الرئيس العام ونائبه يوجهان بمعونات عاجلة .. وفاة وإصابة (32) لاعباً وإدارياً في حادث الفجر
قبل أن تجف الدماء التي تناثرت السبت الماضي في طريق (عقبة ضلع) الذي يربط عسير مع جازان في الجنوب.. كانت هناك قصة مأسوية أخرى تنسج تفاصيلها في ساعة مبكرة من صباح أمس ـ الجمعة ـ بعد أن اختلت مكابح الحافلة التي تقل فريق التهامي (درجة ثانية) لتصطدم بحافلة أخرى وتتهاوى مخلفة وراءها قتيلين و30 مصاباً، ليعيش الرياضيون في الجنوب يوماً طويلاً من الحزن.
وفي رد فعل سريع.. أجرى الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب اتصالات هاتفية برئيس نادي التهامي المهندس محمد مظفر، وبأسرتي اللاعبين مدني محمد سمكري وعلي أبو بكر سنقوف اللذين توفيا بعد الحادث بدقائق عقب عودة الفريق من أداء مباراة في أبها أمام الزيتون.
وعبر الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه عن صادق عزائهما ومواساتهما له ولأسرتي الفقيدين.. سائلين الله عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته.. وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان.. وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين من أعضاء الفريق.
ووجه الأمير سلطان بن فهد مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب إدريس المالكي ومدير مكتب رعاية الشباب بجازان حامد السريعي بالمتابعة والوقوف على حالة اللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري المصابين في الحادث الذين يتلقون علاجهم حالياً بمستشفى عسير المركزي بأبها، كما تكفل بعلاج المصابين إلى جانب تقديم مساعدات مالية لأسرتي الفقيدين والمصابين.
وفي حين لايزال عدد من اللاعبين والإداريين والفنيين في حالة حرجة على الأسرة البيضاء، أغرقت الدموع مآقي ذوي المتوفين، وسط تساؤلات عريضة ارتسمت على شفاه الجميع: إلى متى وتبقى الطرق الوعرة والحوادث المرورية تغتال أحلام الرياضيين في الجنوب؟ متى تنتهي هذه المعاناة التي يمر بها كل فريق يشارك في دوري الثانية أو الأولى أو حتى دوري المحترفين؟
قبل أن نبحث عن إجابات.. نعود إلى بداية الأسبوع عندما شهد نفس المكان (طريق عقبة ضلع) حادثاً أليماً السبت الماضي خلف قتيلين وسبعة وثلاثين مصاباً بينهم نساء وأطفال بعد اصطدام حافلة تابعة للنقل الجماعي وسيارة بيك اب، وجاءت عقبة ضلع بذنوبها أمس لتصطاد الرياضيين في حادث وقع صباح أمس لتقتل اثنين وتصيب ثلاثين آخرين (بينهم ثلاثة في حالة خطرة) بعد خلل في مكابح حافلة كانت تقل منسوبي فريق التهامي من جازان بعد أن فرغ من تأدية استحقاق رياضي له في عسير، حيث اصطدمت بحافلة تضم 7 ركاب أغلبهم من النساء نقلوا جميعاً أيضا للمستشفى لتلقي العلاج.
ووجه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بتقديم كافة الخدمات للمصابين ودعا للمتوفين بالرحمة حيث اطمأن على حالة المصابين وتفقد أوضاعهم الصحية.
عقبة الموت
الحادث ووفق تصريح نائب الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بعسير الرائد أحمد عواض عسيري كان مرورياً بعد أن هوت مكابح الحافلة لتصطدم بسيارة من نوع تويوتا كانت هي الأخرى تقل عدداً من الركاب.
وكانت مباراة كرة القدم في تصفيات كأس ولي العهد أقيمت مساء الخميس بين ناديي التهامي من جازان والزيتون من عسير على ملعب المحالة، وانتهت في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء بخسارة التهامي بركلات الترجيح بعد أن تأجلت المباراة بسبب استحقاقات أخرى في الوقت الذي كان المفروض أن تقام عصراً, وبعد نهاية المباراة فضل الفريق العودة إلى منطقة جازان وكان يجب عليهم أن يسلكوا (عقبة ضلع) وهو الطريق الوحيد الرابط بين منطقتي جازان وعسير.
بدأ سائق المركبة (سعودي الجنسية) في سلوك العقبة ويداه ترتجف من كثرة الدماء المتناثرة أمام ناظريه ومن كثر ما سمع من مساوئ هذا الطريق التي لا تهدأ في حصد الأرواح وبالفعل فقد وافق حدسه حيث أدى خلل في مكابح الحافلة والتي كانت تحمل 24 شخصاً هم لاعبي الفريق الأول وبعض الإداريين إلى فقدانه السيطرة على السيارة ليصطدم بسيارة أخرى في حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحاً.
على الفور هرعت فرق الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث من مرور ودفاع مدني وهلال أحمر بسياراتهم ومعداتهم بغية الإسراع واللحاق في إنقاذ أي شخص, وقد تواجد في الموقع خمس سيارات إسعاف وثلاثة فرق إنقاذ ومثلها إطفاء تابعة للدفاع المدني وقد تم انتشال الجثث وتحرير المحتجزين.
(الرياضي) تواجدت أمس في مستشفى عسير المركزي حيث يرقد المصابون ومنهم ثلاث حالات في غيبوبة كاملة وهم في العناية المركزة وثلاث حالات أخرى تم نقلهم للأقسام المختصة فيما غادر البقية المستشفى بعد أن تم التأكد من حالاتهم الصحية.
وأوضح المدير المناوب في مستشفى عسير المركزي محمد عبدالله الشهراني لـ(الرياضي) أن هناك استنفاراً منذ وقوع الحادث واستعداداً من إدارة المستشفى بكافة الطواقم (التمريض والفنيين والممرضين والممرضات) فيما توفي شخصان والبقية مصابين على الاسرة البيضاء داخل المستشفى فيما هناك حالة خطيرة ترقد في العناية المركزة وحالتان في قسم العناية الوسطى.
نتائج أليمة
بعد الحادث بأقل من ساعة لفظ اللاعب مدني سمكري أنفاسه الأخيرة واتبعه اللاعب علي سنقوف رغم الجهود التي بذلت من قبل الأطباء، فيما تعرض اللاعب فيصل جابر وإداري الفريق وجدي علوي إلى دخول في غيبوبة تامة في حالة حرجة ناهيك عن إصابة اللالعب هاني الجهني لثلاثة كسور في العمود الفقري فيما تم عمل العلاج اللازم لستة من اللاعبين لإصابات متفرقة وغادروا المستشفى.
حصاد حادث التهامي
المتوفيان
مدني سمكري
علي سنقوف
إصابات كبيرة
فيصل جابر
مهند إبراهيم زيلعي
وجدي محمد علوي
هاني الجهني
عثمان بكر مرعي
إصابات خفيفة للتهامي والسيارة الأخرى
محمد حسين مجرشي
سعد سلمان قاسم
خالد سلمان قاسم
مشعل سلمان قاسم
علي جابر مغفوري
وهبي جهني يحيى
علي محمد مبارك
إبراهيم حسن عمر
صالح ربيع هباش
محمد يحيى حكمي
سلمان قاسم حسين
حافظ قاسم حبيب
علي أبو شملة حكمي
عبده أحمد حكمي
علي جبران
زرعة حسن جابر
نوال حسن أحمد
دلال يحيى عبده
روان سلمان قاسم
سارة سلمان قاسم



وفي حين لايزال عدد من اللاعبين والإداريين والفنيين في حالة حرجة على الأسرة البيضاء، أغرقت الدموع مآقي ذوي المتوفين، وسط تساؤلات عريضة ارتسمت على شفاه الجميع: إلى متى وتبقى الطرق الوعرة والحوادث المرورية تغتال أحلام الرياضيين في الجنوب؟ متى تنتهي هذه المعاناة التي يمر بها كل فريق يشارك في دوري الثانية أو الأولى أو حتى دوري المحترفين؟
نتائج أليمة
رد مع اقتباس