد يضرب طبلا
    واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
    منذ أن جئت الى السلطة طفلا..
    لم يقل لى مستشار القصر (كلا)
    لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا)
    لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا)
    لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا)
    إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها
    وأرى الشعب من الشرفة رملا..
    فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
    أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
    إنما أقتلكم .. كى أتسلى..



    هوامش على دفتر النكسة
    كتبت في أعقاب هزيمة يونيو 1967 وقد لاقت هذه القصيدة صدى وأوقعته في مشاكل عديدة مع الأنظمة العربية


    أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

    والكتبَ القديمه

    أنعي لكم..

    كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

    ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

    أنعي لكم.. أنعي لكم

    نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

    مالحةٌ في فمِنا القصائد

    مالحةٌ ضفائرُ النساء

    والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

    مالحةٌ أمامنا الأشياء

    يا وطني الحزين

    حوّلتَني بلحظةٍ

    من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

    لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

    لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

    لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

    إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

    لأننا ندخُلها..

    بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

    بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

    لأننا ندخلها..

    بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

    السرُّ في مأساتنا

    صراخنا أضخمُ من أصواتنا

    وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

    خلاصةُ القضيّهْ

    توجزُ في عبارهْ

    لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

    والروحُ جاهليّهْ...

    بالنّايِ والمزمار..

    لا يحدثُ انتصار

    كلّفَنا ارتجالُنا

    خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

    لا تلعنوا السماءْ

    إذا تخلّت عنكمُ..

    لا تلعنوا الظروفْ

    فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

    يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

    يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

    ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

    وإنما..

    تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

    خمسةُ آلافِ سنهْ..

    ونحنُ في السردابْ

    ذقوننا طويلةٌ

    نقودنا مجهولةٌ

    عيوننا مرافئُ الذبابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

    أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

    أن تكتبوا كتابْ

    أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

    أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

    فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

    الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

    جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

    أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

    أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

    هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

    كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

    أن يستحيلَ خنجراً..

    من لهبٍ ونارِ..

    لكنهُ..

    وا خجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

    وا خجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

    يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

    نركضُ في الشوارعِ

    نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

    نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

    نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

    نمدحُ كالضفادعِ

    نشتمُ كالضفادعِ

    نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

    نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

    نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

    نقعدُ في الجوامعِ..

    تنابلاً.. كُسالى

    نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

    ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

    من عندهِ تعالى...

    لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

    لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

    قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

    كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

    ومخبروكَ دائماً ورائي..

    عيونهم ورائي..

    أنوفهم ورائي..

    أقدامهم ورائي..

    كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

    يستجوبونَ زوجتي

    ويكتبونَ عندهم..

    أسماءَ أصدقائي..

    يا حضرةَ السلطانْ

    لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

    لأنني..

    حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

    ضُربتُ بالحذاءِ..

    أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

    يا سيّدي..

    يا سيّدي السلطانْ

    لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

    لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

    ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

    لأنَّ نصفَ شعبنا..

    محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

    في داخلِ الجدرانْ..

    لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

    من عسكرِ السلطانْ..

    قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

    لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

    لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

    لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

    لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

    لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

    نريدُ جيلاً غاضباً..

    نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

    وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

    وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

    نريدُ جيلاً قادماً..

    مختلفَ الملامحْ..

    لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

    لا ينحني..

    لا يعرفُ النفاقْ..

    نريدُ جيلاً..

    رائداً..

    عملاقْ..

    يا أيُّها الأطفالْ..

    من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

    ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

    ويقتلُ الخيالْ..

    يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

    وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

    لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

    فنحنُ خائبونْ..

    ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

    ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

    لا تقرؤوا أخبارَنا

    لا تقتفوا آثارنا

    لا تقبلوا أفكارنا

    فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

    ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

    يا أيها الأطفالْ:

    يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

    أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمة
    هْ

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    بالرغم من أن نزار قد هاجم الحكام العرب في قصيدة هوامش على دفتر النكسة إلا أنه وبعد حوالي ثلاث سنوات من هذه القصيدة كتب قتلناك يا آخر الأنبياء
    و الهرم الرابع مات امتدح فيهما جمال عبد الناصر بشكل غير مسبوق ولم يفته في خضم مدحه لعبد الناصر أن يذم كعادته النظام العربي


    1 ـــ قصيدة
    قتلناك يا آخر الأنبياء



    قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ

    قتلناكَ..

    ليسَ جديداً علينا

    اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ

    فكم من رسولٍ قتلنا..

    وكم من إمامٍ..

    ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ

    فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ

    وأيامُنا كلُّها كربلاءْ..

    نزلتَ علينا كتاباً جميلاً

    ولكننا لا نجيدُ القراءهْ..

    وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ

    ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا..

    تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ..

    تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ

    وتعرى..

    وتشقى..

    وتعطشُ وحدكْ..

    ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ

    نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ

    ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً

    ونتركهم يعلكونَ الهواءْ

    قتلناكَ..

    يا جبلَ الكبرياءْ

    وآخرَ قنديلِ زيتٍ..

    يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ

    وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ

    قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا

    وقُلنا المنيَّهْ

    لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟

    فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا..

    سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..

    رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ

    أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ

    لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..

    لماذا ظهرتْ؟

    فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ

    ونحنُ التقلّبُ..

    نحنُ التذبذبُ..

    والباطنيّهْ..

    نُبايعُ أربابنا في الصباح..

    ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ..

    قتلناكَ..

    يا حُبّنا وهوانا

    وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،

    وكنتَ أبانا..

    وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا

    بأنّا قتلنا مُنانا..

    وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ..

    كانتْ دِمانا

    نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا..

    أعدتَ إلينا صِبانا

    وسافرتَ فينا إلى المستحيل

    وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا..

    ولكننا

    حينَ طالَ المسيرُ علينا

    وطالتْ أظافرُنا ولحانا

    قتلنا الحصانا..

    فتبّتْ يدانا..

    فتبّتْ يدانا..

    أتينا إليكَ بعاهاتنا..

    وأحقادِنا.. وانحرافاتنا..

    إلى أن ذبحناكَ ذبحاً

    بسيفِ أسانا

    فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ..

    وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا…

    أبا خالدٍ.. يا قصيدةَ شعرٍ..

    تقالُ.

    فيخضرُّ منها المدادْ..

    إلى أينَ؟

    يا فارسَ الحُلمِ تمضي..

    وما الشوطُ، حينَ يموتُ الجوادْ؟

    إلى أينَ؟

    كلُّ الأساطيرِ ماتتْ..

    بموتكَ.. وانتحرتْ شهرزادْ

    وراءَ الجنازةِ.. سارتْ قريشٌ

    فهذا هشامٌ..

    وهذا زيادْ..

    وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ

    وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ

    وهذا يجاهدُ في نومهِ..

    وفي الصحوِ..

    يبكي عليهِ الجهادْ..

    وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً..

    وبعدكَ..

    كلُّ الملوكِ رمادْ..

    وفودُ الخوارجِ.. جاءتْ جميعاً

    لتنظمَ فيكَ..

    ملاحمَ عشقٍ..

    فمن كفَّروكَ..

    ومَنْ خوَّنوكَ..

    ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ..

    أُنادي عليكَ.. أبا خالدٍ

    وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ

    وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ

    وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    2 ـــ قصيدة
    الهرم الرابع مات



    الهــــرم الرابـــع

    السيّدُ نامْ

    السيّدُ نام

    السيّدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إحدى الغزواتْ

    السيّدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي.. في حُضنِ الغاباتْ

    السيّدُ نامَ..

    وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ ماتْ؟

    القائدُ لم يذهبْ أبداً

    بل دخلَ الغرفةَ كي يرتاحْ

    وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ..

    كما يصحو عطرُ التفاحْ..

    الخبزُ سيأكلهُ معنا..

    وسيشربُ قهوتهُ معنا..

    ونقولُ لهُ..

    ويقولُ لنا..

    القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ..

    فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..

    يا مَن تبكونَ على ناصرْ..

    السيّدُ كانَ صديقَ الشمس..

    فكفّوا عن سكبِ العبراتْ..

    السيّد ما زالَ هُنا..

    يتمشّى فوقَ جسورِ النيلِ..

    ويجلسُ في ظلِّ النخلاتْ..

    ويزورُ الجيزةَ عندَ الفجرِ..

    ليلثمَ حجرَ الأهراماتْ.

    يسألُ عن مصرَ.. ومَن في مصرَ..

    ويسقي أزهارَ الشرفاتْ..

    ويصلّي الجمعةَ والعيدينِ..

    ويقضي للناسِ الحاجاتْ

    ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..

    في طميِ النيلِ، وزهرِ القطنِ..

    وفي أطواقِ الفلاحاتْ..

    في فرحِ الشعبِ..

    وحزنِ الشعب..

    وفي الأمثالِ وفي الكلماتْ

    ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..

    من قالَ الهرمُ الرابعُ ماتْ؟

    يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى عبدُ الناصرْ؟

    يا مَن يتساءلُ:

    هلْ يأتي عبدُ الناصرْ..

    السيّدُ موجودٌ فينا..

    موجودٌ في أرغفةِ الخُبزِ..

    وفي أزهارِ أوانينا..

    مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ،

    وفوقَ رمالِ شواطينا..

    موجودٌ في أوراقِ المصحفِ

    في صلواتِ مُصلّينا..

    موجودٌ في كلماتِ الحبِّ..

    وفي أصواتِ مُغنّينا..

    موجودٌ في عرقِ العمّالِ..

    وفي أسوانَ.. وفي سينا..

    مكتوبٌ فوقَ بنادقنا..

    مكتوبٌ فوقَ تحدينا..

    السيّدُ نامَ.. وإن رجعتْ

    أسرابُ الطيرِ.. سيأتينا


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    الرسْمُ بالكلِمَات

    في مرفأ عينيك الأزرق

    أمطار من ضوء مسموع

    وشموس دائخة .. وقلوع

    ترسم رحلتها للمطلق


    في مرفأ عينيك الأزرق

    شباك بحري مفتوح

    وطيور في الأبعاد تلوح

    .. تبحث عن جزر لم تخلق

    في مرفأ عينيك الأزرق

    يتساقط ثلج في تموز

    ومراكب حبلى بالفيروز

    أغرقت الدنيا ولم تغرق


    في مرفأ عينيك الأزرق

    أركض كالطفل على الصخر

    .. أستنشق رائحة البحر

    .. وأعود كعصفور مرهق


    في مرفأ عينيك الأزرق

    أحلم بالبحر وبالإبحار

    وأصيد ملايين الأقمار

    وعقود اللؤلؤ والزنبق


    في مرفأ عينيك الأزرق

    تتكلم في الليل الأحجار

    في دفتر عينيك المغلق

    من خبأ آلاف الأشعار ؟

    لو أني .. لو أني .. بحار

    لو أحد يمنحني زورق

    أرسيت قلوعي كل مساء

    في مرفأ عينيك الأزرق

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الرسائل المحترقة


    أحقاً رسالاتي إليك تمزقت

    وهن حبيباتي .. وهن روائعي

    أأنكر ما فيهن ؟ لا يا صديقتي

    عليهن أسلوبي .. عليهن طابعي

    عليهن أحداقي ، وزرقة أعيني

    وروعة أسحاري وسحر مطالعي

    حروفي .. سفيراتي .. مرايا خواطري

    وأطيب طيب في زوايا المخادع

    وأجمل ما غنيت .. ما طرزت يد

    وأكرم ما أعطت أنامل صانع

    بأعصاب أعصابي .. رسمت حروفها

    وأطعمتها من صحتي ، من مدامعي

    وأنفقت أيامي .. أصوغ سطورها

    بدقة مثال ، وأشواق راكع

    أجيبي .. أجيبي .. ما مصير رسائلي

    فإني مذ ضيعتها ألف ضائع ..

    ألم تترك النيران منها بقية

    ألم ينج حتى مقطع من مقاطعي ؟

    حصيلة عام .. تنتهي في دقائق

    وتلتهم النيران كل مزارعي

    وتذهب أوراقي التي استهلكت دمي

    فلا رجع موال .. ولا صوت زارع

    أمطعمة النيران .. أحلى رسائلي

    جمالك ماذا كان ؟ لولا روائعي

    فثغرك بعض من أناقة أحرفي

    وصدرك بعض من عويل زوابعي

    أنا بعض هذا الحبر .. ما عدت ذاكراً

    حدود حروفي من حدود أصابعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مع الوطن . في زجاجة براندي

    عندما أشتاقُ للوَطَنْ

    أحملهُ معي إلى خمَّارة المدينَهْ..

    وأضعُهُ على الطاولَهْ

    أشربُ معه حتى الفجرْ

    وأُحَاورُه حتى الفجرْ

    وأتَسكَّعُ معه في داخل القنِّينة الفارغَهْ..

    حتى الفجرْ..

    وعندما يَسْكرُ الوطنُ في آخر الليلْ..

    ويعترفُ لي أنَّه هو الآخرُ.. بلا وَطَنْ..

    أُخْرِجُ منْديلي من جيبي

    وأمسحُ دموعَهْ..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو فييه ; 13 -11- 2008 الساعة 02:23 AM سبب آخر: تنسيق الخط

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    آخر عصفورٍ يخرج من غرناطة

    1

    عَيْنَاكِ.. آخِرُ مركبيْن يُسافرانِ

    فهل هنالكَ من مكانْ؟

    إنّي تعبتُ من التسكّعِ في محطّاتِ الجنونِ

    وما وصلتُ إلى مكانْ..

    عَيْنَاكِ آخرُ فرصتين مُتاحَتَيْنِ

    لمَنْ يفكّرُ بالهروب..

    وأنا.. أفكّرُ بالهروبْ..

    عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقَّى من عصافير الجنوبْ

    عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقّى من حشيش البحرِ،

    آخرُ ما تبقّى من حُقُول التَبْغِ،

    آخرُ ما تبقّى من دُمُوع الأُقحوانْ
    2
    عيناكِ.. آخرُ زَفَّةٍ شعبيّةٍ تجري

    وآخرُ مهرجانْ..

    آخرُ ما تبقّى من مكاتيب الغَرَامْ

    ويَدَاكِ.. آخرُ دفتريْنِ من الحرير..

    عليهما..

    سَجَّلتُ أحلى ما لديَّ من الكلامْ

    العِشْقُ يكويني، كلوح التُوتياءِ،

    ولا أذُوبْ..

    والشعرُ يطعنُني بخنجرِهِ..

    وأرفضُ أن أَتُوبْ..

    إنّي أُحِبّكِ..

    ظلّي معي..

    ويبقى وجهُ فاطمةٍ

    يُحلّق كالحمامةِ تحت أضواء الغروبْ

    ظلّي معي.. فلربّما يأتي الحسينُ

    وفي عباءته الحمائمُ، والمباخرُ، والطيوبْ

    ووراءَهُ تمشي المآذنُ، والرُبى

    وجميعُ ثوّار الجنوبْ..

    3

    عَيْنَاكِ آخرُ ساحليْنِ من البَنَفْسَجِ

    فكرتُ أن الشعرَ يُنْقذُني..

    ولكنَّ القصائدَ أغْرَقَتْني..

    ولكنَّ النساءَ تقاسَمَتْني..

    أحبيبتي:

    أعجوبةٌ أن ألتقي امرأةً بهذا الليلِ،

    ترضى أن تُرافِقَني..

    أُعجوبةٌ أن يكتبَ الشعراءُ في هذا الزمانْ.

    أُعجوبةٌ أنّ القصيدةَ لا تزالُ

    تمرُّ من بين الحَرَائقِ والدُخَانْ

    تنطُّ من فوق الحواجزِ، والمخافرِ، والهزائمِ،

    كالحصانْ

    أُعجوبةٌ.. أنّ الكتابة لا تزالُ..

    برغم شَمْشَمَة الكلابِ..

    ورغْمَ أقبية المباحثِ،

    مصدراً للعُنْفُوانْ...

    4

    الماءُ في عينيْكِ زيتيٌّ..

    رَمَاديٌّ..

    نبيذيٌّ..

    وأنا على سطح السفينةِ،

    مثلَ عُصْفُورٍ يتيمٍ

    لا يفكّرُ بالرجوع..

    بيروتُ أرملةُ العروبةِ

    والطَوَائِفِ،

    والجريمةِ، والجُنُونْ..

    بيروتَ تُذْبَحُ في سرير زفافها

    والناسُ حول سريرها متفرّجونْ

    بيروتُ..

    تَنْزِفُ كالدَجَاجَة في الطريقِ،

    فأينَ فرَّ العاشقونْ؟

    بيروتُ تبحثُ عن حقيقتِها،

    وتبحثُ عن قبيلتِها..

    وتبحثُ عن أقاربها..

    ولكنَّ الجميعَ منافقُونْْ..

    5

    عَيْْنَاكِ.. آخرُ رحلةٍ ليليّةٍ

    وحقائبي في الأرض تنتظرُ الهبوبْ

    تَتَوسَّلُ الأشجارُ باكيةً لآخذَها معي

    أرأيتُمُ شجراً يفكّرُ بالهروبْ؟

    والخيانةِ، والذنوبْ..

    هذا هو الزمنُ الذي فيه الثقافةُ،

    والكتابةُ،

    والكرامةُ،

    والرُجُولةُ في غُروبْ

    ودَفَاتري ملأى بآلاف الثُقُوبْ..

    6

    النَفْطُ يستلقي سعيداً تحت أشجار النُعَاسِ،

    وبين أثداء الحريمْ..

    هذا الذي قد جاءنا

    بثيابِ شَيْطَانٍ رجيمْ...

    النَفْطُ هذا السائلُ المَنَويُّ..

    لا القوميُّ..

    لا الشعبيُّ

    هذا الأرنبُ المهزومُ في كلِّ الحروبْْ

    النَفْْطُ مَشْروبُ الأَبَاطِرة الكبارِ،

    وليسَ مَشْروبَ الشعوب..

    كيف الدخولُ إلى القصيدة يا تُرى؟

    والنَفْطُ يَشْري

    ألفَ مُنْتَجٍ (بماربيَّا)...

    ويَشْري نصفَ باريسٍ..

