لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف نجعل البلاي ستيشن وسيلة إمتاع هادف؟

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدربه
    تاريخ التسجيل
    02 2008
    المشاركات
    3,500

    كيف نجعل البلاي ستيشن وسيلة إمتاع هادف؟

    كيف نجعل "البلاي ستيشن" .. وسيلة إمتاع هادف؟!



    "البلاي ستيشن" يسكن كثيراً من بيوتنا.. فقد تسلل إليها برضانا وحملناه بأنفسنا إلى داخل حجرات أبنائنا، لقد انخدعنا أو قبلنا الخديعة عن طيب خاطر عندما اشترينا لأبنائنا دون تدقيق أو مراجعة جهاز "البلاي ستيشن" ومعه العديد من الألعاب، ولم يكلف أحدنا نفسه بأن يراجع مع ابنه محتوى هذه الألعاب.. واكتفينا بإقناع أنفسنا بأنها "ألعاب أطفال"، وتركنا أبناءنا نهباً لتلك الألعاب التي انتشرت بينهم.. دون رقيب أو حسيب! تربية الأبناء مسؤولية عظيمة أناطها الله في رقاب والديهم طلباً لسلامتهم في الدنيا والآخرة.. أكد ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته ومن هنا كان لزاماً على الآباء أن يسعوا جاهدين في تربية أبنائهم صيانة لهم من الزلل وخاصة في المراحل العمرية الأولى من حياتهم ولاسيما في اختيار الألعاب المناسبة لسنهم والسلامة من الملوثات العقدية أو الأخلاقية.
    أ. تركي الحقباني:
    - فساد عقدي خطير في شريط بعنوان "إله الحرب"
    والخلاعة في أشرطة يشاهدها الصغار؟!
    - طالب متأثر بعنف "البلاي ستيشن" قتل شرطياً في أمريكا وثلاث ولايات أمريكية تصدر تشريعات لحظر عنف "البلاي ستيشن"؟!
    المشاركون في التحقيق:



    (1) د. سامي الحسن - أستاذ الحاسب الآلي.
    (2) د. إبراهيم العلي - أستاذ علم النفس.
    (3) د. خالد بن سعود الحليبي.
    (4) الشيخ الداعية سعد السبر
    إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله
    الجارالله بالرياض والخبير في التقنية
    والاتصالات.
    (5) د. إبراهيم الدريوش - أستاذ علم الاجتماع.
    (6) د. محمد المجذوب - أستاذ علم النفس التربوي.
    (7) الأستاذ تركي الحقباني - اخصائي اجتماعي.
    إرشادات مهمة
    ولإرشاد الآباء إلى درجة ونوع العنف والمخدرات والجنس في اللعبة التي ينوون شراءها، هناك نظام متبع طوال السنوات العشر الماضية وضعه مكتب تقييم ألعاب الكومبيوتر ويحمل علامة توضع على اللعبة من الخارج،
    " فحرف "m" يعني للكبار فقط،
    " وهناك "e c" وهي تعني أن اللعبة لمن هم في الطفولة المبكرة أو ثلاث سنوات، وما فوقها.
    " وحرف "e" يعني "للجميع" أو لمن هم فوق سن السادسة.
    " وحرف "t" يناسب المراهقين.
    " و"a o" للكبار فقط. وعلى ظهر العلب توجد تفاصيل موسعة تحمل بعض التوجيهات والتحذيرات وتصف محتويات اللعبة وتحمل عبارات مثل "عنف متطرف" و"محتوى جنسي قوي" و"إشارة للتدخين" وكلها عبارات المقصود بها إعطاء الآباء صورة جيدة عما سيراه أولادهم.



    تحذيرات غربية
    يتحدث الأستاذ تركي الحقباني الاخصائي الاجتماعي قائلاً: بإلقاء نظرة سريعة على رد فعل الغرب حول اللعبة والحوادث الناتجة عنها، نجد أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية قد حذرت من هذه اللعبة، وأجرت مقابلات مع أولياء الأمور الذين صُدموا من محتواها. وبثت بعض وسائل الإعلام الأمريكية قيام طالب بقتل شرطي بسبب تأثره باللعبة. وأشارت وسائل الإعلام إلى زيادة حالات اعتداء المراهقين على المشردين التي وصلت إلى حد القتل. وكرد فعل لذلك قامت بعض الولايات الأمريكية بفرض عقوبات رادعة على من يبيع اللعبة لصغار السن، ومنعت بعض الدول من إدخال مثل هذه الألعاب المشينة أراضيها.



    ممنوعة في أمريكا
    كما وقع حاكم كاليفورنيا "أرنولد شوارزينجر" مسوّدة مشروع قانون يتم بمقتضاه تقييد بيع وتأجير ألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف للقاصرين.. وبدأ العمل بهذا القانون في الأول من يناير 2006م. ويكفل هذا القانون للآباء التدخل في تقرير نوعية ألعاب الفيديو الملائمة لأطفالهم، كما يقضي بضرورة وضع علامات واضحة على ألعاب الفيديو العنيفة وعدم بيعها للأطفال أقل من سن 18 عاماً. ويقضي التشريع بفرض غرامة مالية تصل إلى ألف دولار أمريكي على أي شخص يبيع أو يؤجر ألعاب الفيديو ذات المحتويات العنيفة للقاصرين. كما قام حاكما ولايتي "إلينوي" و"ميتشجن" بإقرار تشريع مماثل.
    حملات واسعة النطاق
    وعقدت السيناتورة هيلاري كلينتون مؤتمراً صحفياً طالبت فيه بوضع تشريع يمنع وصول أفلام الفيديو والـdvd الإباحية والعنيفة إلى أيدي الأطفال. ونظمت جمعيات ومنظمات وشخصيات أوروبية عديدة حملة كبيرة ضد ألعاب الفيديو والـdvd الإباحية والعنيفة وطالبوا بتوقيع عقوبات قاسية وغرامات على من يبيع هذه الأفلام لمن هم أقل من 18 عاماً، كما رفعت دعاوى قضائية ضد الشركات المنتجة لهذه الأفلام والمحلات المروجة لها بعدد من الدول الأوروبية.
    وهناك في الغرب لجان عديدة تحدد العمر المناسب للاعب والمشاهد وما تحتويه اللعبة من محاذير، وتجبر الدول الغربية كافة شركات الإنتاج على وضع تقييم الأفلام على الغلاف بشكل واضح، ولكل دولة محاذير وتصنيفات (فمثلاً في الأفلام: في فئة (15) يمنع بيعها لمن دون هذا العمر، وفيها يسمح بظهور الجزء العلوي لجسد المرأة عارياً ويمنع الجزء السفلي، وفئة (18) يسمح بظهور جسم المرأة كاملاً عارياً! ونفس الأمر مطبق على الألعاب الإلكترونية). وهناك دول تجبر الشركات على حذف مناظر الدماء تماماً باللعبة الموجهة للصغار كما توضع على الغلاف الكثير من الملاحظات والتحذيرات التي لا يتسع المجال لذكرها مثل (دماء كثيرة، ألفاظ نابية، استخدام للمخدرات) وهناك لجان مشهورة في هذا المجال.
    كيف تعرف الشريط الفاسد؟
    الدكتور سامي الحسن أستاذ الحاسب الآلي يقول: أكبر مشكلة تواجه نظام تقييم ألعاب الفيديو، تم وضعها قبل عشر سنوات وقد قيل إن هذه التقييمات الموضوعة متناقضة وغير كافية.
    وكان أكثر الاتهامات الموجهة لها أنها غير فعالة ويتغاضى عنها الباعة المقصودون بها في الأساس، وهم يفعلون ذلك في الوقت الذي لا يسمحون فيه لطفل عمره عشر سنوات بمشاهدة فيلم يحمل عبارة "للكبار فقط"، لكنهم يتغافلون عن الأمر عندما يتعلق بألعاب الفيديو في حين أن الأطفال الصغار يهيمون بممارسة ألعاب الفيديو المخصصة للبالغين. أن الآباء قد لا ينظرون لألعاب الفيديو المخصصة للأطفال بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع الأفلام المخصصة للبالغين، لكن يجب عليهم ذلك. لكن المشكلة تكمن وراء حقيقة أن عدداً قليلاً من الآباء هم الذين يلعبون ألعاب الكومبيوتر مع أطفالهم. فالآباء يشاهدون التلفزيون مع أطفالهم لكنهم لا يلعبون معهم ألعاب الكومبيوتر. والآباء يستمعون لفيض عارم من المعلومات المتناقضة في ألعاب الكومبيوتر، خاصة تأثيرها النفسي المدمر على الأطفال.



    إرشادات أمريكية
    إن وصف المحتوى مفيد جداً من أجل فهم طبيعة اللعبة. ويضيف د. الحسن إن الآباء يختلفون في رؤيتهم وتقييمهم للمحظور على أولادهم، فالبعض يقلق كثيراً من جرعة العنف باللعبة، وآخرون تهمهم اللغة المستخدمة في اللعبة، لكن أغلب الآباء غير مدركين بأن بعض ألعاب الفيديو ليست موجهة للأطفال، وهذه هي المشكلة الكبرى. فالتقييم نفسه قد يكون متناقضاً في بعض الأحيان، فبعض الألعاب تصنف على أنها للمراهقين، على حين أنها لا بد أن تصنف للبالغين، وبعض الألعاب تصنف على أنها "للجميع" في حين أنها تحتوي على درجة متوسطة من العنف ولغة غير مناسبة، إن معظم الآباء يرون أن هذه التقييمات شيء سخيف، مقارنة بما هو موجود بالفعل على شاشات التلفزيون، لكن هناك من يعتقد أن جزءاً من مسؤولية الآباء هي معرفة ما يلعبه أطفالهم. لا تلعب ألعاب الكومبيوتر مع ابنك لكن شاهده أثناء اللعب: "من الجيد مراجعة ألعاب الألعاب الكومبيوتر ولو مرة واحدة بعد شرائها، ومعرفة ما تحتويه فعلياً" والنصيحة هي ألا تعول على تعول على التقييم فقط، لكن يجب قراءة ما يكتب عن اللعبة.

    آثار وقتية ولاحقة
    أستاذ علم النفس الدكتور إبراهيم العلي يقول: إن انغماس الأطفال في هذا النوع من الألعاب له تبعات على المديين القريب والمتوسط سواء فيما يخص الجانبين الصحي والاجتماعي وأشار إلى أن إحدى الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية كشفت أن استمرار مشاهدة المشاهد العنيفة يزيد السلوكيات العدوانية لدى الأطفال والمراهقين بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 25 في المائة.
    وأضاف يجب ترشيد وعي الجيل الصاعد ومساعدته على استغلال الوقت بصورة صحيحة، مشيراً إلى الرقابة الأسرية ضرورة لضبط سلوكيات الأبناء. ووصف ألعاب الفيديو بأنها موضة العصر حيث أصبح الشباب ومن جميع الأعمار يتهافتون عليها.. مشيراً إلى أن الكثيرين يقلدون بعضهم البعض في التسابق على اقتناء ما هو جديد من هذه الألعاب العصرية وأكد الدكتور أن لألعاب الفيديو مضار ومساوئ على الأطفال وذلك عندما تتحول إلى ما يشبه الشغف والإدمان هناك من يجلس أمام الشاشة بالساعات التي تمتد من 8 إلى 12 ساعة في اليوم الواحد، فكيف يجد الشباب وقتاً للدراسة ولممارسة واجباته اليومية والجلوس مع أهله، فمنهم من ينسى حتى أن يأكل ويشرب. وأشار إلى أنه خلال الألعاب بالساعات طوال هذه الفترة تكون أعصاب هذا اللاعب متوترة ومشدودة جداً، حيث يترقب لحظات الفوز والخسارة فنراه شديد العصبية، وعواقب ذلك تؤثر سلباً على نفسية هذا الشخص وتجعله عدوانياً وعنيفاً ومتقلب المزاج وسريع الغضب والانفعال. وقد يفشل في دراسته ويفشل في علاقته مع أسرته ولا يستطيع أن يكون صداقات بسبب إدمانه لهذه الألعاب التي قد تكسبه سلوكيات غريبة مثل العدوانية والتلفظ بالكلمات البذيئة الغريبة على مجتمعنا وغيرها من المشاكل النفسية والصحية مثل انحناء العمود الفقري ومشاكل في البصر والذهن. وتحدث الدكتور العلي عن ضرورة وجود رقابة من قبل الأهل، كما يجب عليهم تنظيم وقت أبنائهم حتى لا تنمو هذه الطبائع السيئة مع نمو المراهقين ويصبحوا مدمنين على هذه الألعاب، بالإضافة إلى محاولة وجود بدائل لهذه اللعبة مثل ألعاب الرياضة والذهاب إلى النوادي ومصاحبة رفاق جيدين الى جانب رعاية الأهل واهتمامهم.



    ضريبة العولمة قاسية
    الدكتور خالد بن سعود الحليبي يقول: مأزقنا مع أطفالنا يكمن في أنهم يعيشون في زمن تبعثرت، بل زالت، فيه الحدود بين الثقافات، فلم يعد هناك مجال لخصوصية الثقافة في أي مكان في العالم، ولذلك نعيش معهم جهاداً مستمراً لدرء الأخطار عنهم، ولتقديم ما هو مفيد ونافع وممتع لهم، دون أن يمسهم أذى تلك الثقافات التي لوثت حتى الهواء الذي يتنفسونه! وإن كثيراً من الأمور التي نحيط أطفالنا بها هي في نظرنا مجرد تسليات ليس لها بعد آخر في منظورنا، الذي تعود تبسيط الحياة من حولنا، حين يكون فيه ما يذهلنا عن واقعنا، ويبعدنا عن التأمل فيه، بينما نحن نألم كثيراً للأمور التي تنتج عن إهمالنا ذلك، كالآثار الصحية التي نراها على أجساد أولادنا، أو الضعف الدراسي الذي تفشى في صفوف البنين على وجه الخصوص.
    ومن أبرز ألعاب الأطفال الحديثة.. ألعاب الفيديو المختلفة، والتي اشتهر منها ما يسمى (بلاي ستيشن)، حتى قدم في دعاية تقول: "كيف ستكون حياتك بدون بلاي ستيشن؟"، وافتتن به أطفالنا بل وشبابنا؛ فأكل صحتهم وأوقاتهم، وأوغل في التأثير على أعصابهم.



    صورة من قريب لطفل مع اللعبة
    ولعلمي بأن هذه القضية ليست مسلَّمة عند كثير من الناس، وإن كانت مسلمة بالنسبة لي على الأقل، فقد احتجت هنا إلى التدليل.
    تؤكد إحدى الدراسات أن الأطفال المشغوفين بهذه اللعبة يصابون بتشنجات عصبية تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم! حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي، إذ ماذا تتوقع من طفل "قابع في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما من كل رجفة من رجفاته، وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة كلما سكن، وآذان صاغية لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية تخفت حيناً وتعلو أحياناً أخرى لتستولي على من أمامها، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي"



    حالة تشنج
    لقد اتصل بي أحد الآباء، وذكر لي أن له ابناً في الثالثة عشرة من عمره، مصاب بتشنج في يديه، وإذا أصيب بالتشنج ازدادت رغبته في العدوانية مباشرة، وربما ضرب حتى أمه إذا كانت بجانبه، وبعد عدد من الأسئلة تبين أنه كان يلعب البلاي ستيشن خمس ساعات في اليوم تقريباً.
    ويضيف إن "ألعاب الفيديو (مثل البلاي ستيشن) يمكن أن تؤثر على الطفل فيصبح عنيفاً، فالكثير من ألعاب (القاتل الأول) "فيرست بيرسون شوتر" تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه، فهنا يتعلم الطفل ثانية أن القتل شيء مقبول وممتع" إن الطفل هنا يشارك في العنف بالقتل والضرب والتخريب والسحق والخطف ونحو ذلك، وربما كان ذلك بمسدس في يده، فتكون بمثابة تدريب شخصي فردي له.
    وما هو الحل؟!
    ويواصل د. خالد الحليبي مداخلته ويخلص إلى هذه المقترحات التي من شأنها تلمس الحلول إلى المشكلة:
    - وجّه أولادك ورغّبهم في شراء الألعاب المربية للذوق، والمنمية للذاكرة.
    - شجع طفلك على مزاولة الألعاب الجماعية، وتفضيلها على النشاطات الفردية، فإذا هو اندمج فيها قلت احتمالات العودة إلى مشاهدة التلفاز" وأشير هنا إلى بعض الجهود الطيبة للكابتن صالح العريض وفرقته المتميزة، من خلال برنامجه المتميز (أفكار ومواهب)، الذي يشتمل على ألعاب رياضية وأساليب ترفيهية وقصص مسلية تمتاز بالجدة والتنوع، وتستهدف غرس حب الخير والفضيلة في نفوس الأطفال، وإعطاءهم ثقة في نفوسهم، من خلال مشاركتهم في التعليق والحوار، كل ذلك في أسلوب فني راقٍ وجذاب وهو يقدم برنامجه وهدفه واضح وهو "تعليم الأطفال من خلال الترفيه" توجيه الطفل إلى الألعاب ذات الطبيعية التركيبية والتفكيرية، وإلى ألعاب الذكاء، والبناء، والمسابقات الثقافية في برامج الحاسب، والألعاب التعليمي وتوجيه الطفل إلى هواية مفيدة و"دعمه بالمال والأدوات والمكان والتشجيع المستمر" تحديد ساعات معينة للعب في الألعاب المختارة بعناية، بحيث لا تزيد عن ساعة أو ساعتين على الأكثر متقطعتين غير متواصلتين، حتى لا تضيع أوقات الأطفال هدراً. وأنبِّه إلى أن خبراء الصحة النفسية والعقلية أجمعوا على ضرورة قضاء 75% من وقت فراغ الطفل في أنشطة حركية، وقضاء 25% في أنشطة غير حركية، بينما "واقع أطفالنا أن جلوسهم أمام التلفاز يصل إلى حوالي 80% من أوقات يقظتهم، وبخاصة في الإجازات"
    ولكن ينبغي أن نتنبه إلى أننا حينما نحدد معه وقت المشاهدة نبيِّن له أنه من أجل صحته ولا بد أن يقوم بنشاط حركي.
    توجيه الطفل للمشاركة في حلقة لتحفيظ القرآن الكريم، أو مركز اجتماعي، أو زيارة قريب أو صديق أو مريض، أو القراءة المفيدة، أو خدمة الأهل في البيت والسوق، أو أي منشط مفيد له؛ حتى لا تضيع فترة تربيته في إتقان اللعب واللهو، ويفقد مهارات حياتية كثيرة سوف يحتاجها في المستقبل.
    بناء الحصانة الذاتية في نفوس أولادنا؛ بحيث تنتج عنها طبيعة رافضة لكل ما هو ضار أو محرم؛ دون تدخل منا.



    فرحة حقيقية
    وأخيراً لا بد أن نوقن نحن الآباء أن البهجة التي يبحث عنها أطفالنا لا توجد في الألعاب الإلكترونية، وإنما الفرحة الحقيقية، والضحكات النقية الصافية تنطلق من أعماق هؤلاء الأبرياء بدون أية مؤثرات إليكترونية خادعة، ولا ضحكات هستيرية مصطنعة، لتعبر بصدق عن مشاعرهم المرهفة بدون تكلف، وتتحدث عن مدى استمتاعهم بالحياة دون خوف أو وجل، ودون استفزاز للمشاعر، أو غرس لأفكار عدوانية، ولا تخريب لأخلاقيات الفطرة السليمة بالعنف والبطولات الكاذبة..! إنني أتحدث عن صغارنا الذين يحتاجون منا إلى الحنان الحقيقي، وإلى مشاعر الأبوة، وأحاسيس المحبة النابعة من القلوب الكبيرة المحيطة بهم، أتحدث عن المناغاة والملاعبة البريئة والقصص الحلوة التي كانت تسبق النوم، والتي يجب أن نعود إليها ونمارسها معهم نحن الآباء، والأشقاء والأمهات، أو أي قريب أو بعيد يعيش مع هؤلاء الصغار، أو يرونه صباحاً أو مساء.
    أين ابني؟!
    الدكتور إبراهيم الدريويش أستاذ علم الاجتماع يقول: قالت لي إحدى الأمهات أعرف أن ابني يملك خزانة من أشرطة "البلاي ستيشن"، ولكنني لم أفكر يومًا أن تكون هذه الأشرطة أداة من أدوات التغلغل والإباحية إلا في ذلك اليوم الذي دخلت إلى غرفة الأولاد، حيث كان ابني ذو الثلاثة عشر عامًا مندمجًا وبكل حواسه مع أحد تلك الأشرطة فطوال أيام إجازته لم يتوقف يومًا عن مشاهدتها فكنا أحيانًا نفتقد وجوده معنا والآن عرفت ما يأخذه منا!... وتكمل الأم فلدهشتي حوى شريط إحدى الألعاب على صورة خليعة ومقاطع مؤذية وغير مؤدبة، اللاعب يتنقل بين كازينوهات وأماكن الفساد.
    ويكمل الدكتور: إن هذا النوع الخطير من الغزو يؤثر على عقيدة وسلوك وأخلاق الأطفال فقد تأكدت من أن تلك الأشرطة ما هي إلا وسائل هدم للأخلاق؛ فشريط المصارعة يحتوي على فتيات يلبسن ملابس فاضحة ويقمن بحركات ماجنة، وملابسهن لا تستر شيئًا من أجسادهن، إنها غواية لأطفالنا وأبنائنا ووجدت أننا في وضع لا نحسد عليه فتلك الأشرطة تعطي أطفالنا ومراهقينا جرعات الإثارة عبر "البلاي ستيشن" فالأنثى حاضرة دائمًا بمجونها وإثارتها وإغرائها وبشكل مرفوض ونستنكره ونستنكر وجوده ونستنكر وجود مثل هذه الأشرطة في الأسواق دون رقيب، فالخطر يحيطنا وعلينا التدارك والانتباه فنحن نوافق أطفالنا على شراء بعض الوسائل كوسيلة تسلية وترفيه وتثقيف ولكننا نكون خاطئين بعد معرفتنا ما تحتوي تلك الوسائل وعلى الأسرة تقع مسئولية مراقبة الأطفال ومتابعتهم وعدم إغفال وجود مثل هذه الهجمة الشرسة من الأفلام التي تحمل كمًا من البذاءات والشتائم وعلينا أن نخرجهم من الدائرة المرعبة التي يسجنهم فيها "البلاي ستيشن" والمفاهيم الخاطئة التي يزرعها في عقولهم. فأعداؤنا لا يفتقرون إلى الوسائل للوصول إلى ضحاياهم الأوبئة تهاجمنا في عقر دارنا فكيف نوقف زحفها.



    هناك إيجابيات
    الدكتور محمد المجذوب أستاذ علم النفس التربوي يقول: هذه الألعاب تصنع طفلاً عنيفًا؛ كما أنها تصنع طفلاً أنانيًا لا يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة. ولكنه يقول أيضاً: لو كان للألعاب الإلكترونية ضوابط رقابية يحرص على تنفيذها بموجب تراخيص نظامية وبإشراف تربوي لكان لها بعض الإيجابيات، بحيث يستطيع الطفل أن يقضي فيها جزءاً من وقت فراغه دون خوف أو قلق عليه، فيمارس ألعابًا شيقة كالألعاب الرياضية، وألعاب الذاكرة وتنشيط الفكر، وألعاب التفكير الإبداعي. فالألعاب الإلكترونية يمكن أن يكون لها جوانب إيجابية في تنمية مهارات الدقة والمتابعة والتركيز.
    ويعتقد الدكتور المجذوب أن الخلل يكمن أيضاً في بعض الأسر: أما أساس المشكلة يتمثَّل في أننا ليست لدينا خطة واضحة ومحددة لكيفية شغل أوقات فراغ أطفالنا، مما يحمل الأسرة العبء الأكبر في تلافي أضرار هذه الألعاب "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فهي تستطيع أن تحدد للطفل ما يمارسه من هذه الألعاب وما لا يمارسه، فعلي الوالدين أن يختاروا ما يكون مناسبًا للطفل في عمره، ولا يحتوي على ما يخل بدينه وصحته النفسية، كما أنه لا بد من تحديد زمن معين للعب لا يزيد عن ساعة في اليوم، ثم يقضي باقي الوقت في ممارسة الأنشطة اليومية، وألا يكون اللعب بها إلا بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية، ولا يكون خلال وجبات الطعام اليومية.



    انسحاب
    ويحث د. المجذوب الدعاة والتربويين وكل المهتمين بهذا الشأن على التخلي عن سياسة (الانسحاب)، وأن يدخلوا المجمعات التجارية ليقوّموا العوج فيها، عن طريق إبداء ملاحظاتهم وشكاواهم إلى المسئولين بالحكمة والموعظة والحسنة.



    إجراءات صارمة غربياً
    أما بالنسبة لأولياء الأمور فلا أقل من أن يكلفوا أنفسهم دقائق بفحص ومراجعة ما يشتريه الأبناء والأماكن التي يذهبون إليها، وتنبيههم لخطرها، ومنعهم من استخدامها وإبلاغ المسئولين بأي مخالفات في أي مجال ليتم تداركها ومحاصرتها. والأعجب في ذلك، إن هذا الأمر مطبق بصرامة في الدول الأجنبية، فقد تم تخصيص جمعيات خيرية ولجان ضغط لها مشاركات فعَّالة بالتلفاز والصحافة تدعى" (الفرق المناهضة لألعاب الفيديو) ولم ييأسوا ويتركوا الحبل على الغارب. يحدث هذا في الغرب وما أدراك ما الغرب وأخلاقياته فهل نحن أقل من أن نحافظ على أبنائنا وأجيالنا ونبذل في سبيل ذلك الجهد والوقت والمال؟!
    للآباء كلمة
    أم محمد تقول : ابني محمد عمره 9 سنوات، "من المدمنين على هذا الجهاز بلاي ستيشن 2" أصيب قبل 6 أشهر بحالة صرع مازالت مستمرة، وحالته الآن مستقرة إلى حد ما بفضل الله ثم الأدوية، هذه الإصابة ليست موجودة في جذور العائلة، لكن أُرجع سببها إلى هذا الجهاز اللعين، لذا انصح الجميع بإلغائه فوراً"



    لعبة أم نقمة
    أم نواف تقول: طفلي لا يتجاوز عمره 10 سنوات، تسبب في إصابة والده بكدماتٍ ورضوض مختلفة، عندما قرّر الوالد أن يمازح ابنه، ليصعق بحركاتٍ ولكماتٍ قوية وفي أماكن حساسة من الجسم، وليكتشف بعد ذلك أن الابن باعترافه له قام بتطبيق ما كان يمارسه من خلال لعبة في شريط سي. دي كان قد اشتراه له الأب كنوع من لعب "البلاي ستيشن"، وكان يحمل عنوان "كن مجرماً محترفاً وحاول السيطرة"



    تطبيق عملي
    ويقول أبو خالد عن تجربته: خالد في الصف الرابع، ونلاحظه دائماً في المنزل يمارس حركات كارتيه، مصحوبة بكلمات معينة، بل إنه دائماً يضرب أخته الصغيرة بحجة أنه يلعب معها، أو يمزح، ولا شك أنه يفرّغ شحنات العنف التي تلقاها من البلاي ستيشن الذي هو مدمنٌ عليه في هذه الصغيرة، ونحن في عراكٍ مستمر معه.
    ولكن نسأل "أبو خالد" ولماذا لا تمنع هذا الجهاز وتكفي نفسك وأولادك شرّه وشروره؟!!
    ودون انتظار الإجابة نقول: إن الزمن تجاوز ذلك، ولا بد أن نزيل من أذهاننا فكرة المنع، لأن هناك ألف وسيلة ووسيلة أخرى، يجب أن نفكّر في كلّ شيء إلاّ المنع، لأنه الشيء غير الممكن في هذا الزمن.



    إنهم يبالغون
    أم وليد تعتقد بحكم تجربتها وقراءاتها المتعددة واطلاعها، أن المختصين يبالغون في تضخيم سلبيات هذه الألعاب، تقول: "أنا أخالف رأي الأخصائيين النفسيين في تضخيمهم لمخاطر استخدام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، فأنا أرى العكس تماماً لأن ابنتي تتميز بشخصية قوية وحضور متميز أمام زميلاتها وهي تحب المشاركة في الحديث وإبداء الرأي بعد التركيز ومعرفة ما يجب أن تقول" وتضيف: إن لغة التفاهم والتواصل بين الأهل والطفل لا يعيقها استخدام جهاز الكمبيوتر والبلاي ستيشن، وبالإمكان مشاركة الأطفال هوايتهم هذه وطرح موضوعات مختلفة بين الوقت والآخر لجذب اهتمامهم عن الكمبيوتر ومناقشة أمور تتعلق بهم شخصياً. كما أن فكرة التزام الطفل بمكان محدد ولفترات طويلة يساعد الأم على القيام بالمهام المنزلية العديدة وفي نفس الوقت تكون مرتاحة ذهنياً بأن طفلها في أمان وغير معرض لحوادث السير إذا كان خارج المنزل"



    حطمت الجهاز
    التهوين من سلبيات هذا الجهاز وأضراره، يعني أننا نتغاضى عن المشكلة وندير لها أظهرنا، يبدأ أبو تركي حديثه، بقوله: في البداية تغاضيت عن الأولاد، رغم الإزعاج الذي يسببونه أثناء اللعب ورغم كثرة الشجار فيما بينهم على هذه اللعبة، ولكن الأمر حين وصل إلى حدّه، بحيث إنني أستيقظ لصلاة الفجر أيام الإجازة وأراهم ما زالوا يلعبون في هذه الجهاز وفي أوقات المدرسة يكونون مضيعين لدروسهم بسبب مكوثهم المستمر أمامه، حيث سلب راحتهم، وتفاعلهم مع أسرتهم وأهلهم. بصراحة لم أتمالك نفسي .. مسكت الجهاز وكسرته قطعة قطعة، وحذرت والدتهم من شراء آخر.

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ابو جوليا
    تاريخ التسجيل
    09 2008
    المشاركات
    719

    رد: كيف نجعل البلاي ستيشن وسيلة إمتاع هادف؟

    عبدربه
    يعطيك الف عافية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •