ما بعد الرحيل
يا جرحي المخبوء فـي أعماقـي
يا حزني المصلوب فـي أحداقـي
أنا كلما حاولت نبذك مـن دمـي
ركضت إليكِ يدي تشـد وثاقـي !
ويمور نبضك في دمائـي صاخبـاً
حتى أحس هـواكِ فـي أعراقـي
ويلوح طيفك عابراً فـي خاطـري
يختال في روحـي وفـي آماقـي
يـا حبـي الموعـود بالإخفـاقِ
يا حزني الموءود فـي أعماقـي
قلبي وإعصـار الفـراق يلفنـي
يشكـو إليـكِ مواجـع الأشـواقِ
ما كان فـي حسبانـه أن الـذي
بينـي وبينـكِ ينتهـي بفـراقِ !
لعبت رياح الشـك فـي أرواحنـا
من بعـد طـول تآلـفٍ ووفـاقِ
فتقوضـت أحلامـنـا وأحاطـنـا
ليـل ينـوء بحيـرةٍ وشـقـاقِ
وتمزق الحب الكبيـر ولـم يعـد
للصبر في قلبي .. وقلبكِ .. بـاق
وتعثـرت خطواتنـا تمضـي بنـا
كل علـى دربٍ .. بغيـر تلاقـي
قد كنتِ لـي قلبـاً ألـوذ بدفئـه
في غربتي مـن شـدة الأشـواقِ
ورحلتِ فيصمتٍ كأنا لـم نكـن
نحيـا بقلـب واحــدٍ خـفّـاقِ
كنّا ونـار العشـق تشعـل ليلنـا
ألقـاً يُحـرِّك غيـرة العـشّـاقِ
فإذا طواني الشوق يوماً كنتِ لـي
مشتاقـةٌ تحنـو علـى مشتـاقِ
وإذا نأيـتِ تظـل روحـي دائمـاً
ولهى عليكِ تهيـم فـي الآفـاق
واليوم .. أصبح حبنـا أقصوصـة
تُحكى فيصمتُ – مشفقين – رفاقي
يا بلسم الأوجاع في ليـل الأسـى
يا همسة الأشعـار فـي أوراقـي
يا رحلة الأحـزان بيـن مدائنـي
قلبـي يتـوق للمسـةٍ وعنـاقِ
أناإن قبلتُ الحب منـك فشيمتـي
تأبـى علـيَّ تقبـل الإشفـاقِ
يحيى توفيق حسن