لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: يجيب عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

مشاهدة المواضيع

  1. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدربه
    تاريخ التسجيل
    02 2008
    المشاركات
    3,500

    فتاوي يجيب عليها الشيخ عبد العزيز بن آل الشيخ - تحديث مستمر-

    يجيب عليها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ

    مفتي عام المملكة العربية السعودية



    كفارة الغيبة
    * فضيلة المفتي: ما صحة ما روي عن النبي أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته، تقول: اللهم اغفر لنا وله، وما معنى الغيبة؟
    - أما الحديث فلا يحضرني الآن حوله شيء، ولا أدري عنه، وأما الغيبة في حد ذاتها فهي محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عباده عن فعلها، قال تعالى: ا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12، وقال النبي: "كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه" فالغيبة محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب وشنيعة، وأما معنى الغيبة فقد بيَّن النبي معناها، لما سُئل عنها فقال: "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره" قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" والغيبة هي الكلام في عرض الغائب كما بين النبي أنها ذكرك أخاك بما يكره، فإذا كان أخوك غائباً وأنت وقعت في عرضه، ووصفته بما يكره، فقد اغتبته، وأثمت في ذلك إثماً عظيماً، وإذا ندمت وتبت إلى الله سبحانه وتعالى، فإن باب التوبة مفتوح، ولكن هذا حق مخلوق، ومن شروط التوبة فيه أن تستبيح صاحبه، فعليك أن تتصل بأخيك وأن تذكر له ذلك وتطلب إليه المسامحة، إلا إذا خشيت من إخباره أن يترتب على ذلك مفسدة أعظم، فإنه يكفي أن تستغفر له، وأن تثني عليه، وتمدحه بما فيه لعل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لك.



    اسم الله الأعظم وأسماء الله الحسنى
    * هل ثبت في الشرع المطهر تحديد أسماء الله الحسنى؟ وهل يمكن ذكرها؟ وما اسم الله الأعظم؟
    - قال الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } [الأعراف] وقال تعالى: { لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى(8)} [طه]، وأسماء الله الحسنى لا يعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى، وليس في القرآن والسنة حصر لها ويمكن حصر ما ورد في الكتاب والسنة منها، وقد جمع كثيراً منها بعض العلماء في رسائل ونظمها بعضهم كابن القيم في النونية، والشيخ حسين بن علي آل الشيخ في منظومته القول الأسنى في نظم الأسماء الحسنى، وهي مطبوعة ومتداولة، وأما اسم الله الأعظم فقد ورد أنه في هاتين الآيتين: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)} [آل عمران: 2]، وقوله تعالى: {الم (1) اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)} [آل عمران: 1 - 2]، وورد أنه أيضاً في آية ثالثة هي قوله تعالى في سورة طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً(111)} [طه] وذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.



    لا مانع من قراءة القرآن والإنسان مضجع
    * فضيلة الشيخ: هل تصح قراءة القرآن وأنا مضجع على السرير في البيت؟ وإذا كانت لا تصح فما تفسير الآية الكريمة: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191].
    - قراءة القرآن من المضجع لا بأس بها سواء أكان مضجعاً على السرير في البيت أو على الأرض، ولا بأس بذلك فيتلو الإنسان القرآن على أي حال كان، قائماً أو قاعداً أو مضجعاً، وسواء أكان متوضئاً أم محدثاً حدثاً أصغر، إذا كانت القراءة عن ظهر قلب، أما إذا كانت القراءة من المصحف فإن المحدث لا يجوز له مس المصحف حتى يتوضأ، والحاصل أنه لا مانع من قراءة القرآن على أي حال ما لم يكن الإنسان على جنابة، فإذا كان الإنسان جنباً، فإنه يحرم عليه تلاوة القرآن حتى يغتسل، وكذلك الحيض والنفاس يمنعان المرأة من قراءة القرآن إلا في حال الضرورة كخوف نسيانه.



    "المسبحة" إذا اتخذها ديناً وقربة فهذا يعتبر من البدع المحدثة
    * فضيلة المفـتي: ما حگم المسبحة بقصد تذكير حاملها باسم الله؟
    - المسبحة إذا اتخذها الإنسان وهو يعتقد أن في استعمالها فضيلة وأنها من وسائل ذكر الله عزَّ وجلَّ فهذه بدعة، أما أذا استعملها الإنسان من باب المباحات أو ليعد بها الأشياء التي يحتاج إلى عدها فهذا من الأمور المباحة، أما اتخاذها ديناً وقربة، فهذا يعتبر من البدع المحدثة، والأفضل أن يسبح ويعد التسبيح بعقد أصابعه أو غير ذلك هذا الذي ينبغي، أما اتخاذ المسبحة على أنها فيها فضيلة كما يعتقد بعض الصوفية وأتباعهم فتجدهم يحملون هذه المسابح الضخمة ويعلقونها في رقابهم؛ فهذا يدخل في الرياء ومن ناحية هو لا أصل له في الشرع فاستخدامه واستعماله يصبح من البدع المحدثة.



    هل إبليس من الملائكة؟
    * فضيلة الشيخ: قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 34]. فهل إبليس من الملائكة؟
    - هذا موضع خلاف بين أهل العلم، قيل: إنه من الملائكة لظاهر الاستثناء في قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74)} [ص]، ثم إنه بعد ذلك لما حصل منه ما حصل استكبر عن طاعة الله، فإن الله سبحانه وتعالى عاقبه وأحل به لعنته، وهذا قول ضعيف، والصحيح أنه ليس من الملائكة لقوله تعالى: { إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف: 50]، فالصحيح أنه ليس من الملائكة لأن الملائكة خلقت من نور كما في الحديث، والشيطان خلق من نار كما قال: { خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [الأعراف: 12].



    حكم قول: "ليته لم يحصل أوليته حصل"
    * كثير من الناس يقول للشيء: ليته لم يحصل؟ أو ليته حصل كذا وكذا ما حكم ذلك يا فضيلة الشيخ؟
    - إذا كان القول: ليته حصل كذا أو لم يحصل، إن كان القصد منه الندم على فوات فعل الخير، فلا بأس به؛ لأنه يحمل على الاستدراك لفعل الخير في المستقبل، والنبي قال لأصحابه: "لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى اشتريه ثم أحل كما حلوا" أو كما قال، أما إن كان القصد من الندم على الفائت الجزع من القدر وعدم الرضا عما قدَّر الله، فهو لا يجوز وقد حث النبي على فعل الأسباب النافعة، ونهى عن الإهمال والكسل، ثم بعد فعل الأسباب إذا فات المقصود، فقد نهى النبي عن قول: "لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا" وأمر المسلم أن يقول: "قدَّر الله وما شاء فعل" (رواه الإمام مسلم في صحيحه 25024) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.



    "البدعة" وما قيل حولها
    * أخذ الناس يبتدعون أشياء ويستحسنونها، وذلك أخذاً بقول الرسول: "من سنَّ سنة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة" إلى آخر الحديث، فهل هم محقون فيما يقولون؟ فإن لم يكونوا على حق، فما مدلول الحديث السابق ذكره؟ وهل يجوز الابتداع بأشياء مستحسنة؟
    - البدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يتقرّب بها إلى الله، قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (رواه الإمام البخاري في صحيحه ومن حديث عائشة - رضي الله عنها - وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (رواه الإمام مسلم في صحيحه) من حديث عائشة - رضي الله عنها - وقال: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" (رواه الإمام أحمد في مسنده، ورواه أبو داود في سننه، ورواه الترمذي في سننه) كلهم من حديث العرباض بن سارية، والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات أحاديث كثيرة ومشهورة، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المحققين كلام معلوم ومشهور وليس هناك بدعة حسنة أبداً. بل البدع كلها ضلالة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة"، فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وهذا يقول: هناك بدعة ليست ضلالة! ولا شك أن هذا محاد لله ولرسوله، أما قوله: "من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها" (رواه الإمام مسلم في صحيحه) من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه فهذا لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سنَّ سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقاً للكتاب والسنة، موافقاً للدليل، هذا هو السنة، فمن عمل بالسنة التي دلََّ عليها الكتاب والسنة، يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبيَّنها للناس وعملوا بها اقتداء به، فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي من العرب، عند ذلك رقَّ لهم الرسول تألم لحالهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به، لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سنََّ في الإسلام سنة فله أجرها وأجر من عمل بها" فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة، لأنها مأمور بها بالكتاب والسنّة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبيَّنها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها، كان له من الأجر مثل أجورهم


    حكم من عليها رمضانات في سنوات مضت
    * من عليها رمضانات في سنوات مضت لم تصمها وقد هداها الله والتزمت بشرعه ولا تعرف كم عدد هذه الرمضانات كيف تحتاط؟
    - تقدرها وتقدر عدد الرمضانات التي أفطرتها وتجتهد في تقديرها وتصوم ما يغلب على ظنها وتطعم عن كل يوم مسكين عن التأخير.




    لا يستجاب الدعاء لمن يأكل الحرام
    * ما الشروط التي يجب أن تتوافر في الدعاء حتى يقبل من الله عزَّ وجلَّ؟
    - الشروط التي يجب أن تتوافر في الدعاء للقبول أولها: الإخلاص لله أن يدعو الله مخلصاً له الدين كما قال تعالى: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [غافر: 14] فلا يكون الدعاء باللسان فقط بدون حضور القلب ولا يكون مع الشك في الإجابة، بل يوقن بأن الله قريب مجيب لا يكون عنده تشكك أو فتور، وكذلك من أهم شروط الدعاء تجنب المآكل والمشارب المحرَّمه والملابس المحرَّمة. قال صلى الله عليه وسلم في الرجل (يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده للسماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام فأنا يستجاب لذلك" فلا يستجاب الدعاء لمن يأكل الحرام.




    من ماتت أثناء الولادة فهي شهيدة
    * فضيلة الشيخ: لدي سؤالان الأول هل تسجد الحائض سجود التلاوة؟ والثاني: هل ورد في من ماتت قبل ولادتها أو أثناء ولادتها شيء؟
    - بالنسبة للسؤال الأول: لا تسجد الحائض سجود التلاوة، وجواب السؤال الثاني: نعم تعتبر شهيدة إن شاء الله تعالى.
    على الإمام الرفق بالمأمومين
    * ما حكم تطويل الصلاة؟ وكذلك هناك بعض المساجد معروفة بالإطالة يا شيخ؟
    - إن كان إماماً فليحاول الرفق بالمأمومين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيكم أمَّ الناس فليخفف فإن وراءه الصغير والكبير والمريض وذا حاجة، وإن كان وحده فليطل ما شاء، فليصل باعتدال إذا أطال القيام فليطل الركوع والسجود. ولا ينبغي للمساجد الإطالة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن معاذاً أطال قال: غضب عليَّ وقال أفتان أنت يا معاذ. وإذا كان برضا الجماعة فلا مانع ولهذا قال الصحابة: إن النبي يأمرنا بالتخفيف ويأمنا بالصافات لأن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءته كل يرغب فيها.




    حكم قراءة كتاب "العقد الفريد"
    * ما رأي الشيخ في كتاب "العقد الفريد" فأنا أقضي معظم وقتي في قراءة كتب الشعر الجاهلي، وكتب الأدب القديمة وأقرأ كثيراً في الروايات وغيرها؟
    - كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي كتاب أدب يشمل الأدب الجيد والأدب الردي، والطرف والحكايات فلا ينبغي للمسلم أن يشغل وقته بقراءته وإنما يقرأ ما استجاد منه إلى الجيد منه بقراءة وينتفع به، وأما الهزليات والأشياء التي لا فائدة منها فإنه يتركها.




    يجوز الشراء والبيع يوم الجمعة بعد الأذان الأول
    * ما حكم الشراء والبيع يوم الجمعة بعد الأذان الأول؟
    - هذا البيع جائز، المحرم بعد الأذان الثاني لقوله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)} [الجمعة] . المراد به الأذان الذي بين يدي الإمام لأن هذا هو الأذان المعهود في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وعمر وعثمان فلما قرَّر عثمان الأذان الأول وسنَّه للمسلمين تعلق الحكم بالأذان الثاني، وأما الأول فلا، لأن الثاني يدعو به للصلاة، أما الأول فهو للتهيئة فالحكم متعلق بالأذان الثاني أما الأذان الأول فلا شيء فيه.




    يجوز أن تصلي ركعتين ناوياً بهما تحية المسجد مع سنَّة الضحى
    * هل يجوز أن أصلي ركعتين ناوياً بهما تحية المسجد مع سنَّة الضحى؟
    - لا مانع لو جئت المسجد الساعة الحادية عشرة وصليت ركعتين جعلتهما سنَّة تحية المسجد وسنَّة الضحى فلا مانع من عبادتين أدخلتا.




    العمرة حسب الاستطاعة
    * أعمل بالرياض وأريد عمل عمرة لوالدتي المسنة وليس بإمكاني حالياً دعوتها لعمل عمرة هل يجوز لي عمل عمرة لها وهي على قيد الحياة؟
    - إذا كانت على قيد الحياة قادرة إن شاء الله فدعها حتى تأتي لعل الله أن يهيئ لها في المستقبل. أما إذا كانت لا تستطيع الوصول وتعجز فإذا اعتمرت عن نفسك فأخرج للتنعيم ولب بعمرة لأمك، أما إذا كانت قادرة فانتظر. والعمرة حسب الاستطاعة عن الشخص المقصود.




    حكم قراءة الإمام بعد الصلاة على الجماعة
    * أنا إمام عندما انتهي من صلاة العشاء أقرأ في كتاب الإمام النووي رياض الصالحين فأتاني رجل وقال لي لا تقرأ لأنك تشوش على المصلين ما رأيكم في ذلك؟
    - اقرأ على الجماعة والذين يصلون هم الذين أخطؤوا في التأخر، واقرأ بصوت معتدل ولا مانع من ذلك.




    معنى إسباغ الوضوء على المكاره
    * ما معنى إسباغ الوضوء على المكاره؟
    - إسباغ الوضوء إتمام الوضوء بحيث لا يبقى شيء من الوضوء من أعضاء لا يصل إليه الماء ولو قل فلا بد أن يعم حتى يكون سابغاً يعني مغطي لكل الأعضاء مثل الدرع السابغ. وعلى المكاره يعني في وقت البرد فإن الذي يتوضأ في وقت البرد يجد مشقة فيصبر على ذلك لأنه مأجور وإن كان فيه مشقة.




    كيفية وضوء المريض وهو على السرير

    * يعاني المريض وهو علي سرير المرض من قضية الوضوء فبعضهم قد يكون عليه أجهزة في يديه أو على صدره فيدخل الوقت والوقتان ويؤجل ذلك كيف يتوضأ؟ وهل يصلي وهو على غير القبلة؟
    - المريض الذي على السرير وعليه أجهزة ويحين وقت الصلاة الله سبحانه وتعالى يسَّر فإنه يتيمم ويكون عنده تراب أو شيء عليه غبار طاهر فيضرب عليه بيديه ويمسح وجهه وكفيه وإن كان لا يستطيع هو ذلك، فإن الذي عنده يمسح نيابة عنه مع النية بأن سيتأذنه ثم يضرب على التراب ويمسح وجه المريض وكفيه نيابة عنه، وبذلك تحصل الطهارة قال تعالى: {وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً } [النساء: 43]. فذكر المريض لأن المريض قد لا يستطيع الوضوء بالماء أو لا يستطيع الذهاب إلى مكان الماء لهذا يكفي منه التيمم. إما أن يتيمم هو بنفسه أو ييممه أحد الحاضرين بإذنه ويصلي ولا يترك الصلاة لأن بعض المرضى قد يترك الصلاة أوقاتاً كثيرة ويقول إذا خرجت أصلي بسبب أنه يرى أنه على غير طهارة وأن على بدنه أو ثوبه نجاسة وكل هذا لا يمنعه من الصلاة. لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن]. فلا يترك الصلاة بحال ولكنه يصلي على حسب حاله. قال صلى الله عليه وسلم: "يصلي المريض قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنب وفي رواية فإن لم يستطع مستلقياً ورجلاه إلى القبلة" وأما إن كان لا يستطيع استقبال القبلة فإنه يصلي ولو إلى غير القبلة ولو كان السرير إلى غير القبلة ولا يمكن تحويله إلى جهة القبلة فإنه يصلي على حسب حاله، وإن كان يمكن استقباله للقبلة فإنه يجب عليه ذلك لأن استقبال القبلة شرط لصحة صلاة الفريضة، والآن صار عند المرضى عند الأسرة - بفعل أهل الخير والدعاة إلى الله - صار عند المريض اسفنجه مشبعة بالغبار الطهور ومعدة لذلك وتوزع على المستشفيات فتيسَّر الأمر والحمد لله فيضرب على هذه الإسفنجة المشبعة بالغبار الطهور ويتيمم ويصلي.




    المصافحة والإمام يخطب لا تجوز

    * ما حكم المصافحة بعد الصلاة وكذلك في صلاة الجمعة والإمام يخطب، فبعض الناس يصلي ركعتين إذا رأى الإمام يخطب ثم يسلِّم عليك ماذا أفعل؟
    - اعتياد المصافحة بعد الفريضة لا أصل له ولا دليل عليه يكفي أن الإنسان يسلِّم إذا جاء إلى الصف، لكن إذا اعتاد الشيء ولو تركته ربما يجدون في أنفسهم عليك فإذا فعلته دفعاً للحرج فلا بأس في ذلك ولكن الأصل أنه غير مشروع، لكن إذا التزم به الناس ولو تركته وجدوا عليك فإنك تدفع الضرر عن نفسك هذا بالنسبة للمصافحة بعد الفريضة، وأما المصافحة والإمام يخطب فإنها لا تجوز لأنها حركة، وربما يكون فيها كلام ورد السلام ومخاطبة الرجل الذي إلى جنبك. وقد صح في الحديث أن من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفاراً ليس له أجر رغم أنه تكلَّف الحضور والصلاة لكن ليس له أجر، أبطل ثوابه بكلامه والإمام يخطب وكذلك الحركة والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مسَّ الحصى فقد لغى" يعني من خطط في الأرض وعبث بالتراب والإمام يخطب فقد لغى أي ألغى ثوابه يوم الجمعة وليس له فيها أجر، الواجب على الإنسان أن يستمع للخطبة وينصت ويقطع الحركة وإذا سلَّم عليك أحد فلا ترد عليه وإذا صافحك فلا تمد يدك إليه فإذا فرغت الخطبة فإنك ترد عليه وتبيِّن له.

    عليك قضاء الشهر كاملاً
    * بنت عمرها ثلاثة عشر عاماً أتتها الدورة وقالت لها أمها لا تصومي أنت صغيرة فلم تصم الشهر كله تقول أنا اليوم ما أعلم ماذا أفعل هل أقضي؟
    - نعم.. اقضي الشهر كاملاً وأخرجي خمسة وأربعين كيلو من الأرز والحب عن الشهر كله.


    لا مانع للحائض من غسل الميتة
    * هل يجوز للحائض تغسيل الميتة؟
    - لا مانع من ذلك الحيض حدث ما يهم جميع البدن هو حدث لكنه في موضعه فالحائض يدها طاهرة وريقها طاهر، فالنبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة يخلي رأسه إليَّ وأنا حائض، وتقول أنه كان يتكئ في حجري ويقرأ القرآن، وكانت تنام معه في فراش واحد وتحت لحاف واحد مما يدل على أن الحيض حدث لكنه موضعي ولا يعم كل الجسم نجاسة أو حدثاً إنما هو موضعي يمنع الصلاة ويجب تعميم جميع البدن في الغسل لا أن البدن نجس ولكن لأنها طهارة كاملة لأجل الحيض، وهي نجاسة معنوية وإن كانت الحائض حيضها حسي لكنه في موضعه ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر عائشة أن تغطيه قالت إني حائض قال: إن حيضتك ليست بيدك.


    وليمة الزواج سنّة
    * ماذا ينصح سماحتكم لمن يريد أن يعمل حفل زواج؟
    - أولاً وليمة الزواج سنّة، النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدالرحمن بن عوف أولم ولو بشاة، والنبي صلى الله عليه وسلم أولم على نسائه، فالوليمة سنّة مؤكدة مرغب فيها ولهذا رغب في حضورها وقال صلى الله عليه وسلم من لم يجب الدعوة فقد عصى أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، لكن لو فكرنا في الاختصار ولا يجوز عدم المماراة والمجاراة لكان هذا خيراً، لكن للأسف الشديد نرى أن الأمر في توسع كثيراً وما نرى من الاختصار شيئاً نرى في الحقيقة توسعاً كبيراً ووضع أنواع من المأكولات أظن ثلثيها لا يؤكل وهذا في الحقيقة فيه توسع في بذل المال لكن أرجو من جميع الإخوان ومن أرباب الفنادق ومحلات الزواجات أن يهتموا بالطعام وأن يكونوا على علاقة مع الجمعيات التي توسع على الفقراء لأنها نعم عظيمة الناس لا يأكلون نصف ما يوضع لكثرته وتنوعه وإذا نظرنا إلى أناس في غير بلادنا نجدهم في جوع وفي قلة، نحمد الله على هذه النعمة فينبغي أن نحمد الله عليها ونسأله سبحانه أن يحفظها من الزوال.


    هذا العمل إنفاق في الباطل
    * يسأل عن حكم الغناء مع الدف في يوم الزواج للنساء؟
    - الدف مأذون فيه، أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدف، وإعلان النكاح طيب وإظهاره شعيرة من الشعائر خير والحمد لله، ولكن يجب الاقتصار على الدف والأشياء البسيطة لكن جلب مغنين ومغنيات، وسمعت أن بعضهم ربما دفع له مئة ألف ونحو ذلك فهذا في الحقيقة إنفاق في الباطل.


    الدعاء بالمأثور أولى
    * هل يلزم الدعاء بالأحاديث المأثورة وهل هي أقرب لإجابة الدعاء؟
    - لا شك أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم أولى من كلام غيره، وأجمع من كلام غيره فالدعاء بالمأثور أولى { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [البقرة]. جمعت خيري الدنيا والآخرة، والنبي كان يدعو بها وإن دعا بغيرها جعلها من ضمنه، أدعية القرآن {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)} [الأحقاف]. وغير ذلك من أدعية القرآن، فالأدعية بالمأثور من القرآن أو من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بها أولى من الدعاء بغيره.


    العمل أمانة وقته وأداؤه
    * سائل يقول: أعمل في محل لمؤسسة وبقربنا مسجد فيه دروس بعد صلاة العشاء، فهل يجوز لي أن أحضر الدروس رغم أنها تمتد إلى أربعين دقيقة وأنا عندي دوام بعد الصلاة مباشرة هل عليَّ شيء إذا تأخرت هذه المدة وأعوضها في وقت آخر؟
    - هذه أمانة عندك، فالعمل أمانة عندك وقته وأداؤه، فإذا كنت تتأخر أربعين دقيقة سيفوت سوق، سيفوت موسم ليلي، لا بد أن تبادر أو تقيم من يقوم مقامك ممن تثق فيه لإدارة عملك، لكن لا بد من إشعار أرباب العمل حتى لا تضيع الفرص عليهم.
    رفع اليدين عند كل تكبيرة في صلاة الجنازة سنّة
    * ما الدليل الصحيح في صلاة الجنازة رفع اليدين أم عدم رفعهما عند التكبير؟
    - الفقهاء الحنابلة رحمهم الله يقولون: يُسن رفع اليدين عند كل تكبيرة قالوا: لأنها تكبيرة من قيام ثبتت في افتتاح الصلاة وتكبيرة الركوع وعند القيام وعند الرفع من الركوع فقالوا: يسن أن يرفع يديه عند كل تكبيرة.


    يمينك على ما صدقك به صاحبك
    * هل الحلف يكون على نية المحلوف له؟
    - في حديث: "يمينك على ما يصدقك به صاحبك" فإذا حلفت يميناً وواريت فيه يعني كنت في تورية تريد أن تخدعه فلا يصح ذلك، فاليمين الواجبة التي يراد منها إثبات حق فلا تحلف بيمين أنت متأول فيها وتريد أن ترد على صاحبك لا، يمينك على ما صدقك به صاحبك.


    الاستعاذة من الشيطان مطلوبة
    * إطلاق وجوب الأمر بالاستعاذة كما تقتضيه صيغة الأمر عند الإطلاق هل هو من السنة أم يبقى الأمر على الاستحباب؟
    - الله يقول: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل]. أي إذا أردت القراءة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فالاستعاذة مطلوبة لأن الشيطان يحول بينك وبين القراءة فإذا استعذت بالله من شره وفقت للاستمرار بالقراءة وعدم الانقطاع ووفقت للتدبر.


    دعاء المرأة بـ { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
    * في قوله تعالى: { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)} [الأنبياء] . هل تدعو بها المرأة أيضاً؟
    - نعم، لأنها مسكينة كثير من النساء تحتاج إلى ولد.


    الفحص الطبي قبل الزواج
    * ما حكم إجراء الفحص الطبي للزوجين قبل الزواج؟
    - لا بأس بذلك إذا خيف من مرض داخلي، مما يؤثِّر على الصحة، ويمنع من راحة الزوجين، واستقرار الحياة والطمأنينة فيها، فربما كان في أحدهما مس أو صرع، أو مرض مزمن ولو سهلاً، كربو أو سكر أو بلهارسيا أو روماتيزم، وهكذا مرض العقم، وعدم الإنجاب، لكن إذا كان ظاهر الزوجين السلامة، والبيئة والمجتمع الذي هما به لا توجد فيه هذه الأمراض ونحوها، فالأصل ألا مرض ولا خوف، فلا حاجة إلى فحص طبي لكل زوجين، لكن إذا قامت قرائن، وخيف من وجود مرض خفي، وطلب أحد الزوجين أو الأولياء الكشف لزمه ذلك، حتى لا يحصل بعد العقد خلاف ونزاع.


    حكم قول "اسألك الدعاء"
    * ما حكم قول المسلم لأخيه أسألك الدعاء؟
    - لا بأس بذلك، ولا سيما إذا كان أخوه من الصالحين، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يطلبوا من أويس القرني أن يستغفر لهم مع أنه دونهم في الفضل، وورد في حديث "ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وملك يقول آمين، ولك بمثل" ولأن الدعاء من أفضل الأعمال، ويرجى إجابته من العبد الصالح، وقد حكى الله عن نوح أنه استغفر لوالديه، ولمن دخل بيته مؤمناً، وللمؤمنين والمؤمنات، ونهى الله عن الاستغفار للمشركين ومفهومه فضل الاستغفار للمؤمنين.


    الحجاب عن المتخلف عقلياً
    * الشخص المتخلف عقلياً البالغ هل يجب على النساء أن يتحجبن عنه؟
    - إذا كان التخلف شديداً، بحيث لا يعقل ولا يفهم، ولا يدرك المعاني وليس له الشهوة التي تبعثه إلى النظر واللمس ونحو ذلك، ولا همة له نحو النساء، بل هو كالطفل أو أقل حالة، فلا حاجة إلى التحجب عنه، ويدخل في قوله تعالى {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: 31]، أما إذا كان يعقل بعض هذه الأشياء، وله ميل إلى النساء، ويظهر من كلامه أنه يحس بشهوة، فلا يُمكّن من دخوله على النساء، ويلزَمهن التحجب عنه، لقصة ذلك المخنث الذي قال لأخي أم سلمة: إذا فتحتم الطائف فإني سأدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمانٍ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أرى هذا يعرف ما ها هنا لا يدخل عليكن" رواه البخاري وغيره والله أعلم.


    معنى "حصوراً" في القرآن
    * وصف الله تعالى يحيى عليه السلام بقوله { وَسَيِّداً وَحَصُوراً} [آل عمران: 39] فما هو الحصور؟
    - الحصور في اللغة هو الممنوع، أو العاجز عن الشيء، ومنه قوله تعالى { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ } [البقرة: 196] أي منعتم وحبستم عن إكمال الحج أو العمرة، وقد فسر الحصور بأنه المنقطع للعبادة، والزاهد في الدنيا، وفسر بأنه الذي لا أرب له في الشهوات، وقيل: هو الذي لا حاجة له في النساء، والأقرب أنه من الانقطاع عن الملذات والملهيات، بحيث لا ينشغل عن الطاعة والعبادة، ولا يلزم منه عدم الرغبة في النساء، لقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً } [الرعد: 38] ورجح ابن كثير في تفسيره (1/362 سورة آل عمران:39) أنه لا يدل على الامتناع عن النكاح، والله أعلم.

    زيادة النفقة لأحد الأبناء
    * ما حكم تخصيص الابن طالب العلم بزيادة في النفقة وجزاكم الله خيراً؟
    - المخرج في مثل هذا أن يقول لأولاده: من أراد منكم أن يتفرغ لطلب العلم فله مني مبلغ كذا شهرياً مثلاً، أو نفقته عليَّ وما أشبه ذلك وبهذا تبرأ ذمته إن شاء الله، وأما النفقة فالمحتاج منهم وليس لديه عمل يكتسب من ورائه فأبوه القادر ملزم بالإنفاق عليه، والله الموفق.

    الموعظة عند القبر
    * عند الموعظة على القبر، يذكر البعض أحياناً بعض مناقب الميت استناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم" فهل فعله هذا صحيح، أم أن ذكر محاسن الموتى فقط عند مرور الجنازة، وليس في موعظة القبر؟!
    - ذكر محاسن الميت والشهادة له بالخير مطلوبان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال صلى الله عليه وسلم: "وجبت" ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال صلى الله عليه وسلم: "وجبت" فقال عمر رضي الله عنه: "ما وجبت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض" أخرجه البخاري 7631، ومسلم 949، ففي هذا الحديث مشروعية الثناء على الميت، إما خيراً أو شراً، بحسب ما كان عليه من عمل، وذلك ما لم يصل إلى حد الندب والنياحة والنعي المنهي عنه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" أخرجه البخاري 7921، ومسلم 301 من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وكما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة" أخرجه مسلم 401 والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، وكما في قوله صلى الله عليه وسلم: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه" أخرجه البخاري 0121، ومسلم 7351، ويكون هذا الثناء عند مرور الجنازة أو عند ذكره، كما أن الدعاء للميت من أفضل ما يفعل له، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل" أخرجه أبو داود 1223، أما الموعظة في المقبرة فينبغي أن تستغل فيما يرقق قلوب الحاضرين وينفعهم في دينهم ودنياهم والله المستعان.


    لا تفتي بما لا تعلم
    * إذا سُئلت عن شيء من أمور الشرع فهل أجيب مما أعرف مما قرأت؟
    - إذا كنت على ثقة مما تقول وعلى علم مما تفتي به. وفاهم لما وجه إليك من سؤال، وعالم بأن جواب السؤال هكذا بأن استمعت هذه الفتوى من عالم ونقلتها نقلاً صحيحاً من غير تحريف فلا مانع لكن لا تفتي بما لا تعلم.


    الأسباب المعينة على قيام الليل
    * ما الأسباب المعينة على قيام الليل؟
    - أولاً: النيَّة الصادقة والعزيمة القوية والرغبة، ثانياً: أن تنام مبكراً قدر استطاعتك ولا تسهر سهراً يفوّت عليك ذلك، فنومك على آية الكرسي، وآخر البقرة والمعوذتين وقل هو الله أحد تقرأها ثلاث مرات في كفيك وتمسح بها وجهك ورأسك وما استطعت من جسدك فإنك إن فعلت ذلك أرجو أن يكون من الأسباب المعينة لك على قيام الليل.


    الآيات القرآنية التي يُرقى بها من أصيب بالعين
    * هل هناك آيات قرآنية خاصة يُرقى بها من أصيب بالعين؟
    - النبي صلى الله عليه وسلم لما أزال الله أثر السحر عنه أرشد إلى المعوذتين كان أول يستعيذ ببعض المعوذات فلما أنزل الله عليه "قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذب برب الناس" قال: ما استعان مستعيذ بأفضل منها وما سأل سائل بأفضل منها.


    حكم الوضوء على اللصقة
    * هل يستعاذ بالله من الشيطان الرجيم أثناء التثاؤب؟ ومن كان عليه لصقة في أحد أعضائه وأراد الغسل فما الواجب عليه؟
    - بالنسبة للسؤال الأول: الوارد فليكتم ما استطاع ويضع يده ويكتم ما استطاع. أما جواب السؤال الثاني: إن كان يمكن مرور الماء عليها جعل الماء يمر عليها وإلا مسحها بيده فلا يلزم خلعها وإن أمكن أن يمر الماء عليها مر وإن زاد مسحها بالماء جاز، وإن تعذَّر تيمم لها.


    التراب يزيل النجاسة
    * هل يجوز إزالة النجاسة بغير الماء كالخل مثلاً أو بعض المطهرات؟
    - من العلماء من يقول لا تزال النجاسة إلا بالماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحيض أغسليه بالماء ثم حكي آخره، ومن العلماء من يقول المهم إزالة النجاسة فيجوز بالمطهرات، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتى أحدكم المسجد فلينظر إذا رأى في عينيه أذى فليمسحها بالتراب وليصل فيهما فدل على أن التراب يزيل النجاسة فالمهم أن تزول عين النجاسة.


    الزوج ينفق على زوجته ثمن العلاج
    * هل يجب شرعاً على الزوج إذا مرضت زوجته أن ينفق عليها للعلاج في المستشفيات ودفع ثمن الدواء؟
    ـ الله سبحانه وتعالى يقول: {ولا تنسوا الفضل بينكم} ويقول {وعاشروهن بالمعروف}، ومن رعاية الفضل للزوجة ومعاشرتها بالمعروف أن يقوم الزوج بعلاجها وشراء الدواء لها.


    البدعة وحكمها
    * ما البدعة في الإسلام؟ وما حكمها؟
    - البدعة كل أمر على خلاف ما شرع الله، فكل عبادة لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنها مبتدعة، لأنه لا تعبد لله إلا بما شرع لنا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وحكمها المنع، لأنها تخالف الشرع، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" متفق عليه، ومن شروط قبول العمل أن يكون خالصاً لله، وأن يكون على وفق ما شرع الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن معناهما ألا يعبد إلا الله، وألا يعبد الله إلا بما شرع في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وفق الله الجميع للالتزام بسنته والعمل بهديه صلى الله عليه وسلم واجتناب البدع والمحدثات.

    الأقرأ هو الأحق بالإمامة
    * من الأحق بإمامة المصلين وما هي شروط الإمامة أفتونا أثابكم الله؟
    ـ هذا الأمر قد حددته سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وواجبنا التقيُّد بالسنَّة واتباعها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنَّة فإن كانوا في السنَّة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً ولا يؤمنّ الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه"، أخرجه مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ، وقال الأشج في روايته مكان "سلماً" "سناً"
    وينبغي ألا يولّى الإمامة كل من يطلبها، بل يختار لها الأصلح، فالأصلح كما مرّ من حديث أبي مسعود ـ رضي الله عنه ـ ، والله أعلم.


    الدعاء للمسافر
    * هل رفع اليدين في دعاء السفر ودخول المنزل وركوب الدابة مشروع؟
    - لا أعلم نصاً يدل على مشروعية ذلك، إنما شرع الدعاء للمسافر وعند دخول المنزل، لكن رفع اليدين لا أعلم ما يدل على استحبابه، والله أعلم.


    معنى غلَّت أيديهم
    * قول الله تعالى في اليهود: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ} [المائدة: 64]، هل المقصود بالآية غلَّت أيديهم في الدنيا، أم في الآخرة؟
    - المعنى، غلَّت عن الخير، يعني أنهم بخلاء، والشح من لازم أحوالهم.


    حكم تحويل الذكر إلى أنثى والعكس
    * نشاهد ونقرأ في بعض الصحف العربية عن عمليات يقوم بها بعض الأطباء في أوروبا يتحول بها الذكر إلى أنثى والأنثى إلى ذكر فهل ذلك صحيح؟ ألا يعتبر ذلك تدخلاً في شؤون الخالق الذي انفرد بالخلق والتصوير وما رأي الإسلام في ذلك؟
    - لا يقدر أحد من المخلوقين أن يحول الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر وليس ذلك من شؤونهم ولا في حدود طاقتهم مهما بلغوا من العلم بالمادة ومعرفة خواصها ، إنما ذلك إلى الله وحده قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى]، فأخبر سبحانه في صدر الآية بأنه وحده هو الذي يملك ذلك ويختص به. وختم الآية ببيان أصل ذلك الاختصاص وهو كمال علمه وقدرته ولكن قد يشتبه أمر المولود فلا يدرى أذكر هو أم أنثى وقد يظهر في بادئ الأمر أنثى وهو في الحقيقة ذكر أو بالعكس. ويزول الإشكال في الغالب وتبدو الحقيقة واضحة عند البلوغ فيعمل له الأطباء عملية جراحية تتناسب مع واقعه من ذكورة أو أنوثة وقد لا يحتاج إلى شق ولا جراحة فما يقوم به الأطباء في هذه الأحوال إنما هو كشف عن واقع حال المولود بما يجرونه من عمليات جراحية لا تحويل الذكر إلى أنثى ولا الأنثى إلى ذكر وبهذا يعرف أنهم لم يدخلوا فيما هو من شأن الله إنما كشفوا للناس عمّا هو من خلق الله. والله أعلم.



    هذا العمل حرام وخيانة للأمانة
    * فضيلة المفتي لدي سؤالان: الأول: أمي أعطتني نقوداً وأشياء أخرى وطلبت مني أن أعطيها والد زوجي ثم أخذت منها بدون علم أحد هل عملي حرام وماذا عليَّ؟ أما السؤال الثاني: بيني وبين إحدى الصديقات خلاف وقلت عليَّ عهد من الله أني لن أسامحها ثم سامحتها فماذا عليَّ؟
    - بالنسبة لجواب السؤال الأول: نعم حـــــــــــــرام، وخيانة للأمانة {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا(58)} [النساء]. وأنت قصرت فردي إلى والدتك ما أخذته منها أو استسمحي منها بعدما تبيني لها ما أخذته منها. وبالنسبة للجواب الثاني: تكفّرين عن يمينك لأن عهد الله به منزلة اليمين.


    الدعوة ليست عنفاً وتشدداً
    * مما يلاحظ على الثقافة الإسلامية المعاصرة اليوم أنه يشوبها شيء من فكر بعض الفرق الضالة مثل الخوارج والمعتزلة، فتجد في بعضها تكفير المجتمعات والأفراد وتسويغ العنف ضد العصاة والفساق من المسلمين، فما توجيهكم؟
    - هذا منهج خطأ؛ لأن الإسلام ينهى عن العنف في الدعوة، يقول تعالى: {\ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل] ، ويقول لنبـيـه موسى وهارون عليهما السلام تجاه فرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى(44)} [طه]. والعنف يقابل بالعنف ولا يفيد إلا عكس المطلوب، وتكون آثاره على المسلمين سيئة؛ فالمطلوب الدعوة بالحكمة وبالتي هي أحسن وباستعمال الرفق مع المدعوين. أما استعمال العنف مع المدعوين والتشدد والمهاترات فهذا ليس من دين الإسلام، فالواجب على المسلمين أن يسيروا في الدعوة على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى حسب توجيهات القرآن الكريم. والتكفير له ضوابط شرعية، فمن ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام التي ذكرها علماء أهل السنة والجماعة حكم بكفره بعد إقامة الحجة عليه، ومن لم يرتكب شيئاً من هذه النواقض فليس بكافر وإن ارتكب بعض الكبائر التي هي دون الشرك.


    حكم قول"الخير والشر من الله"
    * هل هذه العبارة صحيحة الخير والشر من الله؟
    - نعم.. خالق الخير والشر الله قال: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ (62)} [الزمر]. لكن نقول مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والشر ليس إليك"، أي ليس إليك التقرب به وإلا فالله خالق كل أفعال العباد كليها خير وشرها وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وتؤمن بالقدر خيره وشره" فإنه شر بالنسبة إليه، أما الله فهو خير لأنه ابتلاء وامتحان.


    تصحيح العقيدة هو الأصل
    * هناك من يتساهل في أهمية العقيدة ويرى أن الإيمان يكفي، هل لكم بيان أهمية العقيدة للمسلم وكيف تنعكس عليه في حياته وفي علاقاته مع نفسه ومجتمعه ومع غير المسلمين؟
    - تصحيح العقيدة هو الأصل؛ لأن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هي أول أركان الإسلام، والرسل أول ما دعوا إلى تصحيح العقيدة لأجل أن تـنبني عليها سائر الأعمال من العبادات والتصرفات، ودون تصحيح العقيدة لا فائدة من الأعمال، قال تعالى: { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88)} [الأنعام ]، أي لبطلت أعمالهم. وقال سبحانه وتعالى: { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72)} [المائدة ]. وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)} [الزمر ]، من هذه النصوص وغيرها يتبين ما لتصحيح العقيدة من أهمية وهي أولى أوليات الدعوة، فأول ما تـقوم الدعوة على تصحيح العقيدة، فقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بعد بعثـته ثلاث عشرة سنة يدعو الناس لتصحيح العقيدة وإلى التوحيد، ولم تـنزل عليه الفرائض إلا في المدينة. نعم فرضت الصلاة عليه في مكة قبل الهجرة، وبقية الشرائع إنما فرضت عليه بعد الهجرة مما يدل على أنه لا يطالب بالأعمال إلا بعد تصحيح العقيدة، وهذا الذي يقول: إنه يكفي الإيمان دون الاهتمام بالعقيدة، هذا تناقض لأن الإيمان لا يكون إيماناً إلا إذا صحت العقيدة، أما إذا لم تكن العقيدة صحيحة فليس هناك إيمان ولا دين.


    لا إثم عليك في وفاة ولدك
    * كان لي ولد قبل عشرين عاماً خرجت لمدة ساعة وتركته نائماً وتركت ابنتي التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً عنده ثم أتيت من الخارج وهو يبكي، ولا أعلم هل أمضى وقتاً طويلاً أم قصيراً في البكاء مع العلم أني لم أجد ابنتي بجواره ثم بعد يوم أو يومين مرض وأخذناه للطبيب وبعد أيام توفي فهل عليَّ شيء؟
    - الأصل السلامة.. وأنت لم تمكثي وقتاً طويلاً حتى يقال إن الصياح والبكاء أثر عليه وبجواره أخته وعمرها ثلاثة عشر فهي مميزة، فيظهر والله أعلم أن هذا أمر قضاء وقدر من الله.

    لا إفراد لشهر رجب بعبادة معينة
    * هل صحيح أن شهر رجب يفرد بعبادة معينة أو بخصوصية؟ أرجو إفادتنا، حيث إن هذا الأمر ملتبس علينا، وهل يفرد أيضاً زيارة للمسجد النبوي فيه؟
    - شهر رجب كغيره من الشهور، لا يخصص بعبادة دون غيره من الشهور؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه لا بصلاة ولا صيام ولا بعمرة ولا بذبيحة ولا غير ذلك، وإنما كانت هذه الأمور تفعل في الجاهلية فأبطلها الإسلام، فشهر رجب كغيره من الشهور، لم يثبت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه بشيء من العبادات، فمن أحدث فيه عبادة من العبادات وخصَّه بها، فإنه يكون مبتدعاً؛ لأنه أحدث في الدين ما ليس منه، والعبادة توقيفية، لا يقدم على شيء منها، إلا إذا كان له دليل من الكتاب والسنة، ولم يرد في شهر رجب بخصوصيته دليل يعتمد عليه، وكل ما ورد فيه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان الصحابة ينهون عن ذلك ويحذرون من صيام شيء من رجب خاصة. أما الإنسان الذي له صلاة مستمر عليها، وله صيام مستمر عليه، فهذا لا مانع من استمراره في رجب كغيره، ويدخل تبعاً.

    كتب أدعية الطواف.. ضعيفة
    * أنا نويت العمرة لجدي هل يجوز لي أن أدعو من أحد كتب الأدعية لأنني لا أحفظ دعاءً؟
    - يا إخواني الدعاء في بعض المناسك التي وضعت بقولهم دعاء الطواف دعاء الشوط الأول ودعاء الشوط الثاني إلى السابع هذه أدعية معظمها أدعية ضعيفة المعاني وكثير منها مسجوع فقط وإذا تأملته وجدت فيه قصوراً وقلة فائدة وقد ترك الداعي به ما هو أفضل منه وهو { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)} [البقرة]. أو الدعاء بما ثبت في القرآن {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} [إبراهيم: 41]. "ربي اغفر لي وارحمني وتب عليَّ" الأدعية الواردة في الكتاب العزيز أو المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي أولى وأحق.. أما هذه الأدعية المخصصة للطواف فبعضها هازل ولا قيمة له فينبغي أن يكون الطائف يذكر الله فيقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله، ويقول: سبحان الله والحمد الله والله أكبر هن البقايات الصالحات، أكثر من ذكر "لا إله إلا الله من قالها في يوم مئة مرة كان كمن أعتق عشر رقاب وكتب له مئة درجة وحط عنه مئة خطيئة، فاختر من هذه الأدعية ما تشغل به طوافك، يقول صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الطواف البيتي وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله"


    قطع الصلاة من أجل مكالمة هاتفية
    * رجل يصلي في منزله السنّة الراتبة وأثناء الصلاة سمع والدته تكلم أخاه من خارج المملكة فقطع الصلاة لأنه خشي أن ينشغل في الصلاة ويريد أيضاً أن يحادث أخاه؟
    - يا أخي إذا كانت الصلاة فريضة فكملها أو سنّة فأتمها، أخوك لن يفوت عليك، قطع الصلاة التي قطعتها لأجل هذا ليس حسناً، هذه نافلة فخففها أما قطعها لأجل مكالمة ليس هناك ضرورة ملحة بإمكانك مهاتفة أخيك بعد ذلك.


    حكم بيع الصيدلي أدوية بها كحول
    * أعمل صيدلياً فأضطر إلى بيع بعض أنواع الدواء التي بها كحول فما حكم ذلك؟
    - إذا كان الكحول مما يتسامح بها كالكحول الضئيلة التي تتلاشى في عموم الدواء يسيرة فلا مانع وإن كانت الكحول تشكل نسبة قوية فيجب تركها والبعد عنها.



    وقت ركعتي الضحى
    * أنا رجل أذهب إلى الدوام الساعة السابعة والربع صباحاً، وقبل أن أذهب أصلي ركعتي الضحى سواء كان في الصيف أو في الشتاء، مع العلم أن الوقت المفضَّل فيه عندما ترمض الفصال، لكن العمل لا يسمح لي، فهل يجوز لي أن أصليها قبل أن أذهب إلى الدوام وأستمر على ذلك، أم أترك العمل وأذهب وأصليها في المصلى الموجود في المبنى عندما يشتد حر الشمس؟ وجهوني وجزاكم الله خيراً؟
    - الضحى سنّة، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك أبا هريرة رضي الله عنه كما قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: "بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام"، ووقت هذه الصلاة من ارتفاع الشمس قيد رمح، أي: بعد إشراق الشمس بما يقارب عشر دقائق إلى أن يأتي وقت الظهر، كل هذا وقت صلاة الضحى، فسواء صليتها في أول وقتها أو في وسط وقتها فكل ذلك جائز. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الأوَّابين حين ترمض الفصال" أخرجه مسلم، فهذا دليل على أن وقتها الفاضل عند اشتداد حر الشمس، ولكن لا يمنع ذلك من فعلها في أول وقتها، ولا سيما في حال السائل، فإنك صليتها بعد إشراق الشمس في منزلك، وحصلت أمرين: أولاً: أداء صلاة الضحى، وثانياً: كونك صليتها في المنزل، فهذا أفضل من صلاتها في العمل، فاستمر على هذا الفعل، ولا يضرك شيء وأنت مؤد للسنّة.



    احتفالات الميلاد من البدع المحدثات
    * تكثر احتفالات ما يُسمى عيد الميلاد في البلاد الإسلامية، فما حكم الشرع في ذلك؟
    - احتفالات عيد الميلاد من البدع المحدثات التي لا أصل لها في الشرع المطهر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه. وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه أنه احتفل بميلاده أو ميلاد أحد من أصحابه، وكذلك الصحابة لم يفعلوا ذلك، وهم أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحرصهم على ما جاء به، فلو كان الاحتفال خيراً لبادروا إليه. فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في أقطار العالم الإسلامي، فإن الحق لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يُعرف بالأدلة الشرعية.


    راتب الموظف المفرط في ساعات العمل.. حرام
    * سماحة الشيخ: ما حكم متابعة الأسهم عبر الإنترنت بالنسبة للموظف في عمله؟
    - دخول الموظف سوق الأسهم عبر الإنترنت في أوقات الدوام الرسمي أو استغلال وقت العمل للنوم والكسل وإضاعة وقت العمل محرم وخيانة من قبل الموظف ومن أسباب عدم قبول الدعاء. فالموظف مؤتمن على العمل ووقته وإذا كان محدداً بالحضور والانصراف والموظف مطلوب منه أداء العمل فتأخيره وتهاونه وإهماله وتكاسله وعجزه وكونه لا يقضي إلا حاجة من يلح عليه ويقف في وجهه ويطالبه، ومن غفل عنه تهاون ونسي معاملة الآخرين فهذا خيانة للأمانة، فعلى الموظفين مراقبة الله وأن يؤدوا ما كلفوا به سواء كان مدير الإدارة موجوداً أو غير موجود لأنهم يتقاضون عليه مرتباً فالنوم له محله في البيوت ووقت العمل للعمل، أما استغلال مكان العمل للنوم أو الاشتغال ببيع الأسهم وشرائها والاشتغال بالإنترنت وأمثاله ويغلقون عليهم مكاتبهم مدَّعين أنها اجتماعات ومهمات والواقع أنها الأحاديث تدور حول المصالح الذاتية البعيدة عن العمل ومتطلباته، والمدير المسؤول عن أي إدارة واجبه التنبيه والتذكير والأخذ على يد أولئك الكسالى الذين لا يبالون بالوقت ولا يبالون بالأداء. وبعضهم يأتي ويوقَّع ثم ينصرف ساعتين أو ثلاثاً وبعضهم يوقِّع صباحاً ولا يرجع إلا عند أذان الظهر أو بعد ذلك ولا يعلم هذا المسكين أن عمله هذا يجعله يتقاضى مرتباً بغير حق وأن هذا المرتب الذي يأخذه حرام عليه ما دام متصفاً بهذه الصفات الذميمة. إن التقصير والخيانة في أداء العمل من أسباب عدم استجابة الدعاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "رب أشعث أغبر يطيل السفر يرفع يديه يا رب يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذّي بالحرام فأنَّى يُستجاب له"

    قراءة القرآن غيباً لا يشترط لها الطهارة
    * سماحة الشيخ: ما حكم قراءة القرآن على المريض والقارئ ليس طاهراً هل هذا يجوز؟
    - ما فيها أي شيء إذا كان حدثاً أصغر جاز أن يقرأ القرآن على المريض عن ظهر غيب.


    بروا أمگم مهما بدر منها..
    * ما قولكم سماحة الشيخ في أم أهملت أبناءها وتركتهم للشارع يربيهم لم يعرفوا رعيتها ولا حنانها مهملة في نفسها وفي بيتها ولم تراع ظروف أبنائها ولا نفسياتهم ولا تعترف أصلاً بعطفها وبحنانها وعندما يكسر أحد الأبناء إناء تضربه وتسبه وتدعو عليه بلا رحمة وكذلك تسب الأقارب أمام الأبناء حتى لا يحبوهم فهل مثل هذه الأم تستحق البر أم لا؟
    - بر الوالدين أمر واجب على المسلم، وقد قرن الله حق الوالدين بحقه في كتابه {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا(36)} [النساء] وقال {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (38)} [البقرة] وقال: {$وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً(8)} [العنكبوت] وقال: {ّوّصَّيًنّا الإنسّانّ بٌوّالٌدّيًهٌ إحًسّانْا ""ر51ر"} [الأحقاف]. فنصوص الكتاب والسنّة توجب على الأبناء والبنات البر بالآباء والبرب بالأمهات، إهمال الأم سواء تربيتها، وقلة تعاملها وقلة أخلاقها لا يقتضي من الأبناء أن يجفوها وأن يبتعدوا عنها وأن يهملوها، الله جلَّ وعلا أمر الأبناء بالبر بالأبوين ولو كان الأبوان كافرين قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)} [العنكبوت]. وقال: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ (15)} [لقمان ]. يا من ابتلوا بإهمال الأم وقلة عنايتها لا تمتنعوا عن برها، بل زيدوا وجاهدوا في برها وقابلوا إساءتها بالإحسان وقابلوا جفاءها بالشفقة والحنان، وقابلوا غلظتها بلين الجانب وحسن الأخلاق وتقربوا بذلك إلى ربكم فإنكم إن بررتم بها مع جفائها وإهمالها دلَّ ذلك على أصالة الخير في نفوسكم وأن معدنكم معدن طيب فكونوا مع أمكم على أحسن حال تداركوا بقية عمرها وتقربوا لوالدتكم بالإحسان فلربما دعوة تخرج منها تصعد إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء فتنالوا بها سعادة دنياكم وأخراكم ويصلح الله لكم ذريتكم ويبارك الله لكم في أعماركم ويبارك الله لكم في أرزاقكم. وفقني الله وإياكم إلى ما يرضاه، فلو كان مجرد سوء خلق الأبوين يوجب الجفاء وعدم البر لما بر أحد بالأبوين فلنتق الله فيهما ولنتقرب إلى الله بالإحسان إليهما. رزقنا الله وإياكم العمل الصالح.


    الفرق بين قول "غفر الله له" أو "المغفور له"
    * قرأت أكثر من مطبوعة أن إطلاق صفة (المرحوم أو المغفور له) على الميت لا تجوز باعتبار أنه لا يجوز الشهادة لأحد بجنة أو نار إلا لمن شهد الله له ورسوله بذلك، وانطلاقاً من قوله تعالى: { فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ (32)}، لذا ينبغي أن يقال بدلاً منها: (غفر الله له، رحمه الله). والسؤال يا سماحة الشيخ إذا كان النهي عن صيغة المفعول به، أليس الفعل الماضي (غفر/ رحم) يعني تحقق وقوع الفعل، وبالتالي تتساوى صيغتا المفعول به والفعل الماضي في المعنى؟
    - قول القائل عن الميت: غفر الله له أو رحمه الله، هو من باب الدعاء له، وليس من باب الشهادة له بالمغفرة أو الرحمة، أما إطلاق لفظ المرحوم أو المغفور له على الميت، فإنه من باب الجزم والشهادة له بالمغفرة والرحمة. وقد أجمع سلف الأمة أنه لا يجزم لأحد بعينه بأنه مغفور له أو مرحوم، ولا يشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.


    هذه من وساوس الشيطان في الصلاة
    * هل التفكير أثناء الصلاة في الأمور الدنيوية يبطلها؟
    - إذا أدى المسلم صلاته بأركانها وواجباتها فصلاته صحيحة، وتبرأ ذمته بها، ولا تبطل بما يحصل للمصلي من وساوس وتفكير، ولكن تكون ناقصة؛ لحديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها" أخرجه أحمد وأبو داود. والنبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن العلاج من هذه الوساوس في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم: "أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني"

    هدايا الخاطب لمخطوبته لا تعد من المهر
    * تقدَّم لي شاب للخطبة، وقدم لي هدايا قيِّمة، وحدث خلاف مع والدي، والآن يطالب بما قدمه لي من هدايا، فهل هذا من حقه شرعاً؟
    - ذكر الفقهاء رحمهم الله أن هدايا الخاطب لمخطوبته لا تعد من المهر، فما أهداه الخاطب لمخطوبته قبل عقد النكاح، وكان أهلها قد وعدوه بالعقد، ولم يفوا بما وعدوه فله الحق في المطالبة بما قدَّمه من هدايا؛ لأنه بذلها في نظير النكاح، أما إذا كان الامتناع من جهته فليس له الحق في المطالبة بذلك. قال البهوتي رحمه الله في الروض المربع: "وهدية زوج ليست من المهر، فما قبل عقد إن وعدوه ولم يفوا، رجع بها"
    التعديل الأخير تم بواسطة ا.عبدالله ; 14 -06- 2009 الساعة 10:27 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •