اليوم الثلاثاء.. نبض أوتار الساعة يعزف أنغام العاشرة والنصف ليلا .. فندق المهاري عروس تمرد جسدها على ضيق القماش.. اللافتات منتصبة.. تصفعها رياح الإنفلات.. البحر ينفث دموع الرطوبة .. السواح يحاولون كفكفتها بمناديل هواجسهم .
ما تفعل هنا ؟
- انتظري ..
قلم يرقص بين أناملي.. يستعد لطبع قبلة حارة على شفاه الورق .. نسفت أحلامنا في ومضة بتدوينه ملامح الرقم وطبعه بآهاته .
- طابت ليلتك .
- إلى اللقاء .
فتحت حقيبتها العالي جلدها بعض التجاعيد ..
أبرزت (ميدالية) تدلى منها مجسم صغير لجرة ماء !
تترنح منها مفاتيح ثلاث متفاوتة الأحجام .. أدارت المفتاح في الشق مرتين.. خائفة على باقات " الترنمك" تخشى أن يطيرها نسيم شرفتها.. فهي لا تعرف بأي المزاهر ستضعها .. مزهرية عيد ميلادها الراكض.. أم مزهرية تفتق حبها الجديد..
- من الطارق ؟
- هي جدتي أنهت (خرافة أم بسيسي) وستسرد حكاية (عيشة بنت الحوات) .
صخب جهاز الهاتف لاستقبال محادثة.
- ألو.. ألو.. من معي ؟
- المتيم بارتياد المجهول.. أفنيت تبغ الصمت..
استنسخت شعلة حب.. يا سيدتي صوتك أثار بداخلي وحش أبله .. نهم أعمى ..
- كفاك أضرام النيران .. دع وحشك في الأعماق يعربد ومن قنينة أحشائك يسكر .. لم يمض طويل وقت حتى غوّصني سرطان صمتي في قاع خلايا الوجد!
للقاصة الليبية : آمال فرج العيادي