![]()
نجم البحر
أيها الرائع
لقد ابتكرت وأبدعت وجذبت
وأعدت عقولنا إلى أيام كنا مولعين بالقراءة
قبل أن تأخذنا زحمة الحياة وهم الدنيا تقنية الحاسبات
أخي الكريم
بداية تفتق الرغبة والحب للقراءة
كنت مولعا بمصطفى المنفلوطي
ذاك الكاتب الروائي الذي يجسد لك الأحداث
وينقلك من كرسيك إلى الغابات وإلى النجوم وإلى البحيرات في روايته ( ماجدولين )
وكذلك كتابه ( العبرات ) .
ومن الشعراء الذين كان لهم دور كبير في ذاكرتي
( محمود سامي البارودي )
وهو من شعراء النهضة
1255 - 1322 هـ / 1839 - 1904 م
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.
أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة
المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).
نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر،
تعلم بها في المدرسة الحربية.
ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر
فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.
الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب
انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.
ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة،
فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه،
ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.
حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها
وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.
أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر
من شعره قصيدة ( قليل من يدوم )
يقول فيها :
قـليلٌ مـن يـدومُ على الودادِ=فـــلا تـحـفـلْ بــقـربٍ أو بــعـادِ
إذا كـان الـتغير فـي الـليالي=فـكـيـف يـــدومُ وُدٌّ فــي فــؤادِ
ومــنْ لـك أن تـرى قـلباً نـقياً=ولـمَّـا يَـخْـلُ قـلـبٌ مٍــنْ سَـوادِ
فـلا تـبذُلْ هـواك إلـى خـليلٍ=تــظـنُّ بـــه الــوفـاء . ولا تـعـادِ
وكـنْ مـتوسطاً في كلِ حالٍ=لـتـأمنَ مــا تـخـافُ مــن الـعِنادِ
مــداراةُ الـرِّجَـالِ أخــفُ وطْـأً=على الإنسان من حرب الفسادِ
يـعـيشُ الـمرءُ مـحبوباً إذا مـا=نـحا فـي سـيرهِ قـصدَ الـسداد
وما الدنيا سِوى عجزٍ وحِرصٍ=هُـما أصـلُ الـخليقةِ في العبادِ
فـلولا الـعجزُ ماكان التصافي=ولـولا الـحِرص مـا كان التعادي
ومــا عـقـد الـرجـالُ الــودَّ إلا=لـنـفـعٍ ، أو لـمـنعٍ مــن تـعـادي
ومــا كــان الـعِداءُ يـخفُ لـولا=أذى الـسلطان،أو خوف المعادِ
قيابنَ أبي ! ولستَ بهِ ،ولكن=كِـــلانـــا زرعُ أرضٍ iiلــلــحـصـادِ
تـأمل ، هـل ترى أثراً ؟ فإني=أرى الآثــــارَ تــذهـبُ كـالـرمـادِ
حـياةُ الـمرءِ فـي الدنيا خيالٌ=وعـاقـبـةُ الأمـــور إلـــى نــفـادِ
فـطوبى لامـرئٍ غـلبتْ هواهُ=بـصـيرتُهُ ، فـبـاتَ عـلـى رشـاد
وطبعا من لم يقرأ للمتنبي ولم يتأثر به فقد فاته الكثير
نجم البحر
مــــا أروعك







رد مع اقتباس
