15 فردا من عائلة الحدادي التي تسكن قرية رمادة خلب بمحافظة المسارحة يعيشون في واد غير ذي زرع، متسترين فيه بالقش وفروع الأشجار الجافة وخزانات المياه التي هي بالنسبة لهم ستارهم الوحيد في هذا العراء. فلا حوش يسترهم ولا فناء.
«المدينة» زارت تلك الأسرة البائسة، والتي كأنما دمر منزلها السابق زلزال، أو طمره سيل جارف، ولكن الواقع أن تلك الأسرة هي أصلا بلا منزل. وهو حلم عاشوا يحلمون به ليجمعهم تحت سقف واحد، حيث أصبحوا معايشين لجميع فصول السنة التي تمر عليهم في حوشهم المتواضع الذي لا سقف له.
رب الأسرة محمد يحيى حدادي تحدث لنا بكل مرارة وحسرة على حال أسرته التي تحلم ولو بغرفة واحدة تظلهم في وقت الهجير. حيث قال: أعيش هنا في هذا الحوش مع أسرتي المكونة من (16) فردا منهم زوجتان في حالة يرثى لها، فكل ما يستر عائلتي هي خزانات المياه وبعض القش الذي جمعناه من الأودية، بالإضافة إلى إنني دون أي دخل سوى الضمان الذي استلمه ولا يفي بمطالب الحياة، فكيف يكون الحال في ظل غلاء المعيشة الذي يشهده الجميع.وتناول أطفاله الحديث حيث قالوا ببراءتهم الطفولية: إننا نحلم أن يكون لدينا مكيف، والذي نسمع به مع الناس فقط،
كي نرتاح من لسعات الناموس الذي يرافقنا في النوم، ونتمنى أن يكون لنا تلفزيون نشاهد فيه الأفلام الكرتونية مثل باقي الأطفال.
الحدادي أخذ باقي الحديث وقال إن الديون أثقلت كاهلي،
وكل ذلك من أجل أن أوفر لقمة العيش للأسرة التي أعولها، ولكن يبقى حلمنا الكبير هو منزل يجمعنا تحت سقف واحد ويستر أسرتي البائسة.
المصدر :
المصدر