"مع فصل ِ يوم ٍ من ْ كتابي المؤرخ ْ منذ ُ كنت ُ ماءا ً في ظهر ِ أبي
حكاية ربيع ٍ لبس رداء الشتاء وعمامة الخريف ْ هاربا ً من جفاف صيفه
رفَّت ْ أجنحتي في ذاك الصباح
باحثتا ً عنكي بين الخيوط التي نسجت حلم[ يوم جديد ]
قبلة أمي / هيبة أبي / كتبي المبعثره / فرشاتي ومعجوني / منبهي / ثوبي المعطَّف
كم حياتي معقده [ أين أنت ِ يا عصفورتي ] .
أين ذالك الصباح الذي ارتشف فيه قهوتي من شفتيك
وأين ذالك الصباح الذي تشرق فيه الشمس فوق (... ) لأرى كم من النساء
أطعمتهن َّ الأنوثه وأسقيتهن التمايل كـ زهرة صيف اسقاها النسيم ماء الكوثر
فراحت تتمايل وتتمايل حتى إنحنى لها قوس قزح وتجلت لها كل الغيوم
وكأنها الشمس التي تشرق من حقول الياسمين
ومع هذا الضجيج الذي يسكن جسدي وتلك الاحلام التي تطوف حولي
وتهذي بهذيانها المعتاد [ كفاك أحلام ]
يرتعد خارجا ً بصوته الجهوري وكأنه بوق في زمن الرومان
بائع الزهور برائحة البنفسج
خرجت من بابي ولا كنت أدري خرجت أو كنت ضاحكا ً أم باكيا ً
أم فسحة ٌ أشتم فيها رائحة الصباح
هيه : أنت
صباحك كـ رائحة الزهور
أريد زهـرة غجريه أمها الياسمين وأبوها الزعفران
أوراقها كطعم فتاة عذرية ورائحتها كضحكة حوريه
ضحك بائع الزهور فقال : لم تتبقى سوى زهرة ٌ أربعينيه أرملة صفراء
تجاعيد أوراقها كـ أرض ٍ طينيه
أبتعها وفعل بها ما شئت أو إجري لها جراحه تجميليه .. !
دعني أفكر فأنا ملامحي طفوليه وشقاوتي تحتاج فتاة كمتلي طفوليه
شعور ٌ ينتابني وبساتين الزهور تذبل وتحترق
كل المدن هاجرت وكل القانديل تساقطت
ضباب استولى الحدود وتجاوز حتى إخترق صدري
لم يعد هناك مجال و عصفورتي في قفص تتارجح
حلم .. حلم .. حلم ( كابوس ) ..
هناك بيتنا وهنا بائع الزهور ذلك جارنا وتلك مأذنة المسجد
هل أنت َ واقف ٌ أمامي
هل أنا أبتاع الزهور
هل .. هل .. هل
بصوت عال : أريدها فكل النساء زهور
وكل الزهور نساء..
رجعت وأمي تنادي أين كنت
ضحكت
كنت عند بائع الزهور