أخي حامل الطيب
قصيدة رائعة للشيخ أبي المعاطي رحمه الله
وللقصيدة تكملة
وهذي هي تكملة القصيدة :
وشددتُ رحلي للمدينة زائرًا ***فهناك مَسجده(1) أقام وعَمَّرَا
وهنا المُهَاجَرُ والمُقَامُ وروضةٌ ***وهنا مشى ، وهنا أقام المنبرا
وهنا تربى خيرُ قرنٍ قد أتى ***وهنا خيارُ الناس كانوا ، والقِرى
مَنْ كَرَّمَ الوحيُ الكريمُ خِصالَهم ***في ﴿يُؤْثِرُونَ﴾ ، ومَنْ سواهم آثِرا
ودخلتُ من باب السلام مُسَلِّمًا ***ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا
ووجدتُ عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا
والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا
وتتابعت لغةُ الدموعِ سخيةً ***فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا
وخرجتُ من هذا المكان يلُفُّني ***ثوبُ الحياء مُدَاريُا ومُدَثِّرا
فأنا الذى قد جئتُ أحمل عثرتي ***وأتيتُ للحرمين أشعثَ حاسرا
وطرقتُ بابًا ليس يطرد تائبًا ***ورجوتُ ربًا لم يُقَنِّط فاجِرا
يا ربُّ ، هذي دمعةٌ من مذنبٍ ***تَعِبَتْ قواه فصار وهنًا خائرا
وأتاك يخشى أن ترد رجاءه ***وأبان في تلك السطور مشاعرا
والظن فيك بأن عفوكَ لاحقي ***ولذا أتيتُ لكي أعود مطهرا
فطمعتُ فيك ، وجئتُ بابك ضارعًا ***متضرعًا والعيبُ مني قد جرى
وختمتُ قولي بالصلاة على الذي*** مَنْ زانه الرحمانُ لما صَوَّرا
يا ربُّ ، قد زِنْتَ الختامَ ببعثه ***فاجعل لي الإسلامَ ختمًا آخرا
ووجدت عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفات عيني أشهرا
فأنا هنا وأمام قبر محمد!! ***أين الحياء ومن أتى بك يا تُرى
ونسيت نفسك يا ظلوم وجئته ***هذا أمامك من أتاك وحذرا
والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا
والله لولا أن ربي ساترٌ ***لفررت من هذا المكان مغادرا
وتتابعت لغة الدموع سخية ***فهنا الدموع هي الكلام معبرا
****************************** **********
(1)عند الذهاب إلى المدينة يقصد المسلم شد الرحال إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس إلى القبر ، حتى لا يقع في أعمال الشرك ، والعياذ بالله.

بارك الله فيك أخي الكريم