أُحبّكَ أَكْثَر من حُزنيْ ,
أكْثَر منْ همّي , أكثَرُ منّي ,
أشعُر أنّي متصوفة حينَ أمارسُ حبي لَكَ !
،
جَعَلْتَنيْ أُبْصِرُ بِقَلْبِيْ,
فَلَمْ يَعُدْ يَمْلأُ قَلْبيْ سِواكْ , ولَا أرَى غَيْرَك !
أُغْمِضُ عيْنيّ فـ أرى صورَتُك التي خزّنتها الّذاكرة , وَكَأنّها لَم تَرى سِواكْ
أشدّ عَلَى أُذنيّ فأسمع صَوتُكَ , أَرفعُ رأسيْ إلى الَسماءْ فـ أَرى عينيكَ تَبتَسِمانِ لي
كلّ الأشْياء منْ حَولي تُشْبهُك , رُغمَ أنّه لا شَبيهَ لَكَ إلا أنت !
:
أَيَا وَجَعِيْ : رِفْقَاً بِبَصَري ,
أَنْتَ الّذِيْ أَهْوَى , أنتَ الّذي أَعْشَق !
أَتَوَجّعْ بكَ كثيراً كثيييراً ,
أتَوَجّعُ حِيْنَ تَقْتَرِبْ , حينَ تَبْتَعِد ,
و حيْنَ تَستَحْضِرُكَ الذّاكرَة
حتّى حِينَ أهمّ بِنَطْقِ اسْمِكَ أَتَوَجّع ,
أَبْحَثُ عَنْ أَكْبَرْ عَدَد مِنْ ذرّاتِ الْأُكْسِجِيِن , وَأَسْتَنْشِقُهَا دُفْعَةً وَاحِدة
فَتَنْقَبِضْ تِلْكَ الْعَضَلَة فِيْ شِقّيْ الْأَيْسَرْ .. يَخْرُجْ بَعْدَهَا حَرفُكَ الْأوّل،
وتَبْقَى بَاقِي الْأحْرُف حَبِيسَةَ صَدْري .. فَأَخْتَنِق !
ومَعْ كلّ هّذِهِ الْأَوْجَاعْ الّتي تُسَبّبْهَا , أَحْتَاجُكْ
أحْتَاجُكَ أَكْثَر مِنْ حَاجَتِي لِنَفسيْ , أَكْثَرُ من حَاجَتيْ للوُقُوف
أحتَاجُكَ وَطَن , ملاذ , ملجأ ومأوى , وشعورٌ بالإنتماء
فـ بداخلي طفلَة مُشرّدة تُريدُكَ أباً لها !
:
لا أُريدُ الْكَثير يَا قَلْب ,
فأحْلاميْ بسيْطة , وأمانيّ ( أَنْتْ ) !
أَحْلَامِيْ بيضااااء , كَبَيَاضِ قَلْبِكْ تمامَاً
بَسيْطَة جِدّاً , كَبَسَاطَةِ كَلِمَاتِي حِينَ تَكُونُ لَك !
||
أَحْلُمُ بِفُستَانٍ طَويْلْ , طَويييييلٌ جدّاًً ,
تُلبِسُني إياهُ أُمي وهِيَ تَبْكيْ , فَأُقبّلها وأَهمِسُ لَها:
أن لا تَحزَني أُمّي , اخْتَارَهُ قَلبِي / سَأَكُونُ مَعَهُ أسْعَدْ , سَأَكونُ بِهِ أَجْمَل
||
أَحلُمُ بكَ تَفُضّ عُذْرِيّةَ جَديْلَتي ,
وتَتَنَاثَرُ خَصْلاتُ شَعرِي عَلى يَدَيكَ , وَيسْقُطُ رأسْي على كَتفِكَ !
||
أَحْلُمُ بِكُوخٍ صَغِيْر , بَعيداً عَنْ مَدِيْنَتِنَا
نَسكُنُ بِه , بعْدَ أن أَسكُنَ إليْكْ !
||
أحلُمُ بِمُضْغَةٍ تَنْمُو بِأَحْشَائِيْ , تَكْبُرُ بِدَاخِليْ
تَتَنَفّسُ منّي , تُقَاسِمُني زَادي !
بطفلٍ يَكْبُرُ بيْنَ أَحْضانِيْ , يَأْخُذُ شَيئَاً مِنْ مَلَامِحِيْ , وجَميعَ تَفَاصِيْلكْ
أتغنّى بهِ كثِيْرَاً , أحْكِيْ لَهُ عَنْكَ ,
وكيف أني أحببتك حدّ الغرق بعينيك
كيف جمعنا الهوى والتقينا , كيف اهديتني قلبك..فمددتُ لك أناملي ..وطوّقتها
خاتم دفئ ....
وكيف اخترتُكَ وطناً يعود إليه نسب طفلك: لتلقّنه معنى الإحتواء ويرضع من صدري حُبّك .. وأبجد الوفاء!
سأحكيْ لهُ كيَفَ أنّك رجلٌ عظيمْ ,
وكَيْفَ أنّ أُمنِياتِي وَأَحْلامِي تَزْخَرُ بِك وتكبر معك !
:
( فَاصِلَة ) :
قَد قَالَتْ ليْ جدّتيْ يَوْمَاً , " يَا بُنيّتِيْ افْتَحِي صَدْرَكِ كُلّ صَبَاح , وَ ضُمّي كفّيْكِ وقرّبيهما
إلَى شَفَتَيْكِ .. وَ تَمنّي , ثُمّ أنفُثِي فيهِما وأَطلِقِي يدَاكِ للسَماء , سَيَسْمَعُ الرَبّ نداءَك
وسيسْتَجيب "
( نُقْطَة ) :
أخَافُ أن نّلْتَقي يومَاً فَأَقُولُ لَكَ : " أَمَا عَرَفْت أنّي صِرْتُ أمّاً ! "
15 يناير 2009