    ويَشْري نصفَ ما في (نيسَ) من شمسٍ وأجسادٍ..

    ويَشْري ألفَ يَخْتٍ في بحار اللهِ..

    يَشْري ألفَ إمرأةٍ بإذْنِ اللهِ..

    لا يشتري سَيْفاً لتحرير الجنوبْ..

    7

    عَيْنَاكِ.. آخرُ ما تبقَّى من شُتُول النَخْلِ

    في وطَني الحزينْ.

    وهواكِ أجملُ ثورةٍ بَيْضَاءَ..

    تُعْلَنُ من ملايين السنينْ

    كُوني معي امرأةً..

    كُوني معي شَعْراً

    يُسافرُ دائماً عكْسَ الرياحْ..

    كُوني معي جِنّيةً

    لا يبلغُ العشّاقُ ذَروَةَ عِشقهمْ

    إلا إذا التحقوا بصفّ الغاضبينْ..

    أحبيبتي:

    إنّي لأعلنُ أنّ ما في الأرض من عِنَبٍ وتينْ

    حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

    وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

    كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

    كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

    حقٌّ لكل الحالمينْ..

    كُوني معي..

    ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

    ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

    بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

    حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

    وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

    كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

    كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

    كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ

    حقٌّ لكل الحالمينْ..

    كُوني معي..

    ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

    ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

    بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

    حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

    وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

    كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

    كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

    كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ

    حقٌّ لكل الحالمينْ..

    كُوني معي..

    ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

    تُشْبهُ في استدارتها رغيفَ الجائعينْ

    ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

    بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إنَّهُمْ يخطفونَ اللغة..إنَّهُمْ يخطفونَ القصيدةْْ..

    1

    لا أدري ماذا أكتُبُ إليكِ؟

    وفي زمن اللاحوارْ..

    لا أعرفُ كيف أحاورُ يديْكِ الجميلتينْ.

    وفي زمن الحُبّ البلاستيكيّْ

    لا أجِدُ في كلِّ لغات الدنيا

    جُمْلةً مُفيدَهْْ

    أزيّنُ بها شَعْرَكِ الطريّْ..

    كصُوف الكشْميرْ...

    فالأشجارُ ترتدي الملابسَ المُرقَّطة

    والقَمَرْ..

    يلبسُ خُوذَتّهُ كلَّ ليلَةْ

    ويقوم بدَوريَّةِ الحراسة

    خلفَ شبابيكنا..

    2

    مخفرُ بوليسٍ كبيرْ

    لكي نُثْبِتَ:

    أننا لا نقربُ النِساءْ..

    ولا نتعاطى إلاَّ العَلَفَ والماءْ..

    ولا نعرفُ شيئاً عن زرْقَة البحرْ

    وتُوركوازِ السَمَاءْْ.

    وأنّنا لا نقرأ الكُتُبَ المقدَّسة

    وليس في بيوتنا

    مكتبةٌ.. ولا دفاترُ.. ولا أقلامُ رصاصْ

    وأننا لا نزالْ

    (أمواتاً عند ربِّهِم يُرْزَقُونْ).

    3

    في هذا الزَمن الذي باع كُلَّ أنبيائِهْ

    ليشتريَ مكيِّفاً للهواءْ

    ليقتنيَ جهازَ فيديو..

    وقصيدةَ الشعرْ.. بحذاءْ.

    في هذا الزمن المُدجَّجِ بموسيقى الجاز

    وسراويل الجينزْ..

    وشيكات (الأميركان إكسبرسْ).

    في هذا الزمن الذي يعتبر سيلفستر ستالوني

    أعظمَ من الإسكندر المقدوني..

    ويصبحُ فيه مايكل جاكسونْ

    أكثرَ شعبيةً من السيِّد المسيحْ..

    أشعرُ بحاجةٍ للبكاء على كتفيكِ

    قبل أن يفترسنا عصرُ الفورمايكا

    وعصرُ تأجير الأرحامْ..

    أشعرُ بحاجةٍ، يا حبيبتي،

    لقراءةِ آخرِ قصيدةِ حُبٍٍّ، كتبتُها

    قبلَ أن تُصبحي آخرَ النساءْ..

    وأصبحَ أنا..

    آخرَ حيوانٍ يقرضُ الشِعْر...

    4

    في زمن الميليشيات المثقَّفَه..

    والكتابات المُفَخَّخَهْ..

    والنقد المسلَّح..

    في زمن الأيديولوجياتِ الكاتمةِ للصوتْ

    والفتاوى الكاتمةِ للصوتْ

    بسبب أنوثتها..

    وخَطفِ المرأةِ

    بسبب شمُوخ نَهْديْها..

    وخَطْفِ اللّغَةْ

    بسبب أسفارها الكثيرةِ إلى أوربا

    وخطفِ الشاعرْ..

    بسبب عَلاقاتِهِ المشبُوهَه

    مع رامبو.. وفيرلين.. وبول ايلور.. ورينه شارْ

    وغيرهم من الشعراء الصليبييّنْ

    في زمن المسدّس الذي لا يقرأ.. ولا يكتُبْ.

    أقرأُ في كتاب عينيكِ السوداوَينْ

    كما يقرأ المعتقلُ السياسيّْ

    كتاباً ممنوعاً عن الحريّهْ..

    وكما يفرح المسجون

    بعلْبَةِ سجائرٍ مُهرَّبهْ...

    5

    في زمن هذا الإيدز الثقافيّْ

    الذي أكل نصفَ أصابعنا.. ونصفَ دفاترنا

    ونصفَ ضمائرنا..

    في زمن التلوث الذي لم يترك لنا غصناً أخضر

    ولا حرفاً أخْضَرْ..

    في زمن الكَتَبَةِ الخارجينَ من رحمِ النَفْطْ

    والبقيّةُ تأتي...

    صارَ فيه (وُوْ سترِيتْ)

    أهمَّ من سُوق عُكاظْ

    وسلطانُ بن بروناي

    أهمَّ من أبي الطيب المُتنبِّي..

    كما تلتجئُ الحمامةُ إلى بُرْج كاتدرائيهْ

    وكما تتخبأُ غَزَالَةٌ بين القَصَبْ

    من بواريد الصيَّادينْ...

    6

    في عصر أدبِ الأنابيبْ..

    والأدباءِ.. الذين تُربِّيهُمُ السلطةُ في الأنابيبْ.

    في زَمَنٍ صار فيه الغَزَلُ بالكومبيوتر..

    واللُّواطُ الفكريّ بالكومبيوتر..

    وهزُّ الأرْدَاف.. بالكومبيوترْ..

    وهزُّ الأقلام.. بالكومبيوترْ..

    في هذا الزمن الذي تساوت فيه تسعيرةُ الكاتب

    وتسعيرةُ المومِسْ...

    حيثُ السباحةُ لا تزالُ ممكنَهْ..

    7

    في زَمَنٍ يخافُ فيه القلمُ من الكلام مع الورقَهْ.

    ويخافُ فيه الرضيعُ من الاقتراب من ثدي أُمّه..

    ويخافُ فيه الليلُ أن يمشيَ وحدَهُ في الشارع

    وتخافُ فيه الوردةُ من رائحتها..

    والنَهْدَانِ من حَلْمَتَيْهِمَا..

    والكُتُبُ من عناوينها..

    في زمنٍ.. لا فَضلَ فيه لعربيٍّ على عربيّْ

    إلاَّ بالقدرةِ على الخوفْ..

    والقدرةِ عل البُكَاءْ..

    أنادي عليكِ..

    والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ

    حتى لا يسقطَ بين أنياب المتوحَشِينْ...

    8

    في زَمَنٍ..

    سافر فيه اللهُ.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.

    أتوسَّلُ إليكِ..

    أن تظلّي معي.

    حتى تظلَّ السنابلُ بخير

    والجداولُ بخَيرْ...

    والحريَّةُ بخيْر...

    وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...

    بكل الكلمات التي أحفظُها من زمن الطفوله

    والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ

    طَمَرتُهُ في حديقةِ البيت..

    حتى لا يسقطَ بين أنياب المتوحَشِينْ...

    9

    في زَمَنٍ..

    سافر فيه اللهُ.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.

    أتوسَّلُ إليكِ..

    أن تظلّي معي.

    حتى تظلَّ السنابلُ بخير

    والجداولُ بخَيرْ...

    والحريَّةُ بخيْر...

    وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    القصيدة المدشقية

    هذي دِمَشْقُ .. وهذي الكأس والراحُ

    إنِّي أحبُّ .. وبعض الحب ذبَّاحُ

    لسالَ منه .. عناقيدٌ ، وتفاحُ ..

    ولو فتحتمْ شراييني بِمِدْيَتِكُمْ

    زراعة القلب، تُشْفي بعض من عشقوا

    وما لقلبي - إذا أحببت- جرَّاحُ .

    فالنهدُ مُسْتَنْفَرٌ .. والكُحْلُ صَدَّاحُ .

    إنَّ النبيذَ هُنا .. نارٌ معطرةٌ

    مآذن الشام تبكي إذْ تعانقني

    وللمآذن ، كالأشجار ، أرواحُ .

    وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاحُ

    طاحونة البنِّ ، جزءٌ من طفولتنا

    هذا مكان (أبي المعتزِّ).. منتظرٌ

    ووجه (فائزةٍ).. حلوٌ ، ولَمَّاحُ.

    فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاحُ؟

    كم من دمشقيةٍ ، باعتْ أساورها

    أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً

    فهل تسامح هيفاءٌ ... ووضَّاحُ؟

    فوق المحيط، وما في الأفقِ ، مصباحُ

    تقاذفتني بحارٌ لا ضِفَاَف لها

    أقاتل القبح في شعري، وفي أدبي

    حتى يفتِّح نوارٌ... وقَدَّاحُ ..

    أليسَ في كتبِ التاريخِ ، أفراحُ؟

    والشعر .. ماذا سيبقى من أصالته؟

    وكيف نكتبُ ؟ والأقفالُ في فَمِنَا

    وكلُّ ثانيةٍ، يأتيكَ سفَّاحُ ..

    ماذا من الشعر يبقى، حين يرتاحُ؟

    فوق المحيط، وما في الأفقِ ، مصباحُ

    تقاذفتني بحارٌ لا ضِفَاَف لها

    وطاردتني شياطينٌ .. وأشباحُ

    أقاتل القبح في شعري، وفي أدبي

    حتى يفتِّح نوارٌ... وقَدَّاحُ ..

    ما للعروبة تبدو مثل أرملةٍ

    أليسَ في كتبِ التاريخِ ، أفراحُ؟

    والشعر .. ماذا سيبقى من أصالته؟

    اذا تولاهُ نصابٌ .. ومدَّاحُ.

    وكيف نكتبُ ؟ والأقفالُ في فَمِنَا

    وكلُّ ثانيةٍ، يأتيكَ سفَّاحُ ..

    حملت شعري على ظهري .. فأتعبني

    ماذا من الشعر يبقى، حين يرتاحُ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إلى أينَ يذهبُ مَوْتَى الوطَنْ ؟
    1

    نَموتُ مُصَادَفةً ..

    ككلاب الطريقْ .

    ونجهلُ أسماءَ من يَصْنَعُونَ القَرارْ .

    نموتُ ...

    ولسنا نُنَاقشُ كيف نموتُ ؟

    وأينَ نموتُ ؟

    فيوماً نموتُ بسيفِ اليمينْ .

    ويوماً نموتُ بسيفِ اليَسَارْ ..

    نموتُ من القهرِ

    حَرباً وسِلماً ..

    ولا نتذكَّرُ أوجُهَ من قتلونا

    ولا نتذكَّرُ أسماءَ من شَيَعُونا

    فلا فرقَ – في لحْظَة الموتِ –

    بين المَجُوسِ ..

    وبين التََتَارْ ...

    2

    بلادٌ ..

    تُجيدُ كتابةَ ِشعرِ المراثي

    وتمتدُّ بينَ البُكاءِ .. وبين البُكاءْ

    بلادٌ ..

    جميعُ مدائنها كَرْبَلاءْ ...

    3

    بِكَعْبِ الحذاءِ تُدارْ ..

    فلا من حكيمٍ ..

    ولا من نبيٍّ ..

    ولا من كتابْ .

    بلادٌ ..

    بها الشعبُ يأخذُ شَكْلَ الذُبابْ !!

    4

    بلادٌ ..

    بلادٌ يُسيِّجُها الخوف ،

    حيثُ العُروبةُ تغدو عقاباً ..

    وحيثُ الدَعَارةُ تصبح طُهْراً

    وحيثُ الهزيمةُ تغدو انتصارْ ...

    5

    مبادئُ .. بالرطلِ مَطْروحةٌ

    على عرباتِ الخُضارْ ..

    تكفلُ حريَّةَ الرأي .. تُعْرَضُ كالفِجْلِ

    في عَرَبات الخُضَارْ .

    قصائدُ .. ليسَ عليها إزَارْ

    تُضاجعُ في الليل كلَّ خليفَهْ ..

    وتُرْضي جميع جُنُود الخليفَهْ ..

    وتُرمى صباحاً كأيّة جيفَهْ

    عل عرَبات الخُضَارْ ..

    6

    بلادٌ .. بدون بلادْ

    فأينَ مكانُ القصيدَةِ

    بين الحصارِ ، وبين الحصارْ ؟

    فِعْلُ انتحارْ ..

    7

    بلادٌ ..

    تُحاولُ أشجارُها

    من اليأسِ ،

    أن تتوسَّلَ تأشيرةً للسفَرْ ..

    8

    بلادٌ ..

    تخافُ على نَفْسِها من قصيدة شعرٍ ..

    ومن قَمَر الليل ،

    حين يمشّطُ شعرَ المَسَاءْ .

    وتخشى على أَمْنِها

    وعُيُونِ النساءْ ..

    9

    أُفتّشُ عن وطنٍ لا يَجيءُ ..وأسكنُ في لغةٍ

    ليس فيها جدارْ ...

    10

    بلادٌ ..

    تُعِدُّ حقائبَها للرحيلْ

    وليس هناكَ رصيفٌ

    11

    إلى أين يذهبُ مَوتَى الوطَنْ ؟

    وكلُّ العقارات فيهِ

    ومن يدلكونَ بزيت البَنَفْسجِ صدرَ الرئيسْ ..

    وظهرَ الرئيسْ ..

    وبطنَ الرئيسْ ..

    ومن يحملونَ إليه كؤوسَ اللَّبنْ ..

    إلى أين يذهبُ ؟

    وما عندهم شِقّةٌ للسَكَنْ !!

    12

    ولو موتُنا ..

    كانَ من أجل أَمْرٍ عظيمْ

    لكنَّا ذهبنا إلى موتنا ضاحكينْ

    ولو موتُنا كانَ من أجل وقْفة عزٍّ

    وتحرير أرضٍ ..

    وتحريرِ شعْبٍ ..

    سبقنا الجميعَ إلى جنَّة المؤمنينْ

    ولكنَهمْ .. قرّروا أن نموتَ ..

    ليبقى النِظَامْ ..

    وأخوالُ هذا النظامْ ..

    وتبقى تماثيلُ مصنوعةٌ من عجينْ !!

    13

    يموتُ الملايينُ منّا

    ولا تتحرَّكُ في رأس قائدنا

    شَعْرَةٌ واحدَهْ ..

    ولم أكُ أعرفُ أن الطُغَاةْ

    يضيقُونَ بالآلة الحاسِبَهْ ..

    14

    أحاولُ بالشِعْرِ ..

    أن أستعيدَ مَرَايا النهارْ .

    وعُشْبَ الحقولِ ،

    وضوءَ النجومِ ،

    وأستنْبِتَ القمحَ من تحت هذا الدَمَارْ .

    15

    أُحاولُ بالشِعْرِ ..

    إنهاءَ عصر التَخَلُّفِ ،

    حتى أؤسِّسَ عصراً جديداً

    من الوَرْْد والجُلَّنارْ .

    16

    أُحاولُ بالشِعرِ ..

    تفجيرَ عَصْرٍ

    وتغييرَ كَوْنٍ ..

    وإشْعَالَ نارْ ..

    17

    بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي

    فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ

    بحثتُ عن الكبرياء طويلاً

    ولكنني لم أشاهدْ

    بعَصْر المماليكِ

    إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ...

    من الوَرْْد والجُلَّنارْ .

    18

    أُحاولُ بالشِعرِ ..

    تفجيرَ عَصْرٍ

    وتغييرَ كَوْنٍ ..

    وإشْعَالَ نارْ ..

    19

    بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي

    فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ

    إلا الغُبارْ ..

    20

    بحثتُ عن الكبرياء طويلاً

    ولكنني لم أشاهدْ

    بعَصْر المماليكِ

    إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    القصيدة المدشقية

    هذي دِمَشْقُ .. وهذي الكأس والراحُ

    إنِّي أحبُّ .. وبعض الحب ذبَّاحُ

    لسالَ منه .. عناقيدٌ ، وتفاحُ ..

    ولو فتحتمْ شراييني بِمِدْيَتِكُمْ

    زراعة القلب، تُشْفي بعض من عشقوا

    وما لقلبي - إذا أحببت- جرَّاحُ .

    فالنهدُ مُسْتَنْفَرٌ .. والكُحْلُ صَدَّاحُ .

    إنَّ النبيذَ هُنا .. نارٌ معطرةٌ

    مآذن الشام تبكي إذْ تعانقني

    وللمآذن ، كالأشجار ، أرواحُ .

    وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاحُ

    طاحونة البنِّ ، جزءٌ من طفولتنا

    هذا مكان (أبي المعتزِّ).. منتظرٌ

    ووجه (فائزةٍ).. حلوٌ ، ولَمَّاحُ.

    فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاحُ؟

    كم من دمشقيةٍ ، باعتْ أساورها

    أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً

    فهل تسامح هيفاءٌ ... ووضَّاحُ؟

    فوق المحيط، وما في الأفقِ ، مصباحُ

    تقاذفتني بحارٌ لا ضِفَاَف لها

    أقاتل القبح في شعري، وفي أدبي

    حتى يفتِّح نوارٌ... وقَدَّاحُ ..

    أليسَ في كتبِ التاريخِ ، أفراحُ؟

    والشعر .. ماذا سيبقى من أصالته؟

    وكيف نكتبُ ؟ والأقفالُ في فَمِنَا

    وكلُّ ثانيةٍ، يأتيكَ سفَّاحُ ..

    ماذا من الشعر يبقى، حين يرتاحُ؟

    فوق المحيط، وما في الأفقِ ، مصباحُ

    تقاذفتني بحارٌ لا ضِفَاَف لها

    وطاردتني شياطينٌ .. وأشباحُ

    أقاتل القبح في شعري، وفي أدبي

    حتى يفتِّح نوارٌ... وقَدَّاحُ ..

    ما للعروبة تبدو مثل أرملةٍ

    أليسَ في كتبِ التاريخِ ، أفراحُ؟

    والشعر .. ماذا سيبقى من أصالته؟

    اذا تولاهُ نصابٌ .. ومدَّاحُ.

    وكيف نكتبُ ؟ والأقفالُ في فَمِنَا

    وكلُّ ثانيةٍ، يأتيكَ سفَّاحُ ..

    حملت شعري على ظهري .. فأتعبني

    ماذا من الشعر يبقى، حين يرتاحُ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إلى أينَ يذهبُ مَوْتَى الوطَنْ ؟

    1

    نَموتُ مُصَادَفةً ..

    ككلاب الطريقْ .

    ونجهلُ أسماءَ من يَصْنَعُونَ القَرارْ .

    نموتُ ...

    ولسنا نُنَاقشُ كيف نموتُ ؟

    وأينَ نموتُ ؟

    فيوماً نموتُ بسيفِ اليمينْ .

    ويوماً نموتُ بسيفِ اليَسَارْ ..

    نموتُ من القهرِ

    حَرباً وسِلماً ..

    ولا نتذكَّرُ أوجُهَ من قتلونا

    ولا نتذكَّرُ أسماءَ من شَيَعُونا

    فلا فرقَ – في لحْظَة الموتِ –

    بين المَجُوسِ ..

    وبين التََتَارْ ...

    2

    بلادٌ ..

    تُجيدُ كتابةَ ِشعرِ المراثي

    وتمتدُّ بينَ البُكاءِ .. وبين البُكاءْ

    بلادٌ ..

    جميعُ مدائنها كَرْبَلاءْ ...

    3

    بِكَعْبِ الحذاءِ تُدارْ ..

    فلا من حكيمٍ ..

    ولا من نبيٍّ ..

    ولا من كتابْ .

    بلادٌ ..

    بها الشعبُ يأخذُ شَكْلَ الذُبابْ !!

    4

    بلادٌ ..

    بلادٌ يُسيِّجُها الخوف ،

    حيثُ العُروبةُ تغدو عقاباً ..

    وحيثُ الدَعَارةُ تصبح طُهْراً

    وحيثُ الهزيمةُ تغدو انتصارْ ...

    5

    مبادئُ .. بالرطلِ مَطْروحةٌ

    على عرباتِ الخُضارْ ..

    تكفلُ حريَّةَ الرأي .. تُعْرَضُ كالفِجْلِ

    في عَرَبات الخُضَارْ .

    قصائدُ .. ليسَ عليها إزَارْ

    تُضاجعُ في الليل كلَّ خليفَهْ ..

    وتُرْضي جميع جُنُود الخليفَهْ ..

    وتُرمى صباحاً كأيّة جيفَهْ

    عل عرَبات الخُضَارْ ..

    6

    بلادٌ .. بدون بلادْ

    فأينَ مكانُ القصيدَةِ

    بين الحصارِ ، وبين الحصارْ ؟

    فِعْلُ انتحارْ ..

    7

    بلادٌ ..

    تُحاولُ أشجارُها

    من اليأسِ ،

    أن تتوسَّلَ تأشيرةً للسفَرْ ..

    8

    بلادٌ ..

    تخافُ على نَفْسِها من قصيدة شعرٍ ..

    ومن قَمَر الليل ،

    حين يمشّطُ شعرَ المَسَاءْ .

    وتخشى على أَمْنِها

    وعُيُونِ النساءْ ..

    9

    أُفتّشُ عن وطنٍ لا يَجيءُ ..وأسكنُ في لغةٍ

    ليس فيها جدارْ ...

    10

    بلادٌ ..

    تُعِدُّ حقائبَها للرحيلْ

    وليس هناكَ رصيفٌ

    11

    إلى أين يذهبُ مَوتَى الوطَنْ ؟

    وكلُّ العقارات فيهِ

    ومن يدلكونَ بزيت البَنَفْسجِ صدرَ الرئيسْ ..

    وظهرَ الرئيسْ ..

    وبطنَ الرئيسْ ..

    ومن يحملونَ إليه كؤوسَ اللَّبنْ ..

    إلى أين يذهبُ ؟

    وما عندهم شِقّةٌ للسَكَنْ !!

    12

    ولو موتُنا ..

    كانَ من أجل أَمْرٍ عظيمْ

    لكنَّا ذهبنا إلى موتنا ضاحكينْ

    ولو موتُنا كانَ من أجل وقْفة عزٍّ

    وتحرير أرضٍ ..

    وتحريرِ شعْبٍ ..

    سبقنا الجميعَ إلى جنَّة المؤمنينْ

    ولكنَهمْ .. قرّروا أن نموتَ ..

    ليبقى النِظَامْ ..

    وأخوالُ هذا النظامْ ..

    وتبقى تماثيلُ مصنوعةٌ من عجينْ !!

    13

    يموتُ الملايينُ منّا

    ولا تتحرَّكُ في رأس قائدنا

    شَعْرَةٌ واحدَهْ ..

    ولم أكُ أعرفُ أن الطُغَاةْ

    يضيقُونَ بالآلة الحاسِبَهْ ..

    14

    أحاولُ بالشِعْرِ ..

    أن أستعيدَ مَرَايا النهارْ .

    وعُشْبَ الحقولِ ،

    وضوءَ النجومِ ،

    وأستنْبِتَ القمحَ من تحت هذا الدَمَارْ .

    15

    أُحاولُ بالشِعْرِ ..

    إنهاءَ عصر التَخَلُّفِ ،

    حتى أؤسِّسَ عصراً جديداً

    من الوَرْْد والجُلَّنارْ .

    أُحاولُ بالشِعرِ ..

    تفجيرَ عَصْرٍ

    وتغييرَ كَوْنٍ ..

    وإشْعَالَ نارْ ..

    16

    بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي

    فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ

    بحثتُ عن الكبرياء طويلاً

    ولكنني لم أشاهدْ

    بعَصْر المماليكِ

    إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ...

    من الوَرْْد والجُلَّنارْ .

    17

    أُحاولُ بالشِعرِ ..

    تفجيرَ عَصْرٍ

    وتغييرَ كَوْنٍ ..

    وإشْعَالَ نارْ ..

    18

    بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي

    فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ

    إلا الغُبارْ ..

    بحثتُ عن الكبرياء طويلاً

    ولكنني لم أشاهدْ

    بعَصْر المماليكِ

    إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    اليوميَّاتُ السِرِّيةُ لقصيدةٍ عربيّة

    1

    إِذا سَمِعْنَا شاعراً ..

    يقرأُ ، في أُمْسِيةٍ شِعْرِيَّةٍ ، أشعارَه

    قُلْنَا لهُ : (أَحْسَنْتَ يا مُطْرِبَنا الكبيرْ)..

    إِعْقِدْ على خَصْرِكَ شالاً أحمراً ..

    وارْقُص لَنَا ،

    آخِرَ ما كَتَبْتَ .. يا شاعرَنا الشهيرْ .

    أرْقُصْ لنا .. أرقُصْ لَنَا ..

    فنحنُ قَوْمٌ لا يرونَ الفَرْقَ

    بين دِقَّة الخَصْرِ .. وبينَ دِقَّة التعبيرْ ..

    2

    إذا رأينا شاعراً

    يَفْتَحُ فوقَ مِنْبَرٍ شِرْيانَهُ

    مُبَشّراً بوردة التغييرْ

    قُلْنَا لَهُ :

    نريدُ أن تُسْمِعَنَا (طَقْطُوقةً) جديدةً

    تُنْقِذُنَا من صَحْوَة الضَميرْ

    كأنَّما وظيفةُ الشَاعِرِ

    أنْ يُخدّرَ العَقْلَ ..

    وأَنْ يُعطِّلَ التفكيرْ ..

    3

    يَنْزِفُ من جناحِهِ كطائِر الكَنَارْ

    من أوَّل الليل ، إلى ولادة النَهَارْ

    قُلْنَا لَهُ : (ما صَارْ) ..

    قُلْنَا لَهُ : (ما صَارْ) ..

    لا بُدَّ أن تموتَ فوق أَضْلُع القَيْثَارْ

    لا بُدَّ أن تموتَ يا مِهْيَارْ

    فليسَ في التاريخ من قصيدةٍ عظيمةٍ

    لم تَحتَرِقْ بالنارْ ...

    4

    إذا رأينا شاعراً .

    في قاعةٍ ..

    تكتظُّ بالسُعَال ، والتصفيقِ ، والصَفيرْ ..

    قُلنَا لَهُ :

    أَعِدْ .. أَعِدْ ..

    يا صاحبَ الحُنْجُرةِ الحريرْ .

    أَعِدْ ...

    أَعِدْ ...

    فما شَبعنَا طَرَباً

    في طُقُوس موتِكَ المُثيرْ ..

    يا عندليبَ الليلِ ..

    يا شاعرَنا الكبيرْ ..



    5

    ... ونرفعُ الكُؤوسَ نَخْبَ الشاعرِ الكبيرْ

    ونَشْرَبُ الويسكيَّ حتَى الرَمَقِ الأخيرْ

    وعندما يَفْرَغُ من وَصْلَتِهِ ..

    ونأخُذُ القصيدةَ العَصْمَاءَ للسريرْ ...

    ... ونرفعُ الكُؤوسَ نَخْبَ الشاعرِ الكبيرْ

    ونَشْرَبُ الويسكيَّ حتَى الرَمَقِ الأخيرْ

    وعندما يَفْرَغُ من وَصْلَتِهِ ..

    نَطْرُدُهُ ..

    ونأخُذُ القصيدةَ العَصْمَاءَ للسريرْ ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    النصائحُ الذهبيَة .. في أدب الكتابة النفْطيَّة

    لو شاءَتِ الأقدارُ أن تكونَ كاتباً

    يجلسُ تحتَ جُبَّةِ الصَحَافةِ النَفْطِيَّهْ .

    فهذه نََصَائحي إليكْ :

    1- أُدْخُل إلى مَدْرَسَةٍ تُعَلَِمُ الأُمِيَّهْ .

    2- أكْتُبْ بلا أصابعٍ .. وكُنْ بلا قَضيَّهْ .

    3- إِمْسَحْ حِذَاءَ الدولةِ العَليَّهْ .

    4- إشْطُبْ من القَامُوسِ كِلْمَةَ الحُريَّهْ .

    5- لا تتحدَثْ عن شُؤُون الفَقْرِ ، والثورةِ ،

    في الشوارعِ الخَلْفِيَّهْ .

    6- لا تَنْتَقدْ أجهزةَ القَمْعِ ، ولا تَضَعْ

    أنْفَكَ في المسائلِ القوميَّهْ .

    7- كُنْ غامضاً .. في كلِّ ما تكتُبُ ،

    والزَمْ مبدأَ التقيَّهْ .

    8- خَصِّصْ عَمُودَكَ اليوميَّ للأزياءِ ..

    والأزهارِ .. والفَضَائحِ الجنسيَّهْ .

    9- لا تتذكَّرْ أنبياءَ القُدْسِ .. أو تُرابَها ..

    فإنَّها حكايَةٌ مَنْسِيَّهْ .

    10- لا تَرثِ بيرُوتَ التي ترمَّلَتْ

    فالقتلُ فيها عادةٌ يوميَّهْ .

    11- لا تتعرَّضْ للسلاطين إذا تَعهَّروا ..

    أو قَامَرُوا .. أو تَاجرُوا .. فهذه مسألةٌ شخصيَّهْ .

    12- ولا تَقُلْ لحاكمٍ : إِنَّ قِبَابَ قصرِه

    مصنوعةٌ من جُثَثِ الرَعيَّهْ ...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •