مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء د. فيصل شاهين : زراعة الأعضاء في الخارج.. غير آمنة صحياً!



أكد الدكتور فيصل بن شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن مركزاً عالمياً لزراعة الأعضاء سيتم إنشاؤه في المملكة على نفقة سمو ولي العهد الأمين في مدينة الرياض، وقال: إن هناك إقبالاً كبيراً على تعبئة بطاقات التبرع بالأعضاء في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، مشيراً إلى وجود أكثر من 0072 مريض ينتظرون زراعة كلى لهم..
وتطرق د.شاهين إلى عدد من الموضوعات المهمة المتعلقة بزراعة الأعضاء سنطالعها في الحوار التالي:



الوعي المفقود
* كيف ترون الوعي حول التبرع بالأعضاء في المملكة وارتفاعه عن السابق؟
- بينت الدراسات المختلفة التي أجريت لمعرفة رأي العامة في المملكة عدم معارضة معظمهم للتبرع بالأعضاء أثناء الحياة أو بعد الممات وهذا نابع من الفتاوى من فقهاء المسلمين التي توضح مشروعية التبرع بالأعضاء في الإسلام سواء من الأحياء أو من الأموات ويمكن تلخيص الصعوبات بأنها في الدرجة الأولى تتمثل في عدم وجود معلومات مسبقة عن الموضوع، حيث تتلخص العوامل المساعدة للحصول على موافقة ذوي المتوفين دماغياً بالتبرع بالأعضاء في:
أولاً: وجود وعي مسبق لأهمية التبرع بالأعضاء وزراعتها والتعرف على النجاح الذي وصلت إليه، وأن زراعة الأعضاء أمر مشروع وهذا الأمر يتزايد مع الزمن نتيجة الاستمرار في الخطط الإعلامية للعامة من خلال وسائل الإعلام المختلفة وزيارة المدارس ووضعها في المناهج الدراسية.
ووجود وعي مسبق لمبدأ الوفاة الدماغية وأنها تعادل الوفاة الشرعية رغم وجود المتوفى دماغياً على جهاز التنفس الصناعي وأهمية التفريق بين الوفاة الدماغية وبين حالات الإغماء والغيبوبة، وأن الوفاة الدماغية هي حالة موت كامل الدماغ لا رجعة فيه أبداً، وأنه لا يحتمل وجود أخطاء في معاييره.
وكذلك ثقة ذوي المتوفى أن ما قُدِّمَ من الرعاية الطبية لمتوفاهم كان كافياً قبل إعلان وفاته وهذا الأمر أيضاً يقع على عاتق الأطباء الذين يجب عليهم التواصل مع ذوي المتوفى وإعطائهم تلك الثقة بأن ما قدم له من العناية والرعاية هو أفضل ما يمكن أن يكون وهذه الرعاية يجب أن تكون صادقة لتعكس فعلاً ما تم تقديمه في حال وجود إمكانية الاستفادة من التجهيزات المتوفرة في المستشفيات الأخرى وأن يسعى إليه الأطباء لاستمرار هذه الثقة بينهم وبين المرضى وذويهم حتى بعد أن يعرض عليهم أمر التبرع بالأعضاء .. إن العمل على تنشيط التبرع بالأعضاء سوف يؤتي ثماره في المملكة إن شاء الله حيث يسعى المركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى تحقيق أفضل النتائج واستمرار تزايد حالات التبرع بالأعضاء لزراعتها لصالح مرضى الفشل العضوي النهائي، آملين الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في هذا البرنامج الإنساني الوطني النبيل.



الحوافز المادية
* هل ترون أن الحوافز المادية التي أقرت سوف تكون دافعاً لزيادة التبرع بالأعضاء من الأحياء أو المتوفين دماغياً؟
- تُعد الحوافز المادية تكريماً من الدولة للمتبرع سواء أثناء حياته أو بعد الوفاة، وذلك تعبيراً عن مؤازرة المجتمع للمرضى المصابين بفشل عضوي نهائي وحيوية حصولهم على عضو كالكلية أو جزء من الكبد إنقاذاً لحياتهم. وقد جاء قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (532) وتاريخ 61/9/7241هـ بمنح عوض مادي للمتبرع الحي بعضو أو جزء منه أثناء حياته تقديراً من الدولة في مساعدة المرضى وأسوة بالتعويض المادي المعمول به للمتبرع بالأعضاء بعد الوفاة. وهذا من شأنه أن يزيل الضغوط التي تمارس عادة ما بين المريض والمتبرع لوجود جهة حكومية تشرف على ضوابط التبرع بالأعضاء وتشجيع المجتمع بشكل عام للتبرع بالأعضاء وأهميته الحيوية سواء كانت من الأحياء أو بعد الوفاة.



* ما الآلية المتبعة لديكم لصرف مبالغ لمن يتبرعون بالأعضاء؟
- يتم صرف العوض المادي للمتبرع الحي بعد استيفاء الشروط التي وضعها المركز السعودي لزراعة الأعضاء والتأكد من سلامته والتزامه بالمتابعة الطبية بعد عملية التبرع بعضو أو جزء منه وبعد حصول العمل الجراحي وتسجيل بيانات عملية الزراعة نظاماً.



العمليات ناجحة بالداخل
* من خلال خبرتكم الطويلة في مجال زراعة الأعضاء داخل المملكة وخارجها أيهما أكثر أماناً؟
- استناداً للنتائج المسجلة لعمليات زراعة الأعضاء داخل المملكة فإن نتائج نجاح العمليات بمرور أكثر من خمس سنوات تتفوق على النتائج المسجلة في الدول المتقدمة ويُعزى ذلك لصغر أعمار مرضانا بشكل عام (مقارنة بالمرضى في الدول الغربية) وبالطبع يعتمد نجاح أي عملية زراعة على الحالة الصحية للمريض قبل إجراء العمل الجراحي وسلامة العضو المزروع وخلوه من الأمراض والخبرة الجراحية والطبية في متابعة أي مريض، حيث للأسف لاحظنا وجود العديد من الاختلاطات الطبية أو الجراحية للعملية التي أجريت خارج المملكة وكان بعضها يعتمد المبدأ التجاري فقط وبشكل عام يمكن القول إن نتائج عمليات زراعة الأعضاء داخل المملكة أفضل بكثير من نتائج تلك العمليات خارج المملكة.



* لماذا لا تكون هناك حملة توعوية كبرى لحث رجال الأعمال على دعم مشاريع وبرامج زراعة الأعضاء وشرائها للمحتاجين إذا تعذّر وجود متبرعين وهل لمستم أن هناك تبرعاً من قبل رجال الأعمال مادياً أو تبرعاً بالأعضاء بعد الوفاة؟
- تم تنظيم وإجراء العديد من حملات التوعية للمجتمع لدعم برامج زراعة الأعضاء ولكننا مازلنا نتطلع إلى مشاركة أكبر من القطاعات الخاصة والحكومية لدعم هذا البرنامج الوطني. فلقد تم تخصيص يوم وطني للتبرع بالأعضاء تماشياً مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء بموافقة ودعم معالي وزير الصحة (لسنتين متتاليتين) ونتطلع حالياً لتنظيم اليوم العالمي الثالث للتبرع بالأعضاء، والحقيقة لمسنا تفاعل العديد من رجال المجتمع وأهل الخير لمساندة هذا البرنامج وكان آخرها الشهر الماضي تبرع سخي من صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز في دعم برنامج التبرع بالأعضاء وزراعتها.



* بطاقات التبرع بالأعضاء بعد الوفاة كم بلغ عددها حتى الآن، أقصد التي تم التوقيع عليها. ومن هم أبرز وجوه المجتمع الذين وقَْعوا عليها؟
- تتوفر بطاقات التبرع بالأعضاء في كافة مستشفيات المملكة وكذلك في مقر المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وقد تم حتى تاريخه توزيع أكثر من مليوني بطاقة تبرع بالأعضاء بعد الوفاة وتشكل هذه البطاقة دعماً معنوياً بالغ الأثر لمساندة البرنامج. وبالطبع فإن من أبرز وجوه المجتمع الذين قاموا بالتوقيع على هذه البطاقة هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز (أمير منطقة الرياض - حفظه الله) الرئيس الفخري للمركز السعودي لزراعة الأعضاء.



التأصيل الشرعي
* ألا ترون أن صدور فتوى شرعية من هيئة كبار العلماء ثم التوعية عبر وسائل الإعلام سوف تسهمان بمشيئة الله في زيادة الوعي بالتبرع حيث يرى كثيرون أن استئصال بعض أعضاء المتوفى فيه إهانة له وعبث بجثته؟
- يستند برنامج التبرع بالأعضاء وزراعتها على فتاوى شرعية واضحة أجازت التبرع بالأعضاء أثناء الحياة أو بعد الوفاة (فتوى هيئة كبار العلماء رقم 99 وتاريخ 6/11/2041هـ) وكذلك فتوى مجمع الفقه الإسلامي بعمان رقم (5) وتاريخ 6891م بشأن أجهزة الإنعاش وتقرير الوفاة. ولكن توجد ضرورة لمساهمة الشيوخ الأفاضل في وسائل الإعلام لدعم زراعة الأعضاء.
أما ما ذكرتم من أن استئصال الأعضاء بعد الوفاة فيه إهانة وعبث بجثة المتوفى فهذا كلام غير صحيح وقد أجاب عليه الكثير من الشيوخ والعلماء الأفاضل على سبيل المثال ما ورد في كتاب مناع خليل القطان (رحمه الله) حول إجازة استئصال الأعضاء من جثة المتوفى كونها تجري كأي عمل جراحي، والأهم من ذلك أنها سوف تستخدم لإنقاذ مرضى مصابين بفشل كلوي أو كبدي أو قلبي نهائي ولا سبيل لهم لإنقاذ حياتهم سوى الحصول على هذه الأعضاء، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } [المائدة: 32] .



التوجه للخارج
* ذكرتم بأن هناك نقصاً في أعداد المتبرعين بالأعضاء بينما هناك سعوديون وبأعداد كبيرة قاموا بشراء أكباد وكلى وخلافه من الخارج وخصوصاً في الصين ومصر وغيرهما، كيف يحصل أولئك عليها؟ هل هناك مافيا وسوق سوداء لذلك أم أنه مصرح بذلك رسمياً في تلك الدول حيث يقال إن الكبد والكلى تكلف ثلاثمائة ألف ريال تشمل الشراء والعملية؟ هل ترونها تمثل مصدراً اقتصادياً لتلك البلدان أم ماذا؟
- يسافر أغلب المرضى للاستفادة من زراعة كلية أو كبد إلى تلك الدول بمراسلة تلك المراكز بشكل شخصي أو بمساعدة بعض الأشخاص في تلك الدول، وهي وإن كانت مصرحاً بها في السابق فلقد تم مراجعة تلك التنظيمات في العديد من الدول من قبل منظمة الصحة العالمية كونها مصدراً اقتصادياً لتلك الدول لأنها تذهب للمؤسسات الصحية التي تمارس ذلك، أما بالنسبة للمتبرعين الأحياء في تلك الدول فإنهم يحصلون على مبالغ زهيدة جداً.



* هل تعتقدون بأن هناك عصابات بالخارج تبيع أعضاء مصابة خطيرة في إطار سياحة زراعة الأعضاء التي انتشرت مؤخراً؟
- نستطيع القول بأن بعض تلك الممارسات قد تفتقر إلى أبسط الشروط الصحية والأخلاقية، وهذا ما يؤثر على سلامة المريض المتلقي لزراعة عضو وكذلك المتبرع ومستقبله الصحي.



* ما صحة أن الإنسان يمكن أن يعيش بأمر الله إذا استئصل جزء من كبده ويمكن أن يعيش بكلية واحدة؟
- نعم لقد أكدت الدراسات العملية ومتابعة المرضى لفترة تتجاوز عشرين عاماً في مجال زراعة الكلى والكبد، سلامة عملية التبرع بإحدى الكليتين على المدى الطويل وإمكانية عيش الإنسان بكلية واحدة في حال التأكد قبل إجراء عملية التبرع بالكلى من سلامة الشخص من أي مرض مزمن كالداء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو وجود مرض كلوي. أما بالنسبة للكبد من الناحية الجراحية، تُعد عملية استئصال جزء من الكبد أعقد بعض الشيء، ولكن الكبد بعد استئصال جزء منه ينمو ذاتياً ويعود لحجمه الطبيعي ووظيفته السابقة بمرور ستة أشهر إلى عام على الأكثر.



قوائم الانتظار
* كم بلغ عدد المحتاجين لزراعة الأعضاء وهم على قوائم الأعضاء، وما هي الأعضاء التي يحتاجونها:
- استناداً إلى إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء فيما يخص مرضى الفشل الكلوي المعالجين بالتنقية الدموية خلال العشرة أعوام السابقة، فإننا نلاحظ وجود معدل وسطي لزيادة صافية في أعداد المرضى (بعد استبعاد المرضى الذين أجريت لهم زراعة كلية والوفيات) تعادل 834 مريضاً سنوياً وبنسبة زيادة سنوية تساوي 3.8% وسطياً كل عام وإذا أخذنا بعين الاعتبار النمو السكاني (5.2%) وعدد الزراعات المجراة سنوياً ونسب حدوث الفشل الكلوي النهائي (حوالي 89 مريضاً لكل مليون نسمة سنوياً) فمن المتوقع أن يتجاوز عدد المرضى المعالجين بالتنقية الدموية العشرة آلاف مريض في عام 9002م وهذا الأمر مماثل ويتماثل مع الدراسات العالمية، حيث أوضحت بيانات الشبكة المتحدة لتبادل الأعضاء (unos) في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الزيادة الكبيرة في عدد المرضى بالتنقية الدموية في أمريكا، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد مرضى العلاج الكلوي المعاوض في أمريكا إلى 000.006 مريض في عام 0102م، كذلك الأمر بالنسبة للمرضى المعالجين في أوروبا الذي سوف يتجاوز 000.005 في عام 0102م. تشير إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى زراعة ما يقارب 051 كلية و54 كبداً و01 قلوب سنوياً بالاستفادة من التبرع بعد الوفاة الدماغية بينما يوجد حالياً على لائحة الانتظار الوطنية لزراعة الكلى أكثر من 0072 مريض، كذلك الأمر بالنسبة لحالات القصور الكبدي النهائي والتي تقدر بوجود حوالي 005 مريض سوف يحتاجون لزراعة كبد. أي يوجد فجوة كبيرة ما بين عدد المرضى المحتاجين وعدد الزراعات المجراة، ولكن تُعد هذه الظاهرة عالمية وهي بشكل أكبر في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.



التعاون الخليجي
* ماذا عن التعاون القائم بين دول مجلس التعاون والمملكة حول زراعة الأعضاء والتبادل والتبليغ وهل هناك تعاون مع دول عربية وأجنبية؟
- لدينا برنامج لتبادل الأعضاء فعّال جداً مع دولة الكويت ودولة قطر الشقيقتين، وكذلك سلطنة عمان الشقيقة ونتطلع إلى توسيع هذه التجربة من خلال التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي علماً بأن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي قد أصدر قراره باعتماد المركز السعودي لزراعة الأعضاء مركزاً مرجيعاً لدول مجلس التعاون الخليجي. كذلك لدينا برنامج تبادل للأعضاء مع دولة اسبانيا ضمن إطار تبادل الأعضاء مع الشبكة الأوروبية. وقد أتاح هذا البرنامج خلال السنوات العشر الماضية الاستفادة من زراعة 521 عضواً تم استئصالها في تلك الدول (متضمنة كُلى وقلوب وأكباد ورئات) وزراعتها داخل المملكة.



* ألم يحن الأوان للإعلان عن قيام صندوق اسمه التبرع بالأعضاء، وتجمع له تبرعات مالية من محبي الخير ورجال الأعمال يكون صندوقاً اقتصادياً للتبرع أو البنك الاقتصادي والتبرع بالأعضاء يسهم في تأمين الأعضاء بالشراء محلياً أو خارجياً؟
- أعتقد أنها فكرة جيدة وهي تتماشى مع قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (591) وتاريخ 1/8/3241هـ الفقرة (2): تعمل وزارة الصحة بعد التنسيق مع وزارة الإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على اتخاذ الأساليب المناسبة للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء، وذلك عن طريق إنتاج البرامج من خلال وسائل الإعلام المختلفة وإصدار النشرات وإقامة الندوات وغير ذلك من الوسائل الأخرى، وبالطبع فإن هذا الصندوق يهدف لدعم البرنامج من أجل تحقيق أهدافه وليس لشراء أعضاء محلياً وخارجياً، فالمبدأ الأساسي في برنامج زراعة الأعضاء يعتمد على وعي وتفاعل المجتمع، الأمر الذي يتطلب ميزانية توعوية وإعلامية وكذلك توعية وتثقيف الطاقم الطبي والفني والإداري بالإضافة لعامة الناس بشكل عام.



مركز عالمي
* ماذا عن أكبر مركز عالمي لزراعة الأعضاء الذي سيتم إنشاؤه ببلادنا على نفقة سمو ولي العهد.. أين سيكون موقعه وكم تكلفته ومساحة المشروع وماذا يضم من مرافق ومتى تتوقعون الانتهاء منه وهل تتوقعون أن يسهم في القضاء على بعض مشاكل التبرع بالأعضاء وإيجاد مصدر للتبرع؟
- قرار ولي العهد - حفظه الله - بإنشاء مركز متكامل لزراعة القلب وباقي الأعضاء ضمن تطوير الخدمات الصحية بالقوات المسلحة مقره سوف يكون في مدينة الرياض، الأمر الذي يشكل مثالاً جلياً لدعم ولاة الأمر لهذا البرنامج وأهمية تطويره ومواكبة المستجدات الطبية باستمرار مع وجود نظرة مستقبلية للأعوام القادمة.



* ألا تنوون إقامة حملات توعية جديدة تشمل المدارس (البنين والبنات) وتشمل التعليم العام والجامعات وقطاعات التعليم الفني والتدريب المهني للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، التي تسهم بمشيئة الله في إنقاذ أنفس من الموت؟
- لدينا بعض البرامج التوعوية للمدارس الخاصة بالبنين والبنات، وكذلك قطاع الجامعات ونتطلع لدعم المزيد من تلك الفئات للحضور إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وكذلك عن طريق الإجراء لمثل هذه الحملات في المناطق المختلفة بالمملكة والتي سوف تكون من ضمن البرامج المستقبلية القريبة (بإذن الله).



* لماذا لا تقومون بإيجاد مصدر دائم كتمويل لبرامج زراعة الأعضاء كإنشاء مبانٍ استثمارية وكذلك طباعة كؤوس وأقلام وفانلات وخلافه لإيجاد دخل يساعد في دعم شراء أجهزة الغسيل وعمليات الزراعة؟
- تعد هذه الأفكار جيدة ومهمة جداً كمصدر رديف لدعم مرضى الفشل العضوي النهائي، وسوف نعمل على دراسة وبلورة الأفكار لتطبيقها مستقبلاً.



الخطة المستقبلية
* يعاني سكان مدينة الدلم من عدم وجود أجهزة غسيل في مستشفى الدلم العام، كما أن المراكز الصحية هناك كذلك لا يتوفر بها أجهزة غسيل حيث يقطع من يحتاجون للغسيل مسافة 53 كيلومتراً بالذهاب لمحافظة الخرج للغسيل وينتظرون دورهم لساعات طويلة في ملل؟
- بالنسبة لإنشاء مراكز غسيل كلوي في المناطق التي لا تتوفر فيها هذه الخدمة فلدينا دراسات دقيقة حول الاحتياجات المستقبلية والأماكن المرشحة لافتتاح وحدات غسيل كلوي وكذلك قامت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بدراسة ميدانية ووضع خطة للسنوات الخمس القادمة بالاتفاق مع وزارة الصحة وتحديد القرى والمراكز الصحية المحتاجة لتلك الخدمات. على كل حال سوف نقوم بدراسة ميدانية ووضع مدينة الدلم بعد التحقق من توفر إمكانات افتتاح وحدة غسيل كلوي فيها ومعرفة أعداد المرضى الذين يضطرون للسفر إلى مدينة الخرج لإدراجها ضمن المشاريع القادمة - بإذن الله -.



* المواطنون الذين يقومون بالغسيل في منازلهم وظروفهم المادية الصعبة ماذا يقدم لهم المركز ووزارة الصحة لمساعدتهم؟
- تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتخصيص مبلغ مادي للمرضى المحتاجين لذلك بالإضافة لاستثناء الموظفين من المرضى وإعطائهم إجازة عمل أثناء العلاج بالغسيل.



* ماذا عن برنامج قبول مرضى الفشل الكلوي أو ذويهم بالجامعات السعودية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني؟
- انطلاقاً من حرص جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي لتوفير كل ما من شأنه تقديم مختلف أوجه الدعم لمرضى الفشل الكلوي أو الزارعين أو المتبرعين وذويهم من الدرجة الأولى (الأخ، الأخت، الابن، الابنة)، وحرصاً من الجمعية على توفير فرص تعليم مناسبة تمكنهم من الصرف على أسرهم والمساهمة في خدمة مجتمعهم مع بقية إخوانهم المواطنين، فقد قامت الجمعية بتوقيع اتفاقية مع كافة الجامعات الحكومية بالمملكة العربية السعودية تخصص بموجبها كل جامعة عدداً من المقاعد الدراسية لمرضى الفشل الكلوي أو الزارعين أو المتبرعين وذويهم من الدرجة الأولى من السعوديين فقط في التخصصات المناسبة التي يحتاجها سوق العمل وتوافق عليها الجامعة.



* قامت مؤخراً صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت معتز بن سعود بن عبدالعزيز بتوقيع بطاقة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، كيف ترون سعادتكم هذه الخطوة من سموها؟
- بداية أتقدم بالشكر لسمو الأميرة على هذه الخطوة وحرصها على المشاركة الفعّالة في برامج زراعة الأعضاء وبالتأكيد أن إقدام الشخصيات المهمة في المجتمع يدفع عجلة الوعي بشكل سريع ويساعد في إيصال رسالة المركز الإنسانية ويحقق أهداف برامج زراعة الأعضاء بتسارع.