وأنا أيضاً اسمحوا لي بهذه المداخلة :

ومن الملاحظ أن صاحب الموضوع قد اقتصر بمفهومه على معنى كلمة "برب" بأن المراد بها هو الله سبحانه وتعالى واستدل على ذلك بآيات من القرآن الكريم "قل أعوذ برب الناس ""قل أعوذ برب الفلق "...

فاقتنع صاحب الموضوع من خلال استدلاله بأن كلمة "رب"لاتطلق إلا على الله سبحانه وتعالى ومن أجل ذلك أراد أن يحذر من استخدام كلمة "رب" وأن هذا اللفظ لايصح أن نطلقه لغير الله .

فلو تأمل في قوله تعالى :"وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ" لعرف بأن كلمة "رب"قد تطلق على غير الله .

ولو أنه اطلع على كتب السيرة وقرأ قصة عام الفيل لعرف العبارة المشهورة التي قالها عبد المطلب لابرهة الأشرم "أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه"بأن جعل عبد المطلب نفسه رباً لإبله .

ولوأنه قرأ الشعر العربي ودواوين الشعراء لوجد أن كلمة رب قد ذُكرت في الشعر العربي وقد تطرق لذكرها الشاعر بشار بن برد في قوله :

ربابة ربة البيت ..تصب الخل في الزيت

ربما يرى البعض بأن هذا البيت ومابعده من الأبيات لاتدل على شاعرية بشار بن برد لخلوها من المتعة البلاغية ولكن عندما تقرأ هذا البيت

كـــأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كـواكبه

فعندما تتذوق بيت بشار السابق تعرف غزارة شعره من خلال الصور التي تخيلها ورسمها في بيته السابق وهو أعمى ..فبشار بن برد شاعر كبير .

خلاصة بأن كلمة "رب"حتى وإن استخدمت من قبل الغرب وليست هناك قرينة تدل أو توضح هدفهم كآية قرآنية أو ذكر صفة من صفات الله فأرى أنه لامانع من استخدام اللفظة ولايقتصر مفهومنا على معنى كلمة "رب"بأن المراد بها هو الله سبحانه وتعالى .

هذا وبالله التوفيق مع شكري وتقديري لصاحب الموضوع .