المكالمة الثالثة

ويا الله من المكالمة الثالثة

تداخلت الخطوط
كنتُ أسمع اثنين يتحادثان
لم أُغلق الخط
حاولت أن أعرف حول ماذا يدور الحوار
أول ما بدأت أسمع هو "خلّ المسألة إنسانية"
وبعد ذلك اتضحت لي الأمور
كان الحوار بين رجلين أحدهما من صوته وكأنه على مشارف الأربعين والآخر في العقد الثالث
الأربعيني صاحب جوال وجواله مفصول عن الخدمة واتصل على خدمة العملاء لطلب إعادة الخدمة مؤقتاً
والثلاثني موظف في شركة الجوال

إليكم ما سمعت


قال الأربعيني"خلّي المسألة انسانية يا أخي الآن لو أصاب القصف بيتي وأصيب واحد من العائلة ايش بسوي "
الموظف "يا أخي أنا ما أقدر أسويلك أي شي , عليك فاتورة لازم تسددها"

الأربعيني"أنت تعرف إن كل الشبكات تعطّلت مع القصف وما بقي إلا شبكة الجوال الي هي تبعكم وإنت عارف الوضع الآن"
الموظف "يا أخي أنا ما أقدر أسويلك أي شي "

طبعًا لم يملك الأربعيني أعصابة فقال"شوف إنشالله صاوح يضرب شبكة الجوال تبعكم وينقطع كل الإرسال"
الموظف"هذا رأيك يا اخي"

الأربعيني"طيب يا سيدي إنت شاب فيك الخير مع السلامة"

وانتهت المكالمة ومن ثم أقفلت الخط
اتصلت مرات عدّة على نفس الرقم يتم الرد ولكن بدون صوت

معكم الله يا أهل غزة