بسم الله الرحمن الرحيم
حين تكون مبتسما ضاحكا، ستجد الناس جميعا محلقين حولك، مستأنسين بك، لكن ما أن تدمع عينك،
ويبكي قلبك سيتفرق الجمع متذمرين ساخطين عليك، ولا يتركون خلفهم سوى صياحاتهم
" نكد .. في نكد !! "
حينها فقط ستعلم أنهم رفاق ضحك ومرح .. فقط مع كل الأسف!
لن تأبه كثيرا لهؤلاء وستحاول اللجوء للصديق الذي لطالما ظننت أنه ملجأك ومشفاك، وأنه الوحيد الذي
سيمد يده لعينك يمسح تلك الدمعة، لأنه تألم لألمك ولحزنك، وقدر الألم الذي تمر به،
لكنك حينها تكتشف حقيقة قاسية جدا، تكتشف أنه لا يفرق عمن سبقوه كثيرا، سوى أنه استبدل الصراح بالهمس، ويتركك قائلا لك كنت رفيقي يوم كنت مبتسماً .. واليوم دمعك قد ساوى بين البعد والوصل!!
تحزن هنا كثيراً .. وتتألم بعنف ..
لن تحزن لأنه تخلى عنك في هذا الوقت ..
بقدر ما تحزن لأنك أخطأت الظن وخابت آمالك ..
لكن سرعان مايمحو هذا الحزن .. ارتياح يبعثه ربك .. ويستقبله عقلك .. وقلبك ..
ارتياح بأن الحقيقة قد ظهرت لك .. قبل أن توغل في الوهم !
الظروف الصعبة أحياناً .. كريمة بقدر ماهي أليمة ..
كان الضرر نافعاً .. ونافعاً جداً ..
والحمدلله على بزوغ الحقائق !
فصديق هذه الأيام لم يعد مثل الأول ،، تغلب المصالح على كل شي فقديماً قيل:
المرء مرآة أخيه
إذا فلا بد لكل إنسان من صديق صادق وخل موافق ليكون له مرآة صافية تدله إلى ما فيه من عيوب
وترشده إلى ما يحيط به من نقائص وعيوب.
ولكن ما كل مرآة تفيد صاحبها فهي لا تفيد إلا إذا كانت مصقولة لامعة
وكذلك الصديق لا يؤدي رسالته ولا يقوم بمهمته ولا يخلص في صداقته ولا يبقى بأخوته
إلا إذا كان سهل الخليقة لين حسن المعاشرة وافر الأدب
تربى بين أحضان الفضيلة وتغذى على الأخلاق العالية
وعند ذلك تكون نفسه طيبة نقية صافية خالصة
يؤانس صديقه وينادمه ويشاطره في ملماته ويعاونه
ويرشده إلى ما فيه من سيء الخصال ويهديه إلى ما يحب أن يكون عليه من خلاله.