الحلقة الثالثة : الحرب العالمية الأولى والعالم العربي

واقع الوطن العربي قبيل الحرب العالمية الأولى
كانت البلدان العربية الأفريقية قبيل الحرب خارج نفوذ السلطنة العثمانية وكانت فرنسا تسيطر على كل من الجزائر و تونس و المغرب و موريتانيا و الصومال و جيبوتي وكان الإنجليز يبسطون نفوذهم على مصر وجنوب الجزيرة العربية وشرقها عدن و عمان و البحرين و الكويت وكان الإيطاليون يحتلون ليبيا أما العثمانيون فكانوا يسيطرون على ما تبقى من المشرق العربي كالشام والعراق والحجاز ومرتفعات عسير وجازان واليمن والخليج العربي أما نجد ووسط شبه الجزيرة العربية فغالب مقاطعاتها خاضعة للأمير عبد العزيز آل سعود .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
( الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1910م)

مع بداية الحرب بدأت اتصالات بريطانيا ببعض الزعماء العرب ومنهم الأمير عبدالعزيز آل سعود والشريف الحسين بن علي شريف مكة أما الأمير عبدالعزيز آل سعود فقد رفض المشاركة مع الانجليز في حربهم مع الدولة العثمانية واكتفى بإبرام معاهدة مع الانجليز تقضي مساعدة الأمير عبدالعزيز ضد العثمانيين مقابل مساعدة عبدالعزيز للإنجليز في شل قوة أمير حائل الموالي للدولة العثمانية وقد كانت هذه المعاهدة الإنجليزية ـ النجدية تقريبا في عام 1915 م

أما الشريف حسين بن علي أمير الحجاز ( ويسمى حامي الديار المقدسة ) فقد كان يطمح في دولة عربية تعم الجزيرة العربية والشام والعراق وفلسطين لذلك تحالف مع البريطانيين ضد الدولة العثمانية مقابل تعهد البريطانيين له بمساعدته في إقامة الدولة العربية التي يطمح لها
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الشريف حسين بن علي حامي الديار المقدسة عام 1915 م

في 10 يونيو 1916م أعلن الشريف حسين الحرب والثورة على العثمانيين بمساعدة عميل الإستخبارات البريطانية لورنس الشهير بلورنس العرب ، واستطاع أبنائه السيطرة على كامل الحجاز بمساعدة الإنجليز ثم تقدم ابنه فيصل نحو الشام ووصل بمساعدة الإنجليز إلى دمشق حيث خرج العثمانيون منها وأعلن فيها قيام الحكومة العربية الموالية لوالده الذي كان قد أعلن نفسه ملكا على العرب غير أن الحلفاء لم يعترفوا به إلا ملكا على الحجاز وشرق الأردن .

في نفس العام 1916م الذي اتفق فيه الشريف حسين بن علي مع الانجليز وقعت أيضا بريطانيا اتفاقات سرية مع فرنسا وروسيا نصت على تقاسم الدول العربية ثم حصلت اتقاقية سرية في نفس العام أيضاً بين بريطانيا وفرنسا فقط وسميت هذه الاتفاقية باتفاقية سايكس بيكو نسبة إلى كل من المندوب البريطاني مارك سايكس والمندوب الفرنسي فرانسوا جورج بيكو وقد قاما بهذه المفاوضات التي فضح أمرها بعد الثورة البلشفية في روسيا سنة 1917 وفي السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى إذ تعهدت لزعماء الصهاينة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال ما عرف بوعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917 .

نتوقف هنا وسوف نتعرف في الحلقة القادمة على اتفاقية سايكس بيكو وبنودها ووعد بلفور واستعمار بريطانيا وفرنسا للدول العربية والذي سمي بمسمى جديد وهو : الانتداب



تحيتي لكم

PureHeart

endless2006@hotmail.com