لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قَلَمٌ يكتب ضد هويتنا

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدربه
    تاريخ التسجيل
    02 2008
    المشاركات
    3,500

    قَلَمٌ يكتب ضد هويتنا

    قَلَمٌ يكتب ضد هويتنا




    كثرت زُمَرُ الضباب الهائمة في أودية الليل.. تريد أن تسرق ضوء محاجرنا، وتقذف به في أودية الأبد السحيق.
    فلطالما قرأتُ مقالاتٍ تنتسب إلى الحق، بأقلام الكتبة المهرة الذين يريدون الخير فانطلقوا زُرَافاتٍ ووُحْدَانًا يقتبسون من هَدْي المذاهب والأفكار التي لا طائل من ورائها إلا كما تقبض بيديك هشيمًا قد أكلته عاديةُ الريح..!
    فنكون كقابض على الماء خانته فروج الأصابع..
    أو كالذي يستحلب السرابَ الماء، ويستنبت البذورَ في الهواء!!
    إن القلم المسلم يهتدي بضوء هذا الكتاب الذي نزل على سيد الخلق منذ أذن الله بإخراج البشرية من ظلمات الجهل إلى آفاق العلم والتوحيد.. فتأتي كلماته قناديلَ معلقةً بالعرش.. موصولة بالوحي.. تفوح منها عطور الفراديس الهادية إلى الخير والإيمان...
    لكن الكثيرين من بني جلدتنا الآن يقعون في حبائل الغرب، فلا يحسّ الواحد منهم حياة في مقالِه إلا إذا اتَّكأ بقلمه على جُملة لـ "سارتر"، أو حكمة- زعموا- لـ "بودلير"، أو تعليق لـ "كانت" أو صيحة صارخة من أودية الهلاك من فم القديس المبجل "هيجل"!
    فإذا ما فرغ صاحبنا من مقاله، وألقى بقلمه بعيدًا على أريكةِ الراحةِ يَتَمَدَّد، مُحْتَسِيًا بعض أنفاس خمول تسري بالخدر اللذيذ في جسده وعقله! ثم نظر إلى مقاله، يظنه متألقاً يتنفس بين يديه..! وما هو إلا الزيف الذي يختل من عَشِيَ بصره.. وارتكستْ هِمَّتُه..!
    ما هذا الغثاء؟! إن هذه كلمات تُصَلِّي إلى غير قبلتنا.. وتنظر من وراء جُدُر إلى حضارتنا التي أَظَلَّت العالمَ حينًا من الدهر .. انطلق فيها النور مشبوبَ النشاط في آفاق الكون!
    وكلما طرقتُ باب صحيفة أو منتدى أجد كلمات متبرجةً بزينتها، ملفوفةً في أردية الضوء الزائف لكل أصلع فكرٍ غربي أو أوربي..!
    وكأنَّ لغتنا صارتْ تابوتًا مدفونًا في مقابر الظلام الموحش... لا نجد فيها كلمةً حيَّة نرسمها على جبين صحائفنا.. أو بين حنايا المقالات...!
    وكأنني إذا ألقيتُ هاهنا حكمة يونانية، تتبعها ترنيمة إنجليزية فقد أتيت بما لا قِبَلَ للعقولِ به!!
    إن هذا الداء الذي يتدسَّس إلى أقلامنا.. وينسرب إلى عقولنا ..باسطًا أشعته الحالكة.. دليل على أن أرواحنا عَصْفٌ هشٌّ لا يستطيع أن يُقَاوِمَ إعصار الشمالِ المتأنق!!
    وهذا هو الداء الذي يعصف بأقلامنا.. ويديرها عن قبلتنا إلى منهج غيرنا.. وما إلى كهنة التغريب قصدت..! بل إلى إخواننا الذين نتوسََّم منهم الخير.. فوقعوا في أحابيل مَن لا يرجون لله وقارًا ورحم الله حافظًا فقد نادى بولوج هذا الباب نداء لزجاً دخل تحت ستاره الداخلون، فقال:
    فَارفَعوا هَذِهِ الكَمائِمَ عَنّا
    وَدَعونا نَشُمُّ ريحَ الشَمالِ
    وكأن ابن خلدون -رحمه الله- كان صادقًا حين عقد فصلاً نفيسًا في مقدمته الباذخة فقال: الفصل الثالث والعشرون في أن المغلوب مولع "أبدًا" بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده!
    وانظر إلى كلمة "أبدًا" هذه التي تصفع وَجَناتِ الغافلين أحلاسِ المقاهي!!
    ولقد نظرت إلى أعلام كتابنا فلم أجد عندهم هذه الذِّلَّة التي تترنح في دفاترنا الآن..!
    إن هذه العُجْمَة المستعربةَ التي اندلعت نيرانها في حياتنا الثقافية كائن غريب لم يعرفه آباؤنا الأولون الذين كانت أفكارهم متحدرةً من سماء القرآن الذي قال فيه ربنا المجيد: إنك أنت الأعلى

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أسامة مصلح
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    05 2007
    الدولة
    المنطقة الشرقية
    العمر
    39
    المشاركات
    3,040

    مشاركة: قَلَمٌ يكتب ضد هويتنا




    في كتاب ربنا وثقافتنا الإسلامية عموما
    ما يغني عن أباطرة وفلاسفة الغرب وحكمهم ومقولاتهم ,’

    والكاتب مايكتبه يعبر عن شخصه وثقافته .,

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية همس الروح
    *******
    قلم من ذهب
    تاريخ التسجيل
    09 2007
    المشاركات
    5,442

    رد: قَلَمٌ يكتب ضد هويتنا


    رائع جدا مقالك .. لامست به الكثير من الواقع

    واحاسيس كثيرة منثورة هنا ولكن اسمح لي ببعض التعليقات

    ما اجمل من لغتنا العربية .. فهى لغه القرآن الكريم

    وما تكنه من كنوز كثيرة باتت الان بعيده عن التناول اليومي

    احيانا كثيرة اتسائل لما بالمنزل او الخارج نضع بعض من الجمل الغريبة

    لا اعلم احيانا تعتبر ثقافه ايضا من ودهه نظر مصغرة

    بالنسبة للقلم والكاتب ..

    يلم الكاتب بكثير من الجوانب والاركان الفكرية والادبية

    سواء غربية .. هندية .. لاتينية .. وعربية

    الفلسفة والحكمة كنز يجب علينا ان نبحر به

    بغض النظر عن هوية الكاتب ..

    ولكن كقاريء او كاتب عربي ..

    علينا ان نختار ما يتناسب مع فكرنا وديننا

    احيانا كثيرة اقرا لكتاب غربيين يعجبني جدا

    كتاب او مقوله .. ولكن بمقوله اخرى الحاد ..

    ربما هو الحاد لدينا لفكرنا وديننا ..

    وهو شيء صيحيح لفكره ودينية

    ما هي الالة التي يستطيع القاريء انن ينتقي

    ويغربل ما يضيف اليه ويقوي من نبع الفكر

    هي الاطلاع ..

    الاطلاع على كل شيء

    لنتمكن من التفريق بين المغزى

    وربما هنالك لمحة او ان الفت اليها

    هنالك الكثيرون من المغررين باللغه العربية

    يكتبون باسامي عربية ..

    علينا ايضا ان ننظر نظرة فاحصه

    عالم الكتابه بحر لا قرار له

    وعالم المعرفه كون لا حدود له

    ولكن لدي سؤال .. لما نجمع كل الغرب على انهم اعداء

    لما نفرق بين التاريخ .. السنا أمة اخرجت للناس وكان خاتمة الكتب

    القرآن الكريم .. اي نحترم قبلتهم .. وديانتهم ..

    الا من اراد الطعن بنا ..
    ودي وتقديري

    يارا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